|
ممّا راقـــنـي هذا المنتدى خاصٌ بمنقولات الأعضاء مما يـنـتـقـونه من عذب الكلام. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
( قصـــة قصيـــرة ) مخلوقــــات مـــــن خــارج الزمـــــن .... !!
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2018-09-03, 20:36 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
( قصـــة قصيـــرة ) مخلوقــــات مـــــن خــارج الزمـــــن .... !!
بسم الله الرحمن الرحيم ( قصـــة قصيـــرة ) مخلوقـات مــن خــارج الزمــن ....!! هل كان في العقل خلل ؟ .. أم أن الذي حدث أمام العين كان من تجسيد الخيال ؟. والحدث يعد الأول من نوعه في مألوف الكون .. حيث ذلك الجديد الذي ينافي شروط الأبعاد والأشكال .. وهو حدث لم يخطر في عقل عاقل من قبل .. ولا تصدقه عيون البشر .. كما أنه لا يتوافق مع قياسات الأذهان لدى الإنسان .. حتى ولو كان ذلك الإنسان من عباقرة الخيال .. وفطرة الإنسان ترفض مثل ذلك الحدث جملة وتفصيلاً مهما تكون قوة البيان !!. والذي يسمع تلك القصة لأول مرة قد يرمي الراوي بتناول المخدرات والمنبهات والسموم .. ولكن الحقيقة تنفي تلك المزاعم .. حيث أن ذلك الراوي للقصة هو إنسان يتصف بكامل العقل والرزانة .. وينعت طوال حياته بالعصامي الصادق .. فهو ذلك البعيد عن الأهواء .. وعن عالم السموم والمخدرات .. والبعيد عن تناول حبوب الهلوسة .. تلك السموم التي تهلك العقول والألباب .. ولم ينحرف يوماً عن جادة الصواب في مرحلة من مراحل عمره .. كما أنه لم يجاري طيش الشباب كما يفعل الآخرون .. وقد يقول قائل أن المراحل البائسة التي تمر يها الإنسانية في عالم اليوم قد تكون هي السبب في إيجاد مثل تك التخيلات المستحيلة .. ويضيف آخرون ساخرين ويقولون أن أحلام الناس في هذه الأيام بدأت تأخذ أشكالاً تنافي المنطق والمعقول .. وتخلق جدلاً يوجد تخيلات غريبة .. والمرغوب في عالم اليوم يتحول حلماً يتجسد أمام العين .. ثم يضحكون حين يضيفون قائلين بأنهم حين يجوعون يتمثل رغيف الخبز أمام أعينهم في صورة ملكة جمال العالم .. كما أن حبة الموز حين يشاهدونها تفوق جمالاً تلك الراقصة في الكباريهات !.. فالمرغوب مطلوب في هذا الزمن بقدر يمثل الغاية الكبرى .. والذي يحلم بوظيفة في هذا الزمن العصي يجد الوظيفة حلماً يفوق عرش الملوك .. وكل كرسي يتواجد أمام عينه يمثل ذلك المغري الجاذب .. حتى ولو كان ذلك الكرسي ملقى في الطرقات !.. وآخرون حين يسمعون تلك القصة يذهبون بعيداً .. ويرون أن وطأة الحمى الجارية في هذه الأيام والمتمثلة في تلك الظروف المعيشية القاسية تخلق ذلك النوع من الهلوسة !.. تلك الهلوسة التي تتمرد عن سلطة الأذهان لتتجسد عياناَ أمام العيون !.. ومن الطبيعي أن يختلف الناس في ألوان الهلوسة والتخيلات حسب الرغبة المفقودة .. وهنا نجد أن الراوي لتلك القصة كان يحلم بحياة مغايرة لكل العالم .. حياة مثالية تختلف كلياً عن الحياة الحالية الكئيبة المشوبة بالدموع .. تلك كانت أمنياته حين يفكر ليلاً ونهاراً .. وتلك كانت هواجس نفسه حين ينوم ويقوم .. وقد أجتهد الناصحون في أقناع ذلك الراوي بالتوقف وعدم مواصلة سرد القصة .. هؤلاء الناصحون من عقلاء الناس والإخوة والأصدقاء .. وقد نصحوه بأن لا يروي للناس المزيد من تلك القصة الغريبة العجيبة .. وإلا فإن مصيره هو عنابر المصحات العقلية في نهاية المطاف .. ولكنه ظل يواصل سرد الرواية بإصرار شديد .. وكان يدرك جيداً في أعماق نفسه بأن الذي حدث وجرى قد حدث أمام العين فعلاً وواقعاً .. عياناً وبياناً .. وليس من تركيب الخيال .. وفي نفس الوقت كان يدرك جيداً أن الأمر مستحيل التصديق .. وهو نفسه ما كان ليصدق لو قيل له من الآخرين .. لأن الأمر برمته خارج عن نطاق الطبيعة .. وخارج عن نطاق النواميس الكونية .. والحدث يؤكد أن الثقلين ( الإنس والجان ) لم يؤتوا من العلم إلا قليلاً .. وحظ الإنسان من أسرار وظواهر الكون قليل وشحيح للغاية .. وهو ذلك الكون الشاسع الذي يضج من حولنا بالأسرار والغموض .. تلك الأسرار التي لا تخطر على الأذهان .. ولا تداني خيال العباقرة بالاجتهاد لا من بعيد ولا من قريب .
.............. كان عند أطراف الصحراء حين قرر أن يتوقف عن مشوار السفر قليلاً ويرتاح .. جلس في الظل تحت شجرة .. ينظر إلى الآفاق البعيدة .. الأرض أمامه كانت منبسطة وخالية من الهياكل والنتوءات .. إلا تلك النتوءات والهياكل التي كانت تتمثل في تلك الشجيرات القصيرة .. المنتشرة هنا وهنالك بطريقة عشوائية وقاتلة .. شجيرات صحراوية بخيلة في أطوالها .. شحيحة في أوراقها .. قاسية في عطائها .. غير أنها تمثل شكلاً من أشكال الحياة في أرض تخلو من الحياة .. كان الرجل ينظر في الأفاق البعيدة متعمقاً .. فلاحظ أن الأرض تتلهف لعناق السماء في كل الجهات وأينما يذهب بصره .. وكأن السماء غطاء معكوف ينام فوق طبق الأرض .. سماء زرقاء شفافة براقة تغطي أرضاَ قاتمة تمتاز بالحجارة والكثبان والتراب .. وتلك الصورة الدرامية تؤكد أن الأرض في كنف وحماية السماء .. ويكفي أنها تنام تحت الغطاء في سلام ووئام .. حيث هي مصونة من النوازل والدخلاء .. وهنالك الأسرار في ذلك الكون الشاسع العجيب .. وهي أسرار تدور خارج مفاهيم الإنسان للطبيعة .. في جلسته كان الرجل ينظر للأعلى نحو السماء دون هدف أو مرام .. حيث أن النظرة للسماء كانت تريح النفس كثيراً .. بينما أن النظرة للأرض كانت تجلب الملل والسأم .. لأن الأرض تنسخ الأشكال بطريقة متكررة وممجوجة ًوملولة .. ثم فجأة جرى في الأفق أمر لم يكن في الحسبان .. حيث ذلك الحدث العجيب الذي لم يخطر في عقله يوما من الأيام .. فجأة فتحت نافذة دائرية عريضة في الفضاء .. وذلك عند ارتفاع مقداره تقريباً كيلومتر واحد من سطح الأرض .. ثم مع مرور اللحظات بدأت تلك النافذة تتوسع وتفتح أكثر فأكثر .. ثم فجأة فتحت نافذة أخرى مشابهة عند الجهة المعاكسة في الفضاء .. وكان الرجل ينظر للأعلى وللأحداث مندهشاً ومستغرباً وحائراً .. وبعد لحظات قليلة أطلت من فتحة النافذة الأولى مخلوقات في غاية الزهاء والبهاء والجمال .. كان طول المخلوق الواحد بمقدار ستون ذراعاً .. وهي مخلوقات بأجنحة ثنائية ذات ألوان في غاية الروعة والجمال .. كانت ذات ملامح وضاءة وبريئة .. لم تر أعين البشر مثلها أبداً من قبل .. كانت تلك المخلوقات في غاية البهاء والجمال واللطف واللطافة .. لديها أجنحة شفافة زجاجية كأجنحة اليعاسيب .. ملونة تحمل سمات السرب .. الإطلالة من النافذة الأولى كانت منسقة وبطريقة سلسلة وهادئة .. حيث كانت تتوالى الفرق خلف الفرق .. والأسراب تلو الأسراب .. وكانت هنالك المئات من الأسراب .. وكل سرب كان يتألف من ألف من تلك المخلوقات .. ويختلف كل سرب كلياَ في ألوانها وزخارفها عن الآخر.. تلك المخلوقات كانت تهبط من النافذة الأولى بهدوء تام نحو سطح الأرض .. لا أصوات لرفرفة أجنحتها ولا ضوضاء .. ولا همهمة لجموعها .. وعندما تتلامس أقدامها للأرض كانت تمشي بهدوء وسلام فوق سطح لأرض .. ثم تمشي لمسافة نصف كيلومتر تقريباً في اتجاه النافذة الثانية .. وذلك في طوابير منتظمة كجيوش هتلر النازي .. كانت تتوازن في خطواتها وتتناغم في مسافاتها البينية .. وفي هدوء تام دون أن تصدر أقدامها أصواتاً حين تمشي على الأرض .. وحتى إذا بلغت ( حدا ) النافذة الثانية تبدأ في التحليق مرة أخرى والارتفاع .. ثم تدخل النافذة الثانية وتختفي عن الأنظار .. والرجل كان يشاهد ذلك الحدث بأم عينه لساعتين كاملتين .. وتلك طوابير المخلوقات كانت تمر أمامه على مسافة قريبة للغاية .. وعندما ذهب عنه الروع وطالت الأحداث وأصبحت مألوفة لديه حاول الرجل أن يلفت أنظار تلك المخلوقات .. وذلك بالنداء والصيحات والتصفيق والصراخ .. ويجتهد ليقول لها ( أنا هنا ) .. ولكن تلك المخلوقات لم تعره اهتماماً .. وكانت لا تستجيب ولا تكترث .. وكأنها لا تراه أبداً ولا تسمع لصيحاته وضجيجه .. ثم مرت ساعتان حتى وقفت النافذة الأولى عن تمديداتها من تلك المخلوقات العجيبة ثم أغلقت أبوابها واختفت .. وبعد ذلك مشت مؤخرة الركب حتى استكملت وصولها حدا النافذة الثانية .. ثم حلقت لتدخل فيها .. ثم أغلقت النافذة الثانية بدورها واختفت .. مكث الرجل في مكانه لساعات حائراً ومذهولاً .. وقد أبدى الأسف الشديد عندما اكتشف أن جهاز الموبايل الذي كان في حوزته قد نفذت فيه الطاقة ولا يعمل .. وكان يتمنى لو أنه تمكن من تصوير ذلك المشهد الغريب الجميل .. ويقول في نفسه يا ليتني تمكنت من توثيق وتسجيل ذلك الحدث الغريب الفريد العجيب من بالبداية للنهاية .. وذلك حتى يشاهده العالم أجمع .. ذلك العالم الذي بدأ يشكك في روايته ويرميه بالمس والجنون والهلوسة . ـــــــــــــ الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد احمد
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc