يوم كان بين أجيالهم من العز والظهور وما تعاقب فيهم من الدول القديمة والحديثة هذا الجيل في المغرب جيل قديم العهد معروف العين والأثر وهم لهذا العهد آخذون من شعائر العرب في سكنى الخيام واتخاذ الإبل وركوب الخيل والتغلب في الأرض وإيلاف الرحلتين ,,,,,,,,,,,,,,,وشعارهم بين البربر اللغة التي يتراطنون بها وهي مشتهرة بنوعها عن سائر رطانة البربر.ومواطنهم في سائر مواطن البربر بإفريقية والمغرب.فمنهم ببلاد النخيل ما بين غدامس والسوس الأقصى حتى أن عامة تلك القرى الجريدية بالصحراء منهم كما نذكره.ومنهم قوم بالتلول بجبار طرابلس وضواحي إفريقية.......................... والأكثر منهم بالمغرب الأوسط حتى أنه ينسب إليهم ويعرف بهم فيقال وطن زناتة.ومنهم بالمغرب الأقصى أمم أخرى وهم لهذا العهد أهل دول وملك بالمغربين.وكان لهم فيه دول أخرى في القديم.ولم يزل الملك يتداول في شعوبهم حسبما نذكره بعد لكل شعب منهم إن شاء الله تعالى.::..........//,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
فصل في أولية هذا الجيل وطبقاته
أما أولية هذا الجيل بإفريقية والمغرب فهي مساوقة لأولية البربر منذ أحقاب متطاولة لا يعلم مبدأها إلا الله تعالى ولهم شعوب أكثر من أن تحصى مثل مغراوة وبني يفرن وجراوة وبني يرنيان ووجد يجن وغمرة وبني ويجفش واسين وبني تيغرست وبني مرين وتوجين وبني عبد الواد وبني راشد وبني برزال وبني ورنيد وبني زنداك وغيرهم.وفي كل واحد من هذه الشعوب بطون متعددة.وكانت مواطن هذا الجيل من لدن جهات طرابلس إلى أوراس والزاب إلى قبلة تلمسان ثم إلى وادي ملوية.وكان الكثرة والرياسة فيهم قبل الإسلام لجراوة ثم لمغراوة وبني يفرن.ولما ملك الإفرنجة بلاد البربر ودانوا لهم بدين النصرانية ونزلوا الأمصار بالسواحل وكان زناتة هؤلاء وسائر البربر في ضواحيهم صاروا يؤدون لهم طاعة معروفة وخراجاً معروفاً مؤقتاً ويعسكرون معهم في حروبهم ويمتنعون عليهم فيما سوى ذلك حتى جاء الله بالإسلام وزحف المسلمون إلى إفريقية وملك الإفرنجة بها يومئذ جرجير زناتة والبربر على شأنه مع المسلمين وانفضوا جميعاً.وقتل جرير ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ما فرغ شأن الردة من إفريقية والمغرب وأذعن البربر لحكم الإسلام وملكت العرب واستقل بالخلافة ورياسة العرب بنو أمية اقتعدوا كرسي الملك بدمشق واستولوا على سائر الأمم والأقطار وأثخنوا في القاصية من لدن الهند والصين في المشرق وفرغانة في الشمال والحبشة في الجنوب والبربر في المغرب وبلاد الجلالقة والإفرنجية في الأندلس./,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
فقام برابرة كتامة ومن إليهم من صنهاجة وملكوا إفريقية من يد الأغالبة.ورجع العرب إلى مركز ملكهم بالمشرق ولم يبق لهم في نواحي المغرب دولة ووضع العرب ما كان على كاهلهم من أمر المغرب ووطأة مضر بعد أن رسخت الملة فيهم وخالطت بشاشة الإيمان قلوبهم واستيقنوا بوعد الصادق أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده.فلم تنسلخ الملة بانسلاخ الدولة ولا تقوضت مباني الدين بتقويض معالم الملك وعداً من الله لن يخلفه في تمام أمره وإظهار دينه على الدين كله.فتناغى حينئذ البربر في طلب الملك
لخبر عن بني يفرن وأنسابهم وشعوبهم وبنو يفرن
هؤلاء من شعوب زناتة وأوسع بطونهم وهم عند نسابة زناتة,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,ومن أشهرهم بنو واركوا ومرنجيصة.وكان بنو يفرن هؤلاء لعهد الفتح أكبر قبائل زناتة وأشدها شوكة وكان منهم بإفريقية وجبل أوراس والمغرب الأوسط بطون وشعوب فلما كان الفتح غشي إفريقية ومن بها من البربر جنود الله المسلمون من العرب فتطامنوا لبأسهم حتى ضرب الدين بجرانه وحسن إسلامهم.