🌴 الـفُـضَـيـل بـن عِـيـاض 🌴
من الوقفات العجيبة في سيرة هذا الإمام قصة توبته:
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (8/423):
قال أبو عمار الحسين بن حُريث، عن الفضل بن موسى قال:
كان الفُضَيل بن عِياض شاطرًا¹ يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرخس، وكان سبب توبته أنه عشِقَ جارية، فبينما هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليًا يتلو "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ .." [الحديد: 16]
▪️فلما سمعها قال: بلى يارب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خَرِبة، فإذا فيها سابلة²، فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نُصبح فإن فُضَيلًا على الطريق يقطع علينا.
قال: ففكرتُ وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين هاهنا، يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تُبتُ إليك، وجعلتُ توبتي مُجاورة البيت الحرام.
🔹قال الإمام الذهبي تعليقًا على القصة:
وبكل حال: فالشرك أعظم من قطع الطريق، وقد تاب من الشرك خلقٌ صاروا أفضل الأمة.
فنواصي العباد بيَد الله، وهو يُضِل مَن يشاء، ويهدي إليه مَن أناب.
🔹قال الذهبي (8/440):
وعنه: يا مسكين، أنت مسيءٌ وترى أنك مُحسن، وأنت جاهلٌ وترى أنك عالم، وتبخل وترى أنك كريم، وأحمق وترى أنك عاقل، أجلك قصير، وأملُك طويل.
- قلت (الذهبي):*إي والله، صدق، وأنت ظالم وترى أنك مظلوم، وآكل للحرام وترى أنك متورع، وفاسق وتعتقد أنك عدل، وطالب العلم للدنيا وترى أنك تطلبه لله.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
¹- شاطر: خبيثٌ فاجر (المعجم الرائد).
²- سابِلة: مَشَى فِي طَرِيقٍ سَابِلَةٍ:- مَأْلُوفَةٍ، أيِ اعْتَادَ النَّاسُ أنْ يَسْلُكُوهَا (المعجم الغني).