الى كل زوجين / يحتاج منا قراءة بعيون القلب لا بعيون الراس
#الأسرة_إلى_أين ...؟
إن الزوجين قد تعترض في حياتهما مشاكل شتى ومعضلات متنوعة وربما وقع شقاق و نزاع بينهما غير أن الإسلام قد أعطى وقاية وعلاجا لحل هذه المشاكل وقد يتدخل الأولياء لفض النزاع من أجل أن تعود الحياة الزوجية إلى مسارها الصحيح وربما تكون أحسن مما كانت عليه ...فالله عزوجل هو الذي خلقهما وهو أدرى بهما وما أنزله الله عز وجل من الأحكام هي التي ينبغي أن يقف عندها الزوجان وهي الحدود التي ينبغي أن لا تتعداها قوانينا الوضعية ........؟
ولنا في أبي بكر الصديق رضي الله عنه الأسوة الحسنة :
فقد ضرب مرة الزبير بن العوام زوجته أسماء بنت أبي بكر الصديق فذهبت إلى أبيها تشكوه فقال لها أبو بكر رضي الله عنه " أي بنية إصبري فاءن الزبير رجل صالح ...ولعله أن يكون زوجك في الجنة " ا.ه تفسير القرطبي ج5ص172.
وعاشت معه ما شاء الله أن تعيش ورزقت بولدها " عبد الله " أول مولود بعد الهجرة وقصتها مع ولدها حين قتله الحجاج ما زالت تروى في كتب السير ......إلى آخره .
وأحسب لو أن رجلا ضرب زوجته في وقتنا هذا وذهبت إلى أبيها تشكوه لقال لها : هي بنا إلى الطبيب الشرعي لنستخرج شهادة العجز وندخله إلى السجن فالقانون معنا ........؟
وقد اشتد الخلاف والنزاع بين النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته عائشة رضي الله عنها فكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه هو الحكم بينهما : فقالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم : " تكلم ولا تقل إلا الحق ...." فما كان من أبي بكر إلا أن صفعها فسال الدم من فمها ...وقال لها ومتى قال النبي صلى الله عليه وسلم غير الحق ......؟ فقال له صلى الله عليه وسلم : " ما لهذا دعوناك ....؟" . انتهى
الحقيقة التي ينبغي أن نذكرها أنه كما فقد الزوج سيطرته على الزوجة لعوامل شتى فقد الأب سيطرته على البنت لأسباب تعود لشخصية الأب أولا ولعوامل خارجية أخرى ثانيا ....؟ للأسف بعض الأولياء ينتهى دورهم عند الأمضاء على العقد الرسمي في البلدية ......وهذا ما كان يريده الأعداء للأسف الشديد .
وزاد الطين بلة في التعديلات الأخيرة لقانون الأسرة (2005) خاصة فيما يتعلق بالنشوز والنفقة والتعويض عن الضرر المعنوي والخلع بدون ذكر السبب ......إلى آخره .
وزاد الطين بلة مرة أخرى في قانون العقوبات المتعلق بضرب الزوجة : جاء في المادة 266مكرر من قانون العقوبات الجزائري على ما يلي :
" كل من أحدث عمدا جرحا أو ضربا بزوجته يعاقب كما يلي :
1-الحبس من سنة إلى ثلاث سنوات إذا لم ينشأ عن الجرح والضرب أي مرض أو عجز كلي عن العمل يفوق 15يوما .
2- الحبس من سنتين إلى خمس سنوات إذا نشأ عجز عن العمل يزيد عن خمسة عشر يوما ....
ويلحق بهذا التعدي اللفظي أو النفسي والذي يمس بكرامة المرأة ....؟ وكل ما يؤثر هلى سلامتها البدنية والنفسية .....؟
لنفرض أن الزوج في لحظة غضب ضرب زوجته فرفعت قضية ضده وحكم عليه بالسجن لمدة سنتين ....ما مصير الأسرة في هذه المدة..؟ من ينفق عليهم ...؟ وإذا كان بيت الزوجية مؤجرا من يدفع الإيجار ..سيكون مصير الأطفال الشارع .....
ولنفرض أن الزوج قضى المدة وخرج من السجن : هل تكون له نفسية ليرجع مرة أخرى إلى زوجته(التي أدخلته السجن) ...لا أظن ...النهاية ستكون الطلاق لا محالة .
عندما شرع الله عزوجل العدة بعد الطلاق كانت الحكمة أن تكون فرصة للزوجين ليراجعا نفسيهما في مصيرهما خاصة إذا علمنا أن المرأة يجب عليها قضاء العدة في بيت الزوجية ...؟ فاءذا حدث أن ضرب الزوج زوجته في لحظة الغضب كانت هناك فرصة بعد تهدئة النفوس لتعود المياه إلى مجاريها ..ويتحسن الحال ...
أعرف رجلا ضرب زوجته فنتج عنه عاهة تطلبت عملية جراحية ...فتدخل الأولياء وتحسن الأمر وهي الآن تعيش معه أحسن ما كانت عليه خاصة بعدما اعترف الزوج بذنبه ....وهوالآن يحسن إليها ليكفر عنه ما فاته .
حين ترفع الزوجة دعوة قضائية معنى ذلك أنها قد حكمت عل الزوجية بالإعدام ...وغالبا ما يكون الصلح بعد رفع الدعوى القضائية مصيره الفشل .لذلك فاءنني أنصح الزوجين الإبتعاد عن أروقة المحاكم ما أمكن فالرابح فيها هو الخاسر.....؟
قال صلى الله عليه وسلم : " ليس الشديد بالصرعة ..وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب .......
اللهم ارزقنا الثبات والعافية وحسن تقدير الأمور...............آمين .