في غزوة أحد ، حصل للمسلمين ما حصل ، بسبب مخالفة الرماة اوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونزولهم من الجبل ، فعاد المشركون بعد ان رأوا الرماة نزلوا ، وحصل ماحصل من هزيمة للمسلمين في تلك المعركة ، واستشهد 70 من الصحابة رضوان الله عليهم.
في تلك الغزوة وكانت الثانية بعد غزوة بدر ، والتي انتصر فيها المسلمون انتصاراً عظيماً وسميت غزوة بدر الكبرى مع ان عدد المسلمين لايتجاوز الثلاثمائة مقاتل ، ومع ذلك انتصروا انتنصاراً عظيماً.
اما غزوة احد فكان عدد المسلمين يتجاوز الألف مقاتل مع ذلك هزموا ، والسبب هو مخالفة اوامر النبي عليه الصلاة والسلام ، ماحصل للمسلمين انهم استاءوا من الهزيمة واصابهم غم كبير جداً بسبب كسرهم فيها ، وهم مازالوا في مكان المعركة ، اراد الله بهم خيراً ، اراد الله ان يزيل هذا غم الهزيمة من صدورهم ، وان يعيدهم مرة اخرى كما كانوا بعزيمة ونشاط وتوكل عليه سبحانه ، فجاء خبر اشاعة مقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعركة ، وسمعوا به المسلمون ، فإستاؤا واصابهم الغم الحقيقي الكبير الذي لايعادله ولايماثله غم....انه غم مقتل رسول الله كما جاء في الخبر الشائع ، فكانت هذه الاشاعة مثوبة من الله اليهم ، حتى ان هذا الغم الذي اصابهم بخبر اشاعة مقتل رسول الله ، ازال ومحى غم هزيمة المعركة ، ونسوا الهزيمة ، ونسوا ما اصابهم ،واصبح همهم رسول الله ، فخبر مقتله نزل عليهم كالصاعقة ، ثم مالبثوا ان جاءتهم البشرى والخبر بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حي يرزق ولم يمت ، فكانت فرحة لهم ، وانقلب الحزن والهم والغم الذي كانوا فيه بسبب الهزيمة ، الى فرح وشكر لله على حياة رسول الله وعدم اصابته بأذى. فكان هذا الغم الذي ازال الغم ، والغم الذي عالج الغم. (فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ).