من المعلوم أن أمريكا وعلى رأسها الإعلام الصهيوني دائما ما تحذّر من حجم انتشار الإسلام بسرعة كبيرة في الغرب، وممّا يثبت ذلك وجود التخوّف الرهيب الذي يملأ أمريكا من نشر الإسلام على أرضها ما كتبه نائب رئيس الكنيست الصهيوني موشي فيجلين: (إن أمريكا تسير اليوم في نفس الطريق الذي سارت فيه أوروبا في السابق، حيث ينتشر الإسلام بصورة غير مسبوقة)·
تحت عنوان: (كيف نحارب العدو الإسلامي؟) كتبت جلايت بين في صحيفة (يديعوت أحرونوت): (إن أوروبا يجب أن تدرك أن عدو الأمّة الأوروبية اليوم هو الإسلام، وبخاصّة الجاليات الإسلامية التي تحمل هويات أوروبية على اعتبار أن تلك الجاليات الإسلامية لم ولن تنسى خلفياتها الدينية، لهذا فإنها تموّل وتساعد جماعات الإرهاب العالمي التي تعمل تحت ستار الترويج للأفكار الإسلامية، لهذا فعلي أوروبا بذل قصارى جهدها من أجل حصار العقل الإسلامي علي أرضها ولا مانع من غسل دمائه من أجل خلق دماغ جديدة موالية للغرب وبعيدة كلّ البعد عن العقل الإسلامي)، على حدّ تعبيرها· فهل الإسلام سيموت؟ وهل سيكون بداية نهايته ستبدأ من أمريكا؟ سؤال يطرح نفسه بعد كلّ ما سردناه من المكائد وما رأيناه في كتاباتهم المسمومة ضد الإسلام لمحاربته وللصدّ عنه· الكاتب الأمريكي جيفري لانغ هو مسلم الديانة كتب صرخة استغاثة من أجل المسلمين الجدد في أمريكا وأبناء المسلمين المهاجرين إليها· تناولت هذه الصرخة المشكلات التي يتعرّض لها المسلمون في أمور دينهم وفي صلتهم بالمجتمع الأمريكي، تلك الصلة التي توقعهم بتناقضات واضطرابات في عقيدتهم وفي التزامهم بالدين· ويعلّق جفري لانغ آماله على المسلمين الأمريكيين الشباب باعتبارهم في أفضل موقع لإعادة تقويم التراث الواسع الذي ورثوه باسم الإسلام يخاطبهم (بما أنكم لم تنشأوا في ثقافة إسلامية تقليدية، ولأنكم تعلّمتم منذ اليوم الأول في المدرسة على البحث والسؤال والنقد والتحليل فأنتم المرشّحون الأساسيون لمحاولة فصل الدين عن الثقافة وللتمييز بين ما هو جوهري للإسلام من التفسيرات المقيّدة بزمان ومكان)· أمّا بالنسبة للجالية المسلمة ومشكلات الخلاف بينها فينصحها بعدم التنازع فيما هو جوهري للإسلام لأن ذلك سيزيدهم اقترابا من الطائفية والتنازع، وألا يطرحوا كلّ مسألة خلافية على التصويت، لأن طغيان رأي الأكثرية ربما يؤدّي إلى الانقسام كذلك، إنما ينبغي أن يكون الدافع الأول للمجتمع في أمور يكون خلاف الرأي فيها شديداً هو التوجه إلى التوافق والتسامح والتفاهم والتكيّف·