في كل محطة نجلس لنستريح نقلب صفحات الماضي نبتسم له حينا .... ونتحسر عليه في غالب الأحيان ، فعندما وضعت قدمي في أول الطريق في معركة الشرف والنزاهة وجدت نفسي في وسط جديد سمعت عنه الكثير.... الكثير .... ترددت كثيرا في المتابعة لشدة المصاعب والمتاعب التي واجهتها سواء لما تعرضت له من هجوم و تهديد أو ذاك الخيار الذي فرضه الموقف في لحظة كان الخيار فيها قول نعم أو قول لا .. فقلت لا.
وكان للأيادي الخيرة بالمهنة أثر كبير للدفع نحو المثابرة والخوض في هذا المسار الصعب .... فلم تعد هذه المهمة مهمتي وحدي بل أصبحت مهمة رجال توسمت فيهم أثرا لأولئك المتابعين لشرف المهنة وقدسيتها معتبرا أن الضمير سلاح المربي فإن حمله بقي واقفا ما بقي الدهر و إن تخلى عنه بقي قابعا في زوايا الظلماء في الدنيا والآخرة .
تعلمت أن الالتزام والنزاهة شرف .. والشرف أن تبقى وفيا لقدسية عملك ومهنتك.. فهل ثمة خطأ ارتكبته؟
وهل الأخطاء بحجم القيم التي سمعنا ؟
إن المهنة رسالة ورثناها .... وسنورثها للأجيال القادمة ..... ورثناها دفاعا عن الفضيلة والقيم والأخلاق ...... فهل سنورثها بنفس مفهومها ؟ .... فليكن الميراث اكثر صفاءً ونقاءً .. ليبقى الدفاع عن الحق مهمة النبلاء من الناس وليبقى صفاء الضمير أهم ما يميزهم .
لقد كتبت يا سيادة المستشار أن شخصي المتواضع يمتاز بالنزاهة والجدية في أداء مهامه ..وقد أمرتني يا سيادة المفتش بعد اطلاعك على الأوضاع بكتابة تقرير مفصل ثم أتبعته بقول ترك الأثر في نفسي فقلت أحسنت يا ولدي ..فكأنما كنت أسمعها من والدي وليس من مسئولي..وقد قلت لي يا سيادة مفتش التربية والتعليم – لا تخف .فقلت لك أني لا أخاف .وقد كنت أثق فيك أكثر من أي شخص آخر ..ولعلي أثق فيك دوما .
وقد قال لي سيادة المدير – ستندم .
ولكنني لن أندم لأني لست ممن يندمون على مواقف اتخذوها في حياتهم دفاعا عن قضية.
وقد استصرختكم يا سيدي مدير التربية أن تغيثوني .. فعاقبتموني.
لقد عاقبتموني جميعكم ..بقرار إداري دون الاستماع إلي .. عاقبتموني بصمتكم حيث كنت أصرخ .
لكن من دافعت عن حقوقهم أنصفوني .. كافئوني بفرحة عيونهم وهم يمسكون بتفاحة كاملة ..وموزة كاملة .. وقطعة خبز كافية .
كافئوني لأنهم وعلى صغر سنهم فهموا فأحبوني..
سادتي الكرام ..لقد أنجزت عملي بما يقتضيه الضمير والقانون ولم أرتكب خطأ مهنيا واحدا ، لكنكم قدمتموني للذبح على آنية من ذهب .
اليوم أنا أدافع عن حياتي نفسها ..و إن كان ولا بد أن أموت فسأموت ميتة تليق بما أقدمت عليه ..ميتة شرف .
أو كما قالت زنوبيا ملكة تدمر .. بيدي وليس بيد عمرو.
ولتنعموا أنتم خلف مكاتبكم .. وميعادنا عند من لا يظلم عنده أحد.
مسير مطعم مدرسي قال لا للسرقة فعاقبوه
أعدت تعديل الموضوع وعزمت على بركة الله نشر
قصتي
قصتي مع الفساد والمفسدين المتواطئين معهم
و أتأسف للانسبكتور لأني لم أرد أزج
بنفسي في متاهات لا نهاية لها ولكن لا بد مما لا بد منه .