الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
التصوف الإسلامي: إتِّباع الرسول وصفاء المعاملة
قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} الأحزاب.
أمر الله تبارك وتعالى بالقول السديد وهو عبارة عن القول الذي حسّنه الشرع. ليس القول الحسن ما يعتبره الناس الذين ليس لهم فهم في الدين قولاً حسناً.
لأن الناس الذين لا عبرة بهم لجهلهم بالدين قد يرون القولَ الفاسدَ حسناً وقد يرون القولَ الحَسَنَ في شرع الله تعالى قولا فاسداً.
إنما العبرة بالناس الذين لهم فهم بالدين أي يعرفون كتاب الله ويعملون بأحكامه فهؤلاء الذين يُعتبر فهمهم صحيحاً ويُقتدى بهم لأن القاعدة الدينية التي لا يختلف فيها اثنان من المسلمين " أن ما حسَّنه الشرعُ فهو حَسَن وما قَبَّحه الشرعُ فهو قبيح".
فالغوغاء الذين لا يعرفون إلاّ أن يتبعوا الناسَ بدون دليل وبدون معرفة بأحكامِ شريعةِ الله إنما ينظرون إلى المظاهر فيتبعون كل ناعقٍ فإن هؤلاء كلا شىء عند الله.
ومما ابتلينا به في هذا العصر أناس يروجون الأكاذيب الملفقة والأقاويل الفاسدة باسم "الصوفية" وهم في الحقيقة ما عرفوا من الصوفية إلا الاسم.
ولاجتناب الوقوع في طاماتهم ينبغي معرفةُ طريق الصوفية من أسياد أهل الطريقة والحقيقة وتوعيةُ الناس ونصحهم بالابتعاد عن الذين يُحسِّنون للناس ما قبَّحه الشرع ويقبحون ما حسّنه الشرع ويموهون على الناس.
وأول الصوفية أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثم أشباهه في سيرته التي هي صفاء المعاملة واتِِّباع الرسول. فمن عامَلَ ربَّه معاملةً صافية وعامَلَ خَلْقَ اللهِ معاملةً صافية وأخلَص لربه في سره وأحسن علانيته فذلك هو الصوفي الذي تُستنزل الرحمات لذكره.