أوفدت وزارة التربية لجان تحقيق إلى عدد من مديرياتها في عدة ولايات، للوقوف على ''تجاوزات'' في التسيير، كانت وراء إضراب شل مختلف المؤسسات التربوية، أول أمس بإليزي، في انتظار كل من الجلفة والأغواط والجزائر، التي تعيش حالة غليان، تبعا لـ''تلاعبات'' في صرف المخلفات المالية.
تلقى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''كناباست'' تقارير، من فروعه النقابية المنتشرة عبر الوطن، تضمنت ''تجاوزات'' عديدة من قبل مسؤولي مديريات التربية. وحذر ممثلو النقابة من انفجار وشيك في الوضع ما لم تعجل الوزارة في معالجة هذا الخلل، ومعاقبة المسؤولين المتورطين.
ففي ولاية اليزي، شنّ أساتذة ''كناباست'' و''اينباف'' حركة احتجاجية شلت المؤسسات التربوية الخميس الماضي، كرد على ما آل إليه الوضع بسبب ''تمادي'' مديرية التربية في ممارساتها، حسب بيان من ممثلي التنظيمين تلقت ''الخبر'' نسخة منه، حيث أشار إلى تخلف صرف الأجور. فالأساتذة، حسب البيان، لا يتلقون رواتبهم بانتظام، وغالبا ما تتجاوز مدة التأخر شهرين، بدليل ما حصل في شهر ديسمبر الفارط، حسب ممثلي ''الكناباست'' و''اينباف''.
وتسبب هذا الوضع، حسب النقابتين، في حرمان أساتذة الشمال من التنقل إلى عائلاتهم بسبب عدم قدرتهم على تسديد قيمة تذكرة السفر، علما أن تسديد الأجور المتأخرة تم بالصيغة القديمة، حيث لم يتم اعتماد الزيادات الجديدة، على غرار ما حصل في جميع ولايات الوطن.
أما في الأغواط فسجل مجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني ''تجاوزات'' في التعيينات، موازاة مع عدم تسديد المخلفات المالية المتعلقة بساعات الدعم والدرجات، وكذلك الترقيات لمدة سنة كاملة، ناهيك عن تأخر كبير في صرف الرواتب.
وانتقد بيان ذات الولاية غياب الكفاءة في تسيير مديرية التربية، فكل رؤساء المصالح، يضيف، مكلفون، ويعينون بدورهم مسؤولين على مستوى المكاتب بنفس الطريقة، ''ما جعل المديرية تسيّر بمكلفين، وخلق فوضى بسبب تداخل الصلاحيات..''.
وأشار بيان ''الكناباست'' إلى ''كوارث'' على مستوى مصالح كل من المالية والتكوين والبرمجة والمتابعة، ما نتج عنه خلط كبير في المهام، وكان وراء احتجاجات وشكاوى، وهو ما يفسر قرار وزارة التربية إيفاد لجنة تحقيق، للوقوف على هذه ''التجاوزات''. غير أن الفرع النقابي لولاية الأغواط انتقد رفض أعضاء اللجنة الاستماع إلى أعضائه.
من جهتهم، أعدّ أعضاء الفرع النقابي لولاية الجلفة تقريرا مفصلا تضمن ''تجاوزات'' على مستوى جميع مصالح مديرية التربية، حيث أشار إلى خلل كبير في التسيير، سواء تعلق الأمر بتركيبة رؤساء المصالح والمكاتب، وأيضا ''تلاعبات'' في مصلحة الامتحانات، وإعداد الخرائط، ما نتج عنه، يضيف بيان ''الكناباست''، استحداث مناصب غير قارة، حيث أثر ذلك على الأداء التربوي والبيداغوجي للأساتذة. ولم تستثن هذه ''التجاوزات''، حسبما جاء في التقرير الذي تحصلت ''الخبر'' على نسخة منه، مصلحة الموظفين، فالحركة السنوية، يقول، لا تجرى في موعدها المحدد، ما جعل الفرع يتهم مسؤولي المصلحة بالتواطؤ مع مصلحة إعداد الخرائط، للتستر على المناصب الشاغرة ''كما أن الترقيات لا ترسل لمصلحة الرواتب في وقتها، مما يؤدي إلى تأخر تسديد المستحقات..''.
ووصف ''الكناباست'' الدخول المدرسي في الأغواط بـ''الأسوأ'' منذ الاستقلال، بسبب ''تلاعب'' في التعيينات والتجهيز، بدليل التجاوزات التي عرفتها مناقصة اقتناء مادة الخشب، حيث تم توقيف رئيس مصلحة البرمجة والمتابعة.
المصدر جريدة الخبر ليوم 07/01/2012