قاسم سليماني يعيّن ضابطا إيرانيا يشرف على قوات الأسد جنوب سورية!
قالت مصادر مقربة من "حزب الله" اللبناني إن الجنرال (قاسم سليماني)، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني عيّن "مسؤولاً عسكرياً إيرانيا" لقواته في جنوب سورية، ولم يعد هو المسؤول المباشر عنها، بل المشرف العام على قوات الحرس الثوري في البلاد.
وأكّدت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن "المسؤول العسكري الذي عيّنه سليماني هو المسؤول المطلق لكل القوات المتمركزة جنوب وجنوب غرب دمشق، بما فيها قوات النظام العسكرية والأمنية ومقاتلو ميليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية، والتي تحاول انتزاع السيطرة من الثوار هناك". ونبّه إلى أن "قوات الأسد في الجنوب باتت ذراعاً تنفيذياً للحرس الثوري الإيراني".
وليس سراً دعم إيران للنظام السوري سياسياً وعسكرياً خلال الثورة السورية وقبلها بعقود، إلّا أن هذا الدعم تطور خلال الأربع سنوات الأخيرة من دعم سياسي ومبطّن بغطاء دبلوماسي إلى دعم علني لا محدود، عسكرياً وسياسياً وطائفياً.
ولا يقتصر دعم طهران للنظام السوري على الجانب السياسي والعسكري التقليدي، بل تجاوز ذلك إلى إرسال إيران قوات من "النخبة" ومن "الحرس الثوري" لمساعدة القوات الأمنية والعسكرية التابعة للنظام، وبلغت وفق تقديرات بعض المراقبين (6آلاف) مقاتل معظمهم من الحرس الثوري، وينتشر ربعهم تقريباً في جنوب سورية.
وحاول النظام إنكار دور (سليماني)، إلاأنه لم يعد حريصاً على إخفاء دوره مؤخرا، وقال منشقون عن النظام إن الرجل أصبح فعلياً هو "الحاكم الحقيقي" لسورية، وهو الذي "يحدد تحركات الأسد ومواقفه، ويُقدّم الخطط للأجهزة الأمنية السورية وللقوات العسكرية في مجمل الأراضي" السورية.
ويؤكد أحد الضباط السوريين المنشقين رفيعي المستوى لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء على أن سليماني "هو الذي يرتّب ويختار الحرس الشخصي للأسد، وهو الذي يُشرف على وضع خطة حمايته الشخصية وحماية أسرته، ومحظور على أحد غيره تغيير خطط أمن الأسد أو التدخل بحراسته الشخصية".
وسليماني، هو قائد فيلق القدس منذ 16 سنة، صداقته قوية مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، ولا حاجز بينهما، وسعى خلال قيادته لفيلق القدس، ولا يزال، إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط ليكون لصالح إيران، وعمل كصانع قرار سياسي وعسكري، ولا مرجعية سياسية أو عسكرية فوق قراراته.
وبدأت السيطرة الإيرانية على القرار السوري تبرز بوضوح ودون مواربة أو خجل عندما قال رجل الدين الإيراني مهدي طائب رئيس مقر (عمّار الاستراتيجي) لمكافحة الحرب الناعمة الموجهة ضد إيران إن سورية "هي المحافظة الإيرانية رقم 35"، ومنح سورية أهمية أكبر من أهمية إقليم (الأهواز) الذي يضم 90% من حقول النفط الإيرانية. تلتها تصريحات الجنرال حسين همداني القائد السابق للحرس الثوري الذي أكّد استعداد بلده إرسال 130 ألف مقاتل (باسيج) إلى سورية وتحدث عن تشكيل (حزب الله السوري)، ثم الجنرال محمد اسكندري، القيادي في الحرس الثوري الذي قال إن إيران تحمي رجلها بشار الأسد في سورية