بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد ما نرى وعدد الحصى وعدد الثرى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
كنت قد كتبت قصة عن الذئب والحطاب وكانت بأربعة أجزاء حيث انتهت بموت الحطاب ورجوع الذئاب الى الغابة وكنت قد أردت أن تكون القصة متسلسلة فجعلت لها امتدادا بحكاية أخرى سأرويها عن الصياد الذي قام بتعذيب الذئب الذي حرره الحطاب وسأجعل لها عنوانا وهو(الذئب و الصياد)، ولكم القصة.
رجعت الذئاب إلى الغابة وكان جرائها بالانتظار، وقررت عائلة الذئاب هذه الهجرة من هذه الغابة إلى غابة أخرى للبحث عن مأوى آخر وطعام وقبل رحيلها نزلت تلك الذئاب ليلا لتزور قبر صاحبها الحطاب وما إن وصلت إليه حتى وضعت رؤسها على قبره لفترة كبيرة و على تراب القبر نامت حتى الفجر وكأنها تودع صاحبها الوداع الأخير ولما بزغ الفجر انطلقت مسرعة إلى الغابة وسلكت مسربا صخريا قريب من النهر المؤدي إلى الغابة الأخرى وحيث كان الجو باردا جدا وبدأت زَخَات المطر ،صعد الذئاب إلى مسرب أعلى بين الأشجار وما هي إلا لحظات حتى فاض النهر وجلب معه الصخور وجذوع الأشجار فانتظر الذئاب سكون النهر وتوقف الأمطار ثم انتقلت إلى الجهة الأخرى من النهر فوق جذع شجرة كانت قد علقت بين الصخور،ثم أكملت هذه العائلة طريقها حتى وصلت إلى الغابة الأخرى حيث الأكل كثير والمكان يعج بالأرانب واليمام والحجل ...الخ.
وصعدت إلى أعلى الجبل حيث اتخذت جحرا واسعا بكهف مستو بالداخل وبقيت أياما وشهورا وهي تصطاد حتى جاء اليوم الذي التقت بنفس فصيلتها ومجموعة كبيرة من عشيرتها من الذئاب ، فكثر عدد الذئاب وتكون قطيع قوي إذا هاجم تحصل على فريسته ، وبلغة الحيوان علم كل الذئاب بقصة هذه االعائلة وحكاية نجاتها بمساعدة الحطاب ، فاتفقوا على أن يكون الذئب أبو الجراء هو القائد وأم الجراء المساعدة له والبقية مدافعين تخشاهم كل الحيوانات وحتى الضباع يعلوا تَخَفْخُفُها (صوت الضبع)وتنطلق هاربة إذا ما رأت هذا القطيع بالمكان وكثر الطعام و أصبح الكل يحمل فريسته إلى هذا الموقع الذي أصبح مكان اجتماع ونقطة انطلاق عند الهجوم أو الدفاع عن بعضهم البعض وفي كل مرة يقتربون من مخارج الغابة ويترصدون حركة الرعاة والصيادين من أهالي القرية .
وشاهد الرعاة الكم الهائل من هذه الذئاب على ضفاف النهر وبمخارج الغابة
فأخبروا الصيادين بذلك ، ووصل الخبر إلى الصياد المحترف الذي كان قد أهان الحطاب وعذب الذئبة الأنثى من قبل ، فأخبر كل من في المدينة بأنه قادر على اصطياد أي ذئب مهما كانت شراسته مفتخرا بقصة الذئبة صديقة الحطاب ، وحدد موعدا مع أصدقائه الصيادين للذهاب إلى الغابة واصطياد الكثير منها
وجاء اليوم الذي تجمع فيه الصيادين بقيادته وانطلقوا إلى الغابة يبحثون عن وكر الذئاب وهذا ما سنراه بالجزء الثاني من قصة الذئب والصياد.
وللقصة تتمة أيها الأحبة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم المهذب.