بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد المصطفى الكريم وبعد
يقول ربنا تبارك وتعالى ( ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون )
سبحان الله يخاطب ربنا عباده المومنين بأن يتّقوه حق تقاته وذلك ليس أن المومن فيه شك أنه لايتق الله بل حرصا من الله علينا أن نعرف أننا مهما ارتقينا في العبادة فسنظل عباده المقصرين فسنظل عباده الذين مهما تعبدوا وأخلصوا دينهم فلن نعبد الله حق عبادته سبحانه في علاه
ﻷنه خلق ملائكة تسبحه أو تركع له أو تسجد له من يوم خلقها إلى أن يقبضها فلما تقوم الساعة يقولون سبحانك ماعبدناك حق عبادتك
فهذا يقوينا على ان لانغتر بعبادتنا وأن نوقن قوله تعالى ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )
من هنا نستطيع شرح التقوى وهي كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضاء بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل )
سبحانه وتعالى عما نتجرأ في معصيته ليلا ونهارا
الخوف من الله هو أنك كلما تتذكر عذاب الله ونعمه عليك تفيض دمعات قلبك سيلانا يفيض لسانك استغفارا تفيض جوارحك انكسارا وشكرا تتذكر قوله تعالى ( ذلك يخوف الله به عباده ياعباد فاتقون ) قبلها ذكرنا الله بما يجب وهو الشكر بقوله تعالى ( لهم من فوقهم ظُلل من النار ومن تحتهم ظُلل ) آآآآآآآآه أين نحن من هذا؟
والعمل بالتنزيل هو اتباع سنة النبي واتباع القرآن والسعي ﻷن نحكِّـم شرع الله موزانة بقوله تعالى ( فاتقوا الله مااستطعتم ) بهذا يحدث التوازن في حياة المومن ويوافق القول المشهور ( إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل ﻵخرتك كأنك تموت غدا )
بهذا يكون الانسان قدوة لغيره جاذبا لشرع دينه ( ضحوك قتّال ) مثل نبيه يبتسم يضحك ولايتساهل في دين الله فيحاول قدر ماكلفه ربه به ورد عن نبينا
(حدثنا محمد بن سلام قال:أخبرنا عبدة بن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم، أمرهم من الاعمال بما يطيقون . قالوا : إنا لسنا كهيئتك يارسول الله ,إن الله قد غفر لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر . فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول : إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنـــــا )
هنا رسولنا يبين لنا ان نعمل بما نطيق حتى نكون عبادا خطائين نتوب ونستغفر الله تبارك وتعالى
والرضاء بالقليل هو الزهد في الدنيا والتصوف وأن نوقن قوله تعالى ( لاتجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولاتبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) اتباع منهج السلف ليس بعشرين قميصا و500 حجاب لا
بل القناعة بشراء كسوة تكفي لعام كامل والقناعة بما رزقه الله لنا من أكل وشرب
وليس ملأ الموائد بأشهى الاكلات واخواننا وجيراننا ليس لهم رغيف خبز
الرضاء بالقليل ليس بالسيارات الفارهة والعطور الغالية الرضاء بالقليل هو مركوب قدر مالدى الجيران الرضاء بالقليل هو ماترضى به النفس الفقيرة كما ترضى به النفس الغنية
واﻹستعداد ليوم الرحيل هو ذكر واعظ الموت والبكاء عند الجنائز وقهر النفس وتخيل الموقف العظيم مع الملكين وتذكر قوله تعالى ( كل نفس ذآئقة الموت )
آآآآآآآه الموت
موعظة جليلة تنكسر لها الجبروت وتنطفئ لها شهوات النفوس وتلين لها قسوات القلوب
والموت يجب له زاد كبير وأفضل زاد هو قوله تعالى ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى )
اتقوا الله ولاتنسوا أن الدنيا دار فناء خسر من خسر وربح من ربح
أسأل الله أن يجعلنا من المتقين وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين ^__^
الحمدلله ^__^