|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
التربية المضادة لقدرات الانسانية في الطفل والمجتمع
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2012-07-12, 11:48 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
التربية المضادة لقدرات الانسانية في الطفل والمجتمع
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إذا نظرنا إلى طريقة تربية الأطفال و محاولة إدخالهم عنوة إلى المنظومة الاجتماعية و الفلكلورية ، نعرف حينها كيف يتم كبت القدرات الإنسانية الكامنة و قمعها في أرضها . فمعاقبة الطفل بقسوة ، من اجل إخضاعه للمنظومة الاجتماعية ، تعتبر تقليد اجتماعي قديم منذ بزوغ الحضارات الإنسانية الأولى . توارثتها المجتمعات من جيل إلى جيل . و إذا نظرنا إلى هذه العملية ( التي هي بنظرنا ضرورة اجتماعية ) ، نلاحظ أنه لا علاقة لها بتطوير الطفل و تنشئته ، لا من الناحية العاطفية و لا البديهية ، و لا النفسية ، و لا الفكرية ، و لا العقلية . و القصد الوحيد من هذه الطريقة هو إخضاعه و السيطرة عليه منذ البداية ، بكل الوسائل الممكنة ، و لو كان ذلك عن طريق العقاب ، التذليل ، التهديد ، الضرب ، التصنيف ، و غيرها من وسائل تعمل على تحطيم إرادته و استقلاليته . أما المبرر الذي يجيز هذا العمل الاستبدادي المنظّم ، فهو أن الأطفال الذين نشؤا بغير هذه الطريقة لا يناسبون المنظومة الاجتماعية عندما يبلغون . فيواجهون حينها صعوبات كثيرة . إذا ً ، هذه الوسيلة المتبعة في تربيتنا و تنشئتنا ( و المبررة في جميع المجتمعان و الثقافات المختلفة ) ، و التي تهدف إلى نسيان من نحن ، و ما نحن عليه ، لنصبح ما يريده الآخرين و ما يتوقعوه منا ، تعتبر عنصر أساسي من عناصر البقاء ! لأننا لا نستطيع العيش دون مجتمعاتنا و نظرتها الإيجابية تجاهنا . أما قدراتنا الحقيقية الكامنة ، فهي خارجة عن الموضوع . هي قضية جانبية مقارنة مع عملية التماشي مع المنظومة الاجتماعية التي هي الأهم . و بما أننا نعتقد بأن المنظومة الاجتماعية تهدف إلى مصلحتنا ، فبالتالي ، وجب علينا إطاعتها و التماشي معها و مسايرتها ، و لو على حساب أرواحنا . أما من ناحية إنماء قدراتنا الكامنة ، فسوف لن نجد أي فرصة لظهورها في هذا النموذج الاجتماعي السائد بين جميع شعوب الأرض . فالحكومات في جميع دول العالم ، هي مشغولة بمواضيع استراتيجية و سياسية و بنيوية مثل : من هو المسيطر ، من له سلطة على من ، من يملك الميزانية الأكبر ، أين يوجد المال و الربح الاقتصادي ، من ينجح في الانتخابات ، من هو الرجل المناسب لمنصب معيّن ، لفلفة فضائح متعلقة بالفساد ، فضائح سياسية ، مالية ، أخلاقية ... أما عملية تطوير قدرات مواطنيها العقلية ، فهي ليست مدرجة بين الأوليات ، أو حتى أنها ليست في برنامج عملها إطلاقاً !. كيف يزيدون من قدرات شعوبهم العقلية في الوقت الذي يفضلون فيه أن يحكموا جماهير غبية ؟!. أليس هذا أفضل و أسهل على الحكومات ؟!. لماذا وجع الرأس ؟. و بالقدر ما نميل إلى التعاليم الروحية الأصيلة و نتوق لها ، نجد بالمقابل أنه لا يمكن أن نجد ضالتنا في رحاب المؤسسات الدينية الرسمية . فهذه المؤسسات لا تهتم بتنشئة قدراتنا العقلية بقدر ما تهتم بإلزامنا بتعاليم و مسلمات محددة لا يمكن الخروج عنها . و من اهتماماتها الأخرى هو توسيع دائرة عملها ، جمع المال في سبيل التوسّع ، تكريس جهدها و توجهاتها في سبيل مواجهة المذاهب الأخرى ، و منافسة الأديان الأخرى ... أما سياستها تجاه الرعية ، فهي تعمل على استخدام عاملي الخوف و الإثم و الخطيئة ، في سبيل المحافظة على ولائهم و التزامهم التام . أما المؤسسات المالية و الاقتصادية و الصناعية المختلفة ، فهي أيضاً لا يناسبها تطوير قدرات الإنسان العقلية . لكن إذا اتخذت هذا التوجّه ، يكون فقط من أجل جعل الإنسان أكثر إنتاجاً ! فتساعده مثلاً على إزالة الجهد القاتل الذي ينتج عن نظامها الاستعبادي ، فتموّل بعض دورات اليوغا ، أو تشجّع الموظفين على القيام ببعض الجلسات التأملية في سبيل تصفية الذهن و تنشيطه . إذا قمنا بعملية مسح شاملة لأنظمتنا الاجتماعية المختلفة ، سوف لن نرى أي سلطة أو جهة لها نفوذ في هذا النموذج الدنيوي ، تحاول استكشاف قدراتنا الحقيقية في داخلنا و بالتالي تساعدنا على استنهاضها و من ثم الاستفادة منها . أي أن نمارس حقيقتنا ، نعود لطبيعتنا ، أن نصبح الإنسان الحقيقي .. لكن كيف تعمل هذه السلطات في هذا التوجّه المنافي لمصالحها ؟ فنظامها الهرمي الدنيوي لا يتوافق مع هذا الواقع الإنساني الغريب عنه . و لهذا السبب ، فتعتبر القوى الإنسانية الكامنة هي بمثابة عائق ، مظهر مزعج من مظاهر الكائن البشري ، يعمل على تدمير النظام الاجتماعي القائم . فألصقوا هذا المجال بأكمله بمجال المشعوذين و الدجالين و الأساطير و الماورائيات و السحرة الأشرار و الشيطان و مفاهيم أخرى تتخذ أوصاف و مظاهر قبيحة تجعل الإنسان ينفر منها . إن جهلنا التام عن هذا المجال ، و بالتالي استبعاد وجوده من الأساس ، هو ليس بسبب عدم واقعيته أو مصداقيته . بل السبب يعود إلى جهات كثيرة عملت على استئصاله من الفكر البشري و طريقة حياته منذ أزمنة سحيقة . سلطات كثيرة تعاقبت على حكم الشعوب منذ ما قبل التاريخ ، دينية ، سياسية ، علمية . لأنها كانت منافية تماماً لمصالح أنظمتها الدنيوية الهرمية . ما ذكرته سابقاً هو ليس انتقاد موجه إلى الجهات المذكورة ، فقط من أجل الانتقاد . إنه عبارة عن وصف لواقع عالمنا الأليم الذي نحن نعيشه كشعوب و مجتمعات . شعوب وقعت في فخ خطير ، فخ المسلمات التي فرضت عليها ، و علقت فيه و لازالت تتخبط في شباكه منذ عصور . مسلمات و فرائض كثيرة قامت بتقسيم الشعوب إلى مذاهب و أحزاب جاهزة للقتال في ما بينها ، و ليس العمل على تنشئة الإنسان و تطويره روحياً و فكرياً و بالتالي عقلياً . فالعيب هو ليس فينا كبشر ، إننا لسنا ضعفاء ، بل العيب هو في نظمنا و مسالكنا الفكرية التي أعاقت نمونا الروحي الحقيقي ، و قامت بتوجيهنا لخدمة قلة قليلة من الناس و ليس البشرية جمعاء . بالإظافة إلى العلم المنهجي السائد ، الدين العلماني الجديد الذي عمل كهنته الأكاديميين على إعاقة نمو إدراكنا الشمولي لمظاهر الوجود المختلفة . و قاموا بتوجيهنا حسب مصالح القائمين على حكم الشعوب . رجال الظلام ، المتحكمين بمجريات العالم و أحداثه ، المؤسسات الهرمية الدنيوية المختلفة التي هي المسئولة عن مصائر الشعوب و جميع مظاهر الحياة على هذه المعمورة . لقد نجح هؤلاء الكهنة العلمانيين في إعاقة خروج الحقيقة بصورتها الكاملة ، و منعوا ظهور نتائج أبحاث تابعة لألمع العقول بسبب تناقضها مع مصالحهم التافهة ، أطبقوا على هذه الأبحاث برقابة شديدة و تعاملوا معها بوحشية مطلقة في معظم الأحيان . فقاموا بالكذب ، و الغش ، و الخداع ، و التزوير ، و استخدموا الإعلان المظلّل ، و أساليب خبيثة أخرى ، من اجل تشويه سمعة العلماء الخارجين عن منهجهم العلمي الملتوي ، فتم تدمير الكثير من الشخصيات العلمية العظيمة مهنياً و اجتماعياً ، و تم قمع علومهم الجديدة تماماً . و عملوا على منع ظهور تلك العلوم المقموعة في الجامعات و الأكاديميات و وسائل الإعلام المختلفة . كل ذلك لأنهم وجدوا لأنفسهم حلفاء أقوياء التقت مصالحهم ببعضها فساعدوهم على قمع تلك الأفكار الجديدة . جهات كثير لها مصلحة ( مالية ، روحية ، سياسية ) ، فدفعت لهم الأموال الطائلة ، و دعمتهم إعلامياً و أكاديمياً و اجتماعياً .... فأصبحوا المتحكمين الوحيدين بجميع المؤسسات العلمية العالمية و أحكموا قبضتهم الرقابية على جميع المسالك العلمية المختلفة . فقاموا بإرساء منطق علماني مادي دنيوي بعيد تماماً عن الحقيقة . رغم مظهره البراق الذي يوحي لنا بتقدم تكنولوجي هائل يجعلنا نشعر بأننا أكثر أماناً و رقياً .. لكن تذكروا أن حياتنا على هذه الأرض هي قصيرة ، و عندما نغادرها إلى العالم الأخر ، لا نستطيع أخذ هذه التكنولوجيا الدنيوية معنا . و المشكلة الأعظم هي أننا سندخل العالم الآخر بعقول دنيوية مفرغة ، لا تفقه شيئاً عن الحقيقة الأصيلة . لأننا أصبحنا عبارة عن كائنات غبية قامت بتشرّب أفكار ملتوية مناقضة تماماً مع ما سنواجهه عندما ندخل في رحاب الحقيقة المطلقة . إن العمل على تنشئة و استنهاض قوانا الحقيقية ، و التعرّف على حقيقة ما نحن عليه و ما هو الوجود هو ضرورة أساسية و حاسمة في سبيل تقدّم حضارتنا الإنسانية و تطويرها . من أجل مساعدتنا على مواجهة التحديات المصيرية التي نواجهها من حين لآخر . التكنولوجيا وحدها لا تستطيع القيام بهذا العمل . لا تستطيع إنقاذنا . رغم هذا التقدّم التكنولوجي الهائل ، لا زلنا نواجه تحديات بيئية و اجتماعية خطيرة لا زالت قائمة و تزداد يوماً بعد يوم ( تلوث بيئي و أخلاقي و صحّي قاتل ) و هذا يتطلّب العلاج السريع . ما ينقصنا هو القليل من الحكمة و البصيرة و الصدق ... الإحساس بالمعنى الحقيقي ، العدالة ، التكامل ، النية الحسنة في إدارة شؤون البشر بشكل سليم . هذه ليست مواضيع و قضايا تكنولوجية ، بل مواضيع لها علاقة بالمنطق و الوجدان و طريقة التفكير . فالحكمة و البصيرة هما بالذات ، العناصر التي تم إخمادها في جوهر الإنسان ، بعد أن حكمه منطق دنيوي متسلّط ، منطق سيطرة و استبداد ، حكم عقول البشر منذ ظهور الحضارات الأولى .. و لا يزال . نقلا عن علاء الحلبي
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
لقدرات, المضادة, الانسانية, التربية, الطفل, والمجتمع |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc