أخرج الإمام أحمد في ( المسند ) قال: حدثنا عبد الله ، حدثني أبي، ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، ثنا جهضم يعني اليمامي ، ثنا يحيى يعني: ابن أبي كثير ، ثنا زيد: يعني ابن أبي سلام ، عن أبي سلام وهو زيد بن سلام بن أبي سلام نسبة إلى جده، أنه حدثه عبد الرحمن بن عياش الحضرمي ، عن مالك بن يخامر ، أن معاذ بن جبل قال: احتبس علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى قرن الشمس،
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعًا فثوب بالصلاة وصلى وتجوز في صلاته، فلما سلم قال: كما أنتم على مصافكم،
ثم أقبل إلينا فقال: إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل فصليت ما قُدر لي، فنعست في صلاتي حتى استيقظت، فإذا أنا بربى عز وجل في أحسن صورة، فقال: يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري يا رب. قال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب. فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين صدري، فتجلى لي كل شيء وعرفت
فقال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات.
قال: وما الكفارات؟
قلت:
نقل الأقدام إلى الجماعات،
وجلوس في المساجد بعد الصلاة،
وإسباغ الوضوء عند الكريهات.
قال: وما الدرجات؟
قلت: إطعام الطعام،
ولين الكلام،
والصلاة والناس نيام
. قال: سل.
قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك "
. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها حق فادرسوها وتعلموها ( مسند الإمام أحمد ج 5 ص 243 )، وأخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل - يعني: البخاري - عن هذا الحديث فقال: هذا صحيح.
ومذهب السلف في مثل هذا الحديث من أحاديث الصفات إمراره كما جاء من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تأويل، والإيمان به واجب، مع اعتقاد أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
https://www.alifta.net/fatawa/fatawaD...5&PageID=11439