السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبائه شرابًا لذيذ المذاق، وألزم قلوب الخائفين الوجَل والإشفاق، فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أيِّ الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدلِه، ولا اعتراض على الملك الخلاق.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد .
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، خاتم أنبيائه، وسيد أصفيائه، المخصوص بالمقام المحمود، في اليوم المشهود
أما بعد :
الإخوة الأكارم الأخوات الكريمات
رمضانكم مبارك وكل عام وأنتم بخير وكل عام وأنتم لله أقرب .
هانحن نفتتح خيمتنا الرمضانية الكبرى في هاته الأيام المباركة والتي نسأل الله عزوجل أن يعيننا فيها على الصيام والقيام وصالح الأعمال وأن يبدل سيئاتنا حسنات..أيام نسأل الله كل عام أن يبلغنا إياها وأن يعيدها علينا ونحن في أحسن الأحوال .
ربما للوهلة الأولى قد يتبادر إلى ذهن من يلمح خيمتنا من بعيد تساؤل بحلة استغراب مفاده أن ما الغاية للمبادرة بنصبها والكل يعلم مسبقا أن الاقبال ربما سيكون ضعيف مهما كان صاحبها سخيا ومعطاء ! في وقت شح فيه التفاعل والتبادل وانغلق كل على نفسه ينظم أمورها، هنا لا نجد - عن أنفسنا - إجابة غير قولنا أن الحنين من أبرز الدوافع..
كون هذا الأخير شعور سيبقى يلازمننا دوما إتجاه هذا الصرح الطيب و يدعونا دوما بصوته الخافت للعودة مهما ابتعدنا لكون الأمر يرتبط بأوقات قضيناها هاهنا طويت صفحاتها إلا أن صداها لا زال له وقع بزوايا القلب..حنين يشبه ذلك الذي نشعر به إتجاه أشياء أخرى حدثت بالوراء البعيد
كالحنين إلى بدايات الطفولة حيث كانت أكتافنا مجردة من أثقال المسؤولية..
حنين إلى بعض التفاصيل التي كانت تبدو شاحبة عن قرب ولكنها الآن تبدوا عن بعد بغاية الجمال
حنين إلى روائح تذكرنا ببعض الأمكنة التي ربما لن نعود لها ابدا !
لأجل كل هذا اخترنا حنين شعارا لخيمتنا
والتي سنتطرق فيها تباعا بإذن الله إلى :
كيف حالك مع تدبر القرآن ؟
بين الغيبة والفضفضة " وحي تجربة "
رفاهية الروح؛كيف السبيل لتحقيقها ؟
فتنة..حين ينقلب السحر على الساحر .
النجاح..نظرة مغايرة .
كلمة ختامية .
كونوا بالقرب..