بحث مختصر : تاريخ التصوف و جغرافيا الإسلام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بحث مختصر : تاريخ التصوف و جغرافيا الإسلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-11-22, 18:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post بحث مختصر : تاريخ التصوف و جغرافيا الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبائي في الله السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

بداية لا بد منها أن أشير إلى أنني قمت بهذا البحث من أجل فتح نقاش أخوي حول التصوف الذي وجد الكثير من المظلمة في زماننا بالخصوص ، وإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني و من الشيطان . و أحاول تحري الصدق ما أمكن فالله هو موفق و الهادي إلى الصراط المستقيم .

أولا : مفهوم التصوف و تاريخه :


الصوفية أو التصوف وفق الرؤية الإسلامية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد أركان الدين الثلاثة (الإسلام، الإيمان، الإحسان)، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، فإن التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان ، ثم إن المصطلح دخيل على الإسلام و تم الاختلاف في تفسير المراد في تسميته لغة ، فمنهم من قال من الصوف لأنهم يلبسون الصوف و منهم من قال الصفة نسبة لأهل الصفة الذين كانوا
هم الرعيل الأول من رجال التصوف (وهم مجموعة من المساكين الفقراء كانوا يقيمون في المسجد النبوي الشريف ويعطيهم رسول الله من الصدقات والزكاة طعامهم ولباسهم) ، وهناك من قال بأنه من الصفاء وفي ذلك قال أبو الفتح البستي:

تنازع الناس في الصوفي واختلفوا ***وظنه البعض مشتقاً من الصوف
ولست أمنح هذا الاسم غيرَ فتىً ***صفا فصوفي حتى سُمي الصوفي


وهذا ما ذهب إليه الشيخ الشعراوي كذلك في طرحه لمفهوم كلمة صوفي أو صوفية ، أما ما به تفسير التصوف اصطلاحا فهو :

قول زكريا الأنصاري: التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية.
قول الشيخ أحمد زروق: التصوف علم قصد لإصلاح القلوب وإفرادها لله تعالى عما سواه. والفقه لإصلاح العمل وحفظ النظام وظهور الحكمة بالأحكام. والأصول "علم التوحيد" لتحقيق المقدمات بالبراهين وتحلية الإيمان بالإيقان.وقال أيضا: وقد حُدَّ التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين مرجع، كلها لصدق التوجه إلى الله، وإنما هي وجوه فيه.
قول الجنيد: التصوف استعمال كل خلق سني، وترك كل خلق دني.
قول أبو الحسن الشاذلي: التصوف تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية.
قول ابن عجيبة: التصوف هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم، ووسطه عمل، وآخره موهبة.

-----------------قولي : ---------------
حسبما تم ذكره فإن مصطلح "التصوف" أريد به قصد طريق الإحسان

(وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) لكن تمسكا بالسنة النبوية نقول بالإحسان و نرفض كلمة "التصوف" لأن كلمة الإحسان لها دلالات نبوية و قرآنية و يتقبلها أي مسلم فلا نقول التصوف لأنه يعيد ماض من الفتنة و لكن نقول بما فيه من إخلاص و مراقبة لله وعبادات قلبية و سلوك رباني .

--------------------------------

يقول الإمام القشيري:
«اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله لم يَتَسمَّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية علم سوى صحبة الرسول ، إذ لا أفضلية فوقها، فقيل لهم الصحابة، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ـ ممن لهم شدة عناية بأمر الدين ـ الزهاد والعُبَّاد، ثم ظهرت البدعة، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا أن فيهم زهاداً، فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة.»

حقائق عن التصوف، تأليف عبد القادر عيسى، ص30.

ويقول محمد صديق الغماري:
«ويعضد ما ذكره ابن خلدون في تاريخ ظهور اسم التصوف ما ذكره الكِنْدي ـ وكان من أهل القرن الرابع ـ في كتاب "ولاة مصر" في حوادث سنة المائتين: إنه ظهر بالإسكندرية طائفة يسمَّوْن بالصوفية يأمرون بالمعروف. وكذلك ما ذكره المسعودي في "مروج الذهب" حاكياً عن يحيى بن أكثم فقال: إن المأمون يوماً لجالس، إذ دخل عليه علي بن صالح الحاجب، فقال: يا أمير المؤمنين! رجل واقفٌ بالباب، عليه ثياب بيض غلاظ، يطلب الدخول للمناظرة، فعلمت أنه بعض الصوفية. فهاتان الحكايتان تشهدان لكلام ابن خلدون في تاريخ نشأة التصوف. وذُكر في "كشف الظنون" أن أول من سمي بالصوفي أبو هاشم الصوفي المتوفى سنة خمسين ومئة (150 هـ).»

كشف الظنون عن أسماء الكتب والفنون، تأليف: حاجي خليفة، ج1/ص414.

وبالنسبة في بلاد المغرب الذي أسكن فيه فإن الصوفية و الامازيغ هم الذين حرروا البلاد من الاستعمار الفرنسي ، حيث كانوا يعبئون الناس في الزوايا لذكر الله و قيام الليل و قراءة القرآن وفي النهار يذهبون لمقاتلة العدو و بذلك استطاع المغرب طرد المستعمر الفرنسي ، ولا ننسى أن بداية التصوف بالمغرب كان بقدوم عقبة بن نافع و ادريس الأول و بذلك كان التناسل بين العرب والامازيغ و بداية التاريخ الاسلامي و الصوفي بالمغرب . و من أمثال المقاومين المغاربة المقاوم عبد الكريم الخطابي .


وخاتمة لا بد منها أن التصوف دس فيه الكثير من الكتب التي لا تنسب له ، وانتسبت الكثير من الفرق الضالة نفسها إليه كالباطنية و الجهمية و كذلك الكثير من الدجاجلة كابن عربي و بسبب ذلك حمل الكثير من الكلام الذي لم يكن بدا منه بسبب حديث البعض عن الكرامات و الخوارق وهي في حق الأولياء ثابتة بإجماع العلماء ، ثم إنه كما تم الإشارة مسبقا فإن التصوف ليس بمذهب لكي يحمل متاعب اختلافات فقهية هو بمنئى عنها و لكنه فتح ملفا شائكا لم يتجرأ على فتحه علماء الحديث و الموعظة وهو طريق الإحسان و معرفة الله ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه و الايمان عطاءات و هؤلاء وقفوا على حافته و عرجوا بمعارج الإحسان وخرجوا من ضيق الدنيا و فتنتها إلى رحاب الإحسان و الحضور مع الله تعالى و تزكية النفس ، و حاربوا شهوات النفس و جاهدوا في الله حق جهاده ، فإن عيبوا عنهم لبس الخرق فهو ينم عن صدقهم في قهر النفس و تأديبها و إنما المراد هو جعل النفس لينة أمام طاعة الله و كبحها عن الميل الى المعصية ، لربما هذه الكلمات تمر عليك مرا لينا لطيف الحس على سمع قلبك !! لأن هذه هي حقيقة الأمر التي تألفها فطرة الإنسان و التصوف الذي تراه رقصا و شطحا إنما هو خروج عن أدب الجلوس أمام الله عند ذكر الله ، بعيدا عن الناس و ضجر الحياة يفر المريد السالك إلى الله مختليا به سالكا إليه بقلبه و روحه و كل كيانه طالبا معرفة الله ووجه الله تعالى ليتحقق بمدارج الإحسان .. وأسأل الله تعالى أن يكون النقاش بناء و مفيدا لنا ان شاء الله تعالى

وخير ما نختم به بعد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم قول الله تعالى : "الرحمن فاسأل به خبيرا"
ومما لا شك فيه فإن الخبرة هي ثمرة المعرفة و المعرفة ثمرة التجربة، والمعرفة هي الإحاطة بالشيء بينما المعلومة تعرف نفسها كجزء من حقل المعرفة ، ومنه فإن مدارك الخبير أعلم من العالم و المقصود به من الآية هو عبد صالح عارف بصفات الله متمرس في طاعة الله شغفت قلبه أنوار الحق تعالى فصار يتكلم بالله و لله و بالله ، و مجرد مصاحبة هذا الرجل الصالح تفيد السالك في تشرب المعاني الربانية و أن يصير بدوام الصحبة مثله . و الله صل و سلم وبارك على سيدنا محمد النبي و أزواجه أمهات المؤمنين و ذريته و أهل بيته كما صليت على سيدنا إيراهيم إنك حميد مجيد .

والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-11-23, 20:20   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
القائدة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي
ديننا لا يحتاج الى تصوف
و تطبيق الشريعة يحتاج الى العلم و العمل و ليس الى ممارسة طقوس بدعية

التزم فقط بما في القرآن و السنة
لا افراط و لا تفريط و ابتغ بين ذلك سبيلا

و دعك مما يبتدع في دين الله فهو مهلكة للنفس مضيعة للوقت و نحن على وجه هذه البسيطة مأمورون بالبناء و التشييد على المستويين الاخلاقي الروحي و المادي كذلك وليس ها هنا مجال للتصوف و طقوسه الغريبة تلك .
هؤلاء الصوفية قد حذّر منهم علمائنا كابن حَنْبَل و ابن تيمية رحمة الله عليهما و غيرهما ، فهم من الفرق المبتدعة كلامهم كالعسل و طريقهم شوك !
و حتى و ان أرادوا بلوغ درجة الاحسان فهم قد اتخذوا لها الطريق الخطأ !
كالخوارج أرادوا الجنة فأضلوا السبيل اليها على حد قول الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز .










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-24, 22:19   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

أختي القائدة أنا ممتن لك لأنك قرأت الموضوع من الأول ثم قررتي إثراء الموضوع بإجابتك ...
التصوف به بعض البدع كالشطح و غيرها التي لا أتفق معها لكن التصوف نشأ نشأة سليمة من أجل حفظ بيضة الإسلام عندما ظهر حب الدنيا في المسلمين في عهد عمر بن عبد العزيز فقرر ثلة من المسلمين أن يحفظوا جوهر الدين وهو الإحسان و ذلك بالإنزواء في المساجد و البيوت و التفرغ لذكر الله و الاجتماع على ذلك ولم يكن يصطلح عليهم آنذاك صوفية ولكن مع الوقت ظهر الإسم و ظهر أعلام مجددون لحقيقة التصوف الذي يخالف الشطح و التمسح بلأضرحة وغيرها كالشيخ عبد القادر الجيلاني و الجنيد و ابن العربي و غيرهم من الصالحين الذين أجمع العلماء ومنهم ابن تيمية و ابن القيم على ولايتهم وليس فقط على صلاحهم ، فكانوا يخرجون الناس من زمن العادة إلى أحوال العبادة ويعيدونهم من التبرك بالصالحين إلى الإقتداء بهم قولا وعملا قصد إدراك معالي الإحسان وتحقيق الغاية من الوجود وهو الذي جائت بالآية "أحسن كما أحسن الله إليك" ورغم بعض البدع التي لا تخرج الإنسان عن حقيقة التوحيد كالشطح و التي هي تخل بالأدب أثناء الذكر لأن الذاكر يجالس الله تعالى فأصحاب التصوف أصحاب ذكر و تفكر و أحوال إيمانية وكل حياتهم يعيشونها في التقرب من الله ، وإن كنت أخالفهم و أستكر منهم ذلك وحتى لا أكون مخطئا فإن من الأئمة المصححين الأفاضل رحمهم الله من عصرنا من صححوا عوج التصوف ليربطونا بالله و اليوم الآخر دائما كالإمام البنا رحمه الله مؤسس جماعة الإخوان المسلمين و أحمد ياسين رحمه الله مؤسس حركة القسام و عبد السلام ياسين رحمه الله مؤسس جماعة العدل و الإحسان بالمغرب ، فهؤلاء مجددون لحقيقة التصوف التي هي الإحسان و الإحسان و الإحسان ، وأكرر أنسوا كلمة التصوف و فكروا في المصير الأخروي وفي الفوز بأغلى ما في الآخرة وهو وجه الله تعالى و رضاه و حبه و حب الرسول صلى الله عليه و سلم وبذلك فلا يستعصى على الله أن يدخل أحبائه أعلى ما في الجنان فنعيم الآخرة النظر لوجه الله و نعيم الجنة مجاورة رسول الله ،اللهم اجعلنا جميعا من أصحاب جواره ، وذلك لا يتأتى إلا بالسلوك الإحساني من الإكثار من التهليل و التسبيح و الاستغفار و الصلاة على النبي و التوبة الدائمة وقيام الليل و الصيام و السلوك الجهادي و هذا كذلك لا يتحقق إلا بصحبة ثلة من المؤمنين المحسنين الذين يتشاركون معك نفس الهم الأخروي أو صحبة رجل عارف بالله .. أما ما يروج له من شطح و غيره فلا يتفق عليه أصحاب البصائر ، فمن أراد الإلتحاق بركب المحسنين فعليه الالتحاق بركب المحسنين في الدنيا و الصبر معهم ليعينوه على مجاهدة نفسه ، طبقا لقوله تعالى :"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا" وفي تفسير الطبري لهذه الآية فقد حدثنا الربيع بن سليمان، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد، عن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف ، أن هذه الآية لما نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) فخرج يلتمس، فوجد قوما يذكرون الله، منهم ثائر الرأس، وجافّ الجلد، وذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم، فقال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ لي فِي أُمَّتِي مَنْ أمرني أنْ أصبِرَ نَفْسي مَعَهُ" ورُفعت العينان بالفعل، وهو لا تعد.
وكي لا أنسى فإن ابن تيمية عاصر الصوفية في حياته و كانت لديه نظرة مشوبة مشككة في حقيقة التصوف في مرحلة في حياته ولكن لما جالس هؤلاء القوم و انكشفت له طيبوبتهم و صدق مطيتهم فقد أثنى عليهم في أيما موضع في الجزء العاشر من مجموع فتاويه و سماه بالتصوف ، وتبعه في ذلك تلميذه ابن القيم ، ولك في ما أنقله لك مثال ،فقد قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 12 – صفحة 36 )
(وأما جمهور الأمة وأهل الحديث والفقه والتصوف فعلى ما جاءت به الرسل وما جاء عنهم من الكتب والاثارة من العلم وهم المتبعون للرسالة اتباعا محضا لم يشوبوه بما يخالفه )
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 11 – صفحة5 )
( أما لفظ الصوفية فانه لم يكن مشهورا فى القرون الثلاثة وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ كالامام احمد بن حنبل وأبى سليمان الدارانى وغيرهما وقد روى عن سفيان الثورى أنه تكلم به وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصرى) .اهـ ملحوظة : عبارة لم يكن مشهورا لاتنافي انه كان موجود
وقال في مجموع الفتاوى (11/17).
(طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم )

وكما جاء في العبارة الأخيرة "وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم" فهذا ما قلته لك من البداية فقد أتى مصححون يصححون لهذه الأمة زلاتها و التصوف نشأ من أجل غاية واحدة وهؤلاء المجددون يردوننا لهذه الغاية و يبعدون عنا القشور التي هي من دون توحيد الله و جادة الحق .. يارب أكون وفيت ما تريدينه فقد اجتهدت قصد إيصال حقيقته فقط لكي لا يظلم الحق










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-24, 22:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
القائدة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ilyasseislame مشاهدة المشاركة
أختي القائدة أنا ممتن لك لأنك قرأت الموضوع من الأول ثم قررتي إثراء الموضوع بإجابتك ...
التصوف به بعض البدع كالشطح و غيرها التي لا أتفق معها لكن التصوف نشأ نشأة سليمة من أجل حفظ بيضة الإسلام عندما ظهر حب الدنيا في المسلمين في عهد عمر بن عبد العزيز فقرر ثلة من المسلمين أن يحفظوا جوهر الدين وهو الإحسان و ذلك بالإنزواء في المساجد و البيوت و التفرغ لذكر الله و الاجتماع على ذلك ولم يكن يصطلح عليهم آنذاك صوفية ولكن مع الوقت ظهر الإسم و ظهر أعلام مجددون لحقيقة التصوف الذي يخالف الشطح و التمسح بلأضرحة وغيرها كالشيخ عبد القادر الجيلاني و الجنيد و ابن العربي و غيرهم من الصالحين الذين أجمع العلماء ومنهم ابن تيمية و ابن القيم على ولايتهم وليس فقط على صلاحهم ، فكانوا يخرجون الناس من زمن العادة إلى أحوال العبادة ويعيدونهم من التبرك بالصالحين إلى الإقتداء بهم قولا وعملا قصد إدراك معالي الإحسان وتحقيق الغاية من الوجود وهو الذي جائت بالآية "أحسن كما أحسن الله إليك" ورغم بعض البدع التي لا تخرج الإنسان عن حقيقة التوحيد كالشطح و التي هي تخل بالأدب أثناء الذكر لأن الذاكر يجالس الله تعالى فأصحاب التصوف أصحاب ذكر و تفكر و أحوال إيمانية وكل حياتهم يعيشونها في التقرب من الله ، وإن كنت أخالفهم و أستكر منهم ذلك وحتى لا أكون مخطئا فإن من الأئمة المصححين الأفاضل رحمهم الله من عصرنا من صححوا عوج التصوف ليربطونا بالله و اليوم الآخر دائما كالإمام البنا رحمه الله مؤسس جماعة الإخوان المسلمين و أحمد ياسين رحمه الله مؤسس حركة القسام و عبد السلام ياسين رحمه الله مؤسس جماعة العدل و الإحسان بالمغرب ، فهؤلاء مجددون لحقيقة التصوف التي هي الإحسان و الإحسان و الإحسان ، وأكرر أنسوا كلمة التصوف و فكروا في المصير الأخروي وفي الفوز بأغلى ما في الآخرة وهو وجه الله تعالى و رضاه و حبه و حب الرسول صلى الله عليه و سلم وبذلك فلا يستعصى على الله أن يدخل أحبائه أعلى ما في الجنان فنعيم الآخرة النظر لوجه الله و نعيم الجنة مجاورة رسول الله ،اللهم اجعلنا جميعا من أصحاب جواره ، وذلك لا يتأتى إلا بالسلوك الإحساني من الإكثار من التهليل و التسبيح و الاستغفار و الصلاة على النبي و التوبة الدائمة وقيام الليل و الصيام و السلوك الجهادي و هذا كذلك لا يتحقق إلا بصحبة ثلة من المؤمنين المحسنين الذين يتشاركون معك نفس الهم الأخروي أو صحبة رجل عارف بالله .. أما ما يروج له من شطح و غيره فلا يتفق عليه أصحاب البصائر ، فمن أراد الإلتحاق بركب المحسنين فعليه الالتحاق بركب المحسنين في الدنيا و الصبر معهم ليعينوه على مجاهدة نفسه ، طبقا لقوله تعالى :"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا" وفي تفسير الطبري لهذه الآية فقد حدثنا الربيع بن سليمان، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد، عن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف ، أن هذه الآية لما نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) فخرج يلتمس، فوجد قوما يذكرون الله، منهم ثائر الرأس، وجافّ الجلد، وذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم، فقال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ لي فِي أُمَّتِي مَنْ أمرني أنْ أصبِرَ نَفْسي مَعَهُ" ورُفعت العينان بالفعل، وهو لا تعد.
وكي لا أنسى فإن ابن تيمية عاصر الصوفية في حياته و كانت لديه نظرة مشوبة مشككة في حقيقة التصوف في مرحلة في حياته ولكن لما جالس هؤلاء القوم و انكشفت له طيبوبتهم و صدق مطيتهم فقد أثنى عليهم في أيما موضع في الجزء العاشر من مجموع فتاويه و سماه بالتصوف ، وتبعه في ذلك تلميذه ابن القيم ، ولك في ما أنقله لك مثال ،فقد قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 12 – صفحة 36 )
(وأما جمهور الأمة وأهل الحديث والفقه والتصوف فعلى ما جاءت به الرسل وما جاء عنهم من الكتب والاثارة من العلم وهم المتبعون للرسالة اتباعا محضا لم يشوبوه بما يخالفه )
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 11 – صفحة5 )
( أما لفظ الصوفية فانه لم يكن مشهورا فى القرون الثلاثة وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ كالامام احمد بن حنبل وأبى سليمان الدارانى وغيرهما وقد روى عن سفيان الثورى أنه تكلم به وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصرى) .اهـ ملحوظة : عبارة لم يكن مشهورا لاتنافي انه كان موجود
وقال في مجموع الفتاوى (11/17).
(طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم )

وكما جاء في العبارة الأخيرة "وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم" فهذا ما قلته لك من البداية فقد أتى مصححون يصححون لهذه الأمة زلاتها و التصوف نشأ من أجل غاية واحدة وهؤلاء المجددون يردوننا لهذه الغاية و يبعدون عنا القشور التي هي من دون توحيد الله و جادة الحق .. يارب أكون وفيت ما تريدينه فقد اجتهدت قصد إيصال حقيقته فقط لكي لا يظلم الحق
ابن تيمية شيخنا الفاضل رحمه الله لم يزكي الصوفية ولا نزكي على الله احدا

و انما هو نقد الفرق الكلامية من بينهم الصوفية
و ذلك في كتابه نقض المنطق
و حاول إيضاح مزالق هولاء و درأ الشبهة عن النقل مما خاض فيه اصحاب العقل في كتابه درأ تعارض النقل مع العقل
و بالنسبة للصوفية هو انتقد ابو حامد الغزالي في بعض ما كتبه في احياء علوم الدين و لكنه اثنى عليه في مواضع اخرى باعتبار ان الغزالي قد تراجع قبل وفاته عما قاله من كلام نعتبره بابا للشرك و الزندقة

اما عن البنّا ، فانا لا اتفق معه .

سعدت بالحوار معك ايها الاخ المغربي المهذب
سلام الى اهل المغرب الشقيق









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 18:14   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القائدة مشاهدة المشاركة
ابن تيمية شيخنا الفاضل رحمه الله لم يزكي الصوفية ولا نزكي على الله احدا

و انما هو نقد الفرق الكلامية من بينهم الصوفية
و ذلك في كتابه نقض المنطق
و حاول إيضاح مزالق هولاء و درأ الشبهة عن النقل مما خاض فيه اصحاب العقل في كتابه درأ تعارض النقل مع العقل
و بالنسبة للصوفية هو انتقد ابو حامد الغزالي في بعض ما كتبه في احياء علوم الدين و لكنه اثنى عليه في مواضع اخرى باعتبار ان الغزالي قد تراجع قبل وفاته عما قاله من كلام نعتبره بابا للشرك و الزندقة

اما عن البنّا ، فانا لا اتفق معه .

سعدت بالحوار معك ايها الاخ المغربي المهذب
سلام الى اهل المغرب الشقيق
حوار جميل و أنا سعيد حقا أكثر بهذا بالحوار البناء، وشكر الله لك مدحك و سعيك فأهل الجزائر نعم الجوار أهل الكرم و الصلاح و الإسلام ولهم عندنا مكانة
وقد اطلعت على هذا الكتاب الآن لأنني أول مرة أسمعه
وفي بدايته فقد لاح لي بأن ابن تيمية رحمه الله كتبه للدفاع عن نفسه ضد الكثير من فقهاء زمانه الذين خالفوا رأيه في إمكان الوصول إلى الله باستعمال المنطق فقط .. والحقيقة أن المنطق لو كان يكفي لكفى الله رسولنا صلى الله عليه و سلم بالمنطق و التفكر في غار حراء وهو أعقل البشر و أكملهم ، ولكن هناك إيمان قلبي يختلف تماما عن التسليم العقلي بالبرهان و الحجة وهو النور الذي يقع على القلب من الكلام الصادر من آيات الله التي هي مظاهر للمنطق و الظواهر الكونية .









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-26, 08:04   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
القائدة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ilyasseislame مشاهدة المشاركة
حوار جميل و أنا سعيد حقا أكثر بهذا بالحوار البناء، وشكر الله لك مدحك و سعيك فأهل الجزائر نعم الجوار أهل الكرم و الصلاح و الإسلام ولهم عندنا مكانة
وقد اطلعت على هذا الكتاب الآن لأنني أول مرة أسمعه
وفي بدايته فقد لاح لي بأن ابن تيمية رحمه الله كتبه للدفاع عن نفسه ضد الكثير من فقهاء زمانه الذين خالفوا رأيه في إمكان الوصول إلى الله باستعمال المنطق فقط .. والحقيقة أن المنطق لو كان يكفي لكفى الله رسولنا صلى الله عليه و سلم بالمنطق و التفكر في غار حراء وهو أعقل البشر و أكملهم ، ولكن هناك إيمان قلبي يختلف تماما عن التسليم العقلي بالبرهان و الحجة وهو النور الذي يقع على القلب من الكلام الصادر من آيات الله التي هي مظاهر للمنطق و الظواهر الكونية .
مشكور اخي
الشق الاول من كلامك عن ابن تيمية انه نقض كلامهم من اجل نفسه فانا لا اضن ذلك و هو قد خالف كذلك من سبقوه و ليس فقط من كانوا بزمانه كابو حامد فقد سبقه ان لم تخني الذاكرة بحوالي ثلاث قرون ، و طبعا كان هدف شيخنا الفاضل ليس الدفاع عن أفكاره بقدر ما كان تبيانا للحق ولا شيء سوى الحق جازاه الله عنا خير الجزاء

اما الشق الثاني من كلامك رائع
فلا اجد له ردا سوى القول :
توافقت الخواطر و وقع الحافر على الحافر
بارك الله فيك تحليل صائب









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-26, 10:01   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
بوسماحة 31
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

تاريخ الصوفية

حركة التصوف انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنـزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة , ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية ، ويتوخى المتصوفة تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لاعن طريق اتباع الوسائل الشرعية ، ولذا جنحوا في المسار حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية : الهندية والفارسية واليونانية المختلفة .
اختلف العلماء في نسبة الاشتقاق على أقوال أرجحها :
ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن خلدون وطائفة كبيرة من العلماء من أنها نسبة إلى الصوف حيث كان شعار رهبان أهل الكتاب الذين تأثر بهم الأوائل من الصوفية .
كدأب أي انحراف يبدأ صغيراً ، ثم ما يلبث إلا أن يتسع مع مرور الأيام فقد تطور مفهوم الزهد في الكوفة والبصرة في القرن الثاني للهجرة على أيدي كبار الزهاد أمثال : إبراهيم بن ادهم ، مالك بن دينار ، وبشر الحافي وغيرهم إلى مفهوم لم يكن موجوداً عند الزهاد السابقين من تعذيب للنفس بترك الطعام ، وتحريم تناول اللحوم ، والسياحة في البراري والصحاري ، وترك الزواج . يقول مالك بن دينار : (( لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة ، ويأوي إلى مزابل الكلاب )) . وذلك دون سند من قدوة سابقة أو نص كتاب أو سنة ، ولكن مما يجدر التنبيه عليه أنه قد نُسب إلى هؤلاء الزهاد من الأقوال المرذولة والشطحات المستنكرة ما لم يثبت عنهم بشكل قاطع كما يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية .
ومنذ ذلك العهد أخذ التصوف عدة أطوار أهمها :
- البداية والظهور : ظهر مصطلح التصوف والصوفية أول ما ظهر في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس ، والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة ، ثم بسلوكيات رهبان أهل الكتاب
* طلائع الصوفية :
ظهر في القرنين الثالث والرابع الهجري ثلاث طبقات من المنتسبين إلى التصوف وهي :
- الطبقة الأولى :
كان يغلب على أكثرهم الاستقامة في العقيدة ، والإكثار من دعاوى التزام السنة ونهج السلف ، وإن كان ورد عن بعضهم ـ مثل الجنيد ـ بعض العبارات التي عدها العلماء من الشطحات ، ومن أشهر رموز هذا التيار :
- الجنيد : هو أبو القاسم الخراز المتوفى 298هـ يلقبه الصوفية بسيد الطائفة
- ومن أهم السمات الأخرى لهذه الطبقة كثر الاهتمام بالوعظ والقصص مع قلة العلم والفقه والتحذير من تحصيلهما في الوقت الذي اقتدى أكثرهم بسلوكيات رهبان ونساك أهل الكتاب حيث حدث الالتقاء ببعضهم ، مما زاد في البعد عن سمت الصحابة وأئمة التابعين . ونتج عن ذلك اتخاذ دور للعبادة غير المساجد ، يلتقون فيها للاستماع للقصائد الزهدية أو قصائد ظاهرها الغزل بقصد مدح النبي صلى الله عليه وسلم مما سبب العداء الشديد بينهم وبين الفقهاء ، كما ظهرت فيهم ادعاءات الكشف والخوارق وبعض المقولات الكلامية . وفي هذه الفترة ظهرت لهم تصانيف كثيرة
- ومن أهم هذه السمات المميزة لمذاهب التصوف والقاسم المشترك للمنهج المميز بينهم في تناول العبادة وغيرها مايسمونه (( الذوق )) والذي أدى إلى اتساع الخرق عليهم مما سهل على اندثار هذه الطبقة وزيادة انتشار الطبقة الثانية التي زاد غلوها وانحرافها .
- الطبقة الثانية :
خلطت الزهد بعبارات الباطنية ، وانتقل فيها الزهد من الممارسة العملية والسلوك التطبيقي إلى مستوى التأمل التجريدي والكلام النظري ، ولذلك ظهر في كلامهم مصطلحات : الوحدة ، والفناء ، والاتحاد ، والحلول ، والسكر ، والصحو ، والكشف ، والبقاء ، والمريد ، والعارف ، والأحوال ، والمقامات ، وشاع بينهم التفرقة بين الشريعة والحقيقة ، وتسمية أنفسهم أرباب الحقائق وأهل الباطن ، وسموا غيرهم من الفقهاء أهل الظاهر والرسوم ، وغير ذلك مما كان غير معروف عند السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ولا عند الطبقة الأولى من المنتسبين إلى الصوفية ، مما زاد في انحرافها ، فكانت بحق تمثل البداية الفعلية لما صار عليه تيار التصوف حتى الآن .
- ومن أهم أعلام هذه الطبقة : أبواليزيد البسطامي ت263هـ ، ذوالنون المصري ت245هـ ، الحلاج ت309هـ ، أبوسعيد الخزار 277 ـ 286هـ ، الحكيم الترمذي ت320هـ ، أبوبكر الشبلي 334هـ
- الطبقة الثالثة :
وفيها اختلط التصوف بالفلسفة اليونانية ، وظهرت أفكار الحلول والاتحاد ووحدة الوجود موافقة لقول الفلاسفة ، كما أثرت في ظهور نظريات الفيض والإشراق على يد الغزالي والسهروردي . وبذلك تعد هذه الطبقة من أخطر الطبقات والمراحل التي مر بها التصوف والتي تعدت مرحلة البدع العملية إلى البدع العلمية التي بها يخرج التصوف عن الإسلام بالكلية . ومن أشهر رموز هذه الطبقة : الحلاج ت309هـ ، السهروردي 587هـ ، ابن عربي ت638هـ ، ابن الفارض 632هـ ، ابن سبعين ت 667 هـ .
- الحـلاج : أبو مغيث الحسين بن منصور الحلاج 244 ـ 309هـ ولد بفارس حفيداً لرجل زرادشتي ، ونشأ في واسط بالعراق ، وهو أشهر الحلوليين والاتحاديين، رمي بالكفر وقتل مصلوباً لتهم أربع وُجهت إليه : 1ـ اتصاله بالقرامطة . 2ـ قوله (( أنا الحق )) . 3ـ اعتقاد أتباعه ألوهيته . 4ـ قوله في الحج ، حيث يرى أن الحج إلى البيت الحرام ليس من الفرائض الواجب أداؤها .

- يمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي ، فظهرت الطريقة القادرية المنسوبة لعبدالقادر الجيلاني ، المتوفى سنة 561ه‍ نسب إليه أتباعه من الأمور العظيمة فيما لا يقدر عليها إلا الله تعالى من معرفة الغيب ، وإحياء الموتى ، وتصرفه في الكون حياً أو ميتاً ، بالإضافة إلى مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال الشنيعة . ومن هذه الأقوال أنه قال مرة في أحد مجالسه : (( قدمي هذه على رقبة كل ولي لله )) ، وكان يقول : (( من استغاث بي في كربة كشفت عنه ، ومن ناداني في شدة فرجت عنه ، ومن توسل بي في حاجة قضيت له )) ، ولا يخفى ما في هذه الأقوال من الشرك وادعاء الربوبية .
- يقول السيد محمد رشيد رضا : (( يُنقل عن الشيخ الجيلاني من الكرامات وخوارق العادات مالم ينقل عن غيره ، والنقاد من أهل الرواية لا يحفلون بهذه النقول إذ لا أسانيد لها يحتج بها )) [دائرة المعارف الإسلامية11/171] .
- كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس أحمد بن الحسين الرفاعي ت 540ه‍ ويطلق عليها البطائحية نسبة إلى مكان ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق ، وينسج حوله كتَّاب الصوفية - كدأبهم مع من ينتسبون إليهم - الأساطير والخرافات ، بل ويرفعونه إلى مقام الربوبية . ومن هذه الأقوال : (( كان قطب الأقطاب في الأرض ، ثم انتقل إلى قطبية السماوات ، ثم صارت السماوات السبع في رجله كالخلخال )) [طبقات الشعراني ص141 ، قلادة الجواهرص42] .
-وفي هذا القرن ظهرت شطحات وزندقة السهروردي شهاب الدين أبو الفتوح محيي الدين بن حسن 549-587ه‍ ثم خلفه عبد الرحيم بن عثمان ت604ه‍ ، صاحب مدرسة الإشراق الفلسفية التي أساسها الجمع بين آراء مستمدة من ديانات الفرس القديمة ومذاهبها في ثنائية الوجود وبين الفلسفة اليونانية في صورتها الأفلاطونية الحديثة ومذهبها في الفيض أو الظهور المستمر ، ولذلك اتهمه علماء حلب بالزندقة والتعطيل والقول بالفلسفة الاشراقية مما حدا بهم أن يكتبوا إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي محضراً بكفره وزندقته فأمر بقتله ردة ، وإليه تنسب الطريقة السهروردية ومذاهبها في الفيض أو الظهور المستمر .
- في القرن السابع الهجري دخل التصوف الأندلس وأصبح ابن عربي الطائي الأندلسي أحد رؤوس الصوفية حتى لُقب بالشيخ الأكبر , أعاد ابن عربي ، وابن الفارض ، وابن سبعين ، عقيدة الحلاج ، وذي النون المصري ، والسهروردي .
- محيي الدين ابن عربي : الملقب بالشيخ الكبر 560-638ه‍ رئيس مدرسة وحدة الوجود ، يعتبر نفسه خاتم الأولياء , طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على أن الإنسان وحده من بين المخلوقات يمكن أن تتجلى فيه الصفات الإلهية إذا تيسر له الاستغراق في وحدانية الله
- أبو الحسن الشاذلي 593-656ه‍ : صاحب ابن عربي , من أشهر تلاميذ مدرسة أبي الحسن الشاذلي ت656ه‍ أبوالعباس ت686ه‍ ، وإبراهيم الدسوقي ، وأحمد البدوي ت675ه‍ .
- وفي القرن السابع ظهر أيضاً جلال الدين الرومي صاحب الطريقة المولوية بتركيا ت672ه‍ . ·
أصبح القرن الثامن والتاسع الهجري ما هو إلا تفريع وشرح لكتب ابن عربي وابن الفارض وغيرهما ، ولم تظهر فيه نظريات جديدة في التصوف .
وفي القرن التاسع ظهر محمد بهاء الدين النقشبندي مؤسس الطريقة النقشبندية ت791ه .
وكذلك القرن العاشر ماكان إلا شرحاً أو دفاعاً عن كتب ابن عربي ، فزاد الاهتمام فيه بتراجم أعلام التصوف ، والتي اتسمت بالمبالغة الشديدة .
- وفي القرون التالية اختلط الأمر على الصوفية ، وانتشرت الفوضى بينهم وبدأت مرحلة الدراويش .
- ومن أهم ماتتميز‍ به القرون المتأخرة ظهور ألقاب شيخ السجادة ، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية ، والخليفة والبيوت الصوفية التي هي أقسام فرعية من الطرق نفسها مع وجود شيء من الاستقلال الذاتي يمارس بمعرفة الخلفاء ، كما ظهرت فيها التنظيمات والتشريعات المنظمة للطرق تحت مجلس وإدارة واحدة الذي بدأ بفرمان أصدره محمد علي باشا والي مصر يقضي بتعيين محمد البكري خلفاً لوالده شيخاً للسجادة البكرية وتفويضه في الإشراف على جميع الطرق والتكايا والزوايا والمساجد التي بها أضرحة كما له الحق في وضع مناهج التعليم التي تعطى فيها . وذلك كله في محاولة لتقويض سلطة شيخ الأزهر وعلمائه ، وقد تطورت نظمه وتشريعاته ليعرف فيما بعد بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر .
ومن أشهر رموز هذه القرون المتأخرة : - عبدالغني النابلسي 1050-1287ه‍ , أبوالسعود البكري المتوفى 1812م , أبوالهدى الصيادي الرفاعي 1220-1287ه‍ ,عمر الفوتي الطوري السنغالي الأزهري التيجاني ت 1281ه‍ , محمد عثمان الميرغني ت1268ه‍ , أبوالفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني ، فقيه متفلسف ، من أهل فاس بالمغرب ، أسس الطريقة الكتانية 1290-1327ه‍ ، انتقد عليه علماء فاس بعض أقواله ونسبوه إلى فساد الاعتقاد ., أحمد التيجاني ت1230ه‍
- الكشف :
ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف ، بل تحقيق غاية عبادتهم ، ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور منها :
1- النبي صلى الله عليه وسلم : ويقصدون به الأخذ عنه يقظةً أو مناماً .
2- الخضر عليه الصلاة السلام : قد كثرت حكايتهم عن لقياه ، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية ، وكذلك الأوراد ، والأذكار والمناقب .
3- الإلهام : سواء كان من الله تعالى مباشرة ، وبه جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي حيث يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله تعالى.
4- الفراسة : والتي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها .
5- الهواتف : من سماع الخطاب من الله تعالى ، أو من الملائكة ، أو الجن الصالح ، أو من أحد الأولياء ، أو الخضر ، أو إبليس ، سواء كان مناماً أو يقظةً أو في حالة بينهما بواسطة الأذن .
6- الإسراءات والمعاريج : ويقصدون بها عروج روح الولي إلى العالم العلوي ، وجولاتها هناك ، والاتيان منها بشتى العلوم والأسرار .
7- الكشف الحسي : بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر .
8- الرؤى والمنامات : وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله تعالى ، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية .
- التلقي عن الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم وعن الأشياخ المقبورين .

- تتشابه عقائد الصوفية وأفكارهم وتتعدد بتعدد مدارسهم وطرقهم ويمكن إجمالها فيما يلي :
- يعتقد المتصوفة في الله تعالى عقائد شتى ، منها الحلول كما هو مذهب الحلاج ، ومنها وحدة الوجود حيث عدم الانفصال بين الخالق والمخلوق ، ومنهم من يعتقد بعقيدة الأشاعرة والماتريدية في ذات الله تعالى وأسمائه وصفاته .
- والغلاة منهم يعتقدون في الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً عقائد شتى ، فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى مرتبتهم وحالهم ، وأنه كان جاهلاً بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي : (( خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله )) . ومنهم من يعتقد أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون ، وهو الله المستوي على العرش وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خُلقت من نوره ، وأنه أول موجود وهذه عقيدة ابن عربي ومن تبعه . ومنهم من لا يعتقد بذلك بل يرده ويعتقد ببشريته ورسالته ولكنهم مع ذلك يستشفعون ويتوسلون به صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى على وجه يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة .
- وفي الأولياء يعتقد الصوفية عقائد شتى ، فمنهم من يفضِّل الولي على النبي ، ومنهم يجعلون الولي مساوياً لله في كل صفاته ، فهو يخلق ويرزق ، ويحيي ويميت ، ويتصرف في الكون . ولهم تقسيمات للولاية ، فهناك الغوث ، والأقطاب ، والأبدال والنجباء حيث يجتمعون في ديوان لهم في غار حراء كل ليلة ينظرون في المقادير . ومنهم من لا يعتقد ذلك ولكنهم أيضاً يأخذونهم وسائط بينهم وبين ربهم سواءً كان في حياتهم أو بعد مماتهم .
وكل هذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى ، وعمل الصالحات ، والعبودية الكاملة لله والفقر إليه ، وأن الولي لا يملك من أمر نفسه شيئاً فضلاً عن أنه يملك لغيره ، قال تعالى لرسوله : (( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً )) [الجن :21] .
- يعتقدون أن الدين شريعة وحقيقة ، والشريعة هي الظاهر من الدين وأنها الباب الذي يدخل منه الجميع ، والحقيقة هي الباطن الذي لا يصل إليه إلا المصطفون الأخيار .
- التصوف في نظرهم طريقة وحقيقة معاً .
- لابد في التصوف من التأثير الروحي الذي لا يأتي إلا بواسطة الشيخ الذي أخذ الطريقة عن شيخه .
- لابد من الذكر والتأمل الروحي وتركيز الذهن في الملأ الأعلى ، وأعلى الدرجات لديهم هي درجة الولي .
- يتحدث الصوفيون عن العلم اللدني الذي يكون في نظرهم لأهل النبوة والولاية ، كما كان ذلك للخضر عليه الصلاة والسلام ، حيث أخبر الله تعالى عن ذلك فقال : ((وعلمناه من لدنا علماً ))


شطحات الصوفية :
سلك بعضهم طريق تحضير الأرواح معتقداً بأن ذلك من التصوف ، كما سلك آخرون طريق الشعوذة والدجل ، وقد اهتموا ببناء الأضرحة وقبور الأولياء وإنارتها وزيارتها والتمسح بها ، وكل ذلك من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان .
- يقول بعضهم بارتفاع التكاليف - إسقاط التكاليف - عن الولي ، أي أن العبادة تصير لالزوم لها بالنسبة إليه ، لأنه وصل إلى مقام لا يحتاج معه إلى القيام بذلك.
- يستخدم الصوفيون لفظ ( الغوث والغياث ) وقد أفتى ابن تيمية كما جاء في كتاب مجموع الفتاوى ص 437 : (( فأما لفظ الغوث والغياث فلا يستحقه إلا الله ، فهو غوث المستغيثين ، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره لا بملك مقرب ولا نبي مرسل )) .
- لقد أجمعت كل طرق الصوفية على ضرورة الذكر ، وهو عند النقشبندية لفظ الله مفرداً ، وعند الشاذلية لا إله إلا الله ، وعند غيرهم مثل ذلك مع الاستغفار والصلاة على النبي ، وبعضهم يقول : هو هو ، بلفظ الضمير . وفي ذلك يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى ص 229 : (( وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً فلا أصل له ، فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين ، بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات ، وذريعة إلى تصورات أحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد )) .
ويقول في ص 228 أيضاً : (( من قال : ياهو ياهو ، أو هو هو ، ونحو ذلك ، لم يكن الضمير عائداً إلا إلى مايصوره القلب ، والقلب قد يهتدي وقد يضل )) .
- قد يأتي بعض المنتسبين إلى التصوف بأعمال عجيبة وخوارق ، وفي ذلك يقول ابن تيمية ص 494 : (( وأما كشف الرؤوس ، وتفتيل الشعر ، وحمل الحيات ، فليس هذا من شعار أحد من الصالحين ، ولامن الصحابة ، ولا من التابعين ، ولا شيوخ المسلمين ، ولا من المتقدمين ، ولا من المتأخرين ، ولا الشيخ أحمد بن الرفاعي ، وإنما ابتدع هذا بعد موت الشيخ بمدة طويلة )) .
- ويقول أيضاً في ص 504 : (( وأما النذر للموتى من الأنبياء والمشايخ وغيرهم أو لقبورهم أو المقيمين عند قبورهم فهو نذر شرك ومعصية لله تعالى )) .
- وفي ص 506 من نفس الكتاب : (( وأما الحلف بغير الله من الملائكة والأنبياء والمشايخ والملوك وغيرهم فإنه منهي عنه ))
- ويقول في ص 505 من نفس الكتاب أيضاً : (( وأما مؤاخاة الرجال والنساء الجانب وخلوتهم بهن ، ونظرهم إلى الزينة الباطنة ، فهذا حرام باتفاق المسلمين ، ومن جعل ذلك من الدين فهو من إخوان الشياطين )) .

من أبرز المآخذ التي تؤخذ على الصوفية مايلي :
1- الحلول والاتحاد. 2- وحدة الوجود. 3 - الشرك في توحيد الألوهية وذلك بصرف بعض أنواع العبادة لغير الله تعالى 4 - الشرك في توحيد الربوبية وذلك باعتقادهم أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون ويعلمون الغيب . . 5 - الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم . 6- الغلو في الأولياء . 7- الادعاءات الكثيرة الكاذبة ، كادعائهم عدم انقطاع الوحي ومالهم من المميزات في الدنيا والآخرة .
7- يتساهل بعض الصوفية في التزام أحكام الشرع .
8- طاعة المشايخ والخضوع لهم ، والاعتراف بذنوبهم بين أيديهم، والتمسح بأضرحتهم بعد مماتهم .
9- تجاوزات كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان ، في هيئة ما يسمونه الذكر ، وهو هز البدن والتمايل يميناً وشمالاً ، وذكر كلمة الله في كل مرة مجردة ، والادعاء بأن المشايخ مكشوف عن بصيرتهم ، ويتوسلون بهم لقضاء حوائجهم ، ودعاؤهم بمقامهم عند الله في حياتهم وبعد مماتهم .
- لقد فتح التصوف المنحرف باباً واسعاً دخلت منه كثير من الضلالات والبدع التي تخرج صاحبها من الإسلام .

انتشر التصوف على مدار الزمان وشمل معظم العالم الإسلامي ، وقد نشأت فرقهم وتوسعت في مصر والعراق وشمال غرب أفريقيا ، وفي غرب ووسط وشرق آسيا .
- تراجعت الصوفية وذلك ابتداءً من نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ولم يعد لها ذلك السلطان الذي كان لها فيما قبل ، وذلك بالرغم من دعم بعض الدول الإسلامية للتصوف كعامل مُثبِّط لتطلعات المسلمين .




بتصرف









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-27, 12:59   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القائدة مشاهدة المشاركة
مشكور اخي
الشق الاول من كلامك عن ابن تيمية انه نقض كلامهم من اجل نفسه فانا لا اضن ذلك و هو قد خالف كذلك من سبقوه و ليس فقط من كانوا بزمانه كابو حامد فقد سبقه ان لم تخني الذاكرة بحوالي ثلاث قرون ، و طبعا كان هدف شيخنا الفاضل ليس الدفاع عن أفكاره بقدر ما كان تبيانا للحق ولا شيء سوى الحق جازاه الله عنا خير الجزاء

اما الشق الثاني من كلامك رائع
فلا اجد له ردا سوى القول :
توافقت الخواطر و وقع الحافر على الحافر
بارك الله فيك تحليل صائب
تماما ما قصدته ، ولله الحمد نحب ابن تيمية و نبجل جميع علمائنا الكبار باختلاف أفهامهم فهم أصحاب اجتهاد و علم وفير و لكن نختلف في الاغتراف منهم
شكر الله لك









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-27, 18:20   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
القائدة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ilyasseislame مشاهدة المشاركة
أختي القائدة أنا ممتن لك لأنك قرأت الموضوع من الأول ثم قررتي إثراء الموضوع بإجابتك ...
التصوف به بعض البدع كالشطح و غيرها التي لا أتفق معها لكن التصوف نشأ نشأة سليمة من أجل حفظ بيضة الإسلام عندما ظهر حب الدنيا في المسلمين في عهد عمر بن عبد العزيز فقرر ثلة من المسلمين أن يحفظوا جوهر الدين وهو الإحسان و ذلك بالإنزواء في المساجد و البيوت و التفرغ لذكر الله و الاجتماع على ذلك ولم يكن يصطلح عليهم آنذاك صوفية ولكن مع الوقت ظهر الإسم و ظهر أعلام مجددون لحقيقة التصوف الذي يخالف الشطح و التمسح بلأضرحة وغيرها كالشيخ عبد القادر الجيلاني و الجنيد و ابن العربي و غيرهم من الصالحين الذين أجمع العلماء ومنهم ابن تيمية و ابن القيم على ولايتهم وليس فقط على صلاحهم ، فكانوا يخرجون الناس من زمن العادة إلى أحوال العبادة ويعيدونهم من التبرك بالصالحين إلى الإقتداء بهم قولا وعملا قصد إدراك معالي الإحسان وتحقيق الغاية من الوجود وهو الذي جائت بالآية "أحسن كما أحسن الله إليك" ورغم بعض البدع التي لا تخرج الإنسان عن حقيقة التوحيد كالشطح و التي هي تخل بالأدب أثناء الذكر لأن الذاكر يجالس الله تعالى فأصحاب التصوف أصحاب ذكر و تفكر و أحوال إيمانية وكل حياتهم يعيشونها في التقرب من الله ، وإن كنت أخالفهم و أستكر منهم ذلك وحتى لا أكون مخطئا فإن من الأئمة المصححين الأفاضل رحمهم الله من عصرنا من صححوا عوج التصوف ليربطونا بالله و اليوم الآخر دائما كالإمام البنا رحمه الله مؤسس جماعة الإخوان المسلمين و أحمد ياسين رحمه الله مؤسس حركة القسام و عبد السلام ياسين رحمه الله مؤسس جماعة العدل و الإحسان بالمغرب ، فهؤلاء مجددون لحقيقة التصوف التي هي الإحسان و الإحسان و الإحسان ، وأكرر أنسوا كلمة التصوف و فكروا في المصير الأخروي وفي الفوز بأغلى ما في الآخرة وهو وجه الله تعالى و رضاه و حبه و حب الرسول صلى الله عليه و سلم وبذلك فلا يستعصى على الله أن يدخل أحبائه أعلى ما في الجنان فنعيم الآخرة النظر لوجه الله و نعيم الجنة مجاورة رسول الله ،اللهم اجعلنا جميعا من أصحاب جواره ، وذلك لا يتأتى إلا بالسلوك الإحساني من الإكثار من التهليل و التسبيح و الاستغفار و الصلاة على النبي و التوبة الدائمة وقيام الليل و الصيام و السلوك الجهادي و هذا كذلك لا يتحقق إلا بصحبة ثلة من المؤمنين المحسنين الذين يتشاركون معك نفس الهم الأخروي أو صحبة رجل عارف بالله .. أما ما يروج له من شطح و غيره فلا يتفق عليه أصحاب البصائر ، فمن أراد الإلتحاق بركب المحسنين فعليه الالتحاق بركب المحسنين في الدنيا و الصبر معهم ليعينوه على مجاهدة نفسه ، طبقا لقوله تعالى :"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا" وفي تفسير الطبري لهذه الآية فقد حدثنا الربيع بن سليمان، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد، عن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف ، أن هذه الآية لما نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) فخرج يلتمس، فوجد قوما يذكرون الله، منهم ثائر الرأس، وجافّ الجلد، وذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم، فقال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ لي فِي أُمَّتِي مَنْ أمرني أنْ أصبِرَ نَفْسي مَعَهُ" ورُفعت العينان بالفعل، وهو لا تعد.
وكي لا أنسى فإن ابن تيمية عاصر الصوفية في حياته و كانت لديه نظرة مشوبة مشككة في حقيقة التصوف في مرحلة في حياته ولكن لما جالس هؤلاء القوم و انكشفت له طيبوبتهم و صدق مطيتهم فقد أثنى عليهم في أيما موضع في الجزء العاشر من مجموع فتاويه و سماه بالتصوف ، وتبعه في ذلك تلميذه ابن القيم ، ولك في ما أنقله لك مثال ،فقد قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 12 – صفحة 36 )
(وأما جمهور الأمة وأهل الحديث والفقه والتصوف فعلى ما جاءت به الرسل وما جاء عنهم من الكتب والاثارة من العلم وهم المتبعون للرسالة اتباعا محضا لم يشوبوه بما يخالفه )
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 11 – صفحة5 )
( أما لفظ الصوفية فانه لم يكن مشهورا فى القرون الثلاثة وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ كالامام احمد بن حنبل وأبى سليمان الدارانى وغيرهما وقد روى عن سفيان الثورى أنه تكلم به وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصرى) .اهـ ملحوظة : عبارة لم يكن مشهورا لاتنافي انه كان موجود
وقال في مجموع الفتاوى (11/17).
(طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم )

وكما جاء في العبارة الأخيرة "وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم" فهذا ما قلته لك من البداية فقد أتى مصححون يصححون لهذه الأمة زلاتها و التصوف نشأ من أجل غاية واحدة وهؤلاء المجددون يردوننا لهذه الغاية و يبعدون عنا القشور التي هي من دون توحيد الله و جادة الحق .. يارب أكون وفيت ما تريدينه فقد اجتهدت قصد إيصال حقيقته فقط لكي لا يظلم الحق
اهلا ايها المغربي المهذب
واضح واضح كل ما تقوله و كل ما تريد إيصاله
اني لأراك صوفيا و تقاتل من اجل الذب عن الصوفية الاولى ما الصق بها من شبهات و زلات و تجاوزات الزنادقة
و مع ذلك صدقني انت لست محتاج الى ان تكون متصوفا حتى تبلغ درجة الاحسان !!!!
شوف على رغم ما تراه في الصوفية الاولى من حسنات فإنها تبقى فرقة مبتدعة ، و لقد بين ذلك الامام احمد بن حَنْبَل في زمنه يعني قبل حتى ابن تيمية ، لما سمع كلاما مؤثرا للصوفي الحارث المحاسبي و بكى مما سمع فقد سمع و رأى فيه كل الورع و التقى و الإيمان و مع ذلك
قال لهم لا تجالسوه و لا تستمعوا له !
يعني هذا الامام ابن حَنْبَل رغم انه رأى منه كل حسن و مع ذلك نهاهم عن اتباع هذه الفرقة !
عموما اخي ، أيا كانت المسميات ، ابتعد عنها و عِش ايمانياتك بعيدا عنها ، يكفيك ان تتبع سنة محمد صلى الله عليه و سلم و دعك من الأحزاب و الفرق .









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-27, 18:56   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القائدة مشاهدة المشاركة
شوف على رغم ما تراه في الصوفية الاولى من حسنات فإنها تبقى فرقة مبتدعة ، و لقد بين ذلك الامام احمد بن حَنْبَل في زمنه يعني قبل حتى ابن تيمية ،
لما سمع كلاما مؤثرا للصوفي الحارث المحاسبي و بكى مما سمع فقد سمع و رأى فيه كل الورع و التقى و الإيمان و مع ذلك .
السلام عليكم ..أيتها القائدة ..فماذا نقول في كلام الشيخ ابن تيمية رغم أنه لم يعاصر الشيخ احمد بن حنبل لكنه على علم بما صدر عن الشيخ أحمد ..مع ذلك لم يقل أنهم مبتدعة ...تابعي أسفله ..


وقال في مجموع الفتاوى "11/17" :
"طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم ".اهـ









آخر تعديل رَكان 2015-11-27 في 18:59.
رد مع اقتباس
قديم 2015-11-27, 19:11   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
القائدة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رَكان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ..أيتها القائدة ..فماذا نقول في كلام الشيخ ابن تيمية رغم أنه لم يعاصر الشيخ احمد بن حنبل لكنه على علم بما صدر عن الشيخ أحمد ..مع ذلك لم يقل أنهم مبتدعة ...تابعي أسفله ..


وقال في مجموع الفتاوى "11/17" :
"طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم ".اهـ
و عليك السلام ركان
لم يبلغني ان شيخ الاسلام قد وافق الصوفية
ما بلغني انه هاجم المعتزلة و الجهمية والصوفية و مختلف الفرق الكلامية التي تجرأت على الذات الإلهية بتمنطقها ، و فضح زلاتهم وزندقتهم وكتبه شاهدة على ذلك كنقض المنطق و درء تعارض النقل مع العقل ، كما انه بين المخالفات التي وقع فيها الصوفي ابو حامد الغزالي الا انه اثنى عليه في مواضع اخرى .
انا احترم جدا موقف الامام ابن حَنْبَل كما ورد في القصة إياها ، ينم على بصيرة فذة .









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-27, 19:30   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القائدة مشاهدة المشاركة
انا احترم جدا موقف الامام ابن حَنْبَل كما ورد في القصة إياها ، ينم على بصيرة فذة .
كل ورأيه يا أختي القائدة ...أنا أيضا أحترم الإمام أحمد رحمه الله ولا يقل ذلك عنه مستوى احترامي للشيخ ابن تيميه رحمه الله ..لقد كان مثلا حقا في الوسطية ..والإعتدال ..صحيح البعض أنه يتهم الشيخ ابن تيمية بالتطرف وأن تركته العلمية هي ما أوجدت التطرف أيامنا هذه لكنني أعتبره خطأ شنيع في حقه ..فمن صنع التطرف اليوم هم أولئك الغلاة الذين يمارسون الإنتقاء في الأخذ من علومه ..فيختارون ما يوافق هواهم ..
نعم يا أخت فالشيخ ابن تيميه رحمه الله لم يذم الصوفية اطلاقا وكما أخبرتك فقد ذكر الغلو في مدحهم وفي قدحهم وقد أخذ موقفا وسطا بين طرفي من غلا فيمن تناولهم ...أشكرك ..









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-28, 01:28   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
بوسماحة 31
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي


كتاب: موقف ابن تيمية من الصوفية
المؤلف: الشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي
نال به درجة الدكتورة في أصول الدين، في العقيدة والمذاهب المعاصرة،




للتحميل :

https://waqfeya.com/book.php?bid=5170









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-28, 17:48   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوسماحة 31 مشاهدة المشاركة

كتاب: موقف ابن تيمية من الصوفية
المؤلف: الشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي
نال به درجة الدكتورة في أصول الدين، في العقيدة والمذاهب المعاصرة،




للتحميل :

https://waqfeya.com/book.php?bid=5170
مع احترامي للشيخ الجليل ومتابعتي له فهو محاضر في التنمية البشرية و صائل بالحق لا يخاف في ذلك لومة لائم و قد تم سجنه من طرف السلطات السعودية ذات مرة بسبب خطبه التي تتماشى مع ثورات الربيع العربي ، ولكن تخصصه المعرفي هو دكتوراه و ماجستير في أصول الدين ، في العقيدة و المذاهب المعاصرة ، و من كتبه الأخرى (الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، لابن القيم، تحقيق ودراسة، وهي نونية ابن القيم)وكما أنه درس الفقه على يد كبار علماء السعودية وهم ابن باز و عبد الله بن جبرين و محمد بن صالح العثيمين رحمهم الله أجمعين، لكن رجاءا لا تأتني بهؤلاء العلماء فهم يوقدون الفتنة ويقذفون بالشرك و الكفر بدون رحمه و لا هوادة على أمة رسول الله و يطبقون آيات الشرك و الكفر على الجماعات الإسلامية المعاصرة و يفتون بالفرق الضالة و الناجية لما ينسجم مع إرادة الدولة السعودية و حكم عائلة آل سعود و من ذلك تضليل منهج الإخوان المسلمين الذي يهدد حكم دول الخليج و مصالحهم الاستراتيجية أما حماس فهي وليدة نفس الفكر الإخواني و قد تتلمذ الشيخ أحمد ياسين على يد البنا رحمه الله كما تتلمذ البنا في أحضان التصوف ولكن صعب أن يفتوا بضلالتها ،مع أن الله أعلم بسرائرهم لكن أنا أتبع الأفعال فقط ، فللأسف تراهم يفتون بعدم الخروج عن الحاكم و لا تراهم يذكرون من خرج عن أمير المؤمنين في دولة الخلافة العثمانية و جيشوا الجيوش لمقاتلته بدعوى الشرك و إرجاع الناس إلى التوحيد وتم نشر فكرهم من شروق العالم العربي إلى مغاربه بنفس الفكر الإقصائي ، وهذا رابط لمطالعة ما أقصده https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3...A8%D9%8A%D8%A9
وإن كان لديك اعتراض فقل لي أين مواقف علماء السعودية من إخوتنا في غزة المحاصرين أين مواقفهم من الثورات العربية و لكن للأسف يتكلمون عنها عندما تتماشى مع سياسات الحكم السعودي في اليمن و سوريا وغيره ، ويستغلون حديث الفرق الضالة أيما استغلال في استثمار المواقف السياسية.. و الواقع السياسي إن كنت من متابعيه خير دليل على ما أقول و الله على ما أقول شهيد ، ليست لدي مشكلة معهم و لكن في الطريقة التي يستنبطون بها كلام أئمة العلم ويأخذون منها ما يشاؤون ليوظفوه في واقعنا .. لذلك دعنا أخي نناقش كبار العلماء و هؤلاءأبجلهم و أحترمهم ولكن لا آخذ منهم دليل ، وهذا ما ينسجم من قول سيدنا علي كرم الله وجهه :" إذا رأيتم العلماء على أبواب الملوك، فبئس العلماء وبئس الملوك، وإذا رأيتم الملوك على أبواب العلماء فنعم العلماء ونعم الملوك"
الشيء الذي جعلني أقول هذا هو أن ابن تيمية خصص الجزء 10 من مجموع الفتاوى للحديث عن السلوك إلى الله و الجزء11 للحديث عن الصوفية و سماه "التصوف" وقد قرأت فيهما الكثير ولكن الصدمة هي أنني لما رجعت لهما بعد أن قرأت عدة صفحات من كتاب الشيخ العريفي ، فوجدت الشيخ العريفي يقول ما لايتوافق نهائيا مع ما تم ذكره في هؤلاء المجلدين ، فهو يقذفهم بجميع أنواع البدع و الشرك ولم يترك لي مجالا أتأمل فيه مواضع الإختلاف معه فهذا الذي يدعوا إليه هو خلاف بعينه و دعوة للكراهية والتطرف و القسمة بين الأمة ولكن كان حريا به تأويل ما يقبل التأويل في هذين المجلدين و لماذا لم يتعرض ابن تيمية فيهما لقذح الصوفية و منهجهم و إنما مدحهم فيه في أيما موضع وبين فيه الكثير من الأمور التي يختلف فيها الصوفية مع الفقهاء، عفى الله عنه ثم إني أعذره فإن ابن تيمية قد كان له قذح في زمن شبابه في الصوفية ولكن قد تراجع عن ذلك وإن لم تصدقني فطالع مجموعي فتاويه التي ذكرتها ثم إنه دفن في مقبرة صوفية بدمشق و ضريحه معروف هناك رحمه الله تعالى ووسع عليه









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-27, 23:47   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القائدة مشاهدة المشاركة
اهلا ايها المغربي المهذب
واضح واضح كل ما تقوله و كل ما تريد إيصاله
اني لأراك صوفيا و تقاتل من اجل الذب عن الصوفية الاولى ما الصق بها من شبهات و زلات و تجاوزات الزنادقة
و مع ذلك صدقني انت لست محتاج الى ان تكون متصوفا حتى تبلغ درجة الاحسان !!!!
شوف على رغم ما تراه في الصوفية الاولى من حسنات فإنها تبقى فرقة مبتدعة ، و لقد بين ذلك الامام احمد بن حَنْبَل في زمنه يعني قبل حتى ابن تيمية ، لما سمع كلاما مؤثرا للصوفي الحارث المحاسبي و بكى مما سمع فقد سمع و رأى فيه كل الورع و التقى و الإيمان و مع ذلك
قال لهم لا تجالسوه و لا تستمعوا له !
يعني هذا الامام ابن حَنْبَل رغم انه رأى منه كل حسن و مع ذلك نهاهم عن اتباع هذه الفرقة !
عموما اخي ، أيا كانت المسميات ، ابتعد عنها و عِش ايمانياتك بعيدا عنها ، يكفيك ان تتبع سنة محمد صلى الله عليه و سلم و دعك من الأحزاب و الفرق .
أهلا أختي القائدة والعفو فمن كلامكم تظهر طينتكم الطيبة بارك الله فيكم وفي أهلكم
الصراحة أنني لست صوفيا و لست أنتمي لأي طريقة صوفية و لكنني تشربت فكر الإمام البنا رحمه الله ومتأثر بفكر الشيخ أحمد ياسين في ازدواجية ممارسة السياسة و التربية الإحسانية سيرا على نهج الصحابة وكذلك قرأت لبعض مشايخ التصوف الكبار كالشيخ عبد القادر الجيلاني ، أما بخصوص قول الإمام أحمد بن حنبل فهذا النص كامل :

ذكر ابن كثير في «البداية والنهاية» في أحداث سنة إحدى وأربعين ومائتين في سيرة الإمام أحمد:
«وقال إسماعيل بن إسحاق السراج قال لي أحمد بن حنبل: هل تستطيع أن تريني الحارث المحاسبي إذا جاء منزلك؟
فقلت: نعم، وفرحت بذلك، ثم ذهبت إلى الحارث؛ فقلت له: إني أحب أن تحضر الليلة عندي أنت وأصحابك.
فقال: إنهم كثير؛ فأحضر لهم التمر والكسب.
فلما كان بين العشاءين جاءوا وكان الإمام أحمد قد سبقهم؛ فجلس في غرفة بحيث يراهم ويسمع كلامهم ولا يرونه؛ فلما صلوا العشاء الآخرة لم يصلوا بعدها شيئا، بل جاءوا بين يدي الحارث سكوتا، مطرقي الرؤس، كأنما على رؤسهم الطير، حتى إذا كان قريبا من نصف الليل سأله رجل مسألة؛ فشرع الحارث يتكلم عليها وعلى ما يتعلق بها من الزهد والورع والوعظ؛ فجعل هذا يبكي؛ وهذا يئن وهذا يزعق.
قال: فصعدت إلى الإمام أحمد إلى الغرفة؛ فإذا هو يبكي، حتى كاد يغشى عليه، ثم لم يزالوا كذلك حتى الصباح فلما أرادوا الانصراف قلت: كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبدالله؟
فقال: ما رأيت أحدا يتكلم في الزهد مثل هذا الرجل، وما رأيت مثل هؤلاء!! ومع هذا؛ فلا أرى لك أن تجتمع بهم.

لو أمعنت في الرواية من أولها لرأيت أن الإمام أحمد بن حنبل قال كلمة حق لم يطري فيها غلوا ، وهو أنه لم يرى مثل هؤلاء الناس في الزهد و البكاء و الخشية من الله ، ولكن لماذا كل ما رأى منهم أنكره ؟ لأن هناك إشارة أراد أن يشير لها الإمام أحمد اكتفى بها بالنهي عن مجالستهم ، وقد بحثت عن روايات لتفسير هذه الرواية فوجدت لها تعقيبا :
تفسير الرواية حسب قول الحافظ بن كثير
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله معللا كره الأمام أحمد لصحبة الناس للمحاسبي: ((بل إنما كره ذلك لأن في كلامهم من التقشف وشدة السلوك التي لم يرد بها الشرع , والتدقيق والمحاسبة الدقيقة البليغة ما لم يأت بها أمر , ولهذا لما وقف أبو زرعة الرازي على كتابه (الرعاية) قال: هذا بدعة. ثم قال للرجل الذي جاء بالكتاب: عليك بما كان عليه مالك والثوري والأوزاعي والليث, ودع عنك هذا فإنه بدعة)) (البداية والنهاية:10ـ330).
وبالتالي فإن هذا القول ينسجم وهو الأقرب مادام الإمام أحمد قد أثنى عليهم في البداية، وهو أن الزهد و التقشف الذي وصلوا إليه تخطى حد الشرع و صار بذلك بدعة حسب قول أبو زرعة ثم إن أبو زرعة قال ببدعية ذلك العمل ولم يبدع كل من تسموا بالتصوف ولكن وصى بتصوف مالك و الثوري و الأوزاعي و الليث ، وهنا رواية أخرى تثبت أن الإمام أحمد يحبب ابنه في التصوف وهذا يدلل على مقصد الإمام أحمد في الرواية السابقة فلم يكن ليثني على أهل شرك مثلا و لكن لما رأى منهم من بكاء و خشية من الله مبالغ فيها و زهد و تقشف لم ترد به سنة إن صح قولي .

( فهذا هو الأمام احمد بن حنبل رحمه الله إمام أهل السنة يقول:لولده عبد الله يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة ويقول عن الصوفية لا أعلم أقواماً أفضل منهم )
(كتاب تنوير القلوب ص 405 وغذاء الألباب لشرح منظومة الآداب للسفاريني 1\120)











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التصوف، الزهد، الإسلام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc