لتقينا في مطار جوهانسبورغ ونحن في طريقنا للعودة إلى أرض الوطن مع المدرب الفرانكو سويسري ﭬـارنوت روهر الذي يشرف حاليا على منتخب النيجر وخرج معه من الدور الأول في دورة جنوب إفريقيا برصيد نقطة واحدة تعتبر تاريخية للنيجر في ثاني مشاركة لها في "الكان"، وسبق لهذا المدرب أن أشرف على تدريب منتخب الغابون وواجه معه الجزائر في مباراة ودية في ملعب 5 جويلية صيف 2010 بعد كأس العالم.
أهلا سيدي معك صحفي جزائري، كيف هي أحوالك؟
بخير شكرا لكم ومرحبا بكم، على ما يبدو أنتم أيضا في طريق العودة إلى الديار بعد الإقصاء من الدور الأول مهمتكم انتهت مثل المدربين واللاعبين (يضحك).
نعم وهو كذلك مثلما حدث معكم بالنسبة لمنتخب النيجر، أليس كذلك؟
للأسف نعم فقد خرجنا من الدور الأول في هذه الكأس الإفريقية وفي حقيقة الأمر لدينا منتخب شاب وتمكنا من التأهل للمرة الثانية في التاريخ للمشاركة في منافسة من هذا الحجم وتمكنا من تحقيق أول نقطة في تاريخ النيجر، لكن ذلك لا يتناسب مع طموحاتي لأننا كنا قادرين على تحقيق نتائج أفضل والمرور إلى الدور الثاني.
وما تقييمك لمردود لاعبيك؟
لدينا عدة لاعبين في المستوى لكن الخبرة خانتهم بالإضافة إلى ذلك فإنّ المنتخبات الصغيرة غالبا ما تكون ضحية التحكيم والأخطاء الفادحة التي حدثت معنا، لكن المهم أنّ منتخب النيجر سجّل حضوره في هذه الدورة وهدف الاتحادية في هذا البلد التأهل بانتظام إلى "الكان" وبعد ذلك التفكير في الذهاب بعيدا والبحث عن نيل اللقب.
المنتخب الجزائري كذلك خرج من الدور الأول بنقطة واحدة في الرصيد، هل كنت تتوقع ذلك؟
لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك لمنتخب الجزائر الذي يملك لاعبين في المستوى وكذا مدربا كبيرا من حجم حليلوزيتش وهناك الإمكانات المادية في الاتحادية الجزائرية، لكن الخروج من الدور الأول يعتبر خيبة أمل كبيرة للمتتبعين من دون شك وأنا واحد منهم.
وما هي أسباب إقصاء الجزائر حسبك؟
السبب هو نقص الخبرة بالنسبة للاعبين فمن غير المعقول أنّ مهاجمين يخلقون أكثر من عشر فرص ولا يتمكنون من تسجيل أية فرصة، وبالنسبة لي فإنني كنت أرشّح مرور الجزائر وكوت ديفوار عن هذه المجموعة لكن لم يحدث ذلك، الجزائر ضيّعت فوزا كان في المتناول أمام تونس ونفس الشيء أمام طوغو ودفعت الثمن غاليا وهو الإقصاء المبكر من "الكان".
ألا تعتقد أنّ التحكيم كذلك أثّر في نتائج المنتخب الجزائري؟
نعم بالتأكيد فالجزائر راحت ضحية الأخطاء التحكيمية في هذه الدورة فحسب ما شاهدته فإنّ الحكام حرموا الجزائر من عدة ركلات ترجيح شرعية ولا نقاش فيها، لكن ما باليد حيلة هذا هو التحكيم في إفريقيا ويجب أن تنتظر الحظ ليكون معك حتى تتمكن من تحقيق الفوز.
وهل تابعت لقاء الجزائر مع كوت ديفوار؟
نعم تابعت ذلك اللقاء واندهشت لأنني شاهدت لاعبي المنتخب الجزائري يلعبون بإرادة قوية ويبحثون عن تحقيق الفوز رغم أنهم أقصوا ولم يكونوا بحاجة إلى نقاط تلك المباراة، وهو ما يؤكد قوة المجموعة.
وما هي نصيحتك للجمهور الجزائري والمسؤولين؟
المنتخب الجزائري لا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد لكن لديّ العديد من الأصدقاء الجزائريين، وما يمكنني قوله إنه يجب تشجيع هؤلاء اللاعبين الشبان ويجب عدم قتل هذا المنتخب القادر على تقديم الكثير في المستقبل والتتويج بالألقاب.
المدرب حليلوزيتش تلقى انتقادات عديدة بعد خروج الجزائر من الدور الأول، ما تعليقك؟
من الطبيعي أن يتلقى المدرب الانتقادات لأنه المسؤول الأول على العارضة الفنية، لكن ما لا أفهمه هو كيف للمهاجم أن يضيّع وجها لوجه أو ركلة جزاء وبعد ذلك نلقي اللوم على المدرب وهو ما يحدث مع حليلوزيتش الذي يمكنني التأكيد على أنه يقوم بعمل كبير مع الجزائر، بدليل أنّ منتخبكم لعب بطريقة جميلة في هذه "الكان" ولقي احترام الجميع رغم إقصائه المبكر والفضل يعود في الأداء للمدرب لكن في النتائج فهي تعود للحظ، التحكيم والمهاجمين الذين لا يسجلون في غالب الأحيان.
سبق لك مواجهة المنتخب الجزائري لما كنت مع المنتخب الغابوني في 2010 وفزت في الجزائر، ماذا تحتفظ عن ذلك اللقاء؟
كان لقاء في المستوى وأتذكّر أننا واجهنا الجزائر بعد خروجها من المونديال وتمكّنا من الفوز عليها أمام جمهور غفير حضر اللقاء في أمسية صيفية، وبذلك فأنا أحتفظ بذكريات جميلة عن الجزائر (يضحك).
وما الفرق حسبك بين المنتخب الجزائري في 2010 والمنتخب الحالي خاصة أنه تم تغيير غالبية اللاعبين؟
الفرق أصبح واضحا للعيان فذلك المنتخب الجزائري الذي شارك في المونديال وواجهنا لم تكن لديه طريقة لعب واضحة ولا يلعب كرة جماعية بل وجدته مفكّكا واندهشت لذلك المستوى المتوسط بدليل أننا تمكنا من الفوز عليه بعد المونديال، لكن المنتخب الحالي أعجبني وتشعر بأنه فتي واللاعبون قادرون على تقديم المزيد والمهم يجب الاحتفاظ بهذا المنتخب وكذا بالمدرب حليلوزيتش ويجب عدم التفريط فيه لأنّ ذلك خطأ كبي