عن عبد الله بن وقدان السعدي قال: وَفَدْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كُلُّنَا يَطلبُ حَاجة، وكنتُ آخرهم دُخُولاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلتُ: يا رسول الله، إني تَركتُ من خلفي وهم يَزْعُمُون أنَّ الهجرة قد انقطعت، قال: «لا تنقطع الهجرة ما قُوتِلَ الكُفَّارُ».
[صحيح] - [رواه النسائي وأحمد]
الشرح:
جاء هذا الصحابي الكريم في جماعة من قومه يطلبون حاجات، وكان هو آخر من دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان من أسئلته أن قومًا خلفه يقولون إن الهجرة قد انقطعت، فأخبره -عليه الصلاة والسلام- بأن الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام لا تنقطع ولا تتوقف ما دام المسلمون يقاتلون الكفار، ولكن الهجرة من مكة إلى المدينة انقطعت؛ لحديث (لا هجرة بعد الفتح) متفق عليه.
معاني الكلمات:
وَفْدٍ :
بفتح فسكون جمع وافد، كصاحب وصحب.
لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْكُفَّارُ :
قوتل ببناء الفعل للمفعول: أي مدّة مقاتلتهم، والمعنى: أن الهجرة باقية إلى يوم القيامة؛ لأن مقاتلة الكفّار مستمرّة إلى ذلك الوقت.
الهِجْرَةُ :
هي الخروج من بلد الكفر إلى بلد الإسلام.
من فوائد الحديث:
وجوب الهجرة من ديار المشركين إلى ديار المسلمين، وهو مذهب جمهور العلماء.
استمرار الهجرة إلى يوم القيامة.
أن المشروع أن يقاتل الكافر حتى يسلم أو يعطي الجزية.