كنا نتندر على مقولات طغاة العرب ان بلده مختلفة عن بلاد الثورات فنظام مبارك قال مصر ليست تونس والقذافى وابناؤه قالوا ليبيا ليست مصر وتونس وصالح قال اليمن ليست مصر وبشار قال سوريا ليست مثل من سبقها , لكنها مقولات تحمل قدرا كبيرا من الصحة , فكل بلد له ظروفه الخاصة وبالذات سوريا .
التدخل الخارجى فى ليبيا كانت مخاطره محدودة , فهناك ثمن معلوم للتدخل الخارجى يتمثل فى الاستفادة من الموارد النفطية الهائلة فى ليبيا , لكن فى سوريا الثمن لن يكون ماليا بقدر ما هو سياسى .
ليبيا عوامل التقسيم فيها اقل بكثير من سوريا , فليبيا كل اهلها مسلمين وكلهم سنة وبل وكلهم مالكية ايضا , والشقاق الامازيغى العربى او الجهوى يمكن استيعابه اذا احسنت ادارة مورد ليبيا الكثيرة بالنسبة لعدد السكان القليل بما يشكل عامل اغراء لجميع الاطراف للحفاظ على الوحدة .
اما سوريا فهى بها عرب وكرد وتركمان وبها مسلمين ومسيحيين وبها سنة وشيعة وعلويين ودروز ومرشدية وممل ونحل لا يعلم بها الا الله , وكل هذه عوامل تقسيم قوية .
وبالتالى لابد من وجود كتلة كبرى تجمع حولها باقى الفرق , وهذه الكتلة بلاشك هى الكتلة السنية فى سوريا التى تحملت العبء الاكبر والاقسى للثورة , لكن هذه الكتلة مازالت قوتها مشتتة , فمجموعات العمل العسكرى غير موحدة والاحزاب السياسية مختلفة فيما بينها , وبالتالى تدخل غربى حاليا يعنى اننا نعطيه سوريا لكى يعيد تشكيلها كيفما يشاء بما يؤدى الى ضياع ثمار التضحيات الهائلة , وبالتالى فالاقل سوءا هو احتمال المزيد من التضحيات من اجل انضاج الثمار لصالح الشعب السورى الذى يبذل التضحيات .
هناك جهود تجرى لتوحيد القوى العسكرية داخل سوريا تتوازىمع جهود لتوحيد القوى السياسية فى اطار واحد , هذا هو الاهم فى هذه المرحلة مع دعم الجيش السورى الحر بفصائله التى تعمل على الارض من اجل تحقيق النصر اما التدخل الغربى فى سوريا فله عواقب وخيمة
اؤيد سياسة مرسى الرافضة للتدخل الغربى بشرط ان يكون الرفض مقرونا بعمل حقيقى على الارض لمساعدة اخواننا فى سوريا