الروهينجا بين جحيم بورما وتعذيب تايلاند
فمنذ عدة شهور حاول بعض مسلمي الروهينجا الهرب إلى تايلاند هروبا من الجحيم في بورما باتجاه تايلاند, فألقت السلطات التايلاندية القبض عليهم ووضعتهم في مركز للاحتجاز فى ساداو جنوب تايلاند قرب الحدود مع ماليزيا في ظروف بالغة السوء المعيشي وصفتها الأمم المتحدة بأنها تعبر عن معاناة واحدة من أكبر الأقليات لمضطهدة في العالم, وكانت جريمتهم التي اتهموا بها من قبل النظام التايلاندي أنهم دخلوا بلادهم بطريقة غير مشروعة.
في ظل ظروف معيشية بالغة السوء يتقلب أهل الروهينجا من مسلمي ميانمار, فما بين قتل واغتصاب واختطاف وحرق وسجن في بورما وبين محاولة يائسة للهرب في أي اتجاه تقودهم نحو تايلاند حيث يجدون للعذاب صنوفا أخرى حيث تستقبلهم عصابات الاتجار بالبشر كرقيق أو متاجرة بأعضائهم أو السجن في معتقلات لا يدرون لهم جريمة أو عقوبة محددة فيما يمكنهم بان القتل أو الاضطهاد خياران وحيدان متاحان كلاهما اشد من الآخر.
فمنذ عدة شهور حاول بعض مسلمي الروهينجا الهرب إلى تايلاند هروبا من الجحيم في بورما باتجاه تايلاند, فألقت السلطات التايلاندية القبض عليهم ووضعتهم في مركز للاحتجاز فى ساداو جنوب تايلاند قرب الحدود مع ماليزيا في ظروف بالغة السوء المعيشي وصفتها الأمم المتحدة بأنها تعبر عن معاناة واحدة من أكبر الأقليات لمضطهدة في العالم, وكانت جريمتهم التي اتهموا بها من قبل النظام التايلاندي أنهم دخلوا بلادهم بطريقة غير مشروعة.
ودفعت تلك المعاناة هؤلاء المحتجزين إلى محاولة الفرار وهم لا يثقون بان هروبهم هذا سوف يقودهم إلى وضع أفضل بل كل ما يبحثون عنه حاليا هو الفرار من هذا التعذيب الشديد فألقت الحكومة التايلاندية القبض على عدد ممن هربوا بينما استطاع الباقون الفرار لمكان لم تصلهم فيه السلطات التايلاندية.
وقال قائد شرطة إقليم سونجكلا، حيث تقع ساداو: "إنهم هربوا بسبب احتجازهم لفترة طويلة بدون أن يعرفوا ماذا سيحدث لهم".
وتقول الحكومة التايلاندية إنها "لا تستطيع تحمل إيواءهم إلى أجل غير مسمى" بينما لم توفر لهم حتى مجرد الحماية من وقوعهم كضحايا لعصابات الاتجار بالبشر أثناء إقامتهم في تايلاند, بينما تضغط تايلاند بهم على المجتمع الدولي لكي تنال دعما اقتصاديا لوجود أبناء ميانمار عندها, فكما يقول مسئول حكومي تايلاندي: "إن الحكومة بحاجة لمساعدة المجتمع الدولي لها لإيجاد حل للتعامل مع الروهينجا، الذين فروا بالآلاف من الاضطهاد في ميانمار ولجأ العديد منهم في تايلاند في ملاجئ مؤقتة ورديئة".
وبعد ازدياد الهجرات من الجحيم البورمي باتجاه تايلاند لم تفتح لهم تايلاند أبوابها ولكنها بانكوك في بناء مخيمات على طول الحدود مع بورما حتى لا تكون مسئولة عنهم أمام العالم الخارجي وحتى لا يدخلوا أراضيها.
لكن من استطاع من مسلمي بورما الوصول إلى داخل تايلاند يعامل معاملة وحشية تنتهك آدميته وإنسانيته وكرامته وتجعله يفكر كثيرا في أن الموت لا فرق فيه بين بورما وتايلاند, ففي كلا البلدين لا حق له وكرامه ولا احترام للإنسان لإنسانيته بل ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وينتظرون اللحظة التي يتخلصون فيها من هذا الواقع المر الذي فرضه عليهم غدر الأهل شركاء الوطن وإهمال الإخوة في الدين والعقيدة ونسيانهم لقضية إخوانهم وانشغال كل منهم في قضاياه الخاصة.
المصدر :
مركز التأصيل للدراسات والبحوث