العالم سلك منهج المبتدعه في مسأله ما ليس بمبتدع - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

العالم سلك منهج المبتدعه في مسأله ما ليس بمبتدع

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-11-02, 07:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي العالم سلك منهج المبتدعه في مسأله ما ليس بمبتدع

للعلامة بن عثيمين رحمه الله ومسألة هامة .
_العالم الذي اجتهد وسلك منهج المبتدعه في مسأله ما ليس بمبتدع بل يقال وافقهم في هذه المسأله.
#س-هل اتباع أحد العلماء لبدعة سلكها يجعله في عداد القوم أصحاب البدعة؟ وماذا عن تكفير البعض للناس إذا ما ارتكبوا بعض المعاصي؟
ج (الشيخ العلامة محمد الصالح بن عثيمين – رحمه الله - ) :
#السؤال الآن من شقين,الشق الأول:إذا تكلم أحد من العلماء في بدعة وسلك منهج قوم مبتدعة في مسألة من المسائل فهل يعد منهم؟
#الجواب : لا,
لا يعد منهم ولاينسب إليهم إذا وافقهم في مسألة من المسائل,فإنه وافقهم في هذه المسألة ولايصح أن ينسب إليهم نسبة مطلقة,
ولذلك نحن الآن نتبع في فقهياتنا ما ذهب إليه الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله, لكن هل إذا أخذنا بما يراه الشافعي فهل معناه أننا نكون شافعية,أو يراه مالك فإننا نكون مالكية,أو يراه أبو حنيفة فإننا نكون حنفية؟!
وكذلك هم أيضا إذا أخذوا بمسألة يقول بها الإمام أحمد هل يكونوا حنابلة؟ لا ,
فإذا رأينا شخصاً من العلماء المعتبرين المعروفين بالنصيحة أخذوا شيئا مما ذهب إليه أهل البدع لايكونوا منهم ولاهم على مذهبهم,
نقول هؤلاء بما نرى لهم من النصيحة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعباد الله إذا أخطئوا في هذه المسألة فإن ذلك الخطأ صادر عن اجتهاد,ومن اجتهد من هذه الأمة فأصاب فله أجران , ومن أخطأ فله أجر واحد,
ومن رد جميع الحق بكلمة أخطأ فيها من طالب الحق فإنه ظالم خصوصا إذا كان هذا الخطأ الذي ظنه خطأ ليس بخطأ,
لأن بعض الناس إذا خالفه أحد قال هو على خطأ وخطأه أو غلطه أو ربما كفره والعياذ بالله!
وهذا مذهب سيئ للغاية هذا أيضا الذي يكفر الناس لأي سبب أو لأي معصية إذا صدق هذا التعبير لأي معصية صار مذهبه الخوارج,لأن مذهب الخوارج يكفرون فاعل الكبيرة مافي المعصية فإذا
وجد الآن من يكفر المسلمين بمعصية فإنه ضال مخالف للكتاب والسنة زائد على مذهب الخوارج الذين قاتلهم علي بن أبي طالب واختلف المسلمون في تكفيرهم فمنهم من كفرهم ومنهم من فسقهم وجعلهم من البغاة الظلمة,أو ليس الله تعالى يقول(إن تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما)النساء ,
فالإنسان باجتنابه الكبائر يكفر الله عنه الصغائر مالم يصر عليها,فإذا أصر فقد قال العلماء إن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة
فهذا القول لاشك أنه بلاء ثم ليعلم هذا القائل بتكفير المسلمين بالمعاصي,
ليعلم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (من دعا أخاه بكفر وهو ليس كذلك فإنها ترجع إليه)يكون هو الكافر,وهذا قاله الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا لم يكن كافرا في الدنيا كان كافرا عند الله لأن الرسول قال لابد أن يكون أحدهم هو الكافر." المصدر: (إعلام المعاصرين بفتاوى ابن عثيمين,ليحيى مراد ,طبعة القاهرة,صفحة 300,299)









 


قديم 2014-11-02, 07:24   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

سئل الشيخ الألباني رحمه الله
ما رأيكم في هذه القواعد: من لم يكفر الكافر فهو كافر، ومن لم يبدع المبتدع فهو مبتدع، ومن لم يكن معنا فهو ضدنا ؟؟

جواب الشيخ رحمه الله: ومن أين جاءت هذه القواعد ؟ ومن قعَّدها ؟!،

" هذا يذكرني بنكتة تروى في بلادنا الأصيلة " ألبانيا" حكاها في بعض المجالس والدي- رحمه الله- القصة تقول: بأن رجلاً عالماً زار صديقاً له في بيته، ثم لما خرج من عنده كَفَّرهُ قيل له: لِمَ؟ عندنا عادة في بلادنا وهي عادة أظُن مضطردة في بلاد العالِمْ يُعَظِّمون ويحترمون أو يوقرون العلماء في بعض الأعراف والتّقاليد التي تختلف في اختلاف البلاد ،منها:

رجلٌ مثلاً دخل الغرفة ونزل عليه ، فهو حين يَخرج ينبغي أنْ يُدار النّعِلْ بحيث أن العالِمْ لا يتكلّف أن يَلِفْ ويدور كأنه داخل وانما يجعل النعل مهيأ لدك قدميه فيه، فهذا العالِمْ لَمَّا زار صديقه وخرج وجد النَّعِلْ كما هما ، يعني ما احترم الشيخ ، تركهما كما هما ، فقال الرجل العالِمْ : أنّ هذا كَفَرْ، لماذا؟ لأنه لم يحترم العالِمْ ، ومَنْ لا يحترم العالم لا يحترم العِلِمْ ،

والذي لا يحترم العلِمْ لا يحترم مَنْ جاء بالعِلمْ ،والذي جاء بالعلم هو محمد - صلى الله عليه وسلم - وهكذا سلْسلَها إلى جِبْريل ، إلى رب العالمين ، فإذاً هو َ كافر .

هذا سؤآل أو هذه القاعدة ذكرتني بهذه الإطلاقة

ليس شرطاً أبداً أنّ مَنْ كَفَّرَ شخصاً وأقام عليه الحُجَّة ، أنْ يكون كّلَّ النَّاس معه في التَّكْفير لأنه قد يكون هو متأوِّلاً ، ويرى العالِمْ الآخِرْ أنه لا يجوز التَّكْفير ، كذلك التَّفْسيق والتَّبْديع ،

فهذه الحقيقة مِنْ فِتَنْ العصر الحاضر ، ومِنْ تسرُّع بعض الشباب في إدِّعاء العِلْم سواءٌ مقصود أن هذا التَّسلْسُلْ أو هذاالإلزام هو اللازِم ابداً ،

هذا بابٌ واسعْ قد يرى عالِمْ أمْراً واجباً ، ويراه الآخَرْ ليس كذلك ، كما اختلف العلماء مِنْ قبل ومِنْ بعد إلا لأنه بعض الإجتهاد لا يُلْزم الآخرين بأن يأخذوا برأيهِ ، الذي يُوجِبْ الأخذْ برأي الآخَرْ إنّما هوَ المُقَلِّدْ الذي لا علم عنده ،فهو يجب عليه أن يُقلِّدْ ، أمّا مَن كان عالماً كالذي كَفَّرَ أو فسَّقَ أو بَدَّعْ ، ولا يَرى مثل رأيهِ فلا يَلْزمُهُ أبداً أنْ يُتابِعَ ذلك العَالِمْ، الظاهر أن هذه المصيبة كأنها إن شاء الله ما انتشرت بعد مِنْ بلادكم إلى بلادٍ أخرى . "

------------------------------------------
المصدر: شريط رقم778 السؤآل الرابع مِنْ " سلسلة الهدى والنور"










قديم 2014-11-02, 07:29   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل مصطلح ( التمييع ) ثابت عن السلف ، وما حكم إطلاقه على الناس ؟
يُجيبكم على هذا السؤال ؛ الشيخ العلاّمة عبـد المحسن العبّـاد - حفظه الله - ؛
سُئِل الشيخ العلاّمَة عبدالمحسن العبّـاد :
هل مصطلح (( التمييع )) من ألفاظ الجرح المعتبرة عند علماء هذا الفن ؟
فأجـاب الشيخ - حفظه الله - : كلمة التمييع هذه ما كانت معروفة من قبل !!
فقال السائل : ما نصيحتكم لمن أشغل نفسه بهذه المسائل ؟
فأجاب الشيخ - حفظه الله - : يُضيِّع وقته بغير طائل ، وإنما عليه أن يشغل نفسه بالعلم ولا يشغل نفسه بالقيل والقال ، بحيث يضر نفسه ولا ينفعها ..

إليكم المقطع الصوتي :
https://www.youtube.com/watch?v=v-EJJEfPrSQ










قديم 2014-11-02, 07:31   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال سعيد بن المسيب_ رحمه الله تعالى _:
------------------------------------------------
"ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه؛فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله".
البداية والنهاية 9/100.










قديم 2014-11-02, 07:38   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الإمام الألباني : لاينبغي مقاطعه من يري جواز الخروج، ولكن: يُحذّر من قوله حتى لا يغتر الناس به
https://www.youtube.com/watch?v=Shgw6atB4Ko










قديم 2014-11-02, 07:50   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مهمة جداً.
متى يخرج الرجل من أهل السنة.


متى يُخرج الشخص من دائرة أهل السنة والجماعة ؟ :
للعلامة المحدث الألباني رحمه الله :

...........................

السؤال:متى يُخرج الرجل من أهل السنة، هل إذا اعتقد اعتقادًا غير اعتقادهم أو إذا وقع في شيءٍ من الأمور المخالفة لأهل السنة؟

الجواب: لقد اشتهر بين كثير من العلماء قديما وحديثا أن المسلم إذا أخطأ في ما يُسمى عند العلماء بالفروع يعذر، أما إذا أخطأ في الأصول في العقيدة فلا يُعذر.
نحن نعتقد أن هذا التفريق أولا: ليس له دليل من الشرع، وثانيا: نعتقد أن المسلم من الواجب عليه أن يتقصّد دائما وأبدا أن يعرف الحق مما اختلف فيه الناس سواء كان ذلك متعلقا في الأصول أو الفروع أو في العقائد أو في الأحكام.
فإذا أفرغ جُهده لمعرفة الحق فيما اختلفوا فيه فإن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجرٌ واحد، كما هو معلوم من حديث الرسول عليه السلام المروي في الصحيح: "إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد"، هذا هو الأصل أولا.
ثانيا:إذا المسلم كان حريصا على معرفة الحق ثم أخطأه ولو كان في العقيدة أو في الأصول فهو غير مؤاخذٍ أولا، بل هو مأجور على خطئه أجرا واحدا، ثانيا: لما سبق ذكره.
يؤكِّد هذا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال كما في الصحيح أيضًا من حديث حذيفة بن اليمان وغيره من الأصحاب الكرام أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان في من كان قبلكم رجل لم يعمل خيرا قط، فلما حضرته الوفاة جمع بنيه حوله فقال لهم: أيُّ أب كنت لكم، قالوا خير أب، قال فإني مذنب مع ربي، ولئن قدّر الله عليّ، ليعذبني عذابا شديدا، فإذا أنا متُّ فخذوني وحرّقوني بالنار، ثم ذرّوا نصفي في البحر، ونصفي في الريح.
فمات الرجل وحرّقوه بالنار، وذرُّوا نصفه في البحر، ونصفه في الريح، قال الله عز وجل له: كوني فلانا فكان بشرا سويّا، قال له أي عبدي: ما حملك على ما فعلت، قال ربِّي خشيتك، قال فإني قد غفرتُ لك ".
فالله عز وجل قد غفر لهذا الإنسان مع أنّه وقع في الكفر وفي الشرك، لأنه بوصيّته هذه التي ربّما لا يكون لها مثيلٌ في كلِّ الوصايا التي علمناها وَوصل إلى علمنا، من حيث جورها وظُلمها، فالله لم يُؤاخذه، بل غفرَ له لأنه علِم بأنه ما أوصى بهذه الوصية الجائرة إلاّ خوفًا منه.
فإذا كان المسلم يبتغي وجه الله عز وجل في كلِّ ما يدينُ الله به ويعتقدُ فيه، لكنه أخطأ الصواب فلا شك أن الله عز وجل يغفِرُ له خطأه، بل ويأجره أجرا واحدا، هذا الذي ندين الله به ونُفتي به دائما وأبدا.
وخلاصة ذلك: أنه خلاف الأصل، والقاعدة أن الله لا يؤاخذ الإنسان على ما أخطأ، وإنّما على ما تعمّد، وثانيا لمثل هذا الحديث الصحيح.
وقال رحمه الله: إن كان اتبع وجه الحق والصواب فأخطأه، فلا يجوز أن يُقال إنّه ليس من أهل السنة والجماعة بمجرّد أنه وقع في خطأ أو لنَقُل كما جاء في سؤالك وقع في بدعة.
كثيرا كما يعلم طلاب العلم فضلا عن أهل العلم كثيرٌ من العلماء يقعون في الحرام، ولكن هل يقصدون الحرام، حاشاه، فهل يأثمون بذلك؟ الجواب: لا.
لا فرق إذًا بين عالمٍ يقع في استحلال ما حرم الله باجتهادٍ هو مأجورٌ عليه، أو بين عالمٍ آخر وقع في بدعةٍ دون أن يقصدَها وإنّما قصد السنة فأخطأها، لا فرق بين هذا وهذا.
ولذلك فنحن نشكو الآن من هذه الثورة التي ثارت في السعودية، الآن بين أهل السنة أنفسهم حيثُ أنه ظهر فيهم من يُظن بأنّه خالف أهل السنة في بعض المسائل، فبدّعوه وخرّجوه عن أهل السنة، حسبُهم أن يقولوا بأنّه أخطأ أولا، ثم عليهم أن يُقيموا الحجة من الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح ثانيا، أمّا أن يَزيدُوا في الفرقة فرقة وخِلافا فهذا ليس من عادةِ أهل السنة والجماعة أبدا.
لذلك فلا يجوز أن يُنبذَ من قد يُخطئ في مسألة على التفصيل السّابق سواء كانت أصليّة أو فرعيّة، كانت عقديّة أو فقهية، لا يجوز أن يضلّل وإنما يعامل بالذي هو أحسن.

المصدر : سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 734)










قديم 2014-11-02, 07:59   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الألباني عن الشيخ ربيع "في كل كتبه الشدة موجودة".
"أنا لو كنتُ متفرغًا من أجل الربيع فقط بضيّع وقتي".
"نحن يكفينا تصفية السنة، وما فينا كفاية والحمد لله رب العالمين".
سلسلة الهدى والنور ش رقم https://youtu.be/ohcKcutWcGU 915
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
التفريغ
نحن مسرورون جدًّا بنشاط أخينا الدكتور العلمي؛ لكننا ننصحُه أن يستعمل الرفقَ مع هؤلاء الناس الذين انحرفوا عن دعوة الحق بدعوة رجل لا علمَ عنده.
ونحن قلنا للدكتور: السيد قطب ليس بعالِم، بل ربما لا يُحشر في طلبة العلم ككثير من الكُتاب -وبخاصة المصريين- يعني يكتبون ويظنُّون أنهم ممن يُحسنون صنعًا.
هذا رأيي.
السائل: الشيخ ربيع في الزيارة السابقة تكلمنا عن كتاب "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب"، وقلتَ لي أن فيه شدة، فأنا طالبتُك بالدليل، ووعدتَني في مرة أخرى عند (أخونا أبو) كامل، أيضًا طالبتُك بالدليل قلت لي: لا يحضرني الآن.
فأريد أن أرى الشدة في كتبه حتى أنصحه.
الشيخ: طيب، وأنت ما قرأت كتبَه؟
السائل: قرأتُ كتبه لكن لم أجد الشدة.
الشيخ: سبحان الله!
السائل: نعم، أعطنا البرهان على شدته في كتابه "أضواء إسلامية على عقيدة..".
الشيخ: أنا ما كنت أظن أنك بحاجة إلى مثل هذا الدليل!
السائل: أتثبت!
الشيخ: التثبُّت لمن لم يدرس، أما وأنتَ درستَ الكتاب من أوله إلى آ خره، ودرستَ كتبَه الأخرى ما وجدتَ شيئًا من الشدة؟
السائل: ما وجدت.
حينما كتبتم له تزكية وأنتم موافِقون عليه، ثم قسَّمتُم المعارضين له إلى قسمَين: قسم عالِم، وقسم.. ثم في الأخير قلتم هذا الثاني أيضًا يعني كلام قاسي جدًّا أكثر مما قاله...
الشيخ: الثاني إيش؟
السائل: الثاني الذي هو عن هوى أو عن كذا، فقلتم هذا يجب أن يقصم ويجب أن كذا وكذا وكذا؛ فوجدت هذا فيه شدة أكثر!
الشيخ: شدة ممن؟
السائل: منك حينما كتبتَ له في الخطاب، كتبتَ للشيخ ربيع أنك تشكرُه على نشاطه العلمي وكذا وكذا، وتنصحه، وتقول: المخالِفون له قسمان: قسم كذا، وقسم كذا، والثاني هذا يجب أن يُقصم ويجب أن يُبعد، وتكلمت كلامًا قاسيًا في القسم الثاني الذي..
الشيخ: طيب، أنت الآن تتبنى رأي الدكتور، أو أسلوب الدكتور
[مقاطعة من السائل]: لا أنا ما أتبنى بس أريد..الشدة..
الشيخ: عفوًا أنت الآن كما يقولون عندنا في الشام: نصف الكلام ما عليه جواب!
فهل فهمتَ ماذا أعني بـ(أنت الآن)؟
فاصبر علي.
أنت الآن تتبنى أسلوب الدكتور الربيع. [مقاطعة]
اصبر علي..أعني: حينما تقول أنه لا شدة في أسلوبه؛ إذن أنت تتبنَّى هذا الأسلوب، كيف تقول: لا؟!
السائل: لأني أنا أنفي الشدة عنه! وأريد أن أرى الشدة أين هي؟!
الشيخ: سبحان الله! ما فيه فائدة من إعادة الكلام، إلا إذا لم يفهم بعضُنا بعضًا.
أنا فهمتُ الآن منك، لكن أنا أقول الآن: بناء على ما سمعتُ منكَ أنك تتبنَّى أسلوب الدكتور في ردِّه على سيد قطب وعلى الإخوان المسلمين وعلى كل المنحرِفين عن السنة، صحيح هذا الذي أقول؟
السائل: بلى..
الآن: هل يصح أن نقول عن إنسان إنه قال هذا عن هوى ونحن ما شققنا عن قلبه؟
هذا أولًا.
ألا يكفينا في أسلوب الدعوة أن نقول: إن هذا خطأ، أو هذا ضلال، وبلاش نتعمَّق إلى ما في القلوب، وأن نقول: إنه قال ذلك عن هوى، وبخاصة بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، إلى رحمة الله وفضله.
أسألك أنا الآن: هل هذا من أسلوب الدعوة اللينة التي مثلنا لها آنفًا ببعض الآيات والأحاديث؟
السائل: هو يقول عن هوى؟
الشيخ: أنت تقول هكذا!
السائل: أنا قلت أن الشيخ ربيع قال عن هوى؟ أنا أريد الشدة في كتاب الشيخ ربيع؟ والكتاب موجود عندك ووعدتني به.
الشيخ: أنت ماذا نسبتَ إلي في شيء قلت أن هذا الشيء يجب أن يؤخَّر، ما هو؟
السائل: هذا كلامك أنت..
الشيخ: فهمت أنا كلامي، نعم؛ كلامي أن ندع اتهام الناس بالهوى.
السائل: لا، أنت كنتَ تقول عمن يخالف الشيخ ربيع: منهم من يخالفه عن هوى، ومنهم من يخالفه كذا، وهذا يجب أن يُفعل به كذا وكذا..
الشيخ: يُفعل فيه ماذا؟
السائل: في هذا الشخص الذي يقول هذا الكلام.
الشيخ: نحن يجب ألا نتجادل على الهوى، يجب أن نحضِر النصوص، وين هذا الكلام؟
السائل: من كلام الشيخ ربيع.
الشيخ: قل لي وين حتى نطالعه يا أخي.
السائل: التزكية التي كتبها الشيخ للشيخ ربيع في ورقة.
الشيخ: (أعطينا) كتب..هذا الربيع!
السائل: فيه ورقة كانت خارجة عن الكتاب.
الشيخ: ثم ماذا وراء هذا -يا أستاذ-؟
السائل: يعني هو رجل إن شاء الله نحسبه على خير، فالناس يقولوا خلاص الشيخ ناصر يقول هذا أسلوبه غير صحيح وعنده شدة.
فنحن نريد نرى الشدة أين هي؟
الشيخ: في كل كتبه الشدة موجودة.
السائل: عندكم "أضواء إسلامية"؟
الشيخ -يقرأ من الكتاب-: الآن هنا يقول: "فهذا يبيِّن إصرار سيد قطب على الطعن في أصحاب رسول الله، وإصراره على الاشتراكية الغالية التي قررها في هذا الكتاب، وإصراره على رمي المجتمعات الإسلامية كلها بأنها مجتمعات جاهليَّة -أي: كافرة-".
هذا مش شدة؟
السائل: وين الشدة! أين هي؟
الشيخ: "أي: كافرة".
السائل: ما قال الجاهلية، ما قال..
الشيخ: يا أخي! لا تكرر الكلام الله يرضى عليك، خلينا في اللفظة التي نحن نتباحث فيها الآن.
أنت تعرف في الحديث الصحيح: "إن فيك جاهلية" هل هذا معناه أن هو كافر؟
السائل: لا.
الشيخ: طيب، فإذا السيد قطب وصف مجتمعه بأنه مجتمعه مجتمع جاهلي، من أين لنا أن نفسِّر وأن ننسب إليه أنه يكفِّر هذا المجتمع؟
السائل: حينما قال: هؤلاء المؤذنون الذين يقولون لا إله إلا الله...
الشيخ: نحن هنا الآن، لا تجيب لي من بره -يا أخي-، نحن نناقش العبارة التي بيننا، ولكل عبارة ملاحظتنا فيها ونقاشنا فيها.. إلخ.
أنا أقول الآن: المجتمع جاهلي؛ يقال: أي: كافر.
نحن نقول: (أي: كافر) هل هذا لين؟
السائل: بالنسبة للكلمة هذه ما هي صحيحة، بس بالنسبة لما سبق...
الشيخ: يا أخي! بارك الله فيك! يعني نحن نقول كل كلمة وكل عبارة هو متشدد فيها؟!
أنتَ نفيتَ آنفًا أن يكون في كتاباته شدَّة، وأنك ما رأيتَ فيها شيئًا من الشدة، هذا شيءٌ من الشدة، وحسبُك اعترافُك الآن، وهذا من فضلك.
ولذلك نحن لا نريد أن نتعصَّب لأشخاص، ولا على أشخاص؛ يعني: لا نريد أن نتعصب لزيد ولا على زيد، لا نريد أن نتعصب (لأخونا) الربيع لأن الحق معه، ولا نريد أن نتعصب على سيد قطب لأن البطل والخطأ معه.
نريد أن نكون بين ذلك، "سددوا وقاربوا".
أنا لو كنتُ متفرغًا من أجل الربيع فقط بضيّع وقتي حتى أعطي إشارة أن هذه فيها شدة...
أنت بتحرك رأسك! لكن كأني أنا..حسب التعبير السوري!
اسمح لي الله يهديك! أنت ولا أخونا؛ أنتو بتظنوا أن الشيخ الألباني ما فيه عنده ما يشغله إلا أن يقرأ كتب (أصدقاؤه) وإخوانه في المنهج وكتب خصومه أيضًا ويقعد ويصفي!
لا؛ نحن يكفينا تصفية السنة، وما فينا كفاية والحمد لله رب العالمين.
ولذلك لا تتحمس أنت أيضًا مع صاحبنا القديم أنت تقول: ليش ما تبيّن!
السائل: أنا أنقل له، إذا كنت وجدت شيء أنا أنقل له وأبيِّن له...
الشيخ: أنتَ تطلب مني أن أفلي له كتابه، ولا؟
السائل: نعم، أنت تقول: فيه شدة، طيب من أين هذه الشدة؟ من هذه الكلمة مثلًا؟ أنا أقول بناء على ما قرأه من قبل أنه مجتمعات جاهلية ولم تحكم بالإسلام؛ فسرها بما مضى، بشيء ماضٍ..
الشيخ: هذا منه شيء كثير بارك الله فيك.
أنت اقرأ الكتاب بروية بإمعان، لا مع زيد، ولا مع عمرو؛ وإنما مع الحق حيثما كان -أسلوبًا وغاية-.
فإذا أنت قرأتها؛ ستجد أشياء كثيرة وكثيرة جدًّا، نحن معه علمًا -باختصار-، لسنا معه أسلوبًا.










قديم 2015-12-18, 13:49   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



بسم الله الرّحمن الرّحيم


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمي عائشة قدوتي مشاهدة المشاركة
الألباني عن الشيخ ربيع "في كل كتبه الشدة موجودة".
"أنا لو كنتُ متفرغًا من أجل الربيع فقط بضيّع وقتي".
"نحن يكفينا تصفية السنة، وما فينا كفاية والحمد لله رب العالمين".
سلسلة الهدى والنور ش رقم https://djelfa.info/ohckcutwcgu 915
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
التفريغ
نحن مسرورون جدًّا بنشاط أخينا الدكتور العلمي؛ لكننا ننصحُه أن يستعمل الرفقَ مع هؤلاء الناس الذين انحرفوا عن دعوة الحق بدعوة رجل لا علمَ عنده.
ونحن قلنا للدكتور: السيد قطب ليس بعالِم، بل ربما لا يُحشر في طلبة العلم ككثير من الكُتاب -وبخاصة المصريين- يعني يكتبون ويظنُّون أنهم ممن يُحسنون صنعًا.
هذا رأيي.
السائل: الشيخ ربيع في الزيارة السابقة تكلمنا عن كتاب "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب"، وقلتَ لي أن فيه شدة، فأنا طالبتُك بالدليل، ووعدتَني في مرة أخرى عند (أخونا أبو) كامل، أيضًا طالبتُك بالدليل قلت لي: لا يحضرني الآن.
فأريد أن أرى الشدة في كتبه حتى أنصحه.
الشيخ: طيب، وأنت ما قرأت كتبَه؟
السائل: قرأتُ كتبه لكن لم أجد الشدة.
الشيخ: سبحان الله!
السائل: نعم، أعطنا البرهان على شدته في كتابه "أضواء إسلامية على عقيدة..".
الشيخ: أنا ما كنت أظن أنك بحاجة إلى مثل هذا الدليل!
السائل: أتثبت!
الشيخ: التثبُّت لمن لم يدرس، أما وأنتَ درستَ الكتاب من أوله إلى آ خره، ودرستَ كتبَه الأخرى ما وجدتَ شيئًا من الشدة؟
السائل: ما وجدت.
حينما كتبتم له تزكية وأنتم موافِقون عليه، ثم قسَّمتُم المعارضين له إلى قسمَين: قسم عالِم، وقسم.. ثم في الأخير قلتم هذا الثاني أيضًا يعني كلام قاسي جدًّا أكثر مما قاله...
الشيخ: الثاني إيش؟
السائل: الثاني الذي هو عن هوى أو عن كذا، فقلتم هذا يجب أن يقصم ويجب أن كذا وكذا وكذا؛ فوجدت هذا فيه شدة أكثر!
الشيخ: شدة ممن؟
السائل: منك حينما كتبتَ له في الخطاب، كتبتَ للشيخ ربيع أنك تشكرُه على نشاطه العلمي وكذا وكذا، وتنصحه، وتقول: المخالِفون له قسمان: قسم كذا، وقسم كذا، والثاني هذا يجب أن يُقصم ويجب أن يُبعد، وتكلمت كلامًا قاسيًا في القسم الثاني الذي..
الشيخ: طيب، أنت الآن تتبنى رأي الدكتور، أو أسلوب الدكتور
[مقاطعة من السائل]: لا أنا ما أتبنى بس أريد..الشدة..
الشيخ: عفوًا أنت الآن كما يقولون عندنا في الشام: نصف الكلام ما عليه جواب!
فهل فهمتَ ماذا أعني بـ(أنت الآن)؟
فاصبر علي.
أنت الآن تتبنى أسلوب الدكتور الربيع. [مقاطعة]
اصبر علي..أعني: حينما تقول أنه لا شدة في أسلوبه؛ إذن أنت تتبنَّى هذا الأسلوب، كيف تقول: لا؟!
السائل: لأني أنا أنفي الشدة عنه! وأريد أن أرى الشدة أين هي؟!
الشيخ: سبحان الله! ما فيه فائدة من إعادة الكلام، إلا إذا لم يفهم بعضُنا بعضًا.
أنا فهمتُ الآن منك، لكن أنا أقول الآن: بناء على ما سمعتُ منكَ أنك تتبنَّى أسلوب الدكتور في ردِّه على سيد قطب وعلى الإخوان المسلمين وعلى كل المنحرِفين عن السنة، صحيح هذا الذي أقول؟
السائل: بلى..
الآن: هل يصح أن نقول عن إنسان إنه قال هذا عن هوى ونحن ما شققنا عن قلبه؟
هذا أولًا.
ألا يكفينا في أسلوب الدعوة أن نقول: إن هذا خطأ، أو هذا ضلال، وبلاش نتعمَّق إلى ما في القلوب، وأن نقول: إنه قال ذلك عن هوى، وبخاصة بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، إلى رحمة الله وفضله.
أسألك أنا الآن: هل هذا من أسلوب الدعوة اللينة التي مثلنا لها آنفًا ببعض الآيات والأحاديث؟
السائل: هو يقول عن هوى؟
الشيخ: أنت تقول هكذا!
السائل: أنا قلت أن الشيخ ربيع قال عن هوى؟ أنا أريد الشدة في كتاب الشيخ ربيع؟ والكتاب موجود عندك ووعدتني به.
الشيخ: أنت ماذا نسبتَ إلي في شيء قلت أن هذا الشيء يجب أن يؤخَّر، ما هو؟
السائل: هذا كلامك أنت..
الشيخ: فهمت أنا كلامي، نعم؛ كلامي أن ندع اتهام الناس بالهوى.
السائل: لا، أنت كنتَ تقول عمن يخالف الشيخ ربيع: منهم من يخالفه عن هوى، ومنهم من يخالفه كذا، وهذا يجب أن يُفعل به كذا وكذا..
الشيخ: يُفعل فيه ماذا؟
السائل: في هذا الشخص الذي يقول هذا الكلام.
الشيخ: نحن يجب ألا نتجادل على الهوى، يجب أن نحضِر النصوص، وين هذا الكلام؟
السائل: من كلام الشيخ ربيع.
الشيخ: قل لي وين حتى نطالعه يا أخي.
السائل: التزكية التي كتبها الشيخ للشيخ ربيع في ورقة.
الشيخ: (أعطينا) كتب..هذا الربيع!
السائل: فيه ورقة كانت خارجة عن الكتاب.
الشيخ: ثم ماذا وراء هذا -يا أستاذ-؟
السائل: يعني هو رجل إن شاء الله نحسبه على خير، فالناس يقولوا خلاص الشيخ ناصر يقول هذا أسلوبه غير صحيح وعنده شدة.
فنحن نريد نرى الشدة أين هي؟
الشيخ: في كل كتبه الشدة موجودة.
السائل: عندكم "أضواء إسلامية"؟
الشيخ -يقرأ من الكتاب-: الآن هنا يقول: "فهذا يبيِّن إصرار سيد قطب على الطعن في أصحاب رسول الله، وإصراره على الاشتراكية الغالية التي قررها في هذا الكتاب، وإصراره على رمي المجتمعات الإسلامية كلها بأنها مجتمعات جاهليَّة -أي: كافرة-".
هذا مش شدة؟
السائل: وين الشدة! أين هي؟
الشيخ: "أي: كافرة".
السائل: ما قال الجاهلية، ما قال..
الشيخ: يا أخي! لا تكرر الكلام الله يرضى عليك، خلينا في اللفظة التي نحن نتباحث فيها الآن.
أنت تعرف في الحديث الصحيح: "إن فيك جاهلية" هل هذا معناه أن هو كافر؟
السائل: لا.
الشيخ: طيب، فإذا السيد قطب وصف مجتمعه بأنه مجتمعه مجتمع جاهلي، من أين لنا أن نفسِّر وأن ننسب إليه أنه يكفِّر هذا المجتمع؟
السائل: حينما قال: هؤلاء المؤذنون الذين يقولون لا إله إلا الله...
الشيخ: نحن هنا الآن، لا تجيب لي من بره -يا أخي-، نحن نناقش العبارة التي بيننا، ولكل عبارة ملاحظتنا فيها ونقاشنا فيها.. إلخ.
أنا أقول الآن: المجتمع جاهلي؛ يقال: أي: كافر.
نحن نقول: (أي: كافر) هل هذا لين؟
السائل: بالنسبة للكلمة هذه ما هي صحيحة، بس بالنسبة لما سبق...
الشيخ: يا أخي! بارك الله فيك! يعني نحن نقول كل كلمة وكل عبارة هو متشدد فيها؟!
أنتَ نفيتَ آنفًا أن يكون في كتاباته شدَّة، وأنك ما رأيتَ فيها شيئًا من الشدة، هذا شيءٌ من الشدة، وحسبُك اعترافُك الآن، وهذا من فضلك.
ولذلك نحن لا نريد أن نتعصَّب لأشخاص، ولا على أشخاص؛ يعني: لا نريد أن نتعصب لزيد ولا على زيد، لا نريد أن نتعصب (لأخونا) الربيع لأن الحق معه، ولا نريد أن نتعصب على سيد قطب لأن البطل والخطأ معه.
نريد أن نكون بين ذلك، "سددوا وقاربوا".
أنا لو كنتُ متفرغًا من أجل الربيع فقط بضيّع وقتي حتى أعطي إشارة أن هذه فيها شدة...
أنت بتحرك رأسك! لكن كأني أنا..حسب التعبير السوري!
اسمح لي الله يهديك! أنت ولا أخونا؛ أنتو بتظنوا أن الشيخ الألباني ما فيه عنده ما يشغله إلا أن يقرأ كتب (أصدقاؤه) وإخوانه في المنهج وكتب خصومه أيضًا ويقعد ويصفي!
لا؛ نحن يكفينا تصفية السنة، وما فينا كفاية والحمد لله رب العالمين.
ولذلك لا تتحمس أنت أيضًا مع صاحبنا القديم أنت تقول: ليش ما تبيّن!
السائل: أنا أنقل له، إذا كنت وجدت شيء أنا أنقل له وأبيِّن له...
الشيخ: أنتَ تطلب مني أن أفلي له كتابه، ولا؟
السائل: نعم، أنت تقول: فيه شدة، طيب من أين هذه الشدة؟ من هذه الكلمة مثلًا؟ أنا أقول بناء على ما قرأه من قبل أنه مجتمعات جاهلية ولم تحكم بالإسلام؛ فسرها بما مضى، بشيء ماضٍ..
الشيخ: هذا منه شيء كثير بارك الله فيك.
أنت اقرأ الكتاب بروية بإمعان، لا مع زيد، ولا مع عمرو؛ وإنما مع الحق حيثما كان -أسلوبًا وغاية-.
فإذا أنت قرأتها؛ ستجد أشياء كثيرة وكثيرة جدًّا، نحن معه علمًا -باختصار-، لسنا معه أسلوبًا.


السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي في الله ، لقد تحمّس الكثير لما انتقد به الشيخ الألباني رحمه الله الشيخ ربيع في أسلوب نقده للآخرين ، والله يعلم هل تحمّسهم هذا حبًّا لدين الله العظيم وحفاظًا على سُنّة نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم ، أمّ أنّ فرحهم كان غيظًا يكنّونه وحقدًا يخفونه ضدّ الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله .

فالمسألة ليست ردود الشيوخ لبعضهم البعض بالطّريقة العلميّة البحثة وإنّما المسألة أصبحت تشفّي بين المسلمين بعضهم البعض ، وأخذًا بثأر بعضهم على بعض .

وقد أثنى الشيخ الألباني رحمه الله وغيره من جهابذة العلم على الشيخ ربيع من حيث الردود العلمية وأدلّته على من يخالف العقيدة والمنهج .، والكلّ يعلم هذا الثناء ، ونحن لانتكلّم به تعصُّبًا لشخصه ، وإنّما أسأل الله وهي شهادة أدخّرها لقبري أنّنا أدافع عنه دفاعًا عن دين الله ودفاعًا عن أهل سُنّة تُحفظ كرامتهم وتُصَان من تصيّد أهل الزيغ لأخطائهم ، ولا نزكّي على الله أحدًا بل كلّهم يصيبون ويخطئون ، والعبرة بالدّليل والحجّة .

وليكن في علمكم أنّني لاأفهم في علم الجرح والتعديل شيئًا لكن ما أفهمه أنّ الشيخ الألباني رحمه الله هو أيضًا قد طُعِن واتُّهِم تارةً بالإرجاء من قِبل الشيخ سفر الحوالي ومَن وَالَى منهجه في الطّعن في الشيخ الألباني ورميه بالإرجاء وهو بريء منه ، وتارة اتُّهِم الشيخ الألباني بالشدّة كما تستدلّون بقوله رحمه الله في نصح الشيخ ربيع بعدم الشدّة والتزام اللّين في نصح الآخرين .

وهاهو يقول في شريط [الموازنات بدعة العصر]، حيث قال رحمه الله: ((وباختصار أقول: إنَّ حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو: أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبدًا، والعلم معه. وإنْ كنتُ أقول دائمًا وقلتُ هذا الكلام له هاتفيًا أكثر من مرة: أنّه لو يتلطَّف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه. أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقًا، إلا ما أشرتُ إليه آنفًا من شيء من الشدة في الأسلوب. أما أنه لا يُوازِن؛ فهذا كلام هزيل جدًا لا يقوله إلا أحد رجلين: إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم، وإلا رجل مغرض، وهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصراط)).

و قال الإمام الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في مقدمة سلسلة الأحاديث الضعيفة الجزء الأول: ((وفي ختام هذه المقدمة؛ لا بد لي من كلمة أوجهها إلى كلِّ مخلص من قرائنا؛ حبيباً كانَ أم بغيضاً، فأقول: كَثيراً ما يسألني بعضهم عن سبب "الشدة" التي تبدو أحياناً في بعض كتاباتي في الرد على بعض الكاتبين ضدي؟
وجواباً عليه أقول:
فليعلم هؤلاء القراء أنني بحمد الله لا أبتدئ أحداً يرد عليَّ ردّاً علميَّاً لا تَهَجُّمَ فيه، بل أنا له من الشاكرين، وإذا وُجِدَ شيءٌ من تلك الشدة في مكان ما من كتبي، فذلك يعود إلى حالة من حالتين:
الأولى: أن تكون ردّاً على مَنْ رد عليَّ ابتداء، واشتط فيه وأساء إليَّ بهتاً وافتراءً؛ كمثل أبي غدة، والأعظمي الذي تستر باسم أرشد السلفي!، والغماري، والبوطي، وغيرهم؛ كالشيخ إسماعيل الأنصاري غير ما مرة، وما العهد عنه ببعيد!.
ومثل هؤلاء الظلمة لا يفيد فيهم في اعتقادي الصفح واللين، بل إنه قد يضرهم ويشجعهم على الاستمرار في بغيهم وعدوانهم، كما قال الشاعر:

إِذا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الكَرِيمَ مَلَكْتَهُ *** وإنْ أَنْتْ أَكْرَمْت اللَّئيمَ تَمَرَّدَا
وَوَضْعُ النَّدَى في مَوْضِع السَّيْفِ بالعُلَى *** مُضِر كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى

بل إنَّ تحمُّلَ ظلم مثل هؤلاء المتصدرين لِإرشاد الناس وتعليمهم قد يكون أحياناً فوق الطاقة البشرية، ولذلك جاءت الشريعة الِإسلامية مراعية لهذه الطاقة، فلم تقل- والحمد للّه- كما في الِإنجيل المزعوم اليوم: "مَنْ ضربك على خدك الأيمن، فأدِرْ له الخد الأيسر، ومَنْ طلب منك رداءك فأعطه كساءك"!، بل قال تعالى: "فمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فاعْتَدُوا عليهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدَى علَيْكُمْ"، وقال: "وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها".
وأنا ذاكر بفضل الله تعالى أنَّ تمام هذه الآية الثانية: "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور" ، ولكنّي أعتقد أنَّ الصفح المشكور والصبر المأجور إنما هو فيمن غلب على الظنِّ أنَّ ذلك ينفع الظالم ولا يضره ويعزُّ الصابر ولا يذله، كما يدل على ذلك سيرته صلى الله عليه وسلم العمليَّة مع أعدائه، وقوله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبيّاً أو قتله نبي"، انظر "الصحيحة" (281).
وأقل ما يؤخَذُ من هذه الآيات ونحوها؛ أنها تسمح للمظلوم بالانتصار لنفسه بالحق دون تعدِّ وظلم، كقوله تعالى: "لَا يُحِبُّ اللّهُ الجَهْرَ بالسُّوء مِنَ القَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ"، والسُنَّة تؤكد ذلك وتوضّحه، كمثل قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة حين اعتدت إحدى ضرَّاتِها عليها: "دونَكِ فانْتَصري"، قالت: فأقبلتُ عليها حتى رأيتها قد يبس ريقها في فيها، ما ترد عليَّ شيئاً، فرأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يتهلّل وجهه، رواه البخاري في "الأدب المفرد" وغيره بسند صحيح، وهو مخرج في المجلد الرابع من "الصحيحة" (1862).
فأرجو من أولئك القراء؛ أن لا يبادروا بالِإنكار، فإني مظلوم من كثير ممَّن يدَّعون العلم، وقد يكون بعضهم ممَّن يُظَنُّ أنه معنا على منهج السلف، ولكنه - إن كان كذلك - فهو ممن أكل البغضُ والحسدُ كبدَه؛ كما جاء في الحديث: "دبَّ إليكم داءُ الأمم قبلَكم: الحسد، والبغضاء، هي الحالقة، حالقة الدين، لا حالقة الشعر"، وهو حديث حسن بمجموع طريقيه عن ابن الزبير وأبي هريرة.
فأرجو من أولئك المتسائلين أن يكونوا واقعيين لا خياليين، وأن يرضوا مني أن أقف في ردِّي على الظالمين مع قول رب العالمين: "وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدينَ"، غير متجاوب مع ذلك الجاهلي القديم:

ألا لَا يَجْهَلَنْ أحدٌ عَلَيْنا *** فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْل الجَاهِلِيْنا
عياذاً بالله أن أكون من الجاهلين.
والحالة الأخرى:
أن يكون هناك "خطأ فاحش" في حديث ما، صدر من بعض من عُرِف بقلة التحقيق، فقد أقسو على مثله في الكلام عليه غيرةً مني على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كقولي الآتي تحت الحديث (142): "لم يخجل السيوطي عفا الله عنا وعنه أن يستشهد بهذا الِإسناد الباطل، فإنَّ (أبو الدنيا) هذا أفَّاك كذَّاب، لا يخفى حاله على السيوطي... "، فإنَّ الباعث على هذه "الشدّة" إنما هو الغيرة على حديثه صلى الله عليه وسلم أن يُنْسَبَ إِليه ما لم يقله، وسلفنا في ذلك بعض الحفاظ المعروفين بالدين والتقوى، فانظر مثلاً إِلى قول الذهبي رحمه اللّه في الحاكم، وقد صحح الحديث الآتي في فضل علي رضي اللّه عنه برقم (757): "قلتُ: بل والله موضوع، وأحمد الحراني كذاب، فما أجهلك على سعة معرفتك؟!"، فليتأمل القارئ الفرق بين الحاكم والسيوطي من جهة، وبين عبارة الذهبي في الحاكم، وعبارتي في السيوطي من جهة أخرى.
ثم وقفتُ على رسالة جديدة للشيخ الأنصاري - وهذه المقدِّمة تحت الطَّبع - تؤكِّدُ لكل مَنْ يقرؤها أنَّه ماضٍ في بغضهِ وحسده وافتراءاتِه!، وهي بعنوان: "نقد تعليقات الألباني على شرح الطَّحاويَّة"!.
وهو فيه - كعادته في ردوده عليَّ- لا يحسِنُ إلا التهجُّمَ!، والتَّحامل عليَّ بشتَّى الأساليب!، والغمز!، واللمز!؛ كقوله في أول حديث انتقدني فيه بغير حق: "فباعتبار الألباني نفسه محدِّثاً لا فقيهاً (!) ..."، ونحو هذا من الِإفك الذي لا يصدُرُ من كاتب مخلصٍ يبتغي وجه الحق!، وينفع فيه اللِّين والأسلوب الهيِّن في الردِّ عليه، لأنه مكابرٌ شديدُ المكابَرة والتمحُّل لتسليك أخطاءِ غير الألباني مع ظهورها، بقدرِ ما يتكلَّف في توهيمِه وتجهيلهِ - ولو ببتر كلام العلماء، وتضليل القرَّاء- ليستقيمَ ردُّهُ عليهِ!!.
وهو في بعض ما أخذهُ عليَّ ظلماً في "نقده" هذا قد سبقهُ إليه الكوثري الصغير أبو غدَّة الحلبي، الذي كنتُ رددتُ عليه في مقدِّمة تخريج "شرح الطحاوية"، فالتقاؤهُ معه في ذلك ممَّا يدلُّ على أنَّه لا يتحرَّجُ في أن يتعاوَنَ مع بعضِ أهلِ الأهواء في الردِّ على أهل السنَّة!، فلا أدري والله كيف يكون مثلُه باحثاً في دارِ الِإفتاء؛ وفيها كبارُ العلماء الذين لا يمكن أن يخفى عليهِم حال هذا الباحث في انحرافِهِ في الرَّدِّ عن الأسلوب العلميِّ النَّزيه إلى طريقتِه المبتَدَعة في اتِّهامه لمَن خالفه من أهل السنَّة بالبهت، والافتراء، والتدليس، وتحريف الكلم عن مواضعه، وتتبُّع العَثرات؟!
ومَن أراد أن يتحقَّق من هذا الذي أجملتُه مِن أخلاقِ الرجل بقلمٍ غير قلمي!، وأسلوب ناعمٍ غير أسلوبي!، فليقرأ ردَّ الأخ الفاضل سمير بن أمين الزُّهيري المنصوري: "فتح الباري في الذَبِّ عن الألباني والرَّد على إسماعيل الأنصاريّ"، أرسلهُ إليَّ جزاه اللّه خيراً وأنا زائر في (جُدة) أواخر شعبان هذه السنة (1410 هـ)، وهو في المطبعة لمَّا يُنْشَرْ بعد، وما يصل هذا المجلَّد إلى أيدي النَّاس، إلا ويكون قد تداولته الأيدي.

وهو ردٌ علميٌّ هادئٌ جدّاً، نزيهٌ، لا يقولُ إلا ما وصَلَ إليهِ علمُه، لا يُداري ولا يُماري، منطلقاً وراء الحجة والبرهان، وهو مع سعة صدره في الردِّ على الأنصاري، فإنَّه لم يتمالك أن يصرِّح ببعضِ ما سبق وَصْفُه به:
فهو يصرِّح (ص 66 و77): أنَّه غير منصفٍ في النَّقد!، ولا أمين في النقل!، وهو يتعجَّب (ص 82 و86) من مكابرة الأنصاريِّ، وادِّعائهِ على الألبانيِّ خلافَ الواقع!، ولقد ضاقَ صدرُه من كثرةِ مكابرته وتدليسه على القرَّاء، فقال (ص 87): "أكَرِّر هنا أنَني أسأم من توجيهِ النَّصيحة للشيخ الأنصاري حفظه اللّه: بأنَّه إذا فاته الِإنصاف في النقد، فليحرص على أن لا تَفوتَه الأمانة في النقل"، ثم كشف عن تدليسه المشار إليه، ثم قال (ص 88): "ألا فَلْيَتَّقِ اللّه الشيخُ الأنصاري، فمهما حاول فلنْ ينالَ من منزلة الشيخ الألباني حفظه اللّه: كَنَاطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً لِيُوهِنَها *** فَلَمْ يُضِرْها وأوْهَى قَرْنَهُ الوَعلُ"، وفي آخر بحث له طويل معه (ص 38- 40) صرَّح في آخره: أنَّ الأنصاريَّ "دلَّس وأخفى كلام الشيخ ناصر" !، ثم قال (ص 41): "بل هو يتخيَّل أشياء هي أصلاً غير موجودة، ثم هو يبني عليها نقده!"، ثمَّ ردَّ عليه بعض مزاعمه الباطلة في "نقده" هذا، وختم ذلك بقوله فيه بارك الله عليه (ص 43): "بل كان يجبُ عليه ألَّا يُخْرِجَ "نقده" هذا أبداً، لا لأنَّنا ضد نقد الألباني، وإنَّما لأنَّنا ضد أي نقد غير علميٍّ"، ثم إنَّ الأخ الفاضل وصف الشيخ الأنصاري (ص 50) بأنَّه ينقد من أجل النقد فقط، وهذا شيءٌ ظاهرٌ جدّاً في ردودِهِ، وبخاصَّةٍ ردُّه هذا، ثم ضربَ على ذلك مثلاً: حديثاً أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهِما"، ومع ذلك ذكر شارح "الطحاويَّة" أنَّ له علة! فلمَّا ردَّ ذلك الألبانيُّ وأثبتَ صحَّته، ثارَ الأنصاريُّ حمِيَّةً للشارح!، واعترض على الألباني دون أيِّ حجَّة علميَّة إلا الشغب كعادته، فقال الأخ الفاضل: "عجباً للشيخ الأنصاري!، إنْ انتقد الشيخ الألباني حديثاً في "الصحيحين" أو أحدهما وقدم الأدلَّة العلميَّة المقنعة بذلك ونقل كلام أهل العلم السابقين في ذلك الحديث لم يُعْجِب الشيخَ الأنصاريَّ هذا الصنيعُ وتباكى على "الصحيحين"، وندَّد بجرأة الشيخ عليهما، والآن لأنَّ الشيخ يدافع عن "الصحيحين" فهذا لا يعجب الأنصاري، ومن أجل النقد!، والنقد فقط، يقف إلى جانب الشارح؛ دون أدلَّة علميَّة... المهم مخالفة الألباني!، وما دام الشيخُ الأنصاريُّ يبحث عن مخالفة الألبانيِّ بأيِّ شكلٍ، حتى لو كانَ هذا بتضعيف حديثٍ في "الصحيحين" ومن غيرِ بيِّنة؛ فلماذا يستنكِر على الألبانيِّ نقدَه لأحاديث "الصحيحين" وبأدلَّة علميَّة؟! أسأل اللّه عز وجل أن لا يكون في هذا حظُّ نفس"، ثم قالَ بارك الله عليه (ص 52 و66): "وأما عن اتِّهامه للشيخ الألباني، وتقويله له ما لم يقله، فلا أحبُّ أن أتعرَّض له!".

أقول: هذا بعض ما وصف به الأخُ الفاضل سمير الزُّهيري الشيخ الأنصاري من تعدِّيه وتقوُّله عليَّ.
ومعذرةً إلى القراء الكرام؛ إذا أنا أطلتُ في هذه المقدِّمة؛ لأنَّ الغرض أن نُبَصِّرَهُم بحال بعض الطاعنين فيَّ بغير حقٍّ بقلم غيري من الكُتَّاب المنصِفينَ الحيادِيِّينَ، ولكي لا يُبادِروا إلى استنكار ما قد يَجِدون منِّي من "الشدة" أحياناً في الردِّ على بعض النَّاقدين بأهوائِهِم وبغير علمٍ، فقديماً قالوا: "قال الحائطُ للوتد: لم تشقُّني؟! قال: سَلْ مْنْ يدقُّني"، راجياً ألا يحمِلوني أن أتمثَّل بقول الشاعر: غَيْرِي جَنَى وأَنَا المُعَذَّبُ فيكُمُ *** فكَأنني سَبَّابَةُ المتندم)).

2- قال الإمام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في [مقدمة الطبعة الرابعة من تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد]:
((ولما كان لتأليف الرسالة المذكورة يؤمئذ ظروف خاصة وملابسات معينة اقتضت الحكمة أن يكون أسلوبها على خلاف البحث الهادئ والاستدلال الرصين؛ ذلك أنها كانت رداً على أناس لم تعجبهم دعوتنا إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح وخطة الأئمة الأربعة وغيرهم ممن اتبعوهم بإحسان فبادؤونا بالتأليف والرد، وليته كان رداً علمياً هادئاً إذن لقابلتهم بأحسن منه، ولكنه لم يكن كذلك مع الأسف، بل كان مجرداً عن أي بحث علمي مملئاً بالسباب والشتائم وابتكار التهم التي لم تسمع من قبل، لذلك لم نر يؤمئذ أنَّ من الحكمة السكوت عنهم وتركهم ينشرون رسائلهم بين الناس دون أن يكون لدى هؤلاء مؤلَّف يكشف القناع عما فيها من الجهل والتهم: " لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ"، لذلك كان لا بد من الرد عليهم بأسمائهم.
وعلى الرغم من أنني لم أقابل اعتداءهم وافتراءهم بالمثل؛ فقد كانت الرسالة على طابعها العلمي رداً مباشراً عليهم.
وقد يكون فيها شيء من القسوة أو "الشدة" في الأسلوب، في رأي بعض الناس الذين يتظاهرون بامتعاظهم من الرد على المخالفين المفترين، ويودون لو أنهم تُركوا دون أن يحاسبوا على جهلهم وتهمتهم للأبرياء، متوهمين أنَّ السكوت عنهم هو من التسامح الذي قد يدخل في مثل قوله تعالى: " وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً"، وينسون أو يتناسون أنَّ ذلك مما يعينهم على الاستمرار على ضلالهم وإضلالهم للأخرين؛ والله عزوجل يقول: " وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، وأيُّ أثم وعدوان أشد من اتّهام المسلم بما ليس فيه؛ بل بخلاف ما هو عليه؟!، ولو أنَّ بعض هؤلاء المتظاهرين بما ذكرنا أصابه من الاعتداء دون ما أصابنا لسارع إلى الرد ولسان حاله ينشد: ألا لا يجلهنَّ أحد علينا ..... فنجهل فوق جهل الجاهلين)).

وقال الإمام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه [دفاع عن الحديث النبوي والسيرة] في رده على كتاب "فقه السيرة" لمحمد سعيد البوطي:
((هذا وقد نمي إليَّ أنَّ بعض الأساتذة رأى في ردي هذا على الدكتور شيئاً من "الشدة" والقسوة في بعض الأحيان، مما لا يعهدون مثله في سائر كتاباتي وردودي العلمية، وتمنوا أنه لو كان رداً علمياً محضاً، فأقول: إنني أعتقد اعتقاداً جازماً أنني لم أفعل إلا ما يجوز لي شرعاً، وأنه لا سبيل لمنصف إلى انتقادنا!، كيف والله عز وجل يقول في كتابه الكريم في وصف عباده المؤمنين: " وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ. وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"؟.
فإنَّ كلَّ مَنْ يتتبع ما يكتبه الدكتور البوطي في كتبه ورسائله ويتحدَّث به في خطبه ومجالسه يجده لا يفتأ يتهجَّم فيها على السلفيين عامة وعليَّ من دونهم خاصة، ويشهِّر بهم بين العامة والغوغاء، ويرميهم بالجهل والضلال وبالتبله والجنون، ويلقبهم بــالسفليين والسخفيين، وليس هذا فقط، بل هو يحاول أن يثير الحكام ضدهم برميه إياهم بأنهم عملاء للاستعمار!، إلى غير ذلك من الأكاذيب والترهات...، إلى أن قال رحمه الله:
ذلك قليل من كثير من افتراءات الدكتور البوطي وترهاته الذي أشفق عليه ذلك البعض أن قسونا عليه أحيانا في الرد، ولعله قد تبين لهم أننا كنا معذورين في ذلك، وأننا لم نستوف حقنا منه بعد " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا"، ولكن لن نستطيع الاستيفاء لأنَّ الافتراء لا يجوز مقابلته بمثله، وكل الذي صنعته أنني بينتُ جهله في هذا العلم، وتطفله عليه، ومخالفته للعلماء، وافتراءه عليهم وعلى الأبرياء بصورة رهيبة لا تكاد تصدق، فمن شاء أن يأخذ فكرة سريعة عن ذلك فليرجع إلى فهرس الرسالة هذه ير العجب العجاب.
هذا وهناك سبب أقوى استوجب القسوة المذكورة في الرد ينبغي على ذلك البعض المشفق على الدكتور أن يدركه ألا وهو: جلالة الموضوع وخطورته الذي خاض فيه الدكتور بغير علم مع التبجح والادعاء الفارغ الذي لم يسبق إليه؛ فصحَّح أحاديث وأخباراً كثيرة لم يقل بصحتها أحد!، وضعَّف أحاديث أخرى تعصباً للمذهب وهي ثابتة عند أهل العلم بهذا الفن والمشرب!، مع جهله التام بمصطلح الحديث وتراجم رواته!، وإعراضه عن الاستفادة من أهل العلم العارفين به!، ففتح بذلك باباً خطيراً أمام الجهال وأهل الأهواء أن يصححوا من الأحاديث ما شاءوا، ويضعِّفوا ما أرادوا، "ومَنْ سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة".
وسبحان الله العظيم؛ إنَّ الدكتور ما يفتأ يتهم السلفيين في جملة ما يتهمهم به بأنهم يجتهدون في الفقه وإنْ لم يكونوا أهلاً لذلك، فإذا به يقع فيما هو شر مما اتهمهم به تحقيقاً منه للأثر السائر: "من حفر بئراً لأخيه وقع فيه"، أم أنَّ الدكتور يرى أنَّ الاجتهاد في علم الحديث من غير المجتهد بل من جاهل يجوز وإن كان هذا العلم يقوم عليه الفقه كله أو جله؟!.
من أجل ذلك؛ فإني أرى من الواجب على أولئك المشفقين على الدكتور أن ينصحوه "والدين النصيحة"، بأن يتراجع عن كل جهالاته وافتراءاته، وأن يمسك قلمه ولسانه عن الخوض في مثلها مرة أخرى؛ عملاً بقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، قيل: كيف أنصره ظالماً؟ قال: "تحجزه عن الظلم؛ فإنَّ ذلك نصره" أخرجه البخاري من حديث أنس ومسلم من حديث جابر وهو مخرج في الإرواء ( 2515 )، فإن استجاب الدكتور فذلك ما نرجو، و "عفا الله عما سلف"، وإن كانت الأخرى فلا يلومنَّ إلا نفسه، والعاقبة للمتقين، وصدق الله العظيم إذ يقول: "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ. يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ")).

انتهى النقل بأمانة :
والكاتب للمقال : رائد آل طاهر
وعنوان المقال :

جواب الشيخ الألباني رحمه الله على مَنْ وصف بعض ردوده بــ (الشدة)!

----------------------------------------------------------------------

أختي في الله الشدّة لاتنطبق على شيوخ اتّهُموا بها رغم أنّهم يدافعون عن السُنّة وبأدلّة شرعيّة ، فالذي يراهم يتعاملون بشدّة هم وقعوا في الشدّة أيضًا بالردّ عليهم وبالردّ على كلّ مَن دافع عن الشيخ ربيع المدخلي ، ويتهجّمون حتّى على الذين يحبّون الشيخ وليس إلاّ بسبب حبّهم للشيخ ربيع كحبّهم لأهل العلم السُنِّيِّين الآخرين أمثال الشيخ العثيمين والألباني وابن باز ومحمد أمان الجامي ، وكلّ من مات من أهل العلم على السُنّة ودافع عنها ، والشيوخ الأحياء منهم عبدالمحسن العباد وابنه عبدالرزّاق ، وصالح السحيمي ، وعبداللله بن عيدالعزيز آل الشيخ وصالح آل الشيخ وصالح الفوزان الملقّب ببقيّة السلف ،حفظهم الله جميعًا وغيرهم ممّن يحافظون على السُنّة ويرون أنّ الشيخ ربيع من أهل السُنّة .


------------------------------------------------

فقد اتّهمت عدّة مرّات أنّني مُدخليّة ، ليس إلاّ أنّني أحبّ الشيخ كحبّي لأيّ عالم ربّاني آخر يدافع عن العقيدة الصحيحة والمنهج السليم في الدّعوة إلى الله .
ومهما حاولتُ الدفاع عن نفسي أنّني لستُ متعصّبًا لا لهذا ولالذاك ، ولكنّهم أصرّوا على اتّهامي بالباطل ، هداهم الله إلى طريق مستقيم وألهمهم السّداد والرّشد والإستقامة على شريعة الله على الوجه الذي يرضي الله عنهم .

فالمسألة ليست تشدّد الشيخ ربيع ضدّ غيره ، وإنّما كلّ من يوضع في مكان لايستحسنه بما يراه من وجهة نظره سواء بالأدلّة الشرعية أو بالهوى واتّباع حظوظ النّفس ، فإنّه يدافع عن موقفه ووجهة نظره بالقوّة أو بالحسنى على ما يراه يليق بالمقام .

والله المستعان .وعليه التّكلان وهو ناصر مَن ينصر دينه بالبيان والحجة والبرهان ، وهو يعلم ما تكنّ االصّدور وما يعلنون ، أهو جهاد هؤلاء كان له سبحانه وحده مخلصًا له الدّين أم هو لغير ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنّما الأعمال باالنّيّات وإنّما لكلّ امرىء ما نوى "


اللّهم اهدنا واهدِ بنا واجعلنا سببًا لمن اهتدى

وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك .













قديم 2015-12-18, 14:15   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ريـاض
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أختنا الفاضلة عَبِيرُ الإسلام
وحفظ الله الشيخ ربيع بن هادي المدخلي وثبّته على الحقّ

التساؤلات التي تُطرح في هذا المقام على أقوام أنكروا التحذير من البدع وأهلها هي :
هل تنكرون وجود البدع في أمّة الإسلام ؟
أيسرّكم أن تنتشر البدع في أمّة الإسلام ؟
لماذا سخّرتم أقلامكم ضد من يحذّر من البدع وأهلها ,, لماذا لم تسخّروا تلكم الأقلام ضد أهل البدع ؟,,
أمّا الشيخ ربيع فقد ردّ على أهل البدع بعلم وبرهان ,,, أليست العبرة بالدليل والحجّة والبيان ؟










قديم 2015-12-18, 14:52   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرّحمن الرّحيم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريـاض مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أختنا الفاضلة عَبِيرُ الإسلام
وحفظ الله الشيخ ربيع بن هادي المدخلي وثبّته على الحقّ

التساؤلات التي تُطرح في هذا المقام على أقوام أنكروا التحذير من البدع وأهلها هي :
هل تنكرون وجود البدع في أمّة الإسلام ؟
أيسرّكم أن تنتشر البدع في أمّة الإسلام ؟
لماذا سخّرتم أقلامكم ضد من يحذّر من البدع وأهلها ,, لماذا لم تسخّروا تلكم الأقلام ضد أهل البدع ؟,,
أمّا الشيخ ربيع فقد ردّ على أهل البدع بعلم وبرهان ,,, أليست العبرة بالدليل والحجّة والبيان ؟

آمين ، وفيكم بارك الله ووفّقني وإيّاكم وجميع المسلمين لما يحبّه ويرضاه عنّا ، متمسّكين بدينه القويم غير مبدّلين ولامغيّرين يجمعنا الكتاب والسُنّة على فهم سلف الأُمّة .

اللّهمّ أَرِنَا الحقّ حقًّا وارزقنا اتّباعه وأَرِنَا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ،

اللّهمّ اجعل عملنا هذا خالصًا لوجهك الكريم ، موافقًا صوابًا لما جاء به النّبي المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم ، ومَن تبعه بإحسان إلى يوم الدّين .

وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك










قديم 2015-12-18, 14:55   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ريـاض
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قَالَ شيخُ الإسلام ابن تيميَّة كما في المجموع (28/231-232):" ومثل أئمَّة البِدَعِ مِنْ أهل المقالات المخالفةِ للكتاب والسُّنَّة، أو العِبَادات المخالفة للكتِابِ وَالسُّنَّة، فإنَّ بَيانَ حَالهم، وتَحذيرَ الأُمَّةِ مِنْهُم، واجبٌ باتِّفاق المسلمين









قديم 2015-12-18, 19:50   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عَبِيرُ الإسلام مشاهدة المشاركة


بسم الله الرّحمن الرّحيم






السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي في الله ، لقد تحمّس الكثير لما انتقد به الشيخ الألباني رحمه الله الشيخ ربيع في أسلوب نقده للآخرين ، والله يعلم هل تحمّسهم هذا حبًّا لدين الله العظيم وحفاظًا على سُنّة نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم ، أمّ أنّ فرحهم كان غيظًا يكنّونه وحقدًا يخفونه ضدّ الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله .

فالمسألة ليست ردود الشيوخ لبعضهم البعض بالطّريقة العلميّة البحثة وإنّما المسألة أصبحت تشفّي بين المسلمين بعضهم البعض ، وأخذًا بثأر بعضهم على بعض .

وقد أثنى الشيخ الألباني رحمه الله وغيره من جهابذة العلم على الشيخ ربيع من حيث الردود العلمية وأدلّته على من يخالف العقيدة والمنهج .، والكلّ يعلم هذا الثناء ، ونحن لانتكلّم به تعصُّبًا لشخصه ، وإنّما أسأل الله وهي شهادة أدخّرها لقبري أنّنا أدافع عنه دفاعًا عن دين الله ودفاعًا عن أهل سُنّة تُحفظ كرامتهم وتُصَان من تصيّد أهل الزيغ لأخطائهم ، ولا نزكّي على الله أحدًا بل كلّهم يصيبون ويخطئون ، والعبرة بالدّليل والحجّة .

وليكن في علمكم أنّني لاأفهم في علم الجرح والتعديل شيئًا لكن ما أفهمه أنّ الشيخ الألباني رحمه الله هو أيضًا قد طُعِن واتُّهِم تارةً بالإرجاء من قِبل الشيخ سفر الحوالي ومَن وَالَى منهجه في الطّعن في الشيخ الألباني ورميه بالإرجاء وهو بريء منه ، وتارة اتُّهِم الشيخ الألباني بالشدّة كما تستدلّون بقوله رحمه الله في نصح الشيخ ربيع بعدم الشدّة والتزام اللّين في نصح الآخرين .

وهاهو يقول في شريط [الموازنات بدعة العصر]، حيث قال رحمه الله: ((وباختصار أقول: إنَّ حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو: أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبدًا، والعلم معه. وإنْ كنتُ أقول دائمًا وقلتُ هذا الكلام له هاتفيًا أكثر من مرة: أنّه لو يتلطَّف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه. أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقًا، إلا ما أشرتُ إليه آنفًا من شيء من الشدة في الأسلوب. أما أنه لا يُوازِن؛ فهذا كلام هزيل جدًا لا يقوله إلا أحد رجلين: إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم، وإلا رجل مغرض، وهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصراط)).

و قال الإمام الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في مقدمة سلسلة الأحاديث الضعيفة الجزء الأول: ((وفي ختام هذه المقدمة؛ لا بد لي من كلمة أوجهها إلى كلِّ مخلص من قرائنا؛ حبيباً كانَ أم بغيضاً، فأقول: كَثيراً ما يسألني بعضهم عن سبب "الشدة" التي تبدو أحياناً في بعض كتاباتي في الرد على بعض الكاتبين ضدي؟
وجواباً عليه أقول:
فليعلم هؤلاء القراء أنني بحمد الله لا أبتدئ أحداً يرد عليَّ ردّاً علميَّاً لا تَهَجُّمَ فيه، بل أنا له من الشاكرين، وإذا وُجِدَ شيءٌ من تلك الشدة في مكان ما من كتبي، فذلك يعود إلى حالة من حالتين:
الأولى: أن تكون ردّاً على مَنْ رد عليَّ ابتداء، واشتط فيه وأساء إليَّ بهتاً وافتراءً؛ كمثل أبي غدة، والأعظمي الذي تستر باسم أرشد السلفي!، والغماري، والبوطي، وغيرهم؛ كالشيخ إسماعيل الأنصاري غير ما مرة، وما العهد عنه ببعيد!.
ومثل هؤلاء الظلمة لا يفيد فيهم في اعتقادي الصفح واللين، بل إنه قد يضرهم ويشجعهم على الاستمرار في بغيهم وعدوانهم، كما قال الشاعر:

إِذا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الكَرِيمَ مَلَكْتَهُ *** وإنْ أَنْتْ أَكْرَمْت اللَّئيمَ تَمَرَّدَا
وَوَضْعُ النَّدَى في مَوْضِع السَّيْفِ بالعُلَى *** مُضِر كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى

بل إنَّ تحمُّلَ ظلم مثل هؤلاء المتصدرين لِإرشاد الناس وتعليمهم قد يكون أحياناً فوق الطاقة البشرية، ولذلك جاءت الشريعة الِإسلامية مراعية لهذه الطاقة، فلم تقل- والحمد للّه- كما في الِإنجيل المزعوم اليوم: "مَنْ ضربك على خدك الأيمن، فأدِرْ له الخد الأيسر، ومَنْ طلب منك رداءك فأعطه كساءك"!، بل قال تعالى: "فمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فاعْتَدُوا عليهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدَى علَيْكُمْ"، وقال: "وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها".
وأنا ذاكر بفضل الله تعالى أنَّ تمام هذه الآية الثانية: "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور" ، ولكنّي أعتقد أنَّ الصفح المشكور والصبر المأجور إنما هو فيمن غلب على الظنِّ أنَّ ذلك ينفع الظالم ولا يضره ويعزُّ الصابر ولا يذله، كما يدل على ذلك سيرته صلى الله عليه وسلم العمليَّة مع أعدائه، وقوله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبيّاً أو قتله نبي"، انظر "الصحيحة" (281).
وأقل ما يؤخَذُ من هذه الآيات ونحوها؛ أنها تسمح للمظلوم بالانتصار لنفسه بالحق دون تعدِّ وظلم، كقوله تعالى: "لَا يُحِبُّ اللّهُ الجَهْرَ بالسُّوء مِنَ القَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ"، والسُنَّة تؤكد ذلك وتوضّحه، كمثل قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة حين اعتدت إحدى ضرَّاتِها عليها: "دونَكِ فانْتَصري"، قالت: فأقبلتُ عليها حتى رأيتها قد يبس ريقها في فيها، ما ترد عليَّ شيئاً، فرأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يتهلّل وجهه، رواه البخاري في "الأدب المفرد" وغيره بسند صحيح، وهو مخرج في المجلد الرابع من "الصحيحة" (1862).
فأرجو من أولئك القراء؛ أن لا يبادروا بالِإنكار، فإني مظلوم من كثير ممَّن يدَّعون العلم، وقد يكون بعضهم ممَّن يُظَنُّ أنه معنا على منهج السلف، ولكنه - إن كان كذلك - فهو ممن أكل البغضُ والحسدُ كبدَه؛ كما جاء في الحديث: "دبَّ إليكم داءُ الأمم قبلَكم: الحسد، والبغضاء، هي الحالقة، حالقة الدين، لا حالقة الشعر"، وهو حديث حسن بمجموع طريقيه عن ابن الزبير وأبي هريرة.
فأرجو من أولئك المتسائلين أن يكونوا واقعيين لا خياليين، وأن يرضوا مني أن أقف في ردِّي على الظالمين مع قول رب العالمين: "وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدينَ"، غير متجاوب مع ذلك الجاهلي القديم:

ألا لَا يَجْهَلَنْ أحدٌ عَلَيْنا *** فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْل الجَاهِلِيْنا
عياذاً بالله أن أكون من الجاهلين.
والحالة الأخرى:
أن يكون هناك "خطأ فاحش" في حديث ما، صدر من بعض من عُرِف بقلة التحقيق، فقد أقسو على مثله في الكلام عليه غيرةً مني على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كقولي الآتي تحت الحديث (142): "لم يخجل السيوطي عفا الله عنا وعنه أن يستشهد بهذا الِإسناد الباطل، فإنَّ (أبو الدنيا) هذا أفَّاك كذَّاب، لا يخفى حاله على السيوطي... "، فإنَّ الباعث على هذه "الشدّة" إنما هو الغيرة على حديثه صلى الله عليه وسلم أن يُنْسَبَ إِليه ما لم يقله، وسلفنا في ذلك بعض الحفاظ المعروفين بالدين والتقوى، فانظر مثلاً إِلى قول الذهبي رحمه اللّه في الحاكم، وقد صحح الحديث الآتي في فضل علي رضي اللّه عنه برقم (757): "قلتُ: بل والله موضوع، وأحمد الحراني كذاب، فما أجهلك على سعة معرفتك؟!"، فليتأمل القارئ الفرق بين الحاكم والسيوطي من جهة، وبين عبارة الذهبي في الحاكم، وعبارتي في السيوطي من جهة أخرى.
ثم وقفتُ على رسالة جديدة للشيخ الأنصاري - وهذه المقدِّمة تحت الطَّبع - تؤكِّدُ لكل مَنْ يقرؤها أنَّه ماضٍ في بغضهِ وحسده وافتراءاتِه!، وهي بعنوان: "نقد تعليقات الألباني على شرح الطَّحاويَّة"!.
وهو فيه - كعادته في ردوده عليَّ- لا يحسِنُ إلا التهجُّمَ!، والتَّحامل عليَّ بشتَّى الأساليب!، والغمز!، واللمز!؛ كقوله في أول حديث انتقدني فيه بغير حق: "فباعتبار الألباني نفسه محدِّثاً لا فقيهاً (!) ..."، ونحو هذا من الِإفك الذي لا يصدُرُ من كاتب مخلصٍ يبتغي وجه الحق!، وينفع فيه اللِّين والأسلوب الهيِّن في الردِّ عليه، لأنه مكابرٌ شديدُ المكابَرة والتمحُّل لتسليك أخطاءِ غير الألباني مع ظهورها، بقدرِ ما يتكلَّف في توهيمِه وتجهيلهِ - ولو ببتر كلام العلماء، وتضليل القرَّاء- ليستقيمَ ردُّهُ عليهِ!!.
وهو في بعض ما أخذهُ عليَّ ظلماً في "نقده" هذا قد سبقهُ إليه الكوثري الصغير أبو غدَّة الحلبي، الذي كنتُ رددتُ عليه في مقدِّمة تخريج "شرح الطحاوية"، فالتقاؤهُ معه في ذلك ممَّا يدلُّ على أنَّه لا يتحرَّجُ في أن يتعاوَنَ مع بعضِ أهلِ الأهواء في الردِّ على أهل السنَّة!، فلا أدري والله كيف يكون مثلُه باحثاً في دارِ الِإفتاء؛ وفيها كبارُ العلماء الذين لا يمكن أن يخفى عليهِم حال هذا الباحث في انحرافِهِ في الرَّدِّ عن الأسلوب العلميِّ النَّزيه إلى طريقتِه المبتَدَعة في اتِّهامه لمَن خالفه من أهل السنَّة بالبهت، والافتراء، والتدليس، وتحريف الكلم عن مواضعه، وتتبُّع العَثرات؟!
ومَن أراد أن يتحقَّق من هذا الذي أجملتُه مِن أخلاقِ الرجل بقلمٍ غير قلمي!، وأسلوب ناعمٍ غير أسلوبي!، فليقرأ ردَّ الأخ الفاضل سمير بن أمين الزُّهيري المنصوري: "فتح الباري في الذَبِّ عن الألباني والرَّد على إسماعيل الأنصاريّ"، أرسلهُ إليَّ جزاه اللّه خيراً وأنا زائر في (جُدة) أواخر شعبان هذه السنة (1410 هـ)، وهو في المطبعة لمَّا يُنْشَرْ بعد، وما يصل هذا المجلَّد إلى أيدي النَّاس، إلا ويكون قد تداولته الأيدي.

وهو ردٌ علميٌّ هادئٌ جدّاً، نزيهٌ، لا يقولُ إلا ما وصَلَ إليهِ علمُه، لا يُداري ولا يُماري، منطلقاً وراء الحجة والبرهان، وهو مع سعة صدره في الردِّ على الأنصاري، فإنَّه لم يتمالك أن يصرِّح ببعضِ ما سبق وَصْفُه به:
فهو يصرِّح (ص 66 و77): أنَّه غير منصفٍ في النَّقد!، ولا أمين في النقل!، وهو يتعجَّب (ص 82 و86) من مكابرة الأنصاريِّ، وادِّعائهِ على الألبانيِّ خلافَ الواقع!، ولقد ضاقَ صدرُه من كثرةِ مكابرته وتدليسه على القرَّاء، فقال (ص 87): "أكَرِّر هنا أنَني أسأم من توجيهِ النَّصيحة للشيخ الأنصاري حفظه اللّه: بأنَّه إذا فاته الِإنصاف في النقد، فليحرص على أن لا تَفوتَه الأمانة في النقل"، ثم كشف عن تدليسه المشار إليه، ثم قال (ص 88): "ألا فَلْيَتَّقِ اللّه الشيخُ الأنصاري، فمهما حاول فلنْ ينالَ من منزلة الشيخ الألباني حفظه اللّه: كَنَاطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً لِيُوهِنَها *** فَلَمْ يُضِرْها وأوْهَى قَرْنَهُ الوَعلُ"، وفي آخر بحث له طويل معه (ص 38- 40) صرَّح في آخره: أنَّ الأنصاريَّ "دلَّس وأخفى كلام الشيخ ناصر" !، ثم قال (ص 41): "بل هو يتخيَّل أشياء هي أصلاً غير موجودة، ثم هو يبني عليها نقده!"، ثمَّ ردَّ عليه بعض مزاعمه الباطلة في "نقده" هذا، وختم ذلك بقوله فيه بارك الله عليه (ص 43): "بل كان يجبُ عليه ألَّا يُخْرِجَ "نقده" هذا أبداً، لا لأنَّنا ضد نقد الألباني، وإنَّما لأنَّنا ضد أي نقد غير علميٍّ"، ثم إنَّ الأخ الفاضل وصف الشيخ الأنصاري (ص 50) بأنَّه ينقد من أجل النقد فقط، وهذا شيءٌ ظاهرٌ جدّاً في ردودِهِ، وبخاصَّةٍ ردُّه هذا، ثم ضربَ على ذلك مثلاً: حديثاً أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهِما"، ومع ذلك ذكر شارح "الطحاويَّة" أنَّ له علة! فلمَّا ردَّ ذلك الألبانيُّ وأثبتَ صحَّته، ثارَ الأنصاريُّ حمِيَّةً للشارح!، واعترض على الألباني دون أيِّ حجَّة علميَّة إلا الشغب كعادته، فقال الأخ الفاضل: "عجباً للشيخ الأنصاري!، إنْ انتقد الشيخ الألباني حديثاً في "الصحيحين" أو أحدهما وقدم الأدلَّة العلميَّة المقنعة بذلك ونقل كلام أهل العلم السابقين في ذلك الحديث لم يُعْجِب الشيخَ الأنصاريَّ هذا الصنيعُ وتباكى على "الصحيحين"، وندَّد بجرأة الشيخ عليهما، والآن لأنَّ الشيخ يدافع عن "الصحيحين" فهذا لا يعجب الأنصاري، ومن أجل النقد!، والنقد فقط، يقف إلى جانب الشارح؛ دون أدلَّة علميَّة... المهم مخالفة الألباني!، وما دام الشيخُ الأنصاريُّ يبحث عن مخالفة الألبانيِّ بأيِّ شكلٍ، حتى لو كانَ هذا بتضعيف حديثٍ في "الصحيحين" ومن غيرِ بيِّنة؛ فلماذا يستنكِر على الألبانيِّ نقدَه لأحاديث "الصحيحين" وبأدلَّة علميَّة؟! أسأل اللّه عز وجل أن لا يكون في هذا حظُّ نفس"، ثم قالَ بارك الله عليه (ص 52 و66): "وأما عن اتِّهامه للشيخ الألباني، وتقويله له ما لم يقله، فلا أحبُّ أن أتعرَّض له!".

أقول: هذا بعض ما وصف به الأخُ الفاضل سمير الزُّهيري الشيخ الأنصاري من تعدِّيه وتقوُّله عليَّ.
ومعذرةً إلى القراء الكرام؛ إذا أنا أطلتُ في هذه المقدِّمة؛ لأنَّ الغرض أن نُبَصِّرَهُم بحال بعض الطاعنين فيَّ بغير حقٍّ بقلم غيري من الكُتَّاب المنصِفينَ الحيادِيِّينَ، ولكي لا يُبادِروا إلى استنكار ما قد يَجِدون منِّي من "الشدة" أحياناً في الردِّ على بعض النَّاقدين بأهوائِهِم وبغير علمٍ، فقديماً قالوا: "قال الحائطُ للوتد: لم تشقُّني؟! قال: سَلْ مْنْ يدقُّني"، راجياً ألا يحمِلوني أن أتمثَّل بقول الشاعر: غَيْرِي جَنَى وأَنَا المُعَذَّبُ فيكُمُ *** فكَأنني سَبَّابَةُ المتندم)).

2- قال الإمام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في [مقدمة الطبعة الرابعة من تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد]:
((ولما كان لتأليف الرسالة المذكورة يؤمئذ ظروف خاصة وملابسات معينة اقتضت الحكمة أن يكون أسلوبها على خلاف البحث الهادئ والاستدلال الرصين؛ ذلك أنها كانت رداً على أناس لم تعجبهم دعوتنا إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح وخطة الأئمة الأربعة وغيرهم ممن اتبعوهم بإحسان فبادؤونا بالتأليف والرد، وليته كان رداً علمياً هادئاً إذن لقابلتهم بأحسن منه، ولكنه لم يكن كذلك مع الأسف، بل كان مجرداً عن أي بحث علمي مملئاً بالسباب والشتائم وابتكار التهم التي لم تسمع من قبل، لذلك لم نر يؤمئذ أنَّ من الحكمة السكوت عنهم وتركهم ينشرون رسائلهم بين الناس دون أن يكون لدى هؤلاء مؤلَّف يكشف القناع عما فيها من الجهل والتهم: " لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ"، لذلك كان لا بد من الرد عليهم بأسمائهم.
وعلى الرغم من أنني لم أقابل اعتداءهم وافتراءهم بالمثل؛ فقد كانت الرسالة على طابعها العلمي رداً مباشراً عليهم.
وقد يكون فيها شيء من القسوة أو "الشدة" في الأسلوب، في رأي بعض الناس الذين يتظاهرون بامتعاظهم من الرد على المخالفين المفترين، ويودون لو أنهم تُركوا دون أن يحاسبوا على جهلهم وتهمتهم للأبرياء، متوهمين أنَّ السكوت عنهم هو من التسامح الذي قد يدخل في مثل قوله تعالى: " وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً"، وينسون أو يتناسون أنَّ ذلك مما يعينهم على الاستمرار على ضلالهم وإضلالهم للأخرين؛ والله عزوجل يقول: " وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، وأيُّ أثم وعدوان أشد من اتّهام المسلم بما ليس فيه؛ بل بخلاف ما هو عليه؟!، ولو أنَّ بعض هؤلاء المتظاهرين بما ذكرنا أصابه من الاعتداء دون ما أصابنا لسارع إلى الرد ولسان حاله ينشد: ألا لا يجلهنَّ أحد علينا ..... فنجهل فوق جهل الجاهلين)).

وقال الإمام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه [دفاع عن الحديث النبوي والسيرة] في رده على كتاب "فقه السيرة" لمحمد سعيد البوطي:
((هذا وقد نمي إليَّ أنَّ بعض الأساتذة رأى في ردي هذا على الدكتور شيئاً من "الشدة" والقسوة في بعض الأحيان، مما لا يعهدون مثله في سائر كتاباتي وردودي العلمية، وتمنوا أنه لو كان رداً علمياً محضاً، فأقول: إنني أعتقد اعتقاداً جازماً أنني لم أفعل إلا ما يجوز لي شرعاً، وأنه لا سبيل لمنصف إلى انتقادنا!، كيف والله عز وجل يقول في كتابه الكريم في وصف عباده المؤمنين: " وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ. وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"؟.
فإنَّ كلَّ مَنْ يتتبع ما يكتبه الدكتور البوطي في كتبه ورسائله ويتحدَّث به في خطبه ومجالسه يجده لا يفتأ يتهجَّم فيها على السلفيين عامة وعليَّ من دونهم خاصة، ويشهِّر بهم بين العامة والغوغاء، ويرميهم بالجهل والضلال وبالتبله والجنون، ويلقبهم بــالسفليين والسخفيين، وليس هذا فقط، بل هو يحاول أن يثير الحكام ضدهم برميه إياهم بأنهم عملاء للاستعمار!، إلى غير ذلك من الأكاذيب والترهات...، إلى أن قال رحمه الله:
ذلك قليل من كثير من افتراءات الدكتور البوطي وترهاته الذي أشفق عليه ذلك البعض أن قسونا عليه أحيانا في الرد، ولعله قد تبين لهم أننا كنا معذورين في ذلك، وأننا لم نستوف حقنا منه بعد " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا"، ولكن لن نستطيع الاستيفاء لأنَّ الافتراء لا يجوز مقابلته بمثله، وكل الذي صنعته أنني بينتُ جهله في هذا العلم، وتطفله عليه، ومخالفته للعلماء، وافتراءه عليهم وعلى الأبرياء بصورة رهيبة لا تكاد تصدق، فمن شاء أن يأخذ فكرة سريعة عن ذلك فليرجع إلى فهرس الرسالة هذه ير العجب العجاب.
هذا وهناك سبب أقوى استوجب القسوة المذكورة في الرد ينبغي على ذلك البعض المشفق على الدكتور أن يدركه ألا وهو: جلالة الموضوع وخطورته الذي خاض فيه الدكتور بغير علم مع التبجح والادعاء الفارغ الذي لم يسبق إليه؛ فصحَّح أحاديث وأخباراً كثيرة لم يقل بصحتها أحد!، وضعَّف أحاديث أخرى تعصباً للمذهب وهي ثابتة عند أهل العلم بهذا الفن والمشرب!، مع جهله التام بمصطلح الحديث وتراجم رواته!، وإعراضه عن الاستفادة من أهل العلم العارفين به!، ففتح بذلك باباً خطيراً أمام الجهال وأهل الأهواء أن يصححوا من الأحاديث ما شاءوا، ويضعِّفوا ما أرادوا، "ومَنْ سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة".
وسبحان الله العظيم؛ إنَّ الدكتور ما يفتأ يتهم السلفيين في جملة ما يتهمهم به بأنهم يجتهدون في الفقه وإنْ لم يكونوا أهلاً لذلك، فإذا به يقع فيما هو شر مما اتهمهم به تحقيقاً منه للأثر السائر: "من حفر بئراً لأخيه وقع فيه"، أم أنَّ الدكتور يرى أنَّ الاجتهاد في علم الحديث من غير المجتهد بل من جاهل يجوز وإن كان هذا العلم يقوم عليه الفقه كله أو جله؟!.
من أجل ذلك؛ فإني أرى من الواجب على أولئك المشفقين على الدكتور أن ينصحوه "والدين النصيحة"، بأن يتراجع عن كل جهالاته وافتراءاته، وأن يمسك قلمه ولسانه عن الخوض في مثلها مرة أخرى؛ عملاً بقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، قيل: كيف أنصره ظالماً؟ قال: "تحجزه عن الظلم؛ فإنَّ ذلك نصره" أخرجه البخاري من حديث أنس ومسلم من حديث جابر وهو مخرج في الإرواء ( 2515 )، فإن استجاب الدكتور فذلك ما نرجو، و "عفا الله عما سلف"، وإن كانت الأخرى فلا يلومنَّ إلا نفسه، والعاقبة للمتقين، وصدق الله العظيم إذ يقول: "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ. يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ")).

انتهى النقل بأمانة :
والكاتب للمقال : رائد آل طاهر
وعنوان المقال :

جواب الشيخ الألباني رحمه الله على مَنْ وصف بعض ردوده بــ (الشدة)!

----------------------------------------------------------------------

أختي في الله الشدّة لاتنطبق على شيوخ اتّهُموا بها رغم أنّهم يدافعون عن السُنّة وبأدلّة شرعيّة ، فالذي يراهم يتعاملون بشدّة هم وقعوا في الشدّة أيضًا بالردّ عليهم وبالردّ على كلّ مَن دافع عن الشيخ ربيع المدخلي ، ويتهجّمون حتّى على الذين يحبّون الشيخ وليس إلاّ بسبب حبّهم للشيخ ربيع كحبّهم لأهل العلم السُنِّيِّين الآخرين أمثال الشيخ العثيمين والألباني وابن باز ومحمد أمان الجامي ، وكلّ من مات من أهل العلم على السُنّة ودافع عنها ، والشيوخ الأحياء منهم عبدالمحسن العباد وابنه عبدالرزّاق ، وصالح السحيمي ، وعبداللله بن عيدالعزيز آل الشيخ وصالح آل الشيخ وصالح الفوزان الملقّب ببقيّة السلف ،حفظهم الله جميعًا وغيرهم ممّن يحافظون على السُنّة ويرون أنّ الشيخ ربيع من أهل السُنّة .


------------------------------------------------

فقد اتّهمت عدّة مرّات أنّني مُدخليّة ، ليس إلاّ أنّني أحبّ الشيخ كحبّي لأيّ عالم ربّاني آخر يدافع عن العقيدة الصحيحة والمنهج السليم في الدّعوة إلى الله .
ومهما حاولتُ الدفاع عن نفسي أنّني لستُ متعصّبًا لا لهذا ولالذاك ، ولكنّهم أصرّوا على اتّهامي بالباطل ، هداهم الله إلى طريق مستقيم وألهمهم السّداد والرّشد والإستقامة على شريعة الله على الوجه الذي يرضي الله عنهم .

فالمسألة ليست تشدّد الشيخ ربيع ضدّ غيره ، وإنّما كلّ من يوضع في مكان لايستحسنه بما يراه من وجهة نظره سواء بالأدلّة الشرعية أو بالهوى واتّباع حظوظ النّفس ، فإنّه يدافع عن موقفه ووجهة نظره بالقوّة أو بالحسنى على ما يراه يليق بالمقام .

والله المستعان .وعليه التّكلان وهو ناصر مَن ينصر دينه بالبيان والحجة والبرهان ، وهو يعلم ما تكنّ االصّدور وما يعلنون ، أهو جهاد هؤلاء كان له سبحانه وحده مخلصًا له الدّين أم هو لغير ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنّما الأعمال باالنّيّات وإنّما لكلّ امرىء ما نوى "


اللّهم اهدنا واهدِ بنا واجعلنا سببًا لمن اهتدى

وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك .




بارك الله فيك أختي على ابداء رأيك و على أدبك أسأل الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه
أنا أيضا من الطرف الآخر اتهمت بأني مميعة اخوانية حلبية مأربية بالرغم من أني لم أقرأ للشيخين أو أسمع لهما مع_ احترامي لكل المشايخ _لم أسمع لهما شيء في حياتي على كل حال أسأل الله أن يهدي المسلمين إلى ما اختلف فيه من الحق اللهم آمين









قديم 2015-12-19, 12:06   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمي عائشة قدوتي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أختي على ابداء رأيك و على أدبك أسأل الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه
أنا أيضا من الطرف الآخر اتهمت بأني مميعة اخوانية حلبية مأربية بالرغم من أني لم أقرأ للشيخين أو أسمع لهما مع_ احترامي لكل المشايخ _لم أسمع لهما شيء في حياتي على كل حال أسأل الله أن يهدي المسلمين إلى ما اختلف فيه من الحق اللهم آمين
سبحان الله العظيم ، سبحان الله و بحمده !!!!!

لم تقرئي للشيخين و لم تسمعي لهما شيئا ، و تزعمين أنّك تحتريمينهما ..... تناقض عجيب !!!!!!!

هذا يعني أنّكِ لا تعلمين مع مَن الحق ، ثم تنقلين كلاما تؤازرين فيه أحدهما دون النّظر في كلام الآخر .

و تزعمين أنّكِ تُحسنين صنعا .

أليس هذا فيه ظلمٌ منكِ للطرف الآخر و تعدٍ على عرضه ومنهجه و مكانته التي شهد له بها العلماء الكبار ؟؟؟

ما محل هذا المقال من الإعراب لو أنّني نقلت لكِ الآن ما ينقضه ، و يجلي تناقضه ، ويفضح أراجيفه و ألاعيبه ؟؟؟؟









قديم 2015-12-19, 14:50   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمار مشاهدة المشاركة
سبحان الله العظيم ، سبحان الله و بحمده !!!!!

لم تقرئي للشيخين و لم تسمعي لهما شيئا ، و تزعمين أنّك تحتريمينهما ..... تناقض عجيب !!!!!!!

هذا يعني أنّكِ لا تعلمين مع مَن الحق ، ثم تنقلين كلاما تؤازرين فيه أحدهما دون النّظر في كلام الآخر .

و تزعمين أنّكِ تُحسنين صنعا .

أليس هذا فيه ظلمٌ منكِ للطرف الآخر و تعدٍ على عرضه ومنهجه و مكانته التي شهد له بها العلماء الكبار ؟؟؟

ما محل هذا المقال من الإعراب لو أنّني نقلت لكِ الآن ما ينقضه ، و يجلي تناقضه ، ويفضح أراجيفه و ألاعيبه ؟؟؟؟

من لا يعرف الشيخ ربيع أو الشيخ الحلبي ليس سلفي ؟؟؟
السلفية هي فهم الإسلام الصحيح
هل هناك وصي على الإسلام ؟؟
الكل يؤخد من قوله و يرد و الكل راد و مردود عليه و في أحسن الأحوال كلها تبقى اجتهادات لا تلزم سوى أصحابها
لست أغلب طرف على طرف لأنها ليست حرب لكن غلو أصحاب منهج الجرح و التجريح لا يخفى على أحد والأمر لم يقتصر على شيخ أو شيخين و هذا المنهج يحذر منه العلماء الكبار الذين لو اقتصر الإنسان على قراءة مؤلفاتهم فلن يكفيه العمر بأكمله ومن ذلك كتاب الشيخ بكر أبو زيد تصنيف الناس و أيضا كلام الشيخ ابن جبرين عنهم و كل من يحذرون منهم يظهرون و يزكيهم المفتي و كبار المشايخ كالفوزان و غيره و أبشرك أن أصحاب هذا المنهج قلة أغلبهم في الجزائر و ليبيا فحتى في السعودية لا وجود لهم لكثرة العلماء و وجود العلم فهؤلاء تجدهم أين يقل العلم و العلماء لذلك تجدهم أيضا في بلدان الغرب أين لا وجود يذكر للعلم.
يا أخ لست ضدك أو ضد غيرك و لا أريد الجدال فهذه هو منهجي الذي أدين الله به
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك و أتوب إليك.
لمن يختلف معي أرجو عدم التعقيب على مشاركاتي فضلا لا أمرا










قديم 2014-11-02, 08:00   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا ما قاله الشيخ الالباني
"فلا تكن مع سفر ولا مع سلمان ولا مع العمر ولا تكن عليهم مع الدكتور ربيع ولا مع غيره ممن هم في خصام مبين الآن في بعض المسائل التي تعتبر مسائل فرعية وقع في مثلها الخلاف قديما بين الصحابة والذين جاؤوا من بعدهم ومع ذلك ما كان ذلك سببا في الفرقة والعداوة والبغضاء بينهم"

المصدر : سلسلة أهل الحديث والأثر - الألباني - متفرقات - شريط 44 - دقيقة 47










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
مسلمه, منهج, المبتدعه, العالم, بمبتدع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc