[١ - الطاغوت لغة]
قال ابن منظور -رحمه الله-: «الطاغوت: ما عبد من دون الله -عز وجل-، وكل رأس في الضلال طاغوت» (٢).
٢ - الطاغوت اصطلاحا:
قال الإمام ابن القيم (٣) -رحمه الله-: «والطاغوت: كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع» (٤).
وقال شيخنا العلامة الفقيه ابن عثيمين -رحمه الله-: «وأجمع ما قيل في تعريف الطاغوت: هو ما ذكره ابن القيم -رحمه الله- بأنه: «ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع» (٥) (٦).
والكفر بالطاغوت هو: الكفر بكل ما يعبد من دون الله، وهي زيادة تفصيلية، وذلك لأنها تدخل ضمنا في الشروط السبعة السالفة الذكر والبيان.
وأما من جعل الكفر بالطاغوت شرطا ثامنا، فقد نظم فيها أيضا (في هذه الشروط الثمانية) بيتان وهما:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع … محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثمنها الكفران منك بما … سوى الإله من الأوثان قد أله (١)
وقد ثبت في صحيح مسلم عن طارق بن أشيم الأشجعي -رضي الله عنه- عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله» (٢).
وفي لفظ آخر عند أحمد في المسند: «من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه» (٣).
فلابد مع النطق بكلمة التوحيد الإتيان بجميع لوازمها، ومن أهم لوازمها الكفر بالطاغوت (وهو الكفر بكل ما عبد من دون الله).
كما قال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها} [البقرة: ٢٥٦].
ولهذا قال ابن القيم -رحمه الله- في نونيته:
شرط المحبة أن توافق من … تحب على محبته بلا عصيان
فإذا ادعيت له المحبة مع خلا … فك ما يحب فأنت ذو بهتان
أتحب أعداء الحبيب وتدعي … حبا له ما ذاك في إمكان
وكذا تعادي جاهدا أحبابه … أين المحبة يا أخا الشيطان