تؤدي العلاقات الإنسانية دوراً هاماً في إثارة الدوافع، لتحقيق أعظم كفاية، وبالتالي تحقيق أهداف الإدارة التربوية، فهي تعمل على تخفيف وطأة الآلية المفرطة في العمل والأساليب الروتينية التي تجعل العمل ثقيلا ومملاً، والقائد أو المشرف أو الرئيس في أي تنظيم إداري هو الذي يعمل على استثمار جهود الأفراد، وإثارة دوافعهم للعمل والإنتاج، وتنسيق تلك الجهود وحفزها ورفع الروح المعنوية بين أفراد الجماعة. فالروح المعنوية من أهم العوامل التي تساعد على تعاون الجماعة ،و تحسين أدائها وبالتالي تحقيق الأهداف التي تعمل على إنجازها.
ومهمة المشرف أو القائد التربوي تتمثل في مساعدة جماعة العمل، أو التنظيم التربوي على تحقيق هدف مشترك يتفقون عليه ويقتنعون بأهميته، وذلك من خلال العلاقات الإنسانية الناجحة.
وينبغي أن يعرف المشرف أن العلاقات الإنسانية لا تكفي لنجاح عمله، فهي تطبق مع مجالات أخرى في الإدارة التربوية، وأن لها حدوداً ينبغي عدم تجاوزها للمحافظة على هيبة التنظيم، بمعنى أنه لا يسمح بالتسيب والمجاملة على حساب العمل، حتى لا تؤدي المبالغة في دبلوماسية العلاقات الإنسانية داخل الإدارة التربوية إلي مجاملات شخصية.
وتتضح العلاقات الإنسانية في المجتمع الذي تحفظ فيه حريات الناس، وكرامتهم وحرمتهم، وأموالهم بحكم التشريع وفي المجتمع الذي يسوده النضج والتعاون، ويقدم على الشورى والتوجيه والمساواة في العمل والتعامل والعدالة في الواجبات والحقوق والذي يشعر كل فرد فيه بحكم الله، فالجميع يقفون على قدم المساواة أمام رب العالمين، في طمأنينة وثقة ويقين. قال تعالى:{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله آياته لعلكم تهتدون} آل عمران: آية 103.
وعلى ذلك تتحدد أهمية العلاقات الإنسانية في النقاط التالية:
ا- تضمن للعاملين في المجال التربوي الرضا الوظيفي.
2- تدفع العاملين للعمل والأداء والإنتاج.
3- تخفف وطأة الآلية المفرطة في العمل.
4- تجدد الأساليب الروتينية التي تضفي على العمل الملل والرتابة.
5- تبعد الاضطرابات النفسية والتشاحن أو الحقد أو الحسد.
6- تعزز الانتماء إلى العمل التربوي من قبل الجميع.
7- تمنح فرصاً للإنجاز والتقدم.
8- ترفع من الروح المعنوية.