الحياة السياسية في عهد بني أمية:
تميّز العصر الأموي بالانقسامات الحزبية والأحزاب السياسية المتعدِّدة، وخصوصاً بعد أن تسلّم الخلافة يزيد بن معاوية، وكان سيء التصرُّف، حدثت في عصره مأساة كربلاء، وما كان فيها من قتل الحسين بن علي - رضى الله عنه - ، ومأساة معركة الحَرّة التي استباح فيها جيش يزيد حُرْمة المدينة بقيادة الوليد بن عُقبة المرّي. وحين تدفّقت الأموال من جميع أنحاء الدولة إلى الشام، كثر التّرف، ثم عمّ الرخاء سائر البلاد، وكان الحجاز قُطراً فقيراً غير ذي زرع، وكان فيه كثير من أبناء الصحابة، فرأى بنو أميّة أن يغرقوا الحجاز بالأموال ليشيع التَّرَف ، فينصرف السُّكان هناك عن الخلافة وشئونها إلى الحياة المترفة الجديدة، ولذلك شاع في الحجاز التَّرف وكثرت الجواري والمغنيات ، حتى لقد عدّد صاحب كتاب الأغاني أربعين مغنيَّة بالمدينة وحدها. ونبغ في الغناء محترفون كمعبد والغريض وغيرهما، وشاع شعر الغَزَل حتى اختص به بعض الشعراء ، وعلى الجملة (الخلاصة) فقد تغيرت حياة العرب الاجتماعية كثيراً، ولولا أن عدداً كبيراً من الجنود ظل مجاهداً في سبيل الله، سائراً في حركة الفتوح لجر الترف على المجتمع ويلات كثيرة.
أهم الأحزاب التي ميزت هذا العهد : حزب بني أمية و هو الحزب الحاكم - حزب الشيعة و هم أنصار علي و أتباعه – حزب الخوارج و هم الغاضبون على الإمام الرافضون قضية التحكيم عرفوا ( بشعارهم لا حكم إلا لله ) – حزب الزبيريين نسبة إلى عبد الله بن الزبير نشأ نتيجة الفتنة التي أدت إلى قتل عثمان و خروج الزبير و طلحة و عائشة على علي بن أبي طالب .