بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم أيها الاحبة ورحمة الله وبركاته أما بعد:
يتفائل الناس وينسون أحزانهم لما تكون الفرحة غامرة ويبتسم العاقل ويقهقه غيره، والبعض يتفنن في ضحكته فهناك من يجعل لها رنة ، وتسمعها الأذن الموسيقية، وهناك من يضخمها لتكون بها قوة التكبر والتجبر،وغيره يرققها ليكون لمسمعها وقع في الأذن و
ملمس للنفس وكل يعتقد بأنه بذلك سعيد ، ويتفائل آخر ويسمي ذريته بإسم سعيد أو سعيدة لعله يجد في مسمع هذا الاسم نكهة تنسيه بعض همومه ، ويعتقد بأنه سعيد ، لكن السعادة أحبتي ،لا تكتمل إلا إذا كانت هناك الطمأنينة .
فبهما يمكن ان يكون الإنسان قد وجد بعضا من آثار السعادة ، والسعادة أصلا وحسب معتقدنا وديينا الحنيف وإقتداءا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهي كما جاء بالحديث الشريف الذي يرويه ابنُ حبَّان في "صحيحه"، والحاكمُ في "المستدرك"، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، والبيهقيُّ في "الشُّعَب"، وغيرُهم عن سعد بن أبي وقاص - رضِي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((أربعٌ من السعادة: المرأةُ الصالحة، والمسكنُ الواسِع، والجارُ الصالح، والمَرْكَب الهنيء، وأربعٌ من الشقاء: المرأة السوء، والجار السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيِّق))، وأخرَجَه كذلك أحمد مُختَصَرًا، وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" مُعَلِّقًا على رواية ابن حبَّان: هذا سند صحيح على شرط الشيخين.
أحبتي كلما ذكرت السعادة ، إلا وقابلها ذكر الشقاء ، والتي دوما تتوازى مع الخير والشر ، فكلما كثر الشر بالمجتمعات كل كثر الشقاء وكلما زاد الخير وعم كلما ظهرت البهجة والسعادة على وجوه الناس ، والوجه أحبتي مترجم السريرة ، والسريرة ما يكنه الفرد في نفسه ولا يبديه للغير .(فاللهم أعم الخير على الأمة وألهم عبادك الإخلاص لك ورسخ في قلوبهم اليقين انك الحنان المنان، الرحمان الرحيم ، فإنك إن أسعد أحدا فلن يضره غدر الغدارين، وإن غضبت عنه فإنه يشقى ويكون من النادمين ).
(اللهم إرفع عنا البلاء والوباء والغلاء وعن الأمة ولا تأخذنا بما فعل السفهاء منا ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.