قاعدة : ( نجتمع فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه )
الرد عليها :
ـ قال الإمام العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله ـ في " مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " ( 3 / 58 ) أثناء رده على محمد علي الصابوني : ( نقل ـ أي الصابوني ـ في المقال المذكور عن الشيخ حسن البنا رحمه الله ما نصه ( نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) .
والجواب أن يقال : نعم يجب أن نتعاون فيما اتفقنا عليه من نصر الحق والدعوة إليه والتحذير مما نهى الله عنه ورسوله ، أما عُذر بعضنا لبعض فيما اختلفنا فيه فليس على إطلاقه بل هو محل تفصيل ، فما كان من مسائل الاجتهاد التي يخفى
دليلها فالواجب عدم الإنكار فيها من بعضنا على بعض ، أما ما خالف النص من الكتاب والسنة فالواجب الإنكار على من خالف النص بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن عملاً بقوله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ( المائدة :2 ) وقوله سبحانه : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أوليآء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ( التوبة : 71 ) . وقوله عز وجل : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ( النحل : 125 ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان " ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " من دل على خير فله مثل أجر فاعله "
أخرجهما مسلم في صحيحه. والآيات والأحاديث في هذا كثيرة ) اهـ .
ـــــــــــــــــــــ ـ
2ـ وقال الإمام العلامة محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ في " الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات " ( ص171 ) إجابة على سؤال : ما رأيكم فيمن يقول : نجتمع فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ؟ ( أما نجتمع فيما اتفقنا فيه فهذا حق . وأما يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه فهذا فيه تفصيل . فما كان الاجتهاد فيه سائغاً فإنه يعذر بعضنا بعضاً فيه ، ولكن لا يجوز أن تختلف القلوب من أجل هذا الخلاف . وأما إن كان الاجتهاد غير سائغ فإننا لا نعذر من خالف فيه ويجب عليه أن يخضع للحق فأول العبارة صحيح وأما آخرها فيحتاج إلى تفصيل) اهـ
صوتياً
نجتمع فيما اجتمعنا و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا قاعدة خشبية للشيخ العثيمين.
وقال الإمام محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ في لقاء مع " مجلة الفرقان " الكويتية ( العدد77 ) ( ص22 ) منتقداً قول القائل نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه : ( هم أول من يخالف هذه الفقرة ، ونحن لا نشك بأن شطراً من هذه الكلمة صواب ، وهو " نتعاون على ما اتفقنا عليه ". الجملة الأولى هي طبعاً مقتبسة من قوله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) . أما الجملة الأخرى : " يعذر بعضنا بعضاً " ؛ لا بد من تقييدها .. متى ؟حينما نتناصح ، ونقول لمن أخطأ : أخطأت ، والدليل كذا وكذا ، فإذا رأيناه ما اقتنع ، ورأيناه مخلصاً ،فندعه وشأنه ، فنتعاون معه فيما اتفقنا عليه. أما إذارأيناه عاند واستكبر وولى مدبراً ، فحينئذٍ ؛ لا تصح هذه العبارة ولا يعذربعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) انتهى نقلاً من "زجر
المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون" لـ حمد بن إبراهيم العثمان ( ص130 ) .
وقال الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ في شريط ( رقم 356 ) ضمن "سلسلة الهدى والنور" وهو عبارة عن لقاء مع أحد طلبة محمد سرور : (الإخوان المسلمون ينطلقون من هذه القاعدة ( يقصد : نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) التي وضعها لهمرئيسهم الأول ( يقصد حسن البنا ) وعلى إطلاقها ( أيحتى في العقيدة ) و لذلك لا تجد فيهم التناصح المستقى من نصوص كتاب الله وسنة رسول الله ؛ ومنها سورة العصر: ( والعصر * إن الإنسان لفي خسرٍ * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بِالصبر) ؛ هذه السورة كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا ثم أرادوا ان يتفرقوا قرأ أحدهم هذه السورة لأهميتها ( وتواصوا بالحق وتواصوا بِالصبر ) ؛ الحق كما تعلم ضد الباطل ، والباطل أصولي و فروعي ، كل ما خالف الصواب فهو باطل ، هذه العبارة هي سبب بقاء الإخوان المسلمين نحو سبعين سنة عملياً بعيدين فكرياً عن فهم الإسلام فهماً صحيحا وبالتالي بعيدين عن تطبيق الإسلام عملياً لان فاقد الشيء لا يعطيه ) اهـ
وقال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد ـ حفظه الله ـ في كتابه " حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية " (ص149 ) تعليقاً على عبارة " نجتمع فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه " : ( هذا تقعيد حادث فاسد ، إذ لا عذر لمن خالف في قواطع الأحكام في الإسلام ، فإنه بإجماع المسلمين لا يسوغ العذر ولا التنازل عن مسلمات الاعتقاد ، وكم من فرقة تنابذ أصلاً شرعياً وتجادل دونه بالباطل ؟ وعليه ؛ فإلى الطريق الوسط الحق ، طريق جماعة المسلمين على منهاج النبوة ) اهـ .قال الشيخ العلامة عبدالمحسن العباد البدر ـ حفظه الله ـ في تقديمه لكتاب " زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون ـ نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ـ " لحمد بن إبراهيم العثمان ( ص7 – 8 ) : ( كان اللائق – بل المتعين – على أتباع هذا الداعية – ( يقصد حسن البنا رحمه الله ) بدلاً من التوسع في إعمال مقولته هذه ( يقصد : نعمل فيما اتفقنا عليه ..) لتستوعب الفرق الضالة ، حتى لو كانت أشدها ضلالاً ؛ كالرافضة – أن يعنوا بتطبيق قاعدة الحب في الله والبغض في الله ، والموالاة فيه والمعاداة فيه – التي لا مجال فيها لأن يعذر أهل الزيغ والضلال فيما خالفوا فيه أهل السنة والجماعة ) اهـ.
سئل الشيبخ افوزان -حفضه الله- : يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله : في بلادنا يقول : تكثر الفرق والأحزاب وكل يوالي حزبه ويعادي البقية ، فهل هذا من الدين ؟ وماذا يكون
موقفنا نحوهم ؟ وهل يجوز لنا أن نجلس معهم ؟
فأجاب :
نعم ، هذا التفرق والاختلاف بين المسلمين أمر منهي عنه " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولائك لهم عذاب عظيم " وتوعدهم الله بالعذاب العظيم ، المسلمون ليسوا إلا أمة واحدة " وأن هذه أمتكم أمة واحدة " جماعة واحدة " وأنا ربكم فاعبدون " . لا !! مافي جماعات ولا في أحزاب ،جماعة واحدة حزب الله حزب واحد على الحق على الهدى إخوة متحابين لا يكن بينهم سوء تفاهم ، حزازات وعداوات لا يجوز هذا بين المسلمين ، هذا يضعف الأمة يشغل بعضها في بعض ويقنع العدو بها هذا لا يرضاه الله
عز وجل من المسلمين هذه الأحزاب وهذه الجماعات لا يرضاها الله من المسلمين ، واجب أن يكونوا جماعة واحدة وأمة واحدة ومنهجا واحدا يتعاونون على البر والتقوى هذا هو الواجب على المسلمين يتوحدون على الحق ، ما يقال توحدوا كل على مدهبه .. لا !!
توحد على مذهب واحد على مذهب الحق منهج الحق لأنه ما يمكن التوحد مع اختلافالمناهج والمذاهب هذا مستحيل ، ما يمكن هذا وإن كان يطالبون الآن أننا نجتمع ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه وإلى آخره هذا باطل ومستحيل هذا !! أننا نجتمع وبيننا خلاف نسوي الخلاف الذي بيننا " فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله وإلى الرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " الذين يريدون الحق يخضعون لهذا ويتفاهمون ويجتمعون ، أما الذين يريدون أهواءهم ومصالحهم الخاصة فهؤلاء لا يستجيبون ولا يطيعون . نعم .
منقول