عقيدة الاتقياء وتنزيه الاولياء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عقيدة الاتقياء وتنزيه الاولياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-01-29, 07:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الشاذلي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B11 عقيدة الاتقياء وتنزيه الاولياء

عقيدة الاتقياء وتنزيه الاولياء
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله اجمعين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
وبعد....


هذه هي عقيدة اهل السنة والجماعة في الاستواء والجهة ، وهي ما اتفقوا عليه ، وحتى لا اطيل ، فاقول بالله التوفيق ومنه السداد
:


1-
قال سيدنا علي رضي الله عنهكان- الله- ولا مكان ،
وهو الان على ما- عليه- كان اهـ. (أي بلا مكان )
الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي (333).


2-
وقال أيضا: ( إن الله تعالى خلق العرش إظهارًا لقدرته لا مكانا لذاته ) الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي ( 333).


3-
وقال أيضا: ( من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود . ) حلية الأولياء: ترجمة علي بن أي طالب (73/1).


4-
وقال التابعي الجليل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم ما نصه: ( أنت الله الذي لا يحويك مكان )
إتحاف السادة المتقين / 380) 4).



5-
وقال أيضا : ( أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودا )
إتحاف السادة المتقين (4/ 380).


6-
وقال الامام ابي حنيفة النعمان رحمه الله:
( قلت : أرأيت لو قيل أين الله تعالى ؟
فقال - أي أبو حنيفة :
يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق ، وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شىء ، وهو خالق كل شىء ) الفقه الأبسط ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص 25)،
ونقل ذلك أيضا المحدث الفقيه الشيخ عبد الله الهرري المعروف
بالحبشي في كتابه الدليل القويم (ص54..)


7-
وقال أيضا : ( ونقر بأن الله سبحانه وتعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه واستقرار عليه ، وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج ، فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين ، ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )
كتاب الوصية ، ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري
(ص/ 2)، وذكره الشيخ الهرري كذلك في كتابه السابق
.


8-
وقال الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين رضوان الله عليهم ما نصه :
( من زعم أن الله في شىء ، أو من شىء ، أو على شىء فقد أشرك . إذ لو كان على شىء لكان محمولا، ولو كان في شىء لكان محصورا ، ولو كان من شىء لكان محدثا - أي مخلوقا )
ذكره القشيري في رسالته المعروفة بالرسالة القشيرية (ص6..)


9-
وقال الإمام العز بن عبد السلام الشافعي
في كتابه (حل الرموز) في بيان مراد أبي حنيفة ما نصه :
( لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ، ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه ) نقله ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر بعد أن انتهى من شرح رسالة الفقه الأكبر (ص 198).


10-
وأيد ملا علي القاري كلام ابن عبد السلام فقال :
( ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم ، فيجب الاعتماد على نقله ) نقله ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر بعد أن انتهى من شرح رسالة الفقه الأكبر (ص 198 ).


10-
وقال الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ما نصه

:
( إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته ) إتحاف السادة المتقن (2/ 24).



11-
وقال الامام أحمد ، فقد نقل ابو الفضل التميمي رئيس الحنابلة
عن الامام احمد مانصه :
( كان يقول - أي الإمام أحمد - في معني الاستواء هو العلو والارتفاع ولم يزل الله عاليا رفيعا قبل أن يخلق عرشه فهو فوق كل شىء والعالي علي كل شىء وإنما خص الله العرش لمعاني فيه مخالف لسائر الأشياء والعرش أفضل الأشياء وأرفعها فامتدح الله نفسه بأنه
(على العرش استوي) أي عليه علا ولا يجوز أن يقال استوى بمماسه ولا بملاقاة تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا والله تعالي لم يلحقه تغيير ولا تبدل ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش )
انظر رساله التميمي في (2/265-290) طبقات الحنابله
ثم قال التميمي في آخر رسالته : ( وهذا - أي المعتقد - وما شابهه محفوظ عنه - أي الإمام أحمد - وما خالف ذلك فكذب عليه و زور).



12-
وذكر الشيخ ابن حجر الهيتمي عن الامام احمد أنه كان من المنزهين لله تعالى عن الجهة والجسمية ، ثم قال ابن حجر ما نصه :
( وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إلى هذا الإمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشىء من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه )
الفتاوى الحديثية (ص144).


13-
والإمام البخاري رحمه كان منزها ، فقد فهم شراح صحيحه أن البخاري كان ينزه الله عن المكان والجهة ، قال الشيخ علي بن خلف المالكي المشهور بابن بطال أحد شراح البخاري ما نصه :
( غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان ، وانما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه - أي تعاليه - مع تنزيهه عن المكان )
فتح الباري (13/416).


14-
وقال الامام ابن المنيِّر المالكي (695 هـ) ما نصه :
( جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله "رب العرش" ومطابقته ، والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله ( ذِى المَعَارِجِ )
(سورة المعارج 3 ) ، ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى ، فبيَّن المصنف - يعني البخاري - أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش ، كل منهما مخلوق مربوب محدث ، وقد كان الله قبل ذلك وغيره ، فحدثت هذه الأمكنة ، وقدمه يحيل وصفه بالتحيز فيها )
نقله عنه الحافظ ابن حجر فتح الباري (13/ 418 - 419).وأقره عليه .


15-
قال الامام الطبري رحمه الله ( ...... فتبين إذا أن القديم بارىء الأشياء وصانعها هو الواحد الذي كان قبل كل شىء ، وهو الكائن بعد كل شىء ، والأول قبل كل شىء ، والآخر بعد كل شىء، وأنه كان ولا وقت ولا زمان ولا ليل ولا نهار، ولا ظلمة ولا نور ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ، وأن كل شىء سواه محدث مدبرمصنوع، انفرد بخلق جميعه بغير شريك ولا معين ولا ظهير، سبحانه من قادر قاهر ) تاريخ الطبري (1/ 26).


16-
وقال أيضا عند تفسير قول الله تعالى:
(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) (سورة الحديد/3) ما نصه :
(لا شىء أقرب إلى شىء منه كما قال: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) سورة ق 16 جامع البيان ( 27/215 .. ).


17-
وقال اللغوي إبراهيم بن السري الزجاج أحد مشاهير اللغويين
(311 هـ) ما نصه :
( العلي : هو فعيل في معنى فاعل ، فالله تعالى عال على خلقه وهو عليٌّ عليهم بقدرته ، ولا يجب أن يذهب بالعلو ارتفاع مكاني ، إذ قد بينا أن ذلك لا يجوز في صفاته تقدست ، ولا يجوز أن يكون على أن يتصور بذهن ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )
تفسير أسماء الله الحسنى (ص 48).


18-
وقال أيضا : ( والله تعالى عال على كل شىء، وليس المراد بالعلو: ارتفاع المحلِّ، لأن الله تعالى يجل عن المحل والمكان، وإنما العلو علو الشأن وارتفاع السلطان )
تفسير أسماء الله الحسنى (ص 60).


19-
وقال الامام الطحاوي في متن عقيدته ما نصه
( وتعالى - أي الله - عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات )
انظر متن العقيدة الطحاوية


20-
وقال إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري (324 هـ) رحمه الله
ما نصه : ( كان الله ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان ، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه )
أي بلا مكان ومن غير احتياج إلى العرش والكرسي ، نقل ذلك عنه الحافظ ابن عساكر نقلا عن القاضي أبي المعالي الجويني
أنظر تبيين كذب المفتري (ص 150).


21-
وقال أيضا ما نصه : ( فأما الحركة والسكون والكلام فيهما فاصلهما موجود في القرءان وهما يدلان على التوحيد ، وكذلك الاجتماع والافتراق ، قال الله تعالى مخبرا عن خليله إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه –
( لَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) (الانعام/76)
في قصة أفول الكوكب والشمس والقمر وتحريكها من مكان إلى مكان ما دل على أن ربه عز وجل لا يجوز عليه شىء من ذلك ، وأن من جاز عليه الأفول والانتقال من مكان إلى مكان فليس بإله )
أنظر رسالته استحسان الخوض في علم الكلام (ص/ 45).


22-
وقال إمام أهل السنة أبو منصور الماتريدي (333 هـ) رحمه الله
ما نصه:
(إن الله سبحانه كان ولا مكان ، وجائز ارتفاع الأمكنة وبقاؤه على ما كان ، فهو على ما كان ، وكان على ما عليه الان ، جل عن التغير والزوال والاستحالة(
) انظر كتابه التوحيد (ص 69).



23-
وقال أيضا : ( وأما رفع الأيدي إلى السماء فعلى العبادة ، ولله أن يتعبد عباده بما شاء ، ويوجههم إلى حيث شاء ، وإن ظن من يظن أن رفع الأبصار إلى السماء لأن الله من ذلك الوجه إنما هو كظن من يزعم أنه إلى جهة أسفل الأرض بما يضع عليها وجهه متوجها في الصلاة ونحوها ، وكظن من يزعم أنه في شرق الأرض وغربها بما يتوجه إلى ذلك في الصلاة ، أو نحو مكة لخروجه إلى الحج ، جل الله عن ذلك ). انتهى باختصار . انظر كتابه التوحيد (ص 75- 76).


24-
وقال ابن حبان رحمه الله مانصه :
( الحمد لله الذي ليس له حد محدود فيحتوى، ولا له أجل معدود فيفنى، ولا يحيط به جوامع المكان ولا يشتمل عليه تواتر الزمان )
الثقات (1/ 1).


25-
وقال أيضا ما نصه : ( كان- الله - ولا زمان ولا مكان )
صحيح ابن حبان، أنظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (8/ 4).


26-
وقال أيضا :
( كذلك ينزل - يعني الله - بلا آلة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان ) المصدر السابق (2/ 136).


27-
وقال الصوفي أبو عثمان المغربي سعيد بن سلام (373 هـ) فيما نقله عنه أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري (469 هـ) ونصه :
( سمعت الإمام أبا بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله تعالى يقول : سمعت محمد بن المحبوب خادم أبي عثمان المغربي يقول :
قال لي أبو عثمان المغربي يوما: يا محمد ، لو قال لك أحد : أين معبودك أيش تقول ؟ قال: قلت أقول حيث لم يزل، قال: فإن قال أين كان في الأزل، أيش تقول؟ قال: قلت أقول حيث هو الان ، يعني أنه كما كان ولا مكان فهو الآن كما كان ، قال : فارتضى مني ذلك ونزع قميصه وأعطانيه )
الرسالة القشيرية (ص 5).


28-
قال أبو القاسم القشيري ما نصه : ( سمعت الإمام أبا بكر بن فورك رحمه الله تعالى يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول:
كنت أعتقد شيئا من حديث الجهة فلما قدمت بغداد زال ذلك عن قلبي ، فكتبت إلى أصحابنا بمكة إني أسلمت الان إسلاما جديدا )
الرسالة القشيرية (ص 5).


29-
وقال الشيخ أبو بكر محمد بن إسحق الكلاباذي الحنفي (385 هـ)
في بيان عقيدة الصوفية ما نصه :
( اجتمعت الصوفية على أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ) التعرّف لمذهب أهل التصوف (ص 33).


30-
وقال الشيخ أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي (388 هـ)
صاحب "معالم السنن" ما نصه :
( وليس معنى قول المسلمين إن الله على العرش هو أنه تعالى مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته ، لكنه بائن من جميع خلقه، وإنما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف إذ
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)
أعلام الحديث: كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في قوله تعالى:
(هُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ)
(سورة الروم/27) (2/ 147).


31-
وقال الشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الشافعي
(403 هـ) ما نصه :
( وأما البراءة من التشبيه بإثبات أنه - تعالى - ليس بجوهر ولا عرض ، فلأن قوما زاغوا عن الحق فوصفوا البارىء جل ثناؤه ببعض صفات المحدثين، فمنهم من قال : إنه جوهر، ومنهم من قال : إنه جسم ، ومنهم من أجاز أن يكون على العرش كما يكون الملك على سريره ، وكان ذلك في وجوب اسم الكفر لقائله كالتعطيل والتشريك فإذا أثبت المثبت أنه ليس كمثله شيء، وجماع ذلك أنه ليس بجوهر ولا عرض فقد انتفى التشبيه ، لأنه لو كان جوهرا أو عرضا لجاز عليه ما يجوز على سائر الجواهر والأعراض ، ولأنه إذا لم يكن جوهراً ولا عرض لم يجز عليه ما يجوز على الجواهر من حين إنها جواهر كالتآلف والتجسم وشغل الأمكنة والحركة والسكون ، ولا ما يجوز على الأعراض من حيث إنها أعراض كالحدوث وعدم البقاء )
المنهاج في شعب الإيمان (1/ 184)


32-
وقال القاضي أبو بكر محمد الباقلاني المالكي الأشعري (403)
ما نصه : ( ولا نقول إن العرش له- أي الله- قرار ولا مكان، لأن الله تعالى كان ولا مكان، فلما خلق المكان لم يتغير عما كان )
الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به (ص 65).


33-
وقال أيضا ما نصه : ( ويجب أن يعلم أن كل ما يدل على الحدوث أو على سمة النقص فالرب تعالى يتقدس عنه، فمن ذلك: أنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات، والاتصاف بصفات المحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام ولا القعود، ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك )
المرجع السابق (ص 64).
وقال الحافظ المؤرخ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: ترجمة الباقلاني (ص221 )نقلا عن أبي عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني :
( وكان أبو الحسن التميمي الحنبلي يقول لأصحابه: تمسكوا بهذا الرجل - أي بالباقلاني - فليس للسنة عنه غنى أبدا. قال : وسمعت الشيخ أبا الفضل التميمي الحنبلي رحمه الله وهو عبد الواحد بن أبي الحسن بن عبد العزيز بن الحرث يقول: اجتمع رأسي ورأس القاضي أبي بكر محمد بن الطيب - يعني الباقلاني - على مخدة واحدة سبع سنين.
قال الشيخ أبو عبد الله: وحضر الشيخ أبو الفضل التميمي يوم وفاته العزاء حافيا مع إخوته وأصحابه وأمر أن ينادي بين يدي جنازته:
"هذا ناصر السنة والدين، هذا إمام المسلمين، هذا الذي كان يذب عن الشريعة ألسنة المخالفين، هذا الذي صنف سبعين ألف ورقة ردا على الملحدين "، وقعد للعزاء مع أصحابه ثلاثة ايام فلم يبرح، وكان يزور تربته كل يوم جمعة في الدار)


34-
وذكر الشيخ أبو الطيب سهل بن محمد الشافعي مفتي نيسابور
(404 هـ) ما نقله عنه الحافظ البيهقي :
( سمعت الشيخ أبا الطيب الصعلوكي يقول: " تضامّون" بضم أوله وتشديد الميم يريد لا تجتمعون لرؤيته - تعالى - في جهة ولا ينضم بعضكم إلى بعض فإنه لا يرى في جهة ) ،
ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (447/11).


35-
وقال أبو بكر محمد بن الحسن المعروف بابن فورك الأشعري
(406 هـ) ما نصه : ( لا يجوز على الله تعالى الحلول في الأماكن لاستحالة كونه محدودا ومتناهيا وذلك لاستحالة كونه محدثا )
مشكل الحديث (ص/ 57).


36-
وقال أيضا ما نصه :
( واعلم أنا إذا قلنا إن الله عز وجل فوق ما خلق لم يرجع به إلى فوقية المكان والارتفاع على الأمكنة بالمسافة والإشراف عليها بالمماسة لشىء منها )
مشكل الحديث (ص/ 64).


37-
وقال الأديب النحوي أبو علي المرزوقي (421 هـ) ما نصه :
( الله تعالى لا تحويه الأماكن ولا تحيط به الأقطار والجوانب )
الأزمنة والأمكنة (1/ 92).


38-
وقال الشيخ الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي الإسفراييني (429 هـ) ما نصه :
( وأجمعوا - أي أهل السنة - على أنه - أي الله - لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ) الفرق بين الفرق (ص/ 333).


39-
وقال الشيخ علي بن خلف المشهور بابن بطال المالكي (449 هـ) أحد شراح صحيح البخاري ما نصه :
(غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه ، فقد كان ولا مكان ، وإنما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه - أي تعاليه - مع تنزيهه عن المكان )
فتح الباري (13/ 416).


40-
وقال أيضا ما نصه : ( لا تعلق للمجسمة في إثبات المكان ، لما ثبت من استحالة أن يكون سبحانه جسما أو حالا في مكان )
وقد نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني مقرا وموافقا له الفتح (13/ 433).، مما يدل على أن هذه هي عقيدة أهل الحديث أيضا.


41-وقال أبو محمد علي بن أحمد المعروف بابن حزم الأندلسي
(456 هـ) ما نصه : ( وأنه تعالى لا في مكان ولا في زمان، بل هو تعالى خالق الأزمنة والأمكنة، قال تعالى:
(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)(سورة الفرقان/2)،
وقال (الذي خلق السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا)(سورة الفرقان/59)، والزمان والمكان هما مخلوقان، قد كان تعالى دونهما،
والمكان إنما هو للأجسام ) أنظر كتابه علم الكلام:
مسألة في نفي المكان عن الله تعالى (ص/ 65)


42-
وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي (458 هـ)
ما نصه : ( والذي روي في ءاخر هذا الحديث
( أي حديث : "والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على الله تبارك وتعالى", وهو حديث ضعيف ) إشارة إلى نفي المكان عن الله تعالى، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله تعالى سواء، وأنه الظاهر فيصح إدراكه بالأدلة،
الباطن فلا يصح إدراكه بالكون في مكان. واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي (صلّى الله عليه و سلّم)
"أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىء"،
وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان .
) الأسماء والصفات (ص/ 400)


43-
وقال أيضا ما نصه : ( أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلّم ) من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو ( وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً )(الفجر22)
والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال, بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه ، جل الله تعالى عما تقول المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا.
قلت: وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله يقول : إنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهده من النزول الذي هو تدلٍّ من أعلى إلى أسفل وانتقال من فوق إلى تحت وهذه صفة الأجسام والأشباح، فأما نزول من لا تستولي عليه صفات الأجسام فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده وعطفه عليهم واستجابته دعاءهم ومغفرته لهم يفعل ما يشاء لا يتوجه على صفاته كيفية ولا على أفعاله كمية سبحانه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ( السنن الكبرى (3/ 3)


44-وقال أيضا ما نصه : ( قال أبو سليمان الخطابي :
وليس معنى قول المسلمين :
إن الله استوى على العرش هو أنه مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته ، لكنه بائن من جميع خلقه ، انما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف ، إذ ليس كمثله شيء )
الأسماء والصفات: باب ما جاء في العرش والكرسي (ص/396- 397)


45-
وقال أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري في رسالته عند ذكر عقيدة الصوفية ما نصه :
( وهذه فصول تشتمل على بيان عقائدهم في مسائل التوحيد ذكرناها على وجه الترتيب ، قال شيوخ هذه الطريقة على ما يدل عليه متفرقات كلامهم ومجموعاتها ومصنفاتهم في التوحيد :
إن الحق سبحانه وتعالى موجود قديم لا يشبهه شىء من الفخلوقات ، ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ، ولا صفاته أعراض ، ولا يتصور في الأوهام ، ولا يتقدر في العقول ، ولا له جهة ولا مكان ، ولا يجري عليه وقت وزمان )
انتهى باختصار الرسالة القشيرية (ص 7)


46-
وقال الفقيه المتكلم أبو المظفر الإسفراييني الأشعري (471 هـ)
ما نصه : ( الباب الخامس عشر في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة :
وأن تعلم أن كل ما دل على حدوث شىء من الحد ، والنهاية ، والمكان ، والجهة، والسكون ، والحركة ، فهو مستحيل عليه سبحانه وتعالى ، لأن ما لا يكون محدثا لا يجوز عليه ما هو دليل على الحدوث )
التبصير في الدين (ص 161)
47 -وقال الكرماني مانصه :
( قوله ( في السماء ) ظاهره غير مراد ، إذ الله منزه عن الحلول في المكان ، لكن لما كانت جهة العلو أشرف من غيرها أضافها إليه إشارة إلى علو الذات والصفات ، وبنحو هذا أجاب غيره عن الالفاظ الواردة في الفوقية ونحوها )
نقله عنه الحافظ في الفتح ( 13 / 412 ) مقرا له
48 - وقال الذهبي ( وتعالى الله أن يحد أو يوصف إلا بما وصف به نفسه أو علمه رسله بالمعنى الذي أراد بلا مثل ولا كيف
( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير )
(سير اعلام النبلاء ( 16 / 97 - 98 ) ،
وانظر كذلك في ترجمة ابن حبان كيف ينزه الله عن الحد!


-49- وقال الفقيه الإمام الشيخ أبو إسحاق الشيرازي الشافعي الأشعري (476 هـ) في عقيدته ما نصه :
( وان استواءه ليس باستقرار ولا ملاصقة لأن الاستقرار والملاصقة صفة الأجسام المخلوقة، والرب عز وجل قديم أزلي، فدل على أنه كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان )
أنظر عقيدة الشيرازي في مقدمة كتابه شرح اللمع (1/ 101)


-50 -وقال إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني الأشعري (478 هـ) ما نصه :
( البارىء سبحانه وتعالى قائم بنفسه ، متعال عن الافتقار إلى محل يحله أو مكان يقله )
الإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص 53)


-51-وقال أيضا ما نصه:
( مذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيز والتخصص بالجهات ) الإرشاد (ص 58)


-52-وقال أيضا ما نصه :
( واعلموا أن مذهب أهل الحق: أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حيز، وبتنزه عن الاختصاص بجهة ، وذهبت المشبهة إلى أنه مختص بجهة فوق ، ثم افترقت ءاراؤهم بعد الاتفاق منهم على إثبات الجهة، فصار غلاة المشبهة إلى أن الرب تعالى مماس للصفحة العليا من العرش وهو مماسه ، وجوزوا عليه التحول والانتقال وتبدل الجهات والحركات والسكنات ، وقد حكينا جملا من فضائح مذهبهم فيما تقدم )
(الشامل في أصول الدين (ص 511)


-53-
وقال الفقيه المتكلم أبو سعيد المتولي الشافعي الأشعري (478 هـ) أحد أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي ما نصه :
(ثبت بالدليل أنه لا يجوز أن يوصف ذاته- تعالى- بالحوادث، ولأن الجوهر متحيز، والحق تعالى لا يجوز أن يكون متحيزا )
الغنية قي أصول الدين (ص 83)


-54وقال أيضا ما نصه : ( والغرض من هذا الفصل نفي الحاجة إلى المحل والجهة خلافا للكرامية والحشوية الذين قالوا:" إن الله جهة فوق ) المرجع السابق (ص 73 )


55- وقال اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد المشهور بالراغب الأصفهاني (552 هـ) ما نصه :
( أوقرب الله تعالى من العبد هو بالإفضال عليه والفيض لا بالمكان ) المفردات في غريب القرءان (مادة: ق رب، ص 399)


56- -وقال الامام الغزالي (505 هـ) ما نصه :
( تعالى - أي الله - عن أن يحويه مكان ، كما تقدس عن أن يحده زمان ، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الان على ما عليه كان )

إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقاند، الفصل الأول (1/ 108).


-57-وقال أيضا ما نصه ( الأصل السابع: العلم بأن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالجهات ، فإن الجهة إما فوق وإما أسفل وإما يمين وإما شمال أو قدّام أو خلف، وهذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها بواسطة خلق الإنسان إذ خلق له طرفين أحدهما يعتمد على الأرض ويسمى رجلا، والاخر يقابله ويسمى رأسا، فحدث اسم الفوق لما يلي جهة الرأس واسم السفل لما يلي جهة الرِّجل، حتى إن النملة التي تدب منكسة تحت السقف تنقلب جهة الفوق في حقها تحت وإن كان في حقنا فوقًا.
وخلق للإنسان اليدين وإحداهما أقوى من الأخرى في الغالب، فحدث اسم اليمين للأقوى واسم الشمال لما يقابله وتسمى الجهة التي تلي اليمين يمينا والأخرى شمالا، وخلق له جانبين يبصر من أحدهما ويتحرّك إليه فحدث اسم القدّام للجهة التي يتقدم إليها بالحركة واسم الخلف لما يقابلها، فالجهات حادثة بحدوث الإنسان.
ثم قال: "فكيف كان في الأزل مختصًا بجهة والجهة حادثة؟ أو كيف صار مختصا بجهة بعد أن لم يكن له؟ أبأن خلق العالم فوقه، ويتعالى عن أن يكون له فوق إذ تعالى أن يكون له رأس، والفوق عبارة عما يكون جهة الرأس، أو خلق العالم تحته، فتعالى عن أن يكون له تحت إذ تعالى عن أن يكون له رجل والتحت عبارة عما يلي جهة الرّجل:
وكل ذلك مما يستحيل في العقل ولأن المعقول من كونه مختصّا بجهة أنه مختص بحيز اختصاص الجواهر أو مختص بالجواهر اختصاص العرض، وقد ظهر استحالة كونه جوهرا أو عرضا فاستحال كونه مختصًا بالجهة:
وإن اريد بالجهة غير هذين المعنيين كان غلطا في الاسم مع المساعدة على المعنى ولأنه لو كان فوق العالم لكان محاذيا له، وكل محاذ لجسم فإما أن يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر وكل ذلك تقدير محوج بالضرورة إلى مقدّر ويتعالى عنه الخالق الواحد المدبّر، فأما رفع الأيدي عند السؤال إلى جهة السماء فهو لأنها قبلة الدعاء، وفيه أيضا اشاره إلى ما هو وصف للمدعو من الجلال و الكبرياء تنبيها بقصد جهة العلو على صفة المجد والعلاء، فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء )
إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقائ، الفصل الثالت،
الاصل السابع (1/ 128)


-58-
وقال لسان المتكلمين الشيخ أبو المعين ميمون بن محمد النسفي (في 50 هـ)ما نصه : ( القول بالمكان - أي في حق الله - منافيا للتوحيد ) تبصرة الأدلة (1/ 171 و 182)



59-وقال أيضا : ( إنا ثبتنا بالآية المحكمة التي لا تحتمل التأويل، وبالدلائل العقلية التي لا احتمال فيها أن تمكنه- سبحانه- في مكان مخصوص أو الأمكنة كلها محال )
تبصرة الأدلة (1/ 171 و 182)



-60-
وقال الإمام أبو القاسم سليمان (سلمان) بن ناصر الأنصاري النيسابوري (512 هـ) شارح كتاب "الإرشاد" لإمام الحرمين بعد كلام في الاستدلال على نفي التحيز في الجهة عن الله تعالى ما نصه :
( ثم نقول سبيل التوصل إلى درك المعلومات الأدلة دون الأوهام، ورب أمر يتوصل العقل إلى ثبوته مع تقاعد الوهم عنه، وكيف يدرك العقل موجودا يحاذي العرش مع استحالة أن يكون مثل العرش في القدر أو دونه أو أكبر منه، وهذا حكم كل مختص بجهة )
شرح الإرشاد (ق/ 58- 59) ، مخطوط



-6
1-وقال أبو الوفاء علي بن عقيل البغدادي شيخ الحنابلة في زمانه (513 هـ)ما نصه :
( تعالى الله أن يكون له صفة تشغل الأمكنة ، هذا عين التجسيم ، وليس الحق بذي أجزاء وأبعاض يعالج بها )
الباز الأشهب : الحديث الحادي عشر (ص 86)


-62-وقال الشيخ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم المعروف بابن القشيري (451هـ) الذي وصفه العلى عبد الرزاق الطبسي بامام الأئمة كما نقل ذلك الحافظ ابن عساكر في كتابه "تبيين كذب المفتري "
ما نصه : ( فالرب إذا موصوف بالعلو وفوقية الرتبة والعظمة منزه عن الكون في المكان ) إتحاف السادة المتقين (108/2)


63- وقال القاضي الشيخ أبو الوليد محمد بن أحمد قاضي الجماعة بقرطبة المعروف بابن رشد الجد المالكي (520 هـ) ما نصه :
( ليس - الله - في مكان ، فقد كان قبل أن يخلق المكان )
ذكره ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل:
فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2)


64-وقال أيضا :
( فلا يقال أين ولا كيف ولا متى لأنه خالق الزمان والمكان )
المدخل: نصانح المريد (3/ 181)



65-
وقال أيضا ما نصه :
( أوإضافته - أي العرش - إلى الله تعالى إنما هو بمعنى التشريف له كما يقال : بيت الله وحرمه، لا أنه محل له وموضع لاستقراره )
المدخل : فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2) ،
وذكر ذلك أيضا الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (7/ 124)
موافقا له ومقرا لكلامه .



66-
وقال أبو الثناء محمود بن زيد اللاَّمشي الحنفي الماتريدي من علماء ما وراء النهر (كان حيّا سنة 539 هـ) ما نصه :
( ثم إن الصانع جل وعلا وعزَّ لا يوصف بالمكان لما مر أنه لا مشابهة بينه تعالى وبين شىء من أجزاء العالم، فلو كان متمكنّا بمكان لوقعت المشابهة بينه وبين المكان من حيث المقدار لأن المكان كل متمكن قدر ما يتمكن فيه. والمشابهة منتفية بين الله تعالى وبين شىء من أجزاء العالم لما ذكرنا من الدليل السمعي والعقلي، ولأن في القول بالمكان قولا بِقِدَمِ المكان أو بحدوث البارىء تعالى، وكل ذلك محالُ، لأنه لو كان لم يزل في المكان لكان المكان قديما أزليا، ولو كان ولا مكان ثم خلق المكان وتمكن فيه لتغير عن حاله ولحدثت فيه صفة التمكن بعد أن لم تكن، وقَبول الحوادث من أمارات الحَدَث، وهو على القدير محالٌ.
) التمهيد لقواعد التوحيد (ص62- 63)


67-وقال المحدّث أبو حفص نجم الدين عمر بن محمد النسفي الحنفي (537 ص) صاحب العقيدة المشهورة ب "العقيدة النسفية " ما نصه :
( والمُحدِثُ للعالَم هو الله تعالى ، لا يوصف بالماهيَّة ولا بالكيفية ولا يَتمكَّن في مكان)
انتهى باختصار من كتاب العقيدة النسفية
(ضمن مجموع مهمات المتون) (ص 28)



68-
وقال أيضا ما نصه : ( وقد وَرد الدليلُ السمعيُّ بإيجاب رؤية المؤمنين اللهَ تعالى في دار الآخرة، فيرى لا في مكان، ولا على جهة من مقابلة أو اتصال شُعاع أو ثبوتِ مَسافة بين الرائي وبين الله تعالى ) المصدر السابق (ص 29)



6
9- -وقال الحافظ ابن عساكر الدمشقي (571 هـ) في بيان عقيدته التي هي عقيدة أبي الحسن الأشعري نقلاً عن القاضي أبي المعالي
بن عبد الملك ما نصه:
( قالت النجارية : إن البارىء سبحانه بكل مكان من غير حلول ولا جهة . وقالت الحشوية والمجسمة :
إنه سبحانه حالّ . في العرش وإن العرش مكان له وهو جالس عليه فسلك طريقة بينهما فقال :
كان ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان ، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه )
تبيين كذب المفتري (ص 150 )


-70-وقال أيضا في تنزيه الله عن المكان والجهة ما نصه:
( خـلـق السـمـاء كـمـا يـشـاء بـلا دعـائـم مـسـتقـلـه ، لالـلـتـحـيـز كـي تـكـو ن لـذاتـه جـهـة مـقـلـه ، رب عـلـى الـعـرش اسـتـوى قـهـرا ويـنـزل لا بـنـقـلـه)
أنظر مقدمة تبيين كذب المفتري للكوثري (ص 2)


71- وقال الامام أحمد الرفاعي الشافعي الأشعري (578 هـ) ما نصه : (
وطهِّروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار، كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول ، تعالى الله عن ذلك . وإياكم والقول بالفوقية والسُّفْلية والمكان واليد والعين بالجارحة، والنزول بالإتيان والانتقال ، فإن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذُكر فقد جاء في الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود )
البرهان المؤيد (ص 17 - 18)



72-
وقال أيضا ما نصه : ( غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان )
أنظر كتاب حكم الشيخ أحمد الرفاعي الكبير (ص35- 36)



73-
وقال أيضا ما نصه : ( وأنه - أي الله - لا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء ، تعالى عن أن يحويه مكان، كما تقدَس عن أن يحده زمان ، بل كان قبل خلق الزمان والمكان، وهو الآن على ما عليه كان )
إجابة الداعي إلى بيان اعتقاد الإمام الرفاعي (ص 44)


74-وقال أيضا ما نصه :
( لايحده تعالى المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه السماوات وأنه مستوٍ على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده ، استواء منزَها عن المماسة والاستقرار والتمكن والتحول والانتقال ، لا يحمله العرش ، بل العرش وحملتُه محمولون بلطف قدرته ، ومقهورون في قبضته ، وهو فوق العرش ، وفوق كل شىء إلى تخوم الثرى ، فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى )
المرجع السابق (ص 43)


75-وكذا كان على هذا المعتقد السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله (589 هـ) كما وصفه أصحاب التراجم :
( شافعي المذهب، أشعري الاعتقاد)
وقد كان له اعتناء خاص بنشر عقيدة الإمام الأشعري رحمه الله
فقد قال السيوطي ما نصه :
( فلما ولي صلاح الدين بن أيوب أمر المؤذنين في وقت التسبيح أن يعلنوا العقيدة الأشعرية ، فوظف المؤذنين على ذكرها كل ليلة الى و قتنا هذا ) اهـ (أي إلى وقت السيوطي المتوفى سنة 911.اهـ )
الوسائل إلى مسامرة الأوانل (ص 15)
ويقول الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي ما نصه :
( فلما ولي صلاح الدين بن أيوب وحمل الناس على اعتقاد مذهب الأشعري أمر المؤذنين أن يعلنوا وقت التسبيح بذكر العقيدة الأشعرية التي تُعرف بالمرشدية فواظبوا على ذكرها كل ليلة )
الفتوحات الربانية (2/ 113)
ولما كان للسلطان المذكور هذا الاهتمام بعقيدة الأشعري ألف الشيخ الفقيه النحوي محمد بن هبة الله رسالة في العقيدة وأسماها
"حدائق الفصول وجواهر الأصول " وأهداها للسلطان فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في المكاتب، "
وصارت تسمى فيما بعد "بالعقيدة الصلاحية".

=
ومما جاء في هذه الرسالة:
(وصانـع الـعـالـم لا يحويه قـطر تعالى الله عن تشبيه قد كـان مـوجـودا. ولا مكـانـا وحكمه الان على ما كانا سبحانه جـل عن المكان وعز عن تغيرِ الزمان فـقـد غـلا وزاد فـي الغلو من خصه بجهة العلو وحصر الصانع فـي السماء مبدعها والعرش فوق الماء وأثـبـتـوا لذاته التحيزا قد ضل ذو التشبيه )
أنظر حدائق الفصول (ص15)


76-قال الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي (597 هـ) ما نصه :
( الواجب علينا أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا يحويه مكان ولا يوصف بالتغير والانتقال )
صيد الخاطر (ص47)


77-وقال أيضا: ( أفترى اقواما يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما يقتضيه الحس، كقول قائلهم:
ينزل بذاته إلى السماء وينتقل، وهذا فهم ردىء ، لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان، ويوجب ذلك كون المكان أكبر منه، ويلزم منه الحركة، وكل ذلك محال على الحق عز وجل )
دفع شبه التشبيه ، وطبعا كتاب دفع شبه التشبيه هذا الذي رد فيه على المجسمة الذين ينسبون أنفسهم إلى مذهب الامام أحمد والإمام أحمد بريء مما يعتقدون .
وقد بين ابن الجوزي في هذا الكتاب أن عقيدة السلف وعقيدة الإمام أحمد تنزيه الله عن الجهة والمكان والحد والجسمية والقيام والجلوس والاستقرار وغيرها من صفات الحوادث وا لأجسام




78-
وقال ايضا :كل من هو في جهة يكون مقدرا محدودا وهو يتعالى عن ذلك ، وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج إلى جهة، وإذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان )
كتاب دفع شبه التشبيه .


79- وقال ايضأ : ( فإن قيل: نفي الجهات يحيل وجوده، قلنا :
إن كان الموجود يقبل الاتصال والانفصال فقد صدقتَ، فأما إذا لم يقبلهما فليس خلوه من طرق النقيض بمحال )
كتاب دفع شبه التشبيه .


-80-وقال الشيخ تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي المصري (599 هـ) في تنزيه الله عن المكان ما نصه :
( وصـانـع الـعـالـم لا يـحـويـه قـطـر تـعـالـى الله عـن تـشـبـيـه قـد كـان مـوجـودا ولا مكـانـا وحـكـمـه الان عـلـى مـا كـانـا سبحـانـه جل عن الـمكـان وعـز عـن تـغـيـر الـزمـان
) انظر منظومته "حدائق الفصول وجواهر الأصول" في التوحيد ،
التي كان أمر بتدريسها السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي
(ص 10)
قلت : وهذا الشيخ تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي المصري قال تاج الدين السبكي في طبقاته :
( كان فقيها فرضيا نحويا متكلما ، أشعري العقيدة ، إماما من أئمة المسلمين ، إليه مرجع أهل الديار المصرية في فتاويهم . وله نظم كثير منه ارجوزة سماها "حدائق الفصول وجواهر الأصول "
صنفها للسلطان صلاح الدين ، وهي حسنة جدا نافعة ، عذبة النظم) اهـ. (7/23- 25)


81-وقال المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير (606 هـ) ما نصه :
( "المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح ، لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام ،
والله يتعالى عن ذلك ويتقدس)
انظر النهاية في غريب الحديث (مادة ق ر ب، 4/ 32)




82-
وقال المفسر فخرالدين الرازي (6 0 6 هـ) في قوله تعالى
" وهو العلي العظيم مانصه:
( لا يجوز أن يكون المراد بكونه عليا العلو في الجهة والمكان لما ثبتت الدلالة على فساده ، ولا يجوز أن يكون المراد من العظيم العظمة بالجثة وكبر الجسم ، لأن ذلك يقتضي كونه مؤلفا من الأجزاء والأبعاض، وذلك ضد قوله " قل هو الله أَحد " فوجب أن يكون المراد من العلي المتعالي عن مشابهة الممكنات ومناسبة المحدثات، ومن العظيم العظمة بالقدرة والقهر بالاستعلاء وكمال الإلهية )
المصدر السابق (سورة الشورى/ ءاية 4 - 27/ 144 )



83-
وقال الشيخ أبو منصور - فخر الدين عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن عساكر (620 هـ) عن الله تعالى ما نصه :
( موجود قبل الخلق ليس له قبل ولا بعد ، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال ، ولا أمام ولا خلف ، ولا كل ولا بعض، ولا يقال متى كان ، ولا أين كـان ولا كيف ، كان ولا مكان ، كون الأكوان ، ودبر الزمان ، لا يتقيد بالزمان ، ولا يتخصص بالمكان )
انظر طبقات الشافعية ( 8/ 186)


84- وقال الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الحنفي (629 هـ)
ما نصه : ( مسألة : قال أهل الحق :
إن "الله تعالى متعال عن المكان ، غير متمكن في مكان ، ولا متحيز إلى جهة خلافا للكرامية والمجسمة... والذي يدل عليه قوله تعالى
"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
فالله سبحانه وتعالى نفى أن يكون له مثل من الأشياء، والمكان والمتمكن متساويان قدرا متماثلا لاستوائهما في العدد، فكان القول بالمكان والتمكن ردا لهذا النص المحكم الذي لا احتمال فيه، ورد مثله يكون كفرا.
ومن حيث المعقول: ان الله تعالى كان ولا مكان، لأن المكان حادث بالإجماع، فعلم يقينا أنه لم يكن متمكنا في الأزل في مكان، فلو صار متمكنا بعد وجود المكان لصار متمكنا بعد أن لم يكن متمكنا، ولا شك أن هذا المعنى حادث وحدوث المعنى في الذات أمارة الحدث ، وذات القديم يستحيل أن يكون محل الحوادث على ما مر ،
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )
أنظر شرحه على العقيدة الطحاوية المسمى
بيان اعتقاد أهل السنة (ص45)



-8
5- وقال المتكلم سيف الدين الآمدي (631 هـ) ما نصه :
( وما يروى عن السلف من ألفاظ يوهم ظاهرها إثبات الجهة والمكان فهو محمول على هذا الذي ذكرنا من امتناعهم عن إجرائها على ظواهرها والإيمان بتنزيلها وتلاوة كلءاية على ما ذكرنا عنهم، وبين السلف إلاختلاف في الألفاظ التي يطلقون فيها، كل ذلك اختلاف منهم في العبارة، مع اتفاقهم جميعا في المعنى أنه تعالى ليس بمتمكن في مكان ولا متحيز بجهة، ومن اشتغل منهم بتأويل يليق بدلائل التوحيد قالوا في قوله :
" وهو الذي في السماء إِله وفي الأرضِ إِله"(84) سورة الزخرف
أراد به ثبوت الألوهية في السماء لا ثبوت ذاته، وكذي في هذا قوله :
" وهو اللّه في السماوات وفي الأَرضِ " (3) سورة الأنعام
أى ألوهيته فيهمالاذاته، وكذا في (هذا) قوله :
" أَأَمنتم من في السماء"(16) سورة الملك
ألوهيته إلا أن ألوهيته أضمرت بدلالة ما سيق من الايات، وقوله :
" ما يكون من نجوى ثلاثة إِلا هو رابعهم "(7) سورة المجادلة
أي يعلم ذلك ولا يخفى عليه شىء، وقوله :
"ونحن أَقرب إِليه من حبلِ الورِيد " (16) سورة ق
أي بالسلطان والقدرة، وكذي القول بأنه فوق كل شىء أي بالقهر على ما قال تعالى:" وهو القاهر فوق عباده" (18) سورة الأنعام
وقالو في قوله :" إِليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه (10) سورة فاطـر، إن الله تعالى جعل ديوان أعمال العباد في السماء والحفظة من الملائكة فيها فيكون ما رفع الى هناك رفعّا اليه، وهذا كما في قوله :" ونحن أقرب إِليه منكم ولكن لا تبصرون "(85/ سورة الواقعة)
وقوله :" وأنتم حينئذ تنظرون "(84/ سورة الواقعة)
قالوا ملك الموت وأعوانه، والمجسمة لا يمكنهم أن يقولوا:
إنه بالذات عند كل محتضر، ولا أن يقولوا:
إنه بالذات في السماء لما يلزمهم القول بجعله تحت العرش وتحت عدد من السموات، فوقعوا بهواهم في مثل هذه المناقضات الفاحشة فيكون معنى قوله :" إِليه يصعد الكلم الطيب"(10/ سورة فاطر)
كما في قوله تعالى خبرا عن إبراهيم صلوات الله عليه :
" وقال إِني ذاهب إِلى ربي سيهدين "(99/ سورة الصافات)
أي إلى الموضع الذي أمرني ربي أن أذهب إليه، وقالوا في في قوله :
" إِن الذين عند ربك " (206/سورةالأعراف)،
يعني الملائكة، أن المراد منه قرب المنزلة لا قرب المكان كما قال موسى:" وكان عند اللَّه وجيها"(69) سورة الأحزاب وقال تعالى :
" واذكر عبادنا إبراهيم وإِسحق ويعقوب أولي الأَيدي والأبصارِ "
(45/ سورة ص) قال المفسرون وأئمة الهدى:
أي أولو القوة في الدين والبصارة في الأمر، ولم يفهم أحد من السلف والخلف منه الأيدي الجارحة مع كونهم موصوفين حقيقة بالأبصار الجارحة والأيدي الجارحة: فكيف فهمت المشبهة من قوله :
" خلقت بيدي "(75) سورة ص اليدين الجارحتين، ومن قوله:
" ولتصنع على عيني"(39/ سورة طه) العين الجارحة،
ومن الخبر المروي: " إن الصدقة تقع في كف الرحمن " - رواه مسلم - الكف الجارحة مع قوله تعالى :
" ليس كمثله شيء"(11/ سورة الشورى) وقوله :
" ولم يكن له كفوا أَحد "(4) سورة الأخلاص وقوله :
" سبحان اللّه عما يصفون"(91) سورة المؤمنون وقوله :
" إِن الله لغني عن العالمين"(6) سورة العنكبوت
فـما فهموا من تلك المتشابهات إثبات الجسم والجوارح "
الصورة إلا لخبث عقيدتهم وسوء سريرتهم.
وبالله العصمة من الخذلان )
أبكار الأفكار (ص 194- 195) ، مخطوط


86-وقال الشيخ جمال الدين محمود بن أحمد الحصيري شيخ الحنفية في زمانه (636 هـ) بعد أن قرأ فتوى ابن عبد السلام في تنزيه الله عن المكان والحروف والصوت ما نصه :
( هذا اعتقاد المسلمين ، وشعار الصالحين ، ويقين المؤمنين ، وكل ما فيهما صحيح ، ومن خالف ما فيهما وذهب إلى ما قاله الخصم من إثبات الحرف والصوت فهو حمار )
طبقات الشافعية الكبرى:
ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 237)


87-وقال الشيخ جمال الدين أبو عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب المالكي (646 هـ) مثنيا على العقيدة التي كتبها الشيخ عبد العزيز ابن عبد السلام ومما جاء في هذه العقيدة قول ابن عبد السلام:
( كان - الله - قبل أن كون المكان ودبر الزمان ،
وهو الآن على ما عليه كان )
طبقات الشافعية الكبرى :
ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 237)
ومن جملة ما ذكره في ثنائه قوله :
( ما قاله ابن عبد السلام هو مذهب أهل الحق ، وأن جمهور السلف والخلف على ذلك ، ولم يخالفهم إلا طائفة مخذولة ، يخفون مذهبهم ويدسونه على تخوف إلى من يستضعفون علمه وعقله)

-
وقال نجم الدين مَنكُوبَرس (652 هـ) شارح العقيدة الطحاوية ما نصه : (ولأن من لم يَرُضْ عقله في التفكر والتدبر والنظر في الدلائل يظن أن صانعه بجهة منه لمِا لا يعرفُ أن التحيز بجهة من أمارات الحدث وأنها منفيِّة عن القديم )
النور اللامع والبرهان الساطع في شرح عقائد الإسلام
(ص 108 ) من المخطوط .



88-
وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام (660 هـ) ما نصه :
( ليس - أي الله - بجسم مصوَّر ، ولا جوهر محدود مُقدَّر ، ولا يشبه شيئا ، ولا يُشبهه شىءٌ ، ولا تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات ، كان قبل أن كوَّن المكان ودبَّر الزمان ،
وهو الآن على ما عليه كان )
طبقات الشافعية الكبرى:
ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 219 )



89-
وقال محمد بن أحمد القرشي الهاشمي (669 هـ) ما نصه :
( كان الله ولا مكان، وهو الان على ما عليه كان )
روض الرياحين (ص 496)



90-
وقال الامام القرطبي المالكي (671 هـ) ما نصه :
( و "العليّ" يراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان ، لأن الله منزه عن التحيز )
الجامع لأحكام القرءان
سورة البقرة ، آية/ 55 2 (3/ 278)


91-وقال أيضا : ( ومعنى"فَوْقَ عِبَادِهِ"(18/ سورة الأنعام)
فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم ،
أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان )
المصدر السابق سورة الأنعام، آية/ 18 (6/ 399)



92-
وقال أيضا : ( والقاعدة تنزيهه - سبحانه وتعالى - عن الحركة والانتقال وشغل الأمكنة )
المصدر السابق سورة الأنعام ، آية/ 3 (6/ 390)



93-
وقال أيضّا عند تفسير"ءاية "
"أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ "(158) سورة الأنعام مانصه :
( وليس مجيئه تعالى حركة ولا انتقالا ولا زوالا لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا )
المصدر السابق سورة الأنعام ءاية/158 (7/ 145)



-9
4-وقال أيضّا : ( وقال أبو المعالي : قوله صلى الله عليه وسلم
" لا تفضلوني على يونس بن متّى "
المعنى فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه وهو في قعر البحر في بطن الحوت.
وهذا يدل على أن البارىء سبحانه وتعالى ليس في جهة )
المصدر السابق
سورة، الأنبياء، آية / 871/333-334) 1)



95-
وقال أيضا في تفسير آية :
" وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا"(22) سورة الفجر ما نصه :
( والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان ، وأنَّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان ، ولا يجري عليه وقت ولا زمان ، لأن في جريان الوقت على الشىء فوت الأوقات ، ومن فاته شىء فهو عاجز ) المصدر السابق
سورة الفجر ، آية/ 22 (20/ 55)



96-
وقال أيضا عند تفسير قوله تعالى :
" أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ"(16) سورة الملك
ما نصه : ( والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السفل والتحت ، ووصفه بالعلوِّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام . وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي ومنزل القطر ومحل القُدس ومعدن المطهرين من الملائكة ، واليها ترفع أعمال العباد ، وفوقها عرشه وجنته ، كما جعل الله الكعبة قِبلة للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها ، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان ، وهو الآن على ما عليه كان)
المصدر السابق
سورة الملك، آية/ 16 (18/ 216)



97-
وقال الشيخ ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر ابن يوسف بن عمر بن عبد المنعم القرطبي (672 هـ)
في الرد على المبتدعة المجسمة مُبيِّنّا عقيدة أهل السنة ما نصه :
( هو الله لا أيـن ولا كـيـف عنـده ولا حَدَّ يحويه ولا حصرَ ذي حَدِّ ولا القُرْبُ في الأدنى ولا البعدُ والنَّوى يخالف حالا منه في القُرب والبُعْدِ ) طبقات الشافعية :
ترجمة أبي الحسن الأشعري (3/ 428)


98-وقال الامام النووي (676) ما نصه :
( إن الله تعالى ليس كمثله شىء , منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق )
شرح صحيح مسلم (19/3)


98-وقال زكريا بن محمد الأنصاري القزويني (82ه هـ) وهو مؤرخ جغرافي من القضاة رحل إلى الشام والعراق وولي قضاء واسط أيام المعتصم العباسي، وهو صاحب كتاب (عجائب المخلوقات ) ما نصه :
( التوحيد : أن يعلم أن الله واحد قديم ، لم يزل ولا يزال ، كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه ، كان عالم بعلم أزلي، قادر بقدرة أزلية )
مفيد العلوم (ص 24)



99-
وقال العلامة الأصولي الشيخ أحمد بن إدريس القَرَافي المالكي المصري 684) هـ) أحد فقهاء المالكية ما نصه :
( وهو - أي الله - ليس في جهة ، ونراه نحن وهو ليس في جهة ) الأجوبة الفاخرة (ص 93)



100-
وقال الشيخ البيضاوي (685 هـ) ما نصه :
( ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه )
فتح الباري (3/ 31)



101-
وقال الشيخ زين الدين علي بن محمد بن منصور المعروف
بابن المنَيِّر 695) هـ) ما نصه :
(جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله "رب العرش " ومطابقته والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله :" ذِي الْمَعَارِجِ"(3)
ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى ، فبيَّن المصنف - يعني البخاري - أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش ، كل منهما مخلوق مربوب مُحْدَث ، وقد كان الله قبل ذلك وغيره، فحدثت هذه الأمكنة ، وقِدَمه يحيل وصفه بالتحيز فيها )
فتح الباري (13/ 418- 419)



102-
وقال الشيخ الصوفي الصالح عبد الله بن سعد المعروف بابن أبي جمرة (699 هـ) ما نصه :
( فمحمد عليه السلام فوق السبع الطباق ويونس عليه السلام في قعر البحار، وهما بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه على حد سواء، ولو كان عز وجل مقيدا بالمكان أو الزمان لكان النبي (صلى الله عليه و سلم)
أقرب إليه ، فثبت بهذا نفي الاستقرار والجهة في حقه جل جلاله )
بهجة النفوس / 176) 3)



103-
وقد أثنى الفقيه الحافظ الشيخ تقي الدين أبو الفتح محمد بن وهب القشيري المعروف بابن دقيق العيد الأشعري (752 هـ)
على الرسالة التي صنفها ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد القرطبي يرد بها على ما وقع في عصره من بعض المبتدعة من هجو الإمام أبي الحسن الأشعري، ومن جملة ما جاء في هذه الرسالة :
( هو الله لا أين ولا كيف عنده ولا حد يحويه ولا حصر ذي حد ، ولا القرب في الأدنى ولا البعد والنوى يخالف حالا منه في القرب والبعد )
وبذلك يعلم أن ابن دقيق العيد كان ينزه الله عن الجهة والمكان والحد .


104-وقال الشيخ المتكلم على لسان الصوفية في زمانه أحمد بن عطاء الله الإسكندري الشاذلي (709 هـ)
في حكمه التي سارت بها الركبان ما نصه:
)وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به
والا فجل ربنا أن يتصل به شىء
أو يتصل هو بشىء )
نقله عنه الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت في كتابه
كشف الأسرار لتنوير الافكار ( ص 90)



105-
وقال الامام النسفي (710 هـ ، وقيل 701 هـ) ما نصه :
( إنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان
قبل خلق المكان، لم يتغير عما كان )
تفسير النسفي
سورة طه/ ءاية (مجلد 22/48)



106-
وقال العلامة اللغوي محمد بن مكرّم الإفريقي المصري
المعروف بابن منظور (711 هـ) ما نصه :
( وفي الحديث : "من تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعًا"
المراد بقرب العبد من الله عز وجل : القرب بالذكر والعمل الصالح لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام ، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس ) لسان العرب - مادة : ق رب (1/ 663- 664)





جميع المصادر مكتوبة وكذلك أرقام الصفحات



يتبع.............ان شاء الله



وصل الله على سيدنا محمد رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-01-29, 07:55   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبد الله-1
مشرف منتديات انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية عبد الله-1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاذلي مشاهدة المشاركة
[center]
[size=5][u]

1-
قال سيدنا علي رضي الله عنهكان- الله- ولا مكان ،
وهو الان على ما- عليه- كان اهـ. (أي بلا مكان )
ا
أنت بقولك هذا تنكر صفتي العلو والاستواء لله عز وجل
إتق الله في نفسك
هذا الكلام مكذوب على الخليفة علي رضي الله عنه وقد أورد هذه المقولة الكليني الرافضي في كتاب الكافي وفي كتب أخرى للرافضة وبهذا يقول الأشاعرة أيضا
وأوردها أبو منصور البغدادي بدون سند وهل نأخذ الأحاديث والآثار بدون أسانيد؟
بقية كلامك سنتطرق إليه في وقته إن شاء الله لضيق الوقت الآن









آخر تعديل عبد الله-1 2012-01-29 في 07:58.
رد مع اقتباس
قديم 2012-01-29, 10:58   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله وكفى والصلاة السلام على نبينا المصطفى أما بعد:

بداية نرجوا منك أخي الكريم أن تبين لنا ما هدف نقلك لتك الأثار الضعيف بعضها والمبتور أكثرها والأشعري غالبها فما هي الرسالة التي تريد أن تبين لنا من نقلك لكلام هؤلاء -المبتور والضعيف و المنسوب لأئمة الأشعرية- ؟ هل تريد أن تنفي عن الله تعالى الحد والمكان والجهة ؟ أم تريد أن تنفي علو الله تعالى واستواءه على عرشه؟.
إن كانت الأولى فأعلم أن الحد والمكان والجهة ألفاظ مبتدعة لم ترد لا في كتاب ولا في سنة ولا أثر صحيح عن السلف وبالتالي لا داعي لعقد الولاء والبراء من أجل ألفاظ اخترعها أهل البدع بل علينا الإستفسار والتفصيل في معناه فإن أريد بها شيء مخلوق فالله تعالى منزه عنها بلا شك إذ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وإن أريد بها نفي صفة العلو لله تعالى فقد أبعدت النجعة يا شاذلي لأن الله تعالى وصف نفسه بالعلو والإستواء:
قال الله تعالى: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255]، وقال ‏تعالى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى:1]، وقال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ‏الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}
وقال سبحانه وتعالى في وصف كتابه العزير((تنزيلا ممن خلق الأرض ‏والسموات العلى/الرحمان على العرش استوى)طه(4-5).‏
فلن نرد ما أخبرنا به ربنا عز وجل في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من أجل إختراعك لألفاظ مبتدعة كالجهة والحيز والمكان والحد إلى آخر تلك الخزعبلات والتراهات والوساوس .

اقتباس:


1- قال سيدنا علي رضي الله عنهكان- الله- ولا مكان ،
اقتباس:
وهو الان على ما- عليه- كان اهـ. (أي بلا مكان )

الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي (333).



هذه الرواية اختلقها الكذابون الأفاكون
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه‎ ‎الله‎-:"‎وهذه الزيادة-وهو قوله:"وهو‎ ‎الآن على ما عليه ‏كان"كذب مفترى على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-،اتفق أهل العلم‎ ‎بالحديث على ‏أنه موضوع مختلق،وليس هو في شئ من دواوين الحديث لا كبارها ولا‎ ‎صغارها،ولا رواه ‏أحد من أهل العلم بإسناد لا صحيح ولا ضعيف ولا بإسناد‎ ‎مجهول"ا.هـ."مجموع ‏الفتاوى"2/272،وانظر:18/221،"درء تعارض العقل‎ ‎والنقل"5/227،"مدارج ‏السالكين"3/56‏‎.
وقال ابن حجر-رحمه الله‎-:"‎وقع في بعض الكتب في هذا الحديث:"كان الله ولا شيء‎ ‎معه،وهو الآن على ما عليه كان"،وهي زيادة ليست في شيء من كتب الحديث،نبه على ‏ذلك‎ ‎العلامة تقي الدين ابن تيمية‎"‎ا.هـ."فتح الباري شرح صحيح‎ ‎البخاري"6/244،وانظر:"عمدة القاري"15/89‏‎.‎‏
اقتباس:

اقتباس:


2- وقال أيضا: ( إن الله تعالى خلق العرش إظهارًا لقدرته لا مكانا لذاته ) الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي ( 333).

هذه رواية أشعرية، لا أصل لها رواها البغدادي وليس هو معدوداً من المحدثين، وكيف يكون من المحدثين وقد اشترط لصحة الحديث أن يكون موافقاً للعقل وإلا كان خبراً مردوداً (أصول الدين 23). وكتابه (أصول الدين) أحرى أن يسمى (أصول علم الكلام) لو كان الشافعي حياً لحذر منه كما كان يحذر من حفص الفرد . ثم الاحتكام إلى كتب الأشاعرة عند الخلاف تحكم وليس تحاكماً .
بل قد قرر الاشاعرة أن كل خبر في العقيدة لا بد أن يتواتر سنده وإلا كان مردوداً . وهذه الرواية المنسوبة إلى علي رضي الله عنه هي " عقيدة " فنشترط عليكم ما اشترطتموه على أنفسكم أن لا ترووا في العقائد إلا المتواتر. فهل تواترت الرواية عن علي أم ليس عندكم رواية صحيحة أخرى غير هذه الرواية لتثبتوا بها دعواكم ؟

اقتباس:


3- وقال أيضا: ( من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود . ) حلية الأولياء: ترجمة علي بن أي طالب (73/1).
والجواب من وجهين:
الوجه الأول:
هذا الأثر المروي عن علي رضي الله عنه فلا يصح، فقد رواه أبو نعيم في حلية الأولياء من طريق عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن إسحاق عن النعمان بن سعد قال: كنت بالكوفة في دار الإمارة دار علي بن أبي طالب فذكر قصة فيها الكلام المذكور ضمن كلام طويل، ثم قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث النعمان كذا رواه ابن إسحاق عنه مرسلاً. اهـ .
وهذا إسناد لا يصح لعلتين: الأولى لأن النعمان بن سعد قال فيه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب : النعمان بن سعد الأنصاري الكوفي روى عن علي .. روى عنه ابن أخته عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ولم يرو عنه غيره فيما قال أبو حاتم، وذكره بن حبان في الثقات قلت – القائل هو الحافظ ابن حجر: والراوي عنه ضعيف كما تقدم فلا يحتج بخبره . اهـ . وعبد الرحمن بن إسحاق الذي تفرد بالرواية عن خاله النعمان بن سعد متفق على تضعيفه كما في تهذيب الكمال وتقريب التهذيب.
العلة الثانية : أن في السند انقطاعاً بين محمد بن إسحاق و النعمان بن سعد، فإن النعمان بن سعد لم يرو عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق فهناك واسطة بين محمد بن إسحاق والنعمان بن سعد، ولهذا قال أبو نعيم: كذا رواه ابن إسحاق عنه مرسلاً.

الوجه الثاني:حتى لو سلمنا لكم جدلا بصحة الأثر فلا دلالة فيه في إنكار علو الله تعالى على خلقه فلفظ(الحد) لم يرد لا في كتاب ولا في سنة وقد تقدم بيان ذلك في الرد على الشبهة الحد فليراجع.

اقتباس:


4- وقال التابعي الجليل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم ما نصه: ( أنت الله الذي لا يحويك مكان )
إتحاف السادة المتقين / 380) 4).



5- وقال أيضا : ( أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودا )
إتحاف السادة المتقين (4/ 380).
هذه الأثار جاءت في كتاب(إتحاف السادة المتقين)) للزبيدي , والزبيدي توفي سنة 1205 هجرية بينما توفي الإمام علي رضي الله عنه 40هـ فبينهما1165 سنة هجرية فقلي بربك كيف قبل عقلك هذه الرواية ومن هم رواتها وفي أي كتب الحديث نقلها إمامك الزبيدي؟!
ثم حتى لو سلمنا لكم بصحتها فلا شك أن الله لا يحويه مكان ولا حد بل هو فوق المكان والحد وفوق كل المخلوقات جل جلاله .
قال الله‎ ‎تعالى { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }(البقرة: من ‏الآية255) { وهو العلي الكبير‎ } (‎سبأ 23 ) { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ ‏الْمُتَعَالِ‎ } (‎الرعد:9){ سبح اسم ربك الأعلى }[ الأعلى 1 ] { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ‏عَمَّا‎ ‎يُشْرِكُونَ }(يونس: من الآية18‏‎)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى الذي هو دالٌ‎ ‎على كمال العلو ونهايته " ( بدائع ‏الفوائد ( 2 / 411‏‎ )
وفسر الطبري " العلي‎ " ‎بالعلو والارتفاع " جامع البيان م / 3 / ج2 /ص 19‏‎ ‎‎"‎‏


اقتباس:
- وقال الامام ابي حنيفة النعمان رحمه الله:
( قلت : أرأيت لو قيل أين الله تعالى ؟
فقال - أي أبو حنيفة :
يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق ، وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شىء ، وهو خالق كل شىء ) الفقه الأبسط ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص 25)،
ونقل ذلك أيضا المحدث الفقيه الشيخ عبد الله الهرري المعروف
بالحبشي في كتابه الدليل القويم (ص54..)


7- وقال أيضا : ( ونقر بأن الله سبحانه وتعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه واستقرار عليه ، وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج ، فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين ، ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )
كتاب الوصية ، ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري
(ص/ 2)، وذكره الشيخ الهرري كذلك في كتابه السابق
.

لا خلاف في هذا الله فالله تعالى فوق المكان لأنه خلق المكان والزمان فهو سبحانه فوق كل المخلوقات أي فوق العرش حيث لا مكان , ولا يعني هذا إنكار صفة العلو لله عز وجل من طرف الإمام أبو حنيفة.

قال الإمام أبو حنيفة:«من قال لا أعرف ربي في السماء أم في‎ ‎الأرض فقد كفر, وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي ‏السماء أم في الأرض‎» . ‎الفقه الأبسط ص 46، ونقل نحو هذا اللفظ شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى‏‎ ‎‎(5/48)‎، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص139، والذهبي في العلو ص 101‏‎ - 102‎، وابن قدامة في ‏العلو ص116، وابن أبي العز في شرح الطحاوية ص‎ 301.


ولما سئُل عن النزول الإلهي قال‎:«‎ينزل بلا‎ ‎كيف‎». ‎عقيدة السلف أصحاب الحديث ص42، الأسماء والصفات للبيهقي ‏ص456، وسكت‎ ‎عليه الكوثري ,وشرح العقيدة الطحاوية ص245 , وشرح الفقه الأكبر للقاري‎ ‎ص60‏‎.


وقال أبو حنيفة:«والله تعالى‎ ‎يدعى من أعلى لا من‎ ‎أسفل ‎لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء»6. ‏الفقه الأبسط‎ ‎ص51‏‎.


وقال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده قال:«إن الله سبحانه‎ ‎وتعالى‎ ‎في السماء دون الأرض‎, ‎فقال له رجل: أرأيت ‏قول الله‎ ‎تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ) (الحديد: آية 4)، قال: هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت‎ ‎غائب عنه»2. الأسماء ‏والصفات ص 429‏‎.


وقال: «لا يوصف الله تعالى بصفات‎ ‎المخلوقين, وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف, وهو قول أهل السنة ‏والجماعة وهو‎ ‎يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته ورضاه ثوابه, ونصفه كما وصف نفسه أُحدٌ صمد لم‎ ‎يلد ولم ‏يولد ولم يكن له كفواً أحد, حيٌّ قادر سميع بصير عالم, يد الله فوق أيديهم‎ ‎ليست كأيدي خلقه ووجهه ليس كوجوه ‏خلقه»3. الفقه الأبسط ص56‏‎.

فلا يتوهم أحد أن الإمام أبو حنيفة يقصد بنفي المكان أي نفي العلو فنفي المكان شيء ونفي العلو شيء آخر .
.


اقتباس:
- وقال الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين رضوان الله عليهم ما نصه :
( من زعم أن الله في شىء ، أو من شىء ، أو على شىء فقد أشرك . إذ لو كان على شىء لكان محمولا، ولو كان في شىء لكان محصورا ، ولو كان من شىء لكان محدثا - أي مخلوقا )
ذكره القشيري في رسالته المعروفة بالرسالة القشيرية (ص6..)

. الكلامُ على الأثرِ المذكورِ منْ وجهينِ:
الأوَّلُ:
هذَا الكلامُ وأشباهُه ممَّا اتَّفَقَ أهلُ المعرفةِ على أنَّهُ مكذوبٌ عنْ جعفرٍ، والكذبُ على جعفر كثيرٌ منتشرٌ. والذي نقلهُ العلماءُ الثقاتُ عنهُ معروفٌ، يخالفُ روايةَ المفترينَ عليهِ[الاستقامة (1/191).].
الثاني:
أنَّ المعاني المذكورةَ فيهِ صحيحةٌ إلَّا قولهُ «أو على شيءٍ» ففيهِ مصادمةٌ لقولهِ تعالى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] فإنَّ استواءَ الرَّبِّ سبحانه بغيرِ كيفيَّةٍ كما قالَ الإمامُ مالكٍ وغيرهُ. وجلَّ الله سبحانهُ أنْ يكونَ محمولًا أو محصورًا؛ بلْ جميعُ الخلقِ محمولونَ بقدرتهِ محصورونَ في قبضتهِ. تعالى الله عمَّا يقولُ المعطِّلة والمشبِّهةُ علوًّا كبيرًا[تنبيه النبيه والغبي في الرد على المدارسي والحلبي (ص28 - 29)].



يتبع إن شاء الله....











رد مع اقتباس
قديم 2012-01-29, 11:33   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
- وقال الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ما نصه

:

( إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته ) إتحاف السادة المتقن (2/ 24).


لا شك في هذا ولا خلاف فالله تعالى فوق المكان ولا يوحيه مكان تعالى الله علوا كبيرا عن ذلك كله لكن هذا لا يعني نفي صفة العلو لله تعالى .
قال
الإمام محمد بن إدريس الشافعي القرشى (204 هـ): (لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم .... - إلى أن قال: ونحو ذلك أخبار الله سبحانه وتعالى إيانا أنه سميع، وأن له يدين بقوله {بل يداه مبسوطتان} المائدة64، وأن له يميناً بقوله {والسموات مطويات بيمينه}الزمر67، وأن له وجهاً ... – ثم ذكر صفة القدم، والضحك، والنزول، والعينين، والرؤية، والأصابع، ثم قال:

فإن هذه المعاني التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم مما لا يُدرك حقيقته بالفكر والروية، فلا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها، فإن كان الوارد بذلك خبراً يقوم في الفهم مقام المشاهدة في السماع وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته، والشهادة عليه كما عاين وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يثبت هذه الصفات وينفي التشبيه، كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى11)[
طبقات الحنابلة في ترجمة الشافعي (1/283)، وذكر طرفاً منه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/407) وعزاه إلى ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي.
]اهـ.

فتأمل قوله: "وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته" أي حقيقة اتصاف الله به. فلا تلازم بين إنكار المكان وبين إثبات العلو فالهم هذا بارك الله فيك

اقتباس:
اقتباس:
12- وذكر الشيخ ابن حجر الهيتمي عن الامام احمد أنه كان من المنزهين لله تعالى عن الجهة والجسمية ، ثم قال ابن حجر ما نصه :
( وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إلى هذا الإمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشىء من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه )
الفتاوى الحديثية (ص144).

13- والإمام البخاري رحمه كان منزها ، فقد فهم شراح صحيحه أن البخاري كان ينزه الله عن المكان والجهة ، قال الشيخ علي بن خلف المالكي المشهور بابن بطال أحد شراح البخاري ما نصه :
( غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان ، وانما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه - أي تعاليه - مع تنزيهه عن المكان )
فتح الباري (13/416).




14-
وقال الامام ابن المنيِّر المالكي (695 هـ) ما نصه :

( جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله "رب العرش" ومطابقته ، والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله ( ذِى المَعَارِجِ )
(سورة المعارج 3 ) ، ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى ، فبيَّن المصنف - يعني البخاري - أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش ، كل منهما مخلوق مربوب محدث ، وقد كان الله قبل ذلك وغيره ، فحدثت هذه الأمكنة ، وقدمه يحيل وصفه بالتحيز فيها )
نقله عنه الحافظ ابن حجر فتح الباري (13/ 418 - 419).وأقره عليه .




20-
وقال إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري (324 هـ) رحمه الله

ما نصه : ( كان الله ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان ، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه )
أي بلا مكان ومن غير احتياج إلى العرش والكرسي ، نقل ذلك عنه الحافظ ابن عساكر نقلا عن القاضي أبي المعالي الجويني
أنظر تبيين كذب المفتري (ص 150).


21-
وقال أيضا ما نصه : ( فأما الحركة والسكون والكلام فيهما فاصلهما موجود في القرءان وهما يدلان على التوحيد ، وكذلك الاجتماع والافتراق ، قال الله تعالى مخبرا عن خليله إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه –

( لَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) (الانعام/76)
في قصة أفول الكوكب والشمس والقمر وتحريكها من مكان إلى مكان ما دل على أن ربه عز وجل لا يجوز عليه شىء من ذلك ، وأن من جاز عليه الأفول والانتقال من مكان إلى مكان فليس بإله )
أنظر رسالته استحسان الخوض في علم الكلام (ص/ 45).


22-
وقال إمام أهل السنة أبو منصور الماتريدي (333 هـ) رحمه الله

ما نصه:
(إن الله سبحانه كان ولا مكان ، وجائز ارتفاع الأمكنة وبقاؤه على ما كان ، فهو على ما كان ، وكان على ما عليه الان ، جل عن التغير والزوال والاستحالة(
) انظر كتابه التوحيد (ص 69).


24- وقال ابن حبان رحمه الله مانصه :
( الحمد لله الذي ليس له حد محدود فيحتوى، ولا له أجل معدود فيفنى، ولا يحيط به جوامع المكان ولا يشتمل عليه تواتر الزمان )
الثقات (1/ 1).


25-
وقال أيضا ما نصه : ( كان- الله - ولا زمان ولا مكان )


صحيح ابن حبان، أنظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (8/ 4).



26-
وقال أيضا :


( كذلك ينزل - يعني الله - بلا آلة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان ) المصدر السابق (2/ 136).



27-
وقال الصوفي أبو عثمان المغربي سعيد بن سلام (373 هـ) فيما نقله عنه أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري (469 هـ) ونصه :


( سمعت الإمام أبا بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله تعالى يقول : سمعت محمد بن المحبوب خادم أبي عثمان المغربي يقول :

قال لي أبو عثمان المغربي يوما: يا محمد ، لو قال لك أحد : أين معبودك أيش تقول ؟ قال: قلت أقول حيث لم يزل، قال: فإن قال أين كان في الأزل، أيش تقول؟ قال: قلت أقول حيث هو الان ، يعني أنه كما كان ولا مكان فهو الآن كما كان ، قال : فارتضى مني ذلك ونزع قميصه وأعطانيه )

الرسالة القشيرية (ص 5).



28-
قال أبو القاسم القشيري ما نصه : ( سمعت الإمام أبا بكر بن فورك رحمه الله تعالى يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول:


كنت أعتقد شيئا من حديث الجهة فلما قدمت بغداد زال ذلك عن قلبي ، فكتبت إلى أصحابنا بمكة إني أسلمت الان إسلاما جديدا )

الرسالة القشيرية (ص 5).



29-
وقال الشيخ أبو بكر محمد بن إسحق الكلاباذي الحنفي (385 هـ)


في بيان عقيدة الصوفية ما نصه :

( اجتمعت الصوفية على أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ) التعرّف لمذهب أهل التصوف (ص 33).



30-
وقال الشيخ أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي (388 هـ)


صاحب "معالم السنن" ما نصه :

( وليس معنى قول المسلمين إن الله على العرش هو أنه تعالى مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته ، لكنه بائن من جميع خلقه، وإنما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف إذ

(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)

أعلام الحديث: كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في قوله تعالى:

(هُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ)

(سورة الروم/27) (2/ 147).



32-
وقال القاضي أبو بكر محمد الباقلاني المالكي الأشعري (403)


ما نصه : ( ولا نقول إن العرش له- أي الله- قرار ولا مكان، لأن الله تعالى كان ولا مكان، فلما خلق المكان لم يتغير عما كان )

الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به (ص 65).



33-
وقال أيضا ما نصه : ( ويجب أن يعلم أن كل ما يدل على الحدوث أو على سمة النقص فالرب تعالى يتقدس عنه، فمن ذلك: أنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات، والاتصاف بصفات المحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام ولا القعود، ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك )


المرجع السابق (ص 64).

وقال الحافظ المؤرخ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: ترجمة الباقلاني (ص221 )نقلا عن أبي عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني :

( وكان أبو الحسن التميمي الحنبلي يقول لأصحابه: تمسكوا بهذا الرجل - أي بالباقلاني - فليس للسنة عنه غنى أبدا. قال : وسمعت الشيخ أبا الفضل التميمي الحنبلي رحمه الله وهو عبد الواحد بن أبي الحسن بن عبد العزيز بن الحرث يقول: اجتمع رأسي ورأس القاضي أبي بكر محمد بن الطيب - يعني الباقلاني - على مخدة واحدة سبع سنين.

قال الشيخ أبو عبد الله: وحضر الشيخ أبو الفضل التميمي يوم وفاته العزاء حافيا مع إخوته وأصحابه وأمر أن ينادي بين يدي جنازته:

"هذا ناصر السنة والدين، هذا إمام المسلمين، هذا الذي كان يذب عن الشريعة ألسنة المخالفين، هذا الذي صنف سبعين ألف ورقة ردا على الملحدين "، وقعد للعزاء مع أصحابه ثلاثة ايام فلم يبرح، وكان يزور تربته كل يوم جمعة في الدار)



34-
وذكر الشيخ أبو الطيب سهل بن محمد الشافعي مفتي نيسابور


(404 هـ) ما نقله عنه الحافظ البيهقي :

( سمعت الشيخ أبا الطيب الصعلوكي يقول: " تضامّون" بضم أوله وتشديد الميم يريد لا تجتمعون لرؤيته - تعالى - في جهة ولا ينضم بعضكم إلى بعض فإنه لا يرى في جهة ) ،

ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (447/11).



35-
وقال أبو بكر محمد بن الحسن المعروف بابن فورك الأشعري


(406 هـ) ما نصه : ( لا يجوز على الله تعالى الحلول في الأماكن لاستحالة كونه محدودا ومتناهيا وذلك لاستحالة كونه محدثا )

مشكل الحديث (ص/ 57).



36-
وقال أيضا ما نصه :


( واعلم أنا إذا قلنا إن الله عز وجل فوق ما خلق لم يرجع به إلى فوقية المكان والارتفاع على الأمكنة بالمسافة والإشراف عليها بالمماسة لشىء منها )

مشكل الحديث (ص/ 64).



37-
وقال الأديب النحوي أبو علي المرزوقي (421 هـ) ما نصه :


( الله تعالى لا تحويه الأماكن ولا تحيط به الأقطار والجوانب )

الأزمنة والأمكنة (1/ 92).



38-
وقال الشيخ الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي الإسفراييني (429 هـ) ما نصه :


( وأجمعوا - أي أهل السنة - على أنه - أي الله - لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ) الفرق بين الفرق (ص/ 333).



39-
وقال الشيخ علي بن خلف المشهور بابن بطال المالكي (449 هـ) أحد شراح صحيح البخاري ما نصه :


(غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه ، فقد كان ولا مكان ، وإنما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه - أي تعاليه - مع تنزيهه عن المكان )

فتح الباري (13/ 416).



40-
وقال أيضا ما نصه : ( لا تعلق للمجسمة في إثبات المكان ، لما ثبت من استحالة أن يكون سبحانه جسما أو حالا في مكان )


وقد نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني مقرا وموافقا له الفتح (13/ 433).، مما يدل على أن هذه هي عقيدة أهل الحديث أيضا.




41-وقال أبو محمد علي بن أحمد المعروف بابن حزم الأندلسي

(456 هـ) ما نصه : ( وأنه تعالى لا في مكان ولا في زمان، بل هو تعالى خالق الأزمنة والأمكنة، قال تعالى:

(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)(سورة الفرقان/2)،

وقال (الذي خلق السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا)(سورة الفرقان/59)، والزمان والمكان هما مخلوقان، قد كان تعالى دونهما،

والمكان إنما هو للأجسام ) أنظر كتابه علم الكلام:

مسألة في نفي المكان عن الله تعالى (ص/ 65)



42-
وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي (458 هـ)


ما نصه : ( والذي روي في ءاخر هذا الحديث

( أي حديث : "والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على الله تبارك وتعالى", وهو حديث ضعيف ) إشارة إلى نفي المكان عن الله تعالى، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله تعالى سواء، وأنه الظاهر فيصح إدراكه بالأدلة،

الباطن فلا يصح إدراكه بالكون في مكان. واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي (صلّى الله عليه و سلّم)

"أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىء"،

وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان .

) الأسماء والصفات (ص/ 400)



43-
وقال أيضا ما نصه : ( أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلّم ) من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو ( وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً )(الفجر22)


والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال, بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه ، جل الله تعالى عما تقول المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا.

قلت: وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله يقول : إنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهده من النزول الذي هو تدلٍّ من أعلى إلى أسفل وانتقال من فوق إلى تحت وهذه صفة الأجسام والأشباح، فأما نزول من لا تستولي عليه صفات الأجسام فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده وعطفه عليهم واستجابته دعاءهم ومغفرته لهم يفعل ما يشاء لا يتوجه على صفاته كيفية ولا على أفعاله كمية سبحانه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ( السنن الكبرى (3/ 3)




44-وقال أيضا ما نصه : ( قال أبو سليمان الخطابي :

وليس معنى قول المسلمين :

إن الله استوى على العرش هو أنه مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته ، لكنه بائن من جميع خلقه ، انما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف ، إذ ليس كمثله شيء )

الأسماء والصفات: باب ما جاء في العرش والكرسي (ص/396- 397)



45-
وقال أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري في رسالته عند ذكر عقيدة الصوفية ما نصه :


( وهذه فصول تشتمل على بيان عقائدهم في مسائل التوحيد ذكرناها على وجه الترتيب ، قال شيوخ هذه الطريقة على ما يدل عليه متفرقات كلامهم ومجموعاتها ومصنفاتهم في التوحيد :

إن الحق سبحانه وتعالى موجود قديم لا يشبهه شىء من الفخلوقات ، ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ، ولا صفاته أعراض ، ولا يتصور في الأوهام ، ولا يتقدر في العقول ، ولا له جهة ولا مكان ، ولا يجري عليه وقت وزمان )

انتهى باختصار الرسالة القشيرية (ص 7)



46-
وقال الفقيه المتكلم أبو المظفر الإسفراييني الأشعري (471 هـ)


ما نصه : ( الباب الخامس عشر في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة :

وأن تعلم أن كل ما دل على حدوث شىء من الحد ، والنهاية ، والمكان ، والجهة، والسكون ، والحركة ، فهو مستحيل عليه سبحانه وتعالى ، لأن ما لا يكون محدثا لا يجوز عليه ما هو دليل على الحدوث )

التبصير في الدين (ص 161)

47 -وقال الكرماني مانصه :

( قوله ( في السماء ) ظاهره غير مراد ، إذ الله منزه عن الحلول في المكان ، لكن لما كانت جهة العلو أشرف من غيرها أضافها إليه إشارة إلى علو الذات والصفات ، وبنحو هذا أجاب غيره عن الالفاظ الواردة في الفوقية ونحوها )

نقله عنه الحافظ في الفتح ( 13 / 412 ) مقرا له

48 - وقال الذهبي ( وتعالى الله أن يحد أو يوصف إلا بما وصف به نفسه أو علمه رسله بالمعنى الذي أراد بلا مثل ولا كيف

( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير )

(سير اعلام النبلاء ( 16 / 97 - 98 ) ،

وانظر كذلك في ترجمة ابن حبان كيف ينزه الله عن الحد!




-49- وقال الفقيه الإمام الشيخ أبو إسحاق الشيرازي الشافعي الأشعري (476 هـ) في عقيدته ما نصه :

( وان استواءه ليس باستقرار ولا ملاصقة لأن الاستقرار والملاصقة صفة الأجسام المخلوقة، والرب عز وجل قديم أزلي، فدل على أنه كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان )

أنظر عقيدة الشيرازي في مقدمة كتابه شرح اللمع (1/ 101)




-50 -وقال إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني الأشعري (478 هـ) ما نصه :

( البارىء سبحانه وتعالى قائم بنفسه ، متعال عن الافتقار إلى محل يحله أو مكان يقله )

الإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص 53)




-51-وقال أيضا ما نصه:

( مذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيز والتخصص بالجهات ) الإرشاد (ص 58)




-52-وقال أيضا ما نصه :

( واعلموا أن مذهب أهل الحق: أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حيز، وبتنزه عن الاختصاص بجهة ، وذهبت المشبهة إلى أنه مختص بجهة فوق ، ثم افترقت ءاراؤهم بعد الاتفاق منهم على إثبات الجهة، فصار غلاة المشبهة إلى أن الرب تعالى مماس للصفحة العليا من العرش وهو مماسه ، وجوزوا عليه التحول والانتقال وتبدل الجهات والحركات والسكنات ، وقد حكينا جملا من فضائح مذهبهم فيما تقدم )

(الشامل في أصول الدين (ص 511)



-53-
وقال الفقيه المتكلم أبو سعيد المتولي الشافعي الأشعري (478 هـ) أحد أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي ما نصه :


(ثبت بالدليل أنه لا يجوز أن يوصف ذاته- تعالى- بالحوادث، ولأن الجوهر متحيز، والحق تعالى لا يجوز أن يكون متحيزا )

الغنية قي أصول الدين (ص 83)




-54وقال أيضا ما نصه : ( والغرض من هذا الفصل نفي الحاجة إلى المحل والجهة خلافا للكرامية والحشوية الذين قالوا:" إن الله جهة فوق ) المرجع السابق (ص 73 )




55- وقال اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد المشهور بالراغب الأصفهاني (552 هـ) ما نصه :

( أوقرب الله تعالى من العبد هو بالإفضال عليه والفيض لا بالمكان ) المفردات في غريب القرءان (مادة: ق رب، ص 399)




56- -وقال الامام الغزالي (505 هـ) ما نصه :

( تعالى - أي الله - عن أن يحويه مكان ، كما تقدس عن أن يحده زمان ، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الان على ما عليه كان )



إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقاند، الفصل الأول (1/ 108).




-57-وقال أيضا ما نصه ( الأصل السابع: العلم بأن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالجهات ، فإن الجهة إما فوق وإما أسفل وإما يمين وإما شمال أو قدّام أو خلف، وهذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها بواسطة خلق الإنسان إذ خلق له طرفين أحدهما يعتمد على الأرض ويسمى رجلا، والاخر يقابله ويسمى رأسا، فحدث اسم الفوق لما يلي جهة الرأس واسم السفل لما يلي جهة الرِّجل، حتى إن النملة التي تدب منكسة تحت السقف تنقلب جهة الفوق في حقها تحت وإن كان في حقنا فوقًا.

وخلق للإنسان اليدين وإحداهما أقوى من الأخرى في الغالب، فحدث اسم اليمين للأقوى واسم الشمال لما يقابله وتسمى الجهة التي تلي اليمين يمينا والأخرى شمالا، وخلق له جانبين يبصر من أحدهما ويتحرّك إليه فحدث اسم القدّام للجهة التي يتقدم إليها بالحركة واسم الخلف لما يقابلها، فالجهات حادثة بحدوث الإنسان.

ثم قال: "فكيف كان في الأزل مختصًا بجهة والجهة حادثة؟ أو كيف صار مختصا بجهة بعد أن لم يكن له؟ أبأن خلق العالم فوقه، ويتعالى عن أن يكون له فوق إذ تعالى أن يكون له رأس، والفوق عبارة عما يكون جهة الرأس، أو خلق العالم تحته، فتعالى عن أن يكون له تحت إذ تعالى عن أن يكون له رجل والتحت عبارة عما يلي جهة الرّجل:

وكل ذلك مما يستحيل في العقل ولأن المعقول من كونه مختصّا بجهة أنه مختص بحيز اختصاص الجواهر أو مختص بالجواهر اختصاص العرض، وقد ظهر استحالة كونه جوهرا أو عرضا فاستحال كونه مختصًا بالجهة:

وإن اريد بالجهة غير هذين المعنيين كان غلطا في الاسم مع المساعدة على المعنى ولأنه لو كان فوق العالم لكان محاذيا له، وكل محاذ لجسم فإما أن يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر وكل ذلك تقدير محوج بالضرورة إلى مقدّر ويتعالى عنه الخالق الواحد المدبّر، فأما رفع الأيدي عند السؤال إلى جهة السماء فهو لأنها قبلة الدعاء، وفيه أيضا اشاره إلى ما هو وصف للمدعو من الجلال و الكبرياء تنبيها بقصد جهة العلو على صفة المجد والعلاء، فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء )

إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقائ، الفصل الثالت،

الاصل السابع (1/ 128)



-58-
وقال لسان المتكلمين الشيخ أبو المعين ميمون بن محمد النسفي (في 50 هـ)ما نصه : ( القول بالمكان - أي في حق الله - منافيا للتوحيد ) تبصرة الأدلة (1/ 171 و 182)





59-وقال أيضا : ( إنا ثبتنا بالآية المحكمة التي لا تحتمل التأويل، وبالدلائل العقلية التي لا احتمال فيها أن تمكنه- سبحانه- في مكان مخصوص أو الأمكنة كلها محال )

تبصرة الأدلة (1/ 171 و 182)




-60-
وقال الإمام أبو القاسم سليمان (سلمان) بن ناصر الأنصاري النيسابوري (512 هـ) شارح كتاب "الإرشاد" لإمام الحرمين بعد كلام في الاستدلال على نفي التحيز في الجهة عن الله تعالى ما نصه :


( ثم نقول سبيل التوصل إلى درك المعلومات الأدلة دون الأوهام، ورب أمر يتوصل العقل إلى ثبوته مع تقاعد الوهم عنه، وكيف يدرك العقل موجودا يحاذي العرش مع استحالة أن يكون مثل العرش في القدر أو دونه أو أكبر منه، وهذا حكم كل مختص بجهة )

شرح الإرشاد (ق/ 58- 59) ، مخطوط




-6
1-وقال أبو الوفاء علي بن عقيل البغدادي شيخ الحنابلة في زمانه (513 هـ)ما نصه :


( تعالى الله أن يكون له صفة تشغل الأمكنة ، هذا عين التجسيم ، وليس الحق بذي أجزاء وأبعاض يعالج بها )

الباز الأشهب : الحديث الحادي عشر (ص 86)




-62-وقال الشيخ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم المعروف بابن القشيري (451هـ) الذي وصفه العلى عبد الرزاق الطبسي بامام الأئمة كما نقل ذلك الحافظ ابن عساكر في كتابه "تبيين كذب المفتري "

ما نصه : ( فالرب إذا موصوف بالعلو وفوقية الرتبة والعظمة منزه عن الكون في المكان ) إتحاف السادة المتقين (108/2)




63- وقال القاضي الشيخ أبو الوليد محمد بن أحمد قاضي الجماعة بقرطبة المعروف بابن رشد الجد المالكي (520 هـ) ما نصه :

( ليس - الله - في مكان ، فقد كان قبل أن يخلق المكان )

ذكره ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل:

فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2)


66-
وقال أبو الثناء محمود بن زيد اللاَّمشي الحنفي الماتريدي من علماء ما وراء النهر (كان حيّا سنة 539 هـ) ما نصه :
( ثم إن الصانع جل وعلا وعزَّ لا يوصف بالمكان لما مر أنه لا مشابهة بينه تعالى وبين شىء من أجزاء العالم، فلو كان متمكنّا بمكان لوقعت المشابهة بينه وبين المكان من حيث المقدار لأن المكان كل متمكن قدر ما يتمكن فيه. والمشابهة منتفية بين الله تعالى وبين شىء من أجزاء العالم لما ذكرنا من الدليل السمعي والعقلي، ولأن في القول بالمكان قولا بِقِدَمِ المكان أو بحدوث البارىء تعالى، وكل ذلك محالُ، لأنه لو كان لم يزل في المكان لكان المكان قديما أزليا، ولو كان ولا مكان ثم خلق المكان وتمكن فيه لتغير عن حاله ولحدثت فيه صفة التمكن بعد أن لم تكن، وقَبول الحوادث من أمارات الحَدَث، وهو على القدير محالٌ.

) التمهيد لقواعد التوحيد (ص62- 63)




67-وقال المحدّث أبو حفص نجم الدين عمر بن محمد النسفي الحنفي (537 ص) صاحب العقيدة المشهورة ب "العقيدة النسفية " ما نصه :

( والمُحدِثُ للعالَم هو الله تعالى ، لا يوصف بالماهيَّة ولا بالكيفية ولا يَتمكَّن في مكان)

انتهى باختصار من كتاب العقيدة النسفية

(ضمن مجموع مهمات المتون) (ص 28)




68-
وقال أيضا ما نصه : ( وقد وَرد الدليلُ السمعيُّ بإيجاب رؤية المؤمنين اللهَ تعالى في دار الآخرة، فيرى لا في مكان، ولا على جهة من مقابلة أو اتصال شُعاع أو ثبوتِ مَسافة بين الرائي وبين الله تعالى ) المصدر السابق (ص 29)





6
9- -وقال الحافظ ابن عساكر الدمشقي (571 هـ) في بيان عقيدته التي هي عقيدة أبي الحسن الأشعري نقلاً عن القاضي أبي المعالي


بن عبد الملك ما نصه:

( قالت النجارية : إن البارىء سبحانه بكل مكان من غير حلول ولا جهة . وقالت الحشوية والمجسمة :

إنه سبحانه حالّ . في العرش وإن العرش مكان له وهو جالس عليه فسلك طريقة بينهما فقال :

كان ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان ، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه )

تبيين كذب المفتري (ص 150 )




-70-وقال أيضا في تنزيه الله عن المكان والجهة ما نصه:

( خـلـق السـمـاء كـمـا يـشـاء بـلا دعـائـم مـسـتقـلـه ، لالـلـتـحـيـز كـي تـكـو ن لـذاتـه جـهـة مـقـلـه ، رب عـلـى الـعـرش اسـتـوى قـهـرا ويـنـزل لا بـنـقـلـه)

أنظر مقدمة تبيين كذب المفتري للكوثري (ص 2)




71- وقال الامام أحمد الرفاعي الشافعي الأشعري (578 هـ) ما نصه : (

وطهِّروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار، كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول ، تعالى الله عن ذلك . وإياكم والقول بالفوقية والسُّفْلية والمكان واليد والعين بالجارحة، والنزول بالإتيان والانتقال ، فإن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذُكر فقد جاء في الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود )

البرهان المؤيد (ص 17 - 18)




72-
وقال أيضا ما نصه : ( غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان )


أنظر كتاب حكم الشيخ أحمد الرفاعي الكبير (ص35- 36)




73-
وقال أيضا ما نصه : ( وأنه - أي الله - لا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء ، تعالى عن أن يحويه مكان، كما تقدَس عن أن يحده زمان ، بل كان قبل خلق الزمان والمكان، وهو الآن على ما عليه كان )


إجابة الداعي إلى بيان اعتقاد الإمام الرفاعي (ص 44)




74-وقال أيضا ما نصه :

( لايحده تعالى المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه السماوات وأنه مستوٍ على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده ، استواء منزَها عن المماسة والاستقرار والتمكن والتحول والانتقال ، لا يحمله العرش ، بل العرش وحملتُه محمولون بلطف قدرته ، ومقهورون في قبضته ، وهو فوق العرش ، وفوق كل شىء إلى تخوم الثرى ، فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى )

المرجع السابق (ص 43)




75-وكذا كان على هذا المعتقد السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله (589 هـ) كما وصفه أصحاب التراجم :

( شافعي المذهب، أشعري الاعتقاد)

وقد كان له اعتناء خاص بنشر عقيدة الإمام الأشعري رحمه الله

فقد قال السيوطي ما نصه :

( فلما ولي صلاح الدين بن أيوب أمر المؤذنين في وقت التسبيح أن يعلنوا العقيدة الأشعرية ، فوظف المؤذنين على ذكرها كل ليلة الى و قتنا هذا ) اهـ (أي إلى وقت السيوطي المتوفى سنة 911.اهـ )

الوسائل إلى مسامرة الأوانل (ص 15)

ويقول الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي ما نصه :

( فلما ولي صلاح الدين بن أيوب وحمل الناس على اعتقاد مذهب الأشعري أمر المؤذنين أن يعلنوا وقت التسبيح بذكر العقيدة الأشعرية التي تُعرف بالمرشدية فواظبوا على ذكرها كل ليلة )

الفتوحات الربانية (2/ 113)

ولما كان للسلطان المذكور هذا الاهتمام بعقيدة الأشعري ألف الشيخ الفقيه النحوي محمد بن هبة الله رسالة في العقيدة وأسماها

"حدائق الفصول وجواهر الأصول " وأهداها للسلطان فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في المكاتب، "

وصارت تسمى فيما بعد "بالعقيدة الصلاحية".


=
ومما جاء في هذه الرسالة:


(وصانـع الـعـالـم لا يحويه قـطر تعالى الله عن تشبيه قد كـان مـوجـودا. ولا مكـانـا وحكمه الان على ما كانا سبحانه جـل عن المكان وعز عن تغيرِ الزمان فـقـد غـلا وزاد فـي الغلو من خصه بجهة العلو وحصر الصانع فـي السماء مبدعها والعرش فوق الماء وأثـبـتـوا لذاته التحيزا قد ضل ذو التشبيه )

أنظر حدائق الفصول (ص15)




76-قال الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي (597 هـ) ما نصه :

( الواجب علينا أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا يحويه مكان ولا يوصف بالتغير والانتقال )

صيد الخاطر (ص47)




77-وقال أيضا: ( أفترى اقواما يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما يقتضيه الحس، كقول قائلهم:

ينزل بذاته إلى السماء وينتقل، وهذا فهم ردىء ، لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان، ويوجب ذلك كون المكان أكبر منه، ويلزم منه الحركة، وكل ذلك محال على الحق عز وجل )

دفع شبه التشبيه ، وطبعا كتاب دفع شبه التشبيه هذا الذي رد فيه على المجسمة الذين ينسبون أنفسهم إلى مذهب الامام أحمد والإمام أحمد بريء مما يعتقدون .

وقد بين ابن الجوزي في هذا الكتاب أن عقيدة السلف وعقيدة الإمام أحمد تنزيه الله عن الجهة والمكان والحد والجسمية والقيام والجلوس والاستقرار وغيرها من صفات الحوادث وا لأجسام





78-
وقال ايضا :كل من هو في جهة يكون مقدرا محدودا وهو يتعالى عن ذلك ، وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج إلى جهة، وإذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان )


كتاب دفع شبه التشبيه .




79- وقال ايضأ : ( فإن قيل: نفي الجهات يحيل وجوده، قلنا :

إن كان الموجود يقبل الاتصال والانفصال فقد صدقتَ، فأما إذا لم يقبلهما فليس خلوه من طرق النقيض بمحال )

كتاب دفع شبه التشبيه .




-80-وقال الشيخ تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي المصري (599 هـ) في تنزيه الله عن المكان ما نصه :

( وصـانـع الـعـالـم لا يـحـويـه قـطـر تـعـالـى الله عـن تـشـبـيـه قـد كـان مـوجـودا ولا مكـانـا وحـكـمـه الان عـلـى مـا كـانـا سبحـانـه جل عن الـمكـان وعـز عـن تـغـيـر الـزمـان

) انظر منظومته "حدائق الفصول وجواهر الأصول" في التوحيد ،

التي كان أمر بتدريسها السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي

(ص 10)

قلت : وهذا الشيخ تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي المصري قال تاج الدين السبكي في طبقاته :

( كان فقيها فرضيا نحويا متكلما ، أشعري العقيدة ، إماما من أئمة المسلمين ، إليه مرجع أهل الديار المصرية في فتاويهم . وله نظم كثير منه ارجوزة سماها "حدائق الفصول وجواهر الأصول "

صنفها للسلطان صلاح الدين ، وهي حسنة جدا نافعة ، عذبة النظم) اهـ. (7/23- 25)




81-وقال المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير (606 هـ) ما نصه :

( "المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح ، لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام ،

والله يتعالى عن ذلك ويتقدس)

انظر النهاية في غريب الحديث (مادة ق ر ب، 4/ 32)





82-
وقال المفسر فخرالدين الرازي (6 0 6 هـ) في قوله تعالى


" وهو العلي العظيم مانصه:

( لا يجوز أن يكون المراد بكونه عليا العلو في الجهة والمكان لما ثبتت الدلالة على فساده ، ولا يجوز أن يكون المراد من العظيم العظمة بالجثة وكبر الجسم ، لأن ذلك يقتضي كونه مؤلفا من الأجزاء والأبعاض، وذلك ضد قوله " قل هو الله أَحد " فوجب أن يكون المراد من العلي المتعالي عن مشابهة الممكنات ومناسبة المحدثات، ومن العظيم العظمة بالقدرة والقهر بالاستعلاء وكمال الإلهية )

المصدر السابق (سورة الشورى/ ءاية 4 - 27/ 144 )




83-
وقال الشيخ أبو منصور - فخر الدين عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن عساكر (620 هـ) عن الله تعالى ما نصه :


( موجود قبل الخلق ليس له قبل ولا بعد ، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال ، ولا أمام ولا خلف ، ولا كل ولا بعض، ولا يقال متى كان ، ولا أين كـان ولا كيف ، كان ولا مكان ، كون الأكوان ، ودبر الزمان ، لا يتقيد بالزمان ، ولا يتخصص بالمكان )

انظر طبقات الشافعية ( 8/ 186)




84- وقال الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الحنفي (629 هـ)

ما نصه : ( مسألة : قال أهل الحق :

إن "الله تعالى متعال عن المكان ، غير متمكن في مكان ، ولا متحيز إلى جهة خلافا للكرامية والمجسمة... والذي يدل عليه قوله تعالى

"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
فالله سبحانه وتعالى نفى أن يكون له مثل من الأشياء، والمكان والمتمكن متساويان قدرا متماثلا لاستوائهما في العدد، فكان القول بالمكان والتمكن ردا لهذا النص المحكم الذي لا احتمال فيه، ورد مثله يكون كفرا.


ومن حيث المعقول: ان الله تعالى كان ولا مكان، لأن المكان حادث بالإجماع، فعلم يقينا أنه لم يكن متمكنا في الأزل في مكان، فلو صار متمكنا بعد وجود المكان لصار متمكنا بعد أن لم يكن متمكنا، ولا شك أن هذا المعنى حادث وحدوث المعنى في الذات أمارة الحدث ، وذات القديم يستحيل أن يكون محل الحوادث على ما مر ،

تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )

أنظر شرحه على العقيدة الطحاوية المسمى

بيان اعتقاد أهل السنة (ص45)
87-وقال الشيخ جمال الدين أبو عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب المالكي (646 هـ) مثنيا على العقيدة التي كتبها الشيخ عبد العزيز ابن عبد السلام ومما جاء في هذه العقيدة قول ابن عبد السلام:

( كان - الله - قبل أن كون المكان ودبر الزمان ،

وهو الآن على ما عليه كان )

طبقات الشافعية الكبرى :

ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 237)

ومن جملة ما ذكره في ثنائه قوله :

( ما قاله ابن عبد السلام هو مذهب أهل الحق ، وأن جمهور السلف والخلف على ذلك ، ولم يخالفهم إلا طائفة مخذولة ، يخفون مذهبهم ويدسونه على تخوف إلى من يستضعفون علمه وعقله)


-
وقال نجم الدين مَنكُوبَرس (652 هـ) شارح العقيدة الطحاوية ما نصه : (ولأن من لم يَرُضْ عقله في التفكر والتدبر والنظر في الدلائل يظن أن صانعه بجهة منه لمِا لا يعرفُ أن التحيز بجهة من أمارات الحدث وأنها منفيِّة عن القديم )


النور اللامع والبرهان الساطع في شرح عقائد الإسلام

(ص 108 ) من المخطوط .




88-
وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام (660 هـ) ما نصه :


( ليس - أي الله - بجسم مصوَّر ، ولا جوهر محدود مُقدَّر ، ولا يشبه شيئا ، ولا يُشبهه شىءٌ ، ولا تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات ، كان قبل أن كوَّن المكان ودبَّر الزمان ،

وهو الآن على ما عليه كان )

طبقات الشافعية الكبرى:

ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 219 )




89-
وقال محمد بن أحمد القرشي الهاشمي (669 هـ) ما نصه :


( كان الله ولا مكان، وهو الان على ما عليه كان )

روض الرياحين (ص 496)

-وقال الامام النووي (676) ما نصه : ( إن الله تعالى ليس كمثله شىء , منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق )

شرح صحيح مسلم (19/3)




98-وقال زكريا بن محمد الأنصاري القزويني (82ه هـ) وهو مؤرخ جغرافي من القضاة رحل إلى الشام والعراق وولي قضاء واسط أيام المعتصم العباسي، وهو صاحب كتاب (عجائب المخلوقات ) ما نصه :

( التوحيد : أن يعلم أن الله واحد قديم ، لم يزل ولا يزال ، كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه ، كان عالم بعلم أزلي، قادر بقدرة أزلية )

مفيد العلوم (ص 24)




99-
وقال العلامة الأصولي الشيخ أحمد بن إدريس القَرَافي المالكي المصري 684) هـ) أحد فقهاء المالكية ما نصه :


( وهو - أي الله - ليس في جهة ، ونراه نحن وهو ليس في جهة ) الأجوبة الفاخرة (ص 93)




100-
وقال الشيخ البيضاوي (685 هـ) ما نصه :


( ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه )

فتح الباري (3/ 31)




101-
وقال الشيخ زين الدين علي بن محمد بن منصور المعروف


بابن المنَيِّر 695) هـ) ما نصه :

(جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله "رب العرش " ومطابقته والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله :" ذِي الْمَعَارِجِ"(3)

ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى ، فبيَّن المصنف - يعني البخاري - أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش ، كل منهما مخلوق مربوب مُحْدَث ، وقد كان الله قبل ذلك وغيره، فحدثت هذه الأمكنة ، وقِدَمه يحيل وصفه بالتحيز فيها )

فتح الباري (13/ 418- 419)




102-
وقال الشيخ الصوفي الصالح عبد الله بن سعد المعروف بابن أبي جمرة (699 هـ) ما نصه :


( فمحمد عليه السلام فوق السبع الطباق ويونس عليه السلام في قعر البحار، وهما بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه على حد سواء، ولو كان عز وجل مقيدا بالمكان أو الزمان لكان النبي (صلى الله عليه و سلم)

أقرب إليه ، فثبت بهذا نفي الاستقرار والجهة في حقه جل جلاله )

بهجة النفوس / 176) 3)




103-
وقد أثنى الفقيه الحافظ الشيخ تقي الدين أبو الفتح محمد بن وهب القشيري المعروف بابن دقيق العيد الأشعري (752 هـ)


على الرسالة التي صنفها ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد القرطبي يرد بها على ما وقع في عصره من بعض المبتدعة من هجو الإمام أبي الحسن الأشعري، ومن جملة ما جاء في هذه الرسالة :

( هو الله لا أين ولا كيف عنده ولا حد يحويه ولا حصر ذي حد ، ولا القرب في الأدنى ولا البعد والنوى يخالف حالا منه في القرب والبعد )

وبذلك يعلم أن ابن دقيق العيد كان ينزه الله عن الجهة والمكان والحد .




104-وقال الشيخ المتكلم على لسان الصوفية في زمانه أحمد بن عطاء الله الإسكندري الشاذلي (709 هـ)

في حكمه التي سارت بها الركبان ما نصه:

)وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به

والا فجل ربنا أن يتصل به شىء

أو يتصل هو بشىء )

نقله عنه الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت في كتابه

كشف الأسرار لتنوير الافكار ( ص 90)




105-
وقال الامام النسفي (710 هـ ، وقيل 701 هـ) ما نصه :


( إنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان

قبل خلق المكان، لم يتغير عما كان )

تفسير النسفي

سورة طه/ ءاية (مجلد 22/48)




106-
وقال العلامة اللغوي محمد بن مكرّم الإفريقي المصري


المعروف بابن منظور (711 هـ) ما نصه :

( وفي الحديث : "من تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعًا"

المراد بقرب العبد من الله عز وجل : القرب بالذكر والعمل الصالح لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام ، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس ) لسان العرب - مادة : ق رب (1/ 663- 664)






أقول:
كل ما نقلته عن الأئمة السلفيين والأئمة الجهميين والأئمة الأشعريين في نفي الحدود والجهات والمكان والحيز والحركة والإنتقال و الجسم والجارحة والعرض والجوهر و المماسة والمسافة وما إلى ذلك من الخزعبلات الفلسفية التي فرقتم بها الأمة شر تفريق لا علاقة له ألتبة ألبتة بنفي العلو فهناك فرق بين نفي تلك الخزعبلات التي لم ترد لا في كتاب ولا في سنة وبين نفي صفات الله عز وجل التي وردت في الكتاب والسنة فأهل السنة أهل إثبات وتنزيه معا فيثبتون لله تعالى صفة العلو كما أثبت الله لنفسه ولا يخوضون في الكيفية والكلام عن حدود وجهات وقعود وجلوس فكل هذا لم يثبت في الكتاب والسنة بل الكلام فيه من الخوض في الكيفية ولو ثبت لأثبتناه لأننا مؤمنون موحدون.

شبهة الجهة ‏‎:‎
والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في ( التدمرية ) ( ص 45 ) : قد يراد ب ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون ‏مخلوقا كما إذا أريد ب ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما ‏إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء ‏والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين ‏للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء ‏موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم . وكذلك ‏يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن ‏أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل ).‏
وقد يقول قائل ‏‎:‎‏ ((هل كان الله تعالى في هذا الحال – أي قبل خلق الكون – جهة وغيرها , إن قالوا نعم ‏كفروا ‏وتناقضوا )‏ شبهة ذكرها سعيد فودة.‏
والجواب ما جاء في رسالة إثبات الفوقية للجويني ‏‎:‎
‏((
، فلما اقتضت الإرادة المقدسة بخلق الأكوان المحدثة المخلوقة المحدودة ذات الجهات اقتضت الإرادة ‏المقدسة على أن يكون الكون له جهات من العلو، والسفل، وهو سبحانه منزه عن صفات الحدث، فكوَّن ‏الأكوان، وجعل لها جهتا العلو والسفل، واقتضت الحكمة الإلهية أن يكون الكون في جملة التحت؛ ‏لكونه مربوباً مخلوقاً، واقتضت العظمة الربانية أن يكون هو فوق الكون باعتبار الكون لا باعتبار ‏فردانيته إذ لا فوق فيها ولا تحت، ولكن الرب سبحانه وتعالى كما كان في قدمه وأزليته، فهو الآن كما ‏كان، لكن لما حدث المربوب المخلوق، والجهات، والحدود ذو الخلا، والملا، وذو الفوقية، والتحتية، ‏كان مقتضى حكم عظمة الربوبية أن يكون فوق ملكه، وأن تكون المملكة تحته باعتبار الحدوث من ‏الكون لا باعتبار القدم من المكون، فإذا أشير إليه يستحيل أن يشار إليه من جهة التحتية، أو من جهة ‏اليمنى، أو من جهة اليسرى، بل لا يليق أن يشار إليه من جهة العلو والفوقية)).

وما قيل في الجهة يقال في المكان والحد والجسم والجارحة والجوهر و..... وغيرها من الألفاظ المحدثة التي أحدثها أهل الكلام ليحاربوا نصوص الكتاب والسنة.

شبهة المكان‎:‎
إذا عرفت الجواب عن الشبهة السابقة ( الجهة ) يسهل عليك فهم الجواب عن هذه الشبهة وهو أن يقال :‏
إما أن يراد بالمكان أمر وجودي وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تعالى ‏صفة العلو .
فالجواب : أن الله تعالى منزه عن أن يكون في مكان بهذا الاعتبار فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات إذ ‏هو أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض وقد قال تعالى : { وما قدر الله حق قدره والأرض جميعا ‏قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } وثبت في ( الصحيحين ) وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏أنه قال : يقبض الله بالأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ )‏
وأما أن يراد بالمكان أمر عدمي وهو ما وراء العالم من العلو فالله تعالى فوق العالم وليس في مكان بالمعنى ‏الوجودي كما كان قبل أن يخلق المخلوقات
فإذا سمعت أوقرأت عن أحد الأئمة والعلماء نسبة المكان إليه تعالى .
فاعلم أن المراد به معناه العدمي يريدون به ‏إثبات صفة العلو له تعالى والرد على الجهمية والمعطلة الذين نفو عنه سبحانه هذه الصفة ثم زعموا أنه في كل ‏مكان بمعناه الوجودي قال العلامة ابن القيم في قصيدته ( النونية ) ( 2 / 446 - 447 - المطبوعة مع شرحها ‏‏( توضيح المقاصد ) طبع المكتب الإسلامي )‏
والله أكبر ظاهر ما فوقه شيء وشأن الله أعظم شان
والله أكبر عرشه وسع السما والأرض والكرسي ذا الأركان
وكذلك الكرسي قد وسع الطبا ق السبع والأرضين بالبرهان
والله فوق العرش والكرسي لا تخفى عليه خواطر الإنسان
لا تحصروه في مكان إذ تقو لوا : ربنا حقا بكل مكان
نزهمتوه بجهلكم عن عرشه وحصرتموه في مكان ثان
لا تعدموه بقولكم : لا داخل فينا ولا هو خارج الأكوان
الله أكبر هتكت أستاركم وبدت لمن كانت له عينان
والله أكبر جل عن شبه وعن مثل وعن تعطيل ذي كفران.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ‏‎: ‎‏((ومن قال بنفي المكان عن الله عن الله ‏عز وجل فقد يراد بالمكان ما يحويه الشيء ويحيط به,وقد يراد به ما ‏يستقر الشيء عليه بحيث يكون محتاجا إليه,وقد يراد به ما كان الشيء ‏فوقه وإن لم يكن محتاجا إليه,وقد يراد به ما فوق العالم وإن لم يكن ‏شيئا موجودا. فإن قيل
هو في مكان بمعنى إحاطة غيره به وافتقاره إلى غيره
فالله منزه عن الحاجة إلى الغير وإحاطة الغير به ونحو ذلك
وإن أريد بالمكان ما فوق العالم وما هو الرب فوقه
قيل إذا لم يكن إلا خالق أو مخلوق والخالق بائن من المخلوق كان هو ‏الظاهر الذي ليس فوقه شيء
وإذا قال القائل
هو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه فهذا المعنى حق سواء ‏سميت ذلك مكانا أو لم تسمه
وإذا عرف المقصود فمذهب أهل السنة والجماعة ما دل عليه الكتاب ‏والسنة واتفق عليه سلف الأمة وهو القول المطابق لصحيح المنقول ‏وصريح المعقول
))(
منهاج السنة (2/144-145).‏).‏
وقال رحمه الله((وحقيقة الأمر في المعنى أن ينظر في المقصود ,فمن ‏اعتقد أن المكان لا يكون إلا ما يفتقر إليه المتمكن,سواء كان محيطا به,أو ‏كان تحته,فمعلوم أن الله سبحانه ليس في مكان بهذا الإعتبار ,ومن اعتقد ‏أن العرش هو المكان,وأن الله فوقه,مع غناه عنه ,فلا ريب أنه في مكان ‏بهذا الإعتبار.‏
فمما يجب نفيه بلا ريب افتقار الله تعالى إلى ما سواه,فإنه سبحانه غني ‏عن ما سواه,وكل شيء فقير إليه ,فلا يجوز أن يوصف بصفة تتضمن ‏افتقاره إلى ما سواه
))(
درء تعارض العقل والنقل(6/249).‏)‏.


شبهة الحيز:

وما قيل في المكان يقال في الحيز((إن أراد بقوله متحيز أن المخلوقات ‏تحوزه وتحيط به ,وليس هو بقدرته يحمل عرشه وحملته,وليس هو ‏العلي الأعلى الكبير العظيم الذي لا تدركه الأبصار,فقد أخطأ.وإن أراد ‏بأنه منحاز عن المخلوقات مباين لها عال عليها فوق سمواته على ‏عرشه بائن من خلقه فقد أصاب.ومن قال ‏‎:‎‏ ليس متحيز ,إن أراد ‏المخلوقات لا تحوزه فقد أصاب.وإن أراد ليس ببائن عنها بل هو لا ‏داخل فيها ولا خارج عنها فقد أخطأ.))(
درء تعارض العقل والنقل(6/249).‏)‏

شبهة الحد:
وكذلك يقال في الحد ‏
فتقول:ما المراد من قولكم ( الحد ) , و ( المحدود ) ؟ ‏
فإن كنتم تعنون أن المراد من الحد والمحدود : أن يكون الله تعالى محبوساً ‏محاطاً , فهذا منفي ‏عن الله تعالى بلاريب ولكن لا يلزم من قولنا ( إن الله ‏فوق العالم بائن عنه ) أن الله محدود ‏محبوس محاط .‏
فإن الله تعالى وهو المدبر وهو الرب الخالق للخلق والكون , على هذا ‏المعنى يحمل قول من ‏نفي ( الحد ) عن الله تعالى من بعض السلف(‏
انظر التمهيد لابن عبدالبر 7/142‎‏) .‏
وإن كنتم تعنون بالحد والمحدود : أن الله تعالى متميز عن الخلق بائن عنه ‏‏.‏
فالحد بهذا المعنى صحيح , ولا يلزم عن هذا المعنى أي محذور , لأن الله ‏فوق العالم عال على ‏العرش , وعلى هذا المعنى يحمل قول من أثبت الحد ‏لله تعالى من بعض السلف كعبدالله بن ‏المبارك والدارمي , وهو رواية عن ‏الإمام أحمد(‏‎
التدمرية 66-67
‎‏ ‏) .‏

شبهة المسافة والمماسة:
الجواب((
إن السلف قالوا : إن الله تعالى فوق العالم ‏بائن عنه وهذا القدر كاف في العقيدة , ولم يخوضوا في المسافة , هل بين الله وبين العالم ‏مسافة أم لا , وكم مقدار هذه المسافة وهل تلك المسافة جزء من العالم أم لا ؟ .‏
وذلك لوجهين : ‏
الأول : خشية الدخول في الكيف ,

الثاني : خشية الدخول في دائرة الغيب بدون الإخبار من ‏الله تعالى .‏

فالواجب على المسلم أن يعتقد أن الله تعالى فوق العرش وقاهر فوق عباده عالٍ على الكون ‏بائن عن خلقه , ولا يدخل في الكيف ولكن إذا خاصمنا مبتدع معطل فلا بد أن نقول له ‏بذاته وقلعاً لشبهاته وقطعاً لدابره : إننا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام : إن الموجود ‏موجودان : خالق ومخلوق .‏

فالله تعالى بذاته وصفاته خالق , وما سواه عالم وهو الكون – وهو مخلوق والله تعالى فوق ‏الكون بائن عن خلقه .‏

فليس وراء هذا الكون شيء موجود غير الله تعالى لا المسافة ولا غيرها , فالذي ينكر علو الله ‏تعالى على خلقه بشبهة المسافة , فهو المشبه في الحقيقة أولاً لأنه قد شبه فوقية الله تعالى بفوقية ‏رجل على سطح بيته , ولذلك دخل في المسافة وكيفيتها , ثم هو المعطل ثانياً لأنه عطل صفة ‏علو الله تعالى خشية المسافة ثم هو المشبة ثانياً لأنه قد وقع في أشنع مما فر منه وهو خوف ‏الوقوع في التشبيه , لأنه لما عطل صفة علو الله تعالى خشية التشبيه وقال : إن الله ( لا داخل ‏العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ) شبه الله تعالى المعدوم بل بالممتنع))(
التنبيهات السنية(ص395-400)‏)
فكل ما نقلته من كلام أئمتك الأشاعرة أو الأئمة السلفيين إنما هو الكلام عن حد ومكان وجهة وباقي الألفاظ المحدثة التي لا علاقة لها بالعلو فإن نفي المكان أو نفي الحد لا يلزم منه نفي علو الله على خلقه واستواءه على عرشه في شيء لأن هذه الألفاظ محدثة قد تحتمل حق كما تحتمل باطل . والفرق بين الأئمة السلفيين حين ينفون تلك الألفاظ وبين الأئمة الأشعرين فإن الأئمة الأشعريين-أقصد غلاة التنزيه منهم كالرازي والقشيري والزبيدي- فإنهم ينفون تلك الألفاظ المبتدعة وينفون أيضا صفات الله تعالى أما أهل السنة فإنهم ينفون الألفاظ المحدثة -إذا احتملت معنى باطلا- ويثبتون الصفات الواردة في الكتاب والسنة .فالأشاعرةالغلاة غلو في التنزيه حتى عدموا الله تعالى من صفاته والمشبهة غلو في الإثبات حتى شبهوا الله تعالى بخلقه وأهل السنة وسط بينهما نزهوا الله تعالى عن صفات المخلوقين وأثبتوا الله الصفات الواردة في الكتاب والسنة.
ولست أدري لما كلما نحدثكم عن العلو تحدثوننا عن المكان والجهة والحد والجسم!!!!!.
نحن لا نقول بهذه الألفاظ لأنها لم ترد لا في كتاب ولا في سنة وإن قال بها أحد الأئمة السلفيين فإنه لا يقصد به المعنى الباطل إنما يقصد بها الصفة الواردة في الكتاب والسنة فهو أخطأ من وجهه وأصاب من وجه..أخطأ لكونه توسع في الألفاظ وأصاب لأنه أراد المعنى الحق لا الباطل. أما غلاة الأشاعرة فقد ضلوا من جميع الوجوه.

يتبع.........


[SIZE="5"][FONT="Comic Sans MS"][B]
اقتباس:
تابع عقيدة الاتقياء وتنزيه الاولياء


نفس شيء كل ما نقلته عن شيوخك الأشاعرة على طريقة(عويشة تزكي عويشة)) إنما هو نفي للمكان والجهة والجسم والحيز والحركة والإنتقال وليس نفي لما وصف الله به نفسه لهذا نطلب منك أن تبين لنا عقيدتك في الصفات الواردة في الكتاب والسنة وليس عقيدتك في الألفاظ المبتدعة! ونقول لك مرة أخرى:
إذا أردتم بنفيكم للجهة والمكان والجسم والحيز والجوهر والحركة والإنتفال وما إلى ذلك من التفاهات الفلسفية تنزيه رب العالمين من مماثلة المخلوقات فهذا حق نوافقكم عليه ونشجعكم عليه لكننا ننكر عليكم هذه الألفاظ المحدثة المبتدعة في دين الله وننصحكم بالإقتصار على الألفاظ السنية السلفية التي وردت في الكتاب والسنة ففيها كفاية والحمد لله أما إن أردتم بهذه الألفاظ المحدثة تنزيه رب العالمين عما وصف نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فنقول لكم هل أنتم أعلم أم الله؟!من أمركم بهذا التنزيه الزعوم!.













رد مع اقتباس
قديم 2012-01-29, 12:16   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:


15- قال الامام الطبري رحمه الله ( ...... فتبين إذا أن القديم بارىء الأشياء وصانعها هو الواحد الذي كان قبل كل شىء ، وهو الكائن بعد كل شىء ، والأول قبل كل شىء ، والآخر بعد كل شىء، وأنه كان ولا وقت ولا زمان ولا ليل ولا نهار، ولا ظلمة ولا نور ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ، وأن كل شىء سواه محدث مدبرمصنوع، انفرد بخلق جميعه بغير شريك ولا معين ولا ظهير، سبحانه من قادر قاهر ) تاريخ الطبري (1/ 26).


16- وقال أيضا عند تفسير قول الله تعالى:
(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) (سورة الحديد/3) ما نصه :
(لا شىء أقرب إلى شىء منه كما قال: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) سورة ق 16 جامع البيان ( 27/215 .. ).
أقول:
لا خلاف فيما ذكره الإمام السلفي الطبري فهو ينزه الله تعالى عن مماثلة المخلوقات وفي نفس الوقت يثبت له صفات الكمال التي وردت في الكتاب والسنة , وهي التي أخفاها كاتب المقال:

قال رحمه في تفسير قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) يقول : وهو شاهد لكم‎ ‎أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ‏ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو‎ ‎على عرشه فوق سماواته السبع‎ . ( ‎تفسير الطبري 27 / 216‏‎ )

‎ ‎و قال رحمه الله في تفسيره : (وأولى المعاني بقول الله جل‎ ‎ثناؤه : { ثم استوى إلى السماء فسواهن‎ } ‎علا عليهن‎ ‎وارتفع‎ ‎فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات‎ )
و قال رحمه‎ ‎الله في تفسيره لسورة الملك (( {أم أمنتم من في السماء} وهو‎ ‎الله‎ ))
‎ ‎و قال ايضا رحمه الله : (وعني‎ ‎بقوله : { هو رابعهم } بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو‎ ‎على عرشه‎ )

وقال ايضا في تفسير سورة المعارج (( يقول تعالى ذكره‎: ‎تصعد‎ ‎الملائكة والروح، وهو جبريل عليه ‏السلام إليه،‎ ‎يعني‎ ‎إلى الله‎ ‎عز و جل
))
اقتباس:

7- وقال اللغوي إبراهيم بن السري الزجاج أحد مشاهير اللغويين
اقتباس:
(311 هـ) ما نصه :

( العلي : هو فعيل في معنى فاعل ، فالله تعالى عال على خلقه وهو عليٌّ عليهم بقدرته ، ولا يجب أن يذهب بالعلو ارتفاع مكاني ، إذ قد بينا أن ذلك لا يجوز في صفاته تقدست ، ولا يجوز أن يكون على أن يتصور بذهن ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )

تفسير أسماء الله الحسنى (ص 48).



18- وقال أيضا : ( والله تعالى عال على كل شىء، وليس المراد بالعلو: ارتفاع المحلِّ، لأن الله تعالى يجل عن المحل والمكان، وإنما العلو علو الشأن وارتفاع السلطان )


تفسير أسماء الله الحسنى (ص 60).






159- وقال المحدِث الشيخ محمد بن علي المعروف بابن


علاّن الصّديقي الشافعي 1057هـ) ما نصه:

( إن الله فوق كل موجود مكانة واستيلاء لا مكانا وجهة)

الفتوحات الربانية (مجلد 4/ 7/327)



اقول:
1- ما يتعلق بكلامهما عن المكان فقد تكلمنا عن هذا في المشاركة السابقة وبينت أن لفظ(المكان) لفظ مبتدع لم يرد لا في الكتاب ولا في سنة اخترعه الجهمية وأضرابهم ليحاربوا نصوص الكتاب والسنة فاظطر أهل السنة بل وحتى الأشاعرة أن يردوا عليهم فرد عليهم أهل السنة بالإستفصال فقالوا لهم ما ذا تقصدون بهذه الألفاظ المبتدعة فإن قصدتم بها شيئا مخلوقا فالله تعالى منزه عن مشابهة المخلوقات وإن قصدتم ما جاء في الكتاب والسنة من الصفات فإننا لا نرد ماجاء في الكتاب والسنة بسبب ألفاظكم المبتدعة, ورد عليهم الأشاعرة بنفي تلك الصفات مباشرة فأصبحوا مثلهم-أي مثل الحهمية- لأنهم قابلوا بدعة ببدعة!.
2-أما دعواهما بأن العلو مقتصر فقط ومحصور في علو القدرة والشأن فهذا ليس بصحيح بل لله تعالى العلو المطلق : علو الذات وعلو القهر وعلو الشأن
قال الله تعالى: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255]، وقال ‏تعالى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى:1]، وقال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ‏الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرعد:13] وذلك دال على أنَّ جميع معاني العلو ثابتة لله من ‏كل وجه، فله علو الذات، فإنه فوق المخلوقات، وعلى العرش استوى أي علا ‏وارتفع وله علو القدر وهو علو صفاته وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق، بل لا ‏يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال تعالى: ‏‏{وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110] وبذلك يعلم أنه ليس كمثله شيء في كل ‏نعوته، وله علو القهر، فإنه الواحد القهار الذي قهر بعزته وعلوه الخلق كلهم، ‏فنواصيهم بيده، وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع، وما لم يشأ لم يكن، فلو ‏اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأه الله لم يقدروا، ولو اجتمعوا على منع ما ‏حكمت به مشيئته لم يمنعوه، وذلك لكمال اقتداره، ونفوذ مشيئته، وشدة افتقار ‏المخلوقات كلها إليه من كل وجه 255‏

قال الطبري({ وهو العلي } على كل شيء { الكبير } الذي لا شيء دونه)) ‏تفسير الطبري .‏
وقال كذلك(ومنها: العلوّ والارتفاع، كقول القائل، استوى فلان على سريره. ‏يعني به علوَّه‎ ‎علي‎.‎‏)‏
وقال ابن خزيمة رحمه الله ((الأعلى ‏‎:‎المفهوم في لغة العرب أنه أعلى كل ‏شيء,وفوق كل شيء.وقد وصف الله نفسه في غير موضع من تنزيله ,وأعلمنا ‏أنه العلي العظيم .أفليس العلي –يا ذوي الحجج-ما يكون عاليا؟ ‏‎!‎‏)).التوحيد ‏ص112‏
قال ابن القيم ‏‎:‎‏ وله العلو من جميع وجوهه***ذاتا وقهرا مع علو الشأن ‏
لكن نفاة العلو سلبوه ***إكمال العلو فصار ذا نقصان ‏
حاشاه من إفك النفاة وسلبهم***فله الكمال المطلق الرباني .)) الكافية الشافية ‏ص104‏.

قلت ‏‎:‎‏ ومما يدل على ذلك أننا نجد في القرآن الكريم العلو يأتي بمعنى الفوقية ‏
كقوله تعالى‎: ‎يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ‎ ‎وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ‎ [‎النحل:50‏‎]‎
قال ابن القيم رحمه الله
والفَوْق أنواعٌ كلها ‏ لله ثابتة بلا نُكران ‏
فوقية الذات، وفوقية القهر، وفوقية القدْر.


فعلو الذات ‏‎:‎‏ أنه مستو على عرشه فوق جميع خلقه ,مباين لهم وهو مع هذا ‏مطلع على أحوالهم، مشاهد لهم، مدبر لأمورهم الظاهرة والباطنة متكلم‎ ‎بأحكامه ‏القدرية، وتدبيراته الكونية، وبأحكامه الشرعية
وأما علو القدر فهو علو صفاته، وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق، بل لا يقدر ‏الخلائق‎ ‎كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال تعالى: {وَلا ‏يُحِيطُونَ بِهِ‎ ‎عِلْماً‎}‎
وأما علو القهر ‏‎:‎‏ فهو قهره تعالى لجميع المخلوقات فالعالم العلوي والسفلي كلهم ‏خاضعون لعظمته مفتقرون إليه في جميع شؤونهم .‏


اقتباس:
وقال الامام الطحاوي في متن عقيدته ما نصه
( وتعالى - أي الله - عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات )


انظر متن العقيدة الطحاوية

أما قول الطحاوي(لا تحتويه الجهات الست)) فقد تقدم بيان معناه -حين تكلمت عن لفظ(الجهة)-وهو أن الله لا يحل في أحد من خلقه فـ(لا تحويه الجهات الست) التي هي مخلوقاته، بل هو فوق الجهات والمخلوقات كلها. وهو رد على الحلُولِيَّة والجهمية الذين كانوا يقولون بأن الله حالٌّ في خلقه، وأنه في كل مكان، تعالى الله علو الكبيرا.
قال ابن القيم: وكذلك قولهم ننزهه عن الجهة؛ إن أردتم أنه منزه عن جهة وجودية تحيط به وتحويه ‏وتحصره إحاطة الظرف بالمظروف فنعم هو أعظم من ذلك وأكبر وأعلى. ولكن لا يلزم من كونه فوق ‏العرش هذا المعنى. وإن أردتم بالجهة أمراً يوجب مباينة الخالق للمخلوق, وعلوه على خلقه, واستواءه ‏على عرشه فنفيكم لهذا المعنى الباطل, وتسميته جهة اصطلاح منكم توصلتم به إلى نفي ما دل عليه ‏العقل والنقل والفطرة, وسميتم ما فوق العالم جهة, وقلتم منزه عن الجهات, وسميتم العرش حيزاً, و ‏قلتم ليس بمتحيز, وسميتم الصفات أعراضاً, وقلتم الرب منزه عن قيام الأعراض به([2]).‏
ومنه يتبين أن لفظة الجهة غير وارد في الكتاب والسنة وعليه فلا ينبغي إثباتها ولا نفيها لأن في كل من الإثبات ‏والنفي ما تقدم من المحذور ولو لم يكن في إثبات الجهة إلا إفساح المجال للمخالف أن ينسب إلى متبني العلو ما لا ‏يقولون به لكفى.‏
وقال القرطبي ( 671 هـ ) بعدما ذكر مذهب المعطلة نفاة العلو لله تعالى ( وقد كان السلف ‏الأول لا يقولون بنفي الجهة , ولا ينطقون بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله , كما نطق كتابه ‏وأخبرت رسله , ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة .... , وإنما جهلوا ‏كيفية الاستواء ) الجامع لأحكام القرآن 7/219-220‏
وكذلك لا ينبغي نفي الجهة توهما من أن إثبات العلو لله تعالى يلزم منه إثبات الجهة لأن في ذلك محاذير عديدة منها ‏نفي الأدلة القاطعة على العلو له تعالى . ومنها نفي رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة فصرح بنفيها ‏المعتزلة والشيعة وعلل ابن المطهر الشيعي في ( منهاجه ) النفي المذكور بقوله : ( لأنه ليس في جهة ) وأما ‏الأشاعرة أو على الأصح متأخروهم الذين أثبتوا الرؤية فتناقضوا حين قالوا : ( إنه يرى لا في جهة ) يعنون العلو.





اقتباس:
23- وقال أيضا : ( وأما رفع الأيدي إلى السماء فعلى العبادة ، ولله أن يتعبد عباده بما شاء ، ويوجههم إلى حيث شاء ، وإن ظن من يظن أن رفع الأبصار إلى السماء لأن الله من ذلك الوجه إنما هو كظن من يزعم أنه إلى جهة أسفل الأرض بما يضع عليها وجهه متوجها في الصلاة ونحوها ، وكظن من يزعم أنه في شرق الأرض وغربها بما يتوجه إلى ذلك في الصلاة ، أو نحو مكة لخروجه إلى الحج ، جل الله عن ذلك ). انتهى باختصار . انظر كتابه التوحيد (ص 75- 76).

أما قول إمام الفرقة الماتوريدية بأن رفع الأيدي إلى الأسماء لا يدل على العلو واحتجاجه بما يتعبد العبد به المصلي ربه من توجهه إلى القبلة في الصلاة فالرد عليه من الوجوه التالية:

الوجه الأول:أن يُقالَ: وضعُ الجبهةِ على الأرضِ لم يتضمَّنْ قصدَهُمْ لأحدٍ في السُّفلِ، بل السُّجودُ بها يُعقلُ أنَّهُ تواضعٌ وخضوعٌ للمسجودِ لهُ، لا طلبٌ وقصدٌ ممَّنْ هو في السُّفلِ، بخلافِ رفعِ الأيدي إلى العلوِّ عندَ الدعاءِ، فإنَّهم يقصدونَ بهِ الطلبَ ممنْ هوَ في العلوِّ.
والاستدلالُ هوَ بقصدهم القائمِ بقلوبهم، وما يتبعهُ منْ حركاتِ أبدانهم، والداعي يجدُ منْ قلبهِ معنًى يطلبُ العلوَّ، والساجدُ لا يجدُ منْ قلبهِ معنًى يطلبُ السُّفلَ، بلِ السَّاجدُ أيضًا يقصدُ في دعائهِ العلوَّ، فقصدُ العلوِّ عندَ الدعاءِ يتناولُ القائمَ والقاعدَ والراكعَ والسَّاجدَ[4].
الوجهُ الثاني:
أنَّ وضعَ الجبهةِ على الأرضِ يفعلهُ النَّاسُ لكلِّ منْ تواضعوا لهُ منْ أهلِ الأرضِ والسَّماء، ولهذا يسجدُ المشركونَ للأصنامِ والشَّمْسِ والقمرِ سجودَ عبادةٍ، وقدْ سجدَ ليوسفَ أبواهُ وإخوتهُ سجودَ تحيةٍ لا عبادةٍ، لكونِ ذلكَ كانَ جائزًا في شرعهم، وأمرَ الله الملائكةَ بالسُّجودِ لآدمَ، والسُّجودُ لا يختصُّ بمنْ هو في الأرضِ، بلْ لاَ يكادُ يُفْعَلُ لمنْ هو في بطنها، بلْ لمنْ هو على ظهرهَا عالٍ عليها، وأمَّا توجيهُ القلوبِ والأبصارِ والأيدي عندَ الدعاءِ إلى السَّماء فيفعلونهُ إذا كان المَدْعُوُّ في العُلُوِّ، فإذا دَعَوُا اللهَ فَعَلُوا ذلكَ، وإنْ قُدِّرَ منهم منْ يدعو الكواكبَ ويسألها، أو يدعو الملائكةَ، فإنَّهُ يفعلُ ذلكَ.
فعُلمَ أنَّ قصدَهم بذلكَ التوجُّهِ إلى جهةِ المدعوِّ المسؤولِ الذي يسألونهُ ويدعونهُ، حتى لو قُدِّرَ أنَّ أحدهم يدعو صنمًا أو غيرهُ ممَّا يكونُ على الأرضِ لكانَ توجُّهُ قلبهِ ووجههِ وبدنهِ إلى جهةِ معبودهِ الذي يسألهُ ويدعوهُ، كما يفعلهُ النَّصارى في كنائسهم فإنَّهم يوجِّهونَ قلوبهم وأبصارهم وأيديهم إلى الصُّوَرِ المصوَّرةِ في الحيطانِ وإنْ كانَ قصدهم صاحبَ الصُّورةِ، وكذلكَ مَنْ قصدَ الموتى في قبورهم، فإنَّه يوجِّهُ قصدَهُ وعينَهُ إلى منْ في القبرِ، فإذا قَدَّرَ أنَّ القبرَ أسفلُ منهُ توجَّهَ إلى أسفلَ، وكذلكَ عابدُ الصَّنمِ إذا كان فوقَ المكانِ الذي فيهِ الصنمُ، فإنَّهُ يُوَجِّهُ قَلْبَهُ وطَرْفَهُ إلى أسفلَ، لكونِ معبودهِ هناكَ.
فعُلمَ بذلكَ أنَّ الخلقَ متَّفقونَ على أنَّ توجيهَ القلبِ والعينِ واليدِ عندَ الدُّعاءِ إلى جهةِ المدعوِّ، فلما كانوا يُوَجِّهون ذلكَ إلى جهةِ السَّماءِ عندَ الله، عُلم إطباقُهم على أنَّ اللهَ في جِهَةِ السَّمَاءِ.
الوجهُ الثالث:
أنَّ الواحدَ منهم إذا اجتهدَ في الدُّعاءِ حالَ سجودِهِ يجدُ قلبَهُ يَقْصِدُ العُلُوَّ، مع أنَّ وجههُ يلي الأرضَ، بل كلَّما ازدادَ وجههُ ذُلًّا وتواضعًا، ازدادَ قلبهُ قصدًا للعلوِّ، كمَا قالَ تعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19].
وقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَقْرَبُ ما يَكُونُ العَبْدُ من رَبِّهِ وهو سَاجِدٌ»].
فعلمَ أنَّهم يفرِّقونَ بين توجُّهِ وجوههم في حالِ السُّجودِ إلى الأرضِ، وتوجيهِ القلوبِ في حالِ الدُّعاء إلى منْ في السَّماءِ. والقلوبُ حالَ الدُّعاءِ لا تقصدُ إلَّا العُلُوَّ، وأمَّا الوجوهُ والأيدي فيتنوعُ حالها: تارةً تكونُ في حالِ السُّجودِ إلى جهةِ الأرضِ، لكونِ ذلكَ غايةُ الخضوعِ، وتارةً تكونُ حالَ القيامِ مطرقةً، لكونِ ذلكَ أقربُ إلى الخشوعِ، وتارةً تتوجَّهُ إلى السَّماءِ لتوجُّهِ القلبِ.
وقد صحَّ عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه نهى عَنْ رفعِ البصرِ في الصَّلاةِ إلى السَّماءِ، وقال: «لَيَنْتَهِيَنَّ أقوامٌ من رَفْعِ أَبْصَارِهِمْ إلى السَّمَاءِ في الصَّلاَةِ أو لا تَرْجِعُ إلَيْهِمْ أَبْصَارُهُم».
وإنما نُهِيَ عنْ رفعِ البصرِ في الصَّلاة لأنَّهُ يُنافي الخشوعَ المأمورَ به في الصَّلاةِ.
قال تبارك وتعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ * خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ} [القمر: 6 - 7].
وقال عزَّ وجلَّ: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ} [المعارج: 43 - 44].
وقال جلَّ وعَلا: {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} [الشورى: 45].
ولهذا يوجدُ منْ يخاطبُ المعظَّمَ عنده لا يرفع بصرهُ إليهِ. ومعلومٌ أنَّهُ لو كانت الجهاتُ بالنسبةِ إلى الله سواء لم نؤمرْ بهذا.

الوجهُ الرابعُ:
أنَّ السجودَ من بابِ العبادةِ والخضوعِ للمسجودِ لهُ، كالرُّكوعِ والطَّوافِ بالبيتِ. وأمَّا السؤالُ والدُّعاءُ ففيهِ قصدُ المسؤولِ المدعوِّ، وتوجيهُ القلبِ نحوهُ، لا سيَّما عندَ الضَّرورةِ! فإنَّ السائلَ الداعي يقصدُ بقلبهِ جهةَ المدعوِّ المسؤولِ بحسب ضرورتِهِ واحتياجِهِ إليهِ.
وإذا كانَ كذلكَ، كانَ رفعُ رأسِهِ وطَرْفِهِ ويديهِ إلى جهةٍ، متضمِّنًا لقصدهِ إيَّاهُ في تلكَ الجهةِ، بخلافِ السَّاجدِ فإنَّهُ عابدٌ ذليلٌ خاشعٌ، وذلكَ يقتضي الذُّلَّ والخُضُوعَ، ليسَ فيهِ ما يقتضي توجيهَ الوَجْهِ واليَدِ نَحْوَهُ، لكن إنْ كان داعيًا وَجَّهَ قَلْبَهُ إليهِ.











رد مع اقتباس
قديم 2012-01-29, 15:09   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الشاذلي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B11 تابع عقيدة الاتقياء وتنزيه الاولياء

تابع عقيدة الاتقياء وتنزيه الاولياء



الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله اجمعين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
وبعد....



هذه هي عقيدة اهل السنة والجماعة في الاستواء والجهة ، وهي ما اتفقوا عليه ، وحتى لا اطيل ، فاقول بالله التوفيق ومنه السداد




107- وقال القاضي الشيخ بدر الدين محمد بن إبراهيم

المعروف بابن جماعة الشافعي الأشعري (733 هـ ) ما نصه :

( كان الله ولا زمان ولا مكان ، وهو الان على ما عليه كان )

إيضاح الدليل (ص103-104)





108- وقال أيضا ما نصه : ( فإن قيل: نفي الجهة عن الموجود يوجب نفيه لاستحالة موجود في غير جهة .

" قلنا : الموجود قسمان : موجود لا يتصرف فيه الوهم والحس والخيال والانفصال ، وموجود يتصرف ذلك فيه ويقبله .

فالأول ممنوع لاستحالته ، والرب لا يتصرف فيه ذلك ، إذ ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر، فصح وجوده عقلا من غير جهة ولا حيز كما دل الدليل العقلي فيه ، فوجب تصديقه عقلا، وكما دل الدليل العقلي على وجوده مع نفي الجسمية والعرضية مع بُعد الفهم الحسي له، فكذلك دلّ على نفي الجهة والحيز مع بُعد فهم الحسّ له )

إيضاح الدليل (ص 104- 105)





109- وقد ألَّف الشيخ شهاب الدين أحمد بن يحيى بن إسماعيل الكِلابي الحلبي الأصل المعروف بابن جَهْبَل (733 هـ) رسالة في الرد على ابن تيمية ، قال تاج الدين السبكي ما نصه :

( ووقفتُ له - أي ابن جهبل - على تصنيف صنّفَه في نفي الجهة ردَّا على ابن تيمية لا بأس به ، وهو هذا اهـ . ) "ثم ذكر هذه الرسالة بكاملها . وذَكر ابنُ جَهْبَل أنه ضَمَّنَ رسالته هذه عقيدة أهل السنة والرد على المشبهة المجسمة والحشوية والمتسترين بالسلف، ومما قاله : ( ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه ، والمبتدعة تزعم أنها على مذهب السلف )

طبقات الشافعية الكبرى (9/ 35 - 36 )




110- وقال ايضا : ( وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة فنقول :

عقيدتنا أن الله قديم أزليٌّ ، لا يُشْبِهُ شيئا ولا يشبهه شىء ، ليس له جهة ولا مكان ، ولا يجري عليه وقتٌ ولا زمان ، ولا يقال له أين ولا حيث، يُرَى لا عن مقابلة ولا على مقابلة ، كان ولا مكان ، كوَّن المكان ، ودبَّرَ الزمان ، وهو الآن على ما عليه كان ، هذا مذهب أهل السنة ، وعقيدة مشايخ الطريق رضي الله عنهم )

المصدر السابق (941/)





-111 وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري المعروف بابن الحاج المغربي المالكي (737 هـ) وكان من أصحاب العلاّمة الولي العارف بالله الزاهد المقريء ابن أبي جمرة نفعنا الله به ما نصه :

( لا يقال في حقه - تعالى - أين ولا كيف ) المدخل (3/ 146)






112- وقال أيضا ما نصه :

( فلا يقال أين ولا كيف ولا متى ، لأنه- تعالى - خالق الزمان والمكان ) المدخل (3/ 181)





113- قال المفسّر علي بن محمد المعروف بالخازن (741 هـ)

إن الشيخ فخر الدين الرازى ذكر الدلائل العقلية والسمعية على أنه

لا يمكن حمل قوله تعالى :" الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى "

على الجلوس والاستقرار وشغل المكان والحيّز ، وقد أصدر الملك الناصر محمد بن قلاون (4) (741 هـ) في سنة خمس وسبعمائة مرسوما يحذر فيه من عقيدة ابن تيمية الزائغة المتضمنة . للتشبيه والتجسيم وأمر بقراءة هذا المرسوم على المنابر في مصر والشام بعد أن عقد له مجلس شرعي حضره قضاه الإسلام وحكام الأنام وعلماء الدين وفقهاء المسلمين واتفقوا على إنكار ما كان يدعو إليه من إثبات الحيز والمكان والجهة في حق الله تعالى. ومما جاء في هذا المرسوم الذي قُرِأ على مسمع من العلماء ما نصه :

( وبلغنا أنه كان استتيب مرارّا فيما تقدم، وأخره الشرع الشريف لما تعرَّض لذلك وأقدم، ثم عاد بعد منعه، ولم تدخل تلك النواهي في سمعه وصح ذلك في مجلس الحاكم المالكي حكم الشرع الشريف أن يسجن هذا المذكور وأن يمنع من التصرف والظهور، ويكتب مرسومنا هذا بأن لا يسلك أحد ما سلكه المذكور من هذه المسالك، وينهى عن التشبيه في اعتقاد مثل ذلك ، أو يعود له في هذا القول متبعاً ، أو لهذه الألفاظ مستمعا ، أو يسري في التشبيه مَسْراه ، أو يفوه بجهة العلو بما فاه ، أو يتحدَّث أحد بحرف أو صوت، أو يفوه بذلك إلى الموت، أو يتفوه بتجسيم، أو ينطق بلفظ في ذلك غير مستقيم، أو يخرج عن رأي الأئمة، أو ينفرد به عن علماء الأمة، أو يُحيِّزَ الله سبحانه وتعالى في جهة أو يتعرض إلى حيث وكيف، فليس لمعتقد هذا إلا السيف )

(( انظر تفسير الخازن (2/ 238) ))

والمرسوم هذا مأخوذ من كتاب "نجم المهتدي "

لابن المعلم القرشي (مخطوط)



114- وقال الشيخ حسين بن محمد الطيبي (743 هـ)

عند شرح حديث الجارية ما نصه :

لم يُرِد - أي الرسول - السؤال عن مكانه - أي الله - فإنه منزه عنه )

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (6/ 340)


115- وقال المفسِّر ابي حيان الأندلسي (745 هـ) عند تفسير قوله تعالى :" وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِه "(19) ما نصه :

( ِوعند هنا لا يراد بها ظرف المكان لأنه تعالى منزه عن المكان، بل المعنى شرف المكانة وعلو المنزلة )

البحر المحيط سورة الأنبياء/ ءاية 19 (6/ 302)






116- وقال أيضا : ( قام البرهان العقلي على أنه تعالى ليس بمتحيز في جهة ) البحر المحيط: (سورة الملك/ ءاية 16- 8/ 302)






117- وقال أيضا ما نصه : ( إنه تعالى ليس في جهة )

البحر المحيط:

(سورة فاطر/ ءاية 10- جزء 7 / ص 303)





118- وقال الإمام المحقق القاضي

عضد الدين عبد الرحمن الإيجي (756 هـ) في المواقف في الجزء الثالث صفحة 16 في المرصد الثاني في تنزيهه تعالى ما نصه : (

المقصد الأول أنه تعالى ليس في جهة من الجهات ولا في مكان من الأمكنة وخالف فيه المشبهة وخصصوه بجهة الفوق " إلى أن قال ":

لنا في إثبات هذا المطلوب وجوه:

(الأول) لو كان الرب تعالى. في مكان أو في جهة لزم قدم المكان أو الجهة وقد برهنّا أن لا قديم سوى الله تعالى وعليه الاتفاق من المتخاصمين (الثاني) المتمكن محتاج إلى مكان بحيث يستحيل وجوده بدونه والمكان مستغن عن المتمكن لجواز الخلاء فيلزم إمكان الواجب ووجوب المكان وكلاهما باطل.

(الثالث) لو كان في مكان فإما أن يكون في بعض الأحياز أو في جميعها وكلاهما باطل.

(أما الأول) فلتساوي الأحياز في أنفسها لأن المكان عند المتكلمين هو الخلاء المتشابه وتساوى نسبته أي نسبة ذات الواجب إليها وحينئذ فيكون اختصاصه ببعضها دون بعضءاخر منها ترجيحا بلا مرجـح إن لم يكن هناك مخصص من خارج، أو يلزم الاحتياج أي احتجاج الواجب في تحيزه الذي لا تنفك ذاته عنه إلى الغير إن كان هناك مخصص خارجي .

(وأما الثاني) وهو أن يكون في جميع الأحياز فلأنه يلزم تداخل المتحيزين لأن بعض الأحياز مشغول بالأجسام وأنه أي تداخل المتحيزين مطلقا محال بالضرورة، وأيضا فيلزم على التقدير الثاني مخالطته لقاذورات العالم،. تعالى عن ذلك علوا كبيرا .

)الرابع) لو كان متحيزا لكان جوهرا لاستحالة كون الواجب تعالى عرَضا وإذا كان جوهرا فإما أن لا ينقسم أصلا أو ينقسم وكلاهما باطل

(أما الأول )فلأنه يكون حينئذ جزءا لا يتجزأ وهو أحقر الأشياء،

تعالى الله عن ذلك

أماالثاني) فلأنه يكون جسما وكل جسم مركب وقد مرّ أن التركيب الخارجي ينافي الوجوب الذاتي،

وأيضا فقد بيَّنا أن كل جسم محدث فيلزم حدوث الواجب )

ذكره محمود خطاب السبكي في

( إتحاف الكائنات (ص 130 -131)






119- وكان العلامة الحافظ الفقيه المجتهد الأصولي الشيخ تقي الدين علي ابن عبد الكافي السبكي الشافعي الأشعري (756 هـ)

ينزّه الله عن المكان ورد على المجسمة الذين ينسبون المكان والجهة لله تعالى ، ذكر ذلك في رسالته ( السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ) وهو ابن قيم الجوزية ، فقال ما نصه:

: ( ونحن نقطع أيضا بإجماعهم - أي رسل الله وأنبيائه - (على التنزيه) ، أما يستحي من ينقل إجماع الرسل على إثبات الجهة والفوقية الحسية لله تعالى؟ وعلماء الشريعة ينكرونها .

أما تخاف منهم أن يقولوا له إنك كذبتَ على الرسل

) السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل (ابن قيم الجوزية): (ص 105)






120- وكذا الحافظ صلاح الدين أبو سعيد خليل العلائي (761 هـ)

كان على عقيدة أهل الحق في تنزيه الله عن المكان والجهة ، فقد وقف على رسالة في العقيدة ألَّفها الشيخ أبو منصور فخر الدين بن عساكر وأثنى عليها بقوله :

( وهذه "العقيدةُ المرشدةُ" جرى قائلها على المنهاج القويم، والعَقْد المستقيم، وأصاب فيما نزَّه به العليَّ العظيم )

طبقات الشافعية الكبرى:

ترجمة عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله (8/ 185)


قلت : قال تاج الدين السبكي عن هذا الحافظ العلائي :

(كان حافظا ثبتا ثقة عارفا بأسماء الرجال والعلل والمتون، فقيها متكلما أديبا شاعرا ناظما ناثرا أشعريا صحيح العقيدة سنيا، لم يخلف بعده في الحديث مثله) اهـ فتأمل .

طبقات ا لشافعية (10/ 36)






121- وكذا الشيخ تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي الأشعري (771 هـ)

كان ينزه الله عن المكان والجهة ، فقال مانصه عن الله :

( حيٌّ عـليـمٌ قـادرٌ مـتكـلـمٌ عـال ولا نـعـنـي عُـلُـوَّ مـكـان.

ثم قال : "وإلُهنا لاشـىءَيُشبُههُ ولـيس بمشبه شـيئامن الـحِـدْثـِانِ ، قد كـان ما معه قـديما قـطُّ من شـىء ولـم يَـبْـرح بـلا أعـوان ، خلق الجهات مع الزمان مع المكان الكـل مخـلوق على الإمكـان ، ما إن تحُـلُّ به الحـوادثُ لا ولا كلا وليس يحُلُّ في الجسمان )

المصدر السابق

ترجمة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (3 /381 - 382)






122- وقال أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي الأندلسي (790 هـ) مانصه : ( سألني الشيخ الاستاذ الكبير الشهير أبو سعيد فرج بن قاسم ابن لُب التغلبي 782) هـ) أدام الله أيامه

عن قول ابن مالك في "تسهيل الفوائد" في باب اسم الإشارة :

"وقد يغني ذو البعد عن ذي القرب لعظمة المشير أو المشار إليه " فقال: إن المؤلف مثل عظمة المشير في الشرح بقوله تعالى :

" وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) سورة طه ، ولم يبين ما وجه ذلك ، فما وجهه؟ ففكرت فلم أجد جوابا .

فقال : وجهه أن الإشارة بذي القرب ههنا قد يُتوهم فيها القرب بالمكان ، والله تعالى يتقدس عن ذلك، فلما أشار بذي البعد أعطى بمعناه أن المشير مباين للأمكنة، وبعيد عن أن يُوصف بالقرب المكاني، فأتى البعدُ في الإشارة منبها على بعد نسبة المكان عن الذات العلي وأنه يبعد أن يحلَّ في مكان أو يدانيه )

الإفادات والإنشادات رقم 11-

إفادة: الإشارة للبعيد باسم الإشارة

الموضوع للقريب (ص93- 94)







123- وقال الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني (768 هـ)

بعد أن ذكر عقيدة الصوفية في تنزيه الله عن الجهة والمكان ما نصه :

( فأنا أذكر الآن عقيدتي معهم على جهة الاختصار فأقول وبالله التوفيق : الذي نعتقده أنه سبحانه وتعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله ، وبالمعنى الذي أراده ، استواء منزها عن الحلول والاستقرار والحركة والانتقال ، لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ، لا يقال أين كان ولا كيف كان ، ولا متى ، كان ولا مكان ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان ، تعالى عن الجهات والأقطار والحدود والمقدار )

روض الرياحبن (ص498)





124- وقال الشيخ محمد بن يوسف

المعروف بالكرماني البغدادي (786 هـ)

وهو أحد.شرَّاح صحيح البخاري ما نصه :

( قوله "في السماء" ظاهره غير مراد ،

إذ الله منزه عن الحلول في المكان )

نقله عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/ 412).






125- وقال العلامة الشيخ مسعود بن عمر التفتازاني (791هـ)

في تنزيه الله عن المكان والحيز والجهة ما نصه :

( وأما الدليل على عدم التحيز فهو أنه لو تحيز فإما في الأزل فيلزم قدم الحيز، أو لا فيكون محلاًّ للحوادث ، وأيضّا إمّا أن يساوي الحيز أو ينقص عنه فيكون متناهيا ، أو يزيد عليه فيكون متجزئا ، وإذا لم يكن في مكان لم يكن في جهة . لا علو ولا سفل ولا غيرهما )

أنظر شرحه على العقيدة النسفية (ص 72)






126- وقال اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادى(817 هـ)

ما نصه): وقرب الله تعالى من العبد هو الإفضال عليه والفيض لا بالمكان )بصائر ذوى"التمييز (مادة: ق رب، 4/ 254)






127- وقال الحافظ المحدث ولي الدين أبو زرعة

أحمد بن عبد الرحيم العراقي 826) هـ) ما نصه :

( وقوله أي النبي - "فهو عنده فوق العرش " لا بد من تأويل ظاهر لفظة" عنده " لأن معناها حضرة الشىء والله تعالى منزه عن الاستقرار والتحيز والجهة ، فالعندية ليست من حضرة المكان بل من حضرة الشرف ، أي وضع ذلك الكتاب في محل مُعظّم عنده )

انظر طرح التثريب (8/،84)

. وهذا يدل على أن عقيدة أهل الحديث تنزيه الله عن المكان والجهة ، ومن نسب إليهم خلاف ذلك فقد افترى عليهم .






128- وقال الحافظ ابن حجر (852 هـ) ما نصه :

( ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محالا على الله أن لا يوصف بالعلو، لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى ، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس ، ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي ، ولم يرد ضد ذلك وإن كان قد أحاط بكل شىء علما جلّ وعز )

فتح الباري(6/ 136)





129- وقال أيضا عند شرح حديث النزول ما نصه :

( استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو ، وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز ، تعالى الله عن ذلك )

فتح الباري (3/ 30)






130- وقال أيضا : ( فمعتمد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول، ليس كمثله شىء )

فتح الباري 7/ 124)






131- وقال أيضا عند شرح قول البخاري:

"بابٌ:تحاجَّ آدمُ وموسى عند الله "ما نصه :

( فإن العندية عندية اختصاص وتشريف لا عندية مكان )

فتح الباري 11/ 505) )






132- وقال الشيخ بدر الدين محمود بن أحمد العَيْني الحنفي (855 هـ)

في شرحه على صحيح البخاري ما نصه:

( ولا يدل قوله تعالى : " وكان عرشه على الماء " (7) سورة طه

على، أنه - تعالى - حالّ عليه ، وإنما أخبر عن العرش خاصة بأنه على الماء ، ولم يخبر عن نفسه بأنه حال عليه،

تعالى الله عن ذلك، لأنه لم يكن له حاجة إليه )

عمدة القاري (مجلد 12/ 25/ 111)






133- وقال أيضا ما نصه : ( تقرر أن الله ليس بجسم ،

فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان )

عمدة القاري (مجلد 12/ 25/ 117)






134- وقال الشيخ جلال الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي (864 هـ) عند شرح قول تاج الدين السبكي:

"ليس- الله - بجسم ولا جوهر ولا عَرَض لم يزل وحده ولا مكان ولا زمان" ما نصه :

( أي هو موجود وحده قبل المكان والزمان فهو منزه عنهما )

أنظر شرحه على متن جمع الجوامع

(مطبوع مع حاشة البناني) / 405) 2)






135- وقال الشيخ محمد بن محمد الحنفي المعروف. بابن أمير الحاج الحنفي (879 هـ) ما نصه :

( ولترجيح الأقوى دلالة لزم نفي التشبيه عن البارىءجل وعز

في "عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" ونحوه مما ظاهره يوهم المكان بقوله تعالى "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" لأنه يقتضي نفي المماثلة بينه وبين شىء ما ، و المكان والمتمكن فيه يتماثلان من حيث القدر، إذ حقيقة المكان قدر ما يتمكن فيه المتمكن لا ما فضل عنه ،

وقدم العمل بهذه الآية لأنها محكمة لا تحتمل تأويلا )

التقرير والتحبير (3/ 18 )






136- وقال الشيخ برهان الدين إبراهيم

بن عمر البقاعي الشافعي (885 هـ) صاحب تفسير "نظم الدُّرر"

ما نصه : ( ثبت بالدليل القطعي على أنه سبحانه ليس بمتحيِّزفي جهة ) نظم الدرر (20/ 248)






137- وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي عند ذكر ما يستحيل في حقه تعالى (895 هـ) ما نصه :

( والمماثلة للحوادث بأن يكونَ جرما أي يأخُذُ ذاتُه العلي قدرا من الفراغ ، أو أن يكون عَرضا يقوم بالجرم ، أو يكون في جهة للجرم ، أو له هو جهة ، أو يتقيد بمكان أو زمان )

انظر أم البراهين في العقائد (متن السنوسية) ،

المطبوع ضمن مجموع مهمات المتون (ص/ 4)






138- قال الشيخ محمد بن منصور الهدهدي المصري

شارحا لكلام السنوسي ما نصه : (

وكذا يستحيل عليه ما يستلزم مماثلته للحوادث بأن يكون في جهة للجرم بأن يكون فوق الجرم أو تحت الجرم أو يمين الجرم أو شمال الجرم أو أمامه أو خلفه ، لأنه لو كان في جهات الجرم لزم أن يكون متحيزا، وكذا يستحيل عليه أن يكونا له جهة لأن الجهة من لوازم الجرم )

شرح الهدهدي على أم البراهين (ص 88 )






139- وقال القاضي مصطفى بن محمد الكستلي الحنفي الرومي (901 هـ) في حاشيته على شرح التفتازاني على النسفية عند شرح قول التفتازاني في تنزيه الله عن الجهة والحيز ما نصه :

( قوله : فيلزم قدم الحيز ) إذ المتحيز لا يوجد بدون الحيز

فقدمه يستلزم قدمه )

حاشية الكستلي على شرح العقائد (ص72)







140-وقال الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي (902 هـ )ما نصه :

( قال شيخنا - يعني الحافظ ابن حجر - : إن علم الله يشمل جميع الأقطار ، والله سبحانه وتعالى منزه عن الحلول في الأماكن ، فإنه سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن )

المقاصد الحسنة (رقم 886 ، ص 342)






141- وقال الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي عند شرح حديث :

( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) ما نصه :

( قال القرطبي : هذا أقرب بالرتبة والكرامة لا بالمسافة ، لأنه منزه عن المكان والمساحة والزمان . وقال البدر بن الصاحب في تذكرته :

في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى )

شرح السيوطي لسنن النساني ( 1 / 576 )






142- وقال الشيخ أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني المصري 933)هـ) في شرحه على صحيح البخاري ما نصه :

( ذات الله منزه عن المكان والجهة )

إرشاد الساري (15/ 451 )






143- وقال أيضا ما نصه :

( قول الله تعالى "وُجُوُهٌ" هي وجوه المؤمنين "يَوْمَئًذٍ" يوم القيامة "نَّاضِرَةٌحسنة ناعمة "إلى رَبِّهَانَاظِرَةٌ"

بلاكيفية ولاجهة ولا ثبوت مسافة )

إرشاد الساري (15/ 462 )






144- وقال الشيخ القاضي زكريا الأنصاري الشافعي (926 هـ)

في شرحه على"الرسالة القشيرية" ما نصه :

( إن الله ليس بجسم ولا عَرَض ولا في مكان ولا زمان )

حاشية الرسالة القشيرية (ص 2)






145- وقال أيضا عن الله ما نصه :

( لا مكان له كما لا زمان له لأنه الخالق لكل مكان وزمان )

حاشية الرسالة القشيرية ( ص 5 )





146- وقال في تفسيره ما نصه :

( هو تعالى منزه عن كل مكان )

فتح الرحمن : تفسير سورة الملك (ص 595)





147- وقال الشيخ أبو علي محمد بن علي بن عبد الرحمن الصوفي الزاهد المعروف بابن عِراق الكناني الدمشقي نزيل بيروت (933 )

ما نصه : ( كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان ، جَلَّ عن التشبيه والتقدير ، والتكييف والتغيير ، والتأليف والتصوير )

انظر تاريخ النور السافر (ص175 )


قلت وابن عراق هذا ولد بدمشق ورحل إلى مصر والتقى بعدد من العلماء منهم القاضي زكريا وجلال الدين السيوطي ، ورجع إلى الشام ثم انتقل إلى بيروت وقعد لتربية المريدين وبنى بها دارا لعياله ورباطا للفقراء ، وهو صاحـب الزاوية المشهورة بزاوية ابن عِراق في وسط بيروت ، وحج وتردد بين الحرمين مرارا ، وتوفي رحمه الله تعالى بمكة المكرمة ،

وهو والد علي بن محمد صاحب

كتاب (تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة) .

أنظر ترجمته : تاريخ النور السافر (ص174)،

شذرات الذهب (8 / 196 )،

وغيرها من المصادر





148-وقال أيضا ما نصه :

( ذات الله ليس بجسم ، فالجسم بالجهات محفوف ، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس ، على العرش استوى من غير تمكن ولا جلوس)

تاريخ النور السافر (ص 175 )






149- وقال الحافظ المؤرخ محمد بن علي المعروف

بابن طولون الحنفي (953 هـ) ما نصه :

( قال الحافظ ابن حجر : إن علم الله يشمل جميع الأقطار ،

والله سبحانه وتعالى تنزه عن الحلول في الأماكن ،

فالله سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن )

الشذرة في الأحاديث المشتهرة (2 / 72، رقم 758 )






150- ويقول الشيخ الشعراني المصري (973 هـ)

في )لطائف المتن والأخلاق : (

ومما مَنَّ الله تبارك وتعالى به علي عدم قولي بالجهة! في الحق تبارك وتعالى من حين كنت صغير السن عناية من الله سبحانه وتعالى بي ) لطائف المنن والأخلاق (ص 275)






151- وقال الشيخ ابن حجر الهيتمي (974 ) ما نصه :

( عقيدة إمام السُّنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة من المبالغة التامّة في تنزيه الله تعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوّا كبيرا من الجهة والجسمية وغيرهما من سائر سمات النقص ، بل وعن كل وصف ليس فيه كمال مطلق ، وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إلى هذا الإمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشىء من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه )

(الفتاوى الحديثية (ص 144)












152- وقال الشيخ محمد الخطيب الشربيني المصري (977 هـ)

مانصه:

( ثبت بالدليل القطعي أنه - تعالى - ليس بمتحيز لئلا يلزم التجسيم ) تفسير القرءان الكريم

(سورة الملك/ ءاية 16- 4/ 344 - 345 )






153- وقال أيضا : ( قال القرطبي - المفسّر - :

ووصْفه - تعالى - بالعلوّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام ، ولأنه تعالى خلَق الأمكنة وهو غير متحيز ،

وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان ،

وهو الآن على ما عليه كان )

تفسير القرءان الكريم

(سورة الملك/ آية 16- 4/ 344 – 345)






154- وقال الشيخ مُلاّ علي القاري الحنفي (1014هـ) ما نصه:

( وأما علوّه تعالى على خلقه المُستفاد من نحو قوله تعالى :

" وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ، فعلو مكانة ومرتبة لا علو مكان كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة بل وسائر طوائف الإسلام من المعتزلة والخوارج وسائر أهل ، البدعة إلا طائفة من المجسمة وجهلة من الحنابلة القائلين بالجهة ، تعالى الله عن ذلك علوا كبير )

انظر شرح الفقه الأكبر :

بعد أن انتهى من شرح رسائله

الإمام أبي حنيفة (ص 196 -197 )






155- وقال ما نصه : ( إنه سبحانه ليس في مكان من الأمكنة ولا في زمان من الأزمنة ، لأن المكان والزمان من جملة المخلوقات وهو سبحانه كان موجودا في الأزل ولم يكن معه شىء من الموجودات )

انظر شرح الفقه الأكبر :

عند شرح قول أبي حنيفة : "وهو شىء لا كالأشياء"(ص 54)






156- وقال الشيخ برهان الدين إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللقاني المصري المالكي (1041)هـ صاحب منظومة

"جوهرة التوحيد" في العقائد ما نصه :

(ويستحيل ضِدُّ ذي الصفات في حقه كـالكون في الجـهات )

جوهرة التوحيد (ضمن مجموع مهمات المتون)

(رقم البيت 43 / ص 13)






157- وقال الشيخ المؤرخ أحمد بن محمد المقري التلمساني المالكي الأشعري (1041هـ) في تنزيه الله عن المكان ما نصه :

( أو بارْتسَام في خيال يُعْتَبَرْ *** أو بزمان أو مكـان أو كِـبَرْ)

إضاءة الدُّجْنَة في عقاند أهل السنة (ص 48 )






158- وقال منزها الله عن الجهة ما نصه : ( جَلَّ عن الجهات )

المصدر السابق (ص 49)






159- وقال المحدِث الشيخ محمد بن علي المعروف بابن

علاّن الصّديقي الشافعي 1057هـ) ما نصه:

( إن الله فوق كل موجود مكانة واستيلاء لا مكانا وجهة)

الفتوحات الربانية (مجلد 4/ 7/327)





160- وقال الشيخ عبد السلام بن إبراهيم اللقاني المصري المالكي (1078 هـ)) عند ذكر ما يستحيل عليه تعالى ما نصه :

( أو يكون في جهة للجرم ، أو له هو جهة ، أو يتقيد بمكان أو زمان ) شرح جوهرة التوحيد (ص 137 )






161- وقال العلامة الشيخ كمال الدين البياضي الحنفي (1098هـ)

ما نصه : ( وقال في الفقه الأبسط :

(كان الله تعالى ولا مكان ، كان قبل أن يخلق الخلق ، كان ولم يكن أين ) أي مكان ، " (ولا خلق ولا شىء، وهو خالق كل شىء ) مُوجد له بعد العدم ، فلا يكون شىء من المكان والجهة قديما )

انظر إشارات المرام (ص 197)






162- وقال أيضا في كتابه "إشارات المرام" ممزوجا بالمتن ما نصه :

( ولقاء الله تعالى لأهل الجنة حق بلا كيفيّة ولا تشبيه له تعالى بشىء من المخلوقات ولا جهة له ولا تحيّز في شىء من الجهات، وفيه إشارات:
الأولى : أنه تعالى يُرى بلا تشبيه لعباده في الجنة بخلق قوة الإدزاك في الباصرة من غير تحيّز ومقابلة ولا مواجهة ولا مسـامته )

إشارات المرام (ص 201 )






163- وقال الشيخ محمد بن عبد الباقي الزُّرقاني المالكي (1122هـ)

في شرحه على موطأ مالك ما نصه :

( وقال البيضاوي : لما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال

من موضع إلى موضع أخفض منه )

شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك (2 / 36)






164- وقال الشيخ محمد بن عبد الهادي السِّندي الحنفي شارح سنن النسائي 1138هـ) عند شرح حديث

( أقرب ما بكون العبد من ربه وهو ساجد ) ما نصه:

قال القرطبي : هذا أقرب بالرتبة والكرامة لا بالمسافة والمساحة ، لأنه تعالى منزه عن المكان والزمان .

وقال البدر بن الصاحب في تذكرته : وفي الحديث

إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى )

حاشية السندي على سنن النساني (576 /1 )





165- قال الصوفي الزاهد العارف الشيخ عبد الغني النابلسي

الدمشقي الحنفي ) 1143هـ) ما نصه :

( فيتنزه سبحانه وتعالى عن جميع الأمكنة العلوية والسفلية وما بينهما ) رائحة الجنة شرح إضاءة الدُّجنَة (ص48 – 49 )





166- وقال أيضا : ( الجهات جمع جهة ، وهي ست :

فوق وتحت ويمين وشمال وقدام وخلف ، والجهة عند المتكلمين

هي نفس المكان باعتبار إضافة جسم ءاخر إليه.

ومعنى كون الجسم في جهة كونه مضافا إلى جسم ءاخر حتى لو انعدمت الأجسام كلها لزم من ذلك انعدام الجهات كلها، لأن الجهات من توابع الأجسام واضافاتها كما قدمناه في المكان والزمان وحيث انتفى عن الله تعالى الزمان والمكان انتفت الجهات كلها عنه تعالى أيضا لأن جميع ذلك من لوازم الجسمية وهي مستحيلة في حقه تعالى )

المصدر السابق






167- وقال الشيخ العلامة أبو البركات أحمد بن محمد الدردير المالكي المصري 1201)هـ) عن الله تعالى ما نصه :

( منزهٌ عن الحـلول والجـهه *** والاتـصـال الانـفـصـال والسَّفـه ) الخريدة البهية ( ضمن مجمرع مهمات المتون )

(رقم البيت 31 / ص 25 )






168-وقال المحدث اللغوي الفقيه السيد محمد مرتضى الزبيدي الحنفي (1205هـ ) ما نصه : ( إنه سبحانه لا مكان له ولا جهة )

إتحاف السادة المتقين 2/ 24) )





169- وقال أيضا : ( إنه تعالى مقدس منزَّه عن التغير من حال إلى حال والانتقال من مكان إلى مكان ، وكذا الاتصال والانفصال

فإن كلاًّ من ذلك من صفات المخلوقين )

المصدر السابق (2 / 25 )





170- وقال أيضا :

( تقدس - أي الله - عن أن يَحويه مكان فيُشار إليه أو تضمه جهة ) المصدر السابق (2 / 25 )






171- وقال أيضا ما نصه :

( ذات الله ليس في جهة من الجهات الست ولا في مكان من الأمكنة ) المصدر السابق (2 / 103 )





172- وسأل الأديبَ أحمد اليافي مفتي الشام

محمد خليل المرادي (1206 هـ) ما نصه : ( قلت : ما الدليل على قيامه بنفسه أيها الأجلّ ؟ قال : استغناؤه عن المخصِّص والمحل ،

وقال : قلت : ما الدليل على أنه ليس بجسم ولا عرض في زمان ؟

قال : عدم افتقاره إلى المحل والمكان )

علماء دمشق وأعيانها في القرن

الثالث عشر الهجري (1 / 172 - 173 )


قلت : فانظر الى جمال السؤال من السائل ،

وانظر الى فطنة ذلك العالم لله دره .





173- وقال العلامة الدسوقي (1230هـ)

في حاشيته على شرح أم البراهين عند قول المصنف في المستحيلات :

( أو يكون في جهة أو يكون له هو جهة ) : حاصله أنه يستحيل أن يكون له تعالى جهة بأن يكون له يمين أو شمال أو فوق أو تحت أو خلف أو أمام لأن الجهات الست من عوارض الجسم ففوق من عوارض الرأس وتحت من عوارض الرجل ويمين وشمال من عوارض الجنب الأيمن والأيسر وأمام وخلف من عوارض البطن والظهر ومن استحال عليه أن يكون جرمّا استحال عليه أن يتصف بهذه الأعضاء ولوازمها )

ذكره محمود خطاب السبكي في كتابه "إتحاف الكائنات " ((ص 130).





174- وقال الشيخ الصوفي الزاهد العلامة مولانا خالد

بن أحمد النقشبندي (1242هـ) دفين دمشق ما نصه :

( أشهد بأن الله ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ، وكذلك صفاته ، لا يقوم به حادث ولا يحل في شىء ولا يتحد بغيره ، مقدس عن التجسم وتوابعه وعن الجهات والأقطار )

علماء دمشق وأعيانها في القرن

الثالث عشر الهجرى (1 / 312 ).





175- وقال أيضا ما نصه :

( أشهد بأن الله مقدس عن التجسم وتوابعه وعن الجهات والأقطار ) المصدر السابق (1 / 312).






176- وقال الشيخ الفقيه محمد أمين بن عمر المعروف بابن عابدين الحنفي الدمشقي صاحب الحاشية المعروفة (1252هـ) ما نصه :

( ودنا من الرحمن عز وجل قرب مكانة من غير قرب مكان)

المصدر السابق (1 / 422)






177- وقال مفتي بيروت المحدث الشيخ عبد اللطيف فتح الله

الحنفي (1260هـ) عن قول صاحب بدء الأمالي :

( نسمي الله شيئا لا كـالاشياء وذاتا عن جـهات الست خالـي

فقال ما نصه : ( قد ثبت بالدليلين النقلي ، والعقلي مخالفته تعالى للحوادث قوله تعالى :" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ "وغير ذلك من الأدلة النقلية والعقلية ذكرها أهل الكلام، والكلام عليها طويل ) أنظر ديوان المفتي الشيخ عبد اللطيف فتح الله ، طبع بيروت.





جميع المصادر مكتوبة وكذلك أرقام الصفحات





تمت وبالخيري عمت





وصل الله على سيدنا محمد رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-29, 21:14   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
تابع عقيدة الاتقياء وتنزيه الاولياء
نفس شيء كل ما نقلته عن شيوخك الأشاعرة على طريقة(عويشة تزكي عويشة)) إنما هو نفي للمكان والجهة والجسم والحيز والحركة والإنتقال وليس نفي لما وصف الله به نفسه لهذا نطلب منك أن تبين لنا عقيدتك في الصفات الواردة في الكتاب والسنة وليس عقيدتك في الألفاظ المبتدعة! ونقول لك مرة أخرى:
إذا أردتم بنفيكم للجهة والمكان والجسم والحيز والجوهر والحركة والإنتقال وما إلى ذلك من التفاهات الفلسفية تنزيه رب العالمين من مماثلة المخلوقات فهذا حق نوافقكم عليه ونشجعكم عليه لكننا ننكر عليكم هذه الألفاظ المحدثة المبتدعة في دين الله وننصحكم بالإقتصار على الألفاظ السنية السلفية التي وردت في الكتاب والسنة ففيها كفاية والحمد لله أما إن أردتم بهذه الألفاظ المحدثة تنزيه رب العالمين عما وصف نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فنقول لكم هل أنتم أعلم أم الله؟!من أمركم بهذا التنزيه المزعوم!.

اقتباس:
وقال الشيخ أبو منصور - فخر الدين عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن عساكر (620 هـ) عن الله تعالى ما نصه :

( ولا يقال ،......... ولا أين كـان ................. )

انظر طبقات الشافعية ( 8/ 186)

وقد أثنى الفقيه الحافظ الشيخ تقي الدين أبو الفتح محمد بن وهب القشيري المعروف بابن دقيق العيد الأشعري (752 هـ)

على الرسالة التي صنفها ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد القرطبي يرد بها على ما وقع في عصره من بعض المبتدعة من هجو الإمام أبي الحسن الأشعري، ومن جملة ما جاء في هذه الرسالة :

( هو الله لا أين...................)
- وقال ايضا : ( وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة فنقول :
اقتباس:
.................................................. ..، ولا يقال له أين))

وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري المعروف بابن الحاج المغربي المالكي (737 هـ) وكان من أصحاب العلاّمة الولي العارف بالله الزاهد المقريء ابن أبي جمرة نفعنا الله به ما نصه :

( لا يقال في حقه - تعالى - أين ) المدخل (3/ 146)

وقال أيضا ما نصه :
( فلا يقال أين ...............) المدخل (3/ 181





الرد:
عن معاوية بن حكم السلمي رضي الله عنه قال ‏‎:‎كانت لي جارية ترعى غنما ‏قبل أحد والجوانية .فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها ,وأنا ‏رجل من بني آدم آسف كما يأسفون ,لكني صككتها صكة .فأتيت رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي.قلت ‏‎:‎يا رسول الله أفلا أعتقها؟ .قال((ائتني ‏بها) فأتيته بها فقال لها(أين الله))؟,قالت في السماء.قال((من أنا)).قالت ‏‎:‎‏ أنت ‏رسول الله.قال: ((أعتقها فإنها مؤمنة))أخرجه مسلم
قال الشيخ الهراس ‏‎:‎‏ (هذا الحديث يتألق نصاعة ووضوحا وهو صاعقة على ‏رؤوس أهل التعطيل ,فهذا رجل أخطا في حق جاريته بضربها فأراد أن يكفر ‏عن خطيئته بعتقها,فاستمهله الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يمتحن إيمانها ‏‏,فكان السؤال الذي إختاره لهذا الامتحان هو(أين الله)ولما أجابت بأنه في السماء ‏‏,رضي جوابها وشهد لها بالإيمان ,ولو أنك قلت لمعطل ‏‎:‎أين الله؟لحكم عليك ‏بالكفران)تعليقات الشيخ الهراس على كتاب التوحيد لابن خزيمة.(ص121-‏‏122).‏
ويستفاد من حديث الجارية ما يلي ‏‎:‎
‏ أولا: شرعية‎ ‎قول المسلم: أين الله؟ ‏
ثانيا: شرعية قول المسؤول "في السماء"،
‏ ثالثا: فيه دليل على‎ ‎أن من لم يعلم أن الله عز وجل على عرشه فوق السماء ‏فليس بمؤمن. ‏
رابعا: وفيه دليل‎ ‎على أن الله عز وجل على عرشه فوق السماء. ‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‎: ‎والجارية التي قال لها النبي صلى الله ‏عليه وسلم: "أين الله" قالت: في السماء. قال‎: "‎أعتقها فإنها مؤمنة" وإنما أخبرت ‏عن الفطرة التي فطرها الله تعالى عليها وأقرها‎ ‎النبي صلى الله عليه وسلم وشهد ‏لها بالإيمان. فليتأمل العاقل ذلك يجده هاديا له على‎ ‎معرفة ربه، والإقرار به كما ‏ينبغي‎. ‎
وقال الحافظ ابن عبد البر في (( الاستذكار ))(23/167‏‎):

‎)) ‎وأمّا قوله في هذا الحديث للجارية (( أين‎ ‎الله؟ )) فعلى ذلك جماعة أهل ‏السنّة، وهم أهل الحديث ورواته المتفقهون فيه وسائر‎ ‎نقلته، كلّهم يقول ما قال ‏الله في كتابه.. . ومخالفونا ينسبونا في ذلك إلى التشبيه،‎ ‎والله المستعان، ومن ‏قال بما نطق به القرآن، فلا عيب عليه عند ذوي الألباب‎ )).‎











رد مع اقتباس
قديم 2012-01-30, 08:46   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
الشاذلي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

تنـزيه الله عن المكان والجهة من القرءان

1 ـ قال الله تعالى:{ليس كمثلِه شىء} [سورة الشورى/11]،
أي أن الله تعالى لا يشبه شيئًا من خلقه بوجه من الوجوه، ففي هذه الآية نفي المشابهة والمماثلة، فلا يحتاج إلى مكان يحُل فيه ولا إلى جهة يتحيز فيها، بل الأمر كما قال سيدنا عليّ رضي الله عنه: "كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان" رواه أبو منصور البغدادي
في كتاب (الفرق بين الفرق (333ص)..

وفي هذه الآية دليلٌ لأهل السنةوالجماعة على مخالفة الله للحوادث، ومعْنى مُخالفةِ الله للحوادِثِ أنّه لا يُشْبِهُ المخْلُوقاتِ، وهذِه الصِّفةُ من الصِّفاتِ السّلْبِيّةِ الخمْسةِ أي التي تدُلُّ على نفْي ما لا يلِيْقُ بالله.



والدّلِيْلُ العقْلِيُّعلى ذلِك أنّهُ لو كان يُشْبِهُ شيْئًا مِنْ خلْقِه لجاز عليْهِ ما يجُوزُ على الخلْق مِن التّغيُّرِ والتّطوُّرِ، ولو جاز عليْهِ ذلِك لاحْتاج إلى منْ يُغيّرُهُ والمُحْتاجُ إلى غيْرِه لا يكُونُ إِلهًا، فثبت لهُ أنّهُ لا يُشْبِهُ شيئًا.



والبُرْهانُ النّقْلِيُّلِوُجُوْبِ مُخالفتِهِ تعالى لِلْحوادِثِ قوله تعالى :
{ليس كمثله شىء} وهُو أوْضحُ دلِيْلٍ نقْلِيّ في ذلِك جاء في القُرءانِ،
لأنّ هذِهِ الآية تُفْهِمُ التّنْزِيْه الكُلِّيّ لأنّ الله تبارك وتعالى ذكر فِيْها لفْظ شىءٍ في سِياقِ النّفْي، والنّكِرةُ إِذا أُوْرِدت في سِياقِ النّفْي فهِي للشُّمُوْلِ،
فالله تبارك وتعالى نفى بِهذِهِ الجُمْلةِ عنْ نفْسِهِ مُشابهة الأجْرامِ والأجْسامِ والأعراضِ، فهُو تبارك وتعالى كما لا يُشْبِهُ ذوِي الأرواحِ مِنْ إِنسٍ وجِنّ وملائِكةٍ وغيْرِهِم، لا يُشْبِهُ الجماداتِ من الأجرامِ العُلْوِيّةِ والسُّفْلِيّةِ أيضًا، فالله تبارك وتعالى لم يُقيّد نفْي الشّبهِ عنْهُ بنوْعٍ منْ أنْواعِ الحوادِثِ،
بل شمل نفْيُ مُشابهتِهِ لِكُلّ أفْرادِ الحادِثاتِ، ويشْملُ نفْيُ مُشابهةِ الله لخلْقِه تنْزِيْهه تعالى عن المكان والجهة والكميّة والكيْفِيّةِ، فالكمّيّةُ هِي مِقْدارُ الجِرمِ، فهُو تبارك وتعالى ليْس كالجِرمِ الذي يدْخُلُهُ المِقْدارُ والمِساحةُ والحدُّ، فهُو ليْس بِمحْدُودٍ ذِي مِقْدارٍ ومسافةٍ.



فلو كان الله فوق العرشِ بذاتِهِ كما يقولُ المشبِّهةُ لكان محاذيًا للعرشِ، ومِنْ ضرورةِ المُحاذِي أنْ يكون أكبر مِن المحاذى أو أصغر أو مثله،
وأنّ هذا ومثله إنما يكونُ في الأجسامِ التي تقبلُ المِقدار والمساحة والحدّ، وهذا مُحالٌ على الله تعالى، وما أدّى إلى المُحالِ فهو محالٌ، وبطل قولُهُم إن الله متحيّزٌ فوق العرشِ بذاتهِ.
ومنْ قال في الله تعالى إِنّ لهُ حدًّا فقدْ شبّههُ بخلْقِهِ لأنّ ذلِك يُنافي الألُوهِيّة، والله تبارك وتعالى لو كان ذا حدّ ومِقْدارٍ لاحتاج إِلى منْ جعلهُ بذلِك الحدّ والمِقْدارِ كما تحتاجُ الأجْرامُ إِلى منْ جعلها بحدُوْدِها ومقادِيْرِها لأنّ الشّىء لا يخْلُقُ نفْسه بمِقْدارِه، فالله تبارك وتعالى لو كان ذا حدّ ومِقْدارٍ كالأجْرامِ لاحْتاج إلى منْ جعلهُ بذلك الحدّ لأنّه لا يصِحُّ في العقْلِ أنْ يكُون هُو جعل نفْسه بذلِك الحدّ، والمُحْتاجُ إِلى غيْرِهِ لا يكُونُ إِلهًا، لأنّ مِنْ شرْطِ الإلهِ الاسْتِغْناء عنْ كُلّ شىءٍ.



2ـ قال الله تعالى:{وللهِ المثَلُ الأعلى} [سورة النحل/60]
أي الوصف الذي لا يشبه وصف غيره، فلا يوصف ربنا عزَّ وجلَّ بصفات المخلوقين من التغيّر والتطور والحلول في الأماكن والسُّكْنى فوق العرش، تعالى اللهُ عن ذلك علوًّا كبيرًا.
قال المفسِّر اللغوي أبو حيان الأندلسي في تفسيره:
"{وللهِ المثَلُ الأعلى} أي الصفة العليا من تنـزيهه تعالى عن الولد والصاحبة وجميع ما تنسب الكفرةُ إليه مما لا يليق به تعالى
كالتشبيه والانتقال وظهوره تعالى في صورة" اهـ.



3ـ ومما يدل على ما قدمناقول الله تعالى :
{فلا تضربوا للهِ الأمثال} [سورة النحل/74]،
أي لا تجعلوا لله الشبيهَ والمِثْل فإن اللهَ تعالى لا شبيه له ولا مثيل له،
فلا ذاتُه يشبه الذواتِ ولا صفاتُه تشبه الصفاتِ.




4ـ وقال الله تعالى:{هل تعلمُ لهُ سميًّا} [سورة مريم/65]
أي مِثلاً، فالله تعالى لا مِثْلَ له ولا شبيه ولا نظير، فمن وصفه بصفة من صفات البشر كالقعود والقيام والجلوس والاستقرار يكون شَبَّهَهُ بهم،
ومن قال بأن الله يسكن العرش أو أنه ملأه يكون شبّه اللهَ بالملائكة
سُكّان السّموات. وهذا الاعتقاد كفر والعياذ بالله تعالى لتكذيبه قول الله: {ليس كمثله شىء} [سورة الشورى/11]، وقول الله تعالى :
{هل تعلمُ له سميًّا} [سورة مريم/65].




5ـ وكذلك مما يدل على تنـزيهه تعالىعن المكان قول الله تعالى :
{هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [سورة الحديد/3]
قال الطبري في تفسيره: "فلا شىء أقرب إلى شىء منه، كما قال :
{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [سورة ق/16]" اهـ.
أي أن الطبري نفى القُرْبَ الحِسِّي الذي تقول به المجسمةُ،
أما القرب المعنوي فلا يَنفيه، وهذا دليل على تنزيه الله
عن المكان والجهة.
فالله تعالى هو الأول أي الأزلي الذي لا ابتداء لوجوده، كان ولم يكن مكانٌ ولا زمان ثم خلق الأماكنَ والأزمنة ولا يزال موجودًا بلا مكان،
ولا يطرأ عليه تغيّر لا في ذاته ولا في صفاته.




6ـ وقال الله تعالى:{وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص/4]
أي لا نظير له بوجه من الوجوه، وهذه الآية قد فسَّرتها
ءاية الشورى :{ليس كمثله شىء}.



7ـ وقال الله تعالى :{فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} [سورة البقرة/115]
قال المفسّر اللغوي الشيخ أبو حيان الأندلسي ما نصه:
"وفي قوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} [سورة البقرة/115]


ردٌّ على من يقول إنه في حيِّز وجهة، لأنه لمّا خيَّر في استقبال جميع الجهات دلَّ على أنه ليس في جهة ولا حيِّز، ولو كان في حيِّزٍ لكان استقباله والتوجه إليه أحق من جميع الأماكن، فحيث لم يُخصِّص مكانًا علِمْنا أنه لا في جهة ولا حيِّز، بل جميع الجهات في ملكه وتحت ملكه، فأيّ جهة توجهنا إليه فيها على وجه الخضوع
كنا معظمين له ممتثلين لأمره" اهـ.









رد مع اقتباس
قديم 2012-01-31, 23:33   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاذلي مشاهدة المشاركة
تنـزيه الله عن المكان والجهة من القرءان


هذا كذب على القرآن الكريم فلا يوجد في القرآن الكريم لفظ المكان أو جهة ألبتة ألبتة لا نفيا ولا إثباتا فلا تحرفوا القرآن الكريم بارك الله فيكم والتزموا بما جاء فيه من ألفاظ فقد كفيتم.

اقتباس:
1 ـ قال الله تعالى:{ليس كمثلِه شىء} [سورة الشورى/11]،
أي أن الله تعالى لا يشبه شيئًا من خلقه بوجه من الوجوه، ففي هذه الآية نفي المشابهة والمماثلة، فلا يحتاج إلى مكان يحُل فيه ولا إلى جهة يتحيز فيها، بل الأمر كما قال سيدنا عليّ رضي الله عنه: "كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان" رواه أبو منصور البغدادي
اقتباس:
في كتاب (الفرق بين الفرق (333ص)..

وفي هذه الآية دليلٌ لأهل السنةوالجماعة على مخالفة الله للحوادث، ومعْنى مُخالفةِ الله للحوادِثِ أنّه لا يُشْبِهُ المخْلُوقاتِ، وهذِه الصِّفةُ من الصِّفاتِ السّلْبِيّةِ الخمْسةِ أي التي تدُلُّ على نفْي ما لا يلِيْقُ بالله.



والدّلِيْلُ العقْلِيُّعلى ذلِك أنّهُ لو كان يُشْبِهُ شيْئًا مِنْ خلْقِه لجاز عليْهِ ما يجُوزُ على الخلْق مِن التّغيُّرِ والتّطوُّرِ، ولو جاز عليْهِ ذلِك لاحْتاج إلى منْ يُغيّرُهُ والمُحْتاجُ إلى غيْرِه لا يكُونُ إِلهًا، فثبت لهُ أنّهُ لا يُشْبِهُ شيئًا.



والبُرْهانُ النّقْلِيُّلِوُجُوْبِ مُخالفتِهِ تعالى لِلْحوادِثِ قوله تعالى :
{ليس كمثله شىء} وهُو أوْضحُ دلِيْلٍ نقْلِيّ في ذلِك جاء في القُرءانِ،
لأنّ هذِهِ الآية تُفْهِمُ التّنْزِيْه الكُلِّيّ لأنّ الله تبارك وتعالى ذكر فِيْها لفْظ شىءٍ في سِياقِ النّفْي، والنّكِرةُ إِذا أُوْرِدت في سِياقِ النّفْي فهِي للشُّمُوْلِ،
فالله تبارك وتعالى نفى بِهذِهِ الجُمْلةِ عنْ نفْسِهِ مُشابهة الأجْرامِ والأجْسامِ والأعراضِ، فهُو تبارك وتعالى كما لا يُشْبِهُ ذوِي الأرواحِ مِنْ إِنسٍ وجِنّ وملائِكةٍ وغيْرِهِم، لا يُشْبِهُ الجماداتِ من الأجرامِ العُلْوِيّةِ والسُّفْلِيّةِ أيضًا، فالله تبارك وتعالى لم يُقيّد نفْي الشّبهِ عنْهُ بنوْعٍ منْ أنْواعِ الحوادِثِ،
بل شمل نفْيُ مُشابهتِهِ لِكُلّ أفْرادِ الحادِثاتِ، ويشْملُ نفْيُ مُشابهةِ الله لخلْقِه تنْزِيْهه تعالى عن المكان والجهة والكميّة والكيْفِيّةِ، فالكمّيّةُ هِي مِقْدارُ الجِرمِ، فهُو تبارك وتعالى ليْس كالجِرمِ الذي يدْخُلُهُ المِقْدارُ والمِساحةُ والحدُّ، فهُو ليْس بِمحْدُودٍ ذِي مِقْدارٍ ومسافةٍ.






2ـ قال الله تعالى:{وللهِ المثَلُ الأعلى} [سورة النحل/60]
أي الوصف الذي لا يشبه وصف غيره، فلا يوصف ربنا عزَّ وجلَّ بصفات المخلوقين من التغيّر والتطور والحلول في الأماكن والسُّكْنى فوق العرش، تعالى اللهُ عن ذلك علوًّا كبيرًا.
قال المفسِّر اللغوي أبو حيان الأندلسي في تفسيره:
"{وللهِ المثَلُ الأعلى} أي الصفة العليا من تنـزيهه تعالى عن الولد والصاحبة وجميع ما تنسب الكفرةُ إليه مما لا يليق به تعالى
كالتشبيه والانتقال وظهوره تعالى في صورة" اهـ.



3ـ ومما يدل على ما قدمناقول الله تعالى :
{فلا تضربوا للهِ الأمثال} [سورة النحل/74]،
أي لا تجعلوا لله الشبيهَ والمِثْل فإن اللهَ تعالى لا شبيه له ولا مثيل له،
فلا ذاتُه يشبه الذواتِ ولا صفاتُه تشبه الصفاتِ.




4ـ وقال الله تعالى:{هل تعلمُ لهُ سميًّا} [سورة مريم/65]
أي مِثلاً، فالله تعالى لا مِثْلَ له ولا شبيه ولا نظير، فمن وصفه بصفة من صفات البشر كالقعود والقيام والجلوس والاستقرار يكون شَبَّهَهُ بهم،
ومن قال بأن الله يسكن العرش أو أنه ملأه يكون شبّه اللهَ بالملائكة
سُكّان السّموات. وهذا الاعتقاد كفر والعياذ بالله تعالى لتكذيبه قول الله: {ليس كمثله شىء} [سورة الشورى/11]، وقول الله تعالى :
{هل تعلمُ له سميًّا} [سورة مريم/65].



6ـ وقال الله تعالى:{وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص/4]
أي لا نظير له بوجه من الوجوه، وهذه الآية قد فسَّرتها
ءاية الشورى :{ليس كمثله شىء}.



أولا: لم تبين لنا ماذا تقد بلفظ المبتدع (مكان)) (جهة)) !
إن كنت تقصد بالمكان
ما يحويه الشيء ويحيط به فقد صدقت في كلامك لأن الله تعالى منزه من أن يحويه مكان.
وإن كنت تقصد بالمكان ما فوق العرش فقد كذبت على القرآن فإن الله تعالى
((الرحمان على العرش استوى)) ويقول((
الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على‎ ‎العرش)) فالله تعالى فوق العرش كما أخبرنا ولن نترك كلام ربنا بسبب ألفاظ القبيحة (مكان ,جهة,حد,حير....إلى آخر ألفاظكم القبيحة)).

لهذا لا زلت أطلب منك أن توضح لنا ما ذا تقصد بهذه الألفاظ التي اخترتموها وفرقتم بها الأمة شر تفريق!


ثانيا:

إننا وإياكم متفقون على وجوب نفي مشابهة الخالق للمخلوق، ولكننا مختلفون في حدود هذا النفي، ونرى أن الناس فيه ‏طرفان ووسط، فأما الطرف الأول فاتخذ قاعدة التنزيه ذريعة لنفي كل أو أكثر الصفات الثابتة لله - عز وجل - حتى نفى ‏الغلاة منهم أن يوصف الله بالوجود أو الحياة، فعندما يُسأل عن صفة الله لا يجد سوى النفي سبيلا لتعريف ربه، فيقول: لا ‏هو موجود ولا معدوم، ولا عَرَضٌ ولا جَوْهَرٌ، ولا حي ولا ميت، ويظن بذلك أنه فر من التشبيه وما علم أنه وقع في ‏التعطيل والتشبيه معاً؛ إذ نفى صفات الله التي أخبر الله بها، وشبه الله بالمحالات والممتنعات والمعدومات.‏
والطرف الثاني: ألغى قاعدة التنزيه فشبه الله بخلقه تشبيها مطلقا أو جزئياً، وهو مذهب لا شك في بطلانه وضلاله.‏
والمذهب الوسط هو المذهب الحق الذي أثبت الصفات ونفى المشابهة، وهو ما تنص عليه الآية الكريمة حيث صرّحت ‏بالتنزيه { ليس كمثله شيء } وفي ذات الوقت صرّحت بالإثبات { وهو السميع البصير } فأخذ مذهب أهل الحق بجزئي ‏الآية، أما المذهبان السابقان فأخذ كل منهم بأحد شطري الآية - وفق فهمه - ولم يأخذ بالآخر.‏
وعليه، فيجب الوقوف عند حدود النفي، وحدود الإثبات، فنثبت الصفة التي أخبر بها الله ورسوله، وننفي المماثلة، فنقول: ‏لله علمٌ ليس كعلمنا، وسمعٌ ليس كسمعنا، واستواء ليس كاستوائنا، وهكذا . وهو المنهج الوسط الذي سار عليه الأئمة كما سيأتي إن شاء الله.
والمقصود هنا أن أهل السنة متفقون على أن الله ليس كمثله شيء, لا ‏في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله, ولكن لفظ التشبيه في كلام الناس ‏لفظ مجمل, فإن أراد بنفي التشبيه ما نفاه القرآن, ودل عليه العقل فهذا ‏حق, فإن خصائص الرب تعالى لا يماثله شيء من المخلوقات في شيء ‏من
صفاته.., ((وإن أراد بالتشبيه أنه لا يثبت لله شيء من الصفات, فلا يقال ‏له علم, ولا قدرة ولا حياة, لأن العبد موضوف بهذه الصفات فيلزم أن ‏لا يقال له: حي, عليم, قدير لأن العبد يسمى بهذه الأسماء, وكذلك في ‏كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك, وهم يوافقون أهل السنة على ‏أن الله موجود حي عليم قادر, والمخلوق يقال له: موجود حي عليم ‏قادر, ولا يقال: هذا تشبيه يجب نفيه".
))(
مختصر العلو للألباني)‏
وقد إعترف كبار الأشاعرة بهذا فقال الرازي في رده على المعتزلة‎((‎إن كنتم بالمشبهة من يقول ‏بكون الله مشابها لخلقه من بعض الوجوه فهذا لا‎ ‎يقتضي الكفر لأن المسلمين اتفقوا على أن ‏الله موجود‎((.‎‏.‏


اقتباس:
فلو كان الله فوق العرشِ بذاتِهِ كما يقولُ المشبِّهةُ لكان محاذيًا للعرشِ، ومِنْ ضرورةِ المُحاذِي أنْ يكون أكبر مِن المحاذى أو أصغر أو مثله،
وأنّ هذا ومثله إنما يكونُ في الأجسامِ التي تقبلُ المِقدار والمساحة والحدّ، وهذا مُحالٌ على الله تعالى، وما أدّى إلى المُحالِ فهو محالٌ، وبطل قولُهُم إن الله متحيّزٌ فوق العرشِ بذاتهِ.


ومنْ قال في الله تعالى إِنّ لهُ حدًّا فقدْ شبّههُ بخلْقِهِ لأنّ ذلِك يُنافي الألُوهِيّة، والله تبارك وتعالى لو كان ذا حدّ ومِقْدارٍ لاحتاج إِلى منْ جعلهُ بذلِك الحدّ والمِقْدارِ كما تحتاجُ الأجْرامُ إِلى منْ جعلها بحدُوْدِها ومقادِيْرِها لأنّ الشّىء لا يخْلُقُ نفْسه بمِقْدارِه، فالله تبارك وتعالى لو كان ذا حدّ ومِقْدارٍ كالأجْرامِ لاحْتاج إلى منْ جعلهُ بذلك الحدّ لأنّه لا يصِحُّ في العقْلِ أنْ يكُون هُو جعل نفْسه بذلِك الحدّ، والمُحْتاجُ إِلى غيْرِهِ لا يكُونُ إِلهًا، لأنّ مِنْ شرْطِ الإلهِ الاسْتِغْناء عنْ كُلّ شىءٍ.
والجواب على هذه الفلسفة الصوفية من أوجه:

الوجه الأول ‏‎:‎قد ادعيت أيها الجهمي أن ظاهر القرآن,الذي هو حجة الله ‏على عباده ,والذي هو خير الكلام ,وأصدقه,وأحسنه,وأفصحه,وهو الذي ‏هدى الله به عباده,وجعله شفاء لما في الصدور,وهدى ورحمة ‏للمؤمنين,ولم ينزل كتاب من السماء أهدى منه ,ولا أحسن ,ولا ‏أكمل,فانتهكت حرمته ,وادعيت أن ظاهره يستلزم التشبيه والتجسيم .وهذا الإلزام إنما هو لمن جاء بالنصوص الدالة على علو الله على ‏عرشه,وتكلم بها,ودعا الأمة إلى الإيمان بها ومعرفتها,ونهاهم عن ‏تحريفها وتبدليها.‏
يا قوم والله العظيم أسأتم***بأئئمة الإسلام ظن الشأنِ.‏
ما ذنبهم ونبيهم قد قال***ما قالوا كذلك منزل الفرقانِ
ما الذنب إلا للنصوص لديكم***إذ جسمت بل شبهت صنفان ِ‏
ما ذنب من قد قال ما نطقت به***مِنْ غير تحريفٍ ولا عدوانِ

الوجه الثاني:
ماذا تعنون بقولكم((لو كان فوق العرش لكان جسما))؟
أتعنون به أنه ما يتضمن مماثلة الله لشي من المخلوقات في شيء من صفاته,فالله سبحانه منزه عن أن يوصف بشيء من ‏الصفات المختصة بالمخلوقين ,وكل ما اختص بالمخلوق فهو صفة نقص,والله تعالى منزه عن كل نقصو مستحق لغاية ‏الكمال,وليس له مثل في شيء من صفات الكمال فهو منزه عن النقص مطلقا ومنزه في الكمال أن يكون له مثل كما قال ‏تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} سورة الإخلاص فبين أنه أحد صمد واسمه ‏الأحد يتضمن نفى المثل واسمه الصمد يتضمن جميع صفات‎ ‎الكمال.
وإذا كان الله ليس من جنس الماء والهواء ولا الروح المنفوخة فينا ولا من جنس الملائكة ولا الأفلاك ‏فلأن لا يكون من جنس بدن الإنسان ولحمه وعصبه وعظامه ويده ورجله ووجهه وغير ذلك من أعضائه ‏وأبعاضه أولى وأحرى
وإذا أردتم بالجسم المركب وهو ما كان مفترقا فركبه غيره, والمركب المعقول هو ما كان مفترقا فركبه ‏غيره كما تركب المصنوعات من الأطعمة والثياب والأبنية ونحو ذلك من أجزائها المفترقة

والله تعالى أجل وأعظم من أن يوصف بذلك بل من مخلوقاته ما لا يوصف بذلك ومن قال ذلك فهو ‏من أكفر الناس وأضلهم وأجهلهم وأشدهم محاربة لله.‏

وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ,و يُرَى بالأبصار,ويتكلم,و يُكلِمْ,ويسمع,ويبصر,ويرضى ‏ويغضب,فهذه المعاني ثابة للرب تعالى وهو موصوف بها,فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسما,ولا ‏نرد ما أخبر به الصادق عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله لتسمية الأعداء الحديث لنا حشوية,ولا نجحد ‏صفات خالقنا وعلوه على خلقه وإستواءه على عرشه,لتسمية الفرعونية المعطلة لمن أثبت ذلك مجسما ‏مشبها.‏
فإن كان تجسيما ثبوت استوائه ***على عرشه إني إذا لمجسم ‏
وإن كان تشبيها ثبوت صفاته***فمن ذلك التشبيه لا أتكتم
وإن كان تنزيها جحود استوائه***وأوصافه أو كونه يتكلم
فعن ذلك التنزيه نزهت ربنا***بتوفيقه والله أعلى وأعلم.‏
وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسية,فقد أشار إليه أعرف الخلق بأصبعه رافعا لها إلى السماء, يُشْهِدُ ‏الجمع الأعظم مشيرا له.‏
وإن أردتم بالجسم ما يقال أين هو؟فقد سأل أعلم الخلق به عنه بأين منبها على علوه على عرشه.‏
وإن أردتم بالجسم ما يلحقه(من) و(إلى) فقد نزل جبريل من عنده ,ونزل كلامه من عنده,وعلاج برسوله ‏صلى الله عليه وسلم إليه,وإليه يصعد الكلم الطيب,وعنده المسيح رفع إليه.‏
وإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ,ومستويا على غيره ,فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه.‏

الوجه الثالث:
أما قولك:
اقتباس:
فلو كان الله فوق العرشِ بذاتِهِ كما يقولُ المشبِّهةُ لكان محاذيًا للعرشِ، ومِنْ ضرورةِ المُحاذِي أنْ يكون أكبر مِن المحاذى أو أصغر أو مثله،


أقول:
هذا الكلام القبيح مبني على مقدمات ولوازم فاسدة كاسدة تصورتها في عقلك وخيالك فأنت لا ترى من الصفات إلا التمثيل والتجسيم أما أهل السنة فإنهم لا يقولون بذلك بل يقولون إن الله(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ‏فلا شك عندهم أن الله أكبر من كل مخلوقاته وهو(العلي الكبير) سبحانه تعالى واستواءه على عرشه قد ‏دلت عليه النصوص الصريحة الصحيحة وهو إستواء يليق بجلاله لا نعلم كيفيته بل نفوضها ,أما أنت أيها الشاذلي ‏فإنك تخوض في الكيفية بهذه اللوازم الفاسدة ولسان حالك يقول((كيف استوى على العرش وهو أكبر منه)) ‏وهذا هو عين كلام المبتدع الذي زجره الإمام مالك رحمه الله .‏

وقد رد على هذه الشبهة شيخ الإسلام ابن تيمية برد ماتع فقال:

أما المعطلون فإنهم لم يفهموا من أسماء الله وصفاته ‏إلا ما هو اللائق بالمخلوق ثم شرعوا في نفي تلك المفهومات؛ فقد جمعوا بين التعطيل والتمثيل مثلوا أولا وعطلوا آخرا ‏وهذا تشبيه وتمثيل منهم للمفهوم من أسمائه وصفاته بالمفهوم من أسماء خلقه وصفاتهم وتعطيل لما يستحقه هو سبحانه من ‏الأسماء والصفات اللائقة بالله سبحانه وتعالى‏.‏ فإنه إذا قال القائل‏:‏ لو كان الله فوق العرش للزم إما أن يكون أكبر من ‏العرش أو أصغر أو مساويا وكل ذلك من المحال ونحو ذلك من الكلام‏:‏ فإنه لم يفهم من كون الله على العرش إلا ما يثبت ‏لأي جسم كان على أي جسم كان وهذا اللازم تابع لهذا المفهوم‏.‏ إما استواء يليق بجلال الله تعالى ويختص به فلا يلزمه ‏شيء من اللوازم الباطلة التي يجب نفيها كما يلزم من سائر الأجسام وصار هذا مثل قول المثل‏:‏ إذا كان للعالم صانع فإما ‏أن يكون جوهرا أو عرضا‏.‏ وكلاهما محال؛ إذ لا يعقل موجود إلا هذان‏.‏ وقوله‏:‏ إذا كان مستويا على العرش فهو مماثل ‏لاستواء الإنسان على السرير أو الفلك؛ إذ لا يعلم الاستواء إلا هكذا فإن كليهما مثل وكليهما عطل حقيقة ما وصف الله به ‏نفسه وامتاز الأول بتعطيل كل اسم للاستواء الحقيقي وامتاز الثاني بإثبات استواء هو من خصائص المخلوقين‏.‏ والقول ‏الفاصل‏:‏ هو ما عليه الأمة الوسط؛ من أن الله مستو على عرشه استواء يليق بجلاله ويختص به فكما أنه موصوف بأنه ‏بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وأنه سميع بصير ونحو ذلك‏.‏ ولا يجوز أن يثبت للعلم والقدرة خصائص الأعراض ‏التي لعلم المخلوقين وقدرتهم فكذلك هو سبحانه فوق العرش ولا يثبت لفوقيته خصائص فوقية المخلوق على المخلوق ‏ولوازمها‏.‏ واعلم أنه ليس في العقل الصريح ولا في شيء من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريق السلفية أصلا))مجموع الفتاوى(5/28).‏
اقتباس:

5ـ وكذلك مما يدل على تنـزيهه تعالىعن المكان قول الله تعالى :
{هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [سورة الحديد/3]
قال الطبري في تفسيره: "فلا شىء أقرب إلى شىء منه، كما قال :
{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [سورة ق/16]" اهـ.
أي أن الطبري نفى القُرْبَ الحِسِّي الذي تقول به المجسمةُ،
أما القرب المعنوي فلا يَنفيه، وهذا دليل على تنزيه الله
عن المكان والجهة.

أولا: لا زلت أسأل وأكرر ماذا تقصد بهذه الألفاظ المبتدعة (جهة_مكان حيز)) إلى آخره.
ثانيا: إن كنت تريد بهذا الإستدلال أن تنفي صفة العلو لله تعالى فقلي بربك ما دخل صفة القرب بصفة العلو؟! هذا الإستدلال الفاسد هو عين تشبيه فأنت بعقلك وخيالك الصوفي تتصور أن الله تعالى لا يستطيع أن يجمع بين علو على عرشه وبين قربه من خلقه كيف يشاء وهذا في غاية الضلال والبهتان لأن الله ليس كخلقه. فإن كان الخلق لا يستطيع أن يجمع بينهما فإن رب الخلق وخالقهم على كل شيء قدير فهو فوق عرشه ويقرب من خلقه كيف يشاء .
فأي مانع يمنع من القول بأنه يقرب من عبده كيف يشاء مع علوه؟‏
‏ وأي مانع يمنع من إتيانه كيف يشاء بدون تكييف ولا تمثيل؟
‏ وهل هذا إلا من كماله أن يكون فعالاً لما يريد على الوجه الذي يليق به؟

ثالثا: لو كنت حقا متبعا للإمام الطبري فإن الطبري كما أثبت صفة القرب لله تعالى أثبت صفة العلو سواء بسواء لأن كلاهما ثابتان بنص القرآن والسنة.
قال الإمام الطبري رحمه في تفسير قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) يقول : وهو شاهد لكم‎ ‎أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ‏ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو‎ ‎على عرشه فوق سماواته السبع‎ . ( ‎تفسير الطبري 27 / 216‏‎ )

‎ ‎و قال رحمه الله في تفسيره : (وأولى المعاني بقول الله جل‎ ‎ثناؤه : { ثم استوى إلى السماء فسواهن‎ } ‎علا عليهن‎ ‎وارتفع‎ ‎فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات‎ )
و قال رحمه‎ ‎الله في تفسيره لسورة الملك (( {أم أمنتم من في السماء} وهو‎ ‎الله‎ ))
‎ ‎و قال ايضا رحمه الله : (وعني‎ ‎بقوله : { هو رابعهم } بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو‎ ‎على عرشه‎ )

وقال ايضا في تفسير سورة المعارج (( يقول تعالى ذكره‎: ‎تصعد‎ ‎الملائكة والروح، وهو جبريل عليه ‏السلام إليه،‎ ‎يعني‎ ‎إلى الله‎ ‎عز و جل
))


رابعا:
قول النبي صلى الله عليه وسلم((أنت الظاهر فليس فوقك شيء,وأنت الباطن فليس دونك شيء)) حجة عليك لا لك لأن فيه إثبات صريح ‏لفوقية الله على كل شيء,ونفيها عن كل شيء,فإن الظاهر معناه ‏‎:‎‏ هو العالي فوق كل شيء فلا شيء أعلى منه .وهذا غاية ‏الكمال في العلو أن لا يكون فوق العالي شيء موجود ,والله موصوف بذلك


وكل شيء علا شيء فقد ظهر ,قال الله عزوجل((فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا))الكهف‎]97[‎
أي يعلو عليه(3).‏
ومنه قوله تعالى((وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ))‏‎]‎المعارج33‏‎[‎‏ أي يرتفعون ويصعدون ويعلون عليه(أي على ‏الدرج).‏
وقال تعالى ‏‎:‎‏ ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) ‏‎]‎التوبة33‏‎[‎‏ أي ليعليه ,ومه ظهر الدابة ,لأنه عالى عليها.‏
ويقال ‏‎:‎‏ ظهر الخطيب على المنبر ,وظاهر الثوب أعلاه,بخلاف بطانته.وكذلك ظاهر البيت أعلاه.وظاهر ‏القول ماظهر منه وبان .وظاهر الإنسان خلاف باطنه ,فكلما علا الشيء ظهر.‏

قال ابن القيم رحمه الله ‏‎:‎‏ ‏
والظاهر العالي الذي ما فوقه ***** شيء كما قد قال ذو البرهان
‏ حقا رسول الله ذا تفسيره ***** ولقد رواه مسلم بضمان
‏ فاقبله لا تقبل سواه من التفا ***** سير التي قيلت بلا برهان
‏ والشيء حين يتم منه علوه ***** فظهوره في غاية التبيان
‏أو ما ترى هذي السما وعلوها ***** وظهورها وكذلك القمران

اقتباس:
فالله تعالى هو الأول أي الأزلي الذي لا ابتداء لوجوده، كان ولم يكن مكانٌ ولا زمان ثم خلق الأماكنَ والأزمنة ولا يزال موجودًا بلا مكان،
أحسنت في هذا القول :
لا شك أن الله كان ولا مكان ثم خلق المكان.
وهنا السؤال الذي عجر كل الصوفية على الإجابة عليه إلى يوم القيامة ألا وهو :
كان الله ولا مكانم ثم خلق المكان فهل خلقه في نفسه أم خارجا عنها؟
هل خلق الله تعالى هذا العالم في نفسه أم خارجا عنها؟

اقتباس:
ولا يطرأ عليه تغيّر لا في ذاته ولا في صفاته.
لفظ التغير لفظ مجمل .فالتغير في اللغة المعروفة لا يراد به مجرد كون المحل قامت به ‏الحوادث,بل إن لفظ التغير في كلام الناس المعروف يتضمن استحالة الشيء.‏
والناس إنما يقولون تغير ‏‎:‎لمن استحال من صفة إلى صفة‎.‎
فالإنسان مثلا إذا مرض وتغير في مرضه كأن اصفر لونه أو شحب أو نحل جسمه يقال‎:‎‏ غيره المرض.‏
وكذا إذا تغير جسمه بجوع أو تعب ,قيل قد تغير.‏
وكذا إذا غير لون شعر رأسه ولحيته ,قيل قد غير ذلك .‏
وكذا إذا تغير خلقه ودينه,مثل أن يكون فاجرا فيتوب ويصير برا أو يكون برا فينقلب فاجرا .فهذا يقال ‏عنه‎:‎أنه تغير.‏
ومن هذا الباب,قول النبي صلى الله عليه وسلم ((غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد))رواه مسلم.‏
وكذا الشمس إذا اصفرت ,قيل‎:‎تغيرت .ويقال‎:‎وقت العصر مالم يتغير لون الشمس.‏
والأطعمة إذا استحالت يقال لها تغيرت قال تعالى { فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين } محمد: 15 فتغير ‏الطعم استحالت من الحلاوة إلى الحموضة ونحو ذلك
ومنه قول الفقهاء إذا وقعت النجاسة في الماء الكثير لم ينجس إلا أن يتغير طعمه أو لونه أو ريحه وقولهم إذا نجس الماء بالتغير زال بزوال التغير ولا يقولون إن ‏الماء إذا جرى مع بقاء صفائه أنه تغير ولا يقال عند الإطلاق للفاكهة والطعام إذا حول من مكان إلى مكان انه تغير ولا يقال للإنسان إذا مشى أو قام أو قعد قد تغير ‏اللهم إلا مع قرينة ولا يقولون للشمس والكواكب إذا كانت ذاهبة من المشرق إلى المغرب إنها متغيرة بل يقولون إذا إصفر لون الشمس إنها تغيرت ويقال وقت ‏العصر ما لم يتغير لون الشمس ويقولون تغير الهواء إذا برد بعد السخونة ولا يكادون يسمون مجرد هبوبه تغيرا وإن سمى بذلك فهم يفرقون بين هذا وهذا لونه ‏لون لباس المسلمين وتقول العرب تغايرت الأشياء إذا اختلفت والغيار البدال
والناس إذا قيل لهم التغير على الله ممتنع فهموا من ذلك الاستحالة والفساد مثل انقلاب صفات الكمال إلى صفات نقص أو تفرق الذات ونحو ذلك مما يجب تنزيه الله ‏عنه
وأما كونه سبحانه يتصرف بقدرته فيخلق ويستوي ويفعل ما يشاء بنفسه ويتكلم إذا شاء ونحو هذا لا يسمونه تغيرا
ولكن حجج النفاة مبناها على ألفاظ مجملة موهمة كما قال الإمام أحمد: يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويلبسون على جهال الناس بما يشبهون عليهم حتى يتوهم الجاهل ‏أنهم يعظمون الله وهم إنما يقودون قولهم إلى فرية على الله










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-01, 10:13   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
abdellah36
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

قولك اخي جمال : إننا وإياكم متفقون على وجوب نفي مشابهة الخالق للمخلوق،
قلت نفي المشابهة لم يرد لا في الكتاب و لا في السنة و إنما نفى المماثلة و الفرق بينهما ان المماثلة اخص من المشابهة فكل مماثل هو مشابه و ليس كل مشابه فهو مماثل
و المماثل اذا اطلق فإنه يتضمن معنى الاشتراك الخاص في الصفات ، بخلاف المشابهة فهي تفيد الاشتراك العام و المطلق الا اذا تم تخصيصها ...

يقول فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ في شرح العقيدة الطحاوية ،
مسألة الفرق ما بين المماثلة والمثلية وبين التشبيه.
ولتقرير ذلك تنتبه إلى أنَّ الذي جاء نفيه في الكتاب والسنة إنما هو نفي المماثلة.
أما نفي المشابهة؛ ءمشابهة الله لخلقهء فإنها لم تُنْفَ في الكتاب والسنة؛ لأنَّ المشابهة تحتملُ أن تكون مشابهةً تامة، ويحتمل أن تكون مشابهةً ناقصة.
فإذا كان المراد المشابهة التامة فإنَّ هذه المشابهة هي التمثيل وهي المماثلة، وذلك منفِيٌ، لقوله تعالى{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:11].
فإذاً لفظ المشابهة ينقسم:
ء إلى مُوَافِقٍ للمماثلة، الشَبِيهْ موافِقٌ للمثيل وللمِثِلْ.
ء وإلى غير موافق.
يعني قد يشترك معنى الشبيه والمثيل ويكون المعنى واحداً، إذا أُريْدَ بالمشابهة المشابهة التامة في الكيفية وفي تمام معنى الصفة.
وأمَّا إذا كان المراد بالمشابهة المشابهة الناقصة وهي الاشتراك في أصل معنى الاتصاف، فإنَّ هذا ليس هو التمثيل المنفي، فلا يُنْفَى هذا المعنى الثاني، وهو أن يكون ثَمَّ مشابهة بمعنى أن يكون ثَمَّ اشتراك في أصل المعنى.
وإذا كان كذلك فإنَّ لفظ الشبيه والمثيل بينهما فرق ءكما قَرَّرْتُ لكء ولفظ المشابهة لفظ مجمل لا يُنْفَى ولا يُثْبَتْ.
وأهل السنة والجماعة إذا قالوا: إنَّ الله ء عز وجل ء لا يماثله شيء ولا يشابهه شيء يعنون بالمشابهة المماثلة.

قلت و الذي نفي في القرأن هو مشابهة المخلوق للخالق و ليس العكس، و في هذا فرق ايضا فالثشبيه او التمثيل اذا وجد فإنه يكون من الادنى الى الاعلى و ليس العكس فلا يقال مثلا ان السيف يشبه العصى و ذلك لأنه يؤدي الى الانقاص من قيمة السيف .
قولك وقع في ‏التعطيل والتشبيه معاً؛ إذ نفى صفات الله التي أخبر الله بها، وشبه الله بالمحالات والممتنعات والمعدومات
قلت هو لم يقع في التعطيل الا بعد ان شبه ، حيث تصور بعقله المريض صفات الله عز و جل تصورا محرما ثم سارع لنفي ذلك التصور بنفي تلك الصفات ، فكل معطل لا بد و ان وقع في التشبيه .... و أما اهل السنة فيثبتون ما اثبت الله لنفسه اسما و معنى دون الخوص او التعمق في تفاصيل ذلك و كيفيته .....
قولك ،فالله سبحانه منزه عن أن يوصف بشيء من ‏الصفات المختصة بالمخلوقين ،وكل ما اختص بالمخلوق فهو صفة نقص،والله تعالى منزه عن كل نقص و مستحق لغاية ‏الكمال
قلت الله عز وجل يوصف بما وصف به هو نفسه او بما وصفته به رسله ، سواء كانت هذه الصفات موجودة في المخلوقين او غير موجودة و الامر المشترك بين صفات الخالق و صفات المخلوق هو العنى العام كما ان القدر المتنع في الاشتراك هو المعنى المفصل الذي يؤدي الى التكييف. و ليست كل صفة اختصت بالمخلوق فهي صفة نقص
فهناك من الصفات ما هو مختص بالمخلوق و هي صفات كمال .... و اما نسبتها للخالق فيشترط اولا الدليل الشرعي و ثانيا نفي المماثلة .










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-01, 19:44   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
لبيض92
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

هو الله لا إله إلا هو وهو على ما يجب عليه أن يكون إله وخالق هذا الكون. تقتضي ألوهيته تنزيهه عن كل مخلوقاته

جزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الاتقياء, الاولياء, عقيدة, وتنزيه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc