حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2025 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2025 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-11-18, 19:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 حصريا درس الاخلاق....في اضخم ملف



















.مقدمة....لابد منها



معنى ان تكون الاخلاق مطلقة هو انها ثابتة بغض النظر عن ما نعتقده ولا تحتاج لأي تبرير
هدفي في هذه المقالة توضيح نسبية الاخلاق. وبداية دعونا ندرس الموقف الاتي
لنفترص ان صديقا لك قابل متسولا في طريقه الى المنزل، وطلب منه المساعدة، فقام باعطاءه بعض النقود، ثم عاد ليطلب منه المزيد من النقود في اليوم التالي
تردد في اعطاءه مجددا، ثم اعطاه وطلب منه ان لا يطلب منه مجددا، وان يعمل ويتوقف عن التسول
حدث هذا الامر لمدة اسبوع وبعد ان يأس ذلك المتسول، جاء متسول اخر يطلب من صديقك فرفض مساعدته دون تفكير

قد نتسائل بعد ذلك، هل كان صديقك على صواب في هذا الموقف؟
الاحتمالات متعددة، قد يكون المتسول الاول محتاجا وفي ظرف طارئ وظن انه قد يساعده كما فعل من قبل، او انه اراد ان يستغله فقط
كذلك قد يكون المتسول الثاني محتاجا اكثر من الاول ولا ذنب له بتجربة صديقك السابقة

لنفترض وجود قانون للحكم على اعطاء الصدقة للمتسولين
اذا كان القانون المتفق عليه هو مساعدة المتسولين من اجل تحسين توازن وتقارب الطبقات الاجتماعية
فيمكن ان نتفهم الاسباب التي دفعت صديقك لارتكاب هذه المخالفة، ولكنه مذنب لرفضه مساعدة المتسول الثاني، ومحق في مساعدته المتسول الاول

اما اذا كان القانون هو عدم مساعدة الفقراء، لدفعهم على العمل ومن اجل التنمية الاقتصادية
ففي هذه الحالة هو مذنب لمساعدته المتسول الاول، ومحق في رفضه مساعدة المتسول الثاني

ليس الهدف معرفة اي من القانونين افضل (و لا افترض امكانية او عدم ذلك) ولكن اختلاف الحكم حسب الاتفاق واضح بلا شك. قد نتفق مع احد القانونين ولكن لا يمكننا ان نحاكم من يتصرف وفق قانون معين بقانون اخر

سافترض ان اي مبدأ اخلاقي لا معنى له خارج موقف معين وحكم متفق عليه

ولنفترض (لهدف النقض) ان مبدأ عدم القتل صائب دائما

دعونا نتخيل الموقف التالي

في محطة قطار لاحظ شرطي وجود شخص يرتدي حزام ناسف فقام باطلاق النار عليه
بعد ذلك تبين ان الحزام الناسف معطل ولم يكن بامكان الارهابي ان يستخدمه
هل اخطأ الشرطي بقتله الارهابي بالرغم من انه لم يقم بتفجير نفسة؟
ماذا كان من الممكن ان يحدث لكل الابرياء الذين ينتظرون في تلك المحطة؟
في المقابل ربما قام الارهابي بتعطيل حزامه الناسف وتراجع عن قراره بالانتحار، اليس هذا واردا؟

فهل يمكن تطبيق مبدأ عدم القتل بشكل مطلق في هذه الحالة؟ .....






رفعته لكم على الفورشيير بحجم 145 كب










مذهب الواجب الاَخلاقي
نموذج المطلقية و الثبات




لقد ابتكر «عمانوئيل كنت» مذهباً خاصاً في الاَخلاق يرجع حصيلته إلى أنّ سمة الفعل الاَخلاقي عبارة عن العمل بالفعل بنية انّه أداء للتكليف الذي وجهه ضمير الاِنسان إليه، ولا يكون له حافز ودافع غير أداء التكليف من دون أن يلاحظ حسن الفعل أو قبحه، أو كونه ذا مصلحة أو مفسدة، أو ذا لذة ومرارة أو دعوة العاطفة إليه، فقد أبدع ذلك المذهب شاطباً على الملاكات المختلفة التي كان فلاسفة اليونان والروم عليها.
كان الرأي السائد في عصر «كنت» هو انّ الحس منبع الاِلهام، أو انّه لا يوجد في الذهن إلاّويوجد في الحس قبله، فكأنّ الذهن مخزن يرد إليه العلوم من الخارج عن طريق الحواس الخمسة الظاهرية، وقد اشتهر في عصره قولهم: «لايوجد في الذهن شيء إلاّوقد وجد في الحس قبله».
ولم يرض «كنت» بهذا المذهب وجعل العلوم الاِنسانية على قسمين:
قسم يرجع إلى ما قبل الحس والتجربة.
وقسم آخر يرجع إلى الحس والتجربة، وأحكام العلوم الطبيعية من قبيل الثاني، وأمّا أحكام الاَخلاق فهي من قبيل الاَوّل التي يوحيها الحس الاَخلاقي ويبعث الاِنسان إلى الفعل أو الترك، فيأمر بالعدل والصدق وحفظ الميثاق، وجزاء الاِحسان بالاِحسان، كما يزجر عن الظلم ونقض الميثاق، وجزاء الاِحسان بالسوء.

ثمّ إنّه يشترط في الفعل الاَخلاقي أُموراً ثلاثة:
الاَوّل: أن يكون الفعل اختيارياً، فالفعل الصادر عن إكراه واضطرار لا يعد فعلاً أخلاقياً وإن كان ربما يوصف بالحسن.
الثاني: أن يكون الفعل مطابقاً للوظيفة والتكليف الذي يوحيه الضمير إلى الاِنسان.
الثالث: أن يكون الدافع إلى العمل هو الحس الاَخلاقي ونية امتثال الاَمر الاَخلاقي. مجرداً عن كلّ دافع سواه. وهذا الشرط هو الذي يصرّ عليه «كنت» وكأنّه دعامة مذهبه الاَخلاقي.
ويوضح ذلك بأنّ الفعل الذي يصدر من الاِنسان لغاية من الغايات ككونه مقتضى الجمال أو الحكمة أو اللذة أو نتيجة الاستشعار بالعاطفة، ليس فعلاً أخلاقياً، بل ربما يعد فعلاً عقلانياً، وإنّما يوصف به إذا كان الاِنسان فارغاً عن كلّداعٍإلى العمل غير الاِتيان به لاَجل امتثال التكليف الذي كلّفه به وجدانه.
فالبائع والمشتري اللّذان يمارسان البيع والشراء لغاية إمرار المعاش فلا يمس عملهما بالاَخلاق وفاقاً وخلافاً، ولكن لو دفع المشتري للبائع بدل دينار واحد، عشرة دنانير عن غفلة، فقام البائع بإرشاده إلى خطئه ورد الزائد عليه فهو عمل أخلاقي نابع من الاِحساس بالتكليف، كما أنّه إذا تغافل عن هذه الزيادة ولم يخبر المشتري بها، فعمله يعدُّ عملاً لا أخلاقياً.
فالفعل الاَخلاقي هو الفعل النابع عن العمل بالتكليف، وأمّا الفعل الصادر عن الميول و الغرائز الباطنية التي تطلب عملاً مناسباً لنفسها فلا يكون موصوفاً بالاَخلاق أو ضدّ الاَخلاق. هذه خلاصة نظرية «كنت» في الاَخلاق.


نقد وتحليل


أوّلاً: إذا كانت سمة الفعل الاَخلاقي هو القيام به بدافع العمل بالتكليف من دون أن يتأثر الاِنسان بوازع داخلي أو عامل خارجي، فهذا النوع من الفعل لا يقوم به إلاّالاَمثل فالاَمثل من الناس ، مع أنّ«كنت» بصدد تبيين الاَخلاق لعامة الناس.
انّ الاَكثر لا يقومون بالعمل إلاّ بدافع داخلي أو حافز خارجي، فالفعل إذا كان إجابة للغريزة أو مطلوباً لمن يخاف مخالفته يقوم الاِنسان به دون ما إذا تجرد عن كلا الدافعين. اللهم إلاّ إذاكان إنساناً مثالياً متجرّداً عن كل ميل و نزوع.
وثانياً: أنّ الاِتيان بالفعل لاَجل حسنه أو تركه لاَجل قبحه، أوفق بكونه فعلاً أخلاقياً مما فسره «كنت» فانّ الفاعل في الصورة الاَُولى يكون فاعلاً عالماً واعياً بوصف الفعل فيشعر بحسنه ويأتي به، وهذا بخلاف الاِتيان به لاَجل تلبية نداء الباطن، حيث يأتي به لا عن وعي ولا شعور، وأيّهما أفضل وأقرب إلى الاَخلاق.
وثالثاً: أنّ تخصيص الفعل الاَخلاقي بما يوحيه نداء الضمير، تفسير له بوجه أخص، إذ هناك أعمال كثيرة داخلة في إطار الاَخلاق وليست من تلك المقولة ، كأعمال الصالحين الموَمنين باللّه ورسوله حيث يقومون برفع عيلة الفقراء ببناء المستشفيات والمدارس والمرافق العامة، فالداعي لهم هو كسب رضا اللّه سبحانه أو كون الفعل حسن في ذاته، فهذا النوع من الفعل أخلاقي ولكنّه خارج عن الاِطار الذي حدّده «كنت».

ورابعاً: الاِنسان الكامل في منهج فريدرك نيتشه (1844ـ 1900م) هو الاِنسان المقتدر القاهر الغالب، ولعلّه تبع في مذهبه ما نقل عن سوفسطائية اليونان حيث كانوا يفسّرون الحقّ بالقوة، فالقدرة والغلبة آية الحق، و الضعف والانهزام آية الباطل، وهوَلاء لم يكونوا يتصورون للعدل والظلم مفهوماً غير هذا، فمنطق القوة هو العدل، ومنطق الضعف هو منطق الباطل، ولهذا كانوا يدعون الناس إلى اكتساب القوة والقدرة.
وقد كان هذا المذهب مطموسَ الذكر حتى جاء «نيتشه» فأحياه وراح ينكر الحسن والقبح بتاتاً، إلاّ حسن شيء واحد وهو القوة والقدرة، وكان يدعي أنّ الدين من مخترعات الضعفاء اخترعوه للحد من نفوذ الاَقوياء، فاخترعوا مفاهيم الجود والرحمة والمروءة والاِنسانية والعدالة كي يعيشوا تحت ظل هذه المفاهيم ويرقّقوا قلوب الاَقوياء، وادّعاوَه هذا على طرف النقيض مما يدّعيه «كارل ماركس» إذ كان يدّعي أنّ الدين من صنع الاَقوياء لاستغلال الضعفاء.
يقول نيتشه: ما الخير؟ كلّ ما يعلو في الاِنسان بشعور القوة، وإرادة القوة، والقوة نفسها.
ما الشر؟ كلّ ما يصدر عن الضعيف.
ما السعادة؟ الشعور بأنّ القوة تنمو و تزيد ، وبأنّ مقاومة ما، قد قضي عليها.
الضعفاء العجزة يجب أن يُفْنُوا، هذا أوّل مبدأ من مبادىَ حبنا للاِنسانية، ويجب أيضاً أن يساعدوا على هذا الفناء
وعلى ضوء ما ذهب إليه نيتشه فالمفاهيم الاِنسانية كالمساواة والعدالة والاِيثار كلّها مفاهيم تحول دون وصول الاِنسان إلى القوة حتى مساواة المرأة بالرجل، فكان يعتقد أنّ المرء هو الموجود الاَقوى والمرأة خلقت لخدمة الرجل فحسب، وقد استلهم منهجه هذا عن «شارل دارون» الذي طرح نظرية تطور الاَنواع على أُصول أهمها:
نشوء التنازع بين أفراد نوع واحد أوّلاً، والبقاء للاَصلح والاَقوى ثانياً، فزعم انّ هذا أصل في الحيوان والاِنسان على حدّ سواء، فكأنَّ عالم الطبيعة يغربل ما فيه من الاَصناف والاَنواع ويزيح الضعيف عن حلبة الوجود ويُبقي القوي المقتدر، وهكذا الحال في المجتمعات الاِنسانية فهي تحاول دائماً حذف الضعيف وإبقاء القوي.
يقول نيتشه: إنّ إرادة الحياة أسمى الاِرادة وأقواها، ولا تعبر عن نفسها في التنازع التعس من أجل البقاء بل في إرادة القتال، إرادة القوة والسيطرة
ثمّ يضيف بأنّ الحب والاِحسان ونظائرهما التي يبذلها الآباء للاَبناء تحول بين الاِنسان وتكامله، لاَنّ هذه الاَعمال تحافظ على وجود الضعفاء وعدم حذفهم من المجتمعات، فما دعا إليه سقراط الحكيم من العفة والعدالة والحب، بل ما دعا إليه سيدنا المسيح من الحبّ والعشق كلّها تصد عن ظهور الاِنسان الكامل في المجتمع
وهذه النظرية ممّا يأسف لها العقل السليم، كيف وقد هبط الاِنسان من مقامه السامي وصار حيواناً يتنازع في البقاء ويسعى لمحو الضعيف إبقاءً لنفسه، فإذا كان الحيوان الكامل هو الباطش الفاتك فالاِنسان الكامل أيضاً هو القوي الذي لا يرحم الضعيف ويحاول محوه وإفناءه.
أفيرضى إنسان ذومسكة بهذه النظرية، فلو كان الاِنسان الكامل هو الاِنسان القوي الذي يجعل الدنيا كلقمة سائغة لنفسه، فلازم ذلك إلغاء الاَُصول التربوية وإبطال القوانين الحقوقية ومجالس التشريع مادام الحقّ يدور مدار القوة والبطش والحكم لمن غلب.




فريدرك نيتشه
نموذج النسبية و التغير






انتقد كانط بشكل لاذع في كتابه الدجال..حيث اقر بان فكرة الخير لذاته فكرة تعبر عن تصدع الحياة و افلاسها النهائي..فكل فضيلة يجب ان تكون من ابداعنا..تعكس مقاومة الانسان المشروعة وكدحه المستمر...كما هاجم مواطنه شوبنهاور..الذي في اعتقاده اقام اخلاقه على العاطفة...وقال بانها اخلاق ضعفاء...

أولاً: النظر إلى الإنسان باعتباره خالق القيم:
فلم تعد هناك سماء للميتافيزيقا تملي على الإنسان أوامرها الخلقية، وأصبح من حق الإنسان وحده أن يضع لنفسه القيم التي تساعده على تنمية حياته وتقويتها وإثرائها والتي تبشر بظهور الإنسان الأعلى، وهي الفكرة التي تتطلع إليها فلسفة نيتشه وكأنها سماء جديدة للميتافيزيقا. يقول زرادشت:
"حقاً، لقد أعطى البشر أنفسهم كل خيرهم وشرهم. إنهم لم ياخذوه، ولم يكتشفوه، ولم يأت إليهم كوحي من السماء. إن الإنسان وحده هو الذي وضع القيم في الأشياء ليحافظ على ذاته، وهو الذي خلق المعنى للأشياء، فهو معنى إنساني، ولذلك فإنه يسمي نفسه "الإنسان"، أي "خالق القيم". أن تُقَيم يعني أن تخلق، فاستمعوا إلى ما أقول أيّها الخالقون! إن التقييم نفسه، من بين كل الأشياء ذات القيمة، هو الكنز الأكثر قيمة. وبدون التقييم يصبح الوجود فارغاً من كل معنى وكل قيمة. فلتستمعوا إلى ما أقول أيّها الخالقون! أن تغيير القيم يعني تغيير الخالقين، وكل خالق لا بد وأن يهدم دائماً".
ويترتب على هذه النتيجة الخطيرة على الفور نتيجة أخرى وهي "نسبية" القيم الخلقية وتغيرها بتغير الأشخاص والشعوب التي تخلقها وتضعها لأنفسها، وهذا هو ما انتهى إليه زرادشت من زياراته للكثير من الشعوب.
"لا يستطيع شعب من الشعوب أن يعيش بدون تقييم، ولكنه إذا أردنا أن يحافظ على ذاته فعليه ألا يُقَيم الأشياء مثلما يُقَيمها جيرانه. وعلى ذلك فقد وجدت أشياء كثيرة تعد أخيراً عند شعب وتعد حقارة وعاراً عند شعب آخر. ووجدت أشياء كثيرة تسمى شراً هنا وتكلل بالفخر هناك".

ثانيا: النظر إلى القيم الخلقية نظرة متأمّلة محايدة
بمعزل عن الخير والشرّ، وهو المنظور الذي استخدمته الأخلاق التقليدية لآلاف السنين. يقول نيتشه في "أفول الأصنام"
"إن طلبي من الفيلسوف معروف وهو أن يتخذ موقفاً بمعزل عن الخير والشرّ، وأن يترك خلفه وهم الحكم الخلقي. وهذا الطب ينتج عن نظرة كنت أول من يصوغها، ومؤداها أنه لا يوجد على الاطلاق حقائق خلقية. إن الأحكام الخلقية، مثل الأحكام الدينية، تنتمي إلى مرحلة من مراحل الجهل كانت تفتقر إلى تصور ما هو حقيقي والتمييز بينه وبين ما هو خيالي. وهكذا فإن "الحقيقة" في هذه المرحلة كانت تشير إلى كل الأشياء التي نسميها اليوم "تخيلات".
وعلى هذا النحو حاول نيتشه، بعد أن أنكر وجود أي حقائق أو ظواهر خلقية، وأكد أنه لا يوجد سوى تفسيرات إنسانية لهذه الظواهر، حاول كما يقول في كتابه "العلم المرح" أن ينظر إلى القيم الخلقية السائدة "من الخارج" تماماً مثلما ينظر المسافر الغريب إلى أبراج المدينة التي يزورها من خارج المدينة لكي يستطيع أن يعرف مدى ارتفاعها على نحو دقيق.




------المراجع------


1-من المكتبة الشاملة -بتصرف
2-كتاب فلسفة الأخلاق.. فريدريك نيتشه
3- الكتاب أفول الأصنام_ فريدريك نيتشه..








ومن المقرر التونسي....رفعت لكم درس الاخلاق






https://www.4shared.com/document/0cCF...AL-akhlak.html




[RIGHT]
المذهب الاجتماعي و مذهب
المنفعة في الاخلاق....للاطلاع


1-أخلاق المنفعة:


لقد إختلف فلاسفة أخلاق المنفعة في نوعيتها ولكنهم إتفقو جميعا على أن الطبيعة البشرية بميولها وأهوائها هي الأساس الوحيد الذي تبنى عليه القيم الأخلاقية كما أنهم متفقون أيضا في أن القيم الأخلاقية إحسان ووفاء وواجب التي لاتكون خيرة إلا إذا تحقق من القيام بها لكي تحقق له منفعة أو السعادة ومن بين الفلاسفة الذين عالجو هذا الموقف أبيقورجريمي بنتام وجون ستوارت ميل.

-اللذة الفاضلة عند أبيقور:


موَسس هذا المذهب هو «ابيقور» وهو نفس مذهب« ارسطيفوس»، غير انّه أدخل فيه عنصراً خاصاً وهومدخلية العقل في تحديد تسمية اللذة بالاَخلاق.
ولد «ابيقور» عام 341ق.م. في مدينة «شامِس» ثم انتقل إلى «اثينا» فأقام مدرسة في حديقته المشهورة باسم «حديقة ابيقور». وظل يدرِّس بها حوالي ست وثلاثين سنة، وتوفي سنة 270 ق.م.

وهو في الفلسفة تلميذ «ذيمقراطيس» الذي يقول: إنّ الاَصل في كلّ معرفة هو الحس، وعن طريقه وحده تتمّ المعرفة، وإنّالاَجسام موَلفةمن أجزاء لا تتجزأ.
واللازم هنا دراسة الاَخلاق الابيقورية، وخلاصتها انّ «ابيقور » يفرّق بين أنواع عدة من اللذة والاَلم، فهو لا ينظر إلى اللذة بحسبانها اللذة الحسية الصرفة، التي يجدها الاِنسان في الاِحساس المباشر بما هو ملائم في اللحظة والزمن المعينين بل يفاضل بين اللّذات بعضها وبعض، وبين الآلام بعضها وبعض، فيجعل بعض الآلام أفضل من بعض اللّذات، لاَنّ في احتمال هذه الآلام ما يوَدي إلى لذة أكبر، ولاَنّ في تجنب هذه اللّذات ما يوَدي إلى تجنب آلام أكبر.
إنّما يجب أن نحسب حساباً إلى جانب الآلام واللّذات في ذاتها، للّذات والآلام المترتبة عليها، فإذا كنا نجد لذة تنتج ألماً تأثُرنا به أشد بكثير من تنعُّمنا وتملينا باللّذة الاَُولى، كان علينا أن نتجنب هذه اللّذة حرصاً على تجنب ألم أكبر، وإذا كان بعض الآلام من شأنه أن ينقضي إلى لذة درجتها أكبر من درجة الاَلم المنتج لها، كان علينا أن نعاني هذا الاَلم حرصاً على تحصيل هذه اللّذة الكبرى.
إنّ المذهب الذِّي عند أبيقور يختلف كل الاختلاف عن المذهب الذي عند القورينائيّين فهوَلاء كانوا يطلبون اللّذة كائناً ما كان نوعها، أو درجتها، أو النتائج المترتبة عليها، ولم يكونوا ينظرون إلى اللّذات بوصفها تكون كلاًّ واحداً متصلاً بلذات الاِنسان، بل كانوا ينظرون إلى هذه اللّذات كأشياء مفردة مستقلة بعضها عن بعض، وكأنّ لحظات الحياة الاِنسانية المتتابعة مستقلة بعضها عن بعض، حتى ليعطي الاِنسان أو ليجب عليه أن يعطي كلّلحظة استقلالها وقيامها بذاتها. ولا داعي إذاً للنظر إلى مايترتب عليها مما يجري في لحظات تالية.


أمّا الاَبيقوريون، فعلى العكس من ذلك ينظرون إلى لحظات الحياة الاِنسانية المتتابعة بحسبانها تكوِّن وحدة، فيضطرون بالتالي إلى جعل اللحظات المكونة للحياة تعتمد الواحدة منها على الاَُخرى.
وبالتالي يجب أن نراعي اللحظة التالية، ونحن ننظر إلى اللحظة السابقة، فإذا كانت الحال على هذا النحو، فقد يكون ما تتصف به لحظة مستقلة عن غيرها ومنظوراً إليها بوصفها وحدة مستقلة، مخالفاً كل المخالفة لما يجب أن ننظر به إلى هذه اللحظة بوصفها جزءاً من كل.
انّ هذا المذهب يفارق المذهب الاَوّل في أمرين بعد اشتراكهما في أنَّ مناط السعادة هو اللّذة:
الاَول: إدخال عنصر العقل في وصف الشيء باللّذة، فاللّذة المستتبعة ألماً كثيراً ليس بلذة.
الثاني: انّه يجب أن يأخذ بنظر الاعتبار معدَّل المجموع الكلي للّذات التي يصادفها الاِنسان، فلو كان شيء لذيذاً حالياً وموَلماً في المستقبل فهذا ليس بلذّة.
يلاحظ على ذلك أوّلاً: أنّ المذهب وإن كان أسلم من المذهب الاَوّل ولكنّه يشاركه في أنّه جعل محور الاَخلاق هو الاِنانية واللذة الشخصية، لكن محدّدة بقضاء العقل باعمالها، مع أنّ هناك أُموراً معنوية يلتذ بها الآخرون كإغاثة الملهوفين وإعانة المنكوبين.
وهذا يعرب عن أنّه نظر إلى الاِنسان كارسطيفوس من زاوية ضيقة وهي الالتذاذ بالغرائز الحيوانية، غير انّ ارسطيفوس جعل مطلق اللّذة ملاك السعادة، ولكن أبيقور جعل اللّذة محددة بحدين كما عرفت.

وثانياً: أنّ موَسس هذا المذهب إذا كان إلهياً يجب أن يفكر في اللذائذ والآلام الاَُخروية، فالملاك الذي أدخله في المذهب يلزم أن يعمّ اللذائذ والآلام الا َُخرويّة.
لكن أكثر الباحثين في المسائل الاَخلاقية ـ وللاَسف الشديد ـ قد غفلوا عن هذا الجانب.

-المنفعة الخاصة (عند بنتام):


استطاع الفيلسوف الإنجليزي بنتام 1748/1832أن يوسع مفهوم اللذة عند الأبيقورية مهتما بالوسائل المؤدية إلى اللذة كما وضع بنتام النفعية في الوقت الذي كان فيه الإقتصادالليبرالي سائد وكانت الفيزياء متقدمة وكان المذهب الترابطي القائل بتربط الإحساسات بمعاني شائعا فستنتج بنتام من هذه التيارات مذهبا أخلاقيا قائم على المنفعة أو اللذة فاعتبر أن الإنسان أناني بالفطرة ويبحث دائما على منفعته الخاصة قبل كل شيء كما اعتبر أن السعيد من يحقق المنفعة باستعمال ذكائه ومهاراته لينال أكبر عدد من المنافع ويحقق سعادة أعظم.

وفي رأي بنتام أن فلاسفة الأخلاق مخطئون إذ أرجعو الأخلاق إلى الإلزام والواجب بدلا من إرجاعه إلىماالإنسان من ميول وأهواء ورغبات ففي نظره الطبيعة البشرية هي إلي توجه السلوك الأخلاقي فيوضح لنا هذا من خلال توظيفه لمثال مثل إحساني للمعوزين يكسب مشروعيته بما يترتب عنه من منفعة لي كما رأى بنتام أن مبدأ لأخلاق الوحيد الذي شبهه بقانون الجاذبية في الفيزياء ويدعو بنتام الرجل الشريف إلى حساب منفعته قبل أن يقوم بأي عمل وهنا يمدنا بنتام بعلم رياضي لقياس كميات اللذات المتجانسة بمراعاة سبعة العوامل:
:الشدة :قياس اللذة من حيث قوتها أوضعفها .
2)المدة:حساب مدة اللذة زمنيا.
3)التيقن:أي أن الفعل الذي يحقق لذة اليوم أفضل من فعل آخر يحققها غدا.
4)القرب:أي اللذة الراهنة أفضل من المقبلة.
5)الخصب :أي اللذة التي تنتج لذات أخرى.
6)الصفاء:خلو اللذة من الألم.
7)الإمتداد:زيادة عدد الأفراد الذين يتمتعون باللذة .
أما اللذات الغير متجانسة مثل القراءة مع لذة للرياضة لايمكن حساب كميتها.
2- المنفعة (عند جون ستيوارت ميل):

تعتبر نفعية جون ستيوارت ميل (1806-1873)امتدادا لنفعية بنتام فهما معا يريان أن غاية الاخلاق هي تحقيق أكبر قدر من العادة لأكبر عدد ممكن من الناس إلا أن جون ستيوارت ميل يصحح نفعية جريمي بنتام في ثلاث مواقف.

أولا:أن تقدير اللذات لا يعود إلى طابعها بل إلى مشهورة الناس الفضلاء الذين يعرفون بتجاربهم الشخصية قيمة اللذات.

ثانيا:لابد من مراعاة كيفية اللذات بجانب كميتها.

أخلاق المنفعة و اللذة تلجا إلى التجربة هذه الأخيرة تبين ما هو كائن و أحكامها أحكام وجود و من هنا رفض كانت إقامة الأخلاق على الخير في جميع أشكاله الميتافيزيقية التي تؤدي حسبه إلى النجاح و الفوز و السعادة و الغيرة و المنفعة.

مناقشة


يبدو أن حساب اللذات هذا قابل للنقد. فهو يقوم على أن السعادة هي اكبر قدر ممكن من اللذات لكن في الواقع اللذة والسعادة ليسا معطيات متجانسة ومتكاملة, إذ يمكن أن أكون شقيا وأتلذذ بشرب قهوة أو أكون سعيدا ولا اشعر بلذة. والواقع أن اليائسين هم الذين يفرون إلى عالم اللذات.
ومن ناحية أخرى ثمة صعوبة يشير إليها بنتهام نفسه: هل الإنسان الذي يحسب لذاته يفكر بالفعل في لذات الآخرين؟ فإذا كان النفعيون الإنجليز يقولون إن المنافع والمصالح تتكامل وإذا كان الليبراليون والاقتصاديون يعلنون أن مصلحة البائع والمشتري هي نفسها فإننا نستخلص على عكس ذلك نمو الصراع الطبقي واشتعال جذوته في تلك اللحظة التاريخية وصراع المصالح فثراء البرجوازية رافقه بؤس العمال. بيد أن بنتهام حقوقي ويسعى إلى إيجاد حل لهذا الإشكال إذ يمكن أن نخلق تكاملا بين المصالح عن طريق منظومة العقوبات. فإذا كان من مصلحتي أن أحافظ على حافظة نقودي ومن مصلحتك أن تسرقها ففي مجتمع منظم لن يكون من مصلحتك سرقتها لأنك ستنقاد إلى السجن حيث تكون شقيا.
لكن هل تصلح أخلاق المنفعة في نهاية المطاف كي تكون أخلاقا؟
يبدو أنها كاريكاتورا أخلاقيا. فهي تدعو أطرافا غرباء عن الأخلاق كي يصيروا أخلاقيين. ففي منظومة بنتهام نتحدث عن غيرية وهمية.فالمنفعة هي ما لا يؤسس الأخلاق بل ما يضيعها. يقول لاروشفوكو:" إن الفضائل تضيع في المنفعة كما تضيع الوديان في البحر".





2-مصدر الواجب: المجتمع( دوركهايم):

يرى دوركهايم من موقعه كعالم اجتماع تحويل مجال المساءلة الأخلاقية من مساءلة فلسفية إلى مساءلة علمية. فالأخلاق في نظره ظاهرة اجتماعية قابلة للدراسة الموضوعية. فبالإمكان اعتبارها شيئا.
إن مجال الأخلاق ليس ما يجب أن يكون, ليس معياريا بل هو مجال بحث في ما هو كائن وقابل للاختبار. فماهو مصدر الواجب؟
إنه المجتمع فهو الذي يحدد قيمتي الخير والشر إذ لا وجود لقيم في ذاتها وإنما تتسم القيم بالنسبية. وينزع المجتمع من خلال آليات الإلزام إلى إدماج الأفراد داخل المنظومة الاجتماعية كي يحقق استمرارية القيم.
يقول دور كهايم:"تبدأ الأخلاق حيث يبدأ التعلق بالمجموعة". إن الأخلاق باعتبارها ظاهرة اجتماعية تنطبق عليها قوانين هذه الظاهرة. فهي إلزامية قاهرة فوق فردية. يقول دور كهايم:" إذا تحدث ضميرنا كان المجتمع هو المتحدث فينا".
إن خصائص الواجب الأخلاقي اجتماعية صرفة. فالواجب جماعي وقسري. لذا فان فكر دور كهايم يؤكد على الطابع المتعالي( الخارجي والأعلى) للواجب الأخلاقي. فالأخلاق مجمل قواعد لا نجلبها من الانفعالات المتغيرة للأفراد. فكما أن الناس مدعوون إلى احترام قواعد اللغة والنحو والصرف عليهم أن ينظموا سلوكهم حسب قواعد خارجية اجتماعية مستقلة عنهم. لكن أليست هذه الخلقية امتثالية؟ إن الوعي الفردي يمكن أن يثور باسم المثل الأعلى

الأخلاقي نفسه على أوامر المجموعة. ففي تراجيديا سو فوكل " انتيجونا", ثارت انتيجونا على أوامر الملك كريون, أي إرادة الدولة عندما أرادت أن تقيم جنازة لأخيها الخائن. وهنا يمكن أن يجيبنا دور كهايم مستدلا بالحجة التالية: إن انتيجونا لم تثر على الوعي الاجتماعي بأكمله وإنما هي تطيع قواعد الشرف, إنها تمتثل لأوامر المجتمع المنظم وهو الجماعة الدينية المتصارعة مع السلطة السياسية. فرجال الدين هم من أمروها بدلك. وهكذا نستشف أن المجتمع يمكن أن يقدم لنا أوامر متناقضة. نستخلص ادن الصعوبة التالية: ادا رفضت فكرة الواجب واستمعت إلى قلبي فان الحياة الخلقية لن تختلف عن الحياة الغرائزية وتفقد طابعها المتعالي وهو أساسي فيها. لكن ادا خضعت لقاعدة خارجة عن وعيي الفردي تصير الحياة الخلقية خضوعا لا مبررا. ولعل الحل يتمثل في الحفاظ على تعالي الأخلاق دون التضحية بالمبادرة الفردية للافراد. لا بد إذن من الحفاظ على الطابع المتعالي للأخلاق والداخلي للقيم. وهذا ما أكده مسبقا كانط.

نقد:

لئن تفطن دور كهايم إلى أهمية المجتمع في نحت القيم إلا انه لم ينتبه إلى أن المجتمع تشقه تناقضات.وهذا ما ستركزه الماركسية التي رأت في الأخلاق جزءا لا يتجزأ من البنية الفوقية تعكس أشكال الصراع الطبقي. فالأخلاق بناء على ذلك تملك وظيفة إيديولوجية تبريرية. لذا يجوز لنا الحديث عن أخلاق إقطاعية وأخلاق بروليتارية...
يقول انقلز:" وكما أن المجتمع قد تطور حتى اليوم ضمن تناقضات طبقية فقد كانت الأخلاق على الدوام أخلاقا طبقية.
ومن ناحية أخرى فالأخلاق من وجهة نظر دور كهايم تهمش قدرة الفرد على تغيير الواقع. وهو ينكر كذلك أهمية الحرية وحضور الإرادة الفاعلة في تغيير الواقع.
---------------------------------
المرجع
فلسفة الأخلاق د.صايم عبد الحكيم.





القيمة الخلقية بين المعتزلة و الاشاعرة بالتفصيل



قول المعتزلة

يرى المعتزلة أن الحسن والقبح في الأشياء ذاتي ويمكن إدراكه بالعقل ، فالفعل نفسه - بغض النظر عن الشرع - له جهة محسنه تقتضي استحقاق الفاعل مدحا وثوابا أو جهة مقبحة تقتضي استحقاق فاعله ذما وعقابا
يقول أبو الهذيل العلاف : ويجب على المكلف قبل ورود السمع… أن يعرف الله تعالى بالدليل ……… وإن قصر في المعرفة استوجب العقوبة أبدا ويعلم أيضا حُسن الحسن وقُبح القبيح فيجب عليه الإقدام على الحسن كالصدق والعدل والإعراض عن القبيح كالكذب والفجور
ويقول القاضي عبد الجبار المعتزلي :" قد ذكرنا أن وجوب المصلحة وقبح المفسدة متقرران في العقل " ويقول في موطن آخر " فليس لأحد أن يقول إنما يحتاج إلى السمع ليفصل العاقل بين الحسن والقبيح
فالمعتزلة جعلوا الشرع عبارة عن كاشف عن أشياء معلومة مسبقاً بالعقل يقول القاضي " واعلم أن النهي الوارد عن الله عز وجل يكشف عن قبح القبيح لا أنه
يوجب قبحه وكذلك الأمر يكشف عن حسنه لا أنه يوجبه

إذاً المعتزلة يرون أن صفات الأشياء من حسن وقبح موجودة في الأشياء قبل أن يرد بها شرع وعليه فإن هذا العقل لا يعتبر إلا كالكاشف لأشياء موجودة سلفاً في نفس الأمر .
ويجب التنبيه إلى مسألة مهمة عند المعتزلة وهي أن ليس كل الأشياء يعلم حسنها وقبحها من العقل ، بل إن هناك بعض الأشياء لا يدرك العقل حسنها ولا قبحها بل إن حسنها وقبحها لا ينال إلا من الشارع الحكيم سبحانه ؛ فمثلاً قضاء الحائض للصيام دون الصلاة وقبح الصلاة بعد صلاة الفجر وحسن صدقة الفطر قبل صلاة العيد كلها تدرك بالشرع.
يقول القاضي عبد الجبار في كلام له عن لزوم الدية على العاقلة مع أنها لم تفعل شيئاً قال عنه القاضي " وهذا مما لا دخل له في التكاليف العقلية "

ويقول الآمدي في خلال كلامه عن مذهب المعتزلة والكرامية " … إن الأفعال منقسمة إلى حسنة وقبيحة لذواتها لكل منهما ما يدرك حسنه وقبحه بضروة العقل كحسن الإيمان وقبح الكفران……… أو بالسمع كحسن العبادات "

فكما تقرر من كلام المعتزلة السابق انهم يرون أن تفاصيل الشريعة ليس للعقل مجال فيها ؛ وقرروا على ذلك وجوب بعثة الرسل على الله !! وكيف يوجب هؤلاء على الله أشياء وهم مخلوقون مربوبون مستعبدون ، بل الله هو الذي يوجب على نفسه وليس لنا إلا أن نقول أوجب الله كذا وكذا على نفسه ، ولا يجب عليه بعثة رسل إلينا بحيث أننا نوجبه .

يقول القاضي في خلال كلامة عن شرائع الدين :
"فلابد من أن يعرفنا الله تعالى حال هذه الأفعال كي لا يكون عائداً بالنقص على غرضه بالتكليف و إذا لم يمكن ذلك إلا بأن يبعث إلينا رسولاً مؤيداً بعلم معجز .دال على صدقه فلا بد أن يفعل ذلك"

لمهم في ذلك أن المعتزلة أطالوا النفس في الدفاع عن هذه القضية و الكلام عنها و اعتبارها أنها الأصل الذي لا يجب أن يكون خلاف حوله وعادة ما يكتبون في هذا الموضوع في كتب عقائدهم وهي قليل ، وكثيراً ما يطرق هذا الموضوع في كتب الأصول أو كتب المخالفين

الحجة


1-قوله تعالى ( وإذا فعلوا فحشة قالوا وجدنا عليها آبائنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون قل أمر ربي بالقسط ) [سورة الأعراف 28،29 ]
فأخبر سبحانه أن فعلهم هذا فاحشةُُ قبل نهيهم عنه وذكر الله عن نفسه أنه لا يمكن أن يأمر بفاحشة ولهذا قال الله لقوم لوط ( أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ) [سورة الأعراف 80 ] فدل على أنها كانت فاحشة قبل أن ينهاهم .
وقوله تعالى (إن الله لا يأمر بالفحشاء ) أي لا يأمر بما هو فاحشة في العقول والفطر ولو كان سبب تسميتها فاحشه أن الله نهى عنها فقط ؛ لكان معنى الآية :إن الله لا يأمر بما نهى عنه وهذا الأسلوب يصان عنه البشر فكيف بالله .
ولكن ينبغي أن نعلم أن أمر الله لنا بتركها جعلها أزجر في النفوس السليمة وأبعد عن الوقوع فيها

2-قوله تعالى (يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر) [الأعراف 157]
فالمعروف الذي يأمرهم به ما ترى العقول حسنه والمنكر المنهي عنه هو ما تنكر القلوب قبحه فلو أن المعروف لا يعرف الا بالشرع لكان معنى الآية يأمرهم بما يأمرهم به وينهاهم عما ينهاهم عنه وهذا بعيد

3-قال تعالى ( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبيا إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً ) [سورة مريم42]
فهذا توبيخ من إبراهيم لأبيه على فعله وهو عبادة الأصنام وأنه أمر منكر فقد وبخه على فعل فعله قبل النهي

4-قال تعالى : (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) [سورة: ص :28 ]
فقد أنكر الله في هذه الآية على من نسب لحكمته التسوية بين المختلفين كالتسوية بين الأبرار والفجار .
وفي آية أخرى ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن يجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ) [الجاثية –21]
المسألة ليست أن هذا الأمر لن يكون فحسب ، بل إن الله أنكره من جهة قبحه فقال (ساء ما يحكمون )

5-أن العقول السليمة تجتمع على استحباب مكارم الأخلاق من الشكر والإحسان وإنقاذ الغرقى واستقباح الكذب
يقول القاضي عبد الجبار " كل عاقل يعلم بكمال عقله قبح كثير من الآلام كالظلم الصريح وغيره وحسن كثير منها كذم المستحق للذم وما يجري مجراه "

6-أن الحسن والقبح في كثير من الأشياء يستوي في معرفتها الملحد والموحد فالملحدين يعرفون قبح أشياء مثل القتل والسرقة مع أنهم لا يعرفون لا نهي ولا ناهي ولو لم يعرف قبح القبيح إلا بالأمر والنهي "للزم فيمن لا يعرف الله ألا يكون عارفاً بقبح قتل القاتل ولده و غصب ماله "

7- أن من ضاع له غرض من الأغراض واستوى في تحصيل هذا الغرض طريقة الصدق وطريقة الكذب فإنه يؤثر الصدق قطعاً بلا تردد فدل على أن حسن الصدق مركوز في العقل ومثله من رأى شخص مشرف على الهلاك فإنه ينقذه ولو لم يرى من إنقاذه مدحاً ولا ثواباً

8-لو توقف الحسن والقبح على ورود الشرع لامتنع تعليل الأحكام والأفعال بالمصالح والمفاسد وفي ذلك سد باب القياس وتعطيل أكثر الوقائع عن الأحكام

9-أنه لو لم يكن الحسن والقبح إلا بالشرع لحسن من الله تعالى كل شيء ولو حسن منه كل شيء لحسن منه إظهار المعجزة على يد الكاذب ولو حسن منه ذلك لما أمكننا أن نميز بين النبي والمتنبئ وذلك يفضي إلى بطلان الشرائع


قول الأشاعرة

ذهب الأشاعرة رحمهم الله إلى قول مخالف ومناقض لقول المعتزلة ومن المعلوم أن رأيهم هو ثاني اثنين من الآراء المشهورة في هذه المسألة .
فقالوا: إن الله تعالى لا يجب عليه شيء من جهة العقل ولا يجب على العباد شيء قبل ورود السمع فالعقل لا يدل على حسن شيء ولا قبحه (في حكم التكليف) بل وصف الحسن والقبح إنما هو باعتبارات غير حقيقية .

يقول الأيجي " المقصد الخامس في الحسن والقبح:القبيح مانهي عنه شرعا ،ً والحسن بخلافه ولا حكم للعقل في حسن الأشياء وقبحها"

وقال الباقلاني:"والحسن ما وافق الأمر من الفعل والقبيح ما وافق النهي من الفعل وليس الحسن حسناً من قبل الصورة وليس القبيح قبيحاً من قبل الصورة"

وقال الشهر ستاني "العقل لا يدل على حسن الشيء وقبحه في حكم التكليف من الله شرعاً…… وقد يحسن الشيء شرعاً ويقبح مثله المساوي له في جميع
الصفات النفسية فمعنى الحسن ما ورد الشرع بالثناء على فاعلة ومعنى القبيح ما ورد الشرع بذم فاعلة"

إذا ؛ الأشاعرة لا يجعلون للعقل أي معيار في تصنيفهم للحسن والقبح والذي عليه مدار التكليف بل قد تجد بعضهم قد يقول بأن الله قد يجعل الواجبات على العباد محرمات .

يقول الكلنبوي في حاشيته على شرح الجلال الدواني على العقائد العضدية "(قوله لأنه المالك على الأخلاق وله التصرف في ملكه كيف يشاء)فله أن يجعل الواجبات على العباد محرمات وبالعكس"
هكذا نجد الأشاعرة نافحوا عن هذا المذهب كثيراً وتكلموا عنه في كتبهم وأشبعوه بحثاً.

الحجة


ذكرنا فيما مضى أن الأشاعرة ومن تبعهم قالوا بأنه لا يمكن أن يحسن العقل أو يقبح في الشرع أي شيء وإنما ما حسنه الشارع فهو حسن وما قبحه فهو قبيح واستدل الأشاعرة ومن تبعهم على ما ذهبوا إليه بأدلة كثيرة نذكر منها

1- قال الله تعالى : ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) [النساء 165]
فأخبر الله أنه إنما بعث الرسل إلى العقلاء بالبشارة والنذارة لئلا يكون لهم حجة عليه فلو كان قد وجب عليهم شيء من جهة العقل قبل مجيء الرسل ما قال (لئلا يكون للناس على الله حجه بعد الرسل ) إنما قال : بعد العقل ولما لم يقل هذا ثبت أن العقل لا تأثير له في ذلك وأن الحسن والقبح لا يؤخذ إلا من الشارع .

2- لو كان الحسن والقبح عقلياً لما كان الكذب مثلاً واجباً أحياناً أو حسناً أحياً مثل أن يستفاد به عصمة دم عن رجل ظالم يريد قتله فما دام أن الكذب قبيح دائما فمن الذي جعله في بعض الأحيان حسنناً !! إنه مما لاشك فيه أنه الشرع .

3- لو جرى حكم تحسين العقل وتقبيحه في أفعال الله ، وفي أحكامه لقبح منه تكليف من علم أنه سيكفر .
ومثال ذلك : من دفع سكنياً إلى عبده وعلم يقيناً أنه متى دفع ذلك السكين إليه فأنه يقتل به ولده ثم إنه مع هذا اليقين يقول :أني إنما دفعت هذا السكين إليه ليقتل به عدواً لي فإن كل أحد يكذبه ويقول : إنك لما علمت علماً يقينياً أنه لا يقتل بذلك السكين إلا ولدك ، ثم إنك دفعته إليه وأزلت عنه جمع الموانع من قتل ولدك دل هذا على انك كنت ساعيا في قتل ولدك

4- قوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) [سورة الإسراء –الآية :15]
فأخبر الله سبحانه وتعالى أن العقلاء آمنون من العذاب قبل بعثة الرسل إليهم فعُلِمَ أن الله تعالى لم يوجب عليهم شيئاً من جهة العقل بل أوجب ذلك عند مجيء الرسل

5- أن العبد مجبور على فعله فلا يتصور الحسن والقبح العقليان في فعله فليس العبد مستقل بإيجاد فعله فلا يحكم العقل بالاستقلال على ترتب الثواب والعقاب على أفعاله

6- لو كان حكم العقل بالتحسين مغيراً عن أفعال الله تعالى وفي أفعاله لقَبُح من الله أن يقول للعبد :إن فعلت الفعل الفلاني أو تركت الفعل الفلاني عاقبتك وبالاتفاق هذا لا يقبح فوجب أن يكون العقل معزولاً عن هذا الحكم

7- قولة تعالى : ( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ) [سورة طه 134 ]
فجعل الحق تبارك وتعالى على الناس في أتباع ما نزلت به الآيات على الرسل لا في اتباع ما دل عليه العقل من الحسن والقبح

8- " لو حسن الفعل وقبح لذاته أو لصفاته ولجهاته لم يكن الباري مختاراً في الحكم فنحن على هذا لا نحتاج إلى شرع يبين لنا الحسن والقبح إذا كانت معرفتنا لها بعقولنا .

9-لو كان حكم العقل معتبراً لقبح من الله تعذيب الكفار والعصاة ، وهذا باطل فذاك باطل

10- لو كانت أفعال الله واقعة على وفق المصالح لكان من الواجب إبقاء الأنبياء والأولياء والصالحين وإماتت الأبالسة والشياطين ، لكن الأمر بالعكس منه ، فعلمنا أن أفعال الله غير واقعه على وفق المصالح في عقول البشر .

11- أجمعت الأمة على أن التكليف يقف على البلوغ وليس العقل موقوفاً على ذلك ،إذ عقل المرء موجود قبل البلوغ وهو بعد البلوغ لا يستحدث عقلاً آخر فبان أن العقل لا يحسن ولا يقبح


65سؤال في الاخلاق




س1 لماذا يعتبر الإنسان كائنا أخلاقيا ؟

لأنه يحاول أن يضع نظام القيم الأخلاقية محل نظام الحاجات البيولوجية

س2 الأخلاق هلم معياري علل ذلك ؟

لأنه ينهض دوما بالبحث عن المثل الأعلى و تحقيق ما ينبغي أن يكون و يصدر أحكام الوجوب

س3 لماذا لا يمكن إرجاع الأخلاق إلى العلم و قوانينه ؟

لأن العلم وضعي وصفي يسلم بمبدأ السببية و الحتمية و يدرس ما هو كائن لمعرفة قوانين الواقع بينما الأخلاق معيارية تسلم بالإلزام الخلقي و المسؤولية و الحرية و تهتم بما يجب أن يكون

س4 لماذا لا تصلح جميع الأفعال الإنسانية أن تكون مجالا لأحكام القيم ؟

لأنها أفعال غير إرادية تصدر عن الإنسان دون تدخل منه و لا يكون مسؤولا عنها و لا يحاسب عليها

س5 الأفعال الأخلاقية عامة علل ذلك ؟

أي جمعية و مشتركة بين أفراد مجتمع من المجتمعات و ليست خاصة بفرد من الأفراد

س6 الأفعال الأخلاقية إلزامية علل ذلك ؟

لأن الأفراد منذ نشأتهم يشعرون بسلطة المبادئ و القواعد الأخلاقية التي يفرضها المجتمع عليهم و التي تلزم فردا بالخضوع لها

س7 لماذا لابد للأخلاق من أسس فلسفية تستند عليها ؟

لأن كل الآراء التي نادت بإلحاق الأخلاق بالعلم و قطع الصلة بين الأخلاق و الفلسفة لم تستطيع الاستغناء عن أساس تستند عليه و تبرير عقلي لذلك الأساس

س8 الخير و الشر صفتان قائمتان في طبيعة الأعمال الإنسانية عند أصحاب الحدس العقلي لماذا ؟

لأن الظلم في طبيعته من العدوان ما يحتم اعتباره شرا و الوفاء و التضحية في طبيعتها العطاء و البذل ما يتوجب من اعتبارهما خيرا

س9 لماذا يتفاوت الناس في إدراك الخير و الشر عند أصحاب الحاسة الخلقية ؟

لأن الحاسة الباطنية تقوى بالمران والتدريب و تضعف وتتلف بالإهمال بالتربية السيئة

س10 العقل ذو قيمة كبرى في الحياة الأخلاقية عند أصحاب الاتجاه العقلي علل ذلك ؟

لأن هذه الحياة لا تستقيم إلا إذا امتثل الإنسان لنداء العقل وحده

س11 لا يكون العقل خيرا إلا حين يحقق أكبر قدر من السعادة عند أصحاب الاتجاه التجريبي علل ذلك ؟

لأن السعادة هي الخير الأقصى المرغوب فيه لذاته

س12 يرى ( ميل ) أن المنفعة غاية السلوك الإنساني علل ذلك ؟

لأن الفعل الخلقي لا يكون خيرا إلا متى حقق أعظم قدر ممكن من اللذة و السعادة لأكبر عدد ممكن من الناس
س13 إن أخلاق العاطفة تعارض أخلاق الواجب و أخلاق العقل علل ذلك ؟

تعارض الواجب : لا يصلح أن يكون أساسا للأخلاق لأنه ينادي الطبيعة الإنسانية المفعمة بالعاطفة

تعارض العقل : لأن الأخلاق التي تقوم على العقل و مبادئه وحدها تطلب جهدا فكريا و مستوى من الذكاء

س14 الأخلاق المنفتحة أخلاق شخصية و إنسانية معا علل ذلك ؟

شخصية : لأنها تبلورت و صدرت عن عواطف أناس أفذاذ

إنسانية : تطكح للاتصال بسائر نفوس البشر

س15 لماذا كانت الأخلاق المنغلقة أخلاق سكونية ؟

لأنها تستند إلى جملة من العادات و التقاليد التي تؤلف مجموع الواجبات كما أنه لا تحمل أحدا على التفكير بتجاوزها و إصلاحها

س16 لماذا يخالف ( بتلر ) التجربة عندما يقرر أن الضمير واحدا لدى الناس جميعا ؟

لأن التجربة تشير إلى أن الضمائر تصدر على الفعل الإنساني الواحد أحكاما متباينة بتباين الظروف و الأحوال و الزمان و المكان

س16 لماذا كان العقل السليم هو معيار القيم عند الفلاسفة الرواقيين ؟

لأن الغقل هو الذي يميز طبيعة الإنسان بما هو إنسان و الرجل الفاضل هو الذي يخضع حياته للعقل
س 17 إن قيمة الفعل الأخلاقي تكمن في مبدأ الإرادة عند كانط ؟

بغض النظر عن الغايات التي يحققها مثل هذا الفعل

س18لماذا لا ينفي الواجب الآخلاقي فكرة الحرية عند كانط ؟

لأن العقل هو الذي يمليه على الإرادة

س19 الفرق بين الواجب القانوني و الواجب الخلاقي ؟

من الممكن أن يتصرف تصرفا قانونيا دون أن يكون تصرفه أخلاقيا

س20 لماذا كان صدور الفعل الآخلاقي عن الشعور بالتعاطف لا يجعل له أدنى قيمة أخلاقية عند كانط

لأن الواجب لا يستند إلى العاطفة و لا يقوم على التجربة بل يقوم على احترام القانون الآخلاقي

س21 لماذا يقرر روسو أن العطف يمنع الناس من التوحش ؟

لأن الإنسان ينفر بطبعه من رؤوية الناس الآخرين و هم يتألمون

س22 لماذا كانت السلطة التي تنبعث عن حب الشعوب هي أعظم سلطة عند روسو ؟

لأن أحسن أساليب الحكم هو أن تحكم الشعوب نفسها

س23 لماذا يرد روسو الفضائل الاجتماعية للعاطفة ؟

لأنها توحد بين الذات المشفقة و الذات الآلمة

س24 وازن بين إرادة الأكثرية و الإرادة العامة عند روسو ؟

إرادة الأكثرية : هي التي يكشف عنها الاقتراع الديمقراطي وإرادة الأكثرية قد لا تطابق المصلحة العامة

أما الإرادة العامة : هي التي تعبر عن مصلحة الجميع

س25 لماذا كان ظهور الفرد من الطراز الاشتراكي صورة مهمة جدا من تطور البشرية الأخلاقي ؟

لأن هذا الفرد الاشتراكي تجسد الصفات الأخلاقية التي تتجاوب مع الميول الإنسانية

س26لماذا كانت المساواة في الآخلاق البرجوازية مساواة شكلية ؟

لأنها لا تأبه للمساواة الفعلية بينهم

س27 لماذا تظهر العلاقات بين الناس في النظام البرجوازي كعلاقات بين الأشياء ؟

لأنه تصبح قيمة اإنسان مرتبطة بالخدمات التي يؤمنها و بالنفع الذي يوفره للرأسمالي

س28 لماذا أصبح الانسان غاية التطور الاجتماعي التاريخي في النظام الاشتراكي ؟

لأن تعاظم الرفاهية المادية و ازدياد وقت الفراغ للأفراد يساعد على ترقيهم الآخلاقي

س29 إن الفرد لن ينهض بذاته إلا حين حين ينهض المجتمع الذي يعيش فيه علل ذلك ؟

لأن العمل يجب أن يكون لأجل الصالح العام لا من أجل العامل نفسه فقط مما يؤدي إلى تجاوز التعارض بين الفرد والمجتمع

س30 الأخلاق الاشتراكية تحقق إنسانية الإنسان علل ذلك ؟

لأن الأخلاق الاشتراكية تتطلب الثقة بالإنسان بوصفه ذاتا خلاقة مبدعة لأفعالها كما تتطلب في الوقت نفسه وحدة أهداف الفرد و المجتمع

س31 لماذا تؤكد الآخلاق الاشتراكية على التطابق بين الوسائل و الغايات ؟

لأنه يجب أن تكون كلا منهما في حدود القيم الأخلاقية فالوسائل الفاسدة مرفوضة حتى لو أدت إلى غايات نبيلة

س32 من لا يعمل لا يأكل في النظام الاشتراكي علل ذلك ؟

لأن الآخلاق الاشتراكية تؤكد على قيمة العمل النافع ودوره الفعال في تقدم المجتمع

س33 لماذا تخلد النفوس العالمية الفاضلة عند الفارابي ؟

لأنها أدركت السعادة و أخذت بأسبابها فعرفت الله

س34 لماذا كان تحصيل السعادة هو الغاية القصوى عند الفارابي ؟

لأن السعادة هي أسمى الخيرات

س35 لماذا كان العمل الصالح هو العمل المتوسط عند الفارابي ؟

لأن الإفراط و التفريط مضر بالنفس و الجسد معا

س36 لماذا كانت الفضيلة الكبرى عند أوغسطين هي محبة الله ؟

لأنها تتضمن سائر الفضائل

س37 لماذا كانت اإرادة علة الخطيئة عند أوغسطين ؟

لأن الخطيئة هي عدم محبة الله

س38 لماذا كان الفعل الصادر عن الإرادة هو الفعل الآخلاقي عند الأكويني ؟

لأن هذه الأفعال فقط هي التي تسمى الأفعال الإنسانية

س39 الحياة الفاضلة عند مسكويه لا تتم بطريقة مفردة لماذا ؟

لأنها تحصل بالإجتماع الإنساني بالتعاون بين الناس

س40 السعادة عند مسكويه جسمية و نفسية معا لماذا ؟

لأن الإنسان ذو طبيعة روحانية و ذو طبيعة جسمانية

س41 وازن بين السعادة الدنيوية و السعادة الآخروية عند مسكويه ؟

السعادة الآخروية : تتجلى في الغبطة الروحانية و التحرر من علم المحسوسات

أما السعادة الدنيوية : تتجلى من خلال تعلق الإنسان بأحواله

س42 الغاية من الأفعال الإنسانية عند الأكويني لماذا ؟

لأنه لا بد للحياة الإنسانية من غاية قصوى

س43 متى يكون الفعل خيرا مطلقا عند الأكويني ؟

عندما تجتمع له أوجه الخير كلها

س44 رأى السفسطائيون أن القانون من عمل الضعفاء لماذا ؟

لأنهم أعداء كل تفوق

س45 كانت الحكمة أرفع الفضائل منزلة عند أفلاطون لماذا ؟

لأن الإنسان الحكيم هو الذي يلزم الاعتدال و يحرص على تخفيف الانسجام بين الحكمة و الشجاعة و الفقه

س46 لماذا كانت السعادة هي نتيجة الفضيلة عند أرسطو ؟

لأنه عندما يكون كل شيء متداولا بين الأصدقاء يتقاسمون اللذات و المسرات والآلام و عديموا الفضيلة لا يكونون سعداء

س47 يجب أن يحكم على المساواة بمعيار الخير عند أرسطو لماذا ؟

لأن الخير هو الذي ينبغي أن تكون له السلطة

س48 لماذا كانت اللذة عند أبيقور هي الخير الأسمى ؟

لأنها تتفق مع الطبيعة الإنسانية

س49 لماذا تعجز اللذة عن أن تكون هدف الحياة الأسمى ؟

لأن أخلاق اللذة ضمن حدودها الضيقة تبقى أخلاقا فردية و شخصية تضيق بها النفوس المبدعة

س50 لماذا للسعادة أن تقوم على العقل عند الرواقيين ؟

لأن العقل يؤلف جوهر الطبيعة الإنسانية

س51لماذا يرتبط التقدم الأخلاقي بالتقدم المادي ؟

لكي تبرز الروح الأخلاقية يجب أن يصل بنو الإنسان إلى تامين ما يحفظ حياتهم من الهلاك

س52 لماذا يرتبط التقدم الأخلاقي بالتقدم المعرفي ؟

لأن المعرفة تمثل شرطا ضروريا لكل حياة خلقية سليمة

س53 لماذا تعتبر فكرة التقدم جوهر الحياة الخلقية ؟

لأنها تعبر عن طموح إنسان يسعى في تحقيق الخير كقيمة أخلاقية

س54 لا قيمة للعلم دون تطلعات أخلاقية علل ذلك ؟

لأن دور الأخلاق الحقيقية هو كبح سطوة العلم والوقوف في وجه استخداماته المدمرة و توجيه أهدافه نحو إسعاد البشرية و تخفيف آلامها

س55 كيف يمكن ربط التغييرات الاجتماعية بالتقدم الأخلاقي ؟

لتوسيع معاني المعايير الآخلاقية لتشمل الحالات الجديدة للتغير لوضع هذا التغيير في خدمة الإنسان

س57 لماذ تعتبر القيمة حافزا للعمل و موجها للسلوك ؟

لأنها حاضرة دوما في صميم التجربة الإنسانية

س58 القيم الآخلاقية قيم إنسانية علل ذلك ؟

لأن الشخص الإنساني هو موضوع السلوك الأخلاقي و الفاعل الأخلاقي الحقيقي

س59 لماذا كانت هناك صلة وثيقة بين القيم و الحاجات الحيوية الأولية للإنسان ؟

لأن هذه الحاجات أسبق في الوجود و تحقق للإنسان توازن حيوي

س60 لماذا تخرج القيم الحسية من نطاق نظرية القيم ؟

لأن الغايات التي تنشدها تبقى غير مقبولة من العقل الإنساني

س61 الخير مجموعة لذات علل ذلك ؟

لأن العدالة و النجاح و الفضيلة أشياء لا قيمة لها إلا بمقدار اللذة التي تنطوي عليها

س62 لماذا تفوق قيم الإنسان فوق العالم القيم العقلية و الجمالية ؟

لأنها تقوم على أحترام الإنسان للإنسان في ذاته و في ذات الأخرين

س63 يجب علينا ألا نتجاهل القيم الاقتصادية لماذا ؟

لأنها ليست قيما زهيدة كما يبدو للوهلة الأولى بل إنها تعد الأساس بالنسبة للقيم الأخرى

س64 لماذا كانت القيم الأخلاقية أسمى القيم ؟

لأنها غاية في ذاتها و لا تقاس بنفعها

س65 الحق هو تطابق الحكم مع الواقع لماذا ؟

لأن الحكم يكون صادقا حينما يتطابق تفكيرنا مع الأشياء فكأن الحق هو نسخة طبق الأصل عن الواقع
------------------------------
**درس الاخلاق وفق س و ج المنهاج السوري للاستفادة




يتبع../....













 


آخر تعديل ترشه عمار 2012-12-06 في 22:15.
رد مع اقتباس
قديم 2010-11-18, 19:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24










رحت استفسر في عقلي ..وهل يدرك عقلي
محنة الكون التي استعصت على العالم قبلي
الأجل الكون اسعى.. أنا أم يسعى لأجلي
وإذا كان لكل فيه حق:
أين حقي؟




الموضوع – نص



عندما أتصور أمرا شرطيا على وجه الإجمال فإنني لا أعرف مقدما ما سوف ينطوي عليه حتى أعطى الشرط الذي يقوم عليه . أما إذا تصورت أمرا قطعيا، فإنني أعرف على الفور ما ينطوي عليه . ذلك لأنه لما كان الأمر لا يحتوي ، بالإضافة إلى القانون ، إلا على الضرورة التي تقضي بأن يكون المبدأ الذاتي مطابقا لهذا القانون ، وكان القانون لا يتضمن أي شرط يحده ، فلن يبقى شيء على الإطلاق سوى الجانب الكلي العام من القانون بوجه عام ، الذي يجب على المبدإ الذاتي للفعل أن يكون مطابقا له ، وهذه المطابقة هي وحدها التي تصور لنا وجه الضرورة في هذا الأمر…إذن فليس ثمة غير أمر قطعي واحد، يمكن التعبير عنه على النحو التالي : …” افعل كما لو كان يجب على المبدإ الذاتي لفعلك أن يُرفع عن طريق إرادتك إلى مرتبة قانون كلي للطبيعة “.

كانط ” أسس ميتافيزيقا الأخلاق “


أ‌- إشرح أفكار النص مبيناً إشكاليته.

ب – ناقش موقف كانط من مسألة مصدر الأخلاق وتأسيسها

على ضوء نظريات فلسفية اخرى بحثت في المسألة عينها.

ج – برأيك هل يمكن استبعاد أخلاق الواجب وتأسيس القيم والأخلاق

على مبدأ السعادة؟ علّل رأيك.







الإجابة المقترحة


المقدمة:


تحاول فلسفة الأخلاق أن ترصد المصدر الذي تتاسس عليه القيم و المبادئ الأخلاقيّة التّي يلاحقها البشر. إن المفكرين والفلاسفة وإن اتفقوا على كون مصدر الأخلاق هو الإنسان فقد اختلفت مواقفهم حول طبيعة هذا المصدر الإنساني:العقل -المجتمع- القوة…؟؟


الإشكالية:


هل أن ثبات العقل البشري و وحدته و شموليّته تصلح لتأسيس القانون الأخلاقي ؟ ما دلالة الواجب ؟ و فيم تتمثّل شروط الفعل الأخلاقي الخيّر ؟

الشرح:


في تحديده لمعنى الواجب الخلاقي يقرر كانط أطروحته المركزية فيعتبر أنّ الواجب الأخلاقي يقضي بالضرورة إلتزام أفعال الإرادة بإحترام القانون الأخلاقي الذّي يعكس العقل الكلّي في الإنسان.

الواجب هو الإلزام الذّي يقضي بأن يكون فعلنا مطابقا لأوامرنا الأخلاقيّة و مبادئها. و بتحديده لمفهوم الواجب وضع كانط المعيار الذّي سيمكّن من الحكم إن كانت أفعالنا أخلاقيّة، أم هي على العكس من ذلك غير أخلاقيّة. و لتحديد معنى الواجب، قام كانط بالتّمييز بين الأمر الشّرطي و الأمر القطعي.

الأمر الشّرطي هو الفعل الذّي يهدف إلى تحقيق غاية ( نفعيّة , فردانيّة( فهو يقتصرعلى مجرّد إختيار وسائل و طرق لتحقيق السّعادة الخاصّة و الفرديّة، لا يمكن له أن يتحوّل إلى أمر مطلق. فالفعل هنا ليس غاية لذاته و إنّما هو وسيلة تشترط تحقيق غاية و هدف. من غير الممكن إذن أن يعكس الأمر الشّرطي قانونا أخلاقيّا عامّا يصلح لكلّ البشر.

أما الأمر القطعي فهو الأمر الذّي يصدره العقل و الذّي من خلاله لا يُهدَف إلى تحقيق أيّ غاية و أيّ مقصد. الفعل هنا يستمدّ ضرورته من ذاته و ليس من غاية يطمح إلى تحقيقها. يكون الأمر قطعيّا حين يكون الفعل خيّرا و طيّبا في ذاته و في جوهره، و ليس طيّبا لأنّه يؤدّي إلى تحقيق غاية. و لا يكون الفعل طيّبا إلاّ إذا توافقت الإرادة و تناسبت مع قوانين العقل المطلقة.

إنّ الأمر القطعي هو بالضّرورة أمرا قبليّا لا علاقة له بما هو حسّي و تجربي. يتمثّل هذا الأمر القطعي في ضرورة الإرتقاء بالمبدأ الذّاتي للفعل إلى شموليّة و كونيّة القانون الأخلاقي الذّي لا ينطبق فقط على ذلك الذّي يقوم الفعل و إنّما على كلّ البشر.

يُعتبر الفعل أخلاقيّا عندما لا يخضع إلاّ إلى أوامر العقل الذّي هو صفة مشتركة بين جميع النّاس.

إنّ الإرادة، في الفعل الأخلاقي، لا تخضع لأيّة إشتراطات ( حتميّات ) ولا لأيّة سلطة خارجيّة (إجتماعيّة، إقتصاديّة، سياسيّة ).

يتّضح إذن أنّه لا يوجد أيّ إلزام خارجي يملي على الإنسان سلوكه. الفعل الأخلاقي يقوم على إلزام الإنسان لذاته كي يحترم في أفعاله القانون الأخلاقي الكلّي و الشّامل. ومن رهانات هذا الموقف أن الفعل وفق القانون الأخلاقي لا يتعارض مع الحرّية بل هو يفترضها.


المناقشة:


ينفي دوركهايم أن يكون الواجب صادرا عن العقل أو عن الدين, فمن هذا المنظور السوسيولوجي تجد الأخلاق مصدرها في المجتمع. إن تناول دوركهايم للمسألة الأخلاقية يجد منطلقه في تحليل الضمير باعتباره ملكة الحكم القيمي على أفعالنا, فالضمير يمثل صوت الواجب .- هذا الواجب هو خارج عن الفرد والدليل على ذلك أن الواجب لا يتطابق في كل الحالات مع طبيعة الفرد ومزاجه. والواجب بما هو خارج عن الفرد وبما هو متميز بالقهر يجد مصدره في المجتمع, فالمجتمع هو الذي وضعه فينا بالتربية والتنشئة. وهكذا يرجع دوركهايم الأخلاق كظاهرة اجتماعية إلى الضمير الجمعي وتتحدد في نهاية الأمر باعتبارها وظيفة في المجتمع .

أما عند نيتشه فإن الأخلاق عنده تتجاوز حقل الواجب لأن الواجب هو تقنين السلوك الموجه ضد الحياة. فالإنسان عند نيتشه هو قبل كل شيء إرادة القوة . إن إرادة القوة عندما تكون في أوجها تناشد الحياة وتمجدها لأنها قادرة على فرض سلطانها وقوتها . يؤسس نيتشه إذا لأخلاق على القوة وإرادة الحياة، ذلك أن أخلاق الشفقة تمنع الإنسان من بلوغ أعلى درجات القوة و البهجة و بالتالي السعادة.

صحيح أن الفعل الأخلاقي عند الفلاسفة هو الفعل الذي يتطابق مع مبادئ الخير. لكن إذا اعتبرنا أن الفلاسفة قد اتفقوا على كون مصدر الأخلاق هو الإنسان فقد اختلفت مواقفهم من تعريف الإنسان ، فمنهم من اعتبر مصدر الأخلاق الإنسان كعقل ومنهم من اعتبره الإنسان كرغبة ومنهم من اعتبره الإنسان كمجتمع.

الرأي:


لماذا علينا أن نختار بين أخلاق الواجب وأخلاق السعادة؟ لماذا لا يمكن التفكير فيهما معا؟
يمكن الإنطلاق من إمكانية المصالحة بين الواجب والسعادة، بين الحرية وبالتالي الفردانية الحقة والخضوع للجبر الأخلاقي من جهة كونه طريق الكونية والانسانية.

لعلّ تفكير سبينوزا في الفرح وعلاقته بالمعرفة يمكننا من الجمع بين الواجب والسعادة . فالمعرفة هي مجال الحرية الحقة بالنسبة إلى سبينوزا، والفعل الحسن عند سبينوزا هو البحث عما يسميه بالنافع الخاص، ولا يتعلق الأمر بالخيرات الخبروية التي تؤدي إلى الاغتراب مثل اللذة والشرف والثراء، بل على العكس من ذلك النافع الخاص يزيد من قوة فعل الفرد وقوة فعل المجموعة، والعقل هو الذي يحدّد هذا النافع الخاص، إذ المعرفة هي التي تمكن الفرد من أن يحقق ذاته بحسب رغبته، فالإنسان الحر حسب سبينوزا هو من يرغب في الخير.
----------------------

** د. سمير زيدان- فلسفة: كلية التربية. لبنان

















ثانوية حساني عبد الكريم-الوادي





---------- مطالعة مفيدة و ممتعة .....



نصوص فلسفية متنوعة حول الاخلاق..للتحليل







الأخلاق
الأساس الاجتماعي للأخلاق
دوركايم
ليس الإنسان كائنا أخلاقيا إلا لأنه يعيش في صلب مجتمعات قائمة، وليس ثمة أخلاق بدون انضباط ولا نفوذ.والنفوذ العقلي الوحيد هو السلطة التي بتقلدها المجتمع في علاقته بأعضائه.إن الأخلاق لا تبدو لتا إلزاما أي أنها لا تبدو لنا أخلاقا، وبالتالي لا يمكننا الإحساس بالواجب، ‘لا ‘ذا وجدت حولنا و فوقنا سلطة تقوم بالجزاء. ولا يعني ذلك أن الجزاء المادي هو كل الواجب، ولكنه العلامة الخارجية الدالة عليه، ‘نه الدليل المحسوس على أنه ثمة شيئا ما،يعلو علينا ونكون تابعين له.. وللمؤمن،بدون شك، الحرية في تمثل هذه القوة في شكل كائن فوق بشري لا يطاله العقل و لا العلم. و لكن لهذا السبب ذاته، ليس لنا أن نجادل هذه الفرضية و لا أن ننظر في ما هو مؤسس أو غير مؤسس في الرمز. إن ما يبين جيدا إلى أي حد يكون التنظيم الاجتماعي ضروريا للأخلاقية هو أن كل انخرام في التنظيم أو كل ميل إلى الفوضى السياسية مقترن بتنام في اللاأخلاقية (...) و عندما نعلم أن الأخلاق هي نتاج المجتمع وأنها تنفذ إلى الفرد من الخارج و تمارس العنف، من بعض الوجوه، على طبيعته الفيزيائية و تكوينه الطبيعي، نفهم عندئذ، زيادة على ذلك ‘ن الأخلاق هي ما هو المجتمع، وأنها لا تكون قوية إلا بقدر ما يكون المجتمع منظَما.
دوركايم
‹دروس في علم الاجتماع›
***
أصل الواجب
كلما أجلنا الفكر لنعرف كيف يجب علينا أن نفعل كلمنا صوت من داخلنا وقال : هذا واجبك. وإذا ما أخللنا بهذا الواجب الذي قدم لنا على ذلك الشكل ، قام نفس الصوت فكلمنا واحتج على ما فعلنا. ولما كان ذلك الصوت يكلمنا بلهجة الأمر والنهي ، فإننا نشعر شعورا عميقا بأنه لابد صادر عن كائن أرفع منا شأنا، ولكننا لا نستطيع أن نتبين بوضوح من يكون هذا الكائن ولا ما هو. ولذلك نسبه خيال الشعوب إلى شخصيات متعالية، أرفع شأنا من الإنسان ، أضحت موضع عبادة، إذ العبادة ما هي آخر الأمر، إلا الشهادة الظاهرة على النفوذ الذي نقر به لهم ، وبذلك استطاعت تلك الشعوب أن تجد تفسيرا لهذا الصوت العجيب الذي لا تشبه نبرته النبرة التي بها ينطق صوت البشر. وقد أصبح واجبا علينا نحن أن ننزع عن هذا التصور غلالة الأشكال الأسطورية التي تلفع بها خلال عصور التاريخ وأن ندرك الحقيقة وراء الرمز . وهذه الحقيقة هي المجتمع . إذ المجتمع هو الذي وضع فينا عند تربيتنا تربية أخلاقية هذه المشاعر التي تملي علينا سلوكنا إملاء أو التي ترد الفعل بقوة إذا ما رفضنا الانصياع لأوامرها. فضميرنا الأخلاقي صنعتها والمعبر عنها، فإذا ما تحدث ضميرنا كان المجتمع هو المتحدث فينا. غير أن اللهجة التي بها يكلمنا هي أحسن دليل على النفوذ المتميز الذي يتمتع به . فالواجب هو الأخلاق من حيث هي تأمر وتنهى، وهو الأخلاق وقد تمثلت سلطة علينا أن نطيعها لأنها سلطة ولأنها كذلك فحسب . أما الخير، فهو الأخلاق وقد تمثلت شيئا حسنا، يجتذب الإرادة، ويثير ما في الرّغبة من التلقائية. ولئن كان من اليسير أن نتبين أن الواجب هو المجتمع من حيث يفرض علينا قواعده ، ويضبط الحدود لطبيعتنا، فان الخير هو المجتمع ولكن من حيث هو حقيقة أثرى من حقيقتنا، ولا نستطيع التمسك به دون أن ينتج عن ذلك إغناء لكيّاننا.
دوركايم
‹ التربية الأخلاقية ›
***
في القانون الأخلاقي
عندما أتصور أمرا شرطيا على وجه الإجمال فإنني لا أعرف مقدما ما سوف ينطوي عليه حتى أعطى الشرط الذي يقوم عليه . أما إذا تصورت أمرا قطعيا، فإنني أعرف على الفور ما ينطوي عليه . ذلك لأنه لما كان الأمر لا يحتوي ، بالإضافة إلى القانون ، إلا على الضرورة التي تقضي بأن يكون المبدأ الذاتي مطابقا لهذا القانون ، وكان القانون لا يتضمن أي شرط يحده ، فلن يبقى شيء على الإطلاق سوى الجانب الكلي العام من القانون بوجه عام ، الذي يجب على المبدأ الذاتي للفعل أن يكون مطابقا له ، وهذه المطابقة هي وحدها التي تصور لنا وجه الضرورة في هذا الأمر.
إذن فليس ثمة غير أمر قطعي واحد، يمكن التعبير عنه على النحو التالي : افعل فقط طبقا للمبدأ الذاتي الذي يجعلك تقدر على أن تريد له في الوقت نفسه أن يصير قانونا كلبّا.
فإذا أمكن إذن أن تشتق جميع أوامر الواجب من هذا الأمر الواحد كما تشتق من مبدئها، فإننا سنستطيع عندئذ، وإن تركنا بغير حل مشكلة معرفة ما إذا كان ما نسميه بالواجب ليس في مجموعه إلا مفهوما أجوف ، أقول إننا سنستطيع عندئذ على أقل تقدير أن نبين ما نفهمه من ذلك وما يعنيه هذا المفهوم
ولما كانت كليّة القانون الذي تحدث بمقتضاه الآثار والنتائج المترتبة عليه هي التي تؤلف ما نسميه بوجه خاص بالطبيعة حسب المعنى الأعم لهذه الكلمة ( من الناحية الصوريُة )، أو بتعبير آخر وجود الأشياء من حيث هو وجود تحده قوانين كلية، فان الأمر الكلي للواجب يمكن أيضا أن يعبر عنه في هذه الصيغة : " افعل كما لو كان يجب على المبدأ الذاتي لفعلك أن يُرفع عن طريق إرادتك إلى مرتبة قانون كلي للطبيعة ".
كانط
" أسس ميتافيزيقا الأخلاق "
***
الأخلاق والفطرة
وجودنا يعني إحساسنا فإحساسنا إذن سابق لفهمنا وعواطفنا سابقة لأفكارنا , مهما كانت علة وجودنا فقد منحتنا هذه العلة بغية حفظ كياننا عواطف معينة تلائم طبيعتنا ولا يمكن لأحد أن ينكر أن هذه العواطف ولدت معنا إنها بالنسبة للفرد حب النفس الشرعي والخوف من الألم والرغبة في الهناء و لكن إن كان الإنسان كائنا اجتماعيا من طبيعته أو على الأقل مؤهلا لأن يكونه فلا يمكنه ذلك إلا بواسطة عواطف أخرى أيضا غريزية بالنسبة للنوع البشري أما بالنسبة إلي الحاجة المادية فحسب فإنها جديرة بتفرقة الناس بدلا من جمعهم فالدافع الوجداني أو الضمير يتولد من الجهاز الأخلاقي الذي يتألف من هذه العلاقة المزدوجة علاقة الإنسان بنفسه و أبناء جنسه .
ليس للإنسان علم غريزي بالخير ولكن حالما يكشفه عقلهله يدفعه ضميره إلى محبته ...لقد تخلصنا من كل هذه الأداة الفلسفية الهائلة إننا نستطيع أن نكون بشرا من غير أن نكون علماء لقد أعفينا من هدر أيام حياتنا في درس الأخلاق لأن لنا دليل هادي يهدينا مجانا لكن لا يكفي أن يكون لنا دليلا بل علينا أن نعرفه ونتبعه
ج ـ ج روســــو
****
لنسر إلى الأمام في طريق الحكمة , بخطوة حازمة ,وبكامل الثقة في النفس. أيا تكن استغل منبع التجربة الذي تشكله أنت ذاتك ألق عنك عدم الرضا الذي يأتيك من كينونتك, اغفر لنفسك أناك , لأن فيك , في كل الحالات , سلما من مائة درجة يمكنك أن ترتقيه إلى المعرفة . القرن الذي تغتم فيه بشعورك أنك مرفوض يعلنك سعيدا أن يكون لك هذا الحظ ... أليس بالضبط على هذه التربة التي تغيظك كثيرا بعض الأحيان , على أرض الفكر المدنس هذه ,نمت أجمل ثمار حضارتنا القديمة...؟ إنك تملك سلطة أن تجعل كل لحظات حياتك : من محاولات , أخطاء , زلات , أوهام , حبك , أملك أن تجعلها تنسجم تماما مع الهدف الذي رسمته لحياتك . هذا الهدف هو أن تصير هو نفسك ... أتظن أن حياة ترمي إلى هدف كهذا ستكون شاقة جدا وعارية تماما من كل لذة ؟ إنك إذا لازلت لم تعلم أنه ليس هناك عسل أشهى من عسل المعرفة و أنه سيشرق اليوم الذي تكون فيه السحب التي تجر الكدر ثديا ترضع منه حليب تسليتك، ستتقدم في السن و ستدرك... أن نفس الحياة التي تنتهي بالشيخوخة تنتهي كذلك بالحكمة بالصفاء اللطيف لهذه الشمس التي هي فرحة العقل الدائمة. السن والحكمة ستلقاهما معا على ذروة واحدة من ذرى الحياة, كذلك شاءت الطبيعة. آنذاك سيكون الأوان قد حان كي يقترب ضباب الموت لكن ليس ليغيظك. قفزة واحدة إلى النور ستكون آخر حركاتك, هتاف حماسي بالمعرفة سيكون آخر أنفاسك.


نيــــــتشه : إنسان مفرط في إنسانيته ص 159
****
فقدان اليقين
تطرح فلسفة الأخلاق مسألة مشروعية المصالح الماثلة في عالم الفرد المسائل ، غير أن هذه المصالح ، التي هي في ذاتها تاريخية، لا تبدو كذلك بالنسبة إليه ، إذ هي تتبدى في نظره في شكل أهداف يسعى إليها " بشكل طبيعي " وهي " بداهة " أهداف صحيحة، طيبة، لها معناها وتضمن المعنى. لكن قد تكون هذه الأهداف متعارضة بعضها مع بعض أيضا، إما لأنه لا يمكن للفرد نفسه أن يبلغها جميعا، وإما لأن بعضها يناقض بعضا، وتجبر الفرد على أن يختار، فيصبح المشكل عندئذ، غير محصور في كيف ينبغي أن نفعل ، بل أيضا : لأي هدف نفعل ؟ (...)
وإذا قدرنا الأمر من وجهة نظر التفكير هذه ، تفكير الفلسفة في صيرورتها الخاصة- لأن الفلسفة عندنا حقيقة تاريخية ومعطى - فإن لكل إنسان أخلاقا. غير أن هذه الأخلاق لا تبدو له نسقا أخلاقيا من جملة أنساق أخرى من الأخلاق قد تساويها قيمة، يل إن هذه الأخلاق في صيغة الجمع لا تكتسب معناها إلا في فترة متأخرة، بعد طول اتصال بمجموعات أخرى لكل منها أخلاقها، وبعد صراعات مترددة أو هزائم . ففي البدء يكون اليقين الأخلاقي : نعرف ما يجب فعله وما يجب تجنبه ، ونعرف المرغوب فيه والمرغوب عنه ، والحسن و السيئ . ثم يفضي صراع أنساق الأخلاق ، واكتشاف تناقضات داخل نسق من الأخلاق ( وهي تناقضات لا تبدو إلا إثر تلك الصراعات ) إلى التفكير في الأخلاق ، أو لنقل ، بصفة أدق ، إن فقدان اليقين أو رفضه هو ما يؤدي إلى ذلك : لأن اليقين لا يدحضه مجرد النقد المنطقي ، ولأن ما قد يحمله في صلبه من التناقضات لا يسبب له البتة حرجا : فالتناقض الداخلي والتنافر لا يحرجان أحدا لأنه لا أحد يكتشفهما قبل أن يتحولا إلى تناقضات خارجية يعبر عنها أفراد آخرون أو تصبح محسوسة من جراء فشل مبادرات " كان ينبغي" أن تنجح .
فالتفكير الفلسفي بشأن الأخلاق ينشأ من الأخلاق المحسوسة، ولكنه لا يخضع لحكم تلك الأخلاق . وتتمثل القضية عنده في استرجاع اليقين المفقود ( أو ما يعادله ) ولا تطرح القضية إلا حيث تمت زعزعة تلك الأخلاق ، فتطرق إليها الشك ولم تعد من قبيل ما هو مسلم به ولا قادرة على توفير الأساس المتين الذي يبحث عنه التفكير. وبذلك تجعل وجهة نظرها، وهي مختلفة بالضرورة عن وجهة نظر الأخلاق المحسوسة، من الفيلسوف خائنا لأخلاق مجموعته في نظر الذين يسلمون بتلك الأخلاق دون أن يخامرهم سؤال .
إيريك فايل
" فلسفة الأخلاق "
***
مساءلة القيم الأخلاقية
ما هي الظروف التي ابتدع فيها الإنسان أحكام القيمة، قيمة ما هو طيّب وقيمة ما هو خبيث ؟ وما قيمة هذه الأحكام نفسها ؟ أتراها - إلى حد الآن - عرقلت تطوَر الإنسان أم ساعدت عليه ؟ أتراها علامة ضيق الحياة وافتقارها وتقهقرها ؟ أم هي - على العكس من ذلك - تعبر عن امتلاء الحياة وقوتها وإرادتها وشجاعتها وأملها ومستقبلها ؟
لا يبدو مشكل قيمة الشفقة ومشكل أخلاق الشفقة للوهلة الأولى ( وأنا من أعداء تأنيث العواطف المخجل الذي نراه اليوم )، سوى مسألة معزولة، أو نقطة استفهام على حدة. غير أنّه سيحدث بالنسبة إلى من توقف هنا، وبالنسبة إلى من سيتعلم السؤال هنا، ما حدث لي : سينفتح أمامه أفق جديد رحب ، يتملكه كالدوار، وتنبعث أمامه أصناف شتى من الحذر و الشك والخوف ، فيتزعزع إيمانه بالأخلاق ، بكل نسق من الأخلاق ، ويعلو - آخر الأمر - صوت مطلب جديد يفرض نفسه . ولنعين هذا المطلب الجديد :
إننا بحاجة إلى نقد القيم الأخلاقية، ويجب أن نبدأ بالتساؤل بشأن قيمة هذه القيم نفسها، ويفترض هذا معرفة ظروف نشأتها وملابساتها وظروف نموّها وملابساته ، وظروف تطوَرها وملابســـــــــــــــاته
( الأخلاق من حيث هي نتيجة، الأخلاق باعتبارها أعراضا ، وباعتبارها قناعا، وباعتبارها نفاقا، وباعتبارها مرضا وباعتبارها سوء تفاهم . ولكن أيضا : الأخلاق بما هي سبب . أو دواء، أو دوافع ، أو عراقيل أو باعتبارها سما )، و بإيجاز نقول : معرفة ليس لها نظير إلى الآن ، ومعرفة لم يخطر على البال أن نتمنّاها لأننا اعتبرنا قيمة هذه " القيم " معطى، واعتبرناها حقيقية، تتجاوز حدود كل ما يمكن التساؤل بشأنه . ولم يتردد الناس البتة - إلى الآن - في إعطاء الإنسان " الطيب " قيمة أرفع من القيمة التي يعطونها " الخبيث "، وهي قيمة أرفع في معنى رقي الإنسان و نفعيته وازدهاره بوجه عام ( بما في ذلك مستقبل الإنسان ) ولكن ما العمل لو كان العكس صحيحا ؟ وما العمل لو كان في الإنسان " الطيب " أيضا أعراض النكوص أو كان فيه أيضا خطر أو إغراء أو سم أو مخدر يمكن الحاضر من أن بعيش بشكل ما على حساب المستقبل ، ولربما كان له ذلك بأكثر رفاهة، و بأقل مخاطر ولكن أيضا بطريقة أكثر سخفا وأشد وضاعة، وبذلك ، فقد يكون الخطأ خطا الأخلاق إذا لم يدرك الجنس البشري أبدا أعلى درجات القوة والبهجة التي يطمح إليها، وبذلك ، قد تكون الأخلاق أخطر الأخطار .
نيتشة
" جينيالوجيا الأخلاق "
***
تحصيل الفضيلة
مسكويــــــــــه
إن الإنسان من بين جميع الحيوان، لا يكتفي بنفسه في تكميل ذاته، و لابد له من معاونة قوم كثيري العدد حتى يتمم به حياته طيبة، ويجري أمره على السداد، ولهذا قال الحكماء: إن "الإنسان مدني بالطبع" أي هو محتاج إلى "مدينة" فيها خلق كثير لتتم له السعادة الإنسانية، فكل إنسان بالطبع و بالضرورة يحتاج إلى غيره، فهو كذلك مضطر إلى مصافاة الناس و معاشرتهم العشرة الجميلة و محبتهم المحبة الصادقة، لأنهم يكملون ذاته و يتممون إنسانيته، و هو أيضا يفعل بهم مثل ذلك. فإذا كذلك بالضرورة فكيف يؤثر الإنسان العاقل العارف بنفسه التفرد والتخلي؟ (...).
فالقوم الذين رأوا الفضيلة في الزهد و ترك مخالطة الناس و تفردوا عنهم ــ إما بملازمة المغارات في الجبال، وإما ببناء الصوامع في المفاوز،(...) ــ لا يحصل شيء من الفضائل الإنسانية، (...) وذلك أن من لم يخالط الناس ولم يساكنهم(...) لا تظهر في العفة (...) ولا العدالة، بل تصير قواه و ملكاته التي ركبت فيه باطلة، لأنها لا تتوجه لا إلى الخير و لا إلى الشر. فإذا بطلت ولم تظهر أفعالها الخاصة بها صاروا بمنزلة الجمادات والموتى من الناس.
لذلك يظنون ويظن بهم أنهم أعفاء وليسوا بأعفاء، وأنهم عدول وليسوا بعدول، وكذلك في سائر الفضائل (...). والفضائل (...) هي أفعال وأعمال تظهر عند مشاركة الناس و مساكنتهم و في المعاملات وضروب المجتمعات. ونحن نعلم ونتعلم الفضائل الإنسانية التي نساكن بها الناس ونخالطهم ونصبر على أذاهم، لنصل منها وبها إلى حال أخرى.
مكسويــــــــــه
تهذيــــــــــب الأخـــــــــــــلاق
***
دراسة الأخلاق
إن طموح الفلاسفة كان يرمي غالبا إلى ابتكار أخلاق جديدة تختلف أكثر الأحيان في مواضع أساسية عن الأخلاق التي يسير على نهجها المعاصرون لهم أو للذين يسبقونهم فالفلاسفة خليقون بأن يكونوا ثوارا أو محطمي صور أما المشكلة التي أعرضها فهي تتطلب معرفة ما تتكون منه الأخلاق أو ما تكون قد تكونت منه لا الأخلاق على نحو ما يتصورها عليه التفكير الفردي الفلسفي ما هو قائم منه و ما سلف.
فالأمر يقتضي دراسة للأخلاق كما مارستها الجماعات الإنسانية بالفعل ومن ثمة ترى المذاهب الفلسفية تفقد بناء على هذا الاتجاه قدرا كبيرا من قيمتها...
و قد يلتبس الأمر إذا ظن بي أني أرفض هذه النظريات تعسفا. فأنا لا يهمني من أمرها غير ما يضفى عليها أحيانا وعلى نحو مبالغ فيه ـ من سمات الأولوية والامتياز. ولكن يبقى بعد أنها هي في حد ذاتها وقائع وأنها كذلك أمور مرشدة, تستطيع أن توقفنا على ما يمر بالشعور الأخلاقي في فترة ما فهي من هذه الجهة جديرة ولا شك بالعناية والاهتمام و لكني أرفض التسليم في ما يقال بعد ذلك من أن هذه النظريات تستطيع ـ وذلك هو شأنها ـ أن تفسر الحقيقة الأخلاقية تفسيرا دقيقا و ممتازا على نحو ما يفسر به علم الطبيعة أو علم الكيمياء حقيقة الوقائع التي تتعلق بالمجال الفيزيوـالكميائي.

---------------
النصوص منقولة من
المنتدىphilo.top-me
يتبع ---/---










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-18, 19:22   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24








كتب انصح بتحميلها فورا






أحمد امين ..كتاب الاخلاق.pdf








فلسفة الاخلاق د مصطفى عبده.pdf





كتاب الكتروني رائع
رسالة فلسفة الأخلاق والمذاهب الأخلاقية




https://www.4shared.com/file/OL369keP/_________.html








ومن المقرر التونسي....رفعت لكم درس الاخلاق






https://www.4shared.com/document/0cCF...AL-akhlak.html









..مقالات فلسفية...في الاخلاق


هل القيمة الخلقية من حيث طبيعتها..مطلقة ام نسبية..bac 2010










الموضوع :السؤال المشكل.إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة (إن المجتمع هو النموذج
والمصدر لكل سلطة أخلاقية)أطروحة فاسدة وتقرر لديك الدفاع عنها وتبنيها فما عساك إن تفعل ؟



إن مشكلة أساس القيمة الخلقية هي من أقدم المشكلات الفلسفية واعقدها التي اختلف حولها الفلاسفة والمفكرين منذ فجر التاريخ ،وتناولوها وفقا لأرائهم واتجاهاتهم الفكرية,ومن ابرز هذه الاتجــاهات .الاتجاه الاجتماعي الذي يرجع أصحابه أساس القيم الخلقية إلى سلطة المجتمع .فكيف يمكننا إثبات أن المجتمع هو المصدر والنموذج لكل سلطة خلقية؟

عرض منطق الأطروحة
ينطلق أنصار المدرسة الاجتماعية وفي مقدمتهم الفرنسي (دوركايم)من إن القيم الأخلاقية بمختلف أنواعها وأشكالها سببها المجتمع ,وما سلوك الأفراد في حياتهم اليومية إلا انعكاس للضمير الجمعي الذي يُهيمن على كل فرد في المجتمع .وفي هذا يقول –دوركايم –(إذا تكلم الضمير فينا فان المجتمع هو الذي يتكلم )ومنه فان المجتمع هو المنبع والأساس الوحيد للقيمة الأخلاقية .وكل فعل يقوم به الفرد خارج الأطر والقوانين الاجتماعية لا تكون له أية قيمة في المجتمع .وكل من يحاول التمرد على الأعراف والعادات الاجتماعية يُعَرضُ نفسه لاستهجانه وسخطه .ومن هنا كان للقيمة الخلقية قوة مؤثرة في الفرد فهو يستجيب لها راضيا أو كارها ولهذا يقول دوركايم –إذا استنكر احدنا الفاحشة فلان المجتمع استنكرها – ويقول أيضا *.....لا بُد أن تكون أخلاق الفرد هي الأخلاق التي يتطلبها المجتمع بالضبط .إذ أن أي فعل لا يقره المجتمع على انه أخلاقي مهما كان نوعه لا يمكن أن يكسب فاعله أي قدر من الهيبة والنفوذ........
تدعيم الأطروحة بحجج شخصية
إن الأفراد المتمردون على القيم الاجتماعية وعند قيامهم بأي تصرفات منافية للقيم الاجتماعية يقومون بها بعيدا عن أعين المجتمع .فالسارق لا يمكنه أن يسرق شيئا إذا اعتقد أن غيره يراه .كما أن الواقع يؤكد بان سلطة المجتمع على الكثير من الأفراد أعلى من سلطة الشرع والعقل معا بدليل إن السواد الأعظم من البشر يلتزمون اشد الالتزام بالأوامر والنواهي الاجتماعية .بينما يقل التزامهم بالتعاليم الشرعية ..بالإضافة غالى أن الطفل ومنذ نعومة أظافره يحتك بالمجتمع من اجل اكتساب القيم الأخلاقية فيُقَوم ويُعَدل سلوكا ته وفقا لأوامر ونواهي المجتمع .
نقد خصوم الأطروحة
يرى أنصار الاتجاه العقلي وفي مقدمتهم الألماني كانط أن العقل هو الأساس والمصدر لكل قيمة خلقية لأنه الوسيلة التي يميز به الإنسان بين الخير والشر.وهو الذي يُشَرع ُ ويضع مختلف القوانين والقواعد الأخلاقية التي تتصف بالكلية والشمول أي تتجاوز الزمان والمكان .وقد اعتبر كانط الإرادة الخيرة الدعامة الأساسية للفعل الأخلاقي والشرط الذي ينبغي توفره في الإرادة هو الواجب ولهذا تسمى الأخلاق الكانطية- أخلاق الواجب -
وفي هذا يقول( إن الفعل الذي يتسم بالخيرية الخلقية فعل نقي خالص ,وكأنما هو قد هبط من السماء ذاتها)
ولكن أنصار هذا الاتجاه لا يستطيعون تفسير اختلاف القيم الأخلاقية بين الأفراد رغم ان العقل هو اعدل قسمة بين الناس .,كما انه ليس كل البشر يملكون الإرادة الخيرة .وهذا الإضافة إلى أن الأخلاق الكانطية هي أخلاق متعالية مثالية ولا يمكن تطبيقها على ارض الواقع

حل المشكلة
إن المجتمع يمدنا بمختلف القيم والقوانين الأخلاقية وهو سلطة متعالية على جميع الأفراد .والمرجع الأساسي لمختلف السلوكات الإنسانية ومنه فان الأطروحة القائلة إن المجتمع هو المصدر والنموذج لكل سلطة خلقية هي أطروحة صحيحة في سياقها ونسقها


*************************************************

..مقالات فلسفية...في الاخلاق


ما رأيك في موقف المعتزلة من مصدر القيمة الأخلاقية ؟



المقدمة:اشتد النقاش حول مصدر القيمة الأخلاقية عند المسلمين ، فرأى المعتزلة أن الإنسان كان يرتاح لبعض الأعمال ، و ينزعج من الأخرى قبل مجيء الشرع . ألا يعني هذا أن الإنسان كان يعرف الخير و الشر بعقله قبل مجيء الشرع ؟ لكن الأشعرية من جهتهم يتساءلون: ألم نطلق على المرحلة التى عاشها الإنسان فبل الإسلام بالجاهلية مما يدل على جهله للخير، وما يجب فعله، أو تركه إلا بعد مجيء الشرع ؟ ألا يعني هذا أن الشرع هو الذي هدى الإنسان الى الخير و نهاه عن الشر ؟
و المشكل المطروح: هل العقل هو مصدر القيمة الأخلاقية أم الشرع ؟

التحليل:المعتزلة فرقة إسلامية من أهم فرق علم الكلام، أقامت مذهبها على النظر العقلي، و أولت تعاليم الدين تأويلا يتفق مع العقل. من أهم المسائل التى اهتمت بها مسألة الحسن و القبح في الأفعال. ليس الخير عندهم خيرا لأن الله أمر به، وليس الشر شرا لأن الله نهى عنه، و لكن الخير خير في ذاته، والشر شر في ذاته، فهما قيمتان أخلاقيتان مطلقتان. ولا يمكن ان يكون الصدق قبحا كما لا يمكن أن يكون الكذب حسنا. وإذا كان الله قد فرض الصدق و نهى عن الكذب، فذلك لما فيهما من حسن و قبح في ذاتهما.
إن الإنسان عند المعتزلة كان يدرك الخير و الشر بعقله قبل ورود الشرع، فكان ضميره يرتاح لبعض الأعمال، و ينزعج من الأخرى، كما يرتاح مثلا للشجاعة و الكرم، و ينزعج من الجبن و الخيانة، كما أن إقبال الإنسان على التعاليم التى جاء بها الدين الإسلامي بتلقائية كبيرة، دليل على أنها كانت تتفق مع ما في عقله من قيم أخلاقية. فلو أتى الشرع بما لا يدركه عقل الإنسان، لما أقيل الناس عليه، و لا يمكن لله أن يأمر بفعل هو قبح في ذاته، ففي تجويز وقع القرح من الله قبح عند النظام. كما أن الشرع لم يحكم في جميع المسائل التى اعترضت حياة الإنسان و استعمال المشرع للعقل لإدراك الخير و الشر، في الأمور التى لم يرد فيها نص، دليل على ان الخير و الشر يدركان بالعقل. و يرفض المعتزلة بذلك فكرة أن يتوقف المشرع عند حد القياس التى دعا إليها بعض العلماء المسلمين، بل يمكنه أن يتعدى ذلك الى أمور ليس لها اصل تقاس عليه.

لكن إذا كان الإنسان قبل ورود الشرع يتصور الخير و الشر، فانه لم يكن قادرا على التصديق بهما. و المطلوب في الشرع ليس تصور أو إدراك الحسن و القبح، و لكن التصديق بهما.

هذا ما ذهبت إليه الأشعرية التى تمثل الموقف المقابل للمعتزلة في مسألة الحسن و القبح في الإسلام. فالحسن عندهم ما أمر به الشرع، و القبح ما نهى عنه. فلو عكس الشرع الأمر، فأمر بالكذب، و نهى عن الصدق، لكان الكذب حسنا و الصدق قبحا. فالحسن و القبح ليسا ذاتيين كما يعتقد المعتزلة، بل هما اعتباريان، و إلا لم يتخلفا و لم يتوقفا على شروط. فالقتل قد يكون حسنا إذا كان دفاعا عن الشرف، وقبحا إذا كان اعتداء على ضعيف. إن الخير و الشر يتبدلان تبعا للظروف، و الناس يستحسنون و يستقبحون تبعا للشرائع. كذلك رأى الأشعرية أن قول المعتزلة أن الخير و الشر قبليان، وأن الله حدد الأوامر و النواهي لما في الأعمال من خير و شر في ذاتها، هو إنكار لإرادة الله الحرة في الاختيار. و الله فوق أ يتقيد بأي قانون أو شرط. أما في مسألة المشرع، فإن الأشعرية يرون أن المشرع يرجع دائما الى القرآن و السنة لاستخلاص الأحكام منهما، وهذا يدل على أن الإنسان لا يحكم على الفعل أنه خير أو شر إلا إذا رجع فيه الى الشرع.

ما لا نفهمه من موقف الشعرية قولهم أن فكرة أحكام الشرع تتحقق مع العقل، إنكار لقدرة الله المطلقة.
أن هذا العقل الذي ميز الله به الإنسان عن بقية الحيوانات، من خلقه هو، خلق الإنسان، وأودع فيه شيئا من حكمته. وطبيعي أن تتفق أحكامه الشرعية مع أحكام العقل. أما فيما يخص الكذب الذي يصبح حسنا، كما في حالة الكذب على المريض، فإن الحسن العارض لا ينافي القبح الذاتي.

وهكذا لا يمكن أن يكون مصدر القيمة الأخلاقية الشرع وحده، على أساس أن الإنسان كان يجهل الخير و الشر، إذ هناك من الأعمال ما اشمأزت منها النفوس، و نفرت منها القلوب حتى قبل مجيء الشرع. مما يدل على أن الإنسان بطبيعته يمكنه أن يعرف الخير و الشر.
غير أن مجيء الدين أكد القيم الأخلاقية، و أعطى لها صفة شرعية تجعل المرء يصدق بها تصديقا لا شك فيه. فبعد أن كان يتردد بين ما يراه حسنا بعقله، و بين ما يراه المجتمع قبيحا، جاء الشرع و حسم الأمر، فأصبح ما يأمر به هو الخير الذي لا يناقش، و ما ينهى عنه هو الشر الذي لا يناقش أيضا./إن الدين الإسلامي أشاد بالعقل، ورفع من شأنه، فلا تناقض بين الدين و العقل بل الدين و العقل إذا تعاونا معا، كانا مصدرين للتمييز بين الحق و الباطل. و ليس هناك ما يمنع القول بأن الحسن ما وافق الشرع و العقل معا، والقبح ما خالف الشرع و العقل معا.
و قد نعم.ن رابعة بن معبد رضي الله عنه أنه قال:" أتيت رسول الله (ص) فقال: جئت تسأل عن البر؟.فقلت نعم.قال: البر ما اطمأنت إليه النفس، و اطمأن إليه القلب، و الإثم ما حاك في النفس و تردد في الصدر، وإن أفتاك الناس و أفتوك". و هذا تأكيد من الرسول (ص) أنه لا فرق بين ما يأمر به الشرع، وما تدركه النفس من أمور البر و التقوى.
وتجدر الإشارة هنا الى أن بعض الأشاعرة أنفسهم لم ينكروا أهمية العقل كعامل مساعد للشرع.

الخاتمة:و هكذا نستنتج أن العقل و الشرع مصدران مهمان من مصادر الحكم على الأفعال إذا كنا نحكم على الأفعال أنها خير أو شر بعقولنا، فإن بالشرع نصدق أحكام العقل.



*************************************************

..مقالات فلسفية...في الاخلاق

الإشكال:هل يمكن أن نتصور فعلا أخلاقيا يكون فاعله مجبر عليه؟.


لقد اختلف فلاسفة الأخلاق في تأطير هم للسلوك و كل ذلك ابتغاء تأطيره و
الحكم عليه ساعين من خلال عمليهما إلى تحديد العناصر التي تجعله ذا قيمة و
دلالة أخلاقية , و هذا من خلال ما يضفون عليه من قيم إنسانية ينشدها الفرد
في فعله فإذا كان الإنسان من خلال قيامه بالفعل الأخلاقي يلتزم بمعايير و
قيم أخلاقية معينة فهل أساس هذا الفعل و قوامه أن يكون فاعله مجبرا عليه ؟.
يرى النفعيون و على رأسهم أرستيب القورينظي والذي يعتبر المؤسس الأول لمذهب
اللذة الفردية فهو يرى أن اللذة هي مقياس العمل الخلقي , فالعمل خير بمقدار
ما فيه من لذات و شر بمقدار ما فيه من آلام و اللذة عي الباعث للعمل و في
هذا يقول أي عمل لا يخضع للذة و الألم و أي شيء غير اللذة لا يمكن أن يكون
باعثا على العمل , اللذة هي الخير الأعظم و هي مقياس القيم جميعا هذا هو
صوت الطبيعة فلا خجل و لا حياء و ما القيود و الحدود إلا من وضع العرف ) _
ثم إن هذه اللذة التي تحملنا متع الدنيا و القناعة باللحظة الحاضرة تجعلنا
في مستوى واحد مع الحيوان ـ و لعل هذا ما جعل أبيقور يطور هذا المذهب من
اللذة إلى المنفعة لكنه مع ذلك يبقى مخلصا للمذهب السابق فهو يرى أن
الإنسان يوجه أعماله للحصول على اللذة غير أنه يختلف معه في القول بأن هناك
لذات أفضل من لذات عكس أرستيب الذي لا يفرق بين لذة وأخرى، إذن فما دامت
هناك لذات أفضل فإنه يجب أن نمسك بزمام شهواتنا فنرفض اللذة إذا كانت
متبوعة بألم أكبر منها، ونتحمل الألم إذا كان متبوعا بلذة أكبر منه فاقتلاع
الضرس المسوس على الرغم مما فيه من ألم أفضل من تركه ولكي يسهل علينا
اقتناء اللذات الأنفع يمدنا ببعض القواعد أولها أن إلى اللذات التي لا
يعقبها أي ألم،وثانيها أن نبتعد عن الألم الذي لا يولد شيئا من
اللذات،وثالثها أن نجتنب اللذة التي تفقدنا لذة أعظم منها،وأخيرا أن نقبل
بالألم الذي يضمن لنا لذة أرجح من ذلك الألم أو يخلصنا من ألم أعظم منه،وقد
ذهب وعلى شاملة هذا الطرح وبعد عشرين قرنا هوبز(1588-1697م) فهو يرى مثل
أبيقور أن اللذة الشخصية هي المقياس الخلقي،وأن الإنسان الطبيعي لا يعرف
إلا أنانية محضة فإن أي إنسان بطبيعته لا يبعثه على الفعل إلا حبه لنفسه
وليس له أي باعث آخر إنه أناني بطبعه لا يطلب إلا خيرا لنفسه،ونجد كذلك
الفيلسوف الإنجليزي بينتام (1748-1832) أنه يجب أن يكون في المنفعة العامة
لا الشخصية فاللذة التي نسعى إليها ليست لذة العامل وحده بل لذة كل من لهم
علاقة بالعمل لذلك يجب علينا أن نحكم على الأعمال بالخيرية أو الشريرة أن
ننظر فيما ينتجه العمل من اللذات و الآلام لا لأنفسنا فحسب بل للنوع البشري
كله فالقاضي مثلا عندما يقبل الرشوة تعد رذيلة حتى وإن انتفع بها هذا
الأخير لأنها تؤدي إلى حالة من الفوضى فتكثر المظالم وتضيع حقوق الناس يقول
بينتامالمنفعة خاصية الشيء الذي تجعله ينتج فائدة أو لذة أو خيرا أو سعادة
وخاصية الشيء التي تجعله يحمي السعادة من الشقاء والألم والشر والبؤس
بالنسبة للشخص الذي تتعلق به المنفعة)،ولقد وضع بينتام صفات محددة للمنفعة
هي كالتالي: الشدة، الخصب ،الدوام ،الصفاء ،القرب و الاتساع . وأخيرا جون
ستوارت ميل (1806-1873) الذي يختلف مع أستاذه بينتام فهو يرى أن تقدير
اللذات يجب أن يعود إلى مشورة أناس خبراء لا إلى الفرد و قد أقام ميل قاعدة
السلوك الأخلاقي هي أن نعمل من أجل الآخرين ما ينبغي أن يفعلوه من أجلنا .
الواقع أن بناء الأخلاق على الطبيعة البشرية يلغي كل إلزام وكل مشروعية لها
لأنه ما دام من طبيعة الفرد أن يسعى إلى ما يسره وينفعه فإنه لا يمكن أن
نطلب منفعة غيره وإن كانت هذه الأخلاق تدعي الواقعية فإنها فقدت وظيفتها في
تقييم السلوك و السمو به نحو المثل العليا يقول غولبرإن تقدير قيم اللذات
على الرغم من اختلاف طبيعتها و نوعها وقربها بالإسناد إلى حساب شدتها
وامتدادها وقربها وقد يوصلنا إلى قائمة طويلة من الأرقام لكنها أرقام
تعسفية لا تخضع إلاّ للعبث و الأهواء).
وعلى عكس الرأي السابق يرى أنصار الاتجاه العقلي أن هذا الأخير هو مصدر
القيمة الأخلاقية فهو تلك الماهية الخالدة التي لا تتأثر لا بالزمان و لا
بالمكان فبه نحكم على الأشياء و نقومها وبه نهتدي في تصرفاتنا يقول
ديكارتالعقل هو أعدل الأشياء توزيعا بين الناس) ،فالعمل الأخلاقي هو كل ما
يصدر عن اقتناع واختيار ومعرفة لذلك فإن أحكامه ضرورية تصلح لتقويم السلوك
فالعقل هو أداة الإدراك و التبرير ولا يتم التمييز بين الخير و الشر إلاّ
بالعقل فإنه ينطوي على مبدأ عدم التناقض يقول الدكتور محمد بدوي في كتابه
(الأخلاق بين الفلسفة وعلم الاجتماع) هناك قوة كامنة في نفس الإنسان لا
تهيئ له النصح و تضيء له السبيل فحسب بل إنها تحدد له ما يجب عمله وما يجب
تحاشيه ،هذه السلطة الكامنة التي تسيطر على قدراتنا وعلى غرائزنا السفلى
وهي أسمى جزء في نفوسنا هي العقل فخارج ما يأمرنا به العقل لا تكون هناك
قاعدة أو سلوك له ما يبرره وسلطة العقل هي السلطة الشرعية الوحيدة). وعلى
شاكلة هذا الطرح نجد كانط يجعل من العقل مصدرا للحياة الأخلاقية ليقطع به
الطريق أمام العواطف المندفعة فيحتكم الناس إلى صرامته ونزاهته فهو يصدر من
الإرادة خيرا فالإرادة الخيّرة هي التي تعمل بدافع الواجب لا طبقا للواجب
فقط لأن هناك بعض الأعمال يمكن أن تتمة طبقا للواجب لكن بدافع المنفعة لا
بدافع الواجب إذا فالإرادة الخيرة هي التي يكون الدافع إليها هو شعور
الاحترام الذي يولده فينا مجرد تصور القانون ،إذاً فالإنسان الأخلاقي يؤدي
فعله كممثل للإنسانية برمتها.
بما لأن الفعل الأخلاقي لا يمكن أن يكون أخلاقيا وهو خال من الأهواء خاضعا
للعقل و للإرادة الخيرة فإن السلوك الأخلاقي هو السلوك الصادر عن الإنسان
الواقعي الذي تتجاذبه الأهواء و الرغبات و الذي بإمكانه أن يؤدي أن يؤدي
فعلاً خلقيا يكون ناتجاً عن حكمة في التصرف قوامها بناء سلوك ما تكون فيه
الأهواء و الرغبات تعمل وفق ما يمليه العقل .
على ضوء ما سبق ذكره نصل إلى أن الجزاء أمر ضروري باعتباره عامل ضغط خارجي
يحدد السلوك و يقيمه لكنه غير كاف يحتاج إلى أمر مقابل يتمثل في الضغط
الداخلي أو التأثير الذي يحدثه العقل قبيل وأثناء القيام بالسلوك .





*************************************************

..مقالات فلسفية...في الاخلاق

الدين...اتراه مثبت او مخبر للقيمة الخلقية؟

تعتبر الديانات السماوية عموما أهم منابع القيم الأخلاقية ومن بينها
الإسلام الذي تنص تعاليمه على ضرورة الالتزام بالقيم الأخلاقية مستمدين ذلك
من القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة، ولذلك فإن لكل فريضة غاية
أخلاقية فالدين معاملة ، ومن ثم وجب علينا أن نبحث عن أسس مفارقة تتجاوز
المنفعة والعقل والمجتمع، وقد كان لعلماء الكلام دورا هاما في هذا المجال
وخاصة المعتزلة والأشاعرة، و التساؤل المطروح ما هو الاتجاه الأصح ؟ .
يرى الأشاعرة أن الأعمال الأخلاقية مصدرها الشرع فهم يرون أنه لا شيء حسن
ذاته أو قبيح ذاته وإنما الحسن ما حسّنه الشرع و القبيح ما قبّحه الشرع ولذلك
فالعقل عندهم لا يملك القدرة على التمييز بين الخير والشر، فالخير والشر
مصدرهما الدين عن طريق ما أمر به الله أو نهى عنه ، ولهذا يرى الأشعري أن
الواجبات كلها مسموعة ويستدلون بآيات من القرآن الكريم في قوله تعالىافعل
ما تؤمر) ، ومما استدل به الأشاعرة أيضاً لو كان الحسن والقبيح ذاتيين لكانا
دائمين في الأشياء والأفعال دون أي شرط في حين أننا نرى الشيء الواحد قد
يكون حسنا في موضع ويكون قبيحا في مواضع أخرى فالقتل يكون حسنا إذا كان
قصاصاً ويكون قبيحا إذا كان ظلما والشيء قد يكون حسنا في زمن ولا يكون كذلك
في زمن آخر ، كما قد تأتي شريعة بتحسين شيء ثم تأتي شريعة أخرى فتجعل الشيء
نفسه قبيحا) ، فالنسخ دليل على تعبئة الحسن القبح لأمر الشرع ونهيه .
لا يمكن إنكار ما ذهبوا إليه إذ بينوا أن حدود العقل لا يمكن تجاوزها ولكن
رأيهم لم يصمد للنقد ذلك أنهم أهملوا دور العقل في معرفة الفعل الأخلاقي عن
الفعل اللأخلاقي ويتضح هذا في اتجاهات العلماء في تمييز الفضائل عن الرذائل
والعكس تبعا للمستجدات التي تطرأ في الحياة .
وعلى عكس رأي الأشاعرة نجد المعتزلة الذين ينادون بالعقل فهم يرون أن جميع

الأعمال التي نعدها حسنة كالعدل والصدق والإحسان ذلك أننا نحكم عليها
بالحسن بالاعتماد على إدراكنا لها وإذا حكمنا كذلك على بعض الصفات من ظلم
وكذب وبخل فلأننا اعتمدنا على إدراكنا لها ، ومعنى هذا أن العقل قادر بذاته
على اكتشاف ما في الأشياء و الأفعال من حسن أو قبح ومن فساد أو صلاح ، وأمر
الشرع بأشياء كالأمانة والعدل ونهيه عن أشياء كالسرقة والقتل تابع لما فيها
من حسن وقبح وهو بهذا يخبر عن القيمة ولا يثبتها و العقل يدركها ولا ينشئها
، وللمعتزلة حجج شتى على هذا الموقف فمن الثابت تاريخيا أن الناس قبل وجود
الشرائع كانوا يحتكمون للعقل فيما ينشأ بينهم من خلاف وسند العقل في ذلك ما
يراه بذاته في الأفعال من حسن وقبيح ذاتيين دون استناد إلى الشرع إذ لم
توجد بعد أي شريعة وكان العقلاء آنذاك يستحسنون مثلاً الحفاظ على الأنفس
ويستقبحون العدوان، ومن الحجج المنطقية قولهم لو لم تجب المعرفة إلاّ بالشرع
للزم إفحام الرسل ولم تكن لبعثتهم فائدة ووجه اللزوم إلى الرسول ? إذ قال
لأحد: أنظر في نبوتي ومعجزتي كي يظهر صدقي لديك ، فله أن يقول : لا يجب علي
النظر في نبوتك ومعجزتك إلاّ بالشرع ولا يثبت الشرع ما دمت لم أنظر أن ثبوت
الشرع نظري لا ضروري وبهذا يفحم الرسول وتبطل دعوته وهذا غير صحيح ، ويثبت
بهذا أن القبح والحسن ذاتيان في الأشياء يدركهما العقل قبل ورود الشرائع
بالإضافة إلى هذا يوردون هاته الحجة التي مفادها أنه لو كان الحسن والقبح
مكتسبين من الشرع لما أمكن استعمال العقل في المسائل التي لم يرد فيها نص
شرعي ولأمتنع التعليل لأن التعليل قائم على ما في الأشياء و الأفعال من
صفات قائمة فيها وفي امتناع التعليل سد لباب القياس وتعطيل للأحكام على
الوقائع المستحدثة .
إن العقل قادر على التمييز بين الخير و الشر والإرادة تختار الفعل الممكن
لكن قد يخطأ أي شخص مثلاً فلا يدفع تذكرة سفر إلاّ إذا أدرك أن هذا الفعل
سرقة والسرقة حرام إذاً هذا ما يقوله المعتزلة ، إذاً هل يمكن أن تحل عاطفة
الخوف من الله محل عاطفة الاحترام وهل يخاف الله جميع الناس ؟ .
أن الخلاف القائم بين هاتين الفرقتين لا يقتصر فقط على الجانب الأخلاقي بل
يعتبر خلافا مذهبيا عاما يتعلق أساسا بمسألة الترجيح بين العقل والنقل
ولتفادي الوقوع في هذا الخلاف نعتبر أن الأخلاق الإسلامية تجمع بين
الجانبين بحيث يجب الالتزام بالنصوص من القرآن و السنة مع إمكانية عرضها
على العقل لنعرف ما وراء المحرم من مضار وما وراء الحلال من منافع ويتم ذلك
بإدراك المعاني و المقاصد .
وإذا أردنا الخروج بحوصلة لما سبق فإن الإسلام راع في مسألة الأخلاق ثنائية
الإنسان (العقل والطبيعة البشرية) بحيث نجد الإسلام يرفع بالأخلاق ولم
يعتمد في بنائها على مبدأ واحد كاللذة أو العقل أو المجتمع واتخاذها كقاعدة
عامة توجه أفعالنا فالإسلام يدعونا إلى طاعة أوامر الله واجتناب نواهيه وفي
نفس الوقت التوفيق بين متطلبات الواقع والجانب الخلفي للإنسان فالإنسان ليس
ملكا كما أنه ليس بشيطان .




دعواتكم ارجوها ......فلا تبخلوا علينا











آخر تعديل ترشه عمار 2012-12-06 في 22:17.
رد مع اقتباس
قديم 2010-11-19, 10:00   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
AYACHI39
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية AYACHI39
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

مشكور استاذ على الموضوع وبارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-19, 16:13   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




دعواتكم.....فلا تبخلوا علينا










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-19, 22:25   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نسمةامل
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله الف خير وبارك الله فيك.










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-19, 22:56   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
dif39
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك و جزاك الله خيرااااااااااا ............ الاخلاق لابد منهاا ......










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-21, 10:23   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



"البشر ليسوا سوى فقاعات تنفجر الواحدة
تلوَ الأخرى فوقَ مستنقعٍ يسمونهُ الوجود"




اسعدني كثيرا وجودكم معي في هذه الصفحة....بوركتم على الردود الطيبة...











رد مع اقتباس
قديم 2010-11-21, 18:23   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هناك اضافة...للصفحة الثالثة من الموضوع

..مقالات فلسفية...في الاخلاق










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-22, 17:07   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
aissa fatma
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية aissa fatma
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse السلام عليكم

بوركتم استاذنا على هذا المجهود الرائع










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-24, 19:51   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي







الله يعافيك ..اختي فاطمة
الأروع.. طبعا تواجدك معنا












رد مع اقتباس
قديم 2010-12-02, 14:32   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هناك اضافة....تتمثل في نصوص متنوعة تخص درس الاخلاق


النصوص منقولة من
كمال صدقي
المنتدىphilo.top-me










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-02, 19:04   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
راجية رحمة الله
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية راجية رحمة الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور على الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-11, 22:25   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




اسعدتني ردودكم الطيبة....ووجودكم معي في هده الصفحة










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-13, 13:28   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
khaledseghir
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يا استاد شكرا لك لكن نريد المخير نتعاع المخير لا الحشو










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الاخلاق....في, اضخم, حصريا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc