الانسان كائن ينظم حياته داخل شبكة نسيجها الماضي و الحاضر والمستقبل فما يدركه في الحاضر يمكن استرجاعه عن طريق التذكر حيث شاع لدى بعض الفلاسفة ان الذاكرة ذات طبيعة اجتماعية الا ان البعض الاخر يراها فردية بشقيها البيولوجي و النفسي وهو الطرح الصحيح الذي يستوجب الدفاع عنه. فكيف تكون الذاكرة ذات طبيعة اجتماعية
و ما هي مبررات ذلك؟ ؟ الذاكرة وظيفة يتفاوت فيها الافراد بحسب القدرات الطبيعية لكل واحد وتاثير العوامل النفسية فالتذكر جهد فكري يقوم به كل فرد تتدخل فيه العضوية الدماغية وكل الفاعليات النفسية وهو الجمع بين ما قال به الماديون و النفسيون انطلاقا من مسلمة ان الذاكرة خاصية انسانية لا يتساوى فيها جميع الناس فلكل ذاكرته الخاصة به البرهنة :
الذكريات تنقش على الدماغ بترك اثار مادية في المنطقة المخصصة للذكريات عند الفرد كما قال بذلك ريبو وان اي اصابة على خلايا الدماغ تتلف تلك الذكريات المسجلة فيها كما ان التذكر يكون بفعل المنبه كمنشط لدوائر المخ عند الفرد. كما برر برغسون طبيعة الذاكرة بانها اعادة بناء حالة شعورية ماضية للفرد وهي فريدة من نوعها لا تتكرر يقول " ان اغلب ذكرياتنا تتناول حوادث حياتنا وتفاصيلها ويتمثل جوهرها في ان لها تاريخا وبالتالي لا تتكرر " والتذكر عنده قائم على وعي الفرد بذكرياته وانتقائه منها ما يناسب نشاطه الراهن للتكيف ولذلك قيل " ان فهم المعاني خير وسيلة للحفظ "
واذا كان للاطروحة خصوم وهم علماء الاجتماع يعتقدون ان التذكر فعل لا يرتبط بالفرد بال بالمجتمع الذي يعيش فيه باعتبار الذكريات مفاهيم و معارف مشتركة بين افراد الاسرة والقبيلة و المجتمع على حد تعبير دوركايم و هالفاكس فانهم مخطئون في طرحهم هذا :
فلو سلمنا بهذا الطرح للزم عنه ان تكون ذكريات جميع الافراد المتواجدون في المجتمع الواحد متشابهة و الواقع يفند وجود ذاكرة واحدة لدى الافراد الذين ينتمون الى جماعة واحدة.
اذا تاملت ذاكرتي وجدتها تحفظ لي ذاتي بجميع تفاعلاتها مع العالم الخارجي مما يجعل في امكاني استخدام تلك الذكريات في نشاط لاحق من أجل حسن التكيف. و العوامل النفسية التي تحدد دور الشعور و الوعي بها وبما يقتضيه كل موقف راهن مثال ذاكرتي الطفولية خاصة بي كفرد اختلف بها عن غيري ولذلك فمن يريد البحث عن نفسه يجدها في ذاكرته.
مستانسا في ذلك بما ذهبت إليه المدرسة المادية بزعامة ريبو و المدرسة النفسية بزعامة برغسون حيث قال هذا الأخير " ليس من شك في ان ماضينا باكمله يعقبنا في كل لحظة من لحظات حياتنا " وسواء كانت الذاكرة ظاهرة حيوية بالذات ونفسية بالعرض او هي ظاهرة نفسية بالماهية وبيولوجية بالعرض فانها تمثل طابعها الفردي في كلتا الحالتين لان الذاكرة بحاجة لسند حركي يدعمها
واستخلاص في الاخير بان طبيعة الذاكرة هي طبيعة فردية لما للفرد من دور في تكوين ذكرياته التي تحافظ على شخصيته المتميزة عن غيره. وهذا ما يجعل الاطروحة الواردة صحيحة قابلة للاخذ بها وبراي مناصريها قيموهاااالي وقولولي اذا صحيحة ولا لا دون كذب ارجوكم