د
يبتسم الحظ، غدا الأحد، لمئات الآلاف من مستخدمي التربية في يوم يرونه “فأل خير” لأنهم سيشاركون في أضخم عملية ترقية في القطاع منذ الاستقلال للاستفادة من رتب عليا وزيادات في رواتبهم الشهرية ضمن 17 مسابقة مهنية، لكنّه يعتبر “يوما مشؤوما” لحوالي ربع مليون مستخدم لم يسعفهم نضالهم لتصحيح اختلالات القانون الأساسي الخاص بعمال التربية للالتحاق بزملائهم، سواء هذه السنة أو السنة القادمة، اعتبارا لكون التنازلات التي قدمتها الوظيفة العمومية هذا الموسم يمكن ألا تتكرر مستقبلا، في ظل تحذيرها الوزارة بعدم فتح القانون الأساسي لأنه سيزلزل شبكة أجور الدولة.
يشكّل القانون الأساسي لعمال التربية في الوقت الحالي، أهم حلقة للحفاظ على استقرار القطاع من الاحتجاجات والإضرابات من جانب الوزارة ومن جهة شركائها الاجتماعيين، فصنع عمال التربية الاستثناء عن باقي زملائهم في القطاعات الأخرى على الأقل الصحة والجماعات المحلية لكونهم في المراتب اللاّحقة من حيث تعدادهم الكبير، المطالبين بفتح القانون الأساسي ومعالجته لإنصاف ضحاياه البالغ عددهم ما يقارب ربع مليون مستخدم.
وازدادت القضية تعقيدا بإبقاء وزير التربية عبد اللطيف بابا أحمد من تلمسان، يوم الثلاثاء الماضي، على الغموض في شأن مسألة “القانون الأساسي” في جانب معالجة اختلالاته، ومدّد من عمر فتحه وإعادة النظر فيه إلى أجل لم يسمّه واكتفى بالتصريح “أعدكم بمعالجته”، لكنها عبارة رددها كثيرا منذ وصوله إلى الوزارة خلفا لسابقه بن بوزيد، ولم تلق استجابة لدى النقابات بالخصوص عند المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “كناباست” فشلّ الثانويات لـ10 أيام، ثم الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “إنباف” الذي منح للوزارة مهلة للوفاء بالتزامها، ولم يبق لها سوى 26 يوما قبل الدخول في احتجاجات.
مستشاور التوجيه “ترقيتنا تشبه كذبة أفريل”
وعن ضحايا وثيقة اسمها “القانون الأساسي”، فعددهم كبير قدّره مصدر مطلع لـ«الخبر” بما يقارب ربع مليون مستخدم من أسلاك التعليم والتربية والإدارة، وأولهم مستشارو التوجيه والإرشاد المدرسي الذين اعتبروا أنفسهم، حسب بيان لهم، تسلمت “الخبر” نسخة منه، ضحايا لما يشبه “كذبة أفريل” في تعامل الوزارة معهم في شق الترقية، وأوضحوا أن الرتبة الموالية لهم هي رتبة مفتش التوجيه المدرسي مكلف بإدارة مركز التوجيه التي يستحيل بلوغها، لأن عددها، حسبهم، على مستوى الولاية الواحدة لا يتجاوز المنصبين، فإذا شغل المنصب توقفت الترقية إليه ولا يشغر إلا في حالتي تقاعد المدير أو وفاته.
وأوضح المعنيون أن الوزارة اعترفت ضمنيا بأنّهم “ضحايا” لاختلالات القانون الأساسي، وذلك بوجودها في التصنيف بحكم أنهم يتقاطعون في مدة التكوين وشهادة التخرج والرتبة القاعدية (صنف 12) ويتفرقون في الترقيات الموالية، حيث يرقى مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي إلى رتبة مستشار رئيسي للتوجيه والإرشاد المدرسي في صنف 13، بينما يرقى النفسانيون في الصحة العمومية والتضامن الوطني إلى رتبة الرئيسي (صنف 14)، والأمر نفسه بالنسبة لمستشار التوجيه والتقييم والإدماج المهني في قطاع التعليم والتكوين المهنيين، إذ يرقى هو الآخر إلى رتبة مستشار رئيسي في التوجيه والتقييم والإدماج المهني في (صنف 14).
19 سلكا “قهرهم” الإقصاء في القانون الأساسي
كما ما تزال فئات معلمي وأساتذة مختلف الأطوار الثلاثة ومساعدو التربية والمديرون والمفتشون والنظار وموظفو المصالح الاقتصادية ومستشارو التربية ومستشارو التغذية المدرسية والمخبريون، يبحثون عن “ذواتهم” في أعقاب الضرر الذي لحق بهم في القانون الأساسي لعمال التربية، فهم يطالبون بإنصاف أسلاك التأطير بما يتماشى ومسؤولياتهم باستحداث منحة خاصة، فيما الوزارة ردت عليهم بـ«التزامها” بالإنصاف ومناقشة الاختلالات على مستوى لجنة خاصة مع الوظيفة العمومية ووزارة المالية.
وينتظر أيضا أسلاك التعليم الابتدائي ومعلمو المدارس الابتدائية، الفرج، وهم غير المتكونين الذين فاق عمرهم 40 سنة أثناء فترة التكوين، حسب مسؤول الإعلام في “كناباست” مسعود بوديبة لـ«الخبر”، الذين كانوا ضحية تعليمة صادرة سنة 2005 والتي منعت من ذلك، وكذلك الذين سنّهم أقل من 40 سنة، لأن التعليمة المتعلقة بتحسين المستوى تركت لهم الاختيار ولم توضح لهم آفاق هذا التكوين وارتباطه بالترقية.
ويلي هذه الفئة، الأساتذة المجازون والمهندسون سابقا في التعليم المتوسط الذين لم يستفيدوا مما استفاد منه زملاؤهم في التعليم الابتدائي المدمجون في رتبة مكوّن لكل من له عشر سنوات أقدمية، وكذا أساتذة مواد الإيقاظ (التربية التشكيلية والبدنية والموسيقى) المحرومون من التكوين، إلى جانب الأسلاك الخاصة والمشتركة في التربية الوطنية، منهم أعوان الإدارة كاتب عون حفظ البيانات ومساعد تمريض رئيسي وملحق المخبر وتقني المخبر ومخزني ونائب مقتصد، الذين أقصاهم القانون الأساسي.
عدد القراءات : 9793 | عدد قراءات اليوم : 9044
أنشر على
- See more at: https://www.elkhabar.com/ar/watan/371....Z7BJP8Lg.dpuf