الوظيفة تسرق الأعمار بلا فائدة ,, أقبح شيىء فى هذا الوجود هو أن تكون موظفا .. مقبوض عليك من الثامنة الى الرابعة . بينما تمر أشياء جميلة خارج مقر عملك لن تراها . حياتك كاملة ستمر في هذه الدوامة .. لن تستطيع التغيب إلا بإذن ولن تأخد عطلة راحة إلا بإذن وإذا مرضت لن يصدقك أحد حتى تدلى بشهادة طبية . وأحيانا لن يصدقوا حتى مرضك الواضح على وجهك فيرسلونك إلى الفحص للتأكد. لن تتمتع بنوم الصباح .. لن تتمتع بشبابك ورجولتك .. سـتتوه وسط حروب تفرضها طبيعة شغلك .. ستقضى حياتك ركضًا لتكون حاضرا فى الوقت الذى حددوه لك .. ستعيش بأعصاب متوترة . تستهلك أقراصا مقوية وأخرى ضد التوترات العصبية .. ستظل تتمنى وتنتظر الزيادة في الأجور وترقيات السلم الوظيفى ، وتتابع الحوارات الاجتماعية والنقابات أملاً فى الحصول على مستحقاتك المنهوبة . لن يسمح لك بالمغادرة إلا بعد ان تقضى معظم عمرك فى هذه الدوامة أو عندما تبلغ حد سن المعاش .. سيحتفل بك ....وبنهايتك.... وقرب موتك زملاؤك فى العمل .. يقولون كلمة وداع فى حقك .. سيبكى البعض ليس عليك بل على حالهم الذى يشبه حالك .. سيمنحك رئيسك المباشر شهادة وهدية بلا قيمة .. هى عزاء أمام حياتك التى سرقت منك .. ستعود الى البيت صامتا . وفى صباح أول يوم من تقاعدك ستنتبه أن الأولاد رحلوا عن البيت كما رحلت أنت إلى العمل أول مرة .. وإن شريكة حياتك هرمت وغشى الشيب رأسها .. تتمعن فيها .. تتساءل متى وقع كل هذا حينها سينادى المنادى فيك .. أن الوظيفة تسرق الأعمار بلا فائدة .. فلا تنخدع فى المُسكِن المسمى بالمرتب الثابت وخاصة الوظيفة العمومية .