مقالة متوقعة لباك2017

[el-bachir]

دافع عن الاطروحة القائلة (( على البيولوجيا أن تأخذ المنهج التجريبي من العلوم الفيزيائية و الكيميائية لمن مع الاحتفاظ بظواهرها النوعية و قوانينها الخاصة))

المقدمة :

• الفكرة المخالفة للأطروحة :

الاختلاف الجوهري و التعقد الذي تتميز به الظواهر البيولوجية جعلت البيولوجيا تصطدم بعوائق ابستيمولوجية في تطبيقها للمرجعية العلمية و المتمثلة في المنهج التجريبي الذي تطبق في العلوم الفيزيائية و الكيميائية هذا ما جعل بعض العلماء يرون أن دراسة الظواهر الحية تجريبيا أمر متعذر الاطروحة: لكن إصرار العلماء و إيمانهم القوي بجعل البيولوجيا تلحق بمصف علوم المادة الجامدة و تطيقها المنهج التجريبي جعلت كلود برنار يقول (( على البيولوجيا أن تأخذ المنهج التجريبي من العلوم الفيزيائية و الكيميائية ))طرح المشكل :إذا كانت الاطروحة صحيحة فكيف يمكنني الدفاع عنها ؟ و ما هي الأدلة و الشواهد التي تثبت صحة الاطروحة؟

التحليل :

1. عرض منطق الاطروحة:

لم يتوقف العلماء عن محاولة الكشف عن أسرار الكائنات الحية و نظامها و القوانين التي تخضع لها ، حيث حاولوا إيجاد حلول للعوائق الابستيمولوجية التي واجهت تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الحية يعود الفضل في ذلك للعالم الفرنسي " كلود برنار "الذي عرف كيف يستثمر المنهج العلمي في دراسته للكائنات الحية و الذي وجد خصيصا لدراسة ظواهر المادة الجامدة ، مع مراعاة خصوصية و توخي الحذر و التجريب بصورة تدريجية

2. إثبات مشروعية الاطروحة

يبرر"كلود برنار" أطروحته بالحجج التالية
• إن خصائص المادة الحية لا يمكن معرفتها إلا بعلاقتها بخصائص المادة الجامدة ذلك لان العضويات المركبة ثلاث انواع من الأجسام البسيطة كيميائيا (16)عنصر يدخل في تركيب الكائن الحي ، ومن تفاعل هذه الأجسام البسيطة تتألف الذوات السائلة و الصلبة و الغازية ، و من هذه العناصر العضوية تتشكل العناصر المؤلفة و الأساسية في تكوين الأملاح ، الفوسفات ، الكلور ، الحديد....والتي تؤخذ مباشرة من العالم الخارجي يقول (( الحياة هي الموت))
• الوظائف الحيوية تتم بصورة آلية مطردة تخضع لنظام فيزيائي و كيميائي كالتنفس الذي يرتد إلى أكسدة "الهيموغلوبين"
• عملية الهضم تتم بصورة آلية و ميكانيكية بدأ بالأسنان ثم الغدة اللعابية و العصارات الهضمية لتتحول المواد إلى أحماض أمينية تغذي كل الأعضاء حتى تحافظ على حيويتها و نشاطها .
• استطاع " كلود برنار " من تطبيق المنهج في دراسة للحيوانات آكلة العشب إذ أجرى تجارب على الأرانب و استنتج قانونا أن الحيوانات آكلة العشب إذا ما فرغت بطونها تغذت من المواد المدخرة في جسمها

• تجربة " باستور " الذي صحح فكرة النشؤ العفوي للجراثيم مستخدما طريقتي الاتفاق و التلازم في الحضور و الغياب كما استطاع محاربة مرض الجمرة الخبيثة

3. نقد خصوم الأطروحة

على الرغم من كل هذه الشواهد إلا أن هناك من يشكك في إمكانية دراسة الظواهر البيولوجية تجريبيا بحكم تعقدها و تشابكها أين يصعب عزل عضو عن بقية الأعضاء لان الكائن الحي كل متكامل الجزء فيه يرتد للكل مما يؤدي إلى صعوبة الملاحظة و صعوبة التجربة على الكائنات الحية ثم إن وجود الفروق النوعية التي تحول دون استخلاص قانون عام يسمح بالتنبؤ بالظواهر قبل حدوثها هذه الخصوصية تمنع من دراسة الكائن الحي دراسة تجريبية يقول "كوفيه" ((إن سائر أجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها فهي لا تستطيع الحركة إلا بمقدار ما تتحرك كلها معا و الرغبة في فصل الجزء عن الكتلة معناه نقله إلى نظام الذوات الميتة أي تبديل ماهيتها تبديلا تاما )) بالإضافة إلى وجود عائق أخلاقية تتمثل في فكرة ان التجريب على الإنسان يتنافى مع كرامته و تعدي على قدسيته على الرغم كل هذه الصعوبات و العوائق لم تمنع من تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الحية بفضل إصرار العلماء من جهة و تطور التقنية التي ساهمت في حل صعوبة الملاحظة من جهة و التجريب من جهة أخرى إذ كل تطور تكنولوجي يلازمه تطور في البيولوجيا حيث نجد أن أكثر التخصصات البيولوجية تطورا " المجهريات" .
كما استفادت البيولوجيا من الرياضيات في حل مشكلة صعوبة استخلاص قانون .
ظهور أخلاقيات البيولوجيا ساهمت في الحد من المساس بقدسية و كرامة الإنسان .

3 الخاتمة : ومنه نستنتج أن الاطروحة القائلة (( لابد لعلم البيولوجيا أن تأخذ من العلوم الفيزيائية و الكيميائية المنهج التجريبي )) أطروحة سليمة و صحيحة في ظل التطور الذي عرفته العلوم البيولوجية وتفسيرها للظواهر الحية و معرفة القوانين العامة التي تتحكم فيها و إيجاد الحلول للكثير من المشاكل و الأمراض التي كانت تفك بالإنسانية.

[sousou 5]

شكرااااااااااااااا