الشيخ العربي التبسي (1895م- 1957م) الشهيد الذي أذيب في الزيت المغلي
هو واحد من أعمدة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الذين سخّروا حياتهم لخدمة دينهم ووطنهم، ولد سنة 1897 بقرية السطح في جبال النمامشة ولاية تبسة. اسمه الحقيقي فرحات العربي بن بلقاسم، وقد اضطر لتغييره لأنه كان مطلوبا من السلطات الاستعمارية الفرنسية ، حفظ القرآن الكريم وحصل على تزكية العلامة محمد الزواوي والعديد من العلماء والشيوخ ، إلتحق بجامع الزيتونة ثم جامع الأزهر بالقاهرة ، عاد للجزائر واجتمع بالشيوخ عبد الحميد بن باديس، والبشير الإبراهيمي، ومبارك الميلي، ومحمد العقبي، ومحمد خير الدين وغيرهم في ملتقى الرواد، تميز الشيخ العربي التبسي طيلة مساره النضالي الإصلاحي بمشاركته الكثيفة في مختلف النشاطات، والتي تدور حول قضايا أمته، ومن ضمنها مشاركته في المؤتمر الإسلامي سنة 1956، كما عبر عن موقفه المشرف في البيان التاريخي، نهاية الحرب العالمية الثانية، الذي قدمه لقائد قوات الحلفاء سنة 1944 باسم جمعية العلماء. سجن سنة 1943 بتهمة التعاون مع الألمان، كما عبر عن موقفه في انتخابات 1948 تاريخ صعود أول رئيس بلدية جزائري في تبسة، وبقي على موقفه الداعم لقضية فلسطين، وتشجيع المجاهدين للدفاع عنها، ومواقفه المشرفة في الجبهة الجزائرية للدفاع عن الحقوق والحريات سنة 1951 ،من جهة أخرى، عرف الشيخ التبسي بعلاقاته المتميزة مع المسلمين والعرب، بعد ترؤسه لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ابتداء من سنة 1952، كما عرف بحثه الصارم لطلبة معهد عبد الحميد بن باديس، ومدرسي جمعية العلماء للالتحاق بصفوف ثورة التحرير، وكان قد رفض التفاوض مع ممثلي فرنسا في المفاوضات الاستسلامية السرية سنة 1956، ومن أهم مواقفه إصداره لفتواه الشريفة القاضية بوجوب الجهاد. تعرض للاختطاف سنة يوم 4 أفريل 1957، ومنذ ذلك اليوم لم يظهر عنه أي شيء، و حتى أن قبره لايزال مجهولا. مما ذكر في طريقة استشهاده طلب القائد الفرنسي إحضار قدر من زيت السيارات الممزوج بالإسفلت والذي بقي فوق النار حتى درجة الغليان ليوضع الشيخ عاريا فوقه، طالبين منه التراجع عن دعم الثورة وتعديل خطابه ضد الاستعمار الفرنسي، لكنه ظل يرفض الإنصياع حتى تلقّى الجنود الأمر بإدخاله في ذلك القدر لافظًا الشهادة كآخر كلمات له في هذه الحياة الدنيا .