|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2015-11-20, 10:15 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
رجل حيزت له الدنيا
بسم الله الرحمن الرحيم تَقوى الله سَبب كلِّ نجاة ، سَعادةٌ في الدنيا ، وسَعادةٌ في البرزخ ، وسَعادة يوم اللِّقاء عند الله .... روى البخاري في الأدب من حديث عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الأَنْصَارِيِّ رضِي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: (مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فِي سِرْبِهِ ، مُعَافاً فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِرِهَا ). كم في هذا الحديث من معاني جَامعة ، وكلمَات مُفيدة ، ونصائح و توجيهاتٍ رشيدةٍ ، كيف لا وهي كلمات المُصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم أُوتيَ البيان ، فكلماتٌ قليلة المبنى ولكنَّها عظيمة المَعنى ؛ كيف لا وقد جمعت بينَ مَصالِح الدُّنيا والآخرة ، مِمَّا يسعَى إلى تحقيقه الأفراد والجماعات والدُّول. إنَّ هذا الحديث اشتمل على كلِّيات عَظيمَة :أمَّا الأمر الأوَّل: فهو قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: (مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فِي سِرْبِهِ )وهذه فيما يُسمَّى بالعبارات العصريَّة ، الأمْن القَومِي ، أو أمنُ الدُّول .. بحسب ما يكونُ من التَّعبيرات الَّتي تحوي المُراد من ذلك ....( مُعَافاً فِي جَسَدِهِ )وهذه مَا يُسمَّى بالأمن الصِّحِّي..... (عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ )وهذا بمَا يُسمَّى في العِبارات العَصرِيَّة بالأمْن الغِذائيِّ . ٱنظرواْ إلى هذه الكلمَات الثَّلاث ، الَّتي نَصَّ عليهَا المُصطَفى صلَّى الله عليْه وسلَّم ، مُذكِّراً للعبد أنه في بَحبُوحة من الخير والفضل والعَطاء وجزيل من المِنن من الله -عزَّ وجَل- .إذ من حقِّقت لَه هذه الثَّلاث ، فإنَّما يَعيش حياة المُلوك ، حَياة الأغنياء، حَياة من لم يفُته شيء من هذه الدُّنيَا ؛ فمَاذا يسعى الناس في هذه الدنيا ؟ في أيِّ شيء يَرغبون ؟ مَاذا يُريدُونْ ؟؟؟؟؟....أليس مرادهم أن يَكونواْ آمِنين فِي أَوطَانهم ؛ وآمِنِين فِي أنفُسِهم وعَافيتهم ؛ وآمِنيين في أَطْعمَتهم وأَغذيَتهم !!!!!! فإذا كُنت يَا -عَبد الله- كذلك قد أَمِنت في هذه الأمُور فمَا فاتك من هَذه الدُّنيا شيءٌ .لقَوله صلَّى الله عليه وسلَّم : ( فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِرِهَا ) ، والحِيَازةُ للشَّيء : هِي تَملُّكِه . فقد حازه فما فاتَه مِنها شيءٌ ، بِحذافِرها : أَي بأطرافِها ، فقد جُمعت لهُ بِأطْرافِها فكَانت بيْن يدَيه فما فاته مِنها شيء . أرجعُ إلَى هذا الحديث مُذكِّراً به ، عن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الأَنْصَارِيِّ رضِي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: (مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فِي سِرْبِهِ ، مُعَافاً فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِرِهَا ). قوله: "أصبح" أي: أصبح في ذلك اليوم، وفيه إشارة إلى أن المؤمن عليه ألا يحمل هم المستقبل، فإن أمره بيد الله، وهو الذي يدبر الأمور، ويقدر الأقدار، وعليه أن يحسن الظن بربه، ويتفاءل بالخير. قوله: "آمنًا في سربه"، قيل: المعنى: في أهله وعياله، وقيل: في مسكنه وطريقه، وقيل: في بيته، فهو آمن أن يقتله أحد، أو يسرق بيته، أو ينتهك عرضه. و الأمن من أعظم نعم الله على عباده بعد نعمة الإيمان والإسلام، ولا يشعر بهذه النعمة إلا من فقدها، كالذين يعيشون في البلاد التي يختل فيها النظام والأمن ، نسأل الله السلامة والعافية . الأمْن ثمَرةٌ من ثمَرات تَحقيق التَّوحِيد ، فالله تبارك وتعالى أخبر عن هذا: (ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمْ ٱلأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونْ ) ما معنى هذا ؟ ( الَّذِينَ آمَنُواْ )أي : وَحَّدواْ الله (وَلَمْ يَلْبِسُواْ )أي : لم يخلطواْ(إِيمَانَهُمْ )أي : توحيدهم (بِظُلْمٍ) أي : بشرك (أُولَئِكَ لَهُمْ ٱلأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونْ) ، أمنٌ في هذه الحياة الدُّنيا وأمن في البرزخ والقُبور ، وأَمنٌ يوم النشور بين يدي العزِيز الجبَّار . ٱنظرواْ يا -عباد الله- ، كيف للتَّوحيد من ثمرة باقيَة مُستمِرَّة ، فهِي سعادة الدُّنيا والآخرة . هذا لمن ؟ هذا لمَن وحَّد الله ، فلَه أمْنٌ تامٌّ أمنٌ بما تَحْمله هذه الكلمة مِن معاني ، فهيَ عطاءٌ اللهِ ، هوَ الَّذي أمَّنه ، هُو الَّذِي زَرعِه في نفسِه الطُّمأنينة والإرتياحَ والإستقرار ، وغيره في فزع واضطراب . الموحِّد لله -عز وجل- هو آمن وإن كثُرت حوله الأخطار ، آمن وواثق بوعد الله ووعيده ، حينما قال ] وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلَهُمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ ٱلَّذِي ٱرْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّ لَهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمُ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَيُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً}[النور:55]. وقال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾[يونس: 62 - 64]. أعود للحديث ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : : (مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فِي سِرْبِهِ ، مُعَافاً فِي جَسَدِهِ ) ، قوله: "معافى في جَسَدِهِ " وفي رواية " معافى في بدنه"، أي: صحيحًا سالمًا من العلل والأسقام، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ " ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه صباحًا ومساءً العافية في دينه ودنياه ونفسه وأهله وماله، وأمر أصحابه بذلك ، روى الإمام أبوداود من حديث عبد الله بن عمر- رضي الله عنه - قال: "لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي "وروى الترمذي في سننه من حديث معاذ بن رفاعة عن أبيه قال: قَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْأَوَّلِ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ : ( اسْأَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِ ) ... وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الكثير من الناس مفرط ومغبون في هذه النعمة، روى البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ "....وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى اغتنام الصحة قبل المرض، روى الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس - رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اغتنم خمسًا قبل خمس... وذكر منها: وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ". والذي يزور مستشفيات المسلمين ويرى ما ابتلي به إخوانه من الأمراض الخطيرة التي عجز الطب الحديث عن علاج بعضها ليحمد الله - عز وجل - صباحًا ومساءً على نعمة العافية وقد صدق الله إذ يقول: ﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]. تتمة للحديث ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : : (مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فِي سِرْبِهِ ، مُعَافاً فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ )....قوله: "عنده قوت يومه"، أي: قدر ما يغديه ويعشيه، والطعام من نعم الله العظيمة، قال تعالى: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3، 4]. ، وكان عليه الصلاة والسلام يتعوذ بالله من الجوع، روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُوعِ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ" لأنه يمنع راحة البدن ويشوّش الدماغ ويورث الوسواس ...ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه الكفاف، أي مقدار ما يكفيه، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمّدٍ قُوتاً". أي : بقَدْر ما يُمْسِك الرَّمَق من المَطْعَم . مما تقدم ، يتبين أن من اجتمعت له هذه الخصال الثلاث في يومه، فكأنما ملك الدنيا كلها، وقد اجتمع لكثير من الناس أضعاف أضعاف ما ذكر في هذا الحديث، ومع ذلك فهم منكرون لها، محتقرون ما هم فيه، فهم كما قال تعالى: ﴿ يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [النحل: 83]. وقال تعالى: ﴿ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾ .....ودواء هذا الداء أن ينظر المرء إلى من حرم هذه النعم، أو بعضها، كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ" وروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: أن رجلًا سأله فقال: "ألسنا من فقراء المهاجرين؟ -كأنما يريد التأكد من سرعة دخوله الجنة بمفهوم حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة- فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خادما، قال: "فأنت من الملوك". إن المؤمن يقدر على جلب السعادة إلى قلبه بمجرد أن يستشعر النعمة التي يعيشها مهما كانت. يقال: إن صديقين كانا يصطادان الأسماك، فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة، فوضعها في حقيبته، ونهض لينصرف، فسأله الآخر: إلى أين تذهب؟ فقال: إلى البيت، فقد اصطدت سمكة كبيرة جدا، تكفيني وأهلي للعشاء، فقال له صديقه: انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي، فسأله: ولماذا أفعل ذلك؟ فرد صديقه: عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها، فسأله مرة أخرى: ولماذا أفعل ذلك؟ فقال: لكي تحصل على المزيد من المال، فسأله مرة أخرى: ولماذا أفعل ذلك؟ فقال: لأنه يمكنك أن تدخره، وتزيد من رصيدك في البنك، فسأله مرة أخرى أيضا: ولماذا أفعل ذلك؟ فرد صديقه: يا رجل لكي تصبح ثريا، فسأله، وقال: وماذا سأفعل بالثراء؟ فرد الصديق: تستطيع بعد ذلك عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك وزوجتك، فقال له: هذا هو بالضبط هو ما أفعله الآن، وإني لا أريد تأجيله أكثر من ذلك، ويضيع العمر!. أسأل الله -تعالى- أن يغمر قلوبنا بالرضا، وأن يرزقنا الإيمان واليقين. إذَا اجْتَمَعَ الإِسْلاَمُ وَالقُوتُ لِلْفَتَى **وَكَانَ صَحِيحًا جِسْمُهُ وَهْوَ فِي أَمْنِ فَقَدْ مَلَكَ الدُّنْيَا جَمِيعًا وَحَــــازَهَا **وَحَقٌّ عَلَيْهِ الشُّكْرُ للهِ ذِي الْمَـــــنِّ اللهم لك الحمد على نعمة الأمن في الأوطان، ولك الحمد على نعمة العافية في الأبدان، ولك الحمد على نعمة القوت والمعايش. اللهم أوزعنا شكر نعمك، ولا تسلبنا بمعاصينا فضلك، إنك سميع مجيب .
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الدنيا, يحسب |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc