2/ مكونات الكون:
يتكون الكون في محتواه حاليا , كما قدره
العلماء , علي 5% مادة عادية كالنجوم والكواكب والغازات والغبار الكوني
,و25% مادة مظلمة لم تكتشف بعد و70% طاقة مظلمة يفترض أن لها كتلة حسب
معادلة نسبية آينشتين
(E = mc2) التي تعبر عن صلة الطاقة بالكتلة .
فالكون كما يقال , يسوده قوي الطاقة المظلمة والمادة المظلمة والطاقة
الضوئية الكاشفة للأجزاء المرئية بالكون . فالطاقة المظلمة قوة طاردة في كل
مكان تشق الكون . وهذه القوة لا تندفع ضد قوة الجاذبية فقط بل لها رؤوس
تدور سريعا دورات حلزونية .فبينما الجاذبية تربط الكواكب والنجوم والمجرات
معا برفق وهوادة , نجد أن القوة المظلمة تدفع بالمجرات بعيدا عن بعضها
لتتسارع سرعتها في أقصي أرجاء الفضاء . فالكون في بدايته كان حساء مظلما
يتكون من الطاقة المظلمة والمادة المظلمة والمادة العادية .
و من المعلوم أن الكون مؤلف من مجرات , وحشود
مجرات وأن أهم هذه المجرات مجرتنا " درب التبانة " وهي تشتمل على أكثر من
100,000مليون نجم ، من هذه النجوم شمسنا ولها عدد من الكواكب تتبعها وتدور
حولها ، ولكل كوكب تابع أو أكثر يتبعه ويدور حوله ، وأهم كواكبها أرضنا
ولها تابع واحد هو القمر. تشكل كل شمس مع توابعها منظومة يطلق عليها "
المنظومة الشمسية ".
وتحتوي الذرات على جسيمات تسمى: (البروتونات)
و(النيترونات) و(الإلكترونات( وتتكون البروتونات والنيترونات من جسيمات
صغيرة يطلق عليها (الكوارات) تربطها جسيمات تسمى (القلوانات.(
وتكوِن الذرات جسيمات كبيرة تسمى الجزيئات،
وهذه المركبات إما عضوية أو غير عضوية. والعضوية هي التي يوجد معظمها في
الكائنات الحية (حيوانية ونباتية( وتحتوي على ذرة الكربون وتتكون من جزيئات
كبيرة قد تحتوي على آلاف الذرات.
مادة الكون :
تكونت المادة العادية في الكون من ثلاثة
أشياء هي الهيدروجين والهليوم وبقايا رماد النجوم الميتة بعد تفجرها
بالفضاء خلال4,5 بليون سنة الماضية . وبعد الانفجار العظيم كان
الهيدروجين يمثل 75% من كتلة الكون و الهيليوم 25%. وكانت العناصر
الكيماوية اللازمة للحياة كالكربون والأكسجين والنيتروجين ليس لها وجود .
ولما تقلصت سحب الهيدروجين و الهيليوم بتأثير جاذبيتهما الذاتية تكونت
النجوم كأفران نووية اندماجية للعناصر الخفيفة كالهيدروجين و الهيليوم
مولدة عناصر ثقيلة قامت بتشكيل صخور الكواكب والبحار الدافئة وأشكال ذكية
من الحياة . وانطلقت هذه الكتل الثقيلة للفضاء بعيدا عن النجوم الملتهبة
لتصبح جيلا ثانيا من النجوم والكواكب .
أبعاد الكون المرئي :
- يبلغ نصف قطر الكون بحساب أينشتاين 35
بليون سنة ضوئية . أما بذرة المادة الأصلية التي نشأ منها الكون المرئي في
الفضاء السحيق ، فتغطي مسافة 64 مليار تريليون كيلومتر وعمرها الوسطي 15
مليار سنة . وظهرت في الوجود بعد 300 ألف سنة من الدويّ أو الانفجار العظيم
الذي رافق خلق الكون.
أبعادالكون:
في الزمن الأول كان الإنسان يتعامل مع بعد
واحد في حياته هذا جاء من احتياجه للبحث عن طعامه فكان يستخدم رمحه لاصطياد
فريسته وبالتالي كان يقذف رمحه في اتجاه الفريسة حيث ينطلق الرمح في خط
مستقيم وحركة الرمح هنا تكون في بعد واحد وسنرمز له بالرمز x. ومن ثم احتاج
الإنسان ليزرع الأرض وبالتالي احتاج إلى التعامل مع مساحة من الأرض تحدد
بالطول والعرض وهذا يعد استخدام بعدين هما x و y لأنه بدونهما لاستطيع
تقدير مساحة الأرض المزروعة. وعندما احتاج الإنسان للبناء أخذ يفكر ويحسب
في البعد الثالث وهو الارتفاع. وهذه هي الأبعاد الثلاثة x,y,z والتي كانت
الأساس في حسابات الإنسان الهندسية، وحتى مطلع القرن العشرين اعتبرها
الإنسان كافية لحل كل المسائل التي تقابله على سطح الكرة الأرضية. وحتى
يومنا هذا نعتمد على الأبعاد الثلاثة في تنقلاتنا وسفرنا
وحساباتنا.....والبعد الرابع وهو الزمن.
فالبعد فيزيائياً: هو مصطلح يقوم
بالأساس على وصف حالة ما في هذا الكون بغض النظر عن هذه الحالة أو هذا
البعد ما دامت الحالة موجودة. فلا يمكن أن نحدد لجسم مختفيا أو معدم
أبعاداً خاصة به لتعذر إمكانية تحديد موقعه في الفراغ أو تعيين وقت تواجده.
وكلما تعددت هذه الأبعاد زادت الدقة في تعيين الحالة أياً كانت.
فنحن نعرف أننا إذا سرنا الأمام
وللخلف فهذا يسمى بعدا , وإذا سرنا يمينا أو يسارا فهذا بعد ثان وإذا
ارتفعنا إلى أعلى أو هبطنا إلى أسفل فهذا يمثل البعد الثالث.وبعد اكتشاف
النظرية النسبية أضيف إلى هذه الأبعاد ثلاث الفراغية بعدا رابعا وهو الزمن.
ويرمز لها في علم الرياضيات (X,Y,Z)، وقد أضاف ألبرت أينشتاين في النظرية النسبية عام 1905 البعد الزماني المختص بالوقت.
فأصبحت جملة الإبعاد التي تصف حياتنا
نحن بالشكل (X,Y,Z,W)، تلك هي الأربع أبعاد التي نخضع لها في حال كنا
وسنكون , مادمنا أحياء نرزق.