السلام عليكم...
كم عدد أصدقائك ..2 ...3 .... 10 ....50 ..؟؟؟
حين أقول صديق ..أقصد من تتعامل معه ..وتشعر أنه يصدقك الحديث الفعل ...وإلا فلا نسمه صديق..
على كل...سأسرد لكم قصة قصيرة ..لتستنتجوا ماأريده من وراء طرح الموضوع..
القصة حكاها لي والدي رحمه الله ..والذي توفي بعد أن تجاوز التسعين..قصة حكاها لي ببساطة دارجته..وهاأنا أعيد إخراجها بلسان عربي فصيح.. بلا إطالة فأقول..
كان لرجل ولد وحيد فريد ..وكان يحبه حبا عظيما ..كما يقولون بالدارجة مومو عينيه..وكان ليس معه بالليّن فيفسد طباعه وليس شديد ..معه ليفقد مودته...وكان على خلق حسن ذلك الولد طاعة واحتراما ومحبة لأبيه.ولكن ما كان يسيئ للأب هو كثرة علاقات وصحبة ولده..لايكاد باب الدار يتوقف عن الطرق..أين عباس ؟؟
أريد عباس ...عشرات ..الأب يضيق ذرعا بالأمر...فينصح ولده يا بني...عدد أصحابك كثير وأخشى عليك يوما أن تقع فيم لاتحمد عقباه..يا ولدي هل أنتَ على يقين من أنك لو قادتك الحاجة لأحدهم فتجده مثلما توسمتَ فيه ..كان الولد يجيب مفتخرا أن له فلان مثل الأسد والآخر مثل الكنز وهكذا...
الأب رجل عاقل ويدرك أنه لن يصل مع ابنه الى مبتغاه بالشدة فكتمها في نفسه وأعمل حنكته ورجاحة عقله..
وذات ليلة طوال ليالي الشتاء قام ودون علم ولده بذبخ كبش من قطيعه ..ثم غطاه في فناء الدار الواسع برداء..حدث ذلك والإبن قد خلد الى النوم..والليل قد انتصف...هرع الأب الى ابنه مناديا في حجرته استيقظ الولد مذعورا فليس من عادة الأب أن يوقظه في تلك الساعة إلا إذا كان قد طرأ عظيم...مالذي جرى يا أبتاه ؟؟
أجابه الأب : قم يا ولدي فإني بحاجة اليك شديدة..مالخطب يا والدي..؟؟
بنيّ..يبدو أنك كنت مساغرقا في نومك ..ولقد سمعت ضجة فانتبهت الى وجود شخص يحاول كسر قفل الغرفة المجاورة ..صرخت في وجهه فأشهر خنجرا فتراجعت الى غرفتي ولكنه لحق بي ..فأخذت الهراوة مدافعا عن نفسي وشاء الله أن سبقته بضربة في رأسه سقط يتلوى على الأرض ثم هدأ ..اقتربت منه تحسست نبض قلبه ولكنه قد فارق الحياة...بني ...ماعلينا سوى دفن الجثة..خارج القرية ..فلتعاوني على حمل الكيس الذي حشوتها فيه...لبّى طلب والده على عجل..ولما حاولا رفع الكيس تظاهر الوالد بأنه عاجز على رفعه لثقله..ثم توجه لإبنه مخاطبا ...هيا يا ولدي أطلب المعونة من أحد الأصحاب يعيننا على هذا المصاب...خرج الولد ولم يطل غيابه ليعود مخبرا أباه أن لاحيلة له في ذلك وأن الأصحاب لايستجيبون ..بدا على وجه الأب الحيرة والقلق..ثم قال لإبنه فلان يا ولدي فلان من لاتفتأ عن ذكر محبته لك ..وفلان إذهب اليهما حالا ..قبل أن يلع النهار ..هيا..
خرج الولد وغاب لفترة ليعود مطأطأ الرأس وملامح الخيبة على وجهه لايكاد يخفيها...أطرق الأب مليّا ثم قال لإبنه..اسمع يا ولد إذهب الى رضوان وبلغه سلامي ثم اخبره مصابي..هرع الولد بالرسالة ..فقرع باب رضوان على عجل أنجدنا أيها الطيب فالوالد عليك مُعوّل..هب أنظرني يا ولد أنتعل حذائي..وماهي الا لحظات إلا ورضوان والولد والولد في فناء الدار...حول الجثة المدسوسة بالكيس الكبير ...أراد رضوان تحريك الكيس ليدرك مقدار ثقله فاستوقفه الأب ..إهدأ يارضوان فلقد كفيت ووفيت ...عباس ولدي إفتح الكيس...
تفاجأ الولد من هذا الطلب الغريب..والدي النهار قرب أن يطلع وعلينا أن نستعجل..عقب عباس...
ولدي افتح الكيس أتخاف الجثث ؟؟؟
دنا الولد من الكيس وفتحه...فأطلّ منه رأس الكبش ...نظر الولد الى أبيه والدهشة تعقد لسانه...
لاتقل شيئا يا عباس ..هيا فلنقم بسلخه ..فإن الغد هو يوم شواء ليس ككل الأيام...
عباس كان ولدا نبيها ولم يكن أبدا بحاجة لأن يفصل له الوالد غرابة ماحدث تلك الليلة..وأنتم أيضا أيها الأفاضل..وعليه أتوقف عن السرد...وأترك لكم المجال لقول ما تشاؤون ..وطاب يومكم...