الحوثيون يغرقون في رمال الزرانيق
وحيدة كعادتها.. متفردة بمقاومتها وصلابتها, تبتكر الجديد, تأتي بالعجائب.. رجالها يصنعون النصر بمهارة محترف, يحاصرون العدو, يحشرونه في زاوية الهزيمة.. قف إذن أنت في حضرة الزرانيق.. ارفع قبعتك واقرأ عليهم وعلى آبائهم السلام.
كبرى قبائل تهامة.. إذا ذكرت أي "تهامة" حضرت الزرانيق, تنتسب إلى الأزد اليمانيين الأوائل.. لم تستطع الدولة العثمانية كل مدة إقامتها في اليمن إخضاعها، وكانت كثيراً ما تضطر إلى أن تغض الطرف عنها.
كان لأبنائها نصيب كبير في معارك ما بعد 26 سبتمبر, 1962, في معارك الحفاظ على الجمهورية, وبعد أن استتب الحكم بعد 20 عاماً تقريباً,
وحين تم الانقلاب نهائياً على الجمهورية ومؤسساتها مؤخراً, وتم السيطرة على المحافظات اليمنية الواحدة بعد الأخرى بتحالف الإئمة الجدد وبعض من كانوا يسمون أنفسهم حراساً للجمهورية ومكتسباتها, كانت للزرانيق حكايتها, لم يستطع أحد تركها, دون بدء السرد لروايتها الجديدة, التي ستكتب في الصخر وأمواج البحر, وسترويها الرمال نفسها بأن مليشيات الموت حفرت نهاياتها هنا, وكان مصيرها إلى زوال..
عاشت الحديدة وكل تهامة سوء العذاب, نُكِّل بالعديد من أبنائها, أدخل بعضٌ من فتيانها السجن, قُتل آخرون, أثير الرعب في كثيرٍ من المناطق فيها, ولم يتم الاقتراب من حدود "الزرانيق" اتقاءً لها ولقوتها, استمر الحوثيون وصالح وجنودهما في تعذيب الناس, ونشر الرعب والخوف والحرب في المدن اليمنية, لتنتفض قرى ومدن الزرانيق عن بكرة أبيها, في وجه الحوثيين وقوات صالح, فاتحة معركة كبرى للمقاومة في إقليم تهامة, بأنها ستكتسب أرضاً ورجالاً وتنتقل من العمليات الفردية, وعمل الكمائن, إلى أعمال هجومية, وأعمال زحف وطرد للقوات الغازية, التي عاثت في الأرض فساداً.
يرى مراقبون بأنها انتفاضة الزرانيق , ويرون أن أيام الحوثيين وصالح في تهامة معدودة, فبتحرك قبائل الزرانيق سيتبعها تحرك قبائل أخرى في شمال وشرق وغرب تهامة, كقبائل القحري, التي بإمكانها التحرك أيضاً والدفاع عن أراضيها والحدود الجغرافية لها, مع اشتعال المقاومة نفسها داخل المدن, خصوصاً الحديدة وميناءها ذا الاستراتيجية والأهمية الكبرى في هذه الفترة بالذات لدى الانقلابيين والمناطق التي يستولون عنها, لكونه صار الرئة الوحيدة, التي يتنفسون بها.
وأكد خبراء عسكريون أن لانتفاضة الزرانيق في هذا الوضع أهميتها من المنظور العسكري, إذ بإمكانها قطع الإمداد, والتواصل بين جبهتين رئيستين, يجب سرعة الحسم فيهما, وهما جبهة تعز, التي تخوض المقاومة فيها حرباً شرسة لطرد المليشيا منها, وجبهة الحديدة, التي تعد لها الخطط والاستراتيجيات ومنها هذه الخطوة بأن يتم السيطرة على الشريط الساحلي الممتد من الخوخة جنوباً وحتى الدريهمي شمالاً, ولن يتم ذلك إلا إذا دعمت "الزرانيق" دعماً حقيقياً بالسلاح خصوصاً الثقيل, فحينها لن تجد المليشيا إلا الهزيمة أو الهروب والحفاظ على ماء الوجه, وترك الزرانيق ورمالها ورجالها الأشداء..