المشكلة ليست مشكلتي إنها استشارة نفسية ومعها الجواب
وضعت للفائدة فقط ولمن يبحث عن حل لمشكلة من هذا النوع
السؤال
أنا امرأة متزوجة من 15 سنة، ولدي أربعة أطفال، وساكنة مع أهل زوجي، أحبهم وأحترمهم، وأحب زوجي بجنون، المشكلة أن أهل زوجي يعاملونني بكل استحقار؛ فليس لي وجود في المنزل، كل شيء مقفول عليه بالمفتاح؛ المجالس والأواني المنزلية ... وغيرها، وليس لي الحق في إدخال أي شخص إلى المنزل، المهم إنني صابرة لأجل زوجي.
لكن - للأسف - زوجي أشعر أنه لا يهتم بهذا الأمر، برغم أنني - في الفترة الأخيرة - طلبت منه سكناً مستقلاً، ومع أن ذلك من شروط الزواج لم أطلب هذا الطلب إلا من سنة واحده فقط، وكان الرد أنه سوف يبحث عن سكن خلال أشهر، ولكن؛ حتى الآن لم يتخذ أي خطوة جادَّة في البحث عن سكن، بل – للأسف - يعاملني كطفل يسكته بأي رد.
المهم؛ المشكلة أنني أخاف من كل شيء في حياتي، زوجي يتعمد إهانتي، وأهل زوجي يعاملونني أسوأ معاملة؛ ولا أستطيع الرد، حتى لو كنت على حق، حتى أطفالي؛ لا أستطيع الدفاع عنهم لو أُهينوا، وكل هذا بسبب خوفي وترددي.
أشعر أن حياتي تضيع، وأتمنى أن يساعدني أحد، أكون شاكرة له؛ فلو كتبت عن المشاكل التي أعانيها في حياتي، فلن يسعني الوقت ..
أملي في الله ثم فيكم، وجزاكم الله كل خيراً.
الجواب
سيدتي الفاضلة.. مرحباً بك في موقع (الألوكة).. وشكراً على ثقتك الغالية..
بدايةً: أحيي فيكِ صبركِ وحسن جواركِ وتعاملكِ مع زوجكِ، تيقَّني أن لهذا أجراً كبيراً عند الله، قد يفوق أعمالاً صالحة كثيرة؛ فالصبر من الخصال النادرة، التي تنقص الكثير من الناس.
أختي، أنت لست وحدك؛ فأكثر المشكلات التي ترد على المواقع الأسرية تدور حول العلاقة بين الزوجة وأهل الزوج؛ هذه مشكلة عامة يعانيها الكثير، والله المستعان.
أتفهم تماماً الجو الذي تعيشين فيه، ومدى قسوته، ولكنني أرى أن الحل الأساسي لمشكلتك يكمن فيك (أنت)؛ أنت أول من يحتاج إلى الدعم والمساندة؛ إن أهم شخص يجب أن نساعده ونسانده هو (أنفسنا)، أريدك أن تعلني أن الثلاثة أشهر القادمة مدة العناية بنفسك، اقضي الوقت بالعناية بنفسك، قومي ببعض الأفعال التي تشعرك بأنك مميزة، قومي بأفعال إيجابية بنَّاءة؛ كصلاة في ليل، أو صيام تطوع، أو فعل معروف مميز ... قدمي عناية خاصة بنفسك روحاً وجسداً، قومي ببعض الابتكارات؛ لإدخال السعادة على نفسك وأطفالك.
أولاً: قومي ببث روح جديدة في علاقتك الزوجية، حتى بعد مضي خمسة عشر عاماً, هناك العديد من الأشياء الرائعة التي يمكن أن تحيي بها علاقتك مع زوجك، وهناك العديد من المواقع الممتازة على الشابكة (الإنترنت) عن العلاقة الزوجية، ستجدينها عن طريق البحث في أي محرك بحث, وستعطيك أفكاراً رائعة.. أعطي اهتماماً خاصاً لأطفالك، واجعليهم مميزين؛ لأنك أمهم.
كل هذه الأفعال ستزيد من ثقتك بنفسك، وتُخلصك من التردد والخوف في داخلك.. أنت تستحقين الاحترام والتقدير.. وأثبتي لنفسك ذلك.
ثانياً: قومي كل صباح بإرسال رسائل إيجابية إلى نفسك، تذكري أن الكلمات التي تخرج من أفواهنا لا تذهب سدى في الهواء بل تعود إلينا لتعزِّز أو تقلِّل من أهميتنا واحترامنا لأنفسنا، توقفي عن إرسال الرسائل السلبية، مثل: (أنا امرأة ضعيفة، لا أحد يحبني، لا أحد يحترمني، إنهم يعاملونني بقسوة، أنا مسكينة ...)، وغيرها.. وابدئي من الآن بإرسال رسائل التعزيز الإيجابية إلى نفسك، مثل: (الحمد لله أنا بخير، لدي أربعة كنوز يتمنى الكثير من الناس مثلهم - أقصد أطفالك - أموري طيبة، أنا قوية ولن أعطي الفرصة لأحد كي يؤذيني ...)، وغير ذلك كثير.
ثالثاً: يجب أن نفرق بين أعضاء أسرة زوجك: أما أمه فهي كأمك، لابد أن تبدي لها كل الود والاحترام، وادفعي زوجك للبرِّ بها، وذكريه بذلك؛ فهذا مما يدخل السرور عليه، ويزيد من احترامه لك، وأما باقي أقاربه، فمنهم القريب ومنهم البعيد، وهم - بلا شك - ليسوا سواء.. قومي بتقوية علاقتك مع القريب منهم، ومع حسنة الخلق منهم، عبر المساندة والاستماع لها، وتقديم الهدايا في المناسبة الخاصة بها، وتجنبي سيئة الخلق دون أن تُظهري الضيق من أفعالها، كوني قوية أمامها، دون تجاوز لحدود الأدب, وتجنبي ذكرها بسوء أمام زوجك؛ فهذا قد يكون علامة ضعف.
رابعاً: بعد أن تشعري ببعض التحسن تجاه نفسك، كرري على زوجك حقك في الاستقلال في بيت خاص، مع التأكيد على حرصك الدائم على برِّ والديه، وأن هذا لن يؤثر على برِّه بهما، واستغلي لحظات التقارب والصفاء بينكما عبر الإشارة العابرة اللطيفة دون شكوى أو تذمر أو إصرار مزعج.
خامساً: ويبقى سلاح الدعاء، والتقرب إلى الله تعالى، والصبر، واللطف في التعامل مع الجميع، أقوى ما يمتلكه المسلم في حياته؛ فلا تتخلي عنه حتى لو سارت الأمور على غير ما تهوينه.. اسمعي قول الله عز وجل لنبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].
أرجو أن أكون قد قدمت لك ما يفيد، ولا تترددي في الكتابة لنا، ومرحباً بك دوماً في موقعكم (الألوكة).
والسلام عليكم ورحمة الله..