إطلالة على هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إطلالة على هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-10-23, 14:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
AbuHossam
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية AbuHossam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي إطلالة على هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يهاجر من مكة إلى المدينة زهدا فيها، فهي أحب بلاد الله إلى الله، وأقربها إلى قلبه -صلى الله عليه وسلم- ، بل هاجر لبناء مجتمع الفضيلة والأخلاق، والوحدة والوفاق، فهذه روح رسالته، يقول -صلى الله عليه وسلم- : ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، فكانت الهجرة خطوة لا بد منها لتأسيس مجتمع مثالي جاءت به الرسالة الخالدة، خطوة جاءت بتوجيه من حكيم خبير إلى البشير النذير، الذي لا يعرف في سبيل رسالته الكلل، ولا يتطرق إليه في إرشاد الناس ملل، ملهـم النفوس الكريمة، ورجل المبادئ القويمة، وعملاق النظرة الحكيمة، الذي تسدده مراشد الآيات الكريمة، إنه رجل عرف الحق ودعا إليه، وأدرك إنقاذ أمته فحرص عليه، رجل جاء بكلمة طيبة شبهها الله بالشجرة الطيبة، قال تعالى: ((ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار))(5)، فأراد أن يجد لهذه الشجرة أرضا يطيب فيها نباتها، ويزكو نتاجها، وليس معنى هذا أن ييأس المسلم من مجتمعه، أو يسأم من عدم الاستجابة لإرشاده، فالهجرة خطوة استثنائية في ظرف استثنائي، ألا وهو ظرف مرحلة البناء والتأسيس، أما وقـد قامت دعائم المجتمع المسلم، فلا مبرر للهجرة، لذا جاء في الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم- : ((لا هجرة بعد الفتح))، إن الخطوب العظيمة، والمحن الجسيمة، لم تكن لتزعزع ثباته -صلى الله عليه وسلم- ، والمكائد مهما تنوعت، والعداوات مهما بلغت، لم تفلح في ثـنـيه -صلى الله عليه وسلم- عن مبادئه، أو تـنازله عن قيمه، أو شكه في نصر ربه وظهور أمره، يقول الله تعالى: ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) (6).

أيها المسلمون:
إن في تضحيات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام في حادثة الهجرة رسالة واضحة بأن الأهداف العظيمة والحياة الهانئة القويمة لا تدرك إلا بالجهد الدؤوب القائم على خطوات عملية مدروسة، وبجد ومثابرة، بعيدا عن التهور والمخاطرة، ونية صادقة في الخير والصلاح، لها من الصدق والقوة ما يجعلها قادرة على نقل حال صاحبها من فضل إلى أفضل، ومن كمال بشري إلى أكمل، ومع هذا كله لا بد من العمل بعيدا عن التسرع واستعجال الثمرة، بصبر على المحن والبلاء، وثبات عند الشدائد والأزمات، فهذا وحده سبيل الفوز والفلاح، قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون))(7).
أيها المسلمون :
إن المتدبر في مواقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإعداده لهجرته الموفقة، وخطواته الناجحة، يدرك فلسفة النجاح في كل عمل، وطريق الوصول إلى الأمل، وقد ضرب الله لنا في كتابه مثلا يؤكد هذا؛ فموسى –عليه الصلاة السلام- مع جلالة قدره طلب العلم بصحبة العبد الصالح الذي آتاه الله من علمه فقال له موسى –عليه الصلاة والسلام-: (( هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا )) (8) ، إن الإنسان قد يكون لديه من ملكات التفكير ما يؤهله لأن يكون ناجحا، ومن قوة البدن ما يساعده ليصبح رابحا، ولكنه إن حصر نفسه في بيئة لا تعينه على الرقي، ولا تـعـرفه بما للمعالي من قيمة، ولا تشحذ له إلى النجاح عزيمة، فأنـى لمثل هذا أن يستفيد من قدراته، وكيف له أن يسعد بطاقاته، وهو كالزارع في أرض سبخة، لا رفقة له تذكره إذا نسي، ولا صحب له ينبهونه إذا غفل، ولا مرشد يعلمه إذا جهل، قال الله تعالى: (( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا))(9) ، إن أولى خطوات النجاح البعد عن بيئة الفشل ولزوم الرفقة الصالحة، فمنها -بإذن الله- ينبع كل خير، ويدفع كل ضير، يقول -صلى الله عليه وسلم- : ((مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة)).

أيها المسلمون:
إن النجاح لا يتحقق بتهيئة أسبابه فحسب، بل لا بد من سد أبواب الفشل وقاية من الوقوع في الزلل، فالمسلم حذر لا يطمئن أنه واصل إلى هدفه حتى تطمئن نفسه إلى أنه قد سد كل ثغرة قد يؤتى من خلالها، قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا)) (10) ، فطالب الهدف يحذر من كل عائق محتمل قد يحول بينه وبين هدفه، فهو قد يفشل بإذاعة أمره وإشاعته، لذا قال تعالى حاكيا عن نبيه يعقوب موجها ابنه يوسف عليهما الصلاة والسلام: ((قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين)) (11) ، وحين علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكائد أعدائه وتربصهم به أدرك بحنكته وحكمته ضرورة سد الطرق عليهم ليحول بينهم وبين إفشال عمله، ففعل ما فعل من سد أبواب الفشل ليضع لأمته منهج النجاح، ويرسم لهم طريق الرقي.
فاتقوا الله -عباد الله-، واحرصوا رحمكم الله على الاقتداء به -صلى الله عليه وسلم- في الفكر والسلوك، ففي ذلك سر نجاحكم، وبه تتحقق أهدافكم، وتصلوا إلى غاياتكم، وتصلح مجتمعاتكم.









 


رد مع اقتباس
قديم 2021-11-03, 21:58   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
amminnou
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية amminnou
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc