فوائد منتقاة من خطبة “أسباب تسلط الرافضة و العلويين على أهل السنة…” ✍ «اعلموا أن ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير، وأن هذه الشدة واللَّئْوَاء التي تمر على أهل السنة في كثير من البلاد لا بد أن يفرجها من هو على كل شيء قدير…» ✍ «إياكم أنْ يستولي على قلوبكم القنوط واليأس، أو تفوهوا بالكلام الدال على التضجر والتسخط والإبلاس. فإن المؤمن لا يزال يسأل ربه ويطمع في فضله ويرجوه، ولا يزال مفتقرًا إليه في جلب المنافع ودفع المضار من جميع الوجوه… إن أصابته السَّراء كان في مقدمة الشاكرين، وإن نابته الضراء فهو من الصابرين…» ✍ «أيها المسلمون ! وعلى هذا، ومن هذا المنهج الرباني إننا إذا نظرنا إلى تسليط أخس الخلق في الأرض على رقاب المسلمين وأهل السنة -أعني تسلط اليهود وتسلط الرافضة المشركين وتسلط العلويين النصيريين على رقاب أهل السنة- اليوم وجدناه من عند أنفسنا، وجدنا هذا بسبب معاصينا وبعدنا عن ربنا، اسمعوا ما قال الله في الجواب على سؤال المصابين يوم أحد (يوم جُرِحَ المسلمون) قال الله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُم} [أل عمران:165]، ثم ختم الله الآية بقوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، إشارة منه عز وجل إلى أنه قادر على أخذ أعدائهم…» [أسئلة لابد لها من جواب !] ✍ «عباد الله ماذا لو تصورنا اليوم حال المسلمين تصورا صحيحا، وحكمنا حكما عدلا مُبيّنا ومبنيا على العقل بعيدا عن تيارات العاطفة لوجدنا في المسلمين اليوم وفي العرب ما هو من أكبر أسباب الخذلان والهزيمة. – أليس في بلاد المسلمين اليوم ومن ينتسب إلى الإسلام من لا يؤمن بالله واليوم الآخر ؟ – أليس ممن يعيش بين المسلمين اليوم من يدعوا إلى الفكر الليبرالي الإلحادي المعادي للأخلاق والعقيدة ؟ – أليس في بلاد المسلمين من يشرك بالله ويعبد القبور ويدعوا الأولياء والمخلوقين ويتقرب إلى السحرة والمشعوذين والسحرة ؟ – أليس في المسلمين اليوم من يمجّد البدع وتعظيم القبور والأولياء ؟ – أليس في المسلمين اليوم من هجر المساجد ولا يقيم للصلاة وزناً ولا يؤتي الزكاة ولا يصوم رمضان ولا يحج بيت الله الحرام ؟ – أليس في المسلمين اليوم ومن يقود المسلمين اليوم من يحكّم الأنظمة الغربية ولا يحكّم سنة الله وسنة رسوله بل يرى أن هذا الزمن لا يصلح له حكم الشريعة الإسلامية ويرى أن الإصلاح في الديمقراطية والحكم المدني ؟ – أليس من أبناء المسلمين اليوم من يدعوا للتبرج وأختلاط النساء بالرجال ؟ – أليس في المسلمين اليوم من يسخّر ماله للفساد ولإنشاء قنوات الفساد والرذيلة ؟ – أليس في المسلمين اليوم من يدعو إلى الحرية المنفلتة من الأخلاق والآداب ؟ – أليس في المسلمين اليوم من يطالب زعموا بحرية المرأة ليخرجوها من العفة والفضيلة إلى الخروج إلى السفور والتمتع بها ؟ – أليس في بلاد المسلمين تباع الخمور في أسواقهم علناً ويسمح لها ويعطى لها التراخيص وتشرب علناً ؟ – أليس في المسلمين اليوم من لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ويعدّون ذلك تدخلاً في الشؤون الخاصة ؟ وتركوا قول الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110] . – أليس في المسلمين اليوم من لا يقيم حدود الله التي أوجبها الله تعالى في الجرائم والذنوب ؟ إلى غير ذلك كثير وكثير مما لا يحصى ولا يعد من أمراض الشبهات والشهوات…» ✍ «فيا أيها المسلمون ! إن الطمع في النصر بدون وجود أسبابه طمع في غير محله، والنصر للمسلمين جعله الله مقرونا بتوحيده وطاعته وباتباع نبيه (صلى الله عليه وسلم) وبتحقيق الإخلاص لله تعالى، قال ربنا سبحانه وتعالى: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ} أي: يا أهل المسلمين، يا أهل الإسلام، يا أهل الإيمان، يا أهل التوحيد… {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا} أي: كفروا بالله أو من المسلمين من كفر النعمة وعصى {فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ۞ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:8-9] . – كم من المسلمين اليوم كرهوا شريعته ؟ – كم من المسلمين اليوم كرهوا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؟ – كم من المسلمين اليوم كرهوا التوحيد والدعوة إليه وذلك سبّب إحباط أعمالهم وتسلط أعدائهم عليهم.» [كلمة عظيمة من رجل عظيم !] ذهب عمر ابن الخطاب (رضي الله عنه) ومعه أبو عبيدة بن الجراح ليأخذوا من النصارى مفاتيح القدس، وكان عمر يسير على بغلة ورجلاه تتفطر في الماء فقال له أبو عبيدة: “يا أمير المؤمنين -في ما معنى الكلام- لو تزينت لاستقبال هؤلاء العلوج من الثياب الحسنة -أرشده بذلك-” فقال كلمةً أصبحت تدون التاريخ، قال: “ويحك يا أبا عبيدة ! لو غيرك قالها لجلدته، نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن إبتغينا العزة بغيره أذلنا الله.”