#في_فلسفة_الزَّواج_و_أمر_النِّساء_و_دواهيهن(2)
إذا وقع الذباب على طعام **رفعت يدي و نفسي تشتهيه
و تجتنب الأسود و رود ماء **إذا رأت الكلاب يلغن فيه
....
لطالما سمعت هذا البيت عادة مقرونا بالتمثيل على ضرورة حرص الرجل على الظفر بالمرأة العفيفة و أن يتجاوز كل من تلَّقتها أيد الرجال سواء لمسا أو كلاما و منادمة و مصاحبة من الباحثات عن الحب على قارعة الطريق و تحت أسقف الجامعات و الكليات و على غرف الشَّات و هلم شرا مما لا يعلمة إلا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور، فطُرق هتك السِّتر و العفاف اليوم باتت متنوِّعة ذات أقانيم ، متعدِّدة حتَّى يحاول المرء جَهْدَه في التحرِّي أن فلانة موفورة العرض و الشَّرف فما يستطيع لذاك سبيلا ، فإما يعزف بالكليَّة عن الزواج لفرط شكوكه و إمَّا يأخذ فتاة جرى عليها غلبة الظنِّ بصلاحها و الله أعلم بحالها.
وليس اليوم معرض الكلام عن شروط الرجال التي ما تنقضي و لست بمُوليتها قسطا من سعراتي الحرارية الدَّائبة في الاحتراق لأنَّني أضنُّ بهذه السعرات أن تحترق في أمر ليس ذا بال ثمَّ إنَّه أمر نصفه وهم ،ذاك أنَّ مجتمعا بات يرى بعين كليلة زائغة تشترط على المرأة الورع و التقى و العفاف ثمَّ تجدها مغضية الطَّرف عن الرَّجل الإغضاء كلَّه،أمَّة كهذه لهي أمة ظالمة مستبدة ،على أنَّني أقولها مِلأ فمي وهل الرَّجل إلا مقوِّم المرأة إذ فيه من جينات القوامة ما يخوِّله لذاك بحكم عقلانيته الطَّاغية إذا ما قورنت بعاطفيَّة المرأة ، فإن كانت النِّساء منحدرات القهقري في أخلاق حيوانيَّة فما ذاك إلا أن وراء هذه المرأة رجلا أو رجالا قد هتكوا ما تبقَّى من معاني الرجولة في ذوات أنفسهم
و إنِّي اليوم أضن بنسائنا الموقرات العفيفات من ذوات التَّاءالسائحات الطاهرات ثيبات كن أو أبكارا بإذن الله أن تنتكس هممن و أن يقبلن بكل سفيه يطرق باب البيت طالبا العفاف!
لست من دعاة المساواة بين الجنسين = و لن يكون هذا أبدا ما كان لي عقل فإن كان غير ذاك فإنما هواختلاط عقلي لا ارتكاس مبادئي و أنا لفرط الاعتداد النسوي الذي يلازمني أترفع عن طلب مقزز كهذا= و لكنني في الوقت نفسه لست من سليلة العجائز أمهاتنا الموقرات التي نفخت الجاهلية شيئا من روعها في عقولهن = خلا بعض المتعلمات منهن و لا أقصد التعليم الاكادمي إنما أقصد ممَّن ملكن نورا فكريا فطريا فكم من متعلمات جهلهن فيما يبدو مركبا تركيبا مزجيا مزج بين علمٍ لِحقائق خلاف ما هي عليه و انتكاس للفطر أخذ بهن مسلك المتحذلقات = اللائي لا يلبثن يقلن (الراجل عيبو جيبو و يا بنتي)
لا أبدا يا أمي (الراجل عيبو عقلو)
هنا مربط الفرس عزيزتي ! و لست داعية لك أن تسلكي مسلك الزَّاهدات فهذا شأنك و من حسن إسلامي أن لا أتدخَّل في خاصَّة أمرك و لكنَّه معيب جدًّا أن نجد المرأة تقدِّم مال الرَّجل على عقله و دينه و خلقه و الحديث في هذا الباب سيُفصَّل
إنما العفة للمرأة ضرورة فطرية قرَّرتها الشريعة لأنها الأساس الذي تُبنى عليه البيوت و سقوطها سقوط أمة برمتها و رحم الله الرافعي إذ يقول "إن سقوط المرأة لهوله ثلاث سقوطها هي و سقوط من أوجدوها و سقوط من توجدهم" و لكن العفة للرجل عندي أنا (بمفهومي الغارق في التزمت للرجولة الحقة)مصدركمال و أساس كل فضائله ،ثمَّ إن الرَّجل هو مقوِّم عود المرأة بحكمته المرجوَّة فيه_و إن خلت في عصرنا إلا في آحاد الرِّجال ممَّن بالكاد تعدهم على أطراف أصابعك_و رزانته المعهودة عليه المنبثقة من تكتيم لصوت العاطفة في مواقف عقلية بحتة فكيف أنت ترجو أن ترى المرأة ثابتة ثبوت الجبال الرَّاسيات إن تعهدتها يد خبيثة بتربيتها ، ويحك!هل يستقيم الظلُّ و العود أعوجُ...
لماذا نقبل بكل ما هو هين بدعوة الستر و ضرورة الزواج أليس الزواج أسرة تُبنى من رجل و امرأة فلم توضع المرأة في ميزان صارم لا يُوضعه الرجل على أننا نسمع كثيرا قولهم (ربوا رجالكم فإن عجزتم عن الرجال فأنتم عن النساء أعجز) و دونكم أنَّه وراء كل سافرة مسترذلة في أخلاقها ديوثا قارًّا في بيته ساكن الجفن مغتبط النفس لا هو في حيرة من أمر عرضه ،و رحم الله الرَّافعيَّ أيضا إذ يقول "لو عقلت النساء لطالبن حقوقهن في الرجال لا حقوقهمن من الرجال " أي نعم لتكن منَّا اليوم نساء مترفعات عن هؤلاء الذكوريين لا تنظرن لهم إلا شزرا مترفعات عنهن و ليكن الأمر إمَّا رجلا أو لا ،إنني فتاة _و أعوذ بالله من الأنا و ما صبَّ مصبَّه_ مذ إشتدَّ عودي أكره أنصاف الحلول و أنصاف الرجال و أنا فيَّ بحكم الإستعمار الفكري الذي ترعرت فيه و الذي نشب منه إستعمار يناقضه في ذات نفسي لكنَّه يشاركه نفس المبدأ الرئيس عنوانه "الكلُّ أو اللاشيء" لا نريد نصف رجل و لا نصف امرأة ، نحن نقرُّ يقينا أن الكمال المُطلق بعيد عن الإثنين و لكنَّ الكمال ؛هذا المرمى الإنساني البعيدد المتسامي بعد الجوزاء ليُعمل من أجله و ليُبذل للظَّفر به الغالي و النَّفيس إلا من قصرت همَّته و نخره داء الضَّعة و الخور و ضعفت إرادته و قصر بصره ثم إنَّ هذه الحركات التي اليوم تُطالب بحريَّة المرأة
Feminist
و ما شاكلها و التي أدعوها أنا حريَّة حيوانيتها (حيوانيست إن صح القياس و التشبيه) هذه الجمعيات التي تدوي دوي الطبل و إن كانت فارغة كفراغه، لنقم نحن اليوم بحركات تردُّها تُطالب بإستعادة حقوق الرجال على أن يكونوا رجالا لا أشباه رجال لأن هذه الحركات النسوية إنَّما تريد أن تضرب مبدأين أن تسرجل النساء و من ثمَّة و كنتيجة حتميَّة تأنيث الرجال ، يا للهول!
إنَّما هو تكامل يا سادة
فلماذا تقبلين بساقط خانع لكل امرأة أو ما يسمى اليوم رجل لطيف و هذا آخر ما وصل لمسامعي بحكم دراستي الجامعية التي تعتبر حلبة يجتمع فيها متعدِّدوا المشارب فالرجل اللطيف في عرفهم من صادق النساء قاطبة فهو أبدًا يسير في قضاء حوائج زميلاته و لا يجد في ذلك مشقة مبتسما متهللا ، يُداعب تلك بمزحة و ...وهلمَّ تقززا ، الأمر مقرف بالنِّسبة إلي لدرجة أنني أكاد أصاب بالغثيان و أنا أرقن الكلمات
أما إني أقول أني أحبه رجلا مترفعا على كل امرأة ينظر بكبريائه الرجولي مستعليا على جميع النساء
إلاَّ ثلاث أمه و أخته ثم زوجته
ثم أزيدك آه !من ثم هذه؛ إنها تفيد التعقيب في لغتنا و الترتيب أيضا ثم إنها مقصودة في العبارة أعلاه فراجعها!
ذاك أن الرجل الذي يُشبع أمه و أخته ويلات لا أحتاجه أن يأتيني ضاحكا مبتسما متحببا فلقد كُرِّه إليَّ العقوق(2)
ثم إنَّ التي حملتك وهنا على وهن و أرضعتك من ماء قلبها و ثديها و حبها و حنانها و لاقت في تقويمك ما لا يقدر عليه جماعات الرجال فضلا عن آحادهم لهي أمي في المُستقبل باعتبار أن الزواج هو تكامل و اندماج روحين في بعضهما حتى ما يكون الانفصال الا تحليلا لجزيئات متراكبة فيكون أقسى شيء و كما يقول حجَّة العرب مصطفى صادق رحمه الله:"
لا يصحّ الحب بين اثنينْ إلا إذا أمكن لأحدهما أن يقول للآخر: يا أنا.. ومن هذه الناحية كان البغضُ بين الحبيبين - حين يقع - أعنف ما في الخصومة, إذ هو تقاتل روحين على تحليل أجزائهما الممتزجة, وأكبر خصيمين في عالم النفْس, مُتحابّان, تبَاغَضا"
ثم أزيدك إنني عربية و لا أحسبني إلا من العرب الأقحاح باعتبار تلك النار المتأججة في صدري المتضرمة من وهج الغيرة على كل ما هو ذو صلة بالدين و اللغة و الخلق
و لولا قوله تعالى " و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" لكنت اليوم فتاة كتلك المندفعة في دواخلي بيد أني أخبت من هذه النار المتسعرة بين جوانحي بضرورة الرفق مع الناس و أن هذا الدين معاملة قبل كل شيء
و أنا ما الذي يدفعني أن أقبل برجل أكبر أحواله أنه ذكر لا غير و أنا التي مذ أدركت و عقلت لا بل مذ مر على فكري أن في الحياة لغزا وجب علي حله و أن الأمر ليس عبثا كما هو الظاهر ، مذ دخلت الإكمالية بقلب تملؤه البراءة و عقل متيقض يرى أن أمته الغربية التفكير تتربص به الدوائر مذ ذلك الحين أهرب من موارد الردى و الإثم هروبي من أسد الغاب أنا التي لم أكلم فلانا و لا علانا هروبا من اختلاط كنت أتخبط فيه عازمة أن لا يلصق من قذاه في عيني إلا النزر اليسير الذي دفعه ميسور
أجدني اليوم أقبل بمن كان يكلم هاته و تلك و لا تسكن له جفن من متابعة النساء بعينيه أنا اتي تدرك
أن الرجال الناظرين إلى النِّسا ** مثل الكلاب تدور باللحمان
فوالله إني لأترفع ترفعا بشريا خالصا فضلا أن يكون ترفعا روحيا متساميا عن معاشرة الكلاب و من أشبههم
لا و أبدا و إني لأقولها اليوم و لا أظنني متراجعة عنها ما حييت (اللهم إلأا اذا اختلطت) لن أرضى الدَّنية في ديني و من ثمَّة في أسرتي
فأنا لا أريد لابنتي إلا أبا "رجلا" تنظر إليه فتسرع من فرط هيبته لتلصق وجهها في التراب حياء منه و في قلبها حديث أن تحفظ عرضه دوما لا تلثمه فيه أبدا
لا أريدكن معشر النساءقاصرات عقل تبحثن عن زخرف الدنيا و زينتها و تبعن ماقدمتن من مجاهدة في مضمار الاخلاق بكلمة متزوجة (يا يمُمَّا عَ التفاهمة تفاهمة مجتمع بوارصار يرى في كلمة كتلك صكَّ و بريد تشريف) الحياة ليست زواجا و فقط بل هي رسالة لمن كانت ذا قلب أو ألقت السمع وهي شهيدة ،الحياة أصعب ممَّا قد تتصوَّر إحدانا في عصر ملؤه الفِتن ، عصر تلحَّفت الأفاضل و الفضليات فيه الغربة
إنَّ مثل هذا العصر لا تقوم فيه الأنثى بأشباه رجال بل برجال و إلا فالعزوبية خير لها مع ما فيها من مجاهدة نفس بيد أنَّها أفضل بكثير من زواج تكون فيه الأخلاقيات أهون شيء ،ثمَّ أنني قلت هذا و كلَّه من باب أن أرفع للعدل راية في يوم باتت فيه الفتاة تُسلخ سلخا بألسنة حداد غلاظ فيتكلم في شرفها القاصي و الداني ،تكلمت ما سُبق لأقول كلمة واحدة "تكلمتم كفاية عن شرف النساء فماذا عن شرف الرجال"
و من هنا أردت منك أيتها الفاضلة أن تجعلي من هذا البيت الذي دبَّجت به هذا المقال شعارا لك أيضا في اختيار شريك حياتك أبو أولادك لأن من كان ذا عين زائغة قبيل الزواج صعب أن يتزوج فيصلح و كم سمعنا من المبكيات و الطامات ممَّن زنى حتَّى بابنته فهل هذا الرجل أصلحه الزواج بربِّك!
ثمَّ إنَّ العبرة بالمنظور لا بالمُنتظر فتخيَّري لك ذا الدِّين و الخلق و ادع الله التوفيق فهو وحده الموفق و إن هي إلَّا أسباب نتخذها عساها تؤتي أُكلها
و لولا أن يظن بنا غلو **لزدنا في المقال من استزادا
***********************************
#همسة~
ماتت أم الكرام الماروزية و لم تتزوج و لكنها كانت محدثة ترجم لها الذهبي في سير الأعلام و من أرادت ان تعرف النِّساء الحق ، اللائي عرفن لم خُلقن فدونكن رقنة على العم غوغل تجدن من تراجمهن ما يسد الفاقة
و لست هاهنا في معرض التهييب من الزواج و لا في معرض الدعوة للعزوف عنه بل أدرك أنه جِماع خير كثير
لكن أرجوك لاترضي الدنية فيه
بحق أبنائك القادمين بإذن الباري ثم قبل كل شيء بحق نفسك لا تظلميها رحمني الله و إياك
و لتعلمي أن الزواج ليس بداية حياة و منتهاها إنَّما هو تغيُّر لنمطيَّة الحياة لها من مزاياها إن كانت في جو من الحب و الوداد ما لاأنكره و لكنَّها قبل هذا تكليف و مسؤولية عظيمة يا سُعد من نجح فيها فإذا لم تنجح كان الخسران المحيق
و الله الموفق
انتهى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)الحمد لله أن الوالدة ليست على شاكلتهن
(2)قلت و معظم رجال اليوم تجد أنَّهن رُزقن حلاوة و لطافة مع الجنس اللطيف خلا الأقرب فالأقرب و على رأسهن _أحسن الله عزاءها_ الوالدة فهي تتجرع الغصص وويلات العقوق حدَّ الثمالة و الأخوات باعتبارهن الضَّحية الثانية و لو بذل كل أخ من حسن الخلق الذي يبذله مع الغير مع أخواته و أمه لاستقامت النساء و أخذ هذا البذخ الخلقي المُنفق من طرف إخوانهن ،أخذ بهن مأخذا عظيما من الشرف الخلقي فتصبح الواحدة منهن مكتفية عاطفيا فيكفيها بهذا أخوها شرَّ الإنتكاسات العاطفية و على رأسها البحث عن الحب في الأزقة و النترنت و ووو ، و يورِّثها هذا الحنان الرجولي الأسري في دمها شرف الدَّم فتعزف عن ورود موارد الإثم و الشنار حفاظا على ماءوجه أخيها و أبيها ممن لم يدخروا شيئا من ذات قلبهم لاحتوائها و الذب عنها و حياطتها
************************************************** *******
تم نشر المقال الأول من هذه السلسة في المُنتدى من ذي قبل