هي بدعة من بدع التوحيد التي لطالما استحسنها البعض او ربما اوجبوها لكنها في الاصل بدعة ولا اصل لها في دين الله ، لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم ،هي بدعة قراءة سورة يس للميت على المقبرة أو في المنزل أو بعد أربعين يوماً من وفاته.
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رداً على سؤال ورده عن حكم هذا العملهذا العمل الذي سأل عنه السائل بدعة لا أصل له ، فلا يشرع أن يقرأ على الميت بعد موته ، لا في البيت ولا في المقبرة ، ولا على رأس الأربعين من وفاته ، ولا في غير ذلك بهذا القصد من هذه البدع التي أحدثها الناس ، وإنما المشروع أن يقرأ عنده حين الاحتضار قبل أن يموت ، إذا كان محتضرا شرع أن يقرأ عنده ، وإذا قرئ عنده سورة يس فذلك حسن ، لأنه ورد بها بعض الأحاديث : (اقرؤوا على موتاكم يس) وإن كان في سنده كلام ، لكن لا بأس ، قد يتعظ من هذا ، وقد يستفيد من هذا قبل أن يموت ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم : لا إله إلا الله يلقن ، يقال له : قل : لا إله إلا الله . حتى يختم له بها ، في الحديث : من كان آخر كلامه : لا إله إلا الله ، دخل الجنة فذلك من أسباب دخول الجنة إذا مات على التوحيد والإيمان صادقا مخلصا ، أما التلقين عند القبر فهذا بدعة ، الصحيح لا يقلن عند القبر ، لا يقال له عند الدفن : اذكر ما خرجت عليه من الدنيا ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإنك آمنت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا ، وبالقرآن إماما ، هذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، الصواب أنه غير مشروع ، هذا التلقين بعد الدفن عند القبر يعني : يلقن أنه يجيب الملكين بالشهادتين ، وما ذكر معهما ، هذا لا أصل له ، أما التلقين قبل أن يموت بـ : لا إله إلا الله . فتقدم ،سنة قبل أن يموت ، يقال : لا إله إلا الله . فإذا قالها سكت عنه ، حتى يختم له بها .)
المصدر: فتاوى نور على الدرب.
أما أن يقرأ المسلم القرآن ويهدي ثوابه إلى الميت فهذا لا مانع منه، وقد نص أهل العلم على أن الثواب يصل إلى الميت المسلم لعموم الأدلة الواردة في وصول ثواب الأعمال إلى الموتى
وأما قراءة سورة يس على الميت فقد ورد فيها حديث رواه أبو داود وابن حبان وأحمد .ولكن أهل العمل بالحديث ضعفوه، ولهذا فإن الكثير من أهل العلم لم يعملوا به وخاصة الإمام مالك .وذهب بعضهم إلى العمل به فاستحب قراءة يس عند رأس المحتضر، قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة: وأرخص بعضهم في القراءة عند رأسه بسورة يس. للحديث المذكور، ثم قال: ولم يكن ذلك عند مالك أمراً معمولا به لضعف الحديث أو عدم بلوغه إليه.
فائدة: حديث: (اقرؤوها عند موتاكم) أخرجه أحمد وابن ماجه، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وكلها ضعيفة الإسناد.
ونقل أبو بكر بن العربي عن الدارقطني أنه قال : هذا حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن .ولا يصح في الباب حديث
تلخيص الحبير (2|104)
اللهم جنبنا كل بدعة في دينك وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه