أنا طالب مدرسة عليا اعلام آلي تحصلت على بكالوريا ب 17 العام الماضي
لكن مستقبلي ضاع بسبب سوء الاختيار
وراني راح نسجل طب هذا العام .. اخطيكم من l'ESI
اقراو تفهموو
رسالتي إلى طلاب الباكالوريا ، خاصة من يفكر في المدرسة العليا للإعلام الآلي
"إذا أردت أن تدرس في أحسن مكان في الجزائر وأحسن جامعة وأحسن مستوى وأحسن إقامة وأحسن الأساتذة ، فاختر المدرسة العليا للاعلام الآلي esi "
هذا ما كنت أتوقعه العام الماضي بعد نيلي الباكالوريا فأين وجدت نفسي ؟
وجدت نفسي مع إيماني بكل قدراتي : في أحسن مكان للتعذيب :
أنهض كل يوم على السادسة صباحا ، أخرج بعد نصف ساعة لكي أجد الحافلة وإذا تأخرت لا خيار آخر إلا العودة للنوم لأن المدرسة تبعد 50 كلم من غرب إلى شرق العاصمة يعني 3 ساعات في الأيام الأولى يعني راحت الفترة الصباحية ويجب تبريرها وإلا غحتمال تستدعى إلى الإدارة للإمضاء على عدم تكريرها ،
وجدت نفسي في مهزلة مبنية في منطقة صناعية لا تدخلها الحافلات إلا قطار الضاحية
وجدت نفسي في عزلة عن العاصمة لاشتغالي كل يوم بالذهاب صباحا والعودة على السادسة والنصف إلى إقامة في رأس الجبل أين تكثر السرقة واللاأمن ،
زميلي يفقد في الشهر الأول هاتفه أمام باب الإقامة ، من يبالي، آخر يفقد أعصاب ركبته ومن يبالي ، أنا أموت جوعا لأن الأكل غير محترم ولا أجد من أين أبتاع لنفسي الخبز فأنا في رأس الجبل وبين أشجار الغابة
وجدت نفسي أبعد عن منزلي 400 كلم وليس بمقدروي الاتصال بالعائلة لأسأل عن أحوالهم لأن الشبكة الهاتفية معزولة في رأس الجبل وعندما يرن الهاتف أقفز من الفرح لأن هناك احتمال الاتصال بالمنزل
كنت دائما أجيبهم ب: الحمد لله وأنا أبكي دون أن أشعرهم خوفا من انقطاع الهاتف أثناء شكواي لهم فيقلقوا مما أنا فيه
وجدت نفسي مع أناس مثلي منهارين وفاقدين لأي أمل ، كلهم موهوب وكلهم ذو كفاءة وكلهم ذو طريقة في التعلم لكنهم مازالوا يصرون على تعليمنا بطريقتهم : خذ كل شيء ، تبا لمن لم يفهمني
وجدت نفسي لا أنام إلا 6 ساعات يوميا وأمضي اليوم نائما في القسم ومنهك القوى ولما حاولت النوم عاديا صارت الكارثة الكبرى :
إذا نمت 8 ساعات يعني على العاشرة من كل يوم ، يبقى لي ما بين السابعة والعاشرة لكي أتعشى ،(فكما تعلمون تعود الحافلة على السابعة ليلا) أرتاح وأراجع 10 صفحات كتبتها ذلك اليوم وأشاهد فلما وأقرأ كتابا وووو ربما أمارس بعض هواياتي إذا لم أفقدها بعد
لكن كيف أنظم 3 ساعات لأفعل كل هذا ، في الحقيقة كنت أنا م العاشرة لكني أستيقظ ال2 صباحا، لكي أكمل ما تبقى والآن أدركت أن هذا أشد ضررا فألغيت كل أعمالي حتى المراجعة وصرت أروح عن نفسي ببعض الألعاب حتى أنام وهكذا استطعت قضاء يوم عادي لكن النقاط راحت ولم تعد
حلمي قبل الباكالوريا كان في الإعلام الآلي ومرتكزا عليه فقط ، خطتي كانت مضبوطة بإحكام ومازالت لكن أنا لم أكن يالطريقة المناسبة قادرا على إتمامها ، حلمي الآن أن أنتقل إلى السنة الثانية بمعدل 10 مع أني كنت أدرس في الحافلة وفي المدرسة كل اليوم وفي اليل عنما ينام الكل ، تبا أخرى لمن أتعبني
هل هكذا يؤخذ العلم ، هل حقا تستحق الدروس الملقاة كل هذا العبء ؟ ماذا يفعل غيري؟
الإجابة أنهم يركزون خلال 8صباحا حتى 5 مساءا دون انقطاع وينامون في الحافلة نوم البؤساء ويسهرون اليل سهر السكارى ، تبا لمن يرى العلم يؤخذ هكذا
وجدت نفسي مع أساتذة (البعض منهم يقومون بأعمالهم في المستوى ) وكثير منهم لا يبالي ، بعضهم لا يجيد التكلم بجملة فرنسية صحيحة وغيره لا يفرق بين المذكر والمؤنث ، الجمع والمفرد، بعضهم لا يرى ورقتك بعد أن تشتكي وبعضهم يناقض ما يعطيك في الدرس ، المهم أن لا تناقشه
وجدث نفسي محاسبا على كل صغيرة وكبيرة ينطق بها ال(أستاذ) في القاعة المملة، أحيانا يذكرني بعضهم مع كل الاحترام بالبوكيمون الذي يغني لهم فينامون
وجدت نفسي أفقد شيئا فشيئا لغتي الأم ، وأفقد شيئا فشيئا مهاراتي في التأليف والتعبير والمطالعة ، هكذا كنت وكيف أصبحت ؟
وجدت الساعة تدور وتدور كل يوم وأنا عاجز عن رفع رأسي لأن نومي صار كوابيسا
أحلامي كانت بالمئات وصارت تعد على الأصابع
وجدت حقا دروسا نتلقاها يتلقاها غيرنا لكنهم كانوا في السنة الثانية وأنا كنت في الأولى ، كانوا أصحاب الاختصاص وكانت بالنسبة لي مادة تكميلية، كانوا يدرسون ذلك الدرس طول الفصل يعني 3 أشهر وأخذناه خلال 3 أسابيع والله 3 أسابيع أو أقل
مازلت مؤمنا بقدراتي وبأحلامي لكني فقدت الأمل أن أجدها في الجزائر
مشاريعي تحطمت و أحلامي تهدمت
إذا مازلت تظن أنك ستكون في المدرسة العليا للإعلام الآلي العام القادم فاتصل بي حينها حتى أمنعك من مثل هذه الشكوى لأني حذرتك