اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الصبر
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فإن الله أوجب علينا في كتابه أن يوصي بعضنا بعضاً بالحق والصبر، ومن ذلك أن يُذكَّر الناس بأمر الله به، وثماره، ومسائله.. فما هو الصبر؟
معنى الصبر وأقسامه:
الصبر في اللغة: الحبس.
وفي القرآن صبر جميل، قال ابن تيمية رحمه الله: "الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه"
وقال مجاهد رحمه الله:
" هو الذي لا جزع معه"
[تفسير ابن كثير 2/489].
والصبر على ثلاثة أقسام:
صبر على الطاعات.
صبر عن المحرمات.
صبر على الابتلاءات.
وبهذا يمكن أن يقال في تعريف الصبر في الاصطلاح: الثبات على أحكام الكتاب والسنة، وحبس النفس عن الجزع والسخط.
إنّ العمل بالطاعة يحتاج إلى صبر، وترك المخالفات والمنكرات يحتاج إلى صبر، وهل أدل على ذلك من حديث جبريل؟ وماذا في حديث جبريل؟ أخبرنا به نبي الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله تعالى لما خلق الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها .فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها. ثم حفها بالمكاره ثم قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها. فذهب فنظر إليها
ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد. فلما خلق الله النار قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها. فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها. فحفها بالشهوات ثم قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها. فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها» [رواه أبو داود].
أهمية الصبر:
أربعة أمور تدل على أهمية الصبر:
الأول: أن الله ذكره في أكثر من تسعين موضعاً في القرآن.
الثاني: أن الله قرنه بالصلاة.
الثالث: أ
ن مقامات الدين كلها مرتبطة به.
فالدين فعل طاعة وترك معصية، وقوام ذلك على الصبر.. ألا ترى أن العفة هي الصبر عن الفواحش وعن سؤال الناس، والزهد الصبر عن فضول العيش، وحسن الخلق الصبر على أذى الناس، والقناعة الصبر والرضا بما قسم الله، والحلم الصبر عن الغضب؟
[COLOR="DarkGreen"]الرابع: [/COLOR
]أن الله تعالى لما أقسم بالعصر على خسران الإنسان استثنى فقال: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. أي: أوصى بعضهم بعضاً بذلك.
الأمر بالصبر:
أمر به الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق}، وقال: {فاصبر على ما يقولون}.
وأمر به لقمان ابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}
وأمر به الله عباده:
قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ}.
وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
وفي آخر آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.