الحمد لله رب العالمبن، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذه كلمات أوجهها إلى إخوة لي في الله تبارك وتعالى، ما زال لديهم شعور بالمسؤولية تجاه الأسيرات عندهم.
وهي بمثابة صرخة تحذير مدوية في سماء الرجال، أن يتقوا الله في النساء، وفي الأولاد، فمن الملاحظ للعيان، أن كثيرا من الناس قد تساهلوا كثيرا في أمر الطلاق،
إني لا أتكلم من تخمينات، ولا من توهمات، ولكن من فتح سمعه لشكاوى الناس علم ما لم يعلم غيره.
فلقد كثر التساهل في أمر الطلاق حتى أصبح الرجل يطلق من أجل أسباب تافهة، كان من الممكن جدا أن يقضي عليها بالتروي والنصح ووو.
فكما هو معلوم أن الطلاق في الشريعة الإسلامية ليس محرما ولكن التساهل فيه يشتت الأسر ويجعل البيوت بلاقع.
نعم، المرأة لا بد لها من تقصير بموجب أنها بشر، ثم بموجب أنها امرأة، فقد خلقت من ضلع أعوج، فلا بد من خلل فيها.
ولكن الشرع دلك على طرق إصلاح ما يمكن إصلاحه، فهناك الوعظ، فإن لم يفلح فهناك الهجر في المضجع، فإن لم يفلح فهناك الضرب غير المبرح، فإن لم يفلح فهناك التحكيم، فيأتي حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة، ويصلحان الخلل، وتعود بإذن الله المياه إلى مجاريها.
فإن لم تفلح واحدة من هؤلاء فالطلاق حينها يكون فيه راحة للاثنين.
قد أردت في هذه العجالة أن أنبه من يمكن أن يتنبه لخطورة التساهل في أمر الطلاق لأتفه الأسباب، فوالله كم من مرة يأتيني آت فيقول: إني طلقت زوجتي وأنا نادم فكيف أفعل كي أرجعها؟؟
لماذا التسرع ثم الندم؟؟
وأحيانا ـ وتلك القاصمة ـ يأتي الرجل فيقول بأنني طلقت زوجتي وهذه المرة الثالثة، فكيف أفعل كي أرجعها؟؟؟
بالله عليك من أين ستأتي بالشجاعة لتقول له بأن زوجته لا يمكن أن يردها إلا بعد أن تتزوج بغيره، فيطلقها أو يموت؟؟!!!
فليتق الله المتساهل في هذا الأمر، وليقدر قدر لسانه، فكلمة واحدة تشتت له الأسرة، وتيتم له الأولاد.
وكم نشاهد من أبناء يعيشون في كنف والديهم، ومع ذلك تجدهم منحرفين، فكيف لوعاش في بعد عن أحد أبويه؟؟!!
والأدهى من ذلك والأمر أنك تجد بعض الناس يأتيك ويقول بأنه قال لزوجته: أنت عليّ حرام!!
الله الله في العوان اللواتي عندكم، وفي ألسنتكم التي قد تفعل الأفاعيل، بكلمة وكلمتين.
جاءني شاب قبل أيام، فقال بأن هناك شاب طلق زوجته مرتين، وفي المرة الثالثة بعث لها بالطلاق مع أمه، وهو الآن نادم ويسأل هل يقع الطلاق أم لا؟
هيا أخبروني من أين ستأتي بالشجاعة لتقول لشاب في ريعان شبابه وله ابن صغير مع أمه في بيت أبيها كلمة صغيرة جدا، وهي " نعم "؟؟!!