بسم الله الرحمن الرحيم
فقال الله تعالى : إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم
جوانب التغيير متعددة بتعدد جوانب الحياة ، تغيير في الخلق فالمواقف التي يتعرض لها المرء في حياته ربما تسهم في الحد من تطلعاته إذا ما أتت على غير ما توقعه وأراده الانسان ، فتظهر بوادر الفشل ؛ مما يجعل النفس محاطة بهالة من الأوهام ، فيتملكه الإحباط ، وتطبق عليه قبضة التشاؤم
دعوة إلى الفشل
يتساءل البعض منا ـ ربما ـ عن ما إذا كان للفشل متعة ما ، يمكن أن نتلمسها ، و نرى في الفشل متعة ليست بأقل قدراً من متعة النجاح ، إذ إن الفشل ما هو إلا خطوة في درب النجاح ومن لا يعرف الفشل لن يتعرف على النجاح ،لك أن تجعل الفشل سلماً ، ولك أن تجعل منه قمقماً تدخله ولن يكون لك منه مخرج
ثم ما هو الفشل ؟
============
ما هو إلا عثرة ، ولا يستطيع الطفل النهوض والمشي دون سيلٍ من العثرات ، ولم نسمع أن أحداً لم يمشِ بسبب تعثره طفلاً ، ولنا أن نتخذ من أنفسنا مثالاً حياً
الطفل يمتلك بالفطرة قوةً هائلةً من العزم والهمة العالية أكبر من كثيرٍ من الرجال ، فإذا كنا نتمتع بهذه القوة وهذا التحدي وهذه الهمة ونحن أطفال فلما نتخلى عنها حينما تكبر في أعيننا الأمنيات ، يأسرنا الفشل ، نغرق في بحره ، لا نستطيع الابتعاد عنه فأهلاً بهذا الفشل اللذيذ ، هل تعلم أنه " بتقبلك الفشل " تستطيع أن تتمتع بكل لحظة فشلت بها ؟
، لم نقل " بقبولك الفشل " لا فنحن لا نقبل الفشل ، بل نتقبله خطوةً على سبيل تجاوزه ، الفشل فاكهة النجاح الفشل لذيذً وخاصةً الفشل المبكر . لأنه يتيح فرصة النجاح المبكر
فمن هو الفاشل ؟ ، وكيف يفكر الفاشل ؟ ، وما الفرق بينه وبين الناجح ؟
فإذا فكر كل من الناجح والفاشل في مشكلةٍ ما فإن الناجح يفكر في الحل ، والفاشل يفكر في المشكلة ، لذا فإن الناجح لا تنضب أفكاره ، والفاشل لا تنضب أعذاره ، فيبرر لنفسه الخطأ ولا يشغل فكره بطرح الأفكار ، مما يبرز المعادلة التالية ، وهي : أن الناجح يساعد الآخرين والفاشل يتوقع المساعدة من الآخرين ، والناجح يرى حلا في كل مشكلة ، والفاشل يرى مشكلة في كل حل ، والناجح يقول : الحل صعب لكنه ممكن ، والفاشل يقول : الحل ممكن ولكنه صعب
وكيف يرى الانجاز كل من الناجح والفاشل ؟ يعد الناجح الإنجاز التزاما يلبيه ، والفاشل لا يرى في الإنجاز أكثر من وعد يعطيه ، والناجح لديه أحلاما يحققها ، والفاشل لديه أوهام يلاحقها لكل من صاحبينا الناجح والفاشل رؤية فالناجح يرى في العمل أمل ، والفاشل يرى في العمل ألم ؛ فينظر الناجح إلى المستقبل ويتطلع
لما هو ممكن ،وينظر الفاشل إلى الماضي ويتطلع لما هو مستحيل والناجح يناقش بقوة وبلغة لطيفة ، والفاشل يناقش بضعف وبلغة فظة ، ومن أكثر ما يميز الناجح
عن الفاشل هوأن الناجح يصنع الأحداث ، والفاشل تصنعه الأحداث ، فيظل الناجح متمسكاً بالقيم والمبادىء ، ويتنازل عن الصغائر ، والفاشل يتشبث بالصغائر ويتنازل عن القيم والمبادىء فبين أيدينا قصص واقعة لمشاهير بلغوا شأواً في حياتهم ، والجين مجاهل تخطوها بإرادتهم وتفانيهم وبإيمانهم بدورهم الانساني ، وبأفكارهم الخلاقة
وهذه بعض مفاتيح النجاح
الطموح كنز لا يفنى
===========
إن الطموح من الأمور التي لا غنى للمرء عنها ؛ فلا يسعى للنجاح من لا يملك طموحاً، ولذلك كان الطموح هو الكنز الذي لا يفنى، فكن طموحا وانظر إلى المعالي انظر إلى نفسك بنظرة غير السابقة الإنسان يملك طاقات كبيرة ، وقوى خفية تحتاج أن تزيل عنها غبار التقصير والكسل، فاعلم
أنك أقدر مما تتصور وأقوى مما تتخيل وأذكى بكثير مما تعتقد، غير نظرتك لنفسك اشطب كل الكلمات السلبية عن نفسك مثل 'لا أستطيع - لست ذكياً ، أنا دون ذلك ، وردد باستمرار : أنا أستحق الأفضل - أنا مبدع - أنا ممتاز - أنا أقدر، وكرر ذلك كثيراً حتى ترى نفسك هكذا ، عندها سوف تحقق ما يراه البعض مستحيلاً . ولكن احذر من فخ الغرور . فهو مصيدة ، شرك ، وفخ ، للمبدعين وللعظام . احذره وضع في نفسك أن النجاح هو ما تصنعه أولاً بفكرك : فكر بالنجاح - أحب النجاح، فالنجاح يبدأ رحلته بحب النجاح والتفكير فيه ، فكر وأحب وابدأ رحلتك نحو هدفك ، وتذكرأنه " يبدأ النجاح من الحالة النفسية للفرد " ، فعليك الإيمان بأنك ستنجح بإذن الله، من أجل أن يكتب لك النجاح فعلا
الفشل مجرد حدث.. وتجارب
================
لا تخاف الفشل، بل استغله ليكون معبرا لك نحو النجاح، فلم ينجح أحد من دون أن يتعلم في مدرسة الفشل ، وتذكر أن الوحيد الذي لا يفشل هو من لا يعمل، وإذا لم تفشل فلن تجدَّ.. الفشل فرص وتجارب.. لا تخف من الفشل
ولا تترك محاولة فاشلة تصيبك بالاحباط.. وما الفشل الا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرصا للنجاح
املأ نفسك بالإيمان والأمل
===============
الإيمان بالله عز وجل أساس كل نجاح، فهو النور الذي يضيء لصاحبه الطريق ، وبدونه لا يتأتى له المواصلة ، وهو المعيار الحقيقي لاختيار النجاح الحقيقي.. الإيمان يمتلك القوة وهو بداية ونقطة الانطلاق نحو الطريق للنجاح، وهو الوقود
الذي يدفعك للنجاح ، والأمل هو الحلم الذي يصنع لنا النجاح.. فرحلة النجاح تبدأ أملا ثم بالجهد يتحقق الأمل والهدف
اكتشف مواهبك واستفد منه
===============
إن الله عز في علاه قد أعطى لكل إنسان مواهب وقوى داخلية ينبغي العمل على اكتشافها وتنميتها، ومن مواهبنا الابداع والذكاء والتفكير والاستذكار والذاكرة القوية ، وغير ذلك من هبات الله لنا ، وإذا ما استفاد الانسان من هذه المواهب فإنه سيبلغ بها أعلى المراتب ، فعليك باكتشاف موهبتك وطورها ، ولا ينصرف ذهن القارئ إلى المواهب التي نعبر بها عن أنفسنا فقط ،
الثقة
=====
الناجحون يثقون دائما في قدرتهم على النجاح، فالثقة في النجاح تعني دخولك معركة النجاح منتصرا بنفسية عالية واثقة ، والذي لا يملك الثقة بالنفس يبدأ معركته منهزما، فاختر بأي نفسية ستدخل المعركه
تنظيم الوقت
==========
لعل أحد أبرز أسباب النجاح هو قدرة الفرد على تنظيم الوقت، وتقسيم العمل، وتنظيمه ، فضع جدولاً وسر عليه ، ولا تكثر فيه التفاصيل في بادئ الأمر ، بعد فترة فصِّل فيه كما تشاء ، المهم أن تضع الجدول ، ضعه وإن لم تسر عليه الآن فستسير عليه في آن آخر ، وذلك بمجاهدة نفسك على السير عليه