عملية التربية والتعليم في الجزائر لايمكن أن تنجح حتى ولو غيرت المناهج مرارا وتكرارا. لأن المشكلة لا تكمن في محتويات المناهج فقط بل و في محتويات شخصية الأستاذ الجزائري التي تحتاج الى صقلها وتكوينها بما يتماشى ومتتتطلبات العصر من الناحية النفسية والمالية اللتان تمكنانه من الاستقرار والامكانيات المادية المناسبة للعملية التعليمية والتربوية.
- الاستعداد النفسي للعملية التربوية لدى معظم الأساتذة ضعيف إن لم نقل منعدم لأن وظيفة التعليم مؤخرا أصبحت وبغير رغبة الملاذ الوحيذ لخريجي الجامعات للهروب من شبح البطالة ومما زاد الطينة بلة هو عدم تلقي معظم الأساتذة للتكوين الفعلي والجدي كما في السابق في المعاهد التكنولوجية للتربية والتي أتت بأكلها وثمارها،خاصة بالنسبة للتعليم الابتدائي والمتوسط .إذ أن هاتين المرحلتين حساستين .ولأن التلميذ خلالهما يحتاج الى معاملة جد خاصة .مما يستدعي أساتذة يمتلكون شخصيات قوية يرى التلميذ من خلالها : المعلم الوقور والأب الجسور في وقت الحزم حتى لا يحيد .
ولكي نعيد الهيبة والنجاعة للعملية التعليمية والتربوية علينا أن نبني شخصية المعلم قبل التعليم ونوفر شروط ضمان شخصية أستاذ سوية لها هيبتها في المجتمع ونحرره من مرض الرهاب المجتمعي الذ ي هيمن على نفسيته وتغول المجتمع عليه من خلال استغلال الأولياء للمحرمات القانونية التي أحاطت بالأستاذ وعمله التربوي ورسالته النبيلة والتي قزمته أمام تلميذه حيث طغت على العملية التعليمية مقولة - علمني وأنا سيدك -كما يجب أن نحافظ على سرية خصوصياته بين شرائح المجتمع ونضمن حقوقه ليعمل بأريحية ويستعد للامتثال للقوانين بمسؤلية.