الضابط بن شهرة لزهاري سي المسعود - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الضابط بن شهرة لزهاري سي المسعود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-05-18, 13:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
nabil_dz170
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الضابط بن شهرة لزهاري سي المسعود

من قرية الإدريسية كانت البداية
اسمي بن شهرة الازهاري من مواليد 1926 بقصر زنينة التي تعرف حاليا باسم الادريســية ( نسبة الى الرائد الشهيد عمر إدريس ) وهي واحدة من دوائر ولاية الجلفة حاليا أنتسب لأسرة جزائرية متوسطة الحال ، دخلت المدرسة الابتدائية بنفس القرية في عام 1933 ، وتابعت التعليم الابتدائي بها باللغة الأجنبية إلى غاية نهاية المرحلة ثم توقفت عن متابعة التعليم بسبب الحواجز التي كان يضعها المستعمر الفرنسي في وجه معظم أبناء الشعب الجزائري ، ثم واصلت تعليمي بالمراسلة حتى تحصلت على شهادة الأهلية.
في العقد الثاني من عمري وبالتحديد في عام 1943 اتجهت لميدان العمل لتوفير لقمة العيش، وبعد بحث مضن في تلك الظروف التي كانت تمر بها البلاد بسبب الحرب العالمية الثانية ، تحصلت على عمل بسيط في مركز بريد قريتنا داومت العمـل به إلـى غاية عـام 1950 إذ عرفت أوضاعي منحنى آخر حيث عرفت أوضاعي الإجتماعية بعض التحسن كما سمحت لي الظروف حينها بمشاهدة ومتابعة ما كان يجري على الساحة الوطنية من مظاهر الاستغلال والبؤس الذي كان يعيشه معظم الشعب ، ومن جهة أخرى مظاهر النعيم وحياة البذخ التي ينعم بها المستعمرون الدخلاء الذين يستحوذون على كل خيرات البلاد ومقدوراتها .
ولفهم الأمور بشكل جيد التحقت في عام 1943 كمناضل بحزب البيان وبعدها بمدة تم إلقاء القبض علي لأن هذه الفترة شهدت نشاطات مكثفة وخطابات علنية وأخرى سرية وإصدار مجلات مثل الجمهورية والأمة وهذه النشاطات كانت هي لسان الأحزاب السياسية في الجزائر ومنهم حزب البيان وحزب أنتصارا لحريات الديمقراطية والحزب الشيوعي وكان هدف هذه الأحزاب واحدا وهوا لاستقلال لكن الطرق كانت مختلفة مما أدى إلى ظهور بعض التفكك في الشعب لكن الوعي الشعبي أدى إلى النقمة على العدو الفرنسي الغاشم ومن بين الخطابات التي قام بها الحزب خطاب فرحات عباس بمنطقة الشارف وتكوينهم لقسمة لهذا الحزب، وفي سنة 1945 بعد خروج فرحات عباس من السجن عينت رئيس قسمة لحزب البيان بالادريسية ، بعدما برهنت عن أهليتي لتولي هذا المنصب ، وأحسست حينها بحجم المسؤولية وخطورتها ولكن لما كان أنضمامي الى هذا الحزب والنضال تحت لوائه قد تم عن قناعة فقد ضاعفت من مجهوداتي في مجال التنظيم والتوعية بهدف تجذير قواعده في المنطقة وتوسيعها وضم اكبر عدد من شباب الناحية لصفوفه ، وهو ماتحقق فعلا وبطريقة تدريجية ، وفي نفس الوقت فتحت الأبواب أمامي حيث تمكنت من اكتساب تجارب ومفاهيم جديدة وصرت افهم بشكل أفضل معضلات الساعة وتأثيراتها السلبية على الساحة الوطنية ...
وهكذا ورغم الاحتياطات التي اتخذتها حتى يكون نشاطي هذا يجري في ظل الكتمان والسرية نوعا ما إلا أن الطرف الآخر كان يتابع خطواتي أول بأول.وتم في آخر عام 1950 طردي من العمل بمركز بريد قريتنا ، وأصبحت بحكم ذلك عاطلا عن العمل رغما عني وصرت متفرغا للنشاط السياسي واستمر وضعي على ذلك المنوال إلى غاية عام1953
في هذا العام صرت مجبرا على البحث عن مصدر للرزق وتمكنت بعون الله من الحصول على عمل بمستشفى مدينة الجلفة بصفة ممرض حيث مارست العمل به لفترة من الوقت وأن كانت قصيرة وأرغمت بعدها على ترك العمل بالمستشفى عقب الصدام الذي وقع بيني وبين مدير المستشفى وكان عسكريا برتبة نقيب والسبب المباشر هو أنني كنت مداوما على مطالعة الصحف وبالأخص الموضوعات السياسية والتي كانت تتعرض في مضمونها للأوضاع في كل من تونس والمغرب الأقصى بعد أندلاع الكفاح المسلح بهما وراع مدير المستشفى ماكنت أقوم به فأوجس ذلك في نفسه خشية ، وفهم أن ذلك سيؤدي لامحالة إلى نتائج قد تقلب الأوضاع داخل عمال المستشفى فدبر مكيدة لي وتخلص مني من أول فرصة ، وطردني من العمل وهو ما زاد من تعقيد وضعيتي المعيشية ، وصرت مجبرا على البحث عن مصدر للحياة من جديد ، وبعد جهد مضن اهتديت للحصول على منصب شغل بعد إجراء تربص لمدة ستة أشهر في ميدان الفلاحة حيث صرت بعدها منشطا فلاحيا وعينت في منصب عمل بناحيتنا إلا أن الوضع العام اخذ يتعقد بمرور الوقت نتيجة للظروف القاسية التي صارت عليها البلاد بعد أندلاع الكفاح المسلح فاضطررت مرة أخرى لترك العمل ومغادرة المنطقة نهائيا.وتوجهت نحو مدينة سيدي بلعباس بغرب البلاد بحثا عن العمل وبهذه الأخيرة مارست العمل في مجال آخر لكن أخبار الثورة المباركة وانتصاراتها المتتالية على العدو كانت شغلت بالي وسيطرت على جوارحي فاستجبت لنداء الضمير .
وبدأت في البحث عن السبيل الذي سيمكنني من الالتحاق بركب الثورة لكن لما كنت حديث العهد بسيدي بلعباس فقد كانت معارفي قليلة وبالتالي لم أوفق في تحقيق ما كنت أصبو إليه.ومن ثم كان علي البحث عن طريقة أو كيفية أخرى تسهل لي أمر الإلتحاق بركب الثورة الزاحفة وهو ما كان .
العودة إلى مسقط رأسي والإلتحـاق بركب الثورة
قبل مغادرتي لمدينة سيدي بلعباس في ربيع عام 1956 وقعت حادثة عجلت بسفري وبتالي إنضمامي الي الثورة والحادثة باختصار هي إقدام مجموعة من جيش التحرير الوطني خلال شهر ابريل 1956 على حرق شاحنة لأحد المعمرين يدعى (توربي) بين مسعد وعين الإبل وكتبت عنها الصحف الاستعمارية أنذاك واعتبرت ذلك سابقة خطيرة تنبئ بإقدام المنطقة على الدخول في متاهات ستشكل لا محالة تحولا خطيرا على مستوى الأمن العام بالجهة .أما على مستوانا فقد نزل خبرها بردا وسلاما على نفوسنا وهو ما عجل بعودتي إلى مسقط رأسي .أنزلت عائلتي عند صهري حتى أتفرغ للمهمة التي جئت من أجلها وبعدها رحت أرصد الوضع العام من خلال الاتصال بأبناء الجهة الموثوق فيهم وخاصة ممن كنت اعتقد أنهم قد يكونوا من أنصار جبهة وجيش التحرير الوطني ولكن المهمة لم تكن سهلة كما كنت أتصور إذ دام البحث فترة من الوقت قبل أن أتمكن من وضع رجلي على الطريق المؤدي الى الثورة بفضل الاتصال الذي تربطه علاقة مع أحد المناضلين القدماء في حزب البيان والذي كان من مندوبي خلية الإدريسية ويدعى قاضي النعاس لكن ورغم ثقتي فيه وفيما كان يقدمه لي من معلومات عن الثورة إلا أنني كنت أتظاهر بعدم اهتمامي بالقضية وبما كان يطلعني عنه لأنني رأيت أنه من الأحسن التريث وعدم التسرع والاندفاع حتى أتأكد بما فيه الكفاية من صدق نواياه ولتجاوز هذه الشكوك رأيت أنه من الضروري الإتصال بأحد المناضلين
وهو ابن عم قاضي النعاس وكان يقيم بقرية مليليحة بناحية دار الشيوخ وكان هذا الأخير على اتصال بنظام جيش التحرير الوطني ولما وصلت إلى مكان تواجده وجدته رفقة أحد المجندين الجزائريين كان قد فر من صفوف العدو في وقت سابق بغرض الأنضمام للثورة المسلحة ويدعى طباخ ناجي وبعد الحديث في الموضوع تحركنا رفقة اتصال يدعى شويحة باتجاه جبل بوكحيل وبالتحديد بمركز جبل ( قزران ) وبنفس الجبل وجدنا مسؤول المركز وهو العربي القبايلي ( اسمه الحربي) فقدمنا الاتصال لمسؤول المركز الذي أخبرنا عن الظروف الغامضة التي تمر بها الثورة بالناحية وأحسسنا أنه كان يسعى من وراء هذا التصرف إلى اكتشاف نوايأنا والتأكد من صدق مقصدنا ولما كنا على علم مسبقا بنواياه فقد أجبناه على الفور وبشيء من الحدة بأننا على بينة مما أقدمنا عليه وتقديرنا لكل المشاق والصعوبات التي ستواجهنا لكوننا مقبلون على خوض حرب ضروس وليس من أجل فسحة لطيفة كما يتصور، عندها طلب مني أن أقدم له عرض حال حول حياتي السياسية والمدنية ،وسردت عليه مشوار حياتي كما عشته ومررت به إلى غاية اللحظة ...وفي نهاية الأسبوع الأول من شهر ماي 1956 صرت جنديا في صفوف جيش التحرير الوطني كما كنت أحلم .
نشاطي الأول كان في مجال التمريض نظرا لكوني قد مارست مهنة التمريض بمستشفى الجلفة كما سبق وأن أشرت إليه آنفا فقد كان من البديهي بل المنطقي أن تسند لي مهمة التمريض وتقديم العلاج والإسعافات الأولية لعناصر الفوج الذي كنت واحدا من أفراده ولو بشكل متواضع بحكم الظروف والإمكانيات التي كانت بحوزتنا أنذاك ، وهنا أريد أن أذكران إمكانياتنا ووسائلنا كانت ضعيفة جدا بل بدائية في أغلبها بحيث لم يكن بحوزتنا إلا القليل من الأدوية التي كنا نحصل عليها بواسطة نظام الثورة ، وبطرق مختلفة وفي أحيان كثيرة كنا نلجأ إلى توفير وضمان العلاج لعناصر الفوج في حدودها الدنيا باعتماد الطرق والأساليب المحلية التقليدية وبالرغم من هذا النقص الخطير في الوسائل والإمكانيات المادية والبشرية فقد استطعنا بفضل الإرادة أن نتغلب نسبيا على الصعوبات التي كانت تواجهنا في هذا الميدان يوميا ، وأن نوسع مجال نشاطنا الصحي حتى لسكان الناحية ، الأمر الذي ساعدنا على سرعة نشر رسالة الثورة وتنويرهم بأهدافها وغاياتها النبيلة فتعزز صف الثورة وتوسع نفوذها عبر عروش الناحية وانعكاس هذا النشاط والجهد في جمع كمية من بنادق الصيد والذخيرة سمحت لنا بطبيعة الحال من تجنيد أفراد آخرين لبوا نداء الثورة ...









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-05-24, 16:40   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
همة نحو القمة
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية همة نحو القمة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حقيقة اول مرة اسمع به ,,,لانه غير موجود في المناهج الدراسية
بارك الله فيك على هذه المعلومات
جعلها الله في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-25, 12:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
nabil_dz170
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي تابع لضابط بن شهرة لزهاري

فوجنا يغادر جبل بوكحيل باتجاه الجبل الأزرق
جبل بوكحيل الذائع الصيت بالجهة كان بعيدا نسبيا عن العمران والمراكز العسكرية للعدو وحتى الطرق سواء كانت معبدة أو غير معبدة لم تكن موجودة ,وهذا ما جعل المنطقة في السنتين الأولتين للثورة لم تصلها جيوش العدو وبالتالي ندرة المواجهة معها ودوام الوضع على هذه الحالة يؤثر بصفة سلبية على الثورة وعلى مصداقيتها، خاصة وأن الثورة مطلوب منها في هذه المرحلة إظهار قوتها ميدانيا وهذا من خلال القيام ببعض المعارك ونصب الكمائن لقوات العدو لكسب السكان لصفها وخاصة المتخاذلون منهم ، لهذه الغاية اقترحت على قائد فوجنا وهو المدعو العربي القبايلي ضابط من ضباط الشيخ زيان عاشور، في مطلع خريف عام 1956 مغادرة جبل بوكحيل والتنقل نحو الجبل الأزرق الواقع بجوار الأغواط مدعما اقتراحي هذا بعدة اعتبارات وجيهة ، فتلقى هذا الاقتراح استحسانا من قبل مسؤول الفوج وأعطى أوامره بتنفيذ هذا الأمر وخلال تنقلنا هذا قمنا بعملية بناحية سيدي مخلوف على الطريق الرابط ما بين مدينتي الجلفة و الأغواط تمثلت في حرق شاحنتين في مكان يدعى (الكانتينا) وأسرنا خمسة أفراد من جنسية فرنسية من بينهم امرأة ومعهم مواطن جزائري وبعد الإطلاع على هويتهم أطلقنا سراح ثلاثة من بينهم امرأة والمواطن الجزائري وآخر أوروبي يهودي الديانة والباقي أخذناهم معنا لكن تكرار محاولة فرارهم أجبرنا على وضع حد لحياتهم.ولما وصلنا للجبل الأزرق اخترنا إحدى نقاطه الحصينة وعسكرنا بها ورحنا نستطلع الوضع من هناك قبل الشروع في الاتصال بسكان الناحية الذين استقبلونا استقبالا حسنا ، وخاصة سكان عرش المخاليف .
ومن هناك بدأنا في نشر رسالة الثورة وتوسيع دائرتها عبر عروش الجهة ، ثم ليمتد بعدها هذا النشاط الثوري نحو عمق مدينة الأغواط نفسها وكان هذا النشاط يجري بتزايد مع الاستعانة بعناصر وطنية من سكان عرش المخاليف ، حيث كنا نركز بصفة خاصة عبر الاتصال المباشر مع السكان بهدف تنوير الناس بحقيقة الثورة وبرسالتها النبيلة, فعلا فقد حققنا نتائج جيدة إلى حد ما ، وهكذا وبعد حوالي شهر من ذلك تمكنا من أنشاء قواعد للثورة وتثبيت نظامها السياسي بالخصوص عبر الجهة.ثم قفلنا عائدين من حيث أنطلقنا من جبل بوكحيل ..
الشيخ زيان عاشور يطلبنا بمقر قيادته ..
قبل أن تنتهي مهمتنا بجبل الأزرق تلقينا أمراُ من القائد زيان عاشور الذي كان يعرف أنذاك ( بقائد جيش الصحراء) ، يقضي هذا ا لأمر بالعودة فورا إلى مركز جبل بوكحيل نحو مركز تواجده بالقرب من أولاد جلال بولاية بسكرة حاليا ، ولما وصلنا للمركز الآنف الذكر وجدنا الشيخ زيان هناك وكنا حتى هذه اللحظة لم نكن نعلم أن الأمر يتعلق بإشاعة مفادها أن فوجنا الذي سبق وأن تنقل للجبل الأزرق هو عمل تمردي على القيادة بدليل أننا لم نخبره بالأمر قبل الإقدام على تنفيذ هذه المهمة ، وحاول قائد الفوج بكل ما لديه من حجج وأدلة تفنيد هذه الإشاعات وأن الأمر لا يخرج عن نطاق توسيع دائرة الثورة وزرع خلاياها عبـر جبــال وأعراش الناحية معددا مزايا هذا التنقل الذي كانت فضائله كبيرة بحيث تم جمع الأسلحة وتشكيل الأفواج وجمع التبرعات وأنضمام العديد من المواطنين لصفوف الثورة
الخ .........حينئذ هدأت لهجة القائد زيان وتلطفت ، وساعتها فقط أشعرنا بسبب استدعاء الفوج مختتما حديثه بتقديم توجيهات وإرشادات عامة تدور في مجملها حول أساليب العمل ومقتضياته في المرحلة المقبلة......











رد مع اقتباس
قديم 2012-05-25, 12:35   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
nabil_dz170
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

العودة لمنطقة الجبل الأزرق
بعد الاتصال بالقائد زيان عاشور كما سبق وأن أشرت إليه أنفا عاد فوجنا نحو ميدان عملياته بنفس الأسلوب الذي كنا قد اتبعناه أثناء ذهابنا إلى أولاد جلال وكذا في نفس الظروف التي ميزها الغموض في بعض المواقف ناهيك عن ملاحقات العدو وأذنابه وألاعيبه إلى غير ذلك من العراقيل والصعوبات التي كادت أن تثنينا عن مواصلة المهمة ...
وكانت وجهتنا ثانية باتجاه الجبل الأزرق لاعتقادنا أنه يوفر لنا حرية الحركة وبالتالي علينا أن نتخذه منطلقا لعملياتنا المقبلة عبر كامل المنطقة ..والى هنا كانت الأمور عادية بحيث كنت أقوم بعملي بصفتي ممرضا للفوج ولم يدخلني أدنى شك في تصرفات وتوجهات رفقائي من عناصر الفوج وبالخصوص مسؤول الفوج المدعو "العربي القبايلي"الذي سيظهر فيما بعد على غير حقيقته ، ويكتشف أمره تدريجيا عقب وصولنا لمنطقة الجبل الأزرق ، ذلك أن الجبل قد عرف مستجدات ونشاطات خلال غيابنا عن المنطقة بحيث تم في نهاية صيف عام 1956 تعيين أحد المجاهدين يدعى عبد الرحمان بن الهادي كمسؤول لفرقة لجيش التحرير الوطني وحدد مجال نشاطها بالجبل الأزرق وأطرافه ولما عدنا إليه وجدنا الأمر قد تغير وبالتالي أمرنا قائد الفوج بمغادرة الجبل على الفور دون أن نعرف الأسباب الجوهرية لذلك ما عدا هو فانتقلنا على الفور نحو جبل السحاري وعسكرنا به فترة من الوقت قمنا خلالها بنشاطات سياسية وعسكرية تمثلت الأولى في مجال التنظيم والتوعية في أوساط السكان لتنويرهم برسالة الثورة وبصواب مقصدها .في حين كانت الثانية في الميدان العسكري كنصب الكمائن لقوافله العسكرية،وتخريب منشآته الاقتصادية مثل حرق الحافلة التي كانت تعمل على الخط الرابط مابين مدينة الجلفة وقرية الادريسية والتي تعود ملكيتها لأحد المعمرين من سكان الجهة.وكذا الكمين الذي وقع بالمكان المسمى "شجرة الدهان" لقافلة عسكرية وحققنا فيه نجاحا معتبرا دعم إلى حد كبير ما كنا ندعو الناس إليه .
وبعد هذه النشاطات السياسية والعسكرية بجبل السحاري تابعنا تحركنا في ذات الظروف الأمنية العسيرة باتجاه جبل أخر بالمنطقة يدعى" جبل بن يعقوب "وهو غير بعيد عن الأول وبه قمنا أيضا بنصب كمين ثاني لقافلة عسكرية بناحية الشارف
قائد الفوج يكشف عن خيانته وتآمره
من المفيد قبل التحدث عن خيانة قائد الفوج وتآمره على الثورة وانحرافه عن خطها السوي أن أقدم ملخصا لحديث ذو أبعاد جرى بيني وبين قائد فوجنا ذات يوم حيث دفعت بي الظروف إلى العمل تحت قيادته في هذه الفترة الحرجة من حياتي النضالية لقد كنا ذات يوم في حالة استرخاء بإحدى جبال الناحية وخلال تبادل الحديث معه أفضى لي بما كان يملأ قلبه بعد أن وثق بي بحكم عملي كممرض للفوج ولكوني أعرف اللغة الفرنسية جيدا والتي كان يحسنها هو أيضا فصرت من اقرب الناس إليه تحدث عن نضاله بفرنسا وكيف أنهم كانوا يعتقدون بأن الثورة التي أندلعت في ربوع الوطن في ليلة أول نوفمبر 1954 ستكون باسم زعيم الحزب المرحوم" مصالي الحاج"لكن للأسف تناقلت معظم وكالات الأنباء نبأ قيام الثورة باسم أخر هو جبهة التحرير الوطني وهالنا ما سمعنا وأصبنا بصدمة عنيفة فلم نستطع قبول أو هضم ذلك على الإطلاق وعشنا خلالها فترة من الضيق والضياع ولتبيان الحقيقة والخروج مما كنا عليه من بلبلة وغموض اتجهنا إلى زعيم الحزب "مصالي الحاج "وعرضنا عليه الأمر فقال لنا (اتركوهم نجرب بهم ) فتقبلنا النصيحة في أول الأمر، وعاد كل واحد منا إلى موقعه..لكن أخبار الثورة وأنتصاراتها الميدانية التي باتت تتصدر الصفحات الأولى لمعظم الصحف الفرنسية والقنوات الإذاعية مما زاد من غضبنا وحقدنا على قيادة الثورة وكيف تحدت وتجاوزت زعيم الحزب وأعلنت الثورة بغير اسمه.فقررنا ثانية العودة إليه في منفاه لأخذ رأيه فيما يجري.و لإيجاد منفذ للخروج من هذا الوضع النفسي المتأزم الذي تمكن من نفوسنا وبعد حديث مطول معه في الموضوع قال لنا "دبروا رأسكم" فتدبرنا أمرنا وقسمنا المناضلين الذين مازالوا على ولائهم لزعيم الحزب إلى مجموعات والاستعداد للسفر إلى ارض الوطن لمباشرة العمل المسلح باسم زعيم الحزب مصالي الحاج.
وضمن هذا الإطار سافرت المجموعات إلى الجزائر وتوجهت كل مجموعة إلى المكان الذي حدد لها من قبل فتوجهت مجموعتي نحو جبال تيزي وزو باعتبارها مسقط رأسي وبعد وصولنا مكثنا فترة من الوقت استطلعنا خلالها الأوضاع ومجرياتها بالناحية ثم شرعنا بعدها في تنفيذ الشق الثاني من خطتنا، فاتصلنا في بداية الأمر بالسيد محمد بلونيس الذي كان يمثل الرقم الثاني في الحزب وممثله بدون منازع وبعد الحديث معه في الموضوع اقترح علينا ضرورة التحرك جنوبا على أساس أن هناك جيش في الصحراء يؤدي واجبه تحت راية الزعيم "مصالي الحاج"وتصورت في البداية أن الجيش الذي كان يقصده هو الذي كان يتولى قيادته" الشهيد زيان عاشور".لكن الحقيقة كانت غير ذلك تماما...
من هنا بدأت اشك فيه وتأكد لي شيئا فشيئا تآمره على الثورة وبات من الواضح أن أتدبر أمري قبل فوات الأوان ، وأن أبقى دوما في أعلى درجات اليقظة تحسبا لأي تصرف متوقع منهم أن هم تأكدوا من ولائي التام لجبهة وجيش التحرير الوطني .لقد أخفيت عنهم ولائي للجبهة وجاريتهم في الموضوع وبعد فترة من الوقت تأكدت قطعيا من خيانته للثورة وهذا من خلال قرائن وأدلة إثبات واضحة.
ومن بين ذلك أذكر أنه ذات يوم وبينما كنا متمركزين بجبل بن يعقوب ظهر بموقعنا فجأة شخصان هما "بن مخلوف وقدور بن لحبيب" اللذين كنت اعرفهما جيدا من خلال عملهما الجبان وعمالتهما للشرطة السرية الفرنسية إذ كانا يتابعان ويرصدان تحركات ونشاطات رجال الحركة الوطنية بالمنطقة وتبليغها إلى أجهزة الأمن الفرنسية أولا بأول ، فدخلني الشك من وجودهما وحاولت أن اربط بين وجود هذين الشخصين في هذا الوقت وفي هذا المكان بالذات وبين بعض التصرفات الغريبة التي قد سجلتها عن "العربي القبايلي" من قبل .ولم أجد لذلك سوى تفسيرا واحدا وهو أنهم جميعا خونة ويعملون لصالح المخابرات الفرنسية ، وقد صدق توقعي وحدسي ، إذ قدما تصريحا ( جواز مرور) صادرا عن المخابرات الفرنسية بالجهة يخول لهما الاتصال مع فوجنا لكني تدخلت وأخبرته عن طبيعة هذين الشخصين وأنه لا يمكن الوثوق فيهما بالنظر لماضيهما،إلا أنه قال لي دعهما وشأنهما يمكن أن يقدما لنا خدمة نحن في حاجة إليها ، وتظاهرت بقناعة جوابه والامتثال لأوامره..وقد ظهرت الحقيقة عارية حقيقة عمالتهم وخيانتهم للثورة والعمل ضدها إذ تقدم ابن مخلوف بن مبروك يطلب من قائد الفوج العربي القبايلي أن يكتب رسالة شكر لرئيس دائرة الأغواط "أبرياك"يعبر له فيها عن شكره وامتنانه لموقفه السلمي الذي اتخذه عقب العملية الفدائية التي نفذها أحد الفدائيين بالمدينة ضد مفتش شرطة المدينة ، وكتب الرسالة فعلا وتم إرسالها بواسطة بريد عين الإبل وبعد عدة أيام اتصل بنا" بن مبروك" وكنا يومها بجبل قعيقع.وتحدث عن هذه الرسالة التي كانت وصلت فعلا لرئيس الدائرة وقد شكره "العربي"على اقتراحه هذا...
التخطيط للفرار من صف الخيانة إلى صف الثورة ..
عشت بعد تأكدي من خيانة قائد فوجي فترة من الخوف والضياع .ورغم هذا فقد واصلت العمل معه محاولا إقناعه بخطورة الرجل وعمالته للعدو، ولكنه كان في كل مرة يختلق لي
الأسباب والمبررات لإقناعي بعدم صواب أطروحاتي وأحكامي المبررة اتجاه الرجل "بن مبروك"وكانت محاولاتي في الحقيقة هي بهدف إبعاد التهمة عنه حتى لايتغلب علي ويقضي علي قبل أن أدبر أمري بالفرار من صف الخيانة وهكذا وفي شتاء عام 1957 عدنا ثانية إلى جبل بن يعقوب بعد أن تركنا موقعنا بجبل قعيقع ، وهذا في إطار تنقلاتنا العادية لكن هاجس الخوف والوصول إلى سبيل الخلاص من هذا المأزق الذي وقعت فيه كان دوما مسيطرا على أفكاري ومشاعري وقبل هذا كنت قد علمت بأن الشهيد "عمر إدريس "المدعو "سي فيصل"مسئول المنطقة قد طلب من قائد فرقتنا أن ينتقل إلى وجهة أخرى بالمنطقة بعدما بدأ يضيق ذرعا من نشاطات الميصاليين المندسين داخل صفوف الجيش ، فشككت في الأمر على أساس أن الشهيد عمر إدريس ليس بهذه السذاجة وأن في الأمر سرا وهو ما أكدته الأحداث فعلا بعد ذلك ، إذ تأكد لي أن العملية في مرحلتها الأخيرة ، عندئذ سعيت جديا إلى ربط الاتصال مع نظام الولاية الرابعة وتمكنت بفضل الله والمخلصين من ربط هذا الاتصال عن طريق مناضلين هما "بودينار حميش و إبراهيمي "وتم هذا بعد أن رتبت أموري بشكل مضبوط وجيد
حيث انسحبت خفية من فوجي الذي كان يرابط بناحية جبل حواص ، واتجهت في مطلع عام 1957 باتجاه الولاية الرابعة قصدت أولا منزل مناضل يدعى "سليمان القبايلي"ومنه إلى شخص أخر بناحية البيرين يدعى "بوزرارة سليمان" وبعد استراحة قصيرة ، عنده أوصلني هذا الأخير بأحد المحافظين السياسيين يدعى" سي العربي" وبواسطة هذا الأخير التحقت بصفوف جيش التحرير الوطني بناحية قصر البخاري ولكن عرفت فيما بعد بأن هذا الجناح تابع للولاية السادسة التي يشرف عليها العقيد علي ملاح آن ذاك ووجدت بالمركز الأخ" مصطفى بن عمار" الذي سيصير بعد الاستقلال وزير التربية الوطنية في نهاية الثمانينات ومعه "سي حسان"يوسف الخطيب مسؤول الولاية الرابعة مابين 1961 و 1962 وكانا أنذاك مسؤولين بالمنطقة، الأول يتبع لجناح الولاية السادسة والثاني مسؤول منطقة تابعة للولاية الرابعة وبعد أن أعلمتهما بوضعيتي السابقة وكذا الظروف العصيبة التي مرت بي إلى غاية فراري من صفوف فرقة الخائن "العربي القبايلي" ، تمت هيكلتي بصفوف جيش التحرير الوطني واستأنفت نشاطي المعهود ، ولما كنت على دراية وخبرة بأساليب النضال السياسي والعسكري فقد أسندت إلي مهمة قيادة فرقة لجيش التحرير الوطني قدتها بعد ذلك في عدة عمليات حربية ضد منشآت العدو وقوافله العسكرية وحققنا فيها انتصارات معتبرة ومن المهام التي قامت بها الفرقة مشاركتها الى جانب فرق كتيبة الولاية السادسة في عملية التنقل نحو جبال لعمور والقعدة بضواحي آفلو من أجل جلب الأسلحة والذخيرة لتدعيم الثورة بهذه المناطـق وإمدادها بالعتاد اللازم لمواجهة هجمات وحملات العدو التي بدأت تعرف تصعيدا خطيرا هي الأخرى مع الإشارة هنا الى أن ذهابنا إلى القعدة بآفلو قد استغرق نحو ثلاثة أشهر كاملة سجلنا خلال تلك المدة عدة عمليات ضد العدو كان من بينها معركة بناحية الناظور بضواحي تيارت اثر وشاية استشهد لنا فيها ستة مجاهدين وأسر مسئول المنطقة الرابعة ، كما قمنا في نفس الإطار بمعركة كبرى بجبل خنق عبد الرحمان بضواحي آفلو ، شاركت فيها كتيبتنا مع كتائب من المنطقة الثامنة بحضور قائدها " بودغن بن علي " (الضابط لطفي ) ودامت المعركة يومين كاملين.ألحقنا خلالها خسائر معتبرة في صفوف العدو كما فقدنا فيها أكثرمن سبعين مجاهدا .










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-25, 15:36   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سعيد*الاغواطي*
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سعيد*الاغواطي*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

..................................شكرااااااااااااا ا........................










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-28, 22:42   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
MiSs SpACe
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية MiSs SpACe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا اااااااااااااااا










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-29, 11:08   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
nabil_dz170
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

معركة خناق عبد الرحمان (1)
19 ماي 1957
معركة خناق عبد الرحمان
قبل أن أتطرق الى وقائع المعركة وأحداثها ، أقدم لمحة وجيزة عن الكتيبة التي أنتمي إليها والقادمة من الشمال بأمر من العقيد علي ملاح مسؤول فرق الولاية السادسة التي يمتد مسرح عملياتها الحربية مابين سور الغزلان (وجبال دراق) بالقرب من قصر البخاري جنوب الولاية الرابعة ، وقد كلف الملازم حسن بتنظيم عملية هدفها جلب الأسلحة والذخائر من الولاية الخامسة ( حصة مخصصة للولاية السادسة ) كلفت بهذه المهمة كتيبة المجاهدين التي كان يقودها الملازم (مصطفى بن عمر) ،قامت الكتيبة بمسيرة شاقة لم تكن خالية من الإثارة حيث قامت بإحراق (36) مزرعة في منطقة سرسو ، كما اضطرت لخوض مجموعة من الاشتباكات ، وهكذا لم تصل الكتيبة إلى الولاية الخامسة بسهولة ، غير أن أفراد هذه الكتيبة سرعان ما نسوا متاعبهم عندما استقبلهم مقاتلو الولاية الخامسة استقبالا حارا عبر عن أخوتهم الحقيقية، وابرز ماكانوا يتميزون به من الفضائل، غير أن أفراد الكتيبة مازالوا عاجزين عن المسير وذلك على الرغم من التوقف لأيام عديدة في (القعدة) وهو المكان المخصص للإستراحة ، واتجهت الكتيبة إلى (خنق النمرة ) حيث كانت الأسلحة المخبأة بأنتظار من يحملها ، غير أن عامل الإثارة دفع المجاهدين للتحرك بحماسة من اجل الوصول إلى الحلم الذي طالما تمنوه ، وهو الإمساك بأسلحة قتالية حديثة تساعد المقاتلين على فرض إرادتهم .
كانت هناك أربع سرايا قد سبقت الكتيبة وأنتشرت على مرتفعات (خناق عبد الرحمان) فجاءت كتيبتنا واحتلت مواقع لها في مواجهة الجنوب ، وأنتشرت على شكل حلقة دائرية تساعدها على الإمساك بالجبل والسيطرة عليه ، واستلم أفراد الكتيبة كل واحد منهم سلاحه نموذج 303أنجليزية الصنع و 150 طلقة جديدة تلمع بوهج جميل ، وحصلت كل سارية على ثلاث رشاشات بمعدل رشاش لكل فصيلة ، وبلغ مجموع القوة مع سرايا الولاية الخامسة (535) مقاتلا ، ومضى شهر وهؤلاء يحتلون مواقعهم القتالية ، بحيث ينتهي الأفراد في كل يوم من احتلال أمكنتهم المحددة لهم ، في الساعة الرابعة صباحا وكلهم متحفز للمعركة القادمة وأصابعهم على الزناد .
معركة خناق عبد الرحمان :
يقع مركز خناق عبد الرحمان جنوب آفلو عند الحدود الغربية لجبال العمور ( القعدة الغربية ) ويعتبر من المراكز الهامة لجيش التحرير وقد شهد عدة أنشطة لها علاقة بثورة التحرير كان من أبرزها إبرام إتفاقية الإتحاد بين جيشي المنطقتين الخامسة والسادسة بين القائدين لطفي وعمر إدريس كما شهد هذا المكان معركة من أكبر المعارك بالجهة المعروفة بمعركة خناق عبد الرحمان التي سنتعرض لوقائعها في بحثنا هذا :
سير المعركــــــــــة :
وجاء فجر يوم 19 ماي 1957 . باردا على غير عادته في مثل هذا الفصل ، وكان نسيم الصباح جارحا كما لو كان قضيبا معدنيا يضرب الوجوه السمراء .
ظهرت طائرة استطلاعية أخذت في التحليق فوق رؤوس المجاهدين المرابطين ، كان استطلاعها أكثر دقة وأطول مدة مما هو معتاد فكثرة الجولات و بحث الطائرة عن أهداف يبعث على الريبة والقلق ، فكانت ترتفع صعودا ثم تقوم باستدارة واسعة لتعود نازلة بسرعة مذهلة لتطير على ارتفاع منخفض جدا يكاد يلامس سطح الأرض. أخذت هذه الجولات غير الاعتيادية باستنفار أعصاب المجاهدين في الوقت الذي لم تكن فيه عقارب الساعة قد تجاوزت السادسة ، وها هي طائرة جديدة تظهر في الأفق من نوع طائرات الاستطلاع ذاته في حين ظهرت طائرات أخرى وأخذت في التحليق على إرتفاعات عالية وأصدرت القيادة أوامرها بالاستنفار وكان على رأس القوات (الضابط لطفي) الذي وصل منذ ستة أيام للقيام بجولة تفقدية في الإقليم الرابع وكان المجاهدون قد استعدوا بصورة غريزية لمجابهة الموقف وكان صف الضباط في مراكزهم القتالية وكل واحد يستعد بحماسة وأندفاع للمعركة المتوقعة فيما كان الضباط في القيادة يتابعون التنظيم التعبوي (التكتيكي) للمواقع .
لم تعد المعركة مجرد احتمال أو مجرد توقع بل أصبحت حقيقة مؤكدة ، فالطائرات لم تعد تبرح سماء المعركة، وهاهو صوت المراقب ينفجر بغتة بصراخ حاد (انتباه قافلة العدو)وكانت أصداء الضجيج الصاخب ترتفع من جهة الشرق لتتزايد بصورة تدريجية ولتنجلي بعد ذلك عن تقدم قافلة من مركبات العدو المتنوعة والتي اختيرت لتتوافق مع طبيعة الإقليم ، وقامت طائرتان خفيفتان للعدو من نوع ( بيبر كاب) بإلقاء قنابل دخانيه من أجل مساعدة الطائرات المقاتلة على تحديد مواقع المجاهدين ، وكانت مجموعة الطائرات المقاتلة تضم (12)طائرة نموذج ت6 و( طائرات عمودية ، و(4)طائرات ب52، و(6)طائرات نفاثة سريعة كان من الصعب رؤيتها أو متابعتها، بالإضافة إلى طائرتين خفيفتين (من نوع بيبر كاب أيضا) جاءتا لمساعدة تلك التي كانت تقوم بالطيران والتحليق وضمت قوة العدو البرية الدبابات والعربات المدرعة وجند المشاة من قوات مختلطة اللفيف الأجنبي وقوات الحركيين ومن الجزائريين العاملين في الجيش الفرنسي والفرنسيين المتطوعين من المستوطنين وقد جاء هؤلاء جميعا لتطويق المجاهدين وحصارهم ، تدعمهم في مهمتهم (6) بطاريات مدفعية لم تلبث طويلا حتى أخذت في إرسال قنابلها من عيار(105)
لتصم بانفجارها الأذان ، وقامت مراكز المراقبة بإحصاء أكثر من (750)مركبة قتالية علاوة على تلك التي كانت تتقدم على دروب وطرق متنوعة تلتقي كلها عنــــد
(خناق عبد الرحمان ) كانت الساعة العاشرة ، ولا زال جند الأعداء يتقدمون ببطء وتمهل بتشكيل القتال نحو مواقع المجاهدين ، وكانت الجرارات وقاطرات المدافع تتزايد التصاقا بالمدرعات ودبابات القتال ، في حين استمرت الطائرات العمودية (الهيلكوبتر) بأنزال المقاتلين عند كل نقطة مشبوهة ، وحاول العدو احتلال خط الذرى.
مكث المجاهدون في خنادقهم وحفرهم المموهة وهم يتابعون بيقظة وتحفظ تحرك قوات العدو وأنتشارها، وأصبح مناخ المعركة يضغط بصورة متزايدة على صدور المقاتلين الذين فرغ صبرهم في أنتظار صدور الأمر بفتح النيران ، وكانت القيادة ترسل تعليماتها في كل خمس دقائق، (اتركوهم يتقدمون لا تفتحوا النار) ثم تناقص الفاصل الزمني بين الأمر والأمر الذي يليه ، وأصبحت التعليمات تصدر متلاحقة اضبطوا أعصابكم ، دعوهم يقتربون وأنتظروا صدور الطلقة الأولى.وأثناء ذلك كان جند العدو يتقدمون بتشكيلات بديعة دون أن يطلقوا نيرانهم ، ظهرت أبعاد اللعبة أنها عملية تطويق كاملة ونموذجية بالنسبة لهم ، مع تزايد اقتراب العدو يتزايد الاصغاء لسماع كلمة " نار" وهي الكلمة التي احتبست على ما يظهر ، وشعر المجاهدون أن الزمن قد توقف فيما كان شبح الموت يحوم فوق المنطقة ويدعو المجاهدين إلى الخلود وفي هذه اللحظة قام ضباط جيش التحرير بجولة سريعة ونهائية لتفقد مواقع المجاهدين.وأعطيت التعليمات بمقاومة هجمات العدو حتى آخر لحظة وبعدم تغيير المواقع حتى هبوط الظلام ، ولم تهمل أية مسألة يمكن لها الإسهام في زج إمكانات المقاتلين جميعها في القتال.
لم يبق من المجاهدين إلا أذان صاغية يتردد فيها الطنين.وعيون مفتوحة تشع بنظرات حادة ومثقلة وكثير منهم جثا على ركبتيه وسدد على فريسة له.ووضع أصبعه على الزناد لم تعد هناك ثمة حركة وحتى الأنفاس تكاد تتوقف أو هي تتردد بجهد.لقد كانت الرغبة الجامحة لبدء الاشتباك تمسك على المقاتلين أنفاسهم وتثقل على صدورهم.ولكن على الرغم من أنتظار المجاهدين للطلقة الأولى، فقد جاءت أنطلاقتها كما لو كان تيارا كهربائيا عنيفا هز الجميع بقوة.
لقد جاءت هذه الطلقة من فصيلة المساعد (نائلي) الذي كان يتمركز على يمين الموقع وأنتهت فترة الأنتظار الصعبة وأعطيت إشارة طوفان النيران وأنفتحت أبواب جهنم كما قيل وغابت الأرض تحت سيل من النيران والدخان والحديد المتناثر والأشجار والتي اقتلعت بصورة مباغتة لتصعد متطايرة إلى السماء وتحطمت الصخور وهي ترسل أصوات حادة وقوية ، اهتزت الأرض تحت هدير الطائرات وأنفجار القنابل والقذائف، واختلطت صرخات الحرب وصيحات الجرحى والمصابين بعضهم ببعض ، كان أصحاب الوجوه القذرة لا زالوا يتقدمون من مواقع المجاهدين.وهم يصرخون صرخاتهم المبهمة ، غير أن سيل النار المتدفق يرغمهم على التراجع أو الاختفاء.سوى من أصيب إصابات قاتلة ، فكان يضطجع على قفاه ناظرا إلى السماء ليلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يقول (ماما ماما ).
استمر القتال على أشده حتى ظهر كل شيء متوترا وغارقا في موج اللهب والدخان ، وأنفجار القنابل والقذائف ، وسيل رصاص المدافع الرشاشة للطائرات وسقوط الرجال كالشهب المتعطشة للدماء وهم يثيرون الذعر والموت ، وسال الدم غزيرا من الطرفين المتصارعين.
أظهر المجاهدون الشجعان صبرا على كره القتال ، وأرغموا أنفسهم على النهوض للارتفاع فوق هذا الجو المضطرب ، وفوق لهيب المعركة ، للاحتفاظ بأصالتهم المعهودة ، ولتأكيد فضائلهم الحربية ، وهاهم يتابعون عملهم بهدوء.ويوجهون نيرانهم نحو العدو وبدقة مذهلة جاءت تعبيرا عن سيطرتهم على أنفسهم وفي هذا الطوق المحكم الذي ضرب على المجاهدين بصورة مرعبة تابعت الطائرات العمودية (الهيلكوبتر) رحلاتها جيئة وذهابا لتعمل على إخلاء المصابين ، لكن حدث بغتة أن توقفت النيران للحظة قصيرة تاركة ميدان المعركة يغرق في صمت نسبي لكنها لم تكن أكثر من خدعة تعبوية (تكتيكية)هدفها إتاحة الفرصة أمام كل طرف من الطرفين المتصارعين لإعادة تقويم قدرة خصمه.وتكررت بعد ذلك فترات الصمت بمعدل توقف في كل ربع ساعة تقريبا غير أن المتحاربين من جند الطرفين كانوا يستثمرون توقف تبادل النيران لإتاحة الفرصة أمام تبادل الإهانات والشتائم والسباب فهاهو جندي فرنسي يقول (أيها الفلاقة العصاة استسلموا وإلا فسنلتقطكم كما يلتقط الحلزون وديدان الأرض الخ...).
ويجيبه أحد المجاهدين (اقتربوا أكثر لتلتقطوا حلزونا من الرصاص اذهبوا قليلا وودعوا أمهاتكم)ويعود القتال بعد ذلك ليحتدم بحماسة أكبر فالأنفجارات التي تحدثها القنابل تصم الأذان وتمتص هدير الطائرات المزمجر.لقد أنفتحت الأرض كما لو ضربتها فأس جبارة.
ضاق نطاق الحصار وأصبح محكما على المجاهدين من كل الجهات غير أن اليأس لم يدخل قلوب المجاهدين فاستمروا في البحث عن اللحظة المناسبة لتدمير طوق هذا الحصار وكان هبوط الظلام هو العامل الحاسم لمثل هذه المحاولة ، كان الإلتحام في القتال جسم لجسم بالسلاح الأبيض يثير الهلع في صفوف قوات العدو.هذا العدو الذي إستفاد من تفوقه التقني، فلم يتعبه التقدم المستمر ولم يبق أمام المجاهدين إلا أن يقذفوا بأجسادهم الثائرة وبنيرانهم لإثارة الاضطراب في صفوف الأعداء كلما توافرت لهم الفرص المناسبة وتحولت المجابهة إلى صراع مرير لا هوادة فيه ولا شفقة ومع ذلك لم يضعف المجاهدون ولم يهنوا واستطاعوا في كل مرة دفع الأعداء أو إبادتهم ولم تتزحزح أي فصيلة عن موقعها وكانت كلمات التشجيع وأوامر القتال تتكرر مابين فترة وأخرى لتغلف حماسة المجاهدين (تسير الأمور على ما يرام واثبتوا واصبروا .إنهم لا يستطعون إحراز النصر إذا ما صممنا على المقاومة الخ...).
كانت طائرات العدو تتابع القصف بشدة فيما كانت الدبابات تندفع بحماسة في محاولة لإخراج المجاهدين من مواقعهم غير أن الجهود كلها باءت بالفشل.وكان المجاهدون يقومون بالرمي عند ظهور كل حركة أو عند كل محاولة يقوم بها جنود العدو للفرار من المعركة واستخدم المجاهدون في هذه المعركة (المدفع الأمريكي 30) للرمي ضد الطائرات وأصيبت طائرتان من بينها رسمتا خلفهما خطين من الدخان وغادرتا السماء إلى الأبد ، أخذت الطائرات الأخرى في الأنقضاض بحماسة للقضاء على هذه السلاح الذي أمكن الحصول عليه خلال كمين أقامه المجاهدون قبل خمسة عشر يوما من المعركة غير بعيد عن هذا المكان الذي وقع فيه القتال ، وكانت هذه الأسلحة التي يتم الحصول عليها ما بين فترة وأخرى هي الأداة للحصول على غنائم جديدة.
وهكذا يفضلون الموت وهم يمسكون بأسلحتهم ويحرصون كل الحرص على عدم تركها لتسقط في قبضة العدو .
وصل لهيب المعركة في بعض اللحظات إلى درجة لا تطاق ولا تحتمل ، وفي تلك اللحظات كان يرتفع صوت مجاهد من المجاهدين بصيحة الحرب (الله اكبر) ،
فيرددها المجاهدون ، وتعود للنفوس الصابرة حماستها وقوتها من جديد. ويندفع المجاهدون إلى المعركة بإرادة لا تقهر.
أوشك النهار على المغيب ، وتوقفت الرماية لدقيقة واحدة ، استؤنفت بعدها النيران بكثافة عالية كما لو كانت المعركة ستبدأ من جديد.غير أن الراميات كانت تصب على غير ما هدى ، وشارك الطيران بنصيبه فيما كانت مجموعة من اللفيف الأجنبي(الليجيون اترانجية ) تنبح من الذعر خوفا من قيام الطائرات الصديقة (الفرنسية) بتوجيه نيرانها ضدها ، فقام أفرادها بالتلويح بغطاء الرأس من أجل حمل هذه الطائرات على التعرف عليهم وتحديد موقعهم تجنبا لكل خطأ محتمل.
ظهرت بعد ذلك بواكير عملية فك الاشتباك.وهنا أعلن عن تعرض فصيلة (زكريا) للإبادة التامة.بالإضافة إلى إصابة الضابط زكرياء في رأسه باصابة قاتلة وأخذ المجاهدون بالأنقضاض على الدبابات التي كانت تقذفهم بقنابلها المدمرة ، ناشرة عليهم رداء الموت والعــذاب واستشهد (72مجاهدا) .وهبوا حياتهم لوطنهم الجزائر.
هبط الليل أخيرا وظهر للمجاهدين بغتة أن العدو قد أعلن الهدنة دونما إعلان رسمي لها فأخذت حدة رميات المدفعية بالتناقص إلى أن تلاشت.وأخذت أعداد الطائرات في التناقص والأنسحاب من سماء المعركة إلى أن أصبحت السماء خالية منها.وعندما ساد الظلام ، توقف القتال تماما.واكتفى مجاهدو(الخناق ) بما احتملوه من كره القتال ، وعاد الهدوء ليخيم على المنطقة ، غير أنه كان هدوءا ثقيلا ذلك الذي شمل جبل (لعمور) ، إذ كان لا بد من التفكير بأمر القتلى والجرحى.
اخذ المجاهدون في الظهور من مواقعهم.رويدا رويدا وهم يتحركون فوق ميدان (الخنـاق) الذي ارتدى ثوب الحداد حزنا على المذبحة الرهيبة التي سقط فيها المئات و التي كانت جثث قتلى العدو تختلط أحيانا بأجساد الشهداء في حالة من الفوضى المرعبة. وكلهم قد دفنوا تحت الرماد الذي لا زال ساخنا من تحلل التربة العضوية المتفحمة .




المجد والخلود لشهدائنا الأبرار










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-29, 12:52   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
بلسم غرام2018
عضو محترف
 
الصورة الرمزية بلسم غرام2018
 

 

 
الأوسمة
وسام المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

حقيقة اول مرة اسمع به ,,,لانه غير موجود في المناهج الدراسية
بارك الله فيك على هذه المعلومات
جعلها الله في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-29, 18:56   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أبو شهد البصري
عضو جديد
 
الصورة الرمزية أبو شهد البصري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-05, 22:30   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
الجليس الصلح
عضو ماسي
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااااااااااااااااا










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-06, 09:39   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ettaleb
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hourse Benchohra lezhari

5ANN2ES 80°MONSIEUR BENCHOHRA LEZHARI était chef de la Daira de BARIKA

C'était un vrai arabe qui aimait les chevaux et l'un de mes amis lui a acheté une vache
Je m'en souviens très bien!










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-08, 18:17   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
nabil_dz170
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكورين كل من شارك معنا .
وتحية خالصة لسكان باريكة
بالفعل كان يحب الخيول والابقاروتربية المواشي مشكور .










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-26, 22:22   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
nabil_dz170
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

العودة من جبال لعمور و القعدة بعد التزود بالأسلحة والذخيرة

من المنطقة الثامنة بالولاية الخامسة قفلنا عائدين إلى ميدان عملياتنا بالولاية الرابعة في نفس الظروف و بنفس الطريقة التي ذهبنا بها و لما وصلنا لميدان عملياتنا و جدنا الأوضاع قد بدأت تعود إلى مجراها الطبيعي.عقب الأحداث الأليمة التي عرفتها النواحي الجنوبية التي ذهب ضحيتها البطل "علي ملاح "قائد الولاية السادسة ومعه مجموعة من إطارات الولاية والمعروفة تاريخيا بقضية الشريف بن سعيدي. كما إن ذيول هذه القضية وتفاعلاتها ما زالت تلقي بظلالها على سير الأحداث و صيرورتها...
استقر بنا المطاف في بداية الأمر بناحية صور الغزلان وبالتحديد بجبلي ديرة و بو قعدون المنطقة الرابعة من الولاية الرابعة وبعد فترة من ذلك رقيت إلى رتبة مرشح كسياسي للناحية.حيث شرعت بعدها بعزم وإدارة على أداء واجبي الوطني .
في ظروف تميزت بتحولات كبيرة في الميادين السياسية والعسكرية بعد إن طور العدو هو الأخر حملاته وأساليب عملياته.
وبعد شهرين من ذلك علمت عن طريق الصحف إن الخائن محمد بلونيس قد أعلن صراحة انضمامه إلى صفوف العدو والعمل تحت مظلته .و إزاء هذه المستجدات أبديت رغبتي في الانتقال إلى المنطقة التاسعة التي كانت يتولى قيادتها آنذاك البطل عمر إدريس "سي فيصل "وتفهمت القيادة طلبي وغادرت المنطقة الرابعة نحو المنطقة التاسعة وبناحية جبل القعدة بضواحي آفلو تقابلت مع القائد" الشهيد عمر إدريس "ونائبه "سي الطيب فرحات"حيث مارست نشاطي مباشرة كسياسي بالناحية الثانية من المنطقة التاسعة.وقد جابهنا خلالها قوات العدو ومعها قوات الخائن بلونيس.ولفترة من الوقت ألحقنا خلالها خسائر معتبرة خاصة في صفوف جيش الخائن بلونيس.كما إنني أسجل هنا بان الثورة قد مرت خلال هذه الفترة بمراحل صعبة للغاية نتيجة هذه الهجمة المزدوجة لكن بفضل وعي قيادة الثورة وحكمتها استطعنا الصمود في وجه هذه الهجمة الشرسة ومواصلة نضالنا السياسية والعسكرية .. ومن ضمن نشاطنا العسكري بهذه الجهة تسجيل عمليتين عسكريتين كنت قد شاركت فيهما ضد أتباع الخائن محمد بلونيس
العملية الأولى بعين الحمارة
بعد عودتي من الولاية الرابعة والتحاقي بجبل القعدة كان أول اتصال لي بالأخوين طالبي الصادق والهواري وهما إن ذاك تحت قيادة الضابط محمد عبد الغني بالناحية الرابعة المنطقة الثامنة التابعة للولاية الخامسة قبل إن التحق بالضابط عمر إدريس المرابط بجيشه بالقرب منهما بناحية الصمة بالقعدة الشرقية وأثناء تواجدي مع جيش الولاية الخامسة علمت بان حامية من الجنود تابعة للخائن بلونيس تحت قيادة المدعو القاهرة الذراع الايمن لبلونيس وثاني اكبرثكنة بعد ثكنة دار الشيوخ ترابط بعين الحمارة عين الشهداء حاليا .وقد خلقت مشاكل عديدة لسكان المنطقة ولجيش جبهة التحرير الوطني أثناء تنقلاته وتحركاته عبر الجهة المتاخمة لحدود جبل القعدة وجبل لزرق المخاليف ولهذه الأسباب قرر قائد فرقتنا مهاجمة المركز المذكور.
وفي شهر ديسمبر 1957 انتقلنا مع فرقتنا إلى ضواحي عين الحمارة وأرسلنا في طلب بعض الشبلين من سكان القرية وقد تقابلنا بعضهم على مشارف القرية ليلا,وطلبنا منهم تزويدنا بمعلومات عن طبيعة المركز وما يحيط به وعن تقدير القوة المتواجدة به ,وقد اشتكى أعضاء اللجنة من الممارسات الهمجية المسلطة على الشعب وما يعانيه من ظلم وتعسف,فأكد مسؤول فرقتنا الأخ طالبي بأنه جاء من اجل مهاجمة مركز الخونة,وفعلا ففي تلك الليلة قمنا بشن هجوم خاطف على حامية المركز,ولكن المعلومات التي وصلتنا عن تحصينات العدو والخنادق التي أقامها من حوله لم تصلنا بدقة لذا تعذر على مقاتلينا اقتحام هذه التحصينات ولم نحدث بين صفوفه خسائر معتبرة,وبعد ما تأكدنا من عدم فعالية هذه العملية انسحبنا خارج القرية بعدما تركنا سبعة شهداء.
العملية الثانية بثنية العرعار جنوب الادريسية
بعد رجوعنا من العملية الأولى بعين الحمارة التحقت بمنطقة العمليات رقم 9 أي المنطقة التاسعة التابعة لسي فيصل الشهيد عمر إدريس وقد انضميت إلى كتيبة المساعد شكيب ومساعده الملازم العسكري احمد زرزي,وهذه الكتيبة هي التي تركها عمر إدريس مرابطة بجبال القعدة بعد رحيله إلى منطقته بجبال أولاد نائل في جانفي 1958 على رأس كتيبتين من جنود الولاية الخامسة لمواجهة الحركة المناوئة للثورة بقيادة الخائن محمد بلونيس .
عملية ثنية العرعار جنوب الادريسية
بعد استقراري لمدة زمنية مع كتيبة المنطقة التاسعة بالقعدة كنت خلالها أمارس مهامي كمسؤول إخباري وكانت تؤرقنا تصرفات أتباع بلونيس بعين الحمارة وضواحيها بقيادة القاهرة حيث قام هذا الأخير باستدعاء عدد كبير من المواطنين من عدة جهات لحضور اجتماع مزعوم بالمكان المسمى عين الحجر بالقرب من الادريسية,وقد شهدت هذه الفترة تذمرا ملحوظا ونفورا لدى السكان في تعاملهم مع احد المسبلين إلى قائد كتيبتنا سي شكيب يطلبون نجدته وحمايته فتناقشت معه في الأمر,ثم طلبت منه إن أتطوع للقيام بهذه المهمة وعلى الفور جهزت فوجا يتكون من سبعة عشر مقاتلا,وبحكم انتمائي إلى الجهة فقد كنت على دراية مسبقة بطبيعة الجهة وبأوديتها ومسالكها ولم أكن في حاجة إلى دليل,فسرت بهم على عجل لأسبق الخونة قبل تحركهم نحو مكان الاجتماع ومع بزوغ الفجر كنت قد حددت لكل مقاتل مكانه وشرعنا في حفر الخنادق المتاريس من الحجارة ونبات الحلفاء,ولم يمضي سوء وقت قصير حتى ظهرت قافلة العدو قادمة من عين الحمارة وتتكون من سيارتي جيب وشاحنة معبأة بالجنود وكانت السيارتان في المقدمة وعلى مسافة بعيدة من الشاحنة,وكان موقع الكمين عبارة عن ممر ضيق بين ربوتين يمر بينهما الطريق المؤدي إلى مكان الاجتماع ولا يوجد مسلك أخر غيره,وعندما دخلت سيارتي الجيب وسط الكمين لم نترك الفرصة تمر وأمطرناهم بوابل من الرصاص من فوهات رشاشاتنا التي كانت مصوبة بإحكام ولم ينجوا منهم احد باستثناء قائدهم القاهرة الذي كان يحاول المقاومة رغم إصابته بجروح فأطلق من مسدسه بعض العيارات الطائشة وعلى الفور أرديناه أرضا,أما الشاحنة فقد استدارت على أعقابها وأنزلت ركابها من الجنود بواد قريب منا,وشرعوا يطلقون النار نحونا بكثافة فسقط احد أفراد فرقتنا بعد إصابته بإصابة مباشرة فاستشهد وهو المجاهد المدعو الحراش وجرح أخر في كتفه وهو المجاهد على مداح,واستطعت إن اجمع أفراد الفوج على عجالة بعدما غنما عشرة قطع من الأسلحة وغادرنا المكان قبل وصولهم بعد التعزيزات لان الشاحنة ذهبت مسرعة إلى عين الحمارة وتأكدنا من وصولهم بعد سويعات قليلة,لذا كان لزاما علينا مغادرة الموقع بعدما كلفنا احد جنودنا بمرافقة الجندي المجروح إلى مخيم احد المجاهدين وهوالشهيد ابو بكر زفزافي من عرش العبازيزوالمعروف ببوبكر بوبيتين وهو مسؤول مركز الحراش القريب من مكان الحادث وإخفائه عن أعين الأعداء,وبعد رجوع المجاهد من مهمته تصادف بوصول إمدادات العدو فأطلقوا عليه النار فسقط شهيدا وهو الشهيد الشاتي الميلود وبعد هذا الكمين الناجح تنفست المنطقة الصعداء وتحرر الشعب من عقدة الخوف وجاهر بولائه لجبهة التحرير وجيش التحرير الوطني وأعلن عن مقاطعته لجيش الخائن بلونيس الذي

عمر إدريس يتوجه نحو الولاية الثالثة
بعد النشاط الجدي والايجابي الذي سجلناه بناحية القعدة .كان علينا أن نترك المنطقة ونغادرها نحو ميدان عملياتنا الجديد.بحيث غادرنا المنطقة في صيف عام 1958 باتجاه جبل قعيقع حيث مركز قيادة قائد المنطقة "الشهيد عمر إدريس" ولما حللنا بالمركز وجدناه قد تنقل في مهمة نحو الولاية الثالثة .فما كان علينا والحالة هذه سوى انتضار عودته ولما عاد من مهمته عقدنا اجتماعا تحت إشرافه تطرقنا فيه إلى مجمل الأوضاع السياسية والعسكرية والتنظيمية بالمنطقة.وقد توج هذا الاجتماع بتوجيهات عامة للأخ سي عمر إدريس لمواجهة مستجدات الوضع.وتم أثرها ترقيتي إلى مرتبة ملازم أول مكلفا بالاتصال والأخبار على مستوى المنطقة وبهذا توسعت مهامي وتعقدت بالنظر إلى الظروف التي أصبحت عليها المنطقة إلى إنني واصلت جهادي بعزم و إرادة رغم قسوة الظروف الطبيعية والعسكرية










رد مع اقتباس
قديم 2023-07-17, 19:04   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
aamaar
عضو جديد
 
الصورة الرمزية aamaar
 

 

 
إحصائية العضو










New1 نبذة عن الشهيد زفزافي بوبكر (بوبيتين)

نبذة عن الشهيد زفزافي بوبكر
هو بوبكر بن محمد وعربيه من مواليد عام 1921 بالشارف المدعو بوبيتين كان من الأثرياء الذين من الله عليهم بموفور الرزق جمع بين العيش في الباديه كموال له ما شاء الله من الأغنام والإبل والأبقار وبين العيش في المدينه حيث كانت له أملاك وبستان في مدينه الإدريسية.
كانت بدايته مع العمل الثوري في أواخر سنه 1956 مع المجاهد طالبي الصادق ، بضواحي قعدة القمامته اقتصر دوره في الدعم المالي والمادي ، حيث وهب للثورة إحدى بندقيتيه ومبلغا معتبرا من المال ، وفي ماي 1957 ربط سي لزهاري بن شهرة لسابق معرفته بالشهيد الاتصال بينه وبين سي اعمر ادريس بضواحي آفلو حيث كلفه القائد بتعبئة معارفه من أعيان العروش الذين لهم استعداد لدعم الثورة ، في كل من الشارف الادريسية وآفلو ودعوتهم للاجتماع به ، فكان من بينهم شاتي الميهوب - خلدون طاهر- بوسبسي - عقاب محمد – قوادري علي بن عدة - بوزيد بن عبد الله - اخضر سبع - مليكه لزهاري - وقرموله احمد بن الحاج وآخرون .وقد كلفهم القائد سي اعمر ادريس بمهام كل حسب ظروفه وامكانياته ، ومنذ ذلك التاريخ أصبح الشهيد مسؤول مركز "الحراش" الذي نصبه القائد سي عمر ادريس بجبل المحصر بإقليم آفلو .
وقد رافق الشهيد القائد سي اعمر ادريس وجنوده في العديد من الخرجات التي قام بها من القعده الى جبال العبازيز والسحاري وكان دليلهم ومرشدهم وممهد كل اتصالاتهم بأبناء المنطقة بحكم انتمائه اليها.
ومع مرور الزمن سواء أثناء تواجد سي اعمر ادريس أو بعد تنقله الى ضواحي بوسعادة ، فقد كثر رواد المركز من المجاهدين وزادت حاجاتهم وطلباتهم فكان الشهيد يعمل على توفيرها ولو اقتضى الامر التنقل من أجلها الى (الجلفة الأغواط . عين الحمارة . السوقر. الإدريسية . الشارف) .
وبعد أن غادر سي اعمر ادريس منطقة القعدة بداية جانفي 1958 باتجاه ضواحي بوسعادة واصل الشهيد عمله تحت قيادة "سي شكيب" خالف مصطفى وسي لزهاري بن شهرة وعلي نايل - بن عمران ثامر- سي عبد الحميد حنيشي .....
وفي ربيع 1958 صادرت له جماعة بلونيس 160 رأس غنم وحرقت له خيمته ومسكنه في جبل المحصر في ضواحي القعدة وسجنت ابنه الأكبر بعين الحمارة ، على خلفية كمين ثنيه العرعار ضد "القاهرة"
في نهاية 1959 بعث اليه لزهاري بن شهرة من سجن الأغواط من أجل أن يتدبر أمر تزويده بالسلاح داخل السجن لكن حامل الرسالة وهو أحد العاملين بالمركز سرعان ما اكتشف أمره تحت التعذيب اعترف بمضمون الرسالة فتم اعتقال الشهيد واستطاع في المرة الأولى أن يغالط المحققين باستعمال بطاقة اخيه "علي" وادعى بأنه "زفزافي علي" وليس "بوبكر" فأطلق سراحه لكن تأكيد الواشي على أنه "زفزافي بوبكر" جعل الفرنسيين يحاصرونه في "بحبح" (منطقه بحبح بريف الدويس) ويلقون عليه القبض ليحول الى معتقل رؤوس العيون بالجلفة حيث جرت مواجهه بينه وبين سي لزهاري بن شهرة فأنكر كل منهما معرفه الآخر، وبقي الشهيد رهن الاعتقال يعاني قسوة التعذيب والتنكيل الى أن لفظ انفاسه في أفريل 1960.










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-28, 10:00   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
عاشق التاريخ
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا بارك الله فيك على المعلومات القيمة










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لزهاري, المسعود, الضابط, زهرة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc