عندما ضاقت الدنيا بمكة بما رحبت على النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، أخذ الطريق إلى الطائف لدعوة أهلها إلى الإسلام، لكن تعرض إلى ما تعرض من ويلات، حتى إلى الرشق بالحجارة حتى أدمت قدميه الشريفتين.
فكان منه عليه السلام أن إبتعد عنهم وأخذ مكانا، وردد ذلك الدعاء، ما أعظم دعاء وما أرحم وأرق دعاء: " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والأخيرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، لا حول ولا قوة إلا بك ".
فجاءه المدد من الله عز وجل العزيز الجبار، وبعث إليه ملاكا، وطلب منه أن يأمره بإطباق الجبلين على أهل الطائف، إلا أن الرحمة المهداة أبى معاقبة أهل الطائف، فدعا لهم بالخير.
وبما أن محمد إبن عبد الله هو نبي ورسول.
فهو أيضا قائد أمة وبمفهوم حاضرنا فهو رئيس دولة في طريقها إلى العظمة.
إن تصرف النبي مع أهل الطائف في غاية من الرحمة.
ومن بعد تصرفه مع أهل مكة في غزوة الفتح الكبرى، فتح مكة.
ما أحوج حكام العالم الإسلامي، الإستلهام من دعاء الطائف.
بقلم الأستاذ محند زكريني