آداب الأكل والشرب - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

آداب الأكل والشرب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-02-18, 07:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة آداب الأكل والشرب

أخوة الإسلام

السلام عليكم و رحمه الله و بركاتة

أهلاً وسهلاَ بكم في سلسلة جديدة


فكره نشر سلسله الاداب الاسلاميه

عرض كل جذء يشمل علي سؤال وجواب
الغرض منه ان يستوفي الموضوع جميع جوانبه
فا يعرف المرء المسلم جميع حقوقه ووجباته تجاه الاخرين
كما اراد الله ذلك من الكتاب والسنه


مقدمه عامه لكل الاجذاء


الأسرة في الإسلام

لقد اعتنى الإسلام بالآداب منذ بدء تكوينها فوضع الأسس والقواعد التي يعتلي عليها البناء الشامخ القوي الذي لا يهتز أمام رياح المشاكل وعواصف الأزمات .

هناك آداب يلتزم بها المسلم مع الله

-سبحانه- ومنها:


عدم الإشراك بالله

فالمسلم يعبد الله -سبحانه- ولا يشرك به أحدًا، فالله-سبحانه- هو الخالق المستحق للعبادة بلا شريك، يقول تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا} [النساء: 36].

إخلاص العبادة لله:

فالإخلاص شرط أساسي لقبول الأعمال، والله -سبحانه- لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه، بعيدًا عن الرياء، يقول تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا}
[الكهف: 110].


مراقبة الله:

فالله -سبحانه- مُطَّلع على جميع خلقه، يرانا ويسمعنا ويعلم ما في أنفسنا، ولذا يحرص المسلم على طاعة ربه في السر والعلانية، ويبتعد عمَّا نهى عنه، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان، فقال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) _[متفق عليه].

الاستعانة بالله:

المسلم يستعين بالله وحده، ويوقن بأن الله هو القادر على العطاء والمنع، فيسأله سبحانه ويتوجه إليه بطلب العون والنصرة، يقول تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنـزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } [آل عمران: 26]

ويقول صلى الله عليه وسلم: (إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله) [الترمذي].


محبة الله:


المسلم يحب ربه ولا يعصيه، يقول تعالى: {والذين آمنوا أشد حبًّا لله} [البقرة: 165].

تعظيم شعائره:

المسلم يعظم أوامر الله، فيسارع إلى تنفيذها، وكذلك يعظم حرمات الله، فيجتنبها، ولا يتكاسل أو يتهاون في أداء العبادات، وإنما يعظم شعائر الله؛ لأنه يعلم أن ذلك يزيد من التقوى، قال تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} [الحج: 32].

الغضب إذا انتُُهكت حرمات الله: فالمسلم إذا رأى من يفعل ذنبًا أو يُصر على معصية، فإنه يغضب لله، ويُغيِّر ما رأى من منكر ومعصية، ومن أعظم الذنوب التي تهلك الإنسان، وتسبب غضب الله، هو سب دين الله، أو سب كتابه، أو رسوله صلى الله عليه وسلم، والمسلم يغضب لذلك

وينهى من يفعل ذلك ويحذِّره من عذاب الله -عز وجل-.


التوكل على الله:

المسلم يتوكل على الله في كل أموره، يقول الله -تعالى-: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} [الفرقان: 58] ويقول تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرًا} [الطلاق:3]

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم توكَّلون على الله حق توكَّله، لرُزِقْتُم كما يُرْزَق الطير تغدو خِمَاصًا (جائعة) وتعود بطانًا (شَبْعَي)) _[الترمذي].


الرضا بقضاء الله:

المسلم يرضى بما قضاه الله؛ لأن ذلك من علامات إيمانه بالله وهو يصبر على ما أصابه ولا يقول كما يقول بعض الناس: لماذا تفعل بي ذلك يا رب؟

فهو لا يعترض على قَدَر الله، بل يقول ما يرضي ربه، يقول تعالى: {وليبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر
الصابرين .

الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 155-157].


الحلف بالله:

المسلم لا يحلف بغير الله، ولا يحلف بالله إلا صادقًا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت) [متفق عليه].

شكر الله:

الله -سبحانه- أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى؛ فيجب على المؤمن أن يداوم على شكر الله بقلبه وجوارحه، يقول تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إني عذابي لشديد} [إبراهيم: 7].

التوبة إلى الله:

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار }
[التحريم: 8].


ويقول تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:13].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يأيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة) [مسلم].

وهكذا يكون أدب المسلم مع ربه؛ فيشكره على نعمه، ويستحي منه
سبحانه، ويصدق في التوبة إليه، ويحسن التوكل عليه، ويرجو رحمته، ويخاف عذابه، ويرضى بقضائه، ويصبر على بلائه، ولا يدعو سواه، ولا يقف لسانه عن ذكر الله، ولا يحلف إلا بالله، ولا يستعين إلا بالله، ودائمًا يراقب ربه، ويخلص له في السر والعلانية.



و ادعوكم لمعرفه المزيد من
الآداب الاسلامية


الآداب الاسلامية بوجه عام


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2127558

بر الوالدين

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2127753

صلة الرحم

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2127903

حق الجار

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2128036

الأخوة الإسلامية


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2128262

اداب السلام

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2128437

آداب التلاوة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2128631

آداب السفر

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2128793

آداب النوم

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2128961

آداب الضيافة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2129139


آداب التقبيل والمعانقة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2129466

اسألكم الدعاء بظهر الغيب
,,,,,,,,,,,,

بسم الله الرحمن الرحيم








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 07:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

إذا كانت يدك اليمنى مشغولة أثناء الطعام وتريد أن تشرب ماءً فهل يجوز لك أن تحمل الفنجان بيدك اليسرى وتسنده باليد اليمنى وتشرب؟

وكيف كان هديه صلى الله عليه وسلم
في الشرب أثناء الطعام؟

سؤال أخر:

هل يجب على المرأة أن تضع حجاباً على
رأسها عند سماع الأذان؟

أم أن ذلك بدعة؟


الجواب :

الحمد لله

ثبت في السنة الأمر بالأكل والشرب باليمين ، والنهي عن فعل ذلك بالشمال ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ ) .

رواه مسلم ( 2020 ) .

وعَنْ جَابِر بنِ عَبْدِ الله رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تَأْكُلُوا بِالشِّمَالِ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِالشِّمَالِ ) .

رواه مسلم ( 2019 ) .

فإن احتاج الإنسان أن يستعمل يديه معا ، فلا حرج ، لما ورد من شرب النبي صلى الله عليه وسلم من القربة والدلو ، وذلك يحتاج إلى اليدين غالبا . ولهذا رخص أهل العلم في استعمال اليدين عند الحاجة .

قال النووي رحمه الله :

" قال أصحابنا : لو شرب بكفيه وفي أصبعه خاتم فضة : لم يكره "

انتهى من "المجموع" ( 1 / 316 ) .

وقال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى :

( إِلاَّ مَن اغْتَرَفَ غُرْفةً بِيَدِه ) : "

وقال بعض المفسرين :

الغَرْفة بالكفِّ الواحد والغُرْفة بالكفَّيْن .

وقال بعضهم :

كلاهما لغتان بمعنى واحد .

وقال عليّ رضي الله عنه :

الأكُفّ أنْظَفُ الآنية .

ومن أراد الحلال الصرف في هذه الأزمان ، دون شبهة ولا امتراء ولا ارتياب : فليشرب بكفيه الماء من العيون والأنهار المسخرة بالجريان آناء الليل وآناء النهار" انتهى

من "تفسير القرطبي" ( 3 / 253 ، 254 ) .

وينبغي إذا حملت الفنجان باليدين أن يكون اعتمادك على اليمنى ، مع دعم اليسرى ، لا العكس ، حتى لا تكون اليسرى هي الأصل واليمنى تبع .

ثانيا :

ارتداء المرأة الحجاب عند سماع الأذان لا أصل له في الشرع ، ففعل ذلك تدينا بدعة محدثة ، بل تستمع المرأة للأذان وتردد مع المؤذن وهي على حالها ، سواء كانت كاشفة لرأسها أو بدنها أو ساترة لهما . وكذلك الأمر في سماعها وقراءتها للقرآن ، لا يلزمها لبس الحجاب لذلك

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 07:58   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

قالت عائشة رضي الله عنها :

( رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أكلت في اليوم مرتين فقال : يا عائشة ! أما تحبين أن يكون لك شغل إلا جوفك ، الأكل في اليوم مرتين من الإسراف ، والله لا يحب المسرفين )

الجواب :

الحمد لله

أولا :

هذا الحديث رواه البيهقي في " شعب الإيمان " (7/441) قال : أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي ، أنا محمد بن أحمد بن حمدان ، ثنا أحمد بن محمد بن عبيدة ، ثنا يحيى بن عثمان المصري ، حدثني أبي ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، عن عائشة فذكره .

وهذا الإسناد ضعيف .

أبو عبد الرحمن السلمي اسمه محمد بن الحسين ، صاحب كتاب " طبقات الصوفية " (ت412هـ) قال فيه الحافظ الذهبي: تكلموا فيه ، ليس بعمدة .

كما في " ميزان الاعتدال " (3/523).

وعبد الله بن لهيعة ضعيف من قبل حفظه أيضا .

لذلك قال الإمام البيهقي بعد روايته له : "فيه ضعف" انتهى .

وقال المنذري رحمه الله :

"فيه ابن لهيعة" انتهى .

"الترغيب والترهيب" (3/101) .

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :

"موضوع" انتهى .

"السلسلة الضعيفة" (257) .

وقد سبق ذكر مجموعة من الأحاديث الصحيحة الواردة في ذم الإسراف في

وليس في شيء منها ذم الأكل مرتين
في اليوم الواحد .

والحاصل :

أن تناول الطعام مرتين في اليوم الواحد من الأمور المباحة الجائزة ، وهو من عادات العرب المعروفة ، كانوا يأكلون في اليوم أكلتين ، أكلة الغداء ، وأكلة العشاء ، ومن لم يكن شأنه ذلك إنما كان ذلك بسبب قلة ذات اليد ، وليس من أجل أن الأكل مرتين في اليوم من الإسراف .

فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : (مَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَكْلَتَيْنِ فِي يَوْمٍ إِلاَّ إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ)

رواه البخاري (6455) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

"فيه إشارة إلى أنهم ربما لم يجدوا في اليوم إلا أكلة واحدة ، فإن وجدوا أكلتين فإحداهما تمر" انتهى .

" فتح الباري " (11/292) .

والله أعلم
.









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 08:00   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل يجوز إلقاء السلام أثناء الطعام ؟

الجواب :

الحمد لله

يجوز إلقاء السلام أثناء الطعام ، وليس في السنة النبوية ما يدل على منع ذلك ، وما شاع على بعض الألسنة من أنه " لا سلام على طعام " لا أصل له شرعاً .

قال العجلوني رحمه الله في "كشف الخفاء" : " (لا سلام على أكل) ليس بحديث " انتهى .

وذكر بعض أهل العلم أن للمقولة السابقة معنىً صحيحاً إذا كان المراد منه المصافحة ، أو الرد في حال وجود الطعام في فم المسلّم عليه .

قال النووي رحمه الله في "الأذكار" :

" ومن ذلك إذا كان يأكلُ واللقمة في فمه ، فإن سلَّم عليه في هذه الأحوال لم يستحقّ جواباً ، أما إذا كان على الأكل وليست اللقمةُ في فمه فلا بأسَ بالسلام ، ويجبُ الجواب " انتهى .

وقال الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله :

" هذه مقولة من كلام الناس ، وليست حديثاً ، ومعناها صحيح إن قُصِد به المصافحة ، أما مُجرّد إلقاء السلام فلا يُمنَع منه عند الطعام " انتهى .


والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 08:01   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

إذا كنت أشرب أحد السوائل مثل
شاي أو عصير أو غيره

وأردت أن أصلي

فهل يجب علي غسل فمي بالماء قبل الصلاة

وهل ينطبق هذا على قراءة القرآن من المصحف ؟


الجواب :

الحمد لله

لا يجب غسل الفم بعد الأكل والشرب ، سواء أراد الشخص الصلاة أم قراءة القرآن

لكن يستحب له ذلك ، خاصةً إذا كان المأكول أو المشروب له دسم ؛ لما روى مسلم (358) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (شَرِبَ لَبَنًا ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ ، فَتَمَضْمَضَ ، وَقَالَ : إِنَّ لَهُ دَسَمًا) .

قال النووي رحمه الله :

" قَوْله : فِيهِ اِسْتِحْبَاب الْمَضْمَضَة مِنْ شُرْب اللَّبَن .

قَالَ الْعُلَمَاء :

وَكَذَلِكَ غَيْره مِنْ الْمَأْكُول وَالْمَشْرُوب تُسْتَحَبّ لَهُ الْمَضْمَضَة , وَلِئَلَّا تَبْقَى مِنْهُ بَقَايَا يَبْتَلِعهَا فِي حَال الصَّلَاة " انتهى من "شرح مسلم للنووي" .

وجاء في "الموسوعة الفقهية" (38/ 108) :

"الْمَضْمَضَةُ مُسْتَحَبَّةٌ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الطَّعَامِ ، لَمَا رَوَى سُوَيْدٌ بْنُ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ خَيْبَرَ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالصَّهْبَاءِ - وَهِيَ أَدْنَى خَيْبَرَ - صَلَّى الْعَصْرَ ثُمَّ دَعَا بِالأْزْوَادِ فَلَمْ يُؤْتَ إِلاَّ بِالسَّوِيقِ ، فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ - أَيْ بُل بِالْمَاءِ لِمَا لَحِقَهُ مِنَ الْيُبْسِ - فَأَكَل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلْنَا ثُمَّ قَامَ إِلَى الْمَغْرِبِ فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ .

وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ الْمَضْمَضَةِ بَعْدَ الطَّعَامِ ، فَفَائِدَةُ الْمَضْمَضَةِ قَبْل الدُّخُول فِي الصَّلاَةِ مِنْ أَكْل السَّوِيقِ وَإِنْ كَانَ لاَ دَسَمَ لَهُ أَنْ تَحْتَبِسَ بَقَايَاهُ بَيْنَ الأْسْنَانِ وَنَوَاحِي الْفَمِ فَيَشْغَلُهُ تَتَبُّعُهُ عَنْ أَحْوَال الصَّلاَةِ" انتهى .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 08:02   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

ذكرتم حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال :

إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الإناء ثلاثاً عند الشرب

وكان يقول : ( هو أهنأ وأمرأ وأبرأ )

رواه مسلم في صحيحه .

وقال ابن القيم في " زاد المعاد " معلقاً على هذا الحديث :

" إن المقصود بالتنفس أن يزيح الشخص الإناء من فيه ، ثم يتنفس خارجاً

ثم يعاود الشرب " فالذي أفهمه من هذا كله أن الإنسان يرشف رشفة ثم يتنفس

ثم يرشف ثم يتنفس ، ثم يرشف ثم يتنفس ، ثم يتوقف عن الشرب .

فهل فهمي هذا صحيح ؟


الجواب :

الحمد لله

الحديث المقصود في السؤال هو ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال :

( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا ، وَيَقُولُ : إِنَّهُ أَرْوَى ، وَأَبْرَأُ ، وَأَمْرَأُ )

رواه مسلم (رقم/2028)

وتفسير أهل العلم لهذا الحديث هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يشرب ما يحتاجه من الماء على ثلاث دفعات ، فيشرب جزءا ، ثم يبعد الإناء عن فمه ليتنفس ويخرج زفيره خارج الإناء ، ثم يعود فيشرب جزءا آخر ، ثم يبعد الإناء عن فمه الشريف صلى الله عليه وسلم ، ليأخذ نفسا ثانيا كما فعل في المرة الأولى ، ثم يعود ليشرب الجزء الثالث حتى يرتوي ويأخذ حاجته من الشراب .

فقول أنس رضي الله عنه في وصف شرب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ( يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا ) يعني أنه كان يتنفس أثناء الشراب ، لكن إخراج هذا النفس إنما يكون خارج الإناء ، كما بين ذلك الإمام النووي رحمه الله ، ثم فسر رحمه الله معاني كلمات الحديث الأخرى فقال :
( أروى ) من الرِّي : أي : أكثر رِّيا .

( وأبرأ ) أي : أبرأ من ألم العطش ، وقيل : ( أبرأ ) أي : أسلم من مرض أو أذى يحصل بسبب الشرب في نفَس واحد .

( وأمرأ ) أي : أجمل انسياغا .

" شرح مسلم " (13/199)

وهناك حديث آخر يوضح الحديث السابق ، وفق ما مر معنا في شرحه ؛ فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيُنَحِّ الْإِنَاءَ ، ثُمَّ لِيَعُدْ إِنْ كَانَ يُرِيدُ )

رواه ابن ماجة (رقم/3427) وحسنه الألباني في

" السلسلة الصحيحة " (رقم/386)

قال ابن القيم رحمه الله :

" معنى تنفسه في الشراب : إبانته القدح عن فيه ، وتنفسه خارجه ، ثم يعود إلى الشراب .

وفى هذا الشرب حِكَم جَمَّة ، وفوائد مهمة ، وقد نبه صلى الله عليه وسلم على مَجامعها بقوله :

( إنه أروى ، وأمرأ ، وأبرأ ) ؛ فأروى : أشد رِيَّا وأبلغه وأنفعه . وأبرأ : من البرء ، وهو الشفاء ، أي : يبرىء من شدة العطش ودائه ، لتردده على المعدة الملتهبة دفعات ، فتسكن الدفعة الثانية ما عجزت الأولى عن تسكينه ، والثالثة ما عجزت الثانية عنه ، وأيضا فإنه أسلم لحرارة المعدة ، وأبقى عليها من أن يهجم عليها البارد وهلة واحدة ، ونهلة واحدة ؛ فإنه لا يروي لمصادفته لحرارة العطش لحظة ، ثم يقلع عنها ، ولما تكسر سورتها وحدتها ، وإن انكسرت لم تبطل بالكلية ، بخلاف كسرها على التمهل والتدريج .

وأيضا فإنه أسلم عاقبة ، وآمن غائلة من تناول جميع ما يروي دفعة واحدة ، فإنه يخاف منه أن يطفئ الحرارة الغريزية بشدة برده ، وكثرة كميته ، أو يضعفها فيؤدى ذلك إلى فساد مزاج المعدة والكبد " انتهى باختصار.

" زاد المعاد " (4/230)

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :

" يؤخذ من ذلك : أنه أقمع للعطش ، وأقوى على الهضم ، وأقلُّ أثرًا في ضعف الأعضاء وبرد المعدة "

" فتح الباري " (10/94)

وقال ولي الله الدهلوي :

" المعدة إذا وصل إليها الماء قليلا قليلا صرفته الطبيعة إلى ما يهمها ، وإذا هجم عليها الماء الكثير تحيرت في تصريفه ، والمبرود إذا ألقى في معدته الماء أصابته البرودة لضعف قوته من مزاحمة القدر الكثير ، بخلاف ما إذا تدرج ، والمحرور إذا ألقى على معدته ماء دفعة حصلت بينهما المدافعة ولم تتم البرودة ، وإذا ألقى شيئا فشيئا وقعت المزاحمة أولا ثم ترجحت البرودة " انتهى.

" حجة الله البالغة " (2/292) .

وينظر كلام مهم لبعض الباحثين المعاصرين حول هذه المسألة في كتاب "

" روائع الطب الإسلامي " ، تأليف الطبيب محمد نزار الدقر (2/33-34) ترقيم الشاملة .

وقد اتفق أهل العلم على كراهة أن يتنفس الشارب داخل إنائه ، فيصيب نفسه الماء الذي يشرب منه فيتقذر به ، وقد ورد النهي صريحا عن ذلك في حديث أبي قتادة رضي الله عنه
( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ )

رواه مسلم (رقم/267)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 08:04   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

جاء في القرآن قوله تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)

وجاء عند أحمد أن المقدام بن معد يكرب الكندي قال : إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (ما ملأ بن آدم وعاءً شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن بها صلبه ، فإن كان ولا بد فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه) رواه النسائي والترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

سؤالي :

هل يُفهم من هذا أنه من الأفضل للشخص أن لا يأكل إلا وجبة واحدة خلال اليوم؟

وأنه إذا أكل أكثر من ذلك ، فإنه يُعتبر مسرفاً مبغضا عند الله ؟

وماذا عن أيام الصيام؟

هل نأكل فقط في السحور ، ونكتفي فقط بثلاث تمرات وقت الإفطار؟

فبالنسبة لي شخصياً ، فإني أقتصر على شرب الحليب مخلوطاً بالعسل على الإفطار

وعلى الغداء قطعة من اللحم ، ثم قطعة من الفواكه قبل النوم

فهل يعتبر هذا إسرافاً يبغض الله من أجله؟

أرجو التوضيح والإرشاد
.

الجواب :

الحمد لله

أولا :

الإسراف مذموم في الأكل وغيره . قال تعالى :

(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف/31 ، وقال تعالى : (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأنعام/141 ، وقال سبحانه : (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) الإسراء/29 ، وقال : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) الإسراء/26 ، 27 .

والفرق بين الإسراف والتبذير :

"أن السرف صرف الشيء فيما ينبغي زائدا على ما ينبغي . والتبذير صرفه فيما لا ينبغي" قاله المناوي في

"فيض القدير" (1/50) .

ثانيا :

الإسراف هو مجاوزة الحد ، ويكون ذلك بالأكل فوق الشبع ، وهذا لا يتحدد بوجبة أو وجبتين أو ثلاثة ، فقد يأكل الإنسان وجبة واحدة في اليوم ويسرف فيها . وقد يأكل ثلاث وجبات بغير إسراف .

وحديث المقداد فيه الحث على التقليل من الطعام والاكتفاء بما يقيم الصلب ، وليس فيه تعرض لعدد الوجبات ، فقد يأكل هذه اللقيمات ثلاث مرات في فطوره وغدائه وعشائه ، ويكون مقتصدا مقلا ، فإن أراد أن يتجاوز اللقيمات - في وجبته - فليجعل ثلثا لطعامه ، وثلثا لشرابه ، وثلثا لنفَسه ، فإن احتاج إلى وجبة أخرى - كما هو غالب حال الناس - فلا حرج في ذلك ، ويراعي فيها ما سبق أيضا ، وهكذا لو احتاج إلى ثلاث وجبات أو أربع ، وعدد الوجبات يختلف باختلاف الشخص ، ونوع الطعام ، وطبيعة المجهود الذي يبذله .

والمقصود هو حفظ البدن ، وعدم الإضرار به ، سواء بالشبع أو بالجوع .

والمقصود أيضا :

التقوي على الطاعة ، وهذا يحصل بالأكل المعتدل ، لا بالتخمة المُثقلة ، ولا بالجوع المنهك .

قال القرطبي رحمه الله في تفسير آية آل عمران :

"قوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا) قال ابن عباس : أحل الله في هذه الآية الأكل والشرب ما لم يكن سرفا أو مخيلة . فأما ما تدعو الحاجة إليه ، وهو ما سد الجوعة وسكن الظمأ ، فمندوب إليه عقلا وشرعا ، لما فيه من حفظ النفس وحراسة الحواس ، ولذلك ورد الشرع بالنهي عن الوصال ، لأنه يضعف الجسد ويميت النفس ، ويضعف عن العبادة ، وذلك يمنع منه الشرع وتدفعه العقل .

وليس لمن منع نفسه قدر الحاجة حظ من بر ولا نصيب من زهد ، لأن ما حرمها من فعل الطاعة بالعجز والضعف أكثر ثوابا وأعظم أجرا.

وقد اختلف في الزائد على قدر الحاجة على قولين :

فقيل حرام ، وقيل مكروه .

قال ابن العربي :

وهو الصحيح ، فإنّ قدر الشبع يختلف باختلاف البلدان والأزمان والأسنان والطعمان.

ثم قيل : في قلة الأكل منافع كثيرة ، منها أن يكون الرجل أصح جسما وأجود حفظا وأزكى فهما وأقل نوما وأخف نفسا. وفي كثرة الأكل كظ المعدة ونتن التخمة ، ويتولد منه الأمراض المختلفة ، فيحتاج من العلاج أكثر مما يحتاج إليه القليل الأكل. وقال بعض الحكماء : أكبر الدواء تقدير الغذاء " انتهى

من "تفسير القرطبي" (7/ 191).

وفي الموسوعة الفقهية (25/ 332) :

"من آداب الأكل : الاعتدال في الطعام ، وعدم ملء البطن ، وأكثر ما يسوغ في ذلك أن يجعل المسلم بطنه أثلاثا : ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للنفس ؛ لحديث : (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه) .

ولاعتدال الجسد وخفته ؛ لأنه يترتب على الشبع ثقل البدن ، وهو يورث الكسل عن العبادة والعمل . ويُعرف الثلث بالاقتصار على ثلث ما كان يشبع به . وقيل : يعرف بالاقتصار على نصف المد ، واستظهر النفراوي الأول لاختلاف الناس . وهذا كله في حق من لا يضعفه قلة الشبع ، وإلا فالأفضل في حقه استعمال ما يحصل له به النشاط للعبادة ، واعتدال البدن .

وفي الفتاوى الهندية : الأكل على مراتب :

فرض : وهو ما يندفع به الهلاك ، فإن ترك الأكل والشرب حتى هلك فقد عصى .

ومأجور عليه ، وهو ما زاد عليه ليتمكن من الصلاة قائما ، ويسهل عليه الصوم .

ومباح ، وهو ما زاد على ذلك إلى الشبع لتزداد قوة البدن ولا أجر فيه ولا وزر ويحاسب عليه حسابا يسيرا إن كان من حل .

وحرام ، وهو الأكل فوق الشبع إلا إذا قصد به التقوي على صوم الغد ، أو لئلا يستحي الضيف فلا بأس بأكله فوق الشبع .

وقال ابن الحاج :

الأكل في نفسه على مراتب :

واجب ، ومندوب ، ومباح ، ومكروه . ومحرم .

فالواجب :

ما يقيم به صلبه لأداء فرض ربه ؛ لأن ما لا يتوصل إلى الواجب إلا به فهو واجب .

والمندوب :

ما يعينه على تحصيل النوافل وعلى تعلم العلم وغير ذلك من الطاعات .

والمباح :

الشبع الشرعي .

والمكروه :

ما زاد على الشبع قليلا ولم يتضرر به

والمحرم :

البطنة .

وهو الأكل الكثير المضر للبدن .

وقال النووي :

يكره أن يأكل من الطعام الحلال فوق شبعه .

وقال الحنابلة :

يجوز أكله كثيرا بحيث لا يؤذيه

وفي الغنية :

يكره مع خوف تخمة .

ونُقل عن ابن تيمية كراهة الأكل المؤدي إلى التخمة كما نقل عنه تحريمه " انتهى .

ثالثا :

تبين مما سبق أنه لا حرج في تناول أكثر من وجبة طعام في اليوم ، وأن ذلك بمجرده لا يعد إسرافا ، بل الإسراف أن يأكل فوق الشبع ولو في وجبة واحدة .

ومما يدل على جواز الوصول إلى حد الشبع ، وأن المكروه أو المحرم ما جاوزه :

ما روى البخاري (5381) ومسلم (2040) عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ : لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ وفيه قصة تكثير الطعام بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وقوله : (ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، ثُمَّ خَرَجُوا ، ثُمَّ قَالَ : ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، ثُمَّ خَرَجُوا ، ثُمَّ قَالَ : ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، ثُمَّ خَرَجُوا ، ثُمَّ أَذِنَ لِعَشَرَةٍ فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا ، وَالْقَوْمُ ثَمَانُونَ رَجُلًا) .

وقد بوب عليه البخاري في صحيحه : باب من أكل حتى شبع .

وأورد فيه أيضا قول عَائِشَةَ رضى الله عنها : (تُوُفِّىَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ شَبِعْنَا مِنَ الأَسْوَدَيْنِ : التَّمْرِ وَالْمَاءِ) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" قَالَ اِبْن بَطَّالٍ : فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث جَوَاز الشِّبَع وَأَنَّ تَرْكه أَحْيَانَا أَفْضَل ... قَالَ الطَّبَرِيُّ : غَيْر أَنَّ الشِّبَع وَإِنْ كَانَ مُبَاحًا فَإِنَّ لَهُ حَدًّا يَنْتَهِي إِلَيْهِ , وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ سَرَف ; وَالْمُطْلَق مِنْهُ مَا أَعَانَ الْآكِل عَلَى طَاعَة رَبّه وَلَمْ يَشْغَلهُ ثِقَله عَنْ أَدَاء مَا وَجَبَ عَلَيْهِ ا هـ ... قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي الْمُفْهِم لِمَا ذَكَرَ قِصَّة أَبِي الْهَيْثَم إِذْ ذَبَحَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِصَاحِبَيْهِ الشَّاة فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا : وَفِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز الشِّبَع , وَمَا جَاءَ مِنْ النَّهْي عَنْهُ مَحْمُول عَلَى الشِّبَع الَّذِي يُثْقِل الْمَعِدَة وَيُثَبِّط صَاحِبه عَنْ الْقِيَام لِلْعِبَادَةِ وَيُفْضِي إِلَى الْبَطَر وَالْأَشَرّ وَالنَّوْم وَالْكَسَل , وَقَدْ تَنْتَهِي كَرَاهَته إِلَى التَّحْرِيم بِحَسَبِ مَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مِنْ الْمَفْسَدَة " انتهى من "فتح الباري".

رابعا :

ما ذكرته عن صفة فطورك وغدائك
وعشائك لا يعد إسرافا .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 08:05   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

ما الأهمية والحكمة من أن يشرب
الشخص الماء جالساً؟


الجواب :

الحمد لله

يجوز للإنسان أن يشرب جالسا وقائما ، والشرب جالسا أفضل ، وهو أكثر حاله صلى الله عليه وسلم .

قال ابن القيم رحمه الله مبينا آفات الشرب قائما وأهمية الشرب جالسا :

"وللشرب قائما آفات عديدة منها : أنه لا يحصل به الري التام ، ولا يستقر في المعدة حتى يقسمه الكبد على الأعضاء ، وينزل بسرعة وحِدَّة إلى المعدة ، فيخشى منه أن يبرد حرارتها ، ويشوشها ، ويسرع النفوذ إلى أسفل البدن بغير تدريج ، وكل هذا يضر بالشارب ، وأما إذا فعله نادراً أو لحاجة لم يضره ، ولا يُعترض بالعوائد على هذا ، فإن العوائد طبائع ثوانٍ ، ولها أحكام أخرى ، وهى بمنزلة الخارج عن القياس عند الفقهاء" انتهى

من "زاد المعاد" (4/229) .

وقال الطحاوي رحمه الله :

"عن الشعبي قال : إنما أكره الشرب قائما ; لأنه داء . فأخبر الشعبي في هذا المعنى الذي من أجله كان النهي , وأنه لما يخاف منه من الضرر وحدوث الداء لا غير ذلك . فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك النهي الإشفاق على أمته وأمره إياهم بما فيه صلاحهم , في دينهم ودنياهم , كما قد قال لهم : (أما أنا فلا آكل متكئا) ...

فليس ذلك على طريق التحريم منه عليهم , أن يأكلوا كذلك , ولكن لمعنى في الأكل متكئا خافه عليهم . قال الشعبي " إنما كره الأكل متكئا مخافة أن تعظم بطونهم ". فأخبر الشعبي بالمعنى الذي كره رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجله الأكل متكئا , وأنه إنما هو لما يحدث عنه , من عظم البطن . فكذلك ما روي عنه من النهي عن الشرب قائما , إنما هو لمعنى يكون من ذلك , كرهه من أجله , لا غير ذلك " انتهى

من "شرح معاني الآثار" (4/274) .

والذي ينبغي للمؤمن أن يتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته ، سواء عرف الحكمة من ذلك أم لم يعرفها ، ولا حرج عليه أن يسأل عن الحكمة أو يبحث عنها ليزداد إيماناً ، أو ليجادل من ينكر هذه السنة بالتي هي أحسن .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 08:07   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل يجوز الكلام علي الطعام ؟

الجواب :

الحمد لله

ليس في السنة النبوية ما يدل على منع الكلام أثناء الطعام ، وما شاع على بعض الألسنة من أنه " لا سلام ولا كلام على الطعام " لا أصل له شرعاً .

بل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تكلم أثناء الطعام .

ففي البخاري (3340) ومسلم (194) واللفظ له عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِلَحْمٍ ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً فَقَالَ : ( أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ... )

ثم ذكر حديث الشفاعة الطويل .

وفي صحيح مسلم (2052) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ أَهْلَهُ الْأُدُمَ ، فَقَالُوا: مَا عِنْدَنَا إِلَّا خَلٌّ .

فَدَعَا بِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ بِهِ وَيَقُولُ: ( نِعْمَ الْأُدُمُ الْخَلُّ ، نِعْمَ الْأُدُمُ الْخَلُّ ).

قال النووي: " وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب الْحَدِيث عَلَى الْأَكْل تَأْنِيسًا لِلْآكِلِينَ".

انتهى من "شرح صحيح مسلم"(14/7) .

وتأنيس الآكلين ، الذي ذكره الإمام النووي رحمه الله هنا ، هو أمر معروف شائع عند العرب : أنه من تمام القرى والكرم : محادثة الآكلين ، لا سيما الضيوف .

قال الشاعر :

وَرُبَّ ضَيفٍ طَرَقَ الحَيَّ سُرى
صادَفَ زاداً وَحَديثاً ما اِشتَهى
إِنَّ الحَديثَ طَرَفٌ مِنَ القِرى

قال ابن القيم :

" وكان يتحدث على طعامه كما تقدم في حديث الخل ، وكما قال لربيبه عمر بن أبي سلمة وهو يؤاكله : ( سم الله وكل مما يليك ) ".

انتهى "زاد المعاد " (2/366) .

ففي هذه الأحاديث دلالة على إباحة الكلام أثناء الطعام ، وما يروى من أحاديث فيها الأمر بالحديث على الطعام أو النهي عنه فلا يصح منها شيء .

قال الحافظ السخاوي:

" لا أعلم فيه شيئاً ، نفيا ولا إثباتا ". انتهى

"المقاصد الحسنة " صـ 510

وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

" الكلام على الطعام كالكلام على غير الطعام ؛ حسنه حسن ، وقبيحه قبيح ". انتهى

من " سلسلة الهدى والنور " شريط رقم (15/1) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 08:08   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

هل من السنة أن يشرب الشخص ثلاث رشفات من الماء قبل تناول الطعام ؟

الجواب :

الحمد لله

ليس في السنة النبوية ما يدل على استحباب شرب الماء ، أو رشفات منه ، قبل تناول الطعام.

ولعل من ظن ذلك من السنة إنما توهمه لأجل ما ما ثبت في السنة من استحباب أن يكون الشرب على ثلاث دفعات . وهذا غير ما ظنه السائل ؛ فإن استحباب ذلك لا علاقة له بالطعام ؛ فسواء شرب قبل الطعام أو بعده أو في أثنائه ، أو في غير ذلك من الأحوال : استحب له أن يجعل شربه على ثلاث دفعات .

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا ، وَيَقُولُ : إِنَّهُ أَرْوَى ، وَأَبْرَأُ ، وَأَمْرَأُ ).

رواه مسلم في صحيحه ( 2028) .

قال ابن القيم:

" معنى تنفسه في الشراب إبانته القدح عن فيه ، وتنفسه خارجه ، ثم يعود إلى الشراب ".

زاد المعاد (4 / 210)

وفي الشرب بهذه الطريقة حكم جمة ، وفوائد مهمة ، وقد نبه صلى الله عليه وسلم على مجامعها بقوله : ( إِنَّهُ أَرْوَى ، وَأَبْرَأُ ، وَأَمْرَأ ُ)
أروى : من الرِّي ، أي : أشد ريا وأبلغه وأنفعه .

وأمرأ : أَيْ أَجْمَل اِنْسِيَاغًا .

وأبرأ : من البرء وهو الشفاء ، أي : يبرئ من شدة العطش ودائه ، لتردده على المعدة الملتهبة دفعات ، فتسكن الدفعة الثانية ما عجزت الأولى عن تسكينه ، والثالثة ما عجزت الثانية عنه .

وَقِيلَ : أَبْرَأ ، أَيْ أَسْلَم مِنْ مَرَض أَوْ أَذَى يَحْصُل بِسَبَبِ الشُّرْب فِي نَفَس وَاحِد .

ينظر : "شرح صحيح مسلم" للنووي (13 /199) .

قال ابن القيم:

" ومن آفات الشرب نهلةً واحدة أنه يخاف منه الشَّرَق ، بأن ينسدَّ مجرى الشراب لكثرة الوارد عليه ، فيغَصَّ به ، فإذا تنفس رويداً ثم شرب أمن من ذلك ". انتهى "

زاد المعاد " (4 / 231) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 08:10   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

ما حكم سكب الشاي والقهوة في المجاري؟

وإذا انتهت صلاحية اللبن هل يجوز
رميه مع النفايات؟


الجواب :

الحمد لله

لا ينبغي إلقاء بقايا الأطعمة والأشربة التي يمكن الاستفادة منها في مجاري المياه ، ولا وضعها مع القمامة والقاذورات .

جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (22/341) :

"يجب حفظ الطعام الباقي للمرة الثانية ، أو إطعامه المحتاجين ، فإن لم يوجدوا فالحيوانات ، ولو بعد تجفيفه لمن يتيسر له ذلك" انتهى .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله:

"أما الخبز واللحوم وأنواع الأطعمة فلا يجوز طرحها في البيارات ، بل يجب دفعها إلى من يحتاج إليها ، أو وضعها في مكان بارز لا يمتهن ، رجاء أن يأخذها من يحتاجها إلى دوابه أو يأكلها بعض الدواب والطيور .

ولا يجوز وضعها في القمامة ولا في المواضع القذرة ولا في الطريق ؛ لما في ذلك من الامتهان لها ، ولما في وضعها في الطريق من الامتهان وإيذاء من يسلك الطريق" . انتهى

"فتاوى إسلامية" (3/ 633) .

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : "لا يجوز إلقاء شيء من الطعام في المحلات القذرة والمحلات النجسة كالحمامات ؛ لأن هذا فيه إهدار وإساءة إلى النعمة وعدم شكر الله .

وقد وجد النبي صلى الله عليه وسلم تمرة في الطريق ، وقال : (لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة؛ لأكلتها) رواه البخاري في صحيحه ... ، وأمر صلى الله عليه وسلم الآكل بلعق أصابعه قبل أن يغسلها أو يمسحها بالمنديل ، وأمر بأخذ اللقمة إذا سقطت وإماطة ما عليها وأكلها .

فدل هذا على أنه لا يجوز إلقاء شيء من الطعام أو من التمر أو من المأكولات في المحلات القذرة والنجسة ، بل النعم تصان وتحترم ويحتفظ بها ؛ لأن ذلك من شكرها ؛ ولأن هذه النعم ربما يأتي من يحتاجها ويأكلها ، ولو من البهائم ؛ فإلقاؤها في المزابل لا يجوز ..." . انتهى

"المنتقى من فتاوى الفوزان" (63/11) .

وأما الأطعمة الفاسدة أو التي انتهت صلاحيتها ، والمشروبات التي لا يمكن الاستفادة منها كبقايا الشاي والقهوة ، فلا حرج من إلقائها مع القمامة أو في مجاري المياه .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

ما حكم رمي التلاميذ بقايا طعامهم
وشرابهم في القمامة؟

فأجاب :

"أما ما لا يؤكل فلا بأس كقشور البرتقال والتفاح والموز وما أشبه ذلك ؛ لأن هذا لا حرمة له في نفسه .

وأما ما يؤكل كبقايا الخبز والإدام وشبهه فإنه لا يلقى في الأماكن القذرة ، وإذا كان لا بد أن يلقى في الزبالة فليجعل له كيس خاص يوضع فيه حتى يعرف المنظفون أنه محترم". انتهى

"فتاوى نور على الدرب" (6 / 205) .

والله أعلم .


و اخيرا ً

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 17:31   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

السؤال :

هل هذا الحديث صحيح

(إن الله يبغض الحبر السمين) ؟

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

بعد البحث عن هذا الحديث تبين لنا أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا تصح نسبته إليه ، ولم يثبت عمن يُروَى عنهم أيضا من الصحابة رضوان الله عليهم .

وقد روي هذا الحديث عن الصحابي أبي أمامة رضي الله عنه .

عزاه إليه أبو الليث السمرقندي في " بستان العارفين " – كما قال السخاوي في " المقاصد الحسنة (207) -، ولكن لم نقف على أصل هذه الرواية ، والسمرقندي تروج عليه الأحاديث الموضوعة كما قال الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (16/323)، فلا تقبل منه نسبة هذا الحديث إلى أبي أمامة رضي الله عنه ، ولذلك تعقبه السخاوي بقوله : " ولكن ما علمته في المرفوع " انتهى .

وقد روي بسند ضعيف عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً .

فعن سعيد بن جبير قال : (جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف ، فخاصم النبي صلى الله عليه وسلم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى ، هل تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟ قال : وكان حبرا سمينا ، فغضب وقال : ما أنزل الله على بشر من شيء . فقال له أصحابه الذين معه : ويحك ولا على موسى؟ قال : ما أنزل الله على بشر من شيء ، فأنزل الله عز وجل : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) الأنعام/91 .

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (4/1342) ، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" (11/521) كلاهما من طريق يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة القمي ، عن سعيد بن جبير به .

وهذا إسناد ضعيف بسبب يعقوب بن عبد الله القمي ، قال فيه الدارقطني : ليس بالقوي .

انظر: "ميزان الاعتدال" (4/452) ، وقال ابن مندة في جعفر بن أبي المغيرة : ليس هو بالقوى في سعيد بن جبير .

انظر: "ميزان الاعتدال" (1/417) .

ثانياً :

روي هذا القول عن عمر بن الخطاب وابن مسعود رضي الله عنهما ولا يصح عنهما .

أما قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقد رواه ابن أبي الدنيا في "الجوع" (81) ، وفي "إصلاح المال" (333) قال : حدثنا خالد بن مرداس ، قال : حدثنا المعلى الجعفي ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : قال عمر .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه المعلى بن هلال بن سويد الحضرمي ، ويقال الجعفي ، أبو عبد الله الطحان الكوفي العابد : كذاب وضاع باتفاق النقاد .

انظر : "ميزان الاعتدال" (4/152) .

وأما قول ابن مسعود رضي الله عنه ، فقد عزاه إليه الغزالي في "إحياء علوم الدين" (3/81) ، ولم نقف عليه بعد البحث ، وكتب الغزالي مليئة بما لا أصل له .

فالحاصل :

أنه لم يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه الكرام .

والثابت في شريعتنا ذم السمن لمن تكلفه بالإسراف في الملذات من الطعام والشراب والاشتغال به عن العمل النافع الصالح الذي يستغرق على المسلم عمره ووقته .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ . وَقَالَ اقْرَءُوا : (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا)

رواه البخاري (4729) ومسلم (2785) .

قال النووي رحمه الله :

"فيه ذم السِّمَن" انتهى .

"شرح مسلم" (17/129) .

وقال القرطبي رحمه الله :

"في هذا الحديث من الفقه : ذم السِّمَن لمن تكلفه ، لما في ذلك من تكلف المطاعم والاشتغال بها عن المكارم ، بل يدل على تحريم الأكل الزائد على قدر الكفاية المبتغى به الترفه والسمن.
ومن حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خيركم قرني ثم الذين يلونهم - قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة - ثم إن من بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يوفون ، ويظهر فيهم السمن) وهذا ذم ، وسبب ذلك : أن السمن المكتسب إنما هو من كثرة الأكل والشره ، والدعة والراحة والأمن والاسترسال مع النفس على شهواتها ، فهو عبد نفسه ، لا عبد ربه ، ومن كان هذا حاله وقع لا محالة في الحرام ، وكل لحم تولد عن سحت فالنار أولى به ، وقد ذم الله تعالى الكفار بكثرة الأكل فقال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) محمد/12، فإذا كان المؤمن يتشبه بهم ، ويتنعم بتنعمهم في كل أحواله وأزمانه ، فأين حقيقة الإيمان ، والقيام بوظائف الإسلام ؟! ومن كثر أكله وشربه كثر نهمه وحرصه ، وزاد بالليل كسله ونومه ، فكان نهاره هائما ، وليله نائما " انتهى باختصار .

"الجامع لأحكام القرآن" (11/67) .

وقد روى أبو نعيم رحمه الله في "حلية الأولياء"
(9/146) بسنده إلى الإمام الشافعي
رحمه الله أنه قال :

(ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسن .

قيل له : ولم؟ قال : لأن العاقل لا يخلو من إحدى خلتين : إما أن يغتم لآخرته ومعاده ، أو لدنياه ومعاشه ، والشحم مع الغم لا ينعقد ، فإذا خلا من المعنيين صار في حد البهائم ، فيعقد الشحم) .

والمقصود من ذلك كله ذم السِّمَن الناتج عن الإسراف والفراغ والاستغراق في ملذات الدنيا عن العمل للآخرة ، أما من أصابه السمن لعلة أو لطبيعة جسمه عن غير إسراف ولا إفراط فهذا لا عتب عليه .

والله أعلم
.









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 17:34   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

كم مرة يقوم الفرد بالتسمية عندما يأكل ؟

مثلاً : سميت قبل أكل وجبة الغداء

ثم جلست مع أصدقائي قليلاً ، ثم شربنا الشاي ، هل أسمي مرة أخرى أم أكتفي بالتسمية الأولى في الغداء ؟

إذا كان الجواب نعم

فما هو الوقت الفاصل بين الوجبتين
لإعادة التسمية ؟

وهل علي أن أذكّر الموجودين بالتسمية
في كل مرة ؟

حيث أصبح الناس يتضايقون عندما أقول لهم :

"هل سميتم أم لا". جزاكم الله خيرا .


الجواب :

الحمد لله

الواجب على المسلم أن يسمّي الله تعالى عند الأكل ؛ لأمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك في قوله : (إذَا أكَلَ أحَدُكُم فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تعَالَى ، فإنْ نَسِىَ أنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ في أوَّلِهِ ، فَلْيَقُلْ:
بِسْمِ اللَّهِ في أوَّلِه وَآخِرِهِ) .

أخرجه أبو داود (3767) ، والتّرمذيّ (1858) ، وصححه الألباني في "سنن أبو داود" .

قال ابن القيّم في زاد المعاد (2 / 362) :

"وَالصّحِيحُ : وُجُوبُ التّسْمِيَةِ عِنْدَ الْأَكْلِ ، وَهُوَ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ لِأَصْحَابِ أَحْمَدَ ، وَأَحَادِيثُ الْأَمْرِ بِهَا صَحِيحَةٌ صَرِيحَةٌ وَلَا مُعَارِضَ لَهَا ، وَلَا إجْمَاعَ يُسَوّغُ مُخَالَفَتَهَا وَيُخْرِجُهَا عَنْ ظَاهِرِهَا ، وَتَارِكُهَا شَرِيكُهُ الشّيْطَانُ فِي طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ" انتهى .

وهو الذي رجّحه الشّيخ ابن باز في "الدرر البازية على زاد المعاد" - (1 / 28) ، والشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (6/439و12/357) .


وأما كم مرّة يقوم الفرد بالتّسمية عندما يأكل ؟

فالجواب :

أنّ قول الرسول عليه الصّلاة والسّلام في الحديث السّابق : (إذَا أكَلَ أحَدُكُم فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تعَالَى) يدلّ على أنّ التّسمية تكون مرّة واحدة عند الأكل ، فلو وُضعت على المائدة أصناف من الطّعام ، فإنّ التّسمية الواحدة تكفي ؛ لأنّ المطلوب يحصل بالمرّة الواحدة .

أمّا إذا رُفعت ، وأُتي بأنواع أخرى فعليك إعادة التّسمية ، وهكذا لو جيء بالشّاي بعد الأكل فعليك أن تسمّي الله كذلك ؛ لأنّك تريد الشرب والتناول منه .

وكذلك إذا انصرفت وقمت عن المائدة ، ثمّ بدا لك العودة إلى الطّعام مرّة أخرى فعليك التّسمية ؛ لأنّك تعتبر آكلاً جديداً في هذه المرّة .

وعلى هذا ؛ فليس هناك فاصل زمني مؤقّت لإعادة التسمية ، وإنّما تعود التّسمية إلى إرادة أكل طعام آخر غير الموضوع على المائدة سابقاً .

وهل لك أن تذكّر الموجودين بالتّسمية ؟

فالجواب :

نعم ، لك ذلك ، بل هو السّنّة ، ولك الأجر في ذلك ؛ لما ثبت عن عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ رضي الله عنهما قال : كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَا غُلَامُ ، سَمِّ اللَّهَ)

أخرجه البخاريّ برقم (5376)

ومسلم برقم (2022) .

فذكّره صلّى الله عليه وسلّم بالتّسمية ، وفيه دليل على أنّ لك تذكير غيرك بها ، وإذا رأيت منهم تضايقاً ، فاستعمل الحكمة واللّطف في ذلك ، ويمكنك أن تجهر أنت بالتسمية من غير أن تأمرهم بها ، حتى يسمعوا .

ولك أن تذكرهم بأنّ التّسمية واجبة على جميع الآكلين ، ولا يكفي أن يسمي بعضهم .

قال الشّيخ ابن باز رحمه الله في
"الدرر البازية على زاد المعاد" - (1 / 29) :

"وهذا هو الصواب ، أنّ تسمية غيره لا تكفي عنه ، والرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال لعمرو بن سلمة : (سمّ الله) ، والرسول صلّى الله عليه وسلّم قد سمّى هو وأصحابه ، فلم تكف تسميتهم عنه ؛ ولهذا جاء في حديث حذيفة : إنَّا حضرنا مع رسول اللَّه صلّى الله عليه وسلّم طعاماً ، فجاءت جارية كأنما تُدْفَع ، فذهبتْ لتضع يدها في الطعام ، فأخذَ رسولُ اللَّه صلّى الله عليه وسلّم بيدها ، ثمَّ جاء أعرابيّ كَأَنَّمَا يُدْفَعُ ، فأخذ بيده ، فقالَ رسول اللَّه صلّى الله عليه وسلّم : (إنَّ الشَّيْطَانَ لَيَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أنْ لا يُذْكَرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وإنَّهُ جَاءَ بِهذِهِ الجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا ، فَجَاءَ بِهذَا الأعْرَابيّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّ يَدَهُ لَفِي يَدي مَعَ يَدَيْهِمَا) ، ثم ذكرَ اسمَ اللَّه وأكل ، ولو كانت تسمية الواحد تكفي ، لما وضع الشيطان يده في ذلك الطّعام" انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 17:36   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

" الأكل والشرب عورتان، فاستروهما "

هل هو حديث صحيح ؟


الجواب :

الحمد لله


بعد البحث عن هذا الحديث في كتب السنة لم نجد له أصلاً

وهذا الحديث لم يذكره حتى العلماء الذين ألفوا في جمع الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، فلعله من الأحاديث المكذوبة التي وضعت في الأزمنة المتأخرة .

والمعنى الذي تضمنه الحديث لا أصل له في السنة النبوية ، فليس الأكل والشرب من العورات التي يلزم سترها .

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأكل مع أصحابه ، فكيف يكون الأكل والشرب عورة؟!

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-18, 17:37   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

قرأت في كتاب أنه يصح الشرب في بداية الطعام ووسطه ، ويكره في نهايته ؛ لأنه يسبب الأمراض ، فهل لذلك مستند من الكتاب أو السنة؟

الجواب :

الحمد لله

ليس في الكتاب والسنة ما يدل على كراهة شرب الماء أثناء الطعام أو عقبه ، وإنما هو أمر يتناقله الفقهاء من جهة الطب القديم ، فقد كان متقرراً لدى الأطباء أن الشرب أثناء الطعام أو بعد الفراغ منه مباشرة يفسد الهضم على المعدة ، ويسبب بعض الأدواء ، وهذه بعض النقول عنهم :

قال أبو حامد الغزالي رحمه الله :

" لا يكثر الشرب في أثناء الطعام إلا إذا غص بلقمة ، أو صدق عطشه ، فقد قيل : إن ذلك مستحب في الطب ، وإنه دباغ المعدة " انتهى .

" إحياء علوم الدين " (2/5) .

وقال ابن الجوزي رحمه الله :

" ولا يشرب الماء في أثناء الطعام ، فإنه أجود في الطب ، وينبغي أن يقال إلا أن يكون ثَمَّ عادة" انتهى . يعني : إلا أن يكون من عادته الشرب أثناء الطعام فلا بأس .

نقلا عن " الآداب الشرعية " لابن مفلح (3/178) .

وقال ابن مفلح رحمه الله :

"وتفسد الفاكهة بشرب الماء عليها ، قال بعض الأطباء : مصابرة العطش بعد جميع الفواكه نعم الدواء لها , ورأيت بعض الناس يشرب الماء بعد التوت الحلو غير الشامي وبعد التين ويقول : إنه نافع يهضمه ويحكيه عن بعض الأطباء , والمعروف عن الأطباء أنهم نهوا عن شرب الماء بعد الفواكه مطلقا ويقولون : إنه مضر , وذكر الأطباء أنه يشرب بعد التوت والتين السكنجبين وأنه يدفع ضرره " انتهى .

" الآداب الشرعية " (3/214) .

وقال المرداوي رحمه الله :

"ولا يشرب في أثناء الطعام . فإنه مضر ,
ما لم يكن عادة" انتهى .

" الإنصاف " (8/332) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" يكره الشرب في أثناء الطعام بلا عادة ، فإن كان الإنسان اعتاد هذا فلا بأس ، قال بعضهم : ويكره أيضاً بعد الطعام مباشرة بلا عادة ، وقوله : ( بلا عادة ) يفهم منه أن المسألة ترجع إلى ناحية طبية ، قالوا : لأن الشرب أثناء الطعام يفسده ، وتزول به منفعته ، وكذلك إذا شرب مباشرة ، فإذا كان قد اعتاد هذا فإنه لا يضره . وقال بعضهم أيضاً : إنه إذا شرب أثناء الطعام فإنه يشعر أن معدته كالسقاء ترجرج ، أما إذا كان هناك عادة ، فالعادات لها طبائع ثابتة ، فكثير من الناس لا يهمه أن يشرب أثناء الطعام أو بعده مباشرة فلا يضره ؛ لأنه معتاد .

ثم إن الطعام إذا كان حاراً والماء بارداً صار هناك مضرة من جهة أخرى ، وهي ورود البارد على الحار ، ومعلوم أن الحار يوجب تمدد العروق والجلد ، فإذا جاء البارد تقلص بسرعة ، فيكون في ذلك خطر " انتهى .

" الشرح الممتع " (12/366-367)

فهذه أقوال بعض العلماء الذين ذكروا هذه المسألة ، وواضح أنهم إنما ذكروا ذلك من جهة الطب ، ولذلك لم يستدل أحدهم على هذا بدليل من الكتاب أو السنة .

أما أبحاث الطب الحديث في هذا الشأن ففيها بعض الاختلاف ، فنترك مجال البحث فيها لأهل الاختصاص ، ولا نجزم نحن فيها بشيء .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال وجواب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc